إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 22 سبتمبر 2013

دردشة عصرية!

دردشة عصرية!

الحمد لله، وبعد:

سألني أحد الأخوة عدة أسئلة واشترط الاختصار، فكان مما سئل:


من هم الخوارج؟


قلت: هم فرقة من أهل القبلة انحرفت عن فهم الدين الصحيح، ترى كفر كل من وقع في ظلم من الحكام وإن كان الحاكم الرسول صلى الله عليه وسلم!


ففي صحيح البخاري قَسم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ غنيمة بين جماعة من المؤلفة قلوبهم ـ حديثي الإسلام ـ ولم يعط آخرين، فقال رجل يسمى ذو الخويصرة التميمي : "أعدل يا محمد فهذه قسمة لم يرد بها وجه الله"!

فرمى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالشرك!، إذ جعل عمله لوجه الناس وليس لوجه الله!.
وخرجوا على شهيد الدار عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ وقتلوه بزعم أنه يولي أقاربه المناصب!

وخرجوا على علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ وكفروه، وقالوا: أنت أمير الكافرين !، وذلك لأنه جعل أبو موسي الأشعري رضي الله عنه حكماً في أحدى القضايا، فقالوا: كيف هذا والله يقول: { إن الحكم إلا لله }؟، وهم مستمرون في الخروج في الأمة حتى يخرج أخرهم مع الدجال كما في سنن الترمذي.


من هم ولاة الأمور؟


قلت: هم كل من تولى أمر المسلمين وحكمهم، ولهذا يُقال له حاكم، ويُقال له سلطان لأن له سلطة، ويُقال له ملك لأنه يملك زمام الدولة، فلا يُلتفت للمسمى وإنما يلتفت إلى واقع الحاكم، فإن كان له سلطة وقوة، ويَستطيع عقد الاتفاقات الدولية، وعزل الوزراء وما شابه، فهو ولي أمر يُسمع له ويُطاع في المعروف، ولا سمع له ولا طاعة في المعصية كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.



كيف تكون ولايته؟


  • قلت
  • أبو بكر الصديق تَولى ببيعة من كان في ثقيفة بني ساعدة، وهو ما يُسمى بيعة أهل الحل والعقد.
  •  وعمر الفاروق تَولى بوصية من الحاكم الذي قبله، أعني: أبا بكر.
  •  وعثمان تولى بالشورى، إذ جعل عمر الفاروق أمر الخلافة بعده في ستة مات رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو عنهم راض، فاختار الناس عثمان بن عفان من الستة.
  •  ومعاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنه ـ تولى بتنازل الحاكم السابق له، إذ تنازل له الحسن بن علي ـ رضي الله عنهما ـ عن الحكم.
  •  ويزيد بن معاوية تولى بوصية من أبيه، إذ كان يزيد قائد الجند فخاف معاوية أن يعود الاقتتال مرة أخرى بين المسلمين إن تولى رجل ضعيف.
  •  وتولى عبد الملك بن مروان بالسيف بعد أن قتل الحجاج بن يوسف ابن الزبير وصلبه في الكعبة، ومع هذا بايع له ابن عمر كما في صحيح مسلم وقال : ونصلي وراء من غلب.
  •  وقامت دولة المماليك البحرية على من قَتل الحاكم أخذ مكانه!، وكان أشهرهم بيبرس الذي قَتل قطز وأخذ مكانه.
  •  وقامت الدولة المصرية الحديثة بتولية "محمد على" من قِبل أهل الحل والعقد من شيوخ الأزهر، فجعل الحكم بين أبنائه من بعده.
  •  ثم حدث الانقلاب العسكري من الجنود الأحرار! على الملك فاروق، وأصبح محمد نجيب أول رئيس عسكري في دولة مدنية!.
  •  ثم دخلت الديمقراطية ومعناها حكم الأغلبية وتَولى بها جماعة من الحكام.. وكل هذه الهيئات لم يَقل العلماء أن الحاكم الذي يتولى بها غير شرعي، إذ الأصل أننا نُصلي وراء من غلب كما قال ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ ، ولهذا بَين الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ أننا نَسمع ونَطيع للأمراء بأي طريقة كانت وليتهم، المهم أن يُسمى أمير المؤمنين، يعنى: يُطلق عليه اسم الحاكم لسيطرته على الحكم والملك، ويكون مسلماً.

هل يجوز اشتراك المسلمين في أحزاب؟

قلت: لا؛ إذ الحزبية والفُرقة سنة فرعونية ليست من دين المسلمين، قال تعالى : { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا} أي فرقاً يشيعونه على ما يريد ويطيعونه، لا يَملك أحد منهم مخالفته، أو يشيع بعضهم بعضاً في استخدامه ، أو فرقاً مختلفة قد أغرى بينهم العداوة ليكونوا له أطوع.

ولهذا جاءت الشريعة الإسلامية بالبراءة من الفُرقة والحزبية، فقال تعالى مخاطباً النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: { إِنَّ الذين فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ . . } [ الأنعام : 159 ].

وقال تعالى : { وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}، وهذه هي العلة في منع التحزب والفُرقة: وهو أن كل جماعة وكل حزب يَحسب أنه فاز بالصواب ووقع الخطأ من غيره، فيفرح ولا يلتفت ولا يستمع  لنصح، فتطيع الأمة!، إذ إن خيرتها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.



طيب كيف تطبق الشريعة إذاً؟

قلت: الأصل أن نَفهم ما هي الشريعة أولاً، فمن فَهم الشريعة بأنها إقامة الحدود فقط، فهذا قد زعم أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان معطلاً للشريعة في فترة وجوده في مكة!، والذي فَهم أن التمكين في الأرض هو الغاية من الشريعة فهو أيضاً واهماً، إذ قال الرب عز وجل : { الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}، فليس التمكين مقصوداً لذاته، ولكن لإقامة الغاية التي خلق من أجلها الخلق { وَمَا خَلَقْتُ الجن والإنس إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } [ الذاريات : 56 ]، فالشريعة معنى جامع لكل ما جاء به محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فإقامة الصلوات من تطبيق الشريعة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من تطبيق الشريعة، وإقامة الحدود من تطبيق الشريعة، والغزو في سبيل الله من تطبيق الشريعة، وطلب العلم وتعليمه من تطبيق الشريعة، وإطلاق اللحية من تطبيق الشريعة، ومخالفة سنن الكفار من تطبيق الشريعة، وتربية الأولاد على سنن الإسلام من تطبيق الشريعة، و...

فالكل مطالب بتطبيق الشريعة، كلٌ على قدر استطاعته، فليس الأمر مُتوقف على الحاكم فقط!، فأنت رئيس دولة بيتك ، ستُسأل لماذا لم تحجب أمرآتك وتكف أذاها عن المسلمين؟ ، وتُسأل عن أبنائك لماذا لم تقومهم على سنن المسلمين؟ ، وتسأل عن نفسك لماذا أخذت الرشوة أو سكت عن من أخذها؟ وهكذا دوليك...
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وكتب

أبو صهيب وليد بن سعد


احذر أن تُكفر صحابيا وأنت لا تَدري!


احذر أن تُكفر صحابيًا وأنت لا تَدري!
 

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

     فقد جَرت عادة بعض القصاص أنهم إذ تَحدثوا في شأن الموت.. ذكروا بعض قصص المحتضرين ، ومما يُذكر في هذا الباب قصة احتضار "عمر بن العاص" ـ رضوان الله عليه ـ وفيها : " أن عمرو بن العاص كان يقول: عجبًا لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه؟!.
    فلما نزل به الموت ذّكره ابنه بقوله، وقال: صفه . قال: " يا بني الموت أجلّ من أن يُوصف، ولكني سأصف لك! أجدني كأن جبال رضْوَى على عنقي، وكأن في جوفي الشوك، وأجدني كأن نَفسي يخرج من إبرة "

قلت: هذه القصة أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى"، ومدارها على "هشام بن محمد بن السائب الكلبي" وهو متروك، وكان غاليًا في التشيع، فالحديث ضعيف إن لم يكن موضوعًا. وقد ضعفه شيخنا على حشيش ـ حفظه الله ـ .


   والحديث يحمل بين طياته معنى خبيث، وهو أنه خُتم لـ "عمر بن العاص" ـ رضي الله عنه ـ بالكفر ـ عياذًا بالله ـ ، إذ الوصف الذي ذُكرّ عند احتضاره، هي هيئة خروج روح الكافر !
   قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ  : " ... وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة [غلاظ شداد]، سود الوجوه معهم المسوح [من النار] فيجعلون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب، قال: فتفرق في جسده فينتزعها كما يتنزع السَّفود (الكثير الشعب) من الصوف المبلول [فتقطع معها العروق والعصب] فيأخذها فإذا أخذها لم يدعها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح" [ جزء من حديث صحيح أخرجة أحمد ].

 
   قلت : وهذه هي الهيئة التي وصفها عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ  تحدث له. والحديث من رواية أحد كذبة الشيعة التى ترك أهل الحديث حديثهم!
    
فاحذر يا عبد الله ! من تكرار هذا الحديث، فتكفر صحابيًا وأنت لا تدري!.
     وتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ : "أسلم الناس، وآمن عمرو بن العاص". 
 وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 9 ذو القعدة 1434

15 سبتمبر
2013

الجمعة، 13 سبتمبر 2013

زيـادة قبيحة!



زيـادة قبيحة!

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فإن أم المؤمنين عائشة ـ عليها الرضوان ـ قالت في وصف خلق الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( كان خلقه القرآن)) [هذا لفظ أحمد، وأصل الحديث عن مسلم في الصحيح].

والمعنى: أنه كان يتأدب بآدابه، ويتخلق بأخلاقه، فما مدحه القرآن كان فيه رضاه، وما ذمه القرآن كان فيه سخطه.
ورأيت كثيرًا من الخطباء يزيد على صُلب الحديث زيادة قبيحة، فيزعم أن عائشة قالت: (( كان خلق الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن، كان قرآنًا يمشي على الأرض!)).
والزيادة هنا، هي قولهم: ((كان قرآنًا يمشي على الأرض! ))
وهذه مخالفة شنيعة للعقيدة، إذ يعتقد أهل السنة أن القرآن الكريم صفة للرب ـ سبحانه وتعالى ـ كما في قوله: { وَإِنْ أَحَدٌ مّنَ المشركين استجارك فَأَجِرْهُ حتى يَسْمَعَ كَلاَمَ الله } [ التوبة : 6 ]، فالقرآن (كلام الله )، وهو صفة من صفاته ـ سبحانه وتعالى وعز وجل ــ ، فإن قلنا: أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان قرآنًا!، هذا يتضمن أن صفة من صفات الله ـ عز وجل ـ حلت في النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ !!، وهذا من أفسد القول وأشنعه.
ولعل هذه الزيادة القبيحة تسللت من طريق الاتحادية الخبثاء، والذي يتبنى مذهبهم الآن الصوفية! ( علموا ذلك أم جهلوه !)، فتسمع من هؤلاء المتصوفة مثلاً : ((الله ربّي لا إله سواه.. هل في الوجود حقيقة إلاّ هو؟ ! )) فهذا قول الاتحادية الأوائل كابن عربي والتلمساني وغيرهما.

قال الشيخ ربيع  المدخلي ـ حفظه الله ـ : (( هل في الوجود حقيقة إلاّ هو؛ هذا من كلام أهل وحدة الوجود، يقول لا وجود حقيقي إلاّ الله ، هناك وجود حقيقي للمخلوقين، الله أوجدهم وأوجد هذه الحقائق فهذا يشبه كلام أهل وحدة الوجود )) .

وقال الشيخ صالح السحيمي ـ حفظه الله ـ : ((هل في الوجود حقيقة إلا هو" هذا هو القول بوحدة الوجود . وهي عقيدة ابن عربي وابن الفارض وابن سبعين والفارابي وغيرهم من زعماء الاتحاديين القائلين بأن العبد رب والرب عبد!، وأنه لا حقيقة لهذا الوجود إلا لله عز وجل؛ فكل ما تشاهده وتراه وتحسه وتذوقه وتلمسه هو الله عز وجل!! . وقد قرر أحد المنظرين أحد الكتاب الجهلة في هذا العصر ذلك عند قول الله عز وجل عند سورة الإخلاص في تفسيره المسمى ب: "في ظلال القرآن" )) .


قلت: فانتبه يا عبد الله! من تكرار هذه الزيادة، فالأمر خطير!

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 7 ذو القعدة 1434
12 سبتمبر 2013


التحذير من مقال "دفاعاً عن الشيخ رسلان، ومشايخنا الكرام"



التحذير من مقال "دفاعاً عن الشيخ رسلان، ومشايخنا الكرام"


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

قرأت كلمة سماها صاحبها" دفاعاً عن الشيخ رسلان، ومشايخنا الكرام"
فوجدت الكاتب عن قصد أو عن غير قصد (والله أعلم بالنوايا)، خلط بطريقة قبيحة في أبجديات المنهج، فوضع أهل السنة الخُلص في مقارنة وموازنة مع المبتدعة الخُلص!، فجعل الشيخ الأستاذ/ محمد سعيد رسلان  في وسط جماعة من المنحرفين والمشبوهين، ليقرر: (كل ابن آدم خطاء!)، و(مفيش حد معصوم من الخطإ!) .
ثم بدأت التمثلية!، ومضمونها.. حتى لا يتطاول أحد على شيخنا العلامة"محمد سعيد رسلان"، ويمسك عليه ثناءه على الشعراوي، وجلوسه مع الحلبي، و... أخذ يُعدد خيوط العنكبوت التي تعزف عليها الكائنات الحدادية!، (جمعها الأخ ورتبها، كأنه يقول لهم: المشاريب ده عندي!).

ثم أخذنا نبحث عن دفاع الأخ عن الشيخ رسلان، والذي ما سطر المقال إلا دفاعاً عنه!
فوجدناه يقول: العبرة في أخر سطور المقال والمنشور!
فذهبنا بسرعة! لنرى المخلص والمفر من الكائنات الشريرة التي من الممكن أن تتطاول على شيخنا بذكر (الشبهات التي جمعها الأخ المدافع عن الشيخ! في مكان واحد).
فوجدنا الأتي: " أرجو منك إن كنت منصفاً أن تستبدل الآتي:
اسم الشيخ رسلان: باسم الشيخ هشام البيلي"!(يا راجل! قول كلام غير ده ) يعني بدلاً من أن أقول: قال شيخنا الأصولي الأديب ( شيخ المحنة) محمد سعيد رسلان (حفظه الله)
أن أستبدلها بهذه العبارة: : قال شيخنا الأصولي الأديب ( شيخ المحنة) هشام البيلي (حفظه الله)!!!!!

هذا وجه؛ ( ولعلك تقصد وجه أخر )، وهو إحياء لمنهج مخنث جديد! أستطيع أن اسميه ( سيب وأنا اسيب!، أو اسكت عليا وأنا اسكت عليك! ) جرياناً على القاعدة (الشعبية) المشهوره " لا تعيرني ولا أعيرك ده الهم طايلني وطايلك!!"
فلا تلوم على الشيخ رسلان أنه جلس يوماً من الدهر مع الحلبي، كما لا يلوم أحداً هشام البيلي أنه ظل عمره يجالس المبتدعة والمجروحين.

ولو الكلام ده دخل دماغك!، خد ديه كمان!!،  لا تقارن عبد المالك رمضاني (صاحب كتاب مدارك النظر الذي قدم له العلامة الألباني والشيخ محسن العباد، ومدح الألباني الكتاب لدرجة أنه قال: أنه تعلم منه!) ، بمحمد عبد العليم ماضي!؛ فالرمضاني تكلم فيه العلماء ( يعني وِحِش! ) ومع ذلك الشيخ رسلان ينقل من كتابه في بعض الخطب ( الكتاب عمدة في فتنة الجزائر لمن لا يعلم )،ومحمد عبد العليم ماضي( الذي يرمي شيوخنا: حسن عبد الوهاب البنا، ورسلان، وخالد عبد الرحمن، وطلعت زهران ، وغيرهم بالإرجاء)(1)
لم يتكلم فيه أحد من العلماء ( يعني حلو!) (غلطش أنا! ).
فالكاتب يقرر مذهب مخنث جديد!، أراد أن يجمع فيه الموازنات والمنهج الأفيح وكل ما باضه الشيطان وفرخه في عقل مبتدع !. (حتى أنه أدخل عم محمد حسان في مقارنته!)، والله ده حصل!
فاحذروا يا أهل السنة من هؤلاء واصبروا ، فإن نبيكم ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " وأن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسرا" [رواه أحمد وصححه الشيخ ناصر].
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 6 ذو القعدة 1434

12 سبتمبر 2013

الهوامش ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): قال محمد عبد العليم ماضي ( الحدادي الخبيث) في رسالته السراج الوهاج ص49: " ثم إنك تصبر على أقوام من أمثال علي حشيش، وحسن عبد الوهاب البنا، وطلعت زهران، وخالد عثمان ،وخالد المصري، ورسلان، ومحمود لطفي عامر، بل وتلتقي معهم ،وترحب بهم، بل وتطلب من حسن عبد الوهاب أن يصلح بينكم، مع بقائهم على الإرجاء!!، وطعنهم على معتقد السلف في الإيمان!!!!، ولا تصبر على كلام الشيخ ربيع الذي هو أقل خطراً "!!
قلت: وفضلاً عن كونه من الحدادية الخبثاء، والمبتدعة المحترقين، فهو أيضاً سارق محترف (لهواة السرقات العلمية)، سرق مقالة لي اسمها (المدخلية والجامية فرية إخوانية) فنفخها! في رسالة سمها (المدخلية أسطورة إخوانية)، وتاريخ النشر يفضح سرقته، وقبل أن أنسى( صور يا ...!)

الخميس، 12 سبتمبر 2013

احذر يا هشام أن تَطعن في سلفنا الصالح وأنت لا تدري!



احذر يا هشام أن تَطعن في سلفنا الصالح وأنت لا تدري!

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
         قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : "الراد على أهل البدع مجاهد، حتى كان يحيى بن يحيى يقول: الذب عن السنة أفضل من الجهاد" ( نقض المنطق ص / 12 ).

        
وقال ابن القيم : " الجهاد نوعان: جهاد باليد والسنان وهذا المشارك فيه كثير، والثاني: الجهاد بالحجة والبيان وهذا جهاد الخاصة من أتباع الرسل، وهو جهاد الأئمة، وهو أفضل الجهادين لعظم منفعته وشدة مؤنته وكثرة أعدائه" (مفتاح دار السعادة ص 71 ).

           وقد بين شيخ الإسلام وجه من وجوه الكلام في المخالف، فقال : "وليس هذا الباب مخالفاً لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "الغيبة ذكرك أخاك بما يكره"، ( فإن الأخ هو المؤمن، والأخ المؤمن إن كان صادقــًا في إيمانه لم يكره ما قلته من هذا الحق الذي يحبه الله ورسوله وإن كان فيه شهادة عليه وعلى ذويه؛ بل عليه أن يقوم بالقسط، ويكون شاهداً لله ولو على نفسه أو والديه أو أقربيه، ومتى كره هذا الحق كان ناقصــًا في إيمانه، ينقص من إخوته بقدر ما نقص من إيمانه"(مجموع الفتاوى 28 / 235 ).

                 وقال الإمام ابن رجب الحنبلي في (( الفرق بين التعبير والنصيحة )) : " فرد المقالات الضعيفة ، وتبين الحق في خلافِها بالأدلة الشرعية ليس هو مما يكرهه أولئك العلماء، بل مما يحبونه ويمدحون فاعله ويثنون عليه، فلا يكون داخلاً في الغيبة بالكلية، فلو فُرض أن أحدًا يكره إظهار خطِئِة المخالف للحق فلا عبرة بكراهته لذلك، فإن كراهة إظهار الحق إذا كان مخالفاً لقول الرجل ليس من الخصال المحمودة، بل الواجب على المسلم أن يُحب ظهور الحق ومعرفة المسلمين له، سواء كان ذلك في موافقته أو مخالفته، وهذا من النصيحة لله ولكتابه ورسوله ودينه ، وأئمة المسلمين وعامتهم"

          ويَفصلُ القضية نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ قائلاً :" ألا لا يمنعن رجلاً هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه " ( رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني ).
من الدين كشفُ السَّتر عن كل كاذب .......................
............................... وعن كل بِدعيِّ أتى بالعجائبِ
ولولا رجالٌ مؤمنون لُهَّدمتْ............................
............... صوامعُ دينِ اللهِ من كلِّ جانبِ
      فمن أجل ذلك نخوض فيما لا نحب، لنـُميط الأذى عن منهج ارتضيناه ، وحاول غيرنا التشغيب عليه بشبهاته ، والتنمر عليه بأُغلوطاته .

      وها هو رجل علمناه من زمن منحرفاً على غير السنة، يهذى بما لا يدري، ويهرفُ بما لا يعرف، متهورًا، متعالمـًا، جهولًا، ... ألا وهو: هشام بن فؤاد البيلي، سكتنا عنه لما أُشيع من صبيانه وأتباع حزبه!، أن كلام أهل السنة فيه نابع من هوى!، وأن من تكلم فيه من العلماء وجرحه كان دافعه الغيرة والحسد!!، فالتزمنا الصمت وصبرنا حتى يخرج هو من صمته الذي افتعله، ليخدع به السذج والطيبين، وقد انخدعوا بالفعل، وقالوا: انظروا يتكلمون فيه ويسكت ولا ينتصر لنفسه!.


       ولكن أبى الله إلا أن يذل من عصاه، فهذا المشبوه سكت دهرًا ونطق فسقــًا!.
راح يدافع عن نفسه في أمر أُخذ عليه وهو: أنه يَلحن في اللغة؛ ولم يكن يضره شيئا لو قال: هذا الباب مغلق علي، لا أستطيع إتقانه، ويغفر لي الله تقصيري، وهذه الأمور التي تتأتى من المسلم سليم الطوية.
لكن لأن المشبوه من جلساء المبتدعة ورفقائهم، سلك مسلكهم، وأتبع طريقتهم، فراح يطعن في أحد السلف من أجل أن يحسن صورته، ويرفع خسيسته.
      وقد أحسن ابن فارس ـ رحمه الله تعالى ـ في وصف حالته فقال : " وقد كان الناس قديمــًا يجتنبون اللحن فيما يكتبونه أو يقرؤونه اجتنابهم بعض الذنوب، فأما الآن فقد تجوزوا حتى إن المحدث يحدث فيلحن، والفقيه يؤلف فيلحن؛ فإذا نُبِّها قالا : ما ندري ما الإعراب، وإنما نحن محدثون وفقهاء!، فهما يُسران بما يساء به اللبيب!!"
( التعالم ص 70 ).


      قال المشبوه وهو يشرح ( إي والله يشرح! ) رسالة "تاريخ تدوين العقيدة السلفية" للشيخ عبد السلام بن برجس - رحمه الله - :
"قال الشيخ عبد السلام بن برجس - رحمه الله - : "فكتب أبو بكر بن حزم، عن عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية، والقاسم بن محمد بن أبي بكر -وكان لحَّانًا!-". اهـ
فقال- مُعَلِّقًا- : (كان لحَّانًا) : كثير الخطإ في العربية؛ لا يستطيع أن يُقيم لسانه بعبارة – وسيأتيكم - إن شاء الله- .
وقد أخرجَ مسلمٌ: أن القاسم بن محمد ورجلًا كانا عند عائشة. قال: وكان القاسم لحَّانًا!
يقول النووي: يعني كثير اللحن والخطإ ، إذا تكلم بالعربية.. كثير اللحن!
القاسم بن محمد هذا، من أين يا إخوان؟! (قول يا سيدي!)
أحد فقهاء المدينة السبعة!!
حتى قالت عائشة له: إني لأعلمُ لِمَ ينطق هذا بفصاحة وأنت تلحن؛ لأن هذا ربَّته أمه، وأنتَ ربَّتكَ أمك!
وكانت أمُّ القاسم أمَّ ولد -لا تتقن العربية- فتأثر بها!
ولم يُسقطه أحدٌ -أبدًا- بهذا اللحن، الذي لم يكن مرة أو مرتين! وإنما كان موصوفًا به!، مُكثِرًا منه!، حتى قيل: كان لحَّانًا -صيغة مبالغة- كان لحَّانًا! ومع ذلك ما سَقَطَ.
بل من حُفَّاظ الأمّة مَن كان يقول: (حدَّث عن أبوه!)، ليس عن أبيه! -مما يعرفه الصغيرُ بالسليقة ربما-.
وليس هذا دعوةً للحن - والحمد لله- ؛ فإن كثيرًا من الناس يُحسِن أن يقول: حدَّث عن أبيه -لا عن أبوه!- " أ.هـ .

       قلت: فانظر يرحمك الله إلى أسلوبه ومنهجه، راح يغمز في " القاسم بن محمد بن أبي بكر " ـ رحمة الله عليه ـ وأخذه غرضاً، فقال :" لم يكن (يلحن) مرة أو مرتين! وإنما كان موصوفًا به!، مُكثِرًا منه!، حتى قيل: كان لحَّانًا -صيغة مبالغة- كان لحَّانًا! ومع ذلك ما سَقَطَ ".أ.هـ
 وكل ذلك من أجل أن تستدل أن اللحن لا يدخل في جرح الرجل وتعديله.

         وأقول له: كان الأليق بك هنا يا مسكين! أن تستدل بقصة الوليد بن عبد الملك، وكان (يلحن رحمه الله وغفر له) فقال له عمه يوماً : "خليفة وتلحن؟!، فقال الوليد: ابنك عبد الله يلحن، فقال عمه: ولكن أخوه لا يلحن، فقال الوليد: وأخي سليمان لا يلحن!!". (انظر تاريخ دمشق، والبداية والنهاية).

      
وأيضاً عن عيسى بن عمر قال: " كان عندنا رجل لحان، فلقي رجلاً مثله فقال: من أين جئت؟فقال من عند ((أهلونا)) فتعجب منه وحسده!!، وقال: أنا أعلم من أين أخذتها: أخذتها من قوله تعالى: { شَغَلَتْنَا أموالنا وَأَهْلُونَا } [الفتح : 11].
     وارجع يا مشبوه! إلى أخبار الحمقى والمغلفين، فستجد من هذا الكثير، لتستعين به على تلبيسك وتدليسك، واترك لنا سلفنا الصالح.
       وصنيعك هذا يا مسكين! حذر منه العلماء، بل ألفوا فيه، فتجد للإمام السيوطي كتاب(( تنزيه الأنبياء عن تسفيه الأغبياء))، نبه فيه أن من راح يدافع عن نقص في نفسه بإقحام غيره من الأنبياء أو الصالحين، يُعد هذا من سبهم وانتقاصهم، وهذا لا يفعله إلا الأغبياء!.

       وليُعلم أن أمثال هذا الجهول هو من أسباب حيرة شباب هذه الأمة، لأنه يصول ويجول على أصول المبتدعة، فتراه يتكلم بالمتشابه من الكلام ، يخدع به جهال الناس بما يشبه عليهم.

فمازال يقرر ويثبت هو وصبيانه أن ما حدث في مصر كان خروجـًا على الحاكم الإخواني، (نعم يا سيدي!) كان خروجاً، ثم ماذا؟، ماذا تريد؟ تريد أن تقرر أن ولاة الأمر الآن خوارج!؛ فإن كانوا خوارج! كان ماذا؟!
أليس لهم السمع والطاعة في المعروف؟ أم تريد إثبات شيء أخر؟! صرح وأخرج ما تكتمه يا رجل! .
وها نحن تماشينا مع هذيانك وتلبيساتك، لنظفر منك بما تُبطن، فلا تبخل علينا!.

           مع أننا نقول: أن هناك فرق بين الخارجين والخوارج، فليس كل من خرج على ذي سلطان كان خارجيًـا ، ولكن من تدين بتكفير الولاة، ورام الثواب في الخروج عليهم.
وقد استقر كلام السلف على أن الخروج على الحكام حرام بأي طريقة كان، وأن السمع والطاعة في المعروف مبذول لكل من تغلب منهم على ديار الإسلام؛ فحرموا الخروج، وأقروا بالسمع والطاعة للمتغلب المسلم.

فما المشكلة؟! نسمع ونطيع في المعروف، ولا نشارك أو نقر الخروج.
          بيد أن المشكلة في من يتعامل بدهاء وخبث مع هذه الأصول فيقول: نقر بولاية فلان المتغلب، وهو ومن حوله يدندنون ليل نهار أن ما حدث كان خروجــًا ( ولولا الملامة لقالوا: انقلابـًا )، ويقول: لمصلحة من يكسر جيشنا؟، وتسمع منه أيضاً: نحن مع جيشنا مادام مع شرعنا!. فإن لم يكن مع شرعنا كان ماذا؟!
      أهذا لسان أهل السنة؟! أم لف ودوران، وخلط وتدليس؟
 نسأل الله العافية؛ وأن يَنصر من كان على السنة حريصاً، وأن يفضح من كان في الصف دسيساً.
       نقول هذا ونرد على المشبوه في الوقت الذي لا نطمع في رجوعه لكبره وجهله ـ هداه الله ـ ، قال ابن عون :" سمعت محمد بن سيرين ينهى عن الجدال؛ إلا رجلا إنْ كلّمْتَهُ طَمِعْتَ في رجوعه"(الإبانة الكبرى لابن بطة).

        ويقول قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ : "أصل الأخلاق المذمومة كلها الكبر والمهانة والدناءة، وأصل الأخلاق المحمودة كلها الخشوع وعلو الهمة" (الفوائـد ص 419).

         وما نعانيه من المشبوه ومن لف لفه وسار على نهجه ، لخصه الشيخ الألباني في كلمة، فقال ـ رحمه الله ـ : "إنّ المسلمين كانوا وما زالوا يعانون أزمة عقيدة، وقد أضيفت إليها أزمةُ أخلاقٍ، وهما أزمتان حادّتان خطيرتان لا تطيب الحياةُ معهما" اهـ

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
4 ذو القعدة 1434
10 / 9 / 2013

الأحد، 8 سبتمبر 2013

حق الجار



حـق الجـار

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
      فالأصل أن يسعى المرء لاختيار الجوار قبل اختيار الدار، كما في قول امرأة فرعون: { رَبِّ ابن لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الجنة وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ القوم الظالمين } [ التحريم : 11 ] ، فاختارت الجار قبل الدار(1)؛ بيد أن هذا غير متيسر في أكثر الأحيان، فيخرج المرء ليجد نفسه محاط بجيرانه، والذي يوجد فيهم أحياناً الفاسق والظالم وربما الكافر.
     ومع هذا فلهم حق حث عليه الإسلام وعظمه، فتجد هذه السنة الاجتماعية ( إن صح التعبير ) جاءت فيها آيات وأحاديث تعظم من شأنها، وتحفز على إحياءها، من حسن العشرة للجار، وكف الأذى عنه، والمحاماة دونه، مثل قول الرب ـ سبحانه وتعالى ـ : { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا } [ النساء : 36 ] ، فوصى الله ـ عز وجل ـ في هذه الآية بالجار، والذي قال العلماء: أن حدوده تبدأ من الأقرب باباً إليك إلى أربعين ذراعاً، وقيل: بل إلى أربعين داراً عن يمين، وأربعين داراً عن شمال، وأربعين من أمام، وأربعين من خلف(2).
      وجاء في معنى { وَالْجَارِ الْجُنُبِ}: يعني الجار البعيد؛ لأنه جعل في مقابل { وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى}، يعني القريب، ومنه قول إبراهيم ـ عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ـ : { واجنبنى وَبَنِىَّ أَن نَّعْبُدَ الأصنام} [ إبراهيم : 35]، وقوله تعالى : { واجتنبوا قَوْلَ الزور } [ الحج : 30 ]، فالاجتناب هنا بمعنى الابتعاد.
وقرأ الأعمش والمفضل {وَالْجَارِ الْجُنُبِ} بفتح الجيم وسكون النون وهما لغتان؛ يقال: جنب وجنب وأجنب وأجنبي إذا لم يكن بينهما قرابة، وجمعه أجانب. وقيل: على تقدير حذف المضاف، أي والجار ذي الجنب أي ذي الناحية(3).
فالجار الجنب هو : الجار البعيد وهو قول ابن عباس ومجاهد (4).
    وقالوا { وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى}: هو الجار الذي تربطك به قرابة ورحم، أو الذي بينك و بينه نسب.فالجيران ثلاثة: جار له ثلاثة حقوق. وجار له حقان، وجار له حق واحد.
  •  فأما الجار الذي له ثلاثة حقوق: فالجار المسلم القريب، له حق الجوار، وحق القرابة، وحق الإسلام.
  • والجار الذي له حقان: فهو الجار المسلم، فله حق الإسلام، وحق الجوار.
  •  والجار الذي له حق واحد: هو الكافر له حق الجوار (5).
فحق الجوار يكون لكل جار، سواء كان مسلماً أو كافراً، وسواء كان طائعاً أو عاصياً.
    فهذا عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ أمر بشاة فذبحت، فقال لقيمه: أهديت لجارنا اليهودي منها شيئاً؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه".[أخرجه أبو داود وغيره، وهو صحيح، وأصل الحديث متفق علي صحته].
    
     وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت".[متفق عليه].

    وعند مسلم من حديث أبي شريح الخزاعي ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره".


     وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن " قيل : ومن يا رسول الله ؟ قال : " الذي لا يأمن جاره بوايقه". [متفق عليه].
وفي رواية مسلم: " لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه" ، يعني: ظلمه وشروره.

     وعن عائشة رضي الله عنها ، قلت : يا رسول الله ، إن لي جارين فإلى أيهما أهدي ؟ قال : " إلى أقربهما منك بابا".[رواه البخاري].

    وفي البخاري، أن أبا رافع (6)، ساوم سعد بن مالك بيتا بأربع مائة مثقال ، وقال : لولا أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " الجار أحق بصقبه " ما أعطيتك.

  
    وعند أحمد في المسند، والترمذي في جامعه ، من حديث عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه ، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره ". [قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب، وصححه الشيخ الألباني في الأدب المفرد].


     وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يا نساء المسلمات ، لا تحقرن جارةٌ لجارتها ، ولو فِرْسِنَ شاة ". [متفق على صحته].

   ومعنى "ولو فِرْسِنَ شاة " ، قال زيد : " الظلف"، وهو عظم قليل اللحم، وهو خف البعير، والمعنى أن تهدي المسلمة جارتها، وإن كانت الهدية مما لا يُلتفت الناس إليه، ولا تأهبه له. كما في حديث أبي ذر في صحيح مسلم، قال : إن خليلي صلى الله عليه وسلم أوصاني : " إذا طبخت مرقا فأكثر ماءه ، ثم انظر أهل بيت من جيرانك ، فأصبهم منها بمعروف".

     وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : : إن فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وتؤذي جيرانها بلسانها فقال : " لا خير فيها هي في النار " ، قيل : فإن فلانة تصلي المكتوبة وتصوم رمضان وتتصدق بأثوار من أقط ولا تؤذي أحدا بلسانها قال : " هي في الجنة " .[أخرجه أحمد، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي في التلخيص].

 
      وعند أبي داود في سننه من حديث أبي هريرة ، قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره ، فقال : " اذهب فاصبر " فأتاه مرتين أو ثلاثا ، فقال : " اذهب فاطرح متاعك في الطريق " فطرح متاعه في الطريق ، فجعل الناس يسألونه فيخبرهم خبره ، فجعل الناس يلعنونه : فعل الله به ، وفعل ، وفعل ، فجاء إليه جاره فقال له : ارجع لا ترى مني شيئا تكرهه".


      وقد عظم الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الزنا، وشنع على فاعله، فلما جاء إلى الزنا بحليلة الجار ، جعله أعظم، وذلك لأن الفاعل انتهك حرمتين؛ حرمة الفرج المحرم، وحرمة الجار، فكان التغليظ أشد.

فعن عبد الله بن مسعود : قال رجل : يا رسول الله ، أي الذنب أكبر عند الله ؟ قال : " أن تدعو لله ندا وهو خلقك " قال : ثم أي ؟ قال : " ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك " قال : ثم أي ؟ قال : " ثم أن تزاني بحليلة جارك ". [رواه البخاري].

   فالجار في الإسلام حرمته عظيمة، فلا يُكَلم إلا بالحسنى، ولا يَسمع إلا الطيب من القول، ويُحسن إليه، ولا يؤذى ولو بالصوت المرتفع، ولو كان المسموع قرآناً، فضلاً عن أن يكون غناءً !، فربما كان مريضاً أو نائماً، فإنه يتحرز من أذيته على أي وجه كان.


     ولعل أقبح ما يؤذى به الجار في زماننا هذا هو: وضع القاذورات والأوساخ أمام بيته أو في طريقه أو بجوار سيارته.

    وقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم إزاحة الأذى من طريق المسلمين من الإيمان فقال: " الإيمان بضع وسبعون - أو بضع وستون - شعبة ، فأفضلها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان ". [رواه مسلم].

     وعن أبي برزة الأسلمي قال : قلت : يا رسول الله ، دلني على عمل يدخلني الجنة ، قال : " أمط الأذى عن طريق الناس ".[رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني].


      وعنده أيضاً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مر رجل مسلم بشوك في الطريق ، فقال : لأميطن هذا الشوك ، لا يضر رجلا مسلما ، فغفر له".[وصححه الشيخ].


     قلت: فإذا كان رفع الأذى من طريق الناس من الإيمان، ومن الأعمال التي تستجلب المغفرة، ويُثاب صاحبها بدخول الجنة، فما بالك في عدم إلقاء الأذى في الطريق من الأساس؟
     وإن كان إلقاء الأذى في طريق المسلمين مما يأثم به العبد، وهو عمل مستقبح، فهو في حق الجار أشد أثماً وقبحاً، لما للجار من حق بيناه أنفاً.
وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 1 ذو القعدة 1434
8 / 9 / 2013


الهوامش ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): تفسير ابن كثير .
(2): ينسب هذا القول إلى الزهري ـ رحمه الله ـ .
(3): تفسير القرطبي (5 / 183 )، دار عالم الكتب
(4): تفسير الماوردي (1 / 485 )
(5): تفسير القرطبي (5 / 184 ).
(6): أبو رافع القبطي مولى النبي صلى الله عليه وسلم يقال : اسمه إبراهيم ويقال : أسلم ويقال : ثابت ويقال : هرمز.
ومعنى الحديث: أن الجار أولى بالشفعة لقربه.

الأصول الفكرية للسلفية الجهادية !! (الجزء الثاني)

 الأصول الفكرية للسلفية الجهادية !!
(الجزء الثاني)

الجزء الأول من (هنا)
المشاركة الرابعة

الحمد لله وحده ، وبعد :
ذكرنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر لنا أوصاف للخوارج هي ملصقة بهم ، كأنها تجري في دمائهم ، ومن أشهر تلك الأوصاف : قتلهم لأهل الإسلام ، وتقربيهم لأهل الأوثان .
وقد سلطنا الضوء على الشطر الأول من هذا الوصف النبوي لفرقة الخوارج المعاصرة المسماة بـ " السلفية الجهادية ! " فوجدناه مطابق عليها كأنها تسعى لكي تفوز به ! ؛ وقد مرت النقولات التي تثبت ولوغهم في دماء المسلمين وأموالهم .
ويتبقى الآن النظر في الشطر الثاني من الحديث وهو : تقريبهم لأهل الأوثان !
لكن يستحب قبل البدء أن نسلط الضوء على القضية المحورية التي ينطلق منها القوم على مدار الزمان ، ومن خلالها يستقطبون شباب الأمة المسكين ! ، إلا وهي : وجوب تحكيم شرع الله ، والبراءة من موالاة الكفار والتشبه بهم .. وما كفروا أحداً من أهل القبلة إلا من هذا الباب .
ووجوب تحكيم شريعة الرب في الأرض حق لا مرية فيه ، بيد أن القوم مقتفون لسنة سلفهم الهالك من الخوارج ، إذ يرون أنه لا يوجد حكم بما أنزل الله على وجه الأرض قط ! ، ولذلك أصبح أهلها كلهم كفار بما فيهم أهل مكة والمدينة !! كما مر النقل عن شيخهم أبي محمد المقدسي .
وهذا آمر غير مستغرب منهم .. إذ رأوا قديماً أن أحد العشرة المبشرون بالجنة يحكم بغير ما أنزل الله ! فخرجوا على " علي بن أبي طالب " ـــ رضي الله عنه ـــ لزعمهم أنه حكم الرجال في دين الله ، والله يقول : { إن الحكم إلا لله } ، وهذا ليس موجباً للخروج عليه فحسب ، بل موجب لتكفيره !! فهو إذاً أميراً للكافرين وليس أميراً للمسلمين ، فلا عجب فهذا منهج قديم .. والأفكار لا تموت وإن مات أصحابها .
ويكفينا أن نفعل كما فعل سلفنا الصالح فنقول : هذه كلمة حق إريد بها باطل ! ، ولعل في كشف أسرار القوم هداية لبعضهم ...
يقول أيمن الظواهري في رسالة ( إعزاز راية الإسلام في تأكيد تلازم الحاكمية والتوحيد ص / 5 ) : (( ﺑﻞ إن ﻣﻌﺮﻛﺔ الحق ﻭالباطل الدائراة ﻋـﱪ الزمان ﻣﺎ دارت وﻻ ﺗﺪﻭﺭﺇﻻ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﺍﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺮﻛﲔ ﻣﻦ ﻋﻘﻴﺪﺓﺍﻹﺳﻼﻡ ؛ ﳌـﻦ ﺣﻖ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ؟!

لله ﻭﺣﺪﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ؟ ﺃﻡ ﳌﺎ ﻋﺪﺍﻩ ﻣﻦ اﻷنداد ﻭﺍﻟـﺸﺮﻛﺎﺀ ؟

وكذلك فإن معركة الإسلام في هذا العصر ما اندلعت ولا احتدت ، ولا احتدمت ، إلا حول هذه القضية البالغة الخطورة ، ولا تواجه وتقاتل وتصارع أنصار الإسلام وأعداؤه إلا حول هذا الركن الركين من أركان التوحيد ! )). اهـ
وقال المقدسي في كتابه ( تبصير العقلاء ) ( ص / 17 ) : (( هذا التوحيد العظيم _ توحيد الحاكمية _ الذي ندندن حوله ، والذي هو قطب رحى دعوة الأنبياء والمرسلين وأصل الدين رغم أنف كل مكابر ! )) . اهـ
قلت : أكثر دندنة هذه الطائفة حول توحيد الحاكمية ! ، وأحياناً يتقون فيسمونه بـــ " التوحيد الخالص " زيادة في التلبيس والتدليس .
أما أهل السنة المتبعون لمنهج السلف إذا تكلموا في التوحيد قالوا : " أنه ينقسم إلى ثلاثة أقسام دل عليها الاستقراء ، فالله عز وجل أفتتح كتابه الكريم بقوله : { الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} فقوله تعالى : { الْحَمْدُ للّهِ } دليل على توحيد الإلوهية ، وقوله : { رَبِّ الْعَالَمِينَ } دليل على توحيده في ربوبيته ، وقوله : { الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} دليل على توحيده في أسمائه وصفاته .
وكذلك أختتمه بهذا التقسيم فقال : { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ } فأشار إلى توحيده في ربوبيته وفي إلوهيته وهما مستلزمان لتوحيده سبحانه في أسمائه وصفاته " . ( انظر حكم الانتماء للشيخ بكر أبوز زيد ص / 56 )
أما فرقة السلفية الجهادية فجعلت التوحيد قسمٌ واحد ، وهو ما يسمى بـ " توحيد الحاكمية " الذي أحدثه لهم " سيد قطب " عندما فسر ( لا إله إلا الله ) بأنها لا حاكم إلا الله !! نائياً ومبتعداً عن تفسير القرآن لها ، بل والسنة ، وإجماع علماء السلف ومن بعدهم حتى عصرنا هذا ، بل ومخالفاً كلام العرب الذي نزل به القرآن ،وقد اجتمعت كلمة علماء التوحيد وأئمتها على أن معنى هذه الكلمة العظيمة : لا معبود بحق إلا الله . ( النصيحة السريعة ص / 6 )
وقعد لهم سيد قطب في ( ظلال القرآن 3 / 135 ) : (( .. أن من أطاع بشراً في شريعة من عند نفسه ولو في جزئية صغيرة فإنما هو مشرك إن كان في الأصل مسلماً ثم فعلها فإنما خرج بها من الإسلام إلى الشرك أيضاً .. مهما بقي بعد ذلك يقول : أشهد أن لا إله إلا الله بلسانه . بينما هو يتلقى من غير الله ، ويطيع غير الله )) . اهـ
فالقوم لا يفرقون بين المعصية والشرك ، وربما استعظموا المعصية على الشرك ! .
ولهذا هم يكفرون تلك المجتمعات التي تُحكم بالقوانين الوضعية ، لا أقصد الأنظمة بل المجتمعات بدءً من الحاكم حتى الرعية ، مخالفون بذلك حتى فكر فرقة أخرى ضالة على شاكلتهم وهي " الجماعة الإسلامية " ، وسيأتي التفريق بينهما بعدُ إن شاء الله .
يقول سيد فضل _ الملقب بعبد القادر عبد العزيز _ والذي قال فيه الظواهري في بيشاور : " عالم الجماعة وإمامها ومفتيها " .
قال في كتابه ( الجامع في طلب العلم الشرعي ص / 539 : 540 ) : " إن البلاد المحكومة بقوانين وضعية كبلاد اليوم لها أحكام خطيرة ، ومن هذه الأحكام :
1 ــ أن حكام هذه البلاد كفار كفراً أكبر خارجون من ملة الإسلام .
2 ـ أن قضاة هذه البلاد كفار كفراً أكبر خارجون من ملة الإسلام .
3 ـ أن أعضاء الهيئات التشريعية في هذه البلاد كالبرلمان ومجلس الأمة كفار كفراً أكبر .
4 ـ أن الذين ينتخبون أعضاء هذه البرلمانات كفار كفراً أكبر ؛ لأنهم بانتخابهم اتخذوهم أرباباً مشرعين من دون الله ، ويكفر كل من دعا إلى هذه الانتخابات ، وشجع الناس عليها .
5 ـ أن الجنود المدافعين عن هذه الأوضاع الكافرة ـ كفار كفراً أكبر ؛ لأنهم يقاتلون في سبيل الطاغوت ، ويدخل في هذا الحكم كل من يدافع عن هذه الأنظمة المصرية بالقتال ، كالجنود( 1 ) ، أو بالقول كبعض الصحفيين ، والإعلاميين ، والمشايخ ، وأنه لا طاعة لحكام هذه الدول على مسلم . اهـ ( بواسطة النصيحة السرية لأنصار الشريعة ص / 24 : 25 )
وقال أبو محمد المقدسي في ( تبصير العقلاء ص / 124 ) : (( ولذلك فنحن لا نخجل من إطلاق حكم الكفر والردة على الحكام ، بل نعلنه ولا نكتمه ، ونفخر به ، وندعو إليه في كتاباتنا ، ودروسنا ، ومحاضراتنا ، ونصرخ به في كل نادِ ووادِ ، ونحمد الله أن هدانا وبصرنا به ، فهو ديننا الذي ندين به ! )) . اهـ
وقال الظواهري في كتابه ( فرسان تحت راية النبي صلى الله عليه وسلم ) ( ص / 68 ) : (( لقد بدأ الصراع وهو مستمر في تصاعده ، ولن يتوقف قبل تحرير القدس ، ومكة ! ، والمدينة ! ، والقاهرة ، وجروزمي ، إن شاء الله )) . اهـ
فهذا هو معتقد القوم .. يتنفسون تكفير ! ، حتى أنه لم يبقي على مذهبهم مسلم على وجه الأرض ! ، وأن بلاد الإسلام جميعاً محتلة يجب تحريرها !!
ومن نظر إلى ما أسسه لهم سيد قطب في ظلاله ، زال عنه العجب ، وفهم طبيعة هذه العقلية ، فقد قال في ( 4 / 2122 ) : (( إنَّه ليس على وجه الأرض اليوم دولةٌ مسلمة ! ، ولا مجتمعٌ مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي !! )) . اهـ
وقال ( 3 / 1634 ) : (( إنَّ المسلمين الآن لا يجاهدون ؛ ذلك أنَّ المسلمين اليوم لا يوجدون ! ؛ إنَّ قضية وجود الإسلام ، ووجود المسلمين هي التي تحتـاج إلى علاج ! " . اهـ
ألم أقل لك أن " سيد قطب " هو قطب رحى أفكارهم الخارجية الخبيثة ؟، فمن فكره ينطلقون ، وعلى فكره يقاتلون ...
لكن هل القوم يتحاكمون فيما بينهم بما أنزل الله أم بتلك القوانين الوضعية التي كفروا كل من يعيش في بلاد المسلمين بسببها ؟
وأين هذه الأرض التي وجدوا أنها أولى من بلاد الإسلام للعيش فيها ؟!
نعود ...
قدمنا هذا الكلام قبل أن نتكلم عن تقريب هذه الطائفة لأهل الأوثان ، فنقلنا عنهم تكفيرهم لجميع المجتمعات الإسلامية اليوم ، وأن وجود الإسلام اليوم قضية تحتاج البحث ! ، ولهذا يتوجب قتال الجيوش الدول التي تزعم لنفسها الإسلام !
بيد أن المفاجأة .. أن القوم بعد أن رفضوا العيش في بلاد الكفر والردة ـــ بلاد الإسلام على مذهبهم ـــ رضوا بالعيش في بلاد التوحيد الخالص ( بريطانيا وأمريكا ) !! .
فهذا شيخهم الذي يبكونه ليل نهار ، وأنه سجين الأعادي ، وأنه لن يهنأ للعالم عيش حتى يتم فك أسره : الدكتور عمر عبد الرحمن ـــ أمير تنظيم الجهاد المصري ـــ والمنسوب إليه فتوى قتل السادات والكاتب العلماني فرج فوده ، فبعد عدة قضايا له في القضاء المصري ، منها : الانضمام لتنظيم الجهاد ، والخروج على نظام الحكم ، وتهيج المصلين ودعوتهم للتجمهر بعد صلاة الجمعة ، والإفتاء بحل دم السادات ، إلا أن محكمة أمن الدولة برأته من تلك التهم ! ، وتم تحديد إقامته بمنزله في الفيوم ، إلا أنه استطاع السفر إلى أمريكا ليقيم في ولاية نيو جرسي ، ونسب إليه تفجير مركز التجارة العالمي بعدها ، فحكم عليه بالسجن هناك ، وما زال حتى يومنا هذا لم يفرج عنه . ( انظر الموسوعة الميسرة 1 / 350 )
فخرج من بلد الأزهر بإرادته ، ولم يجد أرض أولى به في الكون إلا بلاد العم سام !

ويلحق به " أبو قتادة الفلسطيني " أحد أشهر رموز هذه الفرقة ،فلم يحلو له العيش إلا في أحضان دولة الاستعمار الصليبي " بريطانيا " ، مما دفع أبو محمد المقدسي بأن يقسم على أنه عميل للمخابرات البريطانية . ( انظر تبديد كواشف العنيد ص / 25 )

ولا يغتر بالمقدسي هذا .. فهو يدافع عن منظمة التنصير العالمي ـــــ الصليب الأحمر ــــــ ويصفه بأنه طيب ، وأعماله حسنة ، ولا يجوز استهدافهم ، أو قتالهم ، ( انظر كتاب الوقفات ص 108 : 111 ) ( 2 )
أما أبو مصعب السوري ( 3 ) ـــــ هذا الشيخ المجاهد ! ــــــ قال في كتابه " مختصر شهادتي على الجهاد في الجزائر ) ( ص / 57 ) " : " ونصحني بعض المخلصين أن أحاكم جريدة الحياة أمام القضاء الإنجليزي . وكان حلماً خيالياً ، فمن أين لي دفع تكاليف المحكمة والمحامين ، وقد علمت لدى أول تقييم لذلك أنه يكلف مبالغ أسمع عنها في الأفلام فقط ! ، ولكن ما كان حلماً حققه الله تعالى ، فقد كان كسب القضية مؤكدا ً ، وقيض الله لي بعض الأصدقاء ليقرضني التكاليف الأولية بعد أن أكد عدة محامين ربحها ، وتوقع إلزام الجريدة بدفع تعويض ضخم لي ؛ جراء تشويه السمعة الذي يعرض حياتي للخطر .
وكان القضاء البريطاني على حد من النزاهة يقنع بالوثوق به !!! ". اهـ
يتبع بإذن الله ...
الهوامش ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 )
: ويأتي اختطافهم الأخير للجنود السبعة المصريين في سيناء ، دليلاً على صحة هذا الكلام ، وأنه ليس كلام يُقال ويُكتب فحسب ، بل عقيدة يتحرك بها القوم .
( 2 ) : مر النقل عنه أنه أطلق حكم الكفر والردة على حكام المسلمين ولم يستثني ، في حين يصف منظمة الصليب الأحمر بأنها طيبة ولا يجوز استهدافهم ، أو قتالهم ، وأن أعمالها حسنة ! .
والصليب الأحمر : منظمة تنصيرية تعمل على تنصير أبناء المسلمين ، وتخليصهم من بؤسهم باسم المسيح المخلص !
فهل هناك أوضح من ذلك لبيان قتلهم لأهل الإسلام وتقريبهم لأهل الأوثان ؟!
( 3 ) : قال فيه أيمن الظواهري في كتابه ( التبرئة ص / 54 ) بعد ترجمته لعلماء التنظيم : (( وأختم هذا العرض الموجز بمسك الختام ، الأخ الصادق الصدوق ، الشيخ أبي مصعب السوري ـ فك الله أسره ـ الداعية ، المجاهد ، المهاجر ، المرابط ، المؤرخ السياسي ، الكاتب صاحب القلم السيال الصريح الصدوق ، الآمر بالمعروف ، الناهي عن المنكر ، الشوكة في حلوق الطغاة )) . اهـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  
المشاركة الخامسة
 الحمد لله ، وبعد :
الأمر لا يتوقف عند عمر بن عبد الرحمن نزيل أمريكا ! ، أو أبو قتادة الفلسطيني نزيل لندن ! ، أو أبو مصعب السوري الواثق في نزاهة القضاء الإنجليزي ! في حين يرى مفتى جماعة الجهاد وعالمها وأميرها في أفغانستان : عبد القادر بن عبد العزيز ( سيد إمام الشريف ) بأن التحاكم إلى محاكم الدول العربية والإسلامية عن رضى كفر مخرج من الملة ، وهم جميعاً ممن كفروا المسلمين بحجة أنهم يحكمون بغير ما أنزل الله ! بل الأمر أكبر من ذلك .
فهذا " المِسْعَري " القائل : (( سنسمح للمسيحين ، و اليهود و االهندوس بإقامة الكنائس ، و المعابد ! )) [ انظر شريط من وراء التفجيرات في أرض الحرمين للشيخ مقبل الوداعي ] .
ومع ذلك يصفه أسامة بن لادن بالشيخ الجليل ! كما نقله عنه أبو مصعب السوري .
بل أسامة نفسه الذي ذهب إلى التلميح بتكفير علماء المملكة لما أفتوا بجواز الاستعانة بالأمريكان لإخراج جيش صدام من الكويت ، وقال أن الشيخ /عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ قد أتى بالخيانة العظمى بفتواه جواز الصلح مع اليهود ! .
وقال صاحبه " أيمن الظواهري "في كتابه [ الولاء و البراء ص / 25 ] : (( إن الصلح مع إسرائيل والاعتراف باستيلائها على فلسطين إنكار لأحكام شرعية واجبة ومعلومة من الدين بالضرورة )) اهـ
وذهب بعدُ إلى تكفير الشيخ / ابن باز ـ رحمه الله ـ ، مع أن " أسامة بن لادن " في مقابلتة مع قناة الجزيرة بتاريخ 19 / 12 / 1426 ه قال : (( ولا مانع من إجابتكم إلى هدنة طويلة الأمد بشروط عادلة نفي بها ، فنحن أمة حرم الله علينا الغدر والكذب ،لينعم في هذه الهدنة الطرفان بالأمن والاستقرار ، ولنبني العراق وأفغانستان الذيْن دمرتهما الحرب )) اهـ
فكفروا العلامة " ابن باز " ـ رحمه الله ـ بسبب فتواه ، و أما " ابن لادن " فجعلوه ركن من أركان ... !!
يقول أبو حفص الموريتاني حاكياً عن الملا عمر أنه قال : (( أن ترك ركن من أركان الإسلام أهون علينا من ترك أسامة بن لادن !!! )) اهـ[ تنظيم القاعدة جرائم فظيعة و انحرافات خطيرة ص / 24 ]
بل طالبت طالبان نفسها بالانضمام إلى هيئة الأمم المتحدة .
ففي الثالث والعشرين من شعبان سنة ألف وأربعمائة واثنين وعشرين من الهجرة ، طالب وألح قنصل دولة طالبان " عزيز الرحمن " في مقابلة له مع قناة الجزيرة على انضمام طالبان إلى هيئة الأم المتحدة ، وقال : (( إنهم مضطرون إلى ذلك ، ولهم شرط ، ألا تكون الهيئة انحيازية !! )) اهـ [ انظر ماذا بعد انهيار طالبان ؟ الجزيرة نت ]
ولا أدري ما موقف المشبوه " محمد المقدسي " من هذا الكلام ، لأنه ذكر من ضمن أدلة تكفيره للدولة السعودية انضمامها إلى هيئة الأمم المتحدة ؟!
وإما من نظر إلى حال منظري الجماعة وعلمائها ، ممن يعيشون تحت سماء بريطانيا العظمى ، وينعمون بالعيش في كنف ولي أمرهم " ديفيد كاميرون " خليفة " توني بلير " !! ، يجد من هذا الأصل الشيء الكثير
فهذا عالمهم المجاهد أبو بصير الطرطوسي ( 1 ) ـ نزيل لندن ! ـ قال معقباً بعد تفجيرات لندن المشهورة : " ... أكثر المستفيدين من هذا العمل اثنان ، أولهما : الجهات اليمينية المتطرفة الموجودة على الساحة البريطانية ، التي تنتظر ـ بفارغ من الصبر ـ حدثاً من هذا النوع لتستغله في تعبئة الرأي العام البريطاني ضد الإسلام .. وضد الجالية المسلمة المقيمة في بريطانيا!
ثانياً: طواغيت الحكم والظلم في بلاد العرب والمسلمين !! ؛ لأن التضييق على الجالية الإسلامية المقيمة في بريطانيا ـ كنتيجة لهذه الأعمال الغير مسؤولة ـ هو في حقيقته تضييق على المعارضة الفاعلة لتلك الأنظمة الديكتاتورية التي يحكمها أولئك الطواغيت الظالمين .. حيث أن جميع قوى المعارضة لتلك الأنظمة الطاغية الفاشية .. موجودة على أرض هذه المدينة التي تُسمى لندن ! .. وهذا ما سيثلج قلوب طواغيت الحكم في بلاد المسلمين .. وقد بدت عليهم علائم ذلك !
كما أن انشغال دول الغرب بهذا النوع من الأحداث الداخلية سيكون شاغلاً لها وصارفاً عن توجيه بعض الرسائل التي تؤرق طواغيت الحكم في بلاد المسلمين !! .. والتي يُطالبونهم فيها بنوع إصلاح وتصالح مع شعوبهم المقهورة !! ، والمغلوب على أمرها.. وهذه نتيجة مرضية بالنسبة لطواغيت الحكم ولأنظمتهم الفاسدة !
وأذكر بأن البيان الموقَّع باسم " جماعة تنظيم السري " ـ والصواب أن يُقال:" جماعة التنظيم السري " ـ بيان ـ على قلة سطوره وكلماته ـ مليء بالأخطاء اللغوية والمنهجية .. حتى في اسم الجماعة الموقَّع به على البيان .. مما يشكك بمصداقية صدوره عن أي جماعة إسلامية .. وهو بيان يمكن لأي شخص مغرض عادي ـ لغاية خبيثة في نفسه ـ أن يكتب مثله وأحسن منه صياغة .. ومن ثم يقوم بنشره ـ تحت أي اسم مستعار ـ في أي موقع حواري على الإنترنت .. وبالتالي لا يليق بأجهزة الأمن البريطانية التي عُرفت بسعة تجربتها وخبرتها !! .. ولا وسائل الإعلام المحلية .. بأن تفرح بمثل هذا البيان .. وأن تعوِّل عليه الكثير ولا القليل .. وأن تصدر أحكامها وتصوراتها وتُوقعاتها بناء عليه وعلى ما ورد فيه .. كما حصل !! " اهـ [ مقال بين تفجير السويد وتفجيرات لندن بتاريخ 3/6/1426 هـ الموافق 9 / 7 / 2005 ]
وأيضاً عندما قررت الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر استهداف الأجانب في الجزائر سارع " أبو بصير الطرطوسي " هذا بالإنكار الشديد بحجة انهم معاهدون .
لكن العجيب كيف يعتبر وعد النظام الجزائري معتبر الآن وهو يرى كفره...؟!!!
ومع ذلك كان ممن يشجع قتل الأبرياء المسلمين في الجزائر !
أما صاحبه في لندن ! شيخ المجاهدين الداعي إلى قتل النسوان والبنين " أبو قتادة الفلسطيني " ( 2 ) فقد قال في حواره مع جريدة ( الحياة ), العدد ( 13219 ) , في (ص / 6), بتاريخ : (3صفر 1420 ه):
(( نحنُ لا نُريدُ أن نُقاتل أمريكا إلا إذا صالَت علينا , وكانت هي من بدأ بالقتال , هذا بخلاف قتال الأنظمة المرتدة في بلادِنَا , الذي يُعتَبر جهادُها فرضَ عين على كل مُسلم !! )) .
وها هو زميله في دار الاستعمار الصليبي " بريطانيا " ، والواصف القضاء الوضعي الانجليزي بالنزاهة ! " أبو مصعب السوري " ، قال في كتابه [ مختصر شهادتي في الجزائر ص / 22 ] : " أن أبا قتادة كان لاجئاً سياسياً في بريطانيا ، ويتقاطا عطايا من تلك الدولة الكافرة ، ويصلي الجمعة في مرقص يستأجره لمدة ساعتين ! ، ويرى أن مساجد المسلمين هناك مساجد ضرار ونفاق !! , فإن قلتم قد سجنوه ، فكيف عاش هذه السنوات ! أكان يظهر الكفر ويبطن الإسلام ، أم ماذا ؟! )) .
قلت : وحال منظرهم الإعلامي " هاني السباعي " لا يختلف كثيراً عنهم فهو من سكان مدينة الخلافة ( لندن !! ) ، وهو أعجوبة حقاً ، فهو يكفر من يتحاكم للدساتير الوضعية لأنها تحكم بغير ما أنزل الله ، ومع ذلك يعمل محامياً !! ، وقد رمي أيضا بالعمالة من قبل أصحابه ، و مع ذلك يُعد من مراجع القوم ومن أعمدة الفتوى والتنظير عندهم حتى الآن ! .
ولولا الإطالة لذكرنا شيخهم اللبناني " ... " نزيل لندن أيضاً ، الذي قال سنحولها إلى " لندنستان ! " والذي تعمل أحدى بناته راقصة تعري في أحدى البارات هناك ! ، وقائدهم الأكبر الذي تعمل ابنة أخيه مغنية في سويسرا ، والمغربي الذي وجد أنه من نصرة الحق ألان خروج فيلم سينمائي يتكلم عن المجاهدين ! ، فاشترك بنفسه في التمثيل مع المخرج " ... " نصرة للحق والمجاهدين ! . ( 3 )
قلت : نكتفي بهذا القدر لبيان أن هذه الطائفة ينطبق عليها الشق الثاني من الوصف النبوي للخوارج من ( تقريبهم لأهل الأوثان )
يقول عبد المالك رمضاني في كتابه " تخليص العباد .. " : (( ومن تأمل هذه الجماعات الثائرة على دولها هنا وهناك , يجدها لا تكاد تُقاتِلُ أمةً كافِرةً , ولو كانت ألدَّ الأعداء كاليهود , بل هم – طُولَ عمرهم - يثيرون الفتن في البلدان المسلمة , ويريقون دماء أهلها ، وعَدُوُّهم الكافر امِن ، بل جاثمٌ على ديار المسلمين لا يُهيِّجه أحد , ولذلك لما خرج من بلادهم لَحِقوه , بل يلعنون الكفار , ولا يكادُ يَهنَأُ لهم عيش إلا في بلاد الكفار!
فانظر إلى رؤوس التكفير اليوم , فلن تجدهم إلا في بلاد الكُفر , قال الله تعالى: { وَمَن يُهِنِ الله فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ الله يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ } [ الحج : 18 ] .

وتمضي عليهم السنوات , وهم هكذا حتى ينقرض جيلُهم ويأتي آخرُ لِيُعيدَ الكرَّة , وهم في كل مرةٍ يُمَنُّون أنفسَهم والُمسلَمين بتحريرَ فلسطين وغيرها , ولكن ذلك لا يجاوز ساحة ألسنتهم !! وإنما يَتباكَوْن على فلسطين ومثيلاتها ليحظوا بتزكِية الناس لهم !
والأمةُ الإسلاميَّةُ لاَ تكاد تَستريحُ من كيد جيرَانِها الكفَّار الذين رموها عن قوسٍ واحدةٍ , حتى يتألب عليها من بني جِلدَتِها من يشغلها عن مَعالي أُمورِها , فكيف تستقرُّ بلادُ الإسلام وهي بين جارٍ محارب ، وشريكٍ في الدار مُشاغب ؟! )) . اهـ
وقال : (( تلك هي سيرتهم في جهادهم : أما مع المسلمين , فضربُ الهامِ , وأما مع الكفار فحربُ كلامٍ , ولاَ يَغرَّنكم مَضاءُ ألسنتهم في أعراض الكفار , ولا غليانُ أَفكارِهم بهَا ولو كانت كغلي القُدورِ , فليس أكثر من تحريشِ ربِّاتِ الخُدورِ )) اهـقلت : وانظر إلى فقه وفراسة الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ لما قال : (( .. فإذا أراد هؤلاء الخارجون على بعض الحكام المسلمين فليخرجوا على الكفار المشركين ، ولكنهم يريدون أن يبثوا الفتن بين المسلمين .
و لذلك فأنا في الحقيقة في شك كبير من أمرين اثنين :
من إسلام هؤلاء حقيقة ، أي : أخشى أن يكونوا من أعداء الإسلام تلبسوا بثياب المسلمين .
وإن كانت الأخرى ، وهي أنهم مسلمون فعلاً ، ولكنهم جهلة في منتهى الجهالة ... وأنا أستبعد أن يكون هؤلاء من المسلمين ، وإنما هم من المتزيين بزي الإسلام ، ويريدون أن يشوهوا نصاعة الإسلام وبياضه ونقاوته , بأن ينسبوا إليه أفعالاً , الإسلام والمسلمون حقّاً هم برآء (أبرياء) مما ينسب إليهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب )) . اهـ
[فتاوى العلماء الأكابر لما أهدر من دماء في الجزائر ص 102 : 107 ]
ولا حول ولا قوة إلا بالله
يتبع بإذن الله ...
الهوامش ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
( 1 ) : صاحب مقولة : أن " الألباني " بكل وضوح يؤصل لعقيدة جهم الضال في الإيمان ! .( 2 ) : لا يذكر هذا المشبوه مجلس فيه بعض صبيان الجهاد والتكفير إلا وتراهم يقولون في نفس واحد " فك الله أسره " ، يذكروني بالرافضة الخبثاء إذا ذكر أحد أئمتهم قالوا : " سلام الله عليه ! " ، ومع أنه متهم بالعمالة للصليبين كلما مر رمي محمد المقدسي له بذلك ، إلا أنه يُعد من علماء القوم ومراجعهم !! .
( 3 ) : ومع سرعة خروج القوم بفتاوى التكفير والاستحلال لكل من تلبس بمخالفة شرعية إلا أننا لم نجد لهم نرى حرف واحد يبين لنا وجه الحكم بما أنزل الله في فعل هؤلاء ، وما حكمهم؟! ، مما يثير الشك من أن هؤلاء من صناعة ... نسأل الله العافية .