إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 28 مارس 2015

حقيقة إسلام البحيري..

حقيقة إسلام البحيري..

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: 

فإن الصراع بين الحق والباطل قديم قدم الحقِّ ، فيحاول أهل الباطل اتهام أهل الحق، وتشكيكهم به، حتى يتركوه ..

وقد قص الله ـ عز وجل ـ لنا ما كان من أهل الكتاب، وكيف كانوا يكيدون لأهل الإسلام حتى يشكوا فيه ويتركوه، قال ـ سبحانه ـ : { وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلاَ تؤمنوا إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الهدى هُدَى الله ...} [ آل عمران : 72 ].
فاستخدام سبيل المكر والكيد هو سبيل هؤلاء الكفار من أجل صدِّ أهل الإسلام عن الحق الذي هم عليه وتشكيكهم فيه.

وهذا الصراع الذي بين أهل الحق ومخالفيهم، صراعٌ أبديٌ حتى يَرث الله الأرض ومن عليها، قال الله تعالى : { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى}. [ البقرة : 120 ].
وقال سبحانه : {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حتى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِن اسْتَطَاعُواْ وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [ البقرة : 217 ].
 هكذا على التأبيد...

وقد حاول أهل الكتاب من يهود ونصارى في العصر الحديث تشكيك المسلمين في دينهم، وذلك بإنزال الألقاب العلمية الفخمة على بعض المُنَصّرين والمستشرقين، لكي يَنطلقوا بها مفسرين القرآن والسنة على أهوائهم.
فأتت من هؤلاء طامات, وأمور تُضحِك الثكلى ..
كتفسير بعض المستشرقين لقوله تعالى: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ}. [الزمر :75]؛ قال معنى "حافين" : أي بدون أحذية!!.(1)
فضلا على أن الفكرة كانت في أصلها غبية وغير مقبولة؛ إذ كيف يَقبل مسلم بفكرة أن يقوم نصرانيٌ على تعليمه دينه!، والعوام تقول: "عدوك عدو دينك".

هذا؛ وقد أصيب أهل الصليب بمصيبة كبرى حلت بهم، وذلك بعد أن أعلن جماعة من مُنصريهم ومستشرقيهم إسلامهم، مما جعل كثيرًا من النصارى يدخلون الإسلام تبعًا لهؤلاء .. وكما قال تعالى : {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ الله والله خَيْرُ الماكرين } [ الأنفال : 30 ].

حتى هذه الشبه التي أثاروها ظنًا منهم أنها تزعزع يقين المسلمين في دينهم، كزعمهم أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تزوج من فتاة صغيرة، وقد كبر عمره، يقصدون عائشة ـ رضي الله عنها ـ ؛ أجابهم علماء الإسلام أن "مريم العذراء" أنجبت "المسيح" ـ عليه السلام ـ، وهي في الثانية عشر من عمرها، كما تقول "الموسوعة الكاثوليكية"، أي: أنها حملت وهي في الحادية عشر، وكانت مخطوبة قبل ذلك من "يوسف النجار"، وقد تجاوز الثمانين من عمره، ومثل هذه الأمور كان يجهلها عوام النصارى.
فعلموا أن المواجهة المباشرة مع المسلمين، ستفتح عليهم أبواب الجحيم..
فلجؤوا إلى سلاح خفي!، يحقق لهم أغراضهم من زعزعة الإيمان في قلوب المسلمين، ولا يعرضهم لمواجهة حجج علماء الإسلام التي تزلزل عروشهم زلزالا!.
وهو التفتيش في بلاد المسلمين عن المنافقين ورقيقي الدين، وكل من على استعداد أن يُعادي دينه من أجل الشهرة والمال!، ثم استغلالهم لبِثّ ما في قلوبهم من غل وحقد على الإسلام وأهله. (2)
قال تعالى : { وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءًا}. [ النساء: 89].
فظهر لنا أمثال " سلمان رشدي" ، وغيره.

وقد ظهر في الآونة الأخيرة في مصر مسخ سموه "الأخ رشيد!" زعموا أنه كان مسلمًا فتنصر لمَا وجد من تحريف في دين الإسلام!، ثم عينوه مذيعًا لحلْقات أبيهم المشلوح "زكريا بطرس".
ثم لمّا لمْ يَنطلِ حاله على أكثر الناس، قاموا باستبداله بمسخ آخر.

وهذا الجديد: رجل ربوه على أعينهم، وأرضعوه من لبنهم..
حصل على درجة الماجستير في تجديد مناهج الفكر الإسلامي! من جامعة ويلز في بريطانيا ـ دولة الاستعمار الصليبي قديما وحديثاً ـ!!.
هذه الجامعة التي تُنسب للمستشرق " هربرت ويلز" القائل: "محمد هو الذي صنع القرآن!".(3)
ثم عين رئيسًا لمركز الدراسات الإسلامية بمؤسسة " اليوم السابع الصحفية" لصاحبها الصليبي " نجيب ساويرس"(4)، وله مقال أسبوعي فيها باسم " الإسلام الآخر!".
"فجريدة صاحبها نصراني تتكلم عن الصورة الحقيقة للإسلام، فتأمل!!".

أما القناة التلفزيونية التي يَظهر فيها الآن، تسمى "القاهرة والناس" يَملكها رجل خبيث، شيطان من شياطين الإنس!، كان لا يَفتحها في السابق إلا في رمضان، من أجل أن يَفتن المسلمين في دينهم عن طريق العهر والمجون المبثوث في أفلامها ومسلسلاتها، وبعد رمضان يُغلقها لرمضان الذي يليه!..
حتى ظفر بهذا الدجال الجديد الذي يَعمل على فتنة المسلمين عن طريق تشكيكهم في دينهم، فجعل بث إرسالها طوال العام!.
وهذه المرة لم يَزعم النصارى أن دجالهم الجديد كان مسلما فتنصر!، كلا، بل هو مازال مسلماً، حتى أنهم أتوا بمشبوه اسمه "إسلام" زيادة في المكر والكيد !.
فدجال النصارى الجديد، هو "إسلام البحيري".

والحق يقال :
إن خديعة النصارى هذه المرة وجدت لها مسلكًا بين الناس، لأن المتكلم هذه المرة يَدعي الإسلام، فتقبله الناس واستمعوا له، لما عند المسلمين من فطرة حب الدين، والإنصات لكل من يَتكلم فيه، لعلهم يظفرون بفائدة أو سنة يعملون بها.
فلما كان ذلك كذلك..
وجب على من عَلم حال هذا الدجال الجديد، أن يُبين حاله للناس ويعرفهم بحقيقته، نصحًا لله ولكتابه ولرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
وقد رأيت من تكلف في الرد على هذا الدجال، وتحاور معه كأنه أحد الذين خالفوا السنة بسب الفهم القاصر لنصوص الشرع.
وهذا خطأ..
وذلك لأن هذا الدجال الجديد ليس إلا: زنديق، خارج عن الإسلام(5)، فاسق عن الملة، يؤصل لهدم أصول دين الإسلام، وتشكيك أهله فيه، وتصحيح دين اليهود والنصارى!.
ولعل بعض الناس يستعظم هذه الألفاظ، لما عند أهل الإسلام من السماحة، ولأن من خدعهم بالإسلام انخدعوا له، ويكلون سريرته إلى الله.
ولكن حال هذا الدجال يختلف..

فهذا رجل يُنَظّرِ لدين أهل الكتاب، ويَنشر حقدهم الدفين بين أبناء المسلمين، حتى يَنشأ جيل سُلخ من دينه سَلخا، أو كما يقرر على مستمعيه في كل حلقه، مِنْ أنه يريد زرع مذهب الشك في النفوس، إذ الشك هو اليقين!!، لأنه لا يوجد قداسة للنصوص أو لكلام العلماء!، فلابد من غربلة التراث الإسلامي مرة أخرى!، وأن نشك في كل ما تعلمناه من قبل!.

وهذا طرفٌ من زندقته وكفرياته حتى يقف الناس على حقيقته:

1ـ المطالبة بحذف آية من كتاب الله!.
قال: "إحنا في لعنة فكرية! شيلوا فسألوا أهل الذكر دي!، دي أكبر عملية نصب في التاريخ! ".
قلت: ولا أدري ما معنى أن نَشيل (يعني: نحذف) فسألوا أهل الذكر من حساباتنا؟ أليست آية من القرآن الكريم ، أليس الله ـ عز وجل ـ هو القائل: {فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ[سورة النحل : 43].

2ـ تكفيره لرجل شَهد له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالإسلام !.
قال: إن النجاشي مات على دينه! (يعني: مات على النصرانية!)، ولكنه اعترف بأن محمدا نبي، ولهذا بكى عليه وصلى عليه.
قلت: ولن أذكر له حديث وفاة النجاشي ـ رضي الله عنه ـ ، وأنهم صلوا عليه صلاة الغائب، وهي صلاة لا تُصلى إلا على من مات من المسلمين في بلد لم يُصل عليه فيه صلاة الجنازة، فالرجل يُنكر أحاديث السنة، وسمعته يقول لرجل أزهري استدل بحديث وهو يناقشه، فقال له المشبوه: "وأنت عرفت منين الكلام ده، أنت كنت سمعتهم؟!".
ولكن أذكر له قوله تعالى : {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ}. [التوبة 9/ 84] .
فهو إما أن يُقر أن ملك النصارى "النجاشي" ـ رضي الله عنه ـ أسلم ومات على الإسلام، أو يقول: أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يلتزم بأمر ربه وخالفه؟!!

ولعل ما دفعه لهذا القول هو اعتقاده بعدم كفر النصارى!
فالدجال "إسلام البحيري" يَزعم أن النصارى وكذلك اليهود ليسوا بكفار!.
قال: "أهل الكتاب لا يمكن وصفهم بالكفار!"
وقال ـ قبحه الله ـ : "المسحيين ليسوا كفارا الكفر الأكبر!، الإسلام لا يعرف تكفير أهل الكتاب!!".
وقال: "ليس أهل الكتاب كفارا كفرا أكبر، فالكفر الأكبر هو إنكار وجود الله، أما هؤلاء فأنكروا نبوة النبي محمد فقط!!!".
وقال: " المسيحي ليس بكافر، لا يوجد يهودي كافرا كفرا أكبر، كافر القرآن مش موجود دلوئتي، ده كفر عقائد متبادلة بس!".
قلت: ومن شدة محبته للنصارى، يَعترض على تسميتهم بهذا الاسم كما سماهم الله ـ عز وجل ـ في كتابه، ويَزعم أن كلمة "نصارى" من بدع السلفيين!، والصحيح عنده أن يقال عليهم مسيحيين!.
فقال: " المسحيين أو النصارى كقول السلفيين!"
فانظر ـ رحمك الله ـ النصارى عنده ليسوا بكافرين!، حتى اليهودي عنده ليس بكافر، ولا عجب فهو ماسوني، يعمل لصالح اليهود أيضا، فيحاضر في محافلهم ومجالسهم، وندواته في نادي الليونز الماسوني مصورة ومبثوثة على الشبكة لمن أراد أن يتأكد بنفسه.(6)
وأما ما ذكره من أن أهل الكتاب ليسوا بكفار، فهذه ردة عن الإسلام، وكفر بالقرآن.
وذلك لأن الله ـ عز وجل ـ هو القائل: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}. [ المائدة : 72 ].
وقال ـ سبحانه ـ : {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ}. [ المائدة : 73 ].
وقال ـ عز وجل ـ : {يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ}. [سورة آل عمران: 70].
وقال ـ تعالى ـ : {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} [الحشر : 2].
وقال ـ سبحانه ـ : {لم يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ}. [ البينة : 1].
وعند مسلم في صحيحه، من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ ، عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال :  "والذي نفس محمد بيده ، لا يَسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي، ولا نصراني ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به ، إلا كان من أصحاب النار ".
فبيَن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه ما سمع به يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن به، إلا كان من أهل النار.
أما عند دجال النصارى " إسلام البحيري" فيقول: " الكفر الأكبر هو إنكار وجود الله، وهؤلاء أنكروا نبوة النبي محمد فقط! ".
ولهذا تجده يُقرر لمستمعيه أنه لا توجد الآن جزية على أهل الكتاب، وذلك لأن الجزية كانت زمانية مكانية!، يعني: زمن نزول الرسالة، وفي المدينة فقط!.
فقل لي بربك هل سمعت مسلما من قبل يقول بهذا الكلام؟!
حتى أنه لا يصلي على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا في القليل النادر، ويصلي عليه مستدركًا، كأن هناك من ينبهه في الأستوديو!(7).

ومن كفرياته أيضا:

ـ زعمه أن تقسيم الميراث بأن يكون للمرأة نصف ميراث الرجل، أن هذا من الظلم للمرأة!!.
قلت: وكيف نفعل مع قوله ـ تعالى ـ : { يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} [ النساء : 11 ] ؟
فالظلم هنا عائد على من يا زنديق؟!
وللمرأة ملف حافل عند هذا الدجال، يُكثر التعويل عليه..
فيقول: "إن حواء خلقت من ضلع آدم، من أكذب الكذبات في الدنيا!"،
وله مقال باسم " حديث «ناقصات عقل ودين».. نظرة أخرى"، وآخر باسم " تاريخ تحقير النساء في التراث الإسلامي"، ومقال ثالث سماه " تحريم الاختلاط بين النساء والرجال فى الإسلام وهم كبير" ، ورابع سماه " لماذا تعاملت كتب التراث مع كل امرأة مسلمة باعتبارها مشروع عاهرة!".
قلت: ويكفي قراءة اسم مقالته فقط لتعلم الفكرة التي يريد أن يؤصل لها ـ عامله الله بعدله ـ .

ومن كفرياته كذلك:
ـ اتهام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه سفاح!!
فقال ـ شل الله لسانه ـ : "إن غزوة خيبر ( غزوة يهود بني قريظة ) تُعد مذبحة التاريخ، 10 ألف ماتوا، خيبر علامة الدموية، ما حدث في هذه الغزوة فجور، ثم يسأل :كيف ظهر هذا العنف المقدس؟!".
قلت: نَزل يهود بني قريظة بعد هذه الغزوة على حكم "سعد بن معاذ" ـ رضي الله عنه ـ؛ وذلك بعد أن خانوا المسلمين، وطعنوهم في ظهرهم، فحكم عليهم "سعد" بأن تقتل مقاتلتهم ، وتسبى ذراريهم ، فقال رسول الله : " قضيت بحكم الله" [متفق عليه]، وفي رواية: " حكمت فيهم بحكم الله الذي حكم به فوق سبع سموات".
فهل رأيت مسلما قط يتباكي ويَحزن على قتل اليهود، وإنفاذ حكم الله ورسوله فيهم سوى هذا الدجال؟!
ولا تظن أن هذه الكلمة خرجت منه من غير تعمد وقصد!، بل هو ما يريد تقريره، وهو: "أن الإسلام انتشر بحد السيف" كما تزعم النصارى!.
فعندما تكلم عن حد الردة، قال: " المذاهب الأربعة غابة، وأن الذي كتبها مجموعة سفاحين!".
وقال عن شيخ الإسلام "ابن تيمية" ـ رحمه الله ـ : "مفتي الدم، سفاح الكون!".
فالرجل يُؤصل لكذب النصارى، فحكم الله عز وجل في اليهود "مذبحة التاريخ!"، وفقهاء الإسلام الأربعة:" أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، وتابعوهم" مجموعة سفاحين!!، حتى شيخ الإسلام عنده أنه سفاح الكون!.

ولهذا يقول: " إقامة الحدود في العلن سفالة".
 مع أن الله ـ عز وجل ـ قال: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}. [ النور : 2 ].
فالذي أمر بإقامة الحد في العلن من أجل أن يَعتبر الناس، وتشفق على نفسها أن تقع في مثل هذه المعصية فتتعرض لمثل هذا العقوبة، هو الله الحكم ـ سبحانه وتعالى ـ ، وهذا الزنديق يقول: "إقامة الحدود في العلن سفالة!".
ومثل هذه الكفريات في كلامه كثير، حتى أني أُعرِضُ عمدًا عن ذكر ما قاله في الذات الإلهية، وفي زوجات الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وفي الصحابة ـ عليهم الرضوان ـ ففيما سبق كفاية لبيان حاله، لأني لم أقصد أن أتتبع كل كلامه، ولكن أردت تبصير الناس بقضاياه التي يتكلم فيها.

وأما مسألته التي يتفلسف بها، من أن كتب أحاديث السنة، أو كما يسميها "كتب التراث" ضعيفة ومكذوبة، وبالأخص صحيحي البخاري ومسلم! ، ويسمي معتقدي صحتها عابدي التراث! .
هذه مسألة هو نفسه لا يَثبت فيها، فتراه يَستدل أحيانا بأحاديث في البخاري تَخدم مذهبه، كحديث نهي الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن التحريق بالنار، فعندما لم يجد الدليل من القرآن، لجأ إلى البخاري.
وأما الكذب في الحديث فلا يعرفه أهل الإسلام، إنما هو من فعل الزنادقة أمثاله، فقد كذب هو على خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ وقال: " كان ليس له دراية بالقرآن، كان حافظ قصار السور، وليس له فهم عميق، لأنه كان له وظيفة أخرى!".
قلت: فمن أين عرفت هذه المعلومات الحصرية يا كذاب، وأين هي في كتب السنة؟!
فهل اعترف لك "خالد" ـ رضي الله عنه ـ أنه لا يحفظ إلا قصار السور؟
ويكون مثل خالد ـ رضي الله عنه ـ ليس له فهم عميق!، والزنادقة أمثالك هم أصحاب الفهم؟!

فالخلاصة يا عباد الله:
إن "إسلام البحيري" هذا؛ ليس سوى دمية يحركها اليهود والنصارى من أجل تشكيك المسلمين في دينهم، وبث الشبه النصرانية بين أبنائهم.(8)
فهو مستأجر لوظيفة معينة، ومهمة محددة، وسيبقي عليه أسياده أطول مدة ممكنة حتى يَنكشف أمره، ويفضح بين الناس، ثم بعدها يُتخلص منه.
فإما أن ترفع عنه الحماية حتى يَصل إليه أحد المتحمسين الجهال فيقتله كما قُتل " فرج فودة" من قبل، فيحصل بقتله تضييق على المسلمين داخل بلادهم.
وإما أن يُقتل على يد أسياده، وتصور وسائل إعلامهم أنه قتل بيد المسلمين، من أجل أن يتاجر بدمه، ويتحصل أسياده على مصالح ونفوذ أكبر داخل بلاد الإسلام.
وأما أن يُبقي عليه أسياده فيبعدوه في مأمن، فُيُرحل إلى بريطانيا أو هولندا كما فعلوا مع "سلمان رشدي" و "نصر أبو زيد".
فالأمر خطير عباد الله!.

وعلى أهل الإسلام ترك الاستماع لهذا الدجال وأمثاله، لقوله الله ـ تعالى ـ { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكتاب أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ الله يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حتى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ الله جَامِعُ المنافقين والكافرين فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً } [ النساء : 140 ].

هذا؛ وقد كتبت هذا الرد المختصر إبراء للذمة، ونصحًا للمسلمين.
ومن أراد أن يَقف على الرد الشافي على دجال النصارى هذا، فليَنظر ما سطره الشيخ الأستاذ/ محمود محمد شاكر ـ رحمه الله ـ في كتابه " أباطيل وأسمار"، في رده على المستشار الثقافي السابق لجريدة الأهرام " لويس عوض" .
فالشبه تكاد تكون واحدة، والضلال واحد، وذلك لأن الكفر ملة واحدة.
وبالله وحده يستدفع البلاء.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 3 / جماد أخر / 1436
23 / 3 / 2015

الهامش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): معنى { حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ }: يعني محدقين محيطين بالعرش مصطفين بحافته وجوانبه.

(2): انظر تاريخ هذا المكر ورجاله في الكتاب النادر"رسالة في الطريق إلى ثقافتنا" للشيخ الأديب/ محمود محمد شاكر ـ رحمه الله ـ .

(3) : هو الكاتب والأديب البريطاني المعروف "هربرت جورج ويلز" [1866-1946] ، حصل على بكالوريوس العلوم عام 1888، وتولى التدريس بضع سنين ثم انصرف للتأليف، ومقولته هذه ذكرها في كتابه "معالم تاريخ الإنسانية (3/ 626)".
وهذه هي عقيدة النصارى، فهم يعتقدون أن محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ليس نبيًا، ولم يوحى إليه شيء، وإنما قام بتأليف وصنع القرآن من خلط نصوص التوراة والإنجيل بعضها ببعض!.

(4): نشرت بعض المواقع أن هذه الصحيفة اشتراها "نجيب ساويرس" وشريك له اسمه "إيهاب طلعت".
وهي جريدة علمانية خبيثة، همت منذ فترة بنشر رواية "محاكمة النبي محمد!"؛ فضلًا عن فتح أبوابها لكل ملحد وطاعن في ثوابت دين الإسلام ليكتب فيها، فليتق الله أهل الإسلام ويقاطعوا مثل هذه الصحف التي تحارب دينهم بأموالهم!.

(5): هذا إن كان مسلما أصلاً، فهو عندما كان في نادي نساء الليونز الماسوني، كلما ذكر أهل الإسلام قال: "بيقولوا، عندهم، عايزين، ...وهكذا" ومعلوم أن المسلم إذ تكلم عن الإسلام وأهله يقول: " عندنا، ونقول، ونريد ... وهكذا".

(6): معلوم أن القوم لا يَسمحون لأحد أن يَتكلم في محافلهم إلا إن كان منهم وعلى عقيدتهم، فانتبه!.

(7): كان مما لفت انتباهي لهذا الشخص وجعلني أتتبعه، أنه دار بيني وبين سائق تاكسي حوار، قال لي فيه: أنه يتابع حلقات هذا الدجال، وأنه معجب بكل ما يقول، وإذ بي أكتشف في نهاية الحوار أن السائق كان نصرانيًا !.
وكما يقولون: إذا عُلم السبب بطل العجب.

(8): وله مهمة أخرى رسُمت له هو "سعد الدين إبراهيم" مدير مركز ابن خلدون، لعلي أبينها في كلمة أخرى إن شاء الله تعالى.


الثلاثاء، 24 مارس 2015

القرآنيون .. الفرقة المارقة !.

القرآنيون .. الفرقة المارقة!.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فإن مصادمة ما جاء به الشرع بشبه العقل، بدعة قديمة ظهرت في نهاية الدولة الأموية، وازدهرت في الدولة العباسية، وذلك مع بداية ترجمة كتب الفلسفة اليونانية وغيرها إلى العربية.
فاستحسن أهل الأهواء والبدع ـ وخاصة المعتزلة ـ ما يوجد في هذه الكتب، وبدءوا في استخدام هذه الفلسفات والجدليات في ترويج وتزييف بدعهم ونحلهم.
فتصدى لهم أهل السنة والحديث، وردوا عليهم بدعهم وشبهاتهم، نصحاً للمسلمين، وحفظاً لجناب الدين، حتى لا يدخل فيه ما ليس منه.
لأن إدخال شيء في الدين = كإخراج شيئا منه.
ولعل كتاب " تأويل مختلف الحديث في الرد على أعداء أهل الحديث " للإمام الأديب المحدث " ابن قُتَيْبة الدِّيْنَوَريْ " المتوفى سنة 276 هـ ـ رحمه الله ـ ، من أول الكتب التي تتبعت مقالات هؤلاء المبتدعة، وردت عليهم بالكتاب والسنة والعقل أيضًا، ومن النادر جداً أن تجد شبهة تسمعها اليوم لا توجد في هذا الكتاب!.
فلا جديد .. فمبتدعة اليوم ليسوا إلا بغبغاوات لمبتدعة الأمس!.

وكان كلما ظهرت فرقة جديدة بتأصيل جديد يخدم بدعتها ولا يعرفه السلف، انتصب لها عالم من أهل السنة يهدم باطلهم بنور الوحيين الكتاب والسنة، وفهم السلف الصالح من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتابعيهم بإحسان.
ولعل فارس هذا الميدان المشهور هو شيخ الإسلام " ابن تيمية " ـ رحمه الله ـ حتى أصبح مجرد ذكر اسمه فقط، يُلقي الرعب في قلوب المبتدعين والمنحرفين عن السنة، حتى يوم الناس هذا.
وكتابه " درء تعارض العقل والنقل " عمدة في هذا الباب الذي نحن بصدد الكلام عليه، فقد بَيّن في هذا الكتاب أنه لا يتعارض "عقل صريح مع نقل صحيح"، والأمر في منتهاه لا يتجاوز "السفسطة في العقليات، والقرمطة في السمعيات"، وهذا منتهى كل مبتدع خالف شيئا من الكتاب والسنة حتى في المسائل العملية والقضايا الفقهية (1).
وبَيّن ـ رحمه الله ـ في مقدمة كتابه أن: قاعدة تسليط العقل على نصوص الشرع، وجعله حكما عليها، يشبه ما وضعته النصارى من أمانتهم التي جعلوها عقيدة إيمانهم وردوا نصوص التوراة والإنجيل إليها.
وقد سبق شيخ الإسلام "ابن تيمية" ـ رحمه الله ـ في هذا الباب، إمام الأندلس " محمد بن حزم" ـ رحمه الله ـ إذ تحدى القائلون بهذه البدعة أن يأتوه بآية وحديث ظاهرهم التعارض وهو يوفق بينهم.
وأصل الفكر المعتزلي الداعي أن يكون العقل حكما على نصوص الكتاب والسنة، أصوله يهودية نصرانية فلسفية، فـ "الجعد بن درهم" ـ شيخ الطريقة ـ أخذ فكره عن "أبان بن سمعان"، وأخذها "أبان" عن "طالوت"بن أخت "لَبيد بن الأعصم": اليهودي الذي سحر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (2).
وكذلك أخذ "معبد الجهني" و "غيلان الدمشقي" ما كانا عليه من الزندقة والردة من رجل نصراني يدعى "أبو يونس سنسويه"، ويقال له "سوسن" (3).
وتأثر "حمدان بن هذيل العلاف" بأرسطو وأنبادقليس من فلاسفة اليونان.
وكان شيخهم "إبراهيم بن يسار النظام" في الأصل على دين البراهمة ـ مشركي الهند ـ .(4)
ولهذا تجرؤا على الذات الإلهية، وأفحشوا في القول، وذهب "أحمد بن خابط" و "الفضل الحدثي" ـ من أصحاب النظام ـ إلى القول : "بإن المسيح هو الذي يحاسب الخلق في الآخرة!، وأنه هو الكلمة القديمة المتجسدة في الجسد الجسماني"(5).
قلت: وهو عين عقيدة النصارى.
وقد وجد أعداء الأمة الإسلامية من أهل الصليب وغيرهم، بغيتهم في هذه الفرقة المنحرفة، فساعدوا رجالها ولمعوهم، وقدموهم للأمة على أنهم أهل الفكر والنظر والمنطق!. 
ففي نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، بدأت تغزو الهند الدعوة إلى الاعتماد على القرآن ونبذ السنة في التشريع الإسلامي، على نحو ما قررته بعض فرق المعتزلة الأول، وتحديداً في القرن الثاني الهجري، وعرفت الفرقة الهندية الجديدة باسم "أهل القرآن!" أو "القرآنيين!!".
وزعمت أن القرآن وحده هو المصدر الوحيد للتشريع، ولا حاجة للسنة النبوية، إذ أن معظمها مكذوب !!(6)
فما كان من الاستعمار البريطاني الصليبي في ذلك الوقت ـ والذي كان في حرب مع أهل هذه البلاد من المسلمين ـ إلا أن يُساند ويَدعم زعيم هذا الفكر" أحمد خان" ومنحه لقب سير!، ليصبح " السير أحمد خان" الذي وقف ضد ثورة أبناء بلاده من الهنود ضد المستعمر الصليبي سنة 1857، وزعم نفي شرعية الجهاد لنشر الدين!، وذلك من أجل تسكين الثوار.
فكان له ما أراد، وانتهت الثورة، وفتك المستعمر بالمسلمين فتكاً ذريعًا، ثم أكرمه البريطانيون بعدها بلقب "صاحب نجمة الهند"، كما عيّن زميلاً وعضو شرف في الجمعية الملكية الآسيوية في لندن، وعيّنوا له راتباً شهرياً...
وبعد ذلك، أخذ "أحمد خان" على عاتقه نشر الثقافة الغربية بين المسلمين، معتبراً أن ذلك من أهم وسائل إصلاح أحوالهم.
وفي سنة 1862م، نشر شرحًا واسعًا للإنجيل، ليكون أول مسلم يقوم بهذا النوع من البحث.
ثم جاء تلميذه من بعده "سيد أمير علي" ليحل زواج المسلمة بالكتابي!.(7)
ويُعد " أحمد خان" أوّل من اختط طريق التعويل على القرآن فقط في العصر الحديث، وفهمه فهماً عصرياً، والتشكيك بالأحاديث والأخبار، والدّعوة لغربلة التراث!.
ثم تبعه على هذه الزندقة والردة جماعة منهم:
1 ـ "عبد الله بن عبد الله الجكرالوي" ـ مؤسس جماعة أهل الذكر ـ ، ولد بمقاطعة البنجاب الباكستانية في نهاية العقد الثالث من القرن التاسع عشر الميلادي. كان بارعاً في المناظرة والجدل، كثير الإهانة للتراث الإسلامي، ألف كتب يَنشر من خلالها ضلاله وفكره، منها : " البيان الصريح لإثبات كراهة التراويح" ، و" رد النسخ المشهور في كلام الرب الغفور" ، و" تفسير القرآن بآيات الفرقان"، وغيرها، وتلقفته أيدي الاستعمار البريطاني بالرعاية والمساعدات المادية كما فعلت بصاحبه في الطريق " أحمد خان"، وانتهى به الحال إلى أن شرّع لأنصاره طريقة جديدة للصلاة، وقال: إن الأذان والإقامة بالشكل الذي يفعله المسلمون بدعة!.
2ـ "أحمد الدين الأمرتسري" مؤسس فرقة "الأمة الإسلامية"، والمولود سنة 1861م بمدينة آمرتسر بالهند.
كان ناقداً لاذعاً لنظام الميراث عند المسلمين، وغير ذلك، وقد توفي سنة 1936م.
3ـ "حافظ محمد أسلم جراجبوري"، ولد سنة (1880م)، وكان من أركان القرآنيين البارزين، وكاتباً لأحد الأعمدة الرئيسية لصحيفة بيسة اليومية التي كانت تصدر في لاهور بباكستان، وعمل محاضراً في جامعتي عليكرة، والمليّة.
ومن مؤلفاته: "الوراثة في الإسلام، تاريخ الأمة الإسلامية، عقائد الإسلام".
توفي في نهاية عام 1955 في الهند، وكان قبلها، وتحديداً سنة 1947، قد هاجر إلى دولة باكستان عند قيامها، لكنه عاد إلى الهند بعد مدة قصيرة لعدم وجود جو مناسب له.
4ـ "غلام أحمد برويز" رئيس جمعية أهل القرآن، ومؤسس حركة طلوع إسلام. ولد سنة 1903م بالبنجاب الشرقية في الهند، أصدر سنة 1938 مجلة "طلوع إسلام" دون تسجيلها باسمه الخاص. وكان يمتاز بالاطلاع الواسع على الأفكار الأوربية، ويرى وجوب صبغ الإسلام بها، وبالإضافة إلى ذلك يعتقد أن النظريات العلمية حقائق لا تقبل الجدل والمناقشة، لذا يجب تفسير القرآن بمقتضاها!، مثل القول بالتطور في وجود الخلق (نظرية داروين)، وإنكار خوارق العادات.
ويعتبر "برويز" أكثر القرآنيين كتابة وتأليفاً، حتى أسماه البعض (مؤلف الحركة القرآنية)، أفتى ما لا يقل عن ألف عالم من علماء الدين من باكستان والهند والشام والحجاز بتكفيره وخروجه عن ربقة الإسلام وقد توفي سنة 1985. 
5ـ "جعفر شاه بلواري" أحد زعماء جماعة "طلوع إسلام"، وأحد المكثرين في الكتابة عن آراء القرآنيين في الآونة المعاصرة. تقلد عدة مناصب حكومية في باكستان، وفي السبعينيات من القرن العشرين الميلادي، كان أحد أعضاء إدارة الثقافة الإسلامية بلاهور(8).
وما زالت هذه الفرقة حتى اليوم تزاول حركتها الهدامة في القارة الهندية تحت اسم "البرويزيين" ـ نسبة ترجع إلى "غلام أحمد برويز" ـ

أما خارج الهند، فظهر في مصر سنة 1898 م دكتور اسمه " محمد توفيق صدقي" ، ومعه رجل نصراني أسلم! يدعوان لهذا الفكر، ثم تبعهم جماعة من أشهرهم:
1ـ الماسوني " محمد عبده" مفتي الديار المصرية السابق، القائل: "لا يمكن لهذه الأمة أن تقوم مادامت هذه الكتب فيها (أي: الكتب التي تدرس في الأزهر وأمثالها)، ولن تقوم إلاّ بالروح التي كانت في القرن الأول، وهو (القرآن). وكل ما عداه فهو حجاب قائم بينه وبين العلم والعمل".
2ـ "محمد بخيت" الذي أجاز في أحد أبحاثه تولي غير المسلم سدّة الخلافة العظمى، بعد أن أنكر جميع ما ورد في السنة، وأوّل آيات القرآن تأويلاً يوافق مذهبه، تبريراً للحكم الإنجليزي في مصر آنذاك.
3ـ الخواجة "أحمد أمين" صاحب كتاب "فجر الإسلام" و "ضحى الإسلام" و "ظهر الإسلام" ، والذي بعث فيهم شبه المستشرقين وتباكى على موت المعتزلة!.
4ـ "محمود أبو رية" صاحب كتاب "أضواء على السنة المحمدية".
5ـ "أحمد زكي أبو شادي" صاحب كتاب "ثورة الإسلام"، الذي قال فيه (ص44): "هذه سنن ابن ماجة والبخاري، وجميع كتب الحديث والسنة طافحة بأحاديث وأخبار لا يمكن أن يقبل صحتها العقل، ولا نرضى نسبتها إلى الرسول، وأغلبها يدعو إلى السخرية بالإسلام والمسلمين والنبي الأعظم، والعياذ بالله".
6ـ "أحمد صبحي منصور"، الذي كان يعمل أستاذاً بجامعة الأزهر، فتم فصله بسبب انحرافاته. غادر مصر إلى الولايات المتحدة واستقر بها. ويعتبر الأب الروحي للقرآنيين في مصر.
7ـ المستشار "محمد سعيد العشماوي" القائل: بعدم كفر اليهود والنصارى، ونجاتهم في الآخرة وإن لم يؤمنوا بالإسلام!!.
والقائمة تطول ..

وهناك عدة قضايا يُركزون عليها، ويدعون إليها، أهمها:
1ـ اعتبار القرآن الكريم المصدر الوحيد للشريعة الإسلامية دون سواه.
2ـ استبعاد كل المصادر الأخرى المشَكلة للشريعة الإسلامية كالسنة، والسيرة والتفسير والقياس والاجتهاد وسير الصحابة والإجماع وفتاوى الأئمة.
3ـ إنكار السنة النبوية بزعم أنها غير محفوظة مثل القرآن، وأن نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم غير يقينية.
4ـ اعتبارهم أن الكعبة صنم، وأن الطواف حولها من طقوس الوثنيين في الجاهلية.
5ـ إنكار النسخ في القرآن.
6ـ تبني نظرية (مركز الملّة) التي تعني أن الآيات التي تأمر بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم غير مختصة بهما، إنما تعني طاعة الحاكم أو الإمام الذي يتولى منصب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من بعده.
وقد أعطوا لهذا (المركز) صلاحيات تعيين حكم الشرع في الأحكام التي لم يرد ذكرها في القرآن، دون أن يلتزم بما سبقته من الأنظمة، والتمتع بالتحريم والإطلاق والتقييد لما يراه غير موافق لظروفه من الأحكام القرآنية.
7ـ إنكار وقوع خوارق العادات، وأنه لم يحدث للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ معجزة عدا القرآن!.
8ـ إنكار عذاب القبر ونعيمه!.
إلى غير ذلك من الزندقة والردة الظاهرة عن دين الإسلام..

ويتضح مما سبق:
أن هذا الفكر قام في القديم على أصول يهودية نصرانية فلسفية، انتهى ببعض أصحابه إلى القول بأن " المسيح هو الذي يحاسب الخلق في الآخرة!" كما مر، ولهذا لم يتوقف السلف في تكفير أئمة هذا الفكر، وقَتل أئمة الإسلام بعض هؤلاء على الزندقة والردة عن دين الإسلام، فـ "غيلان الدمشقي" قتله "هشام بن عبد الملك"، و "الجهم بن صفوان" قتله "سالم بن أحوز" ، " والجعد بن درهم" قتله " خالد القسري" يوم عيد الأضحى...
ثم بدأ هذا الفكر يَظهر مرة أخرى في العصر الحديث على أيدي المستعمر الصليبي عندما كان مستخربًا لبلاد الإسلام، فبعد طول قتاله مع المسلمين، أكتشف أن قوة المسلمين ليست في أسلحتهم، ولكن في تمسكهم بدينهم، فاستخدم أناس يُنسبون لهذا الدين، يعملون على تخريب أصوله من الداخل، ومعلوم أن الطعن لو جاء ممن يَدعي الإسلام سيكون له وقع في النفوس أعظم، بخلاف لو جاء من نصراني أو يهودي.
وقد ذكر الشيخ الأستاذ " محمود محمد شاكر" ـ رحمه الله ـ هذه القصة كاملة.. وكيف بدأت مراحل هذا المخطط، والأسماء التي تم استخدامها للقيام بهذا الأمر، في كتابه النادر "رسالة في الطريق إلى ثقافتنا".
فهذه الفرقة الحديثة المارقة عن ملة الإسلام، ليست سوى صنيعة الاستعمار الصليبي لهدم الإسلام وتفريق المسلمين في المنطقة ، مثل " القاديانية " و "البهائية " وغيرهما من الحركات الهدامة .
وأن كل من أعتنق هذا الفكر فهو خارج عن ملة الإسلام، وإن زعم لنفسه الإسلام، وانتسبت إلى القرآن. وإن انتسابه إلى القرآن باطل، لأنه كفر بالقرآن في نفس اللحظة التي كفر فيها بالسنة، فإنه لا تفرقة بين القرآن والسنة، فهما يخرجان من مشكاة واحدة، هي مشكاة الوحي الإلهي المعصوم.
فليحذر المسلم من أن ينخدع بحيل هؤلاء، ويتأمل قول الرب ـ سبحانه وتعالى : {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة/217].
هذا؛ والله وحده هو المسئول أن ينصر دينه، ويعز الإسلام وأهله.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 3 / جماد أخر / 1436
23 / 3 / 2015

الهامش
______________
(1): انظر درء تعارض العقل والنقل ( 2 / 15 ) . دار الكتب العلمية.
(2): انظر مقدمة الفتوى الحموية لشيخ الإسلام
وحديث سحر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، والسحر الذي وقع لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، هو سحر التخيل ، كما قالت عائشة : ((حتى إنه ليخيل إليه أنه قد صنع الشيء وما صنعه))، وسحر التخيل مذكور في القرآن في قصة موسى ـ عليه السلام ـ ، قال تعالى: { ... قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى}. [ طه 66: 69].
(3): قال الأوزاعي :" أول من نطق في القدر رجل من العراق يقال له سوسن ، كان نصرانياً فأسلم، ثم تنصَّر، فأخذ عنه معبد الجهني، وأخذ غيلان عن معبد ". [الشريعة للآجري ص / 242 ].
(4): سمي بهذا الاسم لأنه كان ينظم الخرز في سوق البصرة، ولد سنة 185هـ، وتوفي سنة 231هـ، أعجب بقول البراهمة بإبطال النبوات، ولذلك أنكر إعجاز القرآن وما رُوِىَ من معجزات الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليتوصل بذلك إلى إنكار نبوته - صلى الله عليه وسلم -، ثم إنه استثقل أحكام الشريعة فأبطل الطرق الدالة عليها، ومن ثَم أبطل حجية الإجماع والقياس في الفروع، وأنكر الحجة من الأخبار التي لا توجب العلم الضروري، وأكثر من الزندقة حتى حكم بكفره المعتزلة أنفسهم.
(5): انظر الموسوعة الميسرة (1 / 71 ) ط / الخامسة.
(6): هذا عين الطعن في القرآن نفسه، إذ أن من أُنزل عليه القرآن، هو هو من انطقه الله بالسنة، وهو النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، والذي بلغ القرآن وحمله للأمة، هو هو من نقل لها السنة، وهم أصحاب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فالطعن في السنة ونقلتها = طعنا في القرآن؛ فلينتبه!.
والسنة الصحيحة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هي وحي من الله ـ عز وجل ـ أيضاً كالقرآن، قال ـ سبحانه ـ : { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[ النجم :4 ].
وقال الله ـ تعالى ـ : { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}[الجمعة:2].
فالكتاب هنا في الآية هو : القرآن
والسنة هي: الحكمة.
ولعل قوله تعالى: { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [النحل:44]، من أوضح الآيات في بيان أن السنة منزلة من الله ـ عز وجل ـ كالقران الكريم.
هذا؛ وكأن رسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أوحي إليه أنه سيخرج في هذه الأمة من يقول بهذه المقالة الكفرية، فقال: ((يوشك الرجل متكئا على أريكته ، يحدث بحديث من حديثي ، فيقول : بيننا وبينكم كتاب الله عز وجل ، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه ، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ، ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حرم الله ".
وفي رواية: ((ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه)).[ رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني في صحيح الجامع (2643)].
(7): انظر الموسوعة الميسرة ( 1 / 73 )، و مجلة الراصد.
(8): مجلة الراصد بتصرف.