إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 30 يناير 2014

موقفنا من انتخابات الرئاسة!

موقفنا من انتخابات الرئاسة!


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: 
ظهرت علامات فرح وسرور على بعض الإخوة(1) بترشيح أحدهم للرئاسة!
  وكأن موقفنا السابق من هذه القضية كان مبناه على المقاطعة لأنه لا يوجد أحد يَصلح!.
  والصحيح أننا نقاطع الأمر برمته لأن مبناه على الديمقراطية.
  والديمقراطية دين يُخالف دين الإسلام.
  إذ من أصول دين الإسلام: { إِنِ الحكم إِلاَّ للَّهِ }، فلا يسع المسلم إذ قضى الله ـ عز وجل ـ في قضية من القضايا إلا السمع والطاعة والتسليم، أما الديمقراطية فأصلها الأوحد ومبناها الرئيس على: "إن الحكم إلا للأغلبية!"، فما قررته الأغلبية كان هو الحكم، وكان هو القضاء! .
  فالإسلام دين، والديمقراطية دين آخر.
  فالإسلام يُفرق بين الذكر والأنثى: { وَلَيْسَ الذكر كالأنثى }[ مريم: 36].
  وبين المسلم والكافر: { أَفَنَجْعَلُ المسلمين كالمجرمين * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } [ القلم : 35 ، 36 ].
  وبين الصالحين والفاسقين: { أَمْ نَجْعَلُ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات كالمفسدين فِى الأرض أَمْ نَجْعَلُ المتقين كالفجار } [ ص : 28 ].
  إما دين الديمقراطية فكل هؤلاء فيه سواء!!، إذ هم صوت في الصندوق وفقط!.
  فمقاطعتنا ديانة وليس سياسة.

وحتى التأييد مع عدم المشاركة في الديمقراطية ليس سبيلنا، إذ يُعد التأييد أو الثناء على أحد المرشحين إقرار بالديمقراطية.
  والأمر أيسر من ذلك بحول الله وقوته، فنحن ندين بالسمع والطاعة في المعروف للحاكم المسلم القادم وإن لم نعلم من هو حتى الآن.
  وذلك إيماناً وتسليماَ منا ورضى بقدر الله ـ تعالي ـ ، حيث يقول: { قُلِ اللهم مَالِكَ الملك تُؤْتِي الملك مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ الملك مِمَّنْ تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ بِيَدِكَ الخير إِنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ آل عمران : 26 ]، فالملك بيده وحده ـ سبحانه وتعالى ـ ليس لأحد من خلقه نزاعه فيه. فمن أراده أن يكون حاكماً كان، ومن لم يرده لم يكن، ولو أجتمع أهل الأرض على توليته.
  وأيضاً، اتباعاً منا لأمر نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث يقول "أبو ذر" ـ رضي الله عنه ـ : " إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع ، وإن كان عبداً حبشياً مُجَدَّع الأطراف". [رواه مسلم وغيره].
  فالأمر مبناه على التسليم والاتباع، ولا دخل فيه للعاطفة والهوى، وهذا هو الذي لا يعجب أهل الأهواء والبدع، فيرموننا بالانبطاح والسلبية!!.
  ونحن ولله الحمد والمنة لا نلتفت لذلك، لأننا نعلم أنهم لا يعادوننا لأشخاصنا؛ ولكن هم أعداء للكتاب والسنة، بيد أنهم يخشون التصريح بذلك، فيرموننا بما نحن منه براء.
  وذلك لأن الرب ـ سبحانه وتعالى ـ وضع سنة كونية لا تتغير ولا تتبدل، وهي: "أن الحاكم صورة الرعية"، قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [الأنعام:129] ، فإن كانت الرعية صالحة كان حاكمهم صالحا، وإن كانت الرعية ظالمة كان كذلك ، فكما تكونوا يولى عليكم، وما ربك بظلام للعبيد.
  نسأل الله ـ عز وجل ـ فهم حقيقة الدين، وأن يرزقنا برد اليقين، وأن يرد كل من خالف السنة إليها، إنه على كل شيء قدير.
 
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
 
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 28 / ربيع أول / 1435
29 / 1 / 2014