إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 9 يونيو 2014

بدعية ورقة هل صليت على النبي اليوم؟!

التحذير من ورقة
هل صليت على النبي اليوم؟!
صلى الله على نبينا وسلم


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فإن هذه الورقة أما أن تكون سنة وأما أن تكون بدعة
فمن زعم أنها سنة !
قلنا له : { ...قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [ النمل : 64 ]
فإن لم يكن عليها برهان .. فهي بدعة
وكل بدعة ضلالة ولو رآها الناس حسنة
كما قال ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ

كما أن كل دعائم البدعة قائمة على بدعية هذه الورقة
أولاً: هي محدثة ، لم يتجاوز ظهورها عدة أشهر.
ثانيا: من يكتبها أو ينشرها يرغب من وراءها في الأجر
وكذلك البدعة طريقة محدثة يقصد بالسلوك عليها الثواب.
ثالثا: تتضمن التخصيص ، ولا مخصص ( أقصد كلمة : اليوم! ).
وأخيراً: لو كان في هذه الورقة خيراً لسبقونا إليه، وكما هو معروف : كل خير في أتباع من سلف، وكل شر في ابتداع من خلف
هذا؛ والله أسأل أن يفهمنا حقيقة الدين وأن يرزقنا برد اليقين.

 وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 10 / شعبان / 1435
8 / 6 / 2014

الجمعة، 6 يونيو 2014

كبـائـر اللسان


كبـائـر اللسان

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:


أولاً: الكـــذب:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإياكم والكذب ، فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ". [متفق على صحته].

وعند أحمد والترمذي وغيرهما عن عائشة ، قالت : ما كان خلق أبغض إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب ، ولقد " كان الرجل يكذب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذبة ، فما يزال في نفسه عليه حتى يعلم أنه قد أحدث منها توبة ". [ الصحيحة 2052].
وفي رواية الحاكم، قالت: " ما كان شيء أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب وما جربه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد وإن قل فيخرج له من نفسه حتى يجدد له توبة".

وعن عبد الله بن عامر ، أنه قال : دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا ، فقالت : ها تعال أعطيك ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وما أردت أن تعطيه ؟ " قالت : أعطيه تمرا ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة". [رواه أبو داود وصححه الألباني].
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "... ألا وإن شر الروايا روايا الكذب ، ألا وإن الكذب لا يصلح في جد ولا هزل ، ولا أن يعد الرجل صبيه ثم لا ينجز له".[صحيح موقوفا].

وعن بهز بن حكيم , عن أبيه , عن جده , قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ويل لمن يحدث فيكذب ليضحك به القوم , ويل له , ويل له , ويل له".[رواه أحمد والترمذي وأبو داود وحسنه الألباني في صحيح الجامع 7136].
 
وعن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان". [متفق عليه].
وفي رواية: قال صلى الله عليه وسلم : " أربع من كن فيه كان منافقا - أو كانت فيه خصلة من أربعة كانت فيه خصلة من النفاق - حتى يدعها : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر". [متفق على صحته من رواية عبد الله بن عمرو].

وعن عبد الرحمن بن شبل قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن التجار هم الفجار " قالوا : يا رسول الله ، أليس قد أحل الله البيع ؟ قال : " بلى ، ولكنهم يحلفون فيأثمون ، ويحدثون فيكذبون".
وفي رواية: قال صلى الله عليه وسلم:" إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارا إلا من اتقى الله و بر و صدق". [رواه الترمذي وابن ماجة بسند حسن].

وفي صحيح مسلم عن أبي ذر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ، ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم " قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرارا ، قال أبو ذر : خابوا وخسروا ، من هم يا رسول الله ؟ قال : " المسبل ، والمنان ، والمُنَفِّقُ سلعته بالحلف الكاذب".
ومعنى "المُنَفِّقُ سلعته بالحلف الكاذب": المروج لسلعته بالحلف الكاذب.

وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع". [رواه مسلم].
قال الإمام مالك رحمه الله : " اعلم أنه ليس يسلم رجل حدث بكل ما سمع ، ولا يكون إماما أبدا وهو يحدث بكل ما سمع".

وعن أوسط بن إسماعيل البجلي ـ ثقة أدراك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يراه ـ ، أنه سمع أبا بكر ، حين قبض النبي صلى الله عليه وسلم يقول : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقامي هذا عام الأول ، ثم بكى أبو بكر ، ثم قال : " عليكم بالصدق ، فإنه مع البر وهما في الجنة ، وإياكم والكذب ، فإنه مع الفجور وهما في النار ، وسلوا الله المعافاة ، فإنه لم يؤت أحد بعد اليقين خيرا من المعافاة ، ولا تحاسدوا ، ولا تباغضوا ، ولا تقاطعوا ، ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانا". [رواه أحمد والنسائي في الكبرى وصححه الألباني].

وأشد الكذب..هو الكذب على الله ـ عز وجل ـ وعلى رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

قال الله تعالى: { وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بالكتاب لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الكتاب وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللًّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ الله وَيَقُولُونَ عَلَى الله الكذب وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [ آل عمران : 78 ].

وقال تعالى: { فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }[ آل عمران : 94 ].

وقال عز وجل: {انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا}[ النساء : 50 ].

وقال سبحانه: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}.[المائدة :103].

وقال عز وجل: { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افترى عَلَى الله كَذِباً لِيُضِلَّ الناس بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ الله لاَ يَهْدِي القوم الظالمين } [ الأنعام : 144 ]

وقال تعالى : {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ}[ يونس : 59 ].

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " إن كذبا علي ليس ككذب على أحد ، من كذب علي متعمدا ، فليتبوأ مقعده من النار".[ أخرجاه في الصحيحين من حديث المغيرة بن شعبة].

وعن ربعي بن حراش ، يقول : سمعت عليا ، يقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تكذبوا علي ، فإنه من كذب علي فليلج النار" . [رواه البخاري].


ثانيا: الغيبة والنميمة:
قال تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}[الحجرات : 12 ].

وعن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الربا ثلاثة وسبعون بابا ، أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه ، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم "
وفي رواية: " الربا اثنان وسبعون بابا ، أدناها مثل إتيان الرجل أمه ، وأربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه".
وفي رواية: "أهون الربا كالذي ينكح أمه و إن أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه". وكلها روايات صححها الألباني في صحيح الجامع.

وقد بلغ حذيفة بن اليمان  أن رجلا ينم الحديث فقال حذيفة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يدخل الجنة نمام". [رواه أحمد ومسلم].
وفي رواية: قال حذيفة : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يدخل الجنة قتات".[رواه البخاري ومسلم].

وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين ، فقال : " إنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير ، أما هذا : فكان لا يستتر من بوله ، وأما هذا : فكان يمشي بالنميمة ".[متفق عليه].

وعن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " أتدرون ما الغيبة ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : " ذكرك أخاك بما يكره " قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : " إن كان فيه ما تقول ، فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهته".[رواه مسلم وغيره].

وقال صلى الله عليه وسلم: "من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه اللّه رَدْغَة الخَبال حتى يخرج مما قال، وليس بخارج".[رواه أبو داود وصححه الألباني].
وردغة الخبال: هي عصارة أهل النار

وعن جابر بن عبد الله قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - وارتفعت ريح خبيثة منتنة- فقال: " أتدرون ما هذه ؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين".[رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني].

ومر عمرو بن العاص رضي الله عنه على بغل ميت فقال لبعض أصحابه: " لأن يأكل الرجل من هذا حتى يملأ بطنه خير له من أن يأكل لحم رجل مسلم".[رواه ابن حبان بسند صحيح موقوفاً].

ثالثاً: شهادة الزور:
قال الله تعالى: { وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.[ المجادلة : 14].
وقال سبحانه: { وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان: 72].

وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه رضي الله عنه ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ " ثلاثا ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : " الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين - وجلس وكان متكئا فقال - ألا وقول الزور " ، قال : فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت".[متفق عليه].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".[رواه البخاري].

فالأمر عظيم!
فينبغي على المسلم أن يحفظ لسانه عن هذه الكبائر، وأن لا يتكلم بكلام إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة، فإن في السكوت السلامة والنجاة، وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت".
وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
الجمعة 8 / شعبان / 1435
6 / 6 / 2104