إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 23 يونيو 2013

الفتنة الحمراء !






الفتنة الحمراء !

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد :

قال الله عز وجل : { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31) مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ } [ سورة المائدة ] .

هذه قصة أول دم سفك على وجه الأرض ، ولهذا يقول رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم : (( لا تقتل نفس ظلما ، إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها ، لأنه كان أول من سن القتل )) [ متفق على صحته ] .

ويقول ربنا عز وجل : { وَلاَ تَقْتُلُواْ النفس التى حَرَّمَ الله إِلاَّ بالحق } [ سورة الإسراء ] .

ويكون ذلك بإقامة حدود الله، فمن قتل يقتل، ومن زنا وهو محصن يرجم، ومن ارتد عن دينه يقتل، ...الخ ؛وذلك لا يكون إلا للسلطان .

وقال عز وجل : { وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ الله عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً } [ النساء : 93 ].

وقال سبحانه في صفات عباد الرحمن : { والذين لاَ يَدْعُونَ مَعَ الله إلها ءاخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النفس التى حَرَّمَ الله إِلاَّ بالحق وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذلك يلق أثاماً يضاعف لَهُ العذاب يَوْمَ القيامة وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً إِلاَّ مَن تَابَ وَءامَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالحا } [ الفرقان : 68-70 ] .
وقال تعالى : { وَإِذَا الموءودة سُئِلَتْ بِأَىّ ذَنبٍ قُتِلَتْ } [ التكوير : 8 ، 9 ] .

والموءودة : هي الفتاة التي كانت تقتل في الجاهلية بدفنها في التراب وهي حية، ليس لها ذنب إلا لأنها فتاة ! ، فيوم القيامة تسألبِأَىّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ؟ ، فإذا سئل المظلوم فما ظن الظالم إذا ؟

عند أحمد في مسنده وعند غيره في غيره ، سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : من في الجنة ؟ فقال : (( النبي في الجنة ، والشهيد في الجنة ، والمولود في الجنة ، والموءودة في الجنة )) وصحح الشيخ الألباني لفظة ((  والوئيد في الجنة )) كما في تحقيقه على سنن أبي داود .

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( اجتنبوا السبع الموبقات  ، قالوا : يا رسول الله وما هن ؟ قال : " الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ( يعني : هرباً لا حيلة أو خديعة ) ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات )) [ متفق عليه ] .

وقال ابن عمر ـ رضي الله عنهما : (( إن من ورطات الأمور ، التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها ، سفك الدم الحرام بغير حله )) . [ رواه البخاري وغيره ] .

وسأل رجل عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ هل للقاتل من توبة ؟ فقال ابن عباس كالمعجب من شأنه : ماذا تقول ؟ فأعاد عليه مسألته فقال : ماذا تقول مرتين أو ثلاثا ؟
 قال ابن عباس : سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول : (( يأتي المقتول متعلقا رأسه بإحدى يديه متلببا قاتله باليد الأخرى تشخب أوداجه دما حتى يأتي به العرش فيقول المقتول لرب العالمين : هذا قتلني ، فيقول الله عز وجل للقاتل : تعست ويذهب به إلى النار )) . [رواه الترمذي وحسنه والطبراني في الأوسط وصححه الشيخ ناصر في صحيح الترغيب والترهيب ] .

وعن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء )) [ رواه مسلم وغيره ] ، وعند النسائي بسند صحيح لغيره، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة، وأول ما يقضي بين الناس فيه الدماء )) .

قلت : وانتبه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم  : ((وأول ما يقضي بين الناس فيه الدماء )) فقال : (( الدماء )) ولم يقل : القتل .

وعن أبي الدرداء قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا من مات مشركا أو مؤمن قتل مؤمنا متعمدا )) رواه أبو داود وابن حبان ، وصححه الشيخ الألباني ـ عليه الرحمة ـ في صحيح الجامع (4524 ) .

وعن البراء بن عازب أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : (( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق )) رواه ابن ماجة بسند صحيح .

وعنده أيضا بسند صحيح لغيره عن عبد الله بن عمرو قال رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يطوف بالكعبة ويقول : (( ما أطيبك وما أطيب ريحك ما أعظمك وما أعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم من حرمتك ماله ودمه )) . [ انظر صحيح الترغيب والترهيب (2441 ) ] .


قلت : ووقوع المسلم في المحرمات والمعاصي لا يبيح دمه أو ماله إلا بإحدى ثلاثة, لقول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ  : (( لا يحل دم امرئ مسلم ، يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، إلا بإحدى ثلاث : النفس بالنفس ، والثيب الزاني ، والمارق من الدين التارك للجماعة )) [ رواه البخاري ] .

وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار )) [ رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب ، وقال الشيخ ناصر في صحيح "الترغيب والترهيب" صحيح لغيره ] . 


وعند مسلم عن أبي هريرة ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قتل ، ولا يدري المقتول على أي شيء قتل )) .
 
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أن بين يدي الساعة الهرج " . قيل : وما الهرج ؟ قال : " الكذب والقتل " . قالوا : أكثر مما نقتل الآن ـ وفي رواية : أكثر مما يقتل المسلمون في فروج الأرض ؟ ـ . قال : " إنه ليس بقتلكم الكفار ، ولكنه قتل بعضكم بعضا حتى يقتل الرجل جاره ، ويقتل أخاه ، ويقتل عمه ، ويقتل ابن عمه " . قالوا : سبحان الله ومعنا عقولُنا ‍‍‍ ؟ قال : " لا . إلا أنه ينزع عقول أهل ذلك الزمان ، ويخلف له هباءٌ من الناس، يَحسب أكثرهم أنهم على شيء، وليس على شيء )) ، قال أبو موسى : والذي نفس محمد بيده لقد خشيت أن تدركني وإياكم تلك الأمور ، وما أجد لي ولكم منها مخرجا فيما عهد إلينا نبينا صلى الله عليه وسلم إلا أن نخرج منها كما دخلناها ، لم نحدث فيها شيئا )) . [ رواه أحمد، والبزار، وابن ماجه، وغيرهم، وهو صحيح ].

قلت : وذلك عند حدوث الفتن التي تختلط فيها الأمور وتشتبه ، ويقع فيها القتل, وتذهب العقول، فلا يدري القاتل فيما قتل، ولا المقتول على أي شيء قتل ! ، وقد رأينا ذلك في ثورات الخريف العربي ! ، فمن أدرك مثل هذا الزمان فليلزم بيته، ويخزن لسانه، ويبكي عل خطأته .

وفي صحيح مسلم أن أبا بكرة ـ رضي الله عنه ـ لقي الأحنف بن قيس فقال :  : أين تريد يا أحنف ؟ ، قال : قلت : أريد نصر ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني عليا - قال : فقال لي : يا أحنف ارجع ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إذا تواجه المسلمان بسيفيهما ، فالقاتل والمقتول في النار )) فقلت : يا رسول الله هذا القاتل ، فما بال المقتول ( يعني : ما شأنه ) ؟ قال : (( إنه قد أراد قتل صاحبه ))  ، وعند البخاري : (( أنه كان حريصاً عل قتل صاحبه )) .

قلت : فهذه وصية من أحد أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم باعتزال الفتن والقتال ، وإن كان العبد فيها في صف رجل مبشر بالجنة، وذلك لأن حال القاتل والمقتول فيها سوء .
ولم يكن يعلم السلف ـ عليهم الرضوان ـ فقه المجاملات ! الذي أبتدعه شيوخ الضلالة والفتنة في زماننا ، من أن من قتل في الفتنة يسمى شهيداً !، حتى سمعنا بالشهيد "مينا " !! ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

وعند أحمد والحاكم وغيرهما بألفاظ متقاربة، عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه قال :  سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((  تكون فتنة النائم فيها خير من المضطجع ; والمضطجع خير من القاعد , والقاعد خير من القائم , والقائم خير من الماشي , والماشي خير من الساعي , قتلاها كلها في النار " , قال : قلت : ومتى ذاك يا رسول الله , قال ; ذاك أيام الهرج , قلت : ومتى أيام الهرج ؟ قال : (( حين لا يأمن الرجل جليسه )) , قال : قلت فبم تأمرني إن أدركت ذلك , قال : (( ادخل بيتك )) , قلت : أفرأيت إن دخل علي ؟ قال : (( فادخل مخدعك )) , قال : قلت : أفرأيت إن دخل علي ؟ قال : قل هكذا , وقل : بؤ بإثمي وإثمك , وكن عبد الله المقتول )) [ قال الحاكم: "صحيح الإسناد". ووافقه الذهبي. وكذا الألباني ] .

وعن رجل ، من عبد القيس كان مع الخوارج ، ثم فارقهم ، قال : دخلوا قرية ، فخرج عبد الله بن خباب ، ذَعِراً يجر رداءه ، فقالوا : لم تُرَعْ ؟ قال : والله لقد رُعْتُمُونِي . قالوا : أنت عبد الله بن خباب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم . قال : فهل سمعت من أبيك ، حديثا يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تُحَدِّثُناهُ ؟ قال : نعم ، سمعته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنه ذكر فتنة القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي ، قال : " فإن أدركت ذاك ، فكن عبد الله المقتول ، قال أيوب : ولا أعلمه إلا قال ، ولا تكن عبد الله القاتل " . قالوا : أنت سمعت هذا من أبيك يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم . قال : فقدموه على ضفة النهر ، فضربوا عنقه فسال دمه كأنه شراك نعل ما ابذقر ( المعنى : سال دمه في خط واحد ولم يتفرق كهيئة السير الجلد الذي يكون أعلى النعل يربطه ) ، وبقروا أم ولده عما في بطنها  ) [ رواه أحمد في المسند واللفظ له ، وهو في الصحيحين ] .


قلت : وهذا هو حال قتال الفتنة ..لا حرمة لدم ولا مال ولا عرض ولا لأي شيء، إنما هي وحوش تسعى في الأرض، وكلما قتل الواحد منهم أكثر، فرح أكثر !، لظنه أنه أقترب من تحقيق هدفه ومراده ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ((من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا )) [ رواه أبو داود والطبراني في مسند الشاميين، وصححه الألباني ]  .
قال خالد بن دهقان : سألت يحيى بن يحيى الغساني عن قوله " ثم اغتبط بقتله " ؟ قال : هم الذين يقتلون في الفتنة فيقتل أحدهم , فيرى أنه على هدى , ولا يستغفر الله منه أبدا .

فالواجب على العبد المسلم إن وقعت مثل هذه الفتن لا يغادر بيته، امتثالاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال فى الفتنة : ((  اجلس فى بيتك فإن خفت أن يبهرك شعاع السيف فغط وجهك )) وفي لفظ : (( فكن كخير ابني آدم )) وفى لفظ : (( فكن عبد الله المقتول و لا تكن عبد الله القاتل )) [ رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني في الإرواء ]  .

قلت : وكان التزام أبا سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ بهذا الحديث سبباً لنجاته من القتل، فإنه لما وقعت واقعة الحرة، انصرف أبو سعيد فدخل مغارة، فلحقه رجل من أهل الشام، فلما رآه أبو سعيد الخدري، وقع ثوبه على وجهه فغطاه، فقال الرجل : من أنت ؟ قال : أبو سعيد الخدري، قال : صاحب رسول الله، قال : بلى ، فانصرف الرجل مسرعاً .

وعن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا ،القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، فكسروا قسيكم، وقطعوا أوتاركم، واضربوا سيوفكم بالحجارة، فإن دخل على أحد منكم بيته فليكن كخير ابني آدم )) [رواه أبو داود والبيهقي وغيرهما وصححه الشيخ ناصر في صحيح الجامع (2049 )] .

هذا؛ وليس حرمة الدماء مقتصرة على دم المسلم وحده، بل يدخل فيها دم المعاهد في بلاد الإسلام، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما )) رواه البخاري, وعند أبي داود ((من قتل معاهدا في غير كنهه ، حرم الله عليه الجنة )) . 

فلعل قومي ينتبهوا إلى الذي يجرون إليه من قِبل سماسرة السياسة !، وذئاب المبتدعة الحرورية، الذي يدعون بعث الجهاد مرة أخرى من أكناف بيت المقدس !, وذلك بإحداث الفتن في بلاد المسلمين, وتأجيج الصراع بين أبناء الدين الواحد، والتربص برجال الشرطة والجيش .. فيريدون بعث الجهاد وتطبيق الشريعة، بتبديد القوة وقتل المسلمين !، والأمر لله من قبل ومن بعد .

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 14 شعبان 1434
23 / 6 / 2013 


الأربعاء، 19 يونيو 2013

الإعلام بسبب جور الحكام

الإعلام بسبب جور الحكام

الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، و بعد : روى البخاري في صحيحه [ 3834 ] عن قيس بن أبي حازم قال : (( دخل أبو بكر على امرأة من أحمس يقال لها زينب ، فرآها لا تكلم ، فقال : ما لها لا تكلم ؟ قالوا : حجت مصمتة ، قال لها : تكلمي ، فإن هذا لا يحل ، هذا من عمل الجاهلية ، فتكلمت ، فقالت : من أنت ؟ قال : امرؤ من المهاجرين ، قالت : أي المهاجرين ؟ قال : من قريش ، قالت : من أي قريش أنت ؟ قال : إنك لسؤول ، أنا أبو بكر ، قالت : ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية ؟ قال : بقاؤكم عليه ما استقامت بكم أئمتكم ، قالت : و ما الأئمة ؟ قال : أما كان لقومك رؤوس وأشراف ، يأمرونهم فيطيعونهم ؟ قالت : بلى ، قال : فهم أولئك على الناس )) وفي رواية ابن الأعرابي أنها قالت : (( إنا مررنا بأقوام كنا نغزوهم ويغزونا فلم يعرضوا لنا ، ولم نعرض لهم )) قلت : وهذا هو ما كانت تعنيه من الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية ، وهو أنها مرت بقوم كانت بينهم عداوة أيام الجاهلية ، فلما جاء الإسلام مرت بهم فلم يتعرضوا لها . فبين الصديق ـ رضي الله تعالى عنه ـ في هذا الحديث أن بقاء الناس على هذا الأمر الصالح الذي يتضمن الأمن على الأنفس والأموال والحُرمات وغيرها مقرون ببقاء الأئمة على الاستقامة . هذا؛ ولا يُفهم أن الأئمة المقصود بهم الحكام والأمراء فقط ، بل يدخل معهم العلماء .
فـ " ولاة الأمور " : هم " الأمراء والعلماء " معاً

قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ... } [ النساء 59 ] قال ابن عباس رضي الله عنهما : { وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } يعني : (( أهل الفقه والدين ))، وكذا قال مُجاهد وعطاء والحسن البصري وأبو العالية : يعني : العلماء . وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره : (( والظاهر - والله أعلم - أن الآية في جميع أولي الأمر من الأمراء والعلماء ، ثم ذكر حديث عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصا الله ، ومن أطاع أميري فقد أطاعني ، ومن عصا أميري فقد عصاني )) متفق عليه . قال الحافظ : (( فهذه أوامر بطاعة العلماء والأمراء ، ولهذا قال تعالى : { أَطِيعُوا اللَّهَ } أي : اتبعوا كتابه { وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ } أي : خذوا بسنته { وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } أي : فيما أمروكم به من طاعة الله لا في معصية الله ، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله ، كما تقدم في الحديث الصحيح : (( إنما الطاعة في المعروف )) . حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا همام ، حدثنا قتادة ، عن أبي مراية ، عن عمران بن حصين ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا طاعة في معصية الله )) . اهـ قلت : فأولي الأمر تشمل العلماء والأمراء ، ولا يخفى فساد كثير من العلماء في زماننا .
والسؤال :
ما هو سبب فساد العلماء وجور الأمراء ؟
والإجابة عن هذا السؤال لا تجد إجابتها بصدق عند من يتصدر لزعامة الناس ، لأنه لو أجاب بحق لانفض الناس من حوله ، لأن الإجابة مُرة وهي : أن سبب فساد ولاة الأمور من عُلماء و أُمراء هو فساد الرعية ، فإن العبد إذا عصى الله عز وجل وأرتكب المعاصي وجاهر بها سلط الله عليه من يقهره ويُذله عقوبة له . يقول الله عز وجل : { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ } [ الشورى 30 ] .
وقال سُبحانه : { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ آل عمران 165 ] .
وقال عز و جل : { مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ } [ النساء 79 ] . وهذا المعنى معروف عند الناس فتراهم يقولون : (( إن الحكام صورة الرعية ، ويقولون : كما تكونوا يولى عليكم ، ويقولون : كل سُلطان من طينة رعيته )) .
وقال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ : ((
وتَأمَّلْ حِكمتَه تَعالى في أن جعَلَ مُلوكَ العِبادِ وأُمراءَهم ووُلاَتَهم مِن جِنس أَعمالِهم، بل كأنَّ أَعمالَهم ظهرَت في صُوَر وُلاَتهم وملوكِهم ، فإن استَقامُوا استَقامَت مُلوكُهم ، و ن عدَلوا عدَلَت علَيهم ، وإن جارُوا جارَت مُلوكُهم ووُلاَتُهم، وإن ظهَرَ فيهم المَكرُ والخَديعةُ فوُلاَتُهم كذَلكَ ، وإن مَنَعوا حُقوقَ الله لدَيهم  وبَخِلوا بها ، مَنعَت مُلوكُهم ووُلاَتُهم مَا لهم عندَهم مِن الحقِّ وبَخِلوا بها علَيهم ، وإن أَخَذوا ممَّن يَستَضعِفونه مَا لاَ يَستَحقُّونه في مُعاملتِهم ، أَخذَت مِنهم المُلوكُ مَا لاَ يَستَحقُّونه وضَرَبَت علَيهم المُكوسَ والوَظائفَ ، وكلُّ مَا يَستَخرِجونَه من الضَّعيفِ يَستَخرِجُه الملوكُ مِنهم بالقوَّةِ ، فعمَّالُهم ظهَرَت في صُوَر أَعمالِهم ، وليسَ في الحِكمةِ الإلهيَّةِ أن يُوَلَّى على الأَشرارِ الفجَّارِ إلاَّ مَن يَكونُ مِن جِنسِهم ، ولمَّا كانَ الصَّدرُ الأوَّلُ خِيارَ القُرونِ وأبرَّها كانَت ولاَتُهم كذَلكَ

فلمَّا شابُوا شابَت لهم الولاَةُ فحِكمةُ الله تَأبَى أن يُوَلَّي علَينا في مِثل هَذهِ الأَزمانِ مِثلُ مُعاويةَ وعُمرَ بنِ عَبدِ العَزيز ، فَضلاً عن مِثل أبي بَكرٍ وعُمرَ ، بَل ولاَتُنا على قَدْرنا، ووُلاَةُ مَن قَبلَنا على قَدرِهم وكلٌّ مِن الأَمرَين مُوجبُ الحِكمةِ ومُقتَضاها )) اهـ
وانظر- بارك الله فيك - إلى قوله تعالى في بيان العلة التي سُلط بها فرعون على قومه . فقال سُبحانه : { فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ } [ الزخرف 54 ] .فوصفهم الله ـ عز وجل ـ بالفسق ولهذا سلط عليهم من يُناسبهم . وقد روى الطبراني عن الحسن البصري أنه سمع رجلاً يدعو على الحجاج _ وحال الحجاج لا يخفى على أحد ، فقد كان ظلوماً جهولاً يقتل بالظن ، صلب ابن الزبير رضى الله تعالى عنهما ، ورمى الكعبة بالمنجنيق وغير ذلك _ سمع الحسن رجلاً يدعو على الحجاج ، فقال له : (( لا تفعل إنكم من أنفسكم أُتيتم ، إنما نخاف إن عُزل الحجاج أو مات أن يتولى عليكم القردة والخنازير ، فقد روى أن أَعمالَكم عُمَّالُكم ، وكما تكونوا يُولى عليكم )) .
فأصل البلية أن الناس تجني ثمار أعمالهم ، ومن هذه الثمار ظلم و جور وفساد الأُمراء والعلماء . أخرج أبو الشيخ عن منصور بن أبي الأسود قال سألت الأعمش عن قوله تعالى { وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا ... } [ الأنعام 129 ] ما سمعتم يقولون فيه ؟ قال سمعتهم يقولون : (( إذا فسد الناس أُمّرَ عليهم شِرارُهم )) . ( الدر المنثور للسيوطي 3 /358 ) . وقال عبيدة السلماني لعلي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه : (( يا أمير المؤمنين ما بال أبي بكر وعمر أنطاع الناس لهما والدنيا عليهما أضيق من شبر فاتسعت عليهما ، ووليت أنت وعثمان الخلافة ولم ينطاعوا لكما وقد اتسعت فصارت عليكما أضيق من شبر ؟! )) فقال : (( لأن رعية أبي بكر وعمر مثلي ومثل عثمان ، ورعيتي أنا اليوم مِثلك وشبهك )) . وقد أرسلوا يوماً لأحد الأُمراء يشكون له جور العمال ( المحافظين ) : فكتب لهم بلغني كتابكم وما أنتم فيه ، وليس ينبغي لمن يعمل المعصية أن يُنكر العقوبة ، ولم أرى ما أنتم فيه إلا من شُؤم المعصية ، والسلام . وجاء في تفسير حِقِّي في قوله تعالى : { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء } قال : (( معناه إن كنتم من أهل الطاعة يُوَل عليكم أهل الرحمة ، وإن كنتم من أهل المعصية يُوَل عليكم أهل العقوبة )). وقال الإمام السعدي في تفسيره لقوله تعالى : { وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } ، قال : (( كذلك من سنتنا أن نولي كل ظالم ظالماً مثله ، يؤزه إلى الشر ويحثه عليه ، ويزهده في الخير وينفره عنه ، وذلك من عقوبات الله العظيمة الشنيع أثرها ، البليغ خطرها ، والذنب ذنب الظالم ، فهو الذي أدخل الضرر على نفسه ، وعلى نفسه جنى { وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ } ، و من ذلك أن العباد إذا كثر ظلمهم و فسادهم ، ومنْعهم الحقوق الواجبة ، ولَّى عليهم ظلمة ، يسومونهم سوء العذاب ، ويأخذون منهم بالظلم والجور أضعاف ما منعوا من حقوق الله ، وحقوق عباده ، على وجه غير مأجورين فيه ولا محتسبين ، كما أن العباد إذا صلحوا واستقاموا، أصلح الله رعاتهم ، وجعلهم أئمة عدل وإنصاف، لا ولاة ظلم واعتساف )) اهـ . وقال الشيخ العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - : (( كثير من الناس يريد من الرعاة أن يكونوا على أكمل ما يكون ، ولا شك أننا نريد من الرعاة أن يكونوا على أكمل ما يكون ، لكننا لا نعطيهم في المعاملة أكمل ما يكون ، بمعنى أن بعض الرعية يقول : يجب أن يكون الراعي على أكمل ما يكون ، ومع ذلك تجد الرعية على أنقص ما يكون .. أهذا عدل ؟ لا والله ما هو بعدل ، إذا كنت تريد أن تعطى الحق كاملاً ، فأعط الحق الذي عليك كاملاً ، وإلا فلا تطلب ؛ ومن حكمة الله عز وجل أن المُوَلَّى على حسب المولَّى عليه .. وهذه من الحكمة أن يكون المولى - ولي الأمر- على حسب من ولي عليه ، إن صلح هذا صلح هذا ، وإن فسد هذا فسد هذا ، وفي الأثر: ( كما تكونوا يول عليكم ) يعني : أن الله يولي على الناس على حسب حالهم ، وهذا الأثر و إن لم يكن صحيحاً مرفوعاً إلى الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لكنه صحيح المعنى ، اقرأ قول الله تعالى : { وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً }[الأنعام:129] أي : نجعل الظالم فوق الظالم ، بماذا ؟ { بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [الأنعام:129] فإذا ظلمت الرعية سلطت عليها الرعاة ، وإذا صلحت الرعية صلح الرعاة، وكذلك بالعكس : إذا صلح الراعي صلحت الرعية )) . قلت : وتأمل العلاقة بين قوله تعالى : {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً } [ الإسراء 16 ] وبين قوله تعالى : { وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا }.
فهلاك القرى بظُلم أهلها أولاً { وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا } فإذا ظلموا جعل الله مترفيهم أُمراء فأظهروا الفسق { أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا } فحينها ينزل بهم الدمار جميعاً { فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً } .
قال الذهبي في السير [ 4 /343 ] عن الحجاج قال : وكان ظلوماً جباراً ناصبياً خبيثاً سفاكاً للدماء. 
  وعن هشام بن حسان بسند صحيح كما عند الترمذي قال : (( أحصوا ما قتل الحجاج صبراً فبلغ مئة ألف وعشرين ألف قتيل ))
ولكن لما تذمر الناس من ولايته وظلمه و ان بينهم الحسن البصري ـ ربيب بيت النبوة ـ لم يقل لهم أخرجوا على الحجاج في ثورة أو اعتصام أو احملوا عليه السيف ، ولكنه قال لهم : (( إن الحجاج عقوبة من الله عز وجل ، فلا تستقبلوا عقوبة الله بالسيف ، ولكن استقبلوها بتوبة وتضرع واستكانة وتوبوا تُكْفَوه )) ( أخرجه أبو الشيخ ، وابن أبي شيبة )
ودخل سفيان الثوري إلى الحرم فوجد الشرطة ـ ولم يكونوا يتواجدون فيه من قبل فبكى وقال : (( إن ذنوبا ولَّت علينا هؤلاء إنها لذنوب جسام )) .
فالمخرج الوحيد حتى يستقيم أمر العُلماء  الأُمراء ، وينعم الناس بالأمن ، وتُحفظ عليهم أعراضهم وأمولهم أن يتوبوا إلى الله ـ عز وجل ـ ، وأن يؤدوا الحقوق الى أهلها ، وألا يظلموا حتى لا يُظلموا ، وإن أرادوا أن يُحكم فيهم شرع الله ـ عز وجل ـ أن يأخذوا بأسبابه من تصحيح المعتقد ، وعمل الصالحات ، وعدم التفريط في الواجبات ، حينها يكون لهم الاستخلاف في الأرض . قال الله تعالى : { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } .
وقال الله عز وجل : { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ } [ الرعد 11 ] وأنشد بعضهم :

بذنوبنا دامت بليتنا ......... والله يكشفها إذا تبنا

وفي المأثور في الدعوات : (( اللهم لا تُسلط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا )) .

و صلى الله على محمد وعلى آله و صحبه و سلم .
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد