إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 29 أبريل 2013

الشـــهــيــدان !!


الشـــهــيــدان !!
البيان قبل وصول الإخوان ( 2 )


الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فإنه لا يُماري مُنصف فى المكانة التي وصلت إليها جماعة الإخوان المسلمين فى بلاد الإسلام بعد ثورات " الخريف العربي " ، فقد اكتسحت الجماعة معظم الدوائر البرلمانية وأحيانا الرئاسية في هذه البلاد ؛ فمن الإنصاف تسليط الضوء على هذه الجماعة حتى يكون أهل الإسلام على بينة من أمرهم إذ أصبح أعضاء الجماعة رجال المرحلة !.
ولما كانت الجماعات والدعوات لا تقوم إلا بأصحابها ، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _:
(( إن الطائفة إنما تتميز باسم رجالها أو نعت أحوالها )) . ( منهاج السنة 2 /518 )
فتوجب علينا النظر في رجال الجماعة حتى نتعرف على منهجها ؛ وأول من ينبغي أن يُسلط عليه الضوء فى رجال الجماعة شخصيتين يُعرفان فى الجماعة بــــــ ( الشهيدين ) ؛ فما يُذكر اسم ( الشيهد ) في أوساط الجماعة إلا وانصرف الذهن الى الأستاذ " حسن البنا " مؤسس الجماعة ، والأستاذ " سيد قطب " أديب معروف حمل بقلمه عبء التقعيد والتنظير لفكر الجماعة .
وينبغي التنبيه قبل البدء أن من يتجرأ ويَذكر الشيخ " البنا " أو ألاستاذ " سيد قطب " قد عَرض نفسه لسهام الإخوان ، فهو أما فى الجهاد يَطعن أو للمخابرات العالمية مُسخر ، إذ الإخوان لا يرضون بـ " البنا " بديلاً ، ولا في " سيد قطب " جرحاً ولا تعديلاً .

ودليل ذلك أننا لو قلنا لهم : " إن كان لابد وصف الشيخ " البنا " والأستاذ " سيد " بالشهادة واجباً حركياً ما لكم منه بُدّ فاستثنوا بقولكم _ على الأقل _ : " إن شاء الله " ؛ فقد عقد الإمام البخاري فى كتاب الجهاد من ( صحيحه ) باب : ((لا يُقال فلان شهيد)) .
تراهم يستنكفون ويأبوا إلا أن يصفهما بالشهادة بدون استثناء؛ ومعلوم أن الجزم بالشهادة لرجل جزمٌ له بالجنة ، وهذا من أدعاء علم الغيب الذي انفرد الواحد العليم به _ سبحانه _ ؛ فضلاً عن أن ترك الاستثناء أصل بدعة الإرجاء .
قال عبد الرحمن بن مهدي ـ رحمه الله ـ :(( أصل الإرجاء ترك الاستثناء )) .
( رواه الخلال فى السنة 1061 ، و الطبري فى تهذيب الاثار 1519 ) .


ونبدأ بالشيخ " حسن البنا " _ رحمه الله وعفا عنه _ إذ أن جماعة الإخوان لا يتصورون للجماعة وجود بدون فكر وتعاليم الأستاذ " البنا " .
يقول سعيد حوى : " ونعتقد أنه لا جماعة كاملة إلا بفكر الأستاذ البنا وإلا بنظرياته وتوجيهاته !" . ( فى آفاق التعاليم ص / 5 )
وقال عصام العريان : " والإخوان فى حاجة لفهم أطروحات سيد قطب في إطار فهم الشيهد البنا !! ، وإذا وجد اختلاف بين الشهيدين فعلينا أن نتسلح بالشجاعة لكى نعتمد كلام حسن البنا وليس كلام أي أحد أخر !! . ( محيط نت 5 ابريل 2006 م ) .
وظني أن كلام سعيد حوى والعريان أو غيرهما من أبناء الجماعة يُحمل على اعتقادهم بأن الأستاذ "حسن البنا " اصطفاه الله _ عز وجل _ ليحمل توحيد الأمة من جديد .
قال عمر التلمساني : " لما كان الأمر أمر تجميع ، وتكوين ، وتوحيد مفاهيم أمة مسلمة ، لما كان الأمر عودة المسلمين إلى الإيمان ، لما كان الأمر كذلك .. أختار الله لهذه الدعوة إمامها الشهيد حسن البنا !! . ( ذكريات لا مذكرات ص / 8 ) .
وهذا هو ما أَكد عليه " البنا " لأعضاء الجماعة ، إذ أوضح لهم أن الإسلام لا يُفهم إلا في حدود الأصول العشرين التى وضعها لهم ؛ فقال فى تفسير ركن " الفهم " الذي هو أحد أركان البيعة :
" إنما أريد بالفهم أن توقن بأن فكرتنا إسلامية صحيحة ، وأن تفهم الإسلام كما نفهمه فى حدود الأصول العشرين الموجزة كل الإيجاز !! " ( الرسائل ص / 390 ) .
قلت : وقد أخذتني الحيرة فى تناول كلام " الأستاذ البنا " ، هل أكتفي فيه بالعرض فقط ، أم يلزم الأمر بعض النقد ؟
ولكنى عزمت أن أكتفي بالعرض فقط حتى لا يقول قائل : " حَملت الكلام ما لم يحتمله "، و يكون حال القارئ على نحو من قال :

إن كان الذي يأتي حسناً قبلته ......... وإن كان قبيحاً تركته


ذكر الأستاذ البنا طرفاً من اعتقاده فقال في ( مذكرات الدعوة و الداعية ص / 24 ) :
" وصحبت الإخوان الحصافية بدمنهور ، وواظبت على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة " .
وقال في ص / 28 : " كانت أيام دمنهور .. أيام استغراق في عاطفة التصوف ... كانت فترة استغراق في التعبد والتصوف ".
وقال في ص / 30 :" كنا في كثير من أيام الجمع التي يتصادف أن نقضيها في دمنهور ، نقترح رحلة لزيارة أحد الأولياء الأقربين في دمنهور ، فكنا - أحياناً - نزور دسوقي " . اهـ
و قال محمود عبد الحليم في كتابه ( الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ 1 /109 ) : " وكنا نذهب جميعاً كلّ ليلة الى مسجد السيدة زينب ، فتؤدى صلاة العشاء ، ثمّ نَخرج من المسجد ، ونصطف صفوفاً يتقدمنا الأستاذ المرشد " البنا " ينشد من أناشيد المولد النبوي ، ونحن نردده من بعده في صوت جهوري جماعي يلفت النظر !! ".

قلت : " ولعل صوفية " الأستاذ البنا " هي التي جعلته يتبنى دعوة التقريب بين أهل السنة والرافضة ، إذ أن التصوف قنطرة التشيع كما هو معروف .
قال الأستاذ التلمساني :"... وفي الأربعينات _ على ما أذكر _ كان السيد " القُمِّي " _ وهو شيعي _ يَنْزل ضيفاً على الإخوان في المركز العام ، ووقتها كان الإمام الشهيد يعمل جاداً على التقريب بين المذاهب ... وسألناه يوماً على مدى الخلاف بين أهل السنة والشيعة ؟ فنهانا عن الدخول في مثل هذه المسائل الشائكة ... فقال : " اعلموا أن أهل السنة والشيعة مسلمون ، تجمعهم كلمة لا اله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ". ( هكذا )... انظر موقف علماء المسلمين ( ص / 215 ) .
وقال الأستاذ عبد المتعال الجبري في كتابه ( لماذا اغتيل حسن البنا ؟ ص / 32 الاعتصام طـ 1 ) ينقل عن روبير جاكسون قوله : " ولو طال عمر هذا الرجل _ يقصد : حسن البنا _ لكان يُمكن أن يتحقق الكثير لهذه البلاد ، خاصة لو أتفق حسن البنا وآية الله الكاشاني الزعيم الإيراني على أن يُزيلا الخلاف بين الشيعة والسنة ، وقد إلتقا الرجلان في الحجاز عام 48 ويبدو أنهما تفاهما ووصلا الى نقطة رئيسية لولا أن عوجل حسن البنا بالاغتيال " . أهـ
قلت :" ومن أجل إذابة الفروق بين السنة والشيعة كان ينهي الأستاذ البنا أتباعه النظر في كتب التفاسير ، أو التحاكم الى السنة ، فقد قال لمحمود عبد الحليم : " إن كنت تُريد نصيحتي فلا داعي لقراءة تفاسير " . ( أحداث صنعت التاريخ 1 / 208 ) .
وقال يوماً للدكتور عبد العزيز كامل : " أنا أعلم نوع تفكيرك وتمسكك بالسنة ، وستأتي أيام وظروف قد نختلف فيها ، وأود في هذه الظروف أن تترك رأيك لرأيي . ألا تطمئن إلي ؟! " ( مذكرات عبد العزيز كامل ص / 53 ) .
أما اعتقاد الشيخ في جانب الأسماء والصفات فقد قال في ( مجموع رسائله ص / 498 ) :
" ونحن نعتقد أن رأي السلف من السكوت وتفويض علم هذه المعاني إلى الله _ تبارك وتعالى _ أسلم وأولى بالأتباع " . اهـ
قلت :
" ولا يسعنا السكوت هنا من غير تنبيه على هذه الكلمات لأنها من الممكن أن تختلط على السامع إذ يَفهم أن مذهب السلف هو التفويض !! ، وهذا من أخبث المذاهب ، بل هو أسوأ حالاً من مذهب الفرقة السبعية " الأشاعرة " ، وأما مذهب السلف الصالح فكان : معرفة معاني تلك الصفات مثبتين حقائقها لله _ عز وجل _ على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى فهم يعلمون معنى تلك الصفات ، ويفوضون كيفياتها . فانتبه !.
أنشأ الأستاذ / حسن بن أحمد بن عبد الرحمن البنا جماعة الإخوان المسلمين بمصر ، وبالتحديد بالإسماعيلية عام 1347 هـ ، واستمرت هذه الجماعة في النمو والازدياد إلى أن صار عدد أتباعها عند وفاته ما يقرب من نصف مليون ، [كما في الإعلام للزركلي] .
بايع حسن البنا الملك فاروق ملك مصر ، كما بايع الملك فؤاد كلاً على السمع والطاعة .
وقال في بيعة الملك فؤاد : " إلى سدة صاحب الجلالة الملكية حامي حمى الدين ، ونصير الإسلام والمسلمين مليك مصر المفدى ... يتقدم أعضاء مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين المجتمعون بمدينة الإسماعيلية بتاريخ 22 صفر سنة 1352 والممثلون لخمسة عشر فرعاً من فروع جمعية الإخوان المسلمين برفع أصدق آيات الولاء والإخلاص للعرش المفدى و لجلالة المليك وسمو ولي عهده المحبوب ".( مذكرات الدعوة و الداعية ص / 156 دار الشهاب )

وقال في بيعة الملك فاروق : " إلى صاحب الجلالة الملك فاروق الأول : أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو ، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ، وأرفع إلى السدة العلية ولاء أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في القطر المصري كله ، بل في العالم الإسلامي أجمع ، وإخلاصهم لعرشكم المفدى وتحيتهم لذاتكم المحبوبة " . اهـ
وقال : " يا مولاي لقد برهنتم جلالتكم في كل موقف على اعتزازكم بتعاليم الإسلام ، وحرصكم على أن تسود الروح الإسلامية النبيلة مظاهر حياة شعبكم المخلص ، وكنتم في ذلك خير قدوة " . اهـ . ( مجلة النذير العدد الثاني 6 ربيع الثاني 1357 هـ دار الكتب و الوثائق ) .
كما أشاد بوطنيته في رسالته إليه في أكتوبر 1946 قائلاً : " إن جلالتكم وأنتم الوطني الأول خير من تتحقق على يديه الآمال ، وتنصلح بسامي حكمته وجميل إرشاده وتوجيهه الأحوال " . ( أحداث صنعت التاريخ 1 / 419 ).
وكان دائم الشهادة للملك فاروق بأنه ملك مسلم ... فقال : " وإن لنا في جلالة الملك المسلم أيده الله أملاً محققاً ، وفي الشعب المصري الذي ثقلته الحوادث ونبهته التجارب " . ( مذكرات الدعوة ص / 191 ) .

وعلى الرغم من ارتباط حسن البنا ببيعة الملك فاروق إلا أنه كان يفرض على أتباعه بيعة سرية لنفسه كما أثبت ذلك في كتابه ( مذكرات الدعوة ص / 96 ) ، وأوضح محمود الصباغ في ( التنظيم الخاص ص / 132 ) هيئة هذه البيعة وكيف كانت تَتم بأن يُقسم العضو على مصحف ومسدس !! .
وكان البنا دائم القدح في الملك فاروق في مجالسه الخاصة ، قال محمود العسال في كتابه ( الإخوان بين عهدين ص / 106 ،107 ) نقلاً عن حسن البنا أنه قال في الملك فاروق وأعوانه : " إننا لا نثق بهؤلاء الطغاة ... الذين يستمدون سلطانهم من الطاغية الأكبر! ... وكان يسميهم العبارقة أي : عبيد فاروق ؛ثم قال : لا يسعنا أن نقول لمثل هؤلاء ونوجه إلى كل آثم منهم { تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ } [الزمر : 8 ] "اهـ .

وكان حسن البنا رجل ثوري حركي مع أنه القائل :" أما الثورة فلا يُفكر الإخوان المسلمون فيها ، ولا يعتمدون عليها ، ولا يؤمنون بنفعها ، ونتائجها " . ( الرسائل ص / 190 )
دخل في عام 1935 م بجماعته طور العمل التنفيذي السري فأسس ميلشيات عسكرية في الجيش والشرطة ، كما أسس جهازاً سرياً خاصاً يخضع لأوامره بقصد حماية دعوته !! ، وأسس تنظيم الجوالة ، ليخفي ورائه عمل التنظيمات ... وقد أقتبس حسن البنا فكرة تشكيل التنظيمات السرية ، والأسر، والكتائب من الخلايا الشيوعية ، وأنشأ جهاز استخبارات للتجسس على الناس ، وأردفه بجهاز متخصص في نشر الإشاعات لقياس نبض المجتمع تجاه الأحداث . ( انظر رسالة المؤتمر الخامس ص / 178 ) .

وفي عام 1942م رشح نفسه في الانتخابات البرلمانية ، فطلب منه " النحاس باشا " التنازل عن الترشيح ، وذلك لأن البلد كانت في حالة حرب؛ فتنازل " البنا " عن الترشيح مقابل الحصول على تسهيلات دعوية استفاد منها حتى عام 1948م ، ثم رشح نفسه مرة أخرى عام 1944م فطلب منه " أحمد ماهر " التنازل عن الترشيح لأن البلد كانت مقبلة على حرب ، فرفض التنازل .. و سقط في الانتخابات فقرر الإخوان بعدها قتل " أحمد ماهر " ، وأعدوا لذلك خطة محكمة قام بها أحد شباب الإخوان اسمه " محمود العيسوي " ، ثم قاموا في عام 1946م بإلقاء القنابل على جميع أقسام القاهرة ، ثم قُتل " النقراشي باشا " _ وسيأتي قريباً كلام الشيخ شاكر حول هذه الأحداث _ و في عام 1948م قُتل المستشار " أحمد الخازندار " قبل مقتل " النقراشي باشا " بسبب إصداره أحكاماً رآها الإخوان قاسية على بعض المنتمين إليهم . فقام بقتله " عبد الرحمن السندي " فما كان من الأستاذ البنا إلا أن قال له : " لقد قتلت بغير إذن ، ومثل هذا العمل لابد فيه من الإذن الصريح !! ".
وفي موضع آخر قال " حسن البنا " للسندي : " لماذا قتلت الخازندار ؟ " قال السندي : " أنت الذي أمرت بهذا ". فرد قائلاً : أنا يا عبد الرحمن ؟! قال : " نعم أنت ، قلت : لو كان ربنا ريحنا من العالم دي ".
فحكم حسن البنا على أن القتل كان خطأ . لأن القاتل ظن أن " حسن البنا " كان يريد قتل " الخازندار " فقتله؛ ثم أسقط الدية عنه بأن الحكومة دفعتها لورثة الخازندار !! . ( راجع صفحات من تاريخ الإخوان ص / 466 ، وحقيقة التنظيم الخاص ص / 264 ، ومع الإمام الشهيد ص / 147 ، 148 ).
ثم تآمر على قتل الإمام يحيى بن حميد الدين أمير اليمن ، وتولى الدستوريون الإخوانيون زمام الأمر في اليمن ، ولكن لم يستمر حالهم أكثر من ستة وعشرين يوماً حيث أستطاع " أحمد بن الإمام يحيى " أن يجمع أئمة القبائل حوله ليَنتقم من قاتلي أبيه ، ويعتلي عرش اليمن مرة أخرى؛ وتحقق له ما يريد، وفر الإخوان إلى الجنوب وإلى كثير من البلاد . ( راجع سيرة ومسيرة للقرضاوي 2 /464 ، موقع الإخوان أون لاين 16 /6 / 2005 م ) .

هذا،وكان يميل " الأستاذ البنا " في العمل السياسي إلى استخدام التقية .
فقد قال لأحد الصحفيين في مجلة آخر ساعة عندما سئله : هل تضمن النجاح ( يعني : في الانتخابات ) ؟ فقال : " أستطيع في انتخابات حرة أن أحصل على أغلبية ساحقة ، هذا لو أنني أردت ذلك ، ولكنني في الواقع لا أريده ،فمكاننا في صفوف الشعب أكثر منه في صفوف الحكام ، ولهذا لن نتقدم إلا في أعداد صغيرة في الدوائر ". ( انظر حسن البنا مواقف في الدعوة والتربية ) .

وقال للملك عبد العزيز آل سعود _ رحمه الله _ حين لقيه في موسم الحج رداً على سؤال هل تسعون في نشاطكم هذا للحكم وتريدونه ؟ فرد قائلاً : " بل الحكم هو الذي يسعى إلينا " . ( صفحات من تاريخ الإخوان ص / 130)
قلت :
وقد مَرّ سعي وحرص " الأستاذ البنا " لطلب الإمارة ولما تخلفت عنه كان ما ذُكر ، فتأمل !! .

ولا أظن أنه يُذكر " الأستاذ البنا " بدون ذكر قاعدته الذهبية التي أخذها بسندٍ عالٍ من الأستاذ " رشيد رضا " ، والتي تلقاها من " جمال الدين الأفغاني " رئيس أول محفل ماسوني في مصر ، والتي صارت بعدها " دستور الإخوان المسلمين " التي أماتوا بها فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

" نجتمع فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه "


وتوسع " الأستاذ البنا " جداً في استخدام هذه القاعدة حتى أنه لم يَكن يُنكر على تارك الصلاة .
قال جمال البنا _ فاسق معروف هالك قريباً ،وكان أخاً للإمام الشهيد !_ : " وعينوني مدير المطبعة في عام 1939م ... وأعطوني غرفة بجوار المطبعة والمركز العام ... وأنا وسط هذا العمل أجد معاون الدار الشيخ عبد البديع صقر، وكان رجلاً مسناً ينادى على الصلاة ، فكنت أقول له : دعني يا أخ عبد البديع ، فيذهب إلى الأستاذ البنا ، ويقول له : إن غرفة جمال وكر لتارك الصلاة ، وكنت أرد عليه : بأن العمل عبادة ، فكانا الأستاذ البنا يقول له :" دعه . لأنه يؤمن أيضاً بأن العمل عبادة ... !! " ( إيلاف نت الحوار المتمدن14 / 12 / 2003 م )

وقال التلمساني في كتابه ( ذكريات لا مذكرات ) : " وكنت من المدخنين ، وشكا إخوان المكتب من هذا ... فقلت للإمام الشهيد : " إما تأمرني فأقلع وإما أن تسكت فأستمر " . فقال : " لا آمرك ولا أنهاك ... !! "

ومع هذا كان " الأستاذ البنا " _ رحمه الله _ دائم الزعم أن جماعته جمعت الخير كله فقال في ( مذكرات الدعوة و الداعية ص / 232 ) : " فدعوتكم ( يعني : جماعة الإخوان ) أحق أن يأتيها الناس ولا تأتي أحداً ، إذ هي جِماع كل خير ، غيرها لا يسلم من النقص !! ".


و قد ذكرنا في " البيان الأول " طرفاً من عقيدة الأستاذ البنا في مؤاخاة النصارى ، وعدم عداوة اليهود من أجل الدين فلا داعي للإعادة . وفي 12 / فبراير / 1949 دُعي " الأستاذ البنا " للقاء في جمعية الشبان المسلمين في حفلة من لقاءات كانت تمثل مَسَاعي للصلح ... وإذ به وهو في طريقه لمغادرة الدار يَنهال عليه الرصاص ، ويُنقل إلى مستشفى قصر العيني بين الحياة والموت ، وهناك أسلم روحه لبارئها ، وحكى محمد الغزالي أن الأمن شدد عليهم جداً ، وأنهم حين سلموا جثمان المرشد لوالده اشترطوا عليه ألا تكون له جنازة ، ولا سُرادق ، ولا نعي يُنشر في الصحف ، حتى شيع جثمانه فقط : أبوه ... ، ومكرم عبيد _ نصراني معروف _ ، فنسأل الله بكرمه وعفوه أن يتجاوز عنه ويغفر له .
قال عمر التلمساني في وصف مقتل حسن البنا: " وكف القلب المعلق بالعرش عن النبض في هذه الحياة لينبض في مقعد صدق عند مليك مقتدر " ( حسن البنا بأقلام تلاميذه ومعاصريه لجابر رزق ص / 44 )

وقال صالح عشماوي : "قد كنت أوثرُ أن تقول رثائي يا منصف الموتَى من الأحياءِ !"
ثم قال: "
رحم الله حسن البنا فقد كان فلتةً من فلتات الطبيعة !! ، قلما يجود الزمان بمثله ، وهو لم يمت بل حيٌ عند ربه يرزق !!" .( حسن البنا بأقلام تلاميذه ومعاصريه ص / 60 )
وقال مصطفى السباعي : " فما هو إلا النور المرسل من السماء ؛ ليكشف عن أهل الخلود ظلماتهم ، ثم يظل في السماء دائماً وأبداً ، ولن يختلط بتراب الأرض ؛ إلا كما تقع أشعة الشمس على أعلى القصور وأدناها " . ( السابق ص / 104 )
وقال محمود عبد الحليم : " لقد كنت أحار في تصور قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن رسول الله إنه كان خلقه القرآن، حتى لقيت حسن البنا وصاحبته فبدت الصورة تتضح أمامي !! " ( الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ ) .

هذا ؛ ولما كانت سيرة " الأستاذ البنا " _ رحمه الله _ لا تجمعها مقالة فاكتفيت بالإشارة ، ولعلنا نذكر نُتف منها في معرض الكلام عن الجماعة وتوجهاتها . وقبل أن أختم أتمنى من القارئ ترك العصبية للرجال وجعلها للدليل ، فإن العصبية للرجال أمرٌ عظيم ، قال الزهري : " ما دخلت العصبية قلب رجل إلا خرج منه من الإيمان بقدر ما دخله من العصبية " . ( الإبانة الكبرى لابن بطة حديث 978 ) .
والله وحده يعلم أنني ما كتبت ما كتبت تتبعاً للعورات ، ولا تفكهاً بالسوءات
ولا شأن لي في هذا المقام بتكفير أحد ، أو تفسيق وتضليل من لم تقم عليه حجة الله تعالى ، ولا أشك في النوايا ، فالله أعلم بما في القلوب ، اللهم إلا توبيخاً لمعتقد فاسد ، وزجراً عن إتباع واقتفاء أثرٌ مُحدث ، مع رجاء عودة الشارد ، و رداً لحظيرة السنة لمن غاب عنها ، و قد أحسن من انتهى إلى ما سمع . والله من وراء القصد .
يُتبع إن شاء الله...
القادم .. " ميرابو الثورة "

تنبيه : عامة هذا البحث مستفاد من الكتاب القيم : (( الإخوان المسلمون بين الابتداع الديني والإفلاس السياسي )) للشيخ الوصيفي حفظه الله
وصلى الله على محمد و على آله وصحبه وسلم .
جمع وترتيب
أبو صهيب وليد بن سعد
3 / 4 / 2012

الأحد، 28 أبريل 2013

التحذير من المشبوه حامد الطاهر

التحذير من الخارجي حامد الطاهر 

الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
حضرت بالإمس خطبة جمعة لحامد الطاهر ( حامد بن أحمد الطاهر ) ، فوجدته رجل قطبي تكفيري خطير ، لما جاء عند ذكر عثمان بن عفان ـ رضى الله عنه ـ ترحم عليه ولم يترضى عنه ! فلفت نظري هذا  ، ثم اتبعها فقال : أن موسى عليه السلام أخذ بلحية أخيه هارون لظنه أنه عبد العجل ! ، ومعلوم فساد هذا القول لظاهر القرآن فضلاً عن كيف يظن موسى عليه السلام بأخيه النبي المعصوم أنه وقع في الكفر ؟!! 

 ثم أتبع طريقة الخوارج في التهيج على الحاكم مع ذكر اسمه على المنبر بحجة إقامة الشريعة ، مع أنه هذا المتكلم ديمقراطي يرى جواز المشاركة في الأنتخابات الشركية !! ، ثم وصف حال المسلمين اليوم أنهم كلاب دنيا ـ ولم يستثني !!ـ وأنه تفشى فيهم الأرجاء والجبر ، وذلك لصبرهم على الظلم والطواغيت ! ، وختم حديثه بكلام نسبه لـ " رفاعي سرور " مما جعلني الظن يقين ، من أنه قطبي تكفيري على منهج فرقة السلفية الجهادية إذ " رفاعي سرور " هذا من رؤوس هذا الفكر .
وهو رجل مخرف في العموم إذ أدعي أننا على مشارف خلافة على منهاج النبوة بمجرد التخلص من بشار السوري وبقايا الطواغيت !
فلما انتهى من خطبته ، ذهبت إليه فقلت له : أنت ذكرت أن موسى عليه السلام ظن بأخيه هارون عليه السلام أنه عبد العجل !! ، فقال نعم ! ، فقلت : من سبقك إلى هذا القول من أهل العلم المتقدمين ، فقال القرطبي وابن كثير ـ ولم يذكر طبعاً أنها من كيس سيد قطب الذي أنزل بموسى عليه السلام النقائص من العصبية والطيش و ...! ـ

 فقلت : تقول أن ابن كثير قال : أن موسى ظن بأخيه أنه عبد العجل ، فقال : نعم ، فقلت : يعنى لو فتحنا تفسير ابن كثير الآن نجد هذا ؟ ـ وكنت بجوار مكتبة المسجد ـ فحمر وجه وغضب وقال : فلنفرض أني أخطأت ، فهل يجوز لك أن تكلمني بهذا الأسلوب ؟! 
 ثم أخذ في الصياح : أمن الدولة لسه شغاله !! ، ثم أخذته الحمى وأخذ يكرر مدخلي .. مدخلي .. مدخلي !!
فلما نظرت في موقعه بعدها وجدته يثني على سيد قطب منتقص الأنبياء والأصحاب .
فاحذروا يا أهل السنة من أمثال هؤلاء ولا تغتروا بالاجازات وما شابه ، فالرجل يُقيم بمنهجه وكلامه . 


أما عن الآية التي تأولها هذا المشبوه على غير وجهها وهي قول الرب سبحانه وتعالى : {يَبْنَؤُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي }. [طه:94]
قد فسرت على تفسيرين عند السلف كما ذكر ابن جرير الطبري ـ رحمه الله ـ قال : ((  فاختلف أهل العلم في صفة التفريق بينهم، الذي خشيه هارون، فقال بعضهم: كان هارون خاف أن يسير بمن أطاعه، وأقام على دينه في أثر موسى، ويخلف عَبَدَة العجل، وقد قالوا  له:{ لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى } فيقول له موسى{ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي }بسيرك بطائفة، وتركك منهم طائفة وراءك )) 
وقال   ابن زيد، في قول الله تعالى: { ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمري قَالَ خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي } قال: خشيت أن يتبعني بعضهم ويتخلف بعضهم. 
وأما القول الثاني :  عن ابن جريج : { إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي } قال: كنا نكون فرقتين فيقتل بعضنا بعضا حتى نتفانى.
قال أبو جعفر ( يعني : الطبري ): وأولى القولين في ذلك بالصواب ، القول الذي قاله ابن عباس من أن موسى عذل أخاه هارون على تركه اتباع أمره بمن اتبعه من أهل الإيمان، فقال له هارون: إني خشيت أن تقول، فرّقت بين جماعتهم، فتركت بعضهم وراءك، وجئت ببعضهم، وذلك بين في قول هارون للقوم { يَاقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي } وفي جواب القوم له وقيلهم { لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى }.
وقوله : {
وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي } يقول: ولم تنظر قولي وتحفظه، من مراقبة الرجل الشيء، وهي مناظرته بحفظه .
[ انظر تفسير الطبري ( 16 / 150 ـ 151 ] .

قلت : ولا يوجد في قول السلف ما ذهب إليه هذا المشبوه إن شدة موسى على أخيه هارون كانت لظنه أنه عبد العجل مع القوم !
و صلى الله على محمد و على اله و صحبه و سلم

و كتب
أبو صهيب وليد بن سعد
23 / 2 / 2013

السبت، 27 أبريل 2013

نظرات في سُبل " إقامة الدولة الإسلامية "



نظرات في سُبل

" إقامة الدولة الإسلامية "

الحمد لله وحده ، و الصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، و بعد :
فإنه مما لا شك فيه أنه لا يوجد مسلم صحيح الإيمان لا يُريد إقامة شرع الله عز وجل في أرضه ، فهذا ليس مطروح للنقاش ، إذ من المعضلات توضيح الواضحات ، و لكن محل البحث في :
ـ كيفية إقامة الدولة الإسلامية ؟.
ـ و ما هي الطريقة التي تعود بها الأمة الإسلامية تحت راية شرع رب البرية ؟
ـ و البحث عن كيفية المخرج لما تعيشه الأمة الإسلامية ؟
و من تأمل الحلول التي كانت متوفرة على عهد النبي _ صلى الله عليه و سلم _ في بناء الأمة الإسلامية يجدها هي نفس الفرص المتاحة للأمة الآن ، فقد عُرض على الرسول _ صلى الله عليه و سلم _ " الحل السياسي " فقد ساومه مشركي قريش أن لو كان يُريد _ صلى الله عليه و سلم _ الملك لجعلوه ملكاً عليهم ، وكان أمامه الخيار بأن يَقبل هذا العرض لكي يكون منبراً للدعوة إلى الله _ عز وجل _ ؛ وهو رسول الله _ صلى الله عليه و سلم _ الذي إذا تَملك حكم بالعدل ، ورد الحقوق لأصحابها ، ونصر المظلوم ، وساوى بين الرعية ، وحكم بين العباد بما أنزل الله ، و ...
كما كان يوجد أمام النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ ، " الحل الدموي " فكان في إمكانه في أول أمره أن يأمر أصحابه برفع السلاح ويُقاتل الذين يصُدون عن سبيل الله ، ولكن الأمر بالقتال لم يبدأ إلا بعد هجرته _ صلى الله عليه و سلم _ إلى المدينة ، بعد نزول قوله تعالى : { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ } [ سورة الحج :39 ]
و لكنه إختار " الحل الدعوي " مع وجود المنافقين والمُرجفين في المدينة ، وأشباههم في زماننا هذا من العلمانيين والليبراليين ، ومع ذلك لم يلتفت إليهم حتى يبني القاعدة المسلمة التي تفهم حقيقة الدين ، فلا نعلمه _ صلى الله عليه و سلم _ سعى وراء إقامة الحدود والقصاص في أول أمره ، ولكنه أهتم بتعليم الناس الدين وأصول الإعتقاد ومحاربة الشرك بجميع صوره ، فلما تعلم الناس وآمنوا بقدرة الله _ عز و جل _ وأن عذاب الآخرة لا يُقارن بعذاب الدنيا في شئ ، رأينا من يأتيه _ صلى الله عليه و سلم _ ويقول : " زنيتُ فطهرني يا رسول الله "، و من يقول : " أصبت قُبلة فماذا علي ؟ "، و من تأتيه تُجادل عن نفسها وتُقيم الحجج والبراهين على خطيئتها حتى تُطهر من ذنبها ..... الى غير ذلك من الحوادث المشهورة .
وكأن هذا ما فهمه علماء المسلمين ، فلا تجد كتاب فقه يبدأ بكتاب الحدود والقصاص أبداً ، ولكن كتاب الحدود تجده قبل الفهرس بصفحات ، يسبقه

بدعة الآذان الموحد


بدعة الآذان الموحد
الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، وبعد :

فإنه لا فرق عند العلماء بين إخراج الحق من الدين ، أو إدخال الباطل فيه ، لأن كليهما خلاف الشرع ، وأن أهل البدع يُردون إبطال السنن ببدعهم ، وقد صح عن ابن عمر ـ رضى الله تعالى عنهما ـ أنه قال : (( كل بدعة ضلالة ، و إن رآها الناس حسنة )) .
و قال الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ : (( من استحسن فقد شرع )) .
ويكفيك أن تعلم أن الناس لما استحسنت منذ سنوات هذه الورقة التي عُلقت في المساجد ، وفيها تحديد مواعيد إقامة الصلوات ، ولم يلتفتوا لتحذير أهل العلم أنها من المحدثات والبدع ، ضاعت بسببها السنة القبلية للصلوات عند كثير من الناس ، وشارك الناس الأئمة في وقت إقامة الصلاة ! .
وبدعة (( الآذان الموحد )) ، هي شرع لم يأذن به الله سبحانه وتعالى ، والمسامحة فيها يفتح على المسلمين باب التلاعب بالدين ، ودخول البدع على المسلمين في عباداتهم وشعائرهم .
· وقد قرر المجمع الفقهي الإسلامي المنعقد في مكة بتاريخ 12 /7/ 1406 هـ : (( إن الإكتفاء بإذاعة الآذان في المساجد بواسطة آلة تسجيل لا يُجزئ ، و لا يحصل به الآذان المشروع ، و أنه يجب على المسلمين مباشرة الآذان لكل وقت على ما توارثه المسلمون من عهد نبينا و رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الى الآن )) .
· و فتوى الهيئة الدائمة للبحوث و الإرشاد رقم 5779 بتاريخ 4 /7 /1403 هـ : (( إن الآذان بواسطة آلة التسجيل لا يُجزئ في أداء هذه العبادة )) .
· و فتوى اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ رقم 4091 : (( لا يكتفي بإنشاء الآذان لما سُجل ، وعلى المسلمين أن يعينوا من يُحسن أداء الآذان عند دخول الوقت )) .
· وفتوى العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ رقم 105 من مجموع الفتاوى ( 12 /188 ) : (( الآذان بالمسجل غير صحيح لأن الآذان عباده ، و العبادة لابد لها من نية )) .
و قال في الشرح الممتع ( 2 /40 ) : (( وكذلك الآذان بالمسجل غير صحيح ، فهو غير رجل ولا عدل ، و لأن الآذان عبادة ، وسبق أنها أفضل من الإمامة ،كما أنه لا يصح أن نُسجل صلاة إمامٍ للناس ثم نقول للناس إقتدوا بهذا المسجل )) .
· و قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في كتابه الأجوبة النافعة ص / 133 (البدعة رقم 76 /77) : (( وتعطيل شريعة الآذان من مئات المساجد في الآذان الموحد في إحدى البلاد الإسلامية خلافاً لإجماع سائر البلاد الإسلامية سلفاً و خلفاً )) .
- و يكفيك أن تعلم أن هذه البدعة تُضيع على المسلمين الفضائل التي وضعها الشرع للمؤذنين ، مثل قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( المؤذنون اطول الناس اعناقاً يوم القيامة )) رواه مسلم .
- و قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( المؤذنون )) هذا جمع ، و توحيد الآذان ينسخ هذه الفضيلة .
- و أخيراً : لعل الناس لا تعلم أن صاحب هذه الفتوى الشاذة ، وهو : الصوفي الخرافي " علي جمعة " مفتي الديار المصرية ! ، قال : بجواز الائتمام للصلاة من جهاز المسجل أو التلفاز .
و عليه .. ينبغي على المسلمين عدم العمل بهذه البدعة ، و التصميم على إقامة السنة .
وصلى الله على محمد و على آله و صحبه وسلم .
و كتب
أبو صهيب وليد بن سعد 
القاهرة 18 / 2 / 2012

الجمعة، 26 أبريل 2013

افهم هذا فإنه عزيز !




افهم هذا فإنه عزيز ! 

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد : 
فإنَّ إبليس عليه لَعَائِنُ الله لبَّسَ على طوائف من الخَلق فخرجوا على عليٍّ رضي الله تبارك وتعالى عنه وكَفَّرُوه وقاتلوه وقتلوه، وفي المقابل لبَّس على طوائف من الخَلق غالوا في علي رضي الله عنه  فادَّعى منهم أقوامٌ أنَّه الله, وادَّعى منهم أقوامٌ أنَّه نبي, وادَّعى فيه منهم مَنْ ادَّعى أقوالاً لا نُضَيِّعُ الزمان في سردها.
وعَصَمَ الله أهل السُّنَّة؛ فكانوا على الوَسَطِ الذي ارتضاه الله تبارك وتعالى لهم؛ فأحَبُّوا آل البيت, ووالوا آل البيت, ولم يُنزلوهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله تبارك وتعالى فيها، فعصمهم الله رب العالمين باتِّباع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الإفراط والتفريط, والغلو والجفاء معًا.
والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يخطب على المنبر يومًا فجاء الحسن بن علي رضي الله عنهما يتعثر, فنزل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن المنبر فحَمَلَهُ وصَعِدَ به المنبرَ, وأجلسه, وقال: (إنَّ ابني هذا سيدٌ, وعسى الله أنْ يُصلح به  بين طائفتين عظيمتين من المؤمنين), فكانت نبوءةً من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نطق بها بالوحي المعصوم, ووقع الأمر كما أخبر به الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في عام الجماعة لما بُويع للحسن رضي الله عنه بالخِلافة, وأرادَ معاويةُ رضي الله عنه أنْ يُصالحه وأن يشترط, فنزل له عن الخلافة واستقام الأمر, واجتمع المسلمون فسُمِّيَ العامُ (عامَ الجماعة).
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر أنَّ حسنًا وحُسينًا سيدا شباب أهل الجنة, وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحمل الحسن ويقول: (اللهم إني أُحبُّه فأَحِبَّه).  
ومَضَت الأيام وتعاقبت السنون ووقع بين المسلمين ما وقع، وعصم الله من الوقوع في الفتنة من عصم, واستقام الأمر في عام الجماعة.
فلمَّا قضَى معاوية رضي الله عنه ومضى إلى ربه بُويع ليزيد في شهر رجب - وكان على رأس الرابعة والثلاثين من عمره - بُويع له بالخلافة - وقد وُلِدَ سنة ستٍ وعشرين من الهجرة - فبايعه من بايعه, وامتنع عن البيعة عبد الله بن الزبير والحسين بن علي رضي الله عنهما.  
ثمَّ إنَّ أهل الكُوفة لمَّا عَلِمُوا أنَّ حُسينًا رضي الله عنه امتنعَ عن البيعةِ ليزيد راسلُوه، فتواتر الطَّوَامِيرُ - أي: الصحف - بالبيعة للحُسين رضي الله تبارك وتعالى عنه مع دعوتهِِ إلى الخروج إليهم من أجل أن يصير الأمر إلى نِصَابِهِ الذي كان ينبغي أنْ يكون فيه - كما يدَّعُون! -.
وأمّا الحُسين رضي الله عنه فإنَّه أوفَدَ مُسْلِمَ بن عَقِيل بن أبي طالب لكي يَأخُذَ له البيعةَ من أهل الكوفة, ومن أجل أن يرى الأحوال عِيَانًا,

الثلاثاء، 23 أبريل 2013

مختصر كتاب: لله ثم للتاريخ


مختصر كتاب: لله ثم للتاريخ
 
الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، و بعد 



هذا تهذيب و اختصار لكتاب السيد / حسين الموسوي الذي سماه : (( كشف الأسرار و تبرئة الأئمة الأطهار )) و المعروف بـ " لله ثم للتاريخ " ؛ دفعني إليه ما للكتاب من بركة ملحوظة ، و احتوئه على فوائد عظيمة في بابه ، إلا أنه يشوبه أمور منها : استخدام المؤلف  لبعض الألفاظ التي تخالف لسان أهل السنة ، و الإطالة في مباحث ليس لأهل السنة بها تعلق ، فهذبت بعض الألفاظ  ، و اختصرت بعض المباحث بما لا يخل بغرض المؤلف .

و أسأل الله عز و جل أن ينفع بهذا المختصر كما نفع بالأصل  ، أنه جواد كريم .
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
23 / 4 / 2013



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا الأمين، وآله الطيبين الطاهرين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فإن المسلم يعلم أن الحياة تنتهي بالموت ، ثم يتقرر المصير: إما إلى الجنة وإما إلى النار، ولا شك أن المسلم حريص على أن يكون من أهل الجنة، لذا لا بد أن يعمل على إرضاء ربه جل وعلا، وأن يبتعد عن كل ما نـهى عنه، مما يوقع الإنسان في غضب الله ثم في عقابه، ولهذا نرى المسلم يحرص على طاعة ربه وسلوك كل ما يقربه إليه، وهذا دأب المسلم من عوام الناس، فكيف إذا كان من خواصهم؟.

إن الحياة كما هو معلوم فيها سبل كثيرة ومغريات وفيرة، والعاقل من سلك السبيل الذي ينتهي به إلى الجنة وإن كان صعباً، وأن يترك السبيل الذي ينتهي به إلى النار وإن كان سهلاً ميسوراً.

هذه رواية صيغت على شكل بحث، قلتها بلساني، وقيدتـها ببناني قصدت بـها وجه الله ونفع إخواني ما دمت حياً قبل أن أُدرج في أكفاني.

ولدت في كربلاء، ونشأت في بيئة شيعية في ظل والدي المتدين.

درست في مدارس المدينة حتى صرت شاباً يافعاً، فبعث بي والدي إلى الحوزة العلمية النجفية أم الحوزات في العالم !لأنـهل من علم فحول العلماء ومشاهيرهم في هذا العصر أمثال سماحة الإمام السيد محمّد آل الحسين كاشف الغطاء.

درسنا في النجف في مدرستها العلمية العلية، وكانت الأمنية أن يأتي اليوم الذي أصبح فيه مرجعاً دينياً أتبوأ فيه زعامة الحوزة، وأخدم ديني وأمتي وأنـهض بالمسلمين.

وكنت أطمح أن أرى المسلمين أمة واحدة، وشعباً واحداً، يقودهم إمام واحد، في الوقت عينه أرى دول الكفر تتحطم وتتهاوى صروحها أمام أمة الإسلام هذه، وهناك أمنيات كثيرة مما يتمناها كل شاب مسلم غيور، وكنت أتساءل:

ما الذي أدى بنا إلى هذه الحال المزرية من التخلف والتمزق والتفرق؟!

وأتساءل عن أشياء أخرى كثيرة تمر في خاطري، كما تمر في خاطر كل شاب مسلم، ولكن لا أجد لهذه الأسئلة جواباً.

ويسر الله تعالى لي الالتحاق بالدراسة وطلب العلم، وخلال سنوات الدراسة كانت ترد عليّ نصوص تستوقفني، وقضايا تشغل بالي، وحوادث تحيرني، ولكن كنت أتـهم نفسي بسوء الفهم وقلة الإدراك، وحاولت مرة أن أطرح شيئاً من ذلك على أحد السادة من أساتذة الحوزة العلمية، وكان الرجل ذكياً إذ عرف كيف يعالج فيّ هذه الأسئلة، فأراد أن يجهز عليها في مهدها بكلمات يسيرة، فقال لي:

ماذا تدرس في الحوزة؟

قلت له: مذهب أهل البيت طبعاً

فقال لي: هل تشك في مذهب أهل البيت؟!

فأجبته بقوة: معاذ الله.

فقال: إذن أبعد هذه الوساوس عن نفسك فأنت من أتباع أهل البيت (عليهم السلام) وأهل البيت تلقوا عن محمّد صلى الله عليه وآله، ومحمد تلقى من الله تعالى.

سكت قليلاً حتى ارتاحت نفسي، ثم قلت له: بارك الله فيك شفيتني من هذه الوساوس.

ثم عدت إلى دراستي، وعادت إليَّ تلك الأسئلة والاستفسارات، وكلما تقدمت في الدراسة ازدادت الأسئلة وكثرت القضايا والمؤاخذات.

المهم أني أنـهيت الدراسة بتفوق حتى حصلت على إجازتي العلمية في نيل درجة الاجتهاد من أوحد زمانه سماحة العميد محمّد الحسين آل كاشف الغطاء زعيم الحوزة، وعند ذلك بدأت أفكر جدياً في هذا الموضوع، فنحن ندرس مذهب أهل البيت، ولكن أجد فيما ندرسه مطاعن في أهل البيت (عليهم الرضوان ) ندرس أمور الشريعة لنعبد الله بـها، ولكن فيها نصوصاً صريحة في الكفر بالله تعالى.

أي ربي ما هذا الذي ندرسه؟! أيمكن أن يكون هذا هو مذهب أهل البيت حقاً؟!

إن هذا يسبب انفصاماً في شخصية المرء، إذ كيف يعبد الله وهو يكفر به؟

كيف يقتفي أثر الرسول صلى الله عليه وآله، وهو يطعن به؟!

كيف يتبع أهل البيت ويحبهم ويدرس مذهبهم، وهو يسبهم ويشتمهم؟!

رحماك ربي ولطفك بي، إن لم تدركني برحمتك لأكونن من الضالين بل من الخاسرين. وأعود وأسأل نفسي: ما موقف هؤلاء السادة والأئمة وكل الذين تقدموا من فحول العلماء، ما موقفهم من هذا؟ أما كانوا يرون هذا الذي أرى؟ أما كانوا يدرسون هذا الذي درست؟.

بلى، بل إن الكثير من هذه الكتب هي مؤلفاتـهم هم، وفيها ما سطرته أقلامهم، فكان هذا يدمي قلبي ويزيده ألماً وحسرة.

وكنت بحاجة إلى شخص أشكو إليه همومي وأبث أحزاني، فاهتديت أخيراً إلى فكرة طيبة وهي دراسة شاملة أعيد فيها النظر في مادتي العلمية، فقرأت كل ما وقفت عليه من المصادر المعتبرة وحتى غير المعتبرة، بل قرأت كل كتاب وقع في يدي، فكانت تستوقفني فقرات ونصوص كنت أشعر بحاجة لأن أعلق عليها، فأخذت أنقل تلك النصوص وأعلق عليها بما يجول في نفسي، فلما انتهيت من قراءة المصادر المعتبرة، وجدت عندي أكداساً من قصاصات الورق فاحتفظت بـها عسى أن يأتي يوم يقضي الله فيه أمراً كان مفعولاً.

وبقيت علاقاتي حسنة مع كل المراجع الدينية والعلماء والسادة الذين قابلتهم، وكنت أخالطهم لأصل إلى نتيجة تعينني إذا ما اتخذت يوماً القرار الصعب، فوقفت على الكثير حتى صارت قناعتي تامة في اتخاذ القرار الصعب، ولكني كنت انتظر الفرصة المناسبة. وكنت أنظر إلى صديقي العلامة السيد موسى الموسوي فأراه مثلاً طيباً عندما أعلن رفضه للانحراف الذي طرأ على المنهج الشيعي، ومحاولاته الجادة في تصحيح هذا المنهج. ثم صدر كتاب الأخ السيد أحمد الكاتب (تطور الفكر الشيعي) وبعد أن طالعته وجدت أن دوري قد حان في قول الحق وتبصير إخواني المخدوعين، فإننا كعلماء مسؤولون عنهم يوم القيامة فلا بد لنا من تبصيرهم بالحق وإن كان مراً.

ولعل أسلوبي يختلف عن أسلوب السيدين الموسوي والكاتب في طرح نتاجاتنا العلمية، وهذا بسبب ما توصل إليه كل منا من خلال دراسته التي قام بـها.

ولعل السيدين المذكورين في ظرف يختلف عن ظرفي، ذلك أن كلاً منهما قد غادر العراق واستقر في دولة من دول الغرب، وبدأ العمل من هناك.

أما أنا فما زلت داخل العراق وفي النجف بالذات، والإمكانات المتوافرة لدي لا ترقى إلى إمكانات السيدين المذكورين، لأني وبعد تفكير طويل في البقاء أو المغادرة، قررت البقاء والعمل هنا صابراً محتسباً ذلك عند الله تعالى، وأنا على يقين أن هناك الكثير من السادة ممن يشعرون بتأنيب الضمير لسكوتـهم ورضاهم مما يرونه ويشاهدونه، ومما يقرأونه في أمهات المصادر المتوافرة عندهم، فأسأل الله تعالى أن يجعل كتابي حافزاً لهم في مراجعة النفس وترك سبيل الباطل وسلوك سبيل الحق، فإن العمر قصير والحجة قائمة عليهم، فلم يبق لهم بعد ذلك من عذر.

وهناك بعض السادة ممن تربطني بـهم علاقات استجابوا لدعوتي لهم - والحمد لله - فقد اطلعوا على هذه الحقائق التي توصلت إليها وبدؤوا هم أيضاً بدعوة الآخرين فنسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياهم لتبصير الناس بالحقيقة، وتحذيرهم من مغبة الانجراف في الباطل، إنه أكرم مسؤول.

وإني لأعلم أن كتابي هذا سيلقى الرفض والتكذيب والاتـهامات الباطلة، وهذا لا يضرني، فإني قد وضعت هذا كله في حسابي، وسيتهمونني بالعمالة لإسرائيل أو أمريكا، أو يتهمونني أني بعت ديني وضميري بعرض من الدنيا، وهذا ليس ببعيد ولا بغريب، فقد اتـهموا صديقنا العلامة السيد " موسى الموسوي " بمثل هذا، حتى قال السيد علي الغروي : (( إن ملك السعودية فهد بن عبد العزيز قد أغرى الدكتور الموسوي بامرأة جميلة من آل سعود وبتحسين وضعه المادي، فوضع له مبلغاً محترماً في أحد البنوك الأمريكية لقاء انخراطه في مذهب الوهابيين!! )).

فإذا كان هذا نصيب الدكتور الموسوي من الكذب والافتراء والإشاعات الرخيصة، فما هو نصيبي أنا وماذا سيشيعون عني؟! ولعلهم يبحثون عني ليقتلوني كما قتلوا قبلي من صدع بالحق، فقد قتلوا نجل مولانا الراحل آية الله العظمى الإمام السيد " أبي الحسن الأصفهاني " أكبر أئمة الشيعة من بعد عصر الغيبة الكبرى و إلى اليوم، وسيد علماء الشيعة بلا منازع عندما أراد تصحيح منهج الشيعة ونبذ الخرافات التي دخلت عليه، فلم يرق لهم ذلك، فذبحوا نجله كما يذبح الكبش ليصدوا هذا الإمام عن منهجه في تصحيح الانحراف الشيعي، كما قتلوا قبله السيد " أحمد الكسروي " عندما أعلن براءته من هذا الانحراف، وأراد أن يصحح المنهج الشيعي فقطعوه إرباً إرباً.

وهناك الكثيرون ممن انتهوا إلى مثل هذه النهاية جراء رفضهم تلك العقائد الباطلة التي دخلت إلى التشيع، فليس بغريب إذا ما أرادوا لي مثل هذا المصير.

إن هذا كله لا يهمني ، وحسبي أني أقول الحق ، وأنصح إخواني وأذكرهم وألفت نظرهم إلى الحقيقة، ولو كنت أريد شيئاً من متاع الحياة الدنيا فإن المتعة والخمس كفيلان بتحقيق ذلك لي، كما يفعل الآخرون حتى صاروا هم أثرياء البلد وبعضهم يركب أفضل أنواع السيارات بأحدث موديلاتـها، ولكني والحمد لله أعرضت عن هذا كله منذ أن عرفت الحقيقة، وأنا الآن أكسب رزقي ورزق عائلتي بالأعمال التجارية الشريفة.

لقد تناولت في هذا الكتاب موضوعات محددة، ليقف إخواني كلهم على الحقيقة، حتى لا تبقى هناك غشاوة على بصر أي فرد كان منهم.

وفي النية تأليف كتب أخرى تتعلق بموضوعات غير هذه، ليكون المسلمون جميعاً على بينة، فلا يبقى عذراً لغافل أو حجة لجاهل.

وأنا على يقين أن كتابي هذا سيلقى القبول عند طلاب الحق - وهم كثيرون والحمد لله - وأما من فضل البقاء في الضلالة -لئلا يخسر مركزه فتضيع منه المتعة والخمس- من (أولئك) الذين لبسوا العمائم وركبوا عجلات (المرسيدس) و(السوبر) فهؤلاء ليس لنا معهم كلام، و الله حسيبهم على ما اقترفوا ويقترفون في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.

والحمد لله الذي هدانا لهذا ، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.




عبد الله بن سبأ

إن الشائع عندنا - معاشر الشيعة - أن عبد الله بن سبأ شخصية وهمية لا حقيقة لها، اخترعها أهل السنة من أجل الطعن بالشيعة ومعتقداتـهم، فنسبوا إليه تأسيس التشيع، ليصدوا الناس عنهم وعن مذهب أهل البيت.

وسألت السيد محمّد الحسين آل كاشف الغطاء عن ابن سبأ فقال:

الأحد، 14 أبريل 2013

تنظيم الإخوان قنطرة التشيع إلى بلاد الإسلام



تنظيم الإخوان قنطرة التشيع إلى بلاد الإسلام

الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، و بعد :

فقد بدأَ المد الرافضي الصفوي في الاتساع و الزحف  لِيَلْتهِمَ ما بقيَّ من بلاد السنة ، فبعد أن أصبحت " العراق " تحت قبضته ، و توغل في أرض " اليمن " على يد الحوثيين ـ و الذين أصبحوا شوكة في ظهر " المملكة العربية السعودية " أرض التوحيد و السنة ـ ، و محاولة تصديره إلى باقي أرجاء " لبنان " انطلاقاً من جنوبه الذي يخضع لسيطرة ابنهم البار " حسن نصر الله " ، و ظهوره في أرض "غزة " عن طريق  حماس الإخوانية ، و بدء وصوله إلى مصر الكنانة بعد زيارة كبير المجوس الحالي ، و رئيس الحرس الجمهوري الإيراني السابق " أحمدي نجاد " لها ، و الذي أشار إلى أصحابه الرافضة الأنجاس بعلامة النصر ! بعد زيارته للأضرحة و المشاهد المباركة !! .

فلم يتبقَّ لهم إلا القليل لكي ينفذوا وصية أئمتهم ـ عليهم السلام !! ـ من " استباحة الحرمين " ، و " هدم الكعبة " ، و جعل " قم " قبلة للناس ! ، و أخراج جسد أبي بكرٍ و عمر و عائشة لإقامة حد الشرع عليهم الذي تأخر لمدة قرون! .

 إلى غير ذلك من أحلام دولة المجوس الحديثة " إيران " .

بيد أني وقفت على كلمة قالها " نواب صفوي " أحد زعماء منظمة فدائيان إسلام الشيعية ، و الذي قام بقتل الأستاذ " أحمد مير قاسم الكسروي " في داخل محكمة الدولة الإيرانية ! ، و " الكسروي " هذا ـ رحمه الله ـ صاحب كتاب (( التشيُع و الشيعة )) و غيره من الكتابات التي هزت كيان التشيع داخل المجتمع الإيراني و خارجه  .

و الكلمة التي استوقفتني للـرافضي الخبيث  " نواب صفوي " هذا ، تبين كيفية الوسيلة التي  سيتم للرافضة الأنجاس التوغل من خلالها للنيل من باقي بلاد السنة !.. فقد قال في حشد من شباب الشيعة ، و شباب تنظيم الإخوان المسلمين ما نصه : (( من أراد أن يكون جعفرياً حقيقياً فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين ! )) [ موقف علماء المسلمين من الشيعة لعز الدين إبراهيم ص / 15 ط سبهر 1406 هـ ].

فبين أن صفوف الإخوان المسلمين محضن لجيل جديد من الشيعة ! .

و السؤال :

فما الذي يوجد في صفوف هذا التنظيم يجعل من ينضم إليه شيعياً جعفرياً حقيقياً كما قال هذا الإنسان ؟!

البيان قبل وصول الإخوان


الـبـيـــان قـــبـل وصــول الإخــــوان






الحمد لله وحده  و الصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :

فإن من بركة الحسنة أنها تجلب حسنة بعدها ، ومن شؤم المعصية أنها تجلب معصية بعدها .

ولما كانت النية الصالحة لا تُصلح العمل الفاسد ، وكما أن نُبل المقاصد لا يُبرر حقارة الوسائل ، رأينا من يُزين الديمقراطية في أعين الناس ، ويقول : " هي شرٌ بلا خلاف ولعلها تأتي بخير وهو إقامة الدولة الإسلامية !! " .

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ........ إن السفينة لا تجري على اليبس

فكان من نتيجة مخالفة سنن المسلمين ، وإتباع سنن الـ..... ، أن هذه الديمقراطية أتت بجماعة " الإخوان المسلمين " لتنفيذ المشروع الإسلامي .

وقد قالوا :

لا تفتح باباً يُعييك سدُّه ........ ولا ترمِ سهماً يُعجزك ردُّه

فهذه نُتف من عيون الأدب الإخواني حتى يقف القارئ على شكل المشروع الإسلامي المُنتظر !.

وبدءاً : أُنبه أننا لسنا في معرض الحكم على أشخاص ، ولكننا في معرض النظر في كلام سُطر في الكتب ، وتناقلته الألسن ، وربما يكون مادة وعظ على منابر المسلمين يوماً ما .

وكم كنت أكره ذكر الأسماء لأن السُنة جاءت بالتنبيه على الخطأ وعدم ذكر المُخطئ كما في حديث مسلم عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما بال أقوام يقولون كذا وكذا ) فنبه على الخطأ ولم يذكر اسم المُخطئ ، ولكننا هنا في حاجة لذكر الأسماء حتى لا يقول قائل هذا تتبع لعورات المُريدين والأصاغر ، فذكرنا الاسم حتى يعلم القارئ أننا لم نأتي بحرف إلا للشيوخ والأكابر .

وأيضاً : لست في هذه الكلمة أعتمد على مقولة " ما فيك يظهر على فيك " . حاشا لله .

ولكني أعتمد على قاعدة " من ترك الدليل ضل السبيل " ، فإن عظم الإخوان الدليل هُدوا إلى أحسن سبيل .

وتذكرة للمسلمين بأن لا ينخدعوا بنتائج الواقع ما لم تؤسس على الشرع ، لأن الحق واحد لا تُزعزعه النتائج .


الأول " حسن البنا - مؤسس الجماعة " ( 1906 : 1949 مـ ) :

قال- في حفل مرور 20 عام على إنشاء الجماعة :

(( وليست حركة الإخوان موجهة ضد أي عقيدة من العقائد أو دين من الأديان أو طائفة من الطوائف إذ أن الشعور الذي يهيمن على نفوس القائمين بها أن القواعد الأساسية للرسالات جميعاً قد أصبحت مهددة الآن بالإلحادية ، وعلى الرجال المؤمنين بهذه الأديان أن يتكاتفوا ويوجهوا جهودهم إلى إنقاذ الإنسانية من الخطر ، ولا يكره الإخوان المسلمين الأجانب النزلاء في البلاد العربية والإسلامية ولا يضمرون لهم سوءا حتى اليهود !! والمواطنين لم يكن بيننا وبينهم إلا العلائق الطيبة )) . أهـ ( قافلة الإخوان للسيسي 1 /21 )


وقال في خطبة أمام لجنة أمريكية بريطانية بشأن قضية فلسطين عام 1946 مـ :

(( والنقطة التي سأتحدث عنها نقطة بسيطة من الوجهة الدينية لأن هذه النقطة قد لا تكون مفهومة في العالم الغربي ولذلك فإني أحب أن أوضحها باختصار فأقرر : أن خصومتنا لليهود ليست دينية لأنّ القرآن الكريم حض على مصافاتهم ومصادقتهم !! ، والإسلام شريعة إنسانية قبل أن تكون شريعة قومية وقد أثنى عليهم وجعل بيننا وبينهم اتفاقا { وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [العنكبوت : 46 ] وحينما أراد القرآن أن يتناول مسألة اليهود تناولها من الوجهة الاقتصادية والقانونية!! ، فقال تعالى ـ وهو أصدق القائلين ـ : { فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } [ النساء 160 : 161 ] ، ونحن حين نعارض بكل قوة الهجرة اليهودية نعارضها لأنها تنطوي على خطر سياسي وحقنا أن تكون فلسطين عربية !! )) .

ووقف الشيخ حسن البنا مساء يوم الثلاثاء عام 1940 يخطب أمام مجموعة من جماعته وقد دون ذلك الخطاب الأستاذ أحمد عيسى عاشور بدقة في كتابه : حديث الثلاثاء للإمام حسن البنا ص 108 .
فقال : (( لعل قائلاً يقول : لماذا كانت أكثر القصص التي عُني بها القرآن هي قصة بني إسرائيل ؟ ولماذا أخذت الجزء الأوفى من قسم القصص في القرآن الكريم ؟ ، إن لهذا عدة أسباب : السبب الأول : هو كرم عنصر هذا الجنس ! ، وفيض الروحانية القوية التي تركزت في نفسه !! ، لان هذا الجنس قد انحدر من أصول كريمة ، لهذا ورثوا حيوية عجيبة ...ورسالة سيدنا موسى عليه السلام كانت في مصر ، ونريد أن نتناول صلة رسالته بهذه الأمة ... ولقد وُجد الإسرائيليون في مصر ، وإن كان وطنهم الأصلي فلسطين !! )) .
 

الثاني " عمر التلمساني المرشد العام الثالث " :

قال في كتابه " ذكريات لا مذكرات " ( ص / 10 ) واصفاً سيرته الذاتية في شبابه :

(( تعلمت الرقص الإفرنجي فى صالات عماد الدين وكان تعليم الرقصة الواحدة فى مقابل ثلاث جنيهات فتعلمت " الدن سيت والفوكس ترات والشارلستون والتانجو " وتعلمت العزف على العود )) .

وقال في نفس الكتاب ( ص / 16 ) تحت عنوان " صليت في السينما !! " : (( أنني لما كنت أباشر عملي كمحام وأنزل يوم الجمعة لأحضر بعض الأفلام السينمائية ، وكنت انتهز فرصة الاستراحة " الانتراكات " لأصلي الظهر والعصر مجموعتين مقصورتين في أحد أركان السينما التي أكون فيها )) .

وقال في ( ص / 12 ) : (( ولئن سألوني عن الهوى فانا الهوى وابن الهوى وأبو الهوى وأخوه )) . أهـ

الثالث " مصطفى السباعي المرشد العام للإخوان في سوريا سابقاً " :

قال : (( فليس الإسلام ديناًَ معادياً للنصرانية بل هو معترف بها مقدس لها !! ... والإسلام لا يفرق بين مسلم ومسيحي !! و لا يعطي للمسلم حقاً في الدولة أكثر من المسيحي والدستور سينص على مساواة المواطنين جميعاً في الحقوق والواجبات ثم أقترحَ أربع مواد :

1- الإسلام دين الدولة الإسلامية .

2- الأديان السماوية محترمة مقدسة .

3- الأحوال الشخصية للطوائف الدينية مصونة مرعية .

4- لا يُحال بين مواطن و بين الوصول إلى أعلى مناصب الدولة بسبب الدين أو الجنس أو اللغة )) [  من " الطريق الى الجماعة الأم " ( ص / 134 ) ].


الرابع " سعيد حوى أحد كبار الإخوان في سوريا ومن كبار منظريهم" :

قال في كتابه " جولة في الفقهين " ( ص / 55 ) :

(( إن الله عز وجل لا داخل العالم ولا خارجه ولا عن يمين ولا عن شمال ولا فوق ولا تحت ولا أمام ولا خلف ولا متصل به ولا منفصل عنه ! )) . أهـ

وقال في كتابه " تربيتنا الروحية "( ص / 16 ):

(( لقد تتلمذتُ في باب التصوف على من أظنهم أكبر عُلماء التصوف في عصرنا وأكثر الناس تحقيقاً به وأَذن لي بعض شيوخ الصوفية بالتربية وتسليك المريدين ، ثم أضاف قائلاً : وإني بفضل الله مع أني مأذون على طريقة الصوفية بتلقين الأوراد عامة وبتلقين الاسم المفرد !! )) .

الخامس " سيد قطب " ( 1906 : 1966 ) :

قال في كتابه " التصوير الفني في القرآن " عن موسى عليه السلام :

(( إنه زعيم شاب مندفع عصبي المزاج !)) .
قلت : في حين قال عن نفسه وهو يرد على الأستاذ محمود شاكر : " وما كان لي بعد هذا ، وأنا مالك زمام أعصابي ، مطمئن إلى الحق الذي أحاوله ... "


وقال في كتابه " العدالة الاجتماعية " ( ص / 206 ) :

(( خلافة عثمان فجوة بين خلافة الشيخين وعلي !)) .

وقال :(( تحطمت أسس الإسلام في عهد عثمان )) .

و قال عن قتلة عثمان : ( إنهم يحملون روح الإسلام ، وأن ثورتهم كانت فورة من روح الإسلام ). ( ص / 189 ) الطبعة الخامسة .

وقال في كتابه " كتب وشخصيات " ( ص / 242 ) : " إن معاوية وعمراً لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس ، وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب ، ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح ، وهو ( يعني : علياً ) مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع ، وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب، والغش، والخديعة، والنفاق، والرشوة ، وشراء الذمم ، لا يملك علي أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل فلا عجب أن ينجحا ويفشل، وإنه لفشلٌ أشرف من كل نجاح !! " .

السادس " محمد الغزالي :

قال في كتابه " الإسلام المُفترى عليه " ( ص / 66 ):

(( وأرى أن بلوغ هذه الأهداف يستلزم أن نقتبس من التفاصيل التي وضعتها الاشتراكية الحديثة مثلما اقتبسنا صورا لا تزال مقتضبة - من الديمقراطية الحديثة - ما دام ذلك في نطاق ما يعرف من عقائد وقواعد ، وفي مقدمة ما نرى الإسراع بتطبيقه في هذه الميادين تقييد الملكيات الكبرى وتأميم المرافق العامة )) .

إلى أن قال في ( ص / 103 ) : " إن أبا ذرٍّ كان اشتراكياً وأنه استقى نزعته الإشتراكية من النبي صلى الله عليه وسلم !! " .

وقال في ( ص / 183 ) : " إن عمر كان أعظم فقيه اشتراكي تولى الحكم ".


وفي مجلة "الدعوة " العدد 1182/2شعبان1409هـ ص(28) قال في حديث مسلم في أبي الرسول- صلى الله عليه وسلم - " هذا حديث يخالف القرآن حطه تحت رجليك !"

وطعن في كثير من الأحاديث فمن ذلك :
حديث "إن الميت ليعذب ببكاء أهله" وحديث" لا يقتل المسلم بكافر" وحديث أهل القليب"ما أنتم بأسمع لما أقول الآن منهم" وحديث " فقأ موسى عين ملك الموت " وحديث " فاطمة بنت قيس في عدم السكنى والنفقة للمطلقة ثلاثاً" وحديث عائشة- رضي الله عنها " كان الركبان يمرون بنا فإذا أجازوا بنا سدلت إحدانا جلبابها
وقال " إن من الطفولة العقلية أن نجعل الاقتداء بالرسول- صلى الله عليه وسلم- الكريم اقتداءًا شكلياً " " مجلة الدعوة"(1181) 24 /7 /1409هـ ص(28)

وقال ساخراً " إن نفراً من العمال والحمالين والفلاحين فرطوا في أعمالهم الحرفية والمهنية مكتفين في لإثبات تدينهم بثوب قصير ولحية مشوشة، وحمل العصا، وارتداء عمامة ذات ذنب" "سر تأخر المسلمين ص
54 " .
 
وصدق الشيخ الألباني رحمه الله عندما ذكر أنه من المعتزلة .
سابعاً " القرضاوي " :

قال في جريدة الراية عدد 4696 : " إننا لا نقاتل اليهود من أجل العقيدة وإنما من أجل الأرض !! " .

وقال في شريط مسجل بعنوان " التدخين " وهي خطبة جمعة ومنشورة في مجلة الوطن الكويتية في عددها 7072 :

" أيها الإخوة قبل أن أدعَ مقامي هذا ، أحب أن أقول كلمة عن نتائج الانتخابات الإسرائيلية : العرب كانوا مُعَلِّقِينَ كل آمالهم على نجاح ( بيريز ) وقد سقط ( بيريز ) ، وهذا مما نحمده في إسرائيل ، نتمنى أن تكون بلادنا مثل هذه البلاد ، من أجل مجموعة قليلة يسقط واحد ، - والشعب هو الذي يحكم - ليس هناك التسعات الأربع أو التسعات الخمس التي نعرفها في بلادنا ، ( 99.99 % ) ما هذا ؟ إنه الكذب والغش والخداع ، ولو أن الله عرض نفسه على النّاس ما أخذ هذه النسبة !! ، نحيي إسرائيل على ما فعلت . أهـ

وقال في برنامج " الشريعة و الحياة " 12-11-1997 م عن النصارى :

" فكل القضايا بيننا مشتركة ، فنحن أبناء وطن واحد ، و مصيرنا واحد ، وأمتنا واحدة ... أنا أقول عنهم : إخواننا المسيحيُّون !! ... البعض ينكرُ عليَّ هذا ... كيف أقول إخواننا المسيحيون ؟ ( إنَّما المؤمنون إخوة ) نعم ... نحن مؤمنون  هم مؤمنون بوجه آخر !!" . أهـ 
وجاء في حوار معه في مجلة الراية في العدد 597 :


قال محاوره : وتَناهى إلى سمعي صوت غناء قادم من داخلِ منزل الشيخ القرضاوي . فضحكتُ وأنا أقول : لمن يستمع الدكتور القرضاوي ؟

فأجاب بقوله : " الحقيقة أنا مشغول عن سماع الغناء ، لكني أستمع إلى " عبد الوهاب " وهو يغني عن " البلبل " ، أو " يا سماء الشرق جودي بالضياء " ، أو " أخي جاوز الظالمون المدى " . وأستمع أحياناً إلى " أم كلثوم " في " نهج البردة " ، أو " سلوا قلبي غداة سلا وتاب " ، وأستمع بحب وأتأثر بشدة بصوت " فايزة أحمد " خاصة وهي تغني الأغنيات الخاصة بالأسرة : "ست الحبايب" ، و" يا حبيبي يا خويا ويابو عيالي " ، و" بيت العز يا بيتنا على بابك عنبتنا " ... وهذه أغنيات لطيفة جداً ، فأنا لا أرى أن صوت المرأة عورة في ذاته ، لكنه عورة حينما يُراد به الإثارة والتميُّع والتكسر ، ويهدف إلى الإغراء . وهذا معنى قوله تعالى : { فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ } !!!... وأعتقد أن هذا موجود في بعض الأصوات ، إنما صوت فايزة أحمد وهي تغني : ست الحبايب ليس فيه إثارة ، وصوت " شادية " وهي تغني " يا دبلة الخطوبة عقبالنا كلنا " ، و" يا معجباني يا غالي " ... فهذه أغنيات نسمعها في الأفراح والأعراس . أيضاً " فيروز " أحب سماعها في أغنية " القدس " وأغنية " مكة " ، لكني لا أتابعها في الأغنيات العاطفية ، ليس لأنها حرام !! ، وإنما لأنني مشغول . والحقيقة ، أنا لا أستطيع سماع أغنية عاطفية كاملة لأم كلثوم ، لأنها طويلة جداً ، وتحتاج إلى من يتفرغ لها ... ولا تسألني لمن أستمع من الجيل الحديث ، لأنني من الجيل القديم ، وأرى أن الجيل الماضي من " المطربين والمطربات " أقرب إلى نفسي من الجيل الجديد )) .


قلت :  وأعرضنا عن ترحمه على بابا الفاتيكان وأن يبدل النصارى خيرا منه لشهرته
وحتى لا أطيل على القارىء ، ففي الإشارة ما يُغني عن طول العبارة .

وكان هذا البيان الأول ...، وللحديث تتمة .

يتبع إن شاء الله ...
البيان القادم : " الشهيدان !! "


انظر ( هنا )

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


وكتب أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 14 / 1 /2012 
 
 تم مراجعته و الزيادة عليه في 14 / 4 / 2013