إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 4 مايو 2018

محمد صلاح والبرتوكول الثالث عشر!


محمد صلاح والبرتوكول الثالث عشر!

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما قبل:
   فإننا في هذه الكلمة نتناول قضية شرعية منهجية، وليست قضية شخصية، فليس لنا في هذا المقام، تعلق بالشخص المذكور من جهة شخصه، أو توجهه، أو تدينه، وإنما وقع اختياره لأنه أصبح أنموذجا يظهر من خلاله هذا الذي نعالجه في كلمتنا هذه، وهي دور اليهود في استغلال الرياضة للوصول إلى بعض أهدافهم التلمودية، والتي وضعوا خطوطها العريضة في برتوكولاتهم المشهورة.
    فنحن في هذا المقام نتناول قضية شرعية منهجية، وليس قضية شخصية، فليس لنا تعلق بشخص المذكور، أو توجهه، أو تدينه، ثم أما بعد:
   فإن البرتوكولات ما وضعت إلا لتنفيذ هدف واحد، وهو : تهيئة العالم للرضا بحكم ملك من بني إسرائيل، من نسل داود!
هذا الهدف وضع له " 24 خطة " قائمة على الفك وإعادة التركيب، هكذا باستمرار...، كأن الأمر دوامة صنعت خصيصا، ثم ألقي فيها شعوب العالم، لتدور في فلك هذه الدوامة، فإذا ما أرادت الخلاص، خيرت بين الرجوع إلى جحيم هذه الدوامة، أو الرضا بالملك الإسرائيلي!.
فالبرتوكولات عبارة عن سلسلة من ألغام اليهود متصلة بعضها ببعض، تخدم هدف واحد، وهو ما ذكر آنفا.
ولهذا فإنك بمجرد أن تطأ بقدمك لغم من هذا الألغام إلا وقد تهيأت لكي تطأ اللغم الذي يليه، بعد أن ينفجر فيك اللغم الذي أنت عليه!، حتى تصل إلى اللغم ال24.
وتحتل الرياضة اللغم الثالث عشر من برتوكولات اليهود، فإن كنا في أمريكا فنحن نتكلم عن كرة القدم الأمريكية، وإن كنا في سويسرا فنحن نتكلم عن التزحلق على الجليد، وإن كنا في انجلترا فنحن نتكلم عن سباق الخيل والجولف، وهكذا...
فاليهودي في هذا كله ليس له هواية أو انتماء، إنما هو كالقواد الذي يتاجر بغرائز الناس، وشهواتهم، يتاجر بلهوهم وجدهم، وحزنهم وفرحهم وهزلهم، وكل ما يعود عليه بالمال، الذي هو إله اليهود على الحقيقة.

    وتحتل لعبة كرة القدم شعبية كبيرة عالميا، فكيف لا يكون لليهود دورٌ فيها؟!
وقبل الكلام عن حكم الشرع في هذه اللعبة؟!، ننوه عن فكرة البرتوكول الثالث عشر، أو اللغم الثالث عشر!
    فيتكلم عن السيطرة على عواطف الأمميين من غير اليهود، وذلك من خلال الضغط عليهم اقتصاديا حتى تكون هناك معاناة يومية في البحث عن رغيف الخبز، ثم تهيئ الصحف التي في الظاهر أنها تخدم بكلمتها الشعوب، تهيئهم لمناقشة أمور مفتعلة، المقصود منها تهيج الناس، لكي تنخرط في الكلام في السياسة، والسخط على الحكومات، ثم إذا ما تشبعت الجماهير من الكلام في السياسة، تم جرها إلى الفن والرياضة وشتى الملاهي، لتستيقظ في الصباح على نكد البحث عن رغيف الخبز، ثم ترمي الحكومات بأنها السبب في هذا البلاء، ثم تهرب من هذا كله، بوضع مالها الذي كسبته بجد وتعب، في متابعة الملاهي والفنون وسائر ما وضعه اليهود لإلهاء الشعوب، ثم ... المتابعة في هذه الدوامة اليومية.

    وكما ترى أن الرياضة تمثل جزءا أساسيا في هذه الدوامة اليهودية.
وحتى لا يتشعب بنا الكلام، ننظر سريعا في حكم كرة القدم إذ هي المقصود الأول من هذه الكلمة.
والأصل أننا في هذا المقام أنه يحكمنا شرع مطهر، لا يتلاعب بنا هوى أو عاطفة.
فالمسابقات المشروعة في الإسلام لها شروط، منها: عدم اشتراك المتسابقين في ثمن الجائزة، وإنما يتكفل بها طرف ثالث لا يشارك.
    وتكون المسابقة في ثلاثة أمور بينها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا سبق إلا في نصل، أو خف، أو حافر" [رواه الترمذي وغيره بسند صحيح].
فإن كانت مسابقات المبارزة والرماية، وركوب الخيل، والجري والعدو، من غير عوض (جائزة) يشترك فيها المتسابقون، فلا بأس، وأما خلاف ذلك فلا يجوز.
   وكما ترى أن كرة القدم ليست في هذه الثلاثة، فضلا عن شرط الجائزة.
كما أن قانون هذه اللعبة يحتم مخالفة بعض ما جاء به الإسلام، ككشف الفخذ، فإنك لا ترى لاعب كرة إلا وهو مكشوف الفخذ، وهذا يحرم على المسلم من غير ضرورة، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الفخذ عورة"، وقوله صلى الله عليه وسلم: " لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد ولا تفضي المرأة إلى المرأة في ثوب واحد " . [رواه مسلم].
وكذلك هذا القانون الكروي، يرغم لاعبيه بالرضا بالحكم بغير ما جاءت به الشريعة، فالشرع جاء بالقصاص في القتل والجروح، قال الله تعالى: { وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة – 45 ].
   فهذا في شرع الله الحكم العدل، أما في قانون الكرة والفيفا!، أن من كسر سن صاحبه أو كسر رجله، أو شج رأسه، فعقابه الكارت الأحمر، ولو شدد عليه الحكم أوقفوه عن اللعب!.

   فضلا عن زرع الحزبية والشقاق بين الشعوب والأمم، بل بين أبناء الأمة الواحدة، والشعب الواحد، وما ذكر التحزب في الشرع إلا بالذم، قال تعالى: { فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}. [المؤمنون – 53].
وقال سبحانه: { مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}. [الروم – 32].
وتقول أم سلمة رضي الله عنها: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تبرأ ممن فرق دينه وتحزب".
   وأنت ترى اليوم هذا التحزب الذي يدفع صاحبه للحسد والغل، بين من يزعمون أنهم يتحلون بالروح الرياضية، فهذا يشجع نادي الأهلي، وذاك يشجع الزمالك، وثالث يشجع الإسماعيلي، وهكذا...فضلا عن من يشجع أندية الدول الكافرة.
    وهذا كافي في زرع النفاق في القلوب، فلو قلنا أن كأس العالم القادم سيكون فيه لقاء بين مملكة التوحيد والسنة (المملكة السعودية)، ومملكة الإلحاد والشيوعية (روسيا) ونتيجة هذا اللقاء ستحدد صعود المنتخب المصري في حالة إن فازت (روسيا)، فقل لي بربك أين سيكون قلبك في هذا المقام، وهل ستحب لأخيك ما تحب لنفسك؟ وهل ستوالي المسلم، وتتبرأ من الكافر؟ اترك لك الجواب.

     وأيضا: ولعله من أعجب فتن هذه اللعبة، أن متابعيها من شريحة المجتمع المطحون، تراه لا يستنكف من انفاق المليارات على لاعبي ومدربي هذا الرياضة، بل ترى عندهم حالة غريبة من الرضا، بضياع كل هذه الأموال التي هم في حاجة ماسة لها من أجل أكلهم، وتعليمهم، وعلاجهم، و...
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعا وهات، وكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال". [رواه البخاري] .
  فإضاعة المال حرام في الإسلام، فكل تلك الملايين تنفق على لاعبين من شعوب تشكو الفاقة والفقر، وبالطبع الذي يجلس خلف طاولة الفيفا يهوديا، والذي يجلس خلف طاولة إدارة أشهر نوادي العالم يهود، ومن تتبع الأمر بإخلاص وتجرد علم صدق ما أقول، أما من أعماه تعصبه فلن يرى شيئا؛ حتى لو قيل له أن أول دوري مصري أنشأ سنة 1948، في نفس العام الذي قامت فيه دولة لليهود متاخمة لمصر، وضاعت من أيدي المسلمين أرض فلسطين، فالقوم يبنون دولتهم التي هي من النيل إلى الفرات!، ونحن نحتفل بأول دوري للعب كرة القدم!. فالأمر لله وحده.

    هذا؛ وإني لا أدري كيف يرضى الحر، فضلا عن المسلم، على أن يباع ويشترى - ولو مجازا - ، ويعرض للمزايدة في سوق نخاسة كرة القدم؟
فالأمر عظيم، والكلام يطول في بيان مفاسد هذه اللعبة، بيد أن العاقل يكفيه الإشارة، وموجز العبارة.
ويكيفك أن تعلم أنه وصل من مكر اليهود تلميع لاعبي هذه الرياضة إلى أن وصل أحدهم حتى أصبح رأس الدولة الليبيرية، ف " جورج ويا" الرئيس الحالي لدولة ليبيريا، كان لعيبا للكرة سابقا، فما هي مؤهلاته العلمية والسياسية التي أوصلته إلى هذا المنصب الحساس الذي يجعله متحكم في مصير ملايين من شعبه؟! فتأمل!
   أما حالة هذا اللاعب المذكور، وغيره ممن ينتمي إلى هذه الأمة المرحومة، فقد أصبحوا فتنة لبعض أبناء الأمة، فهناك من يتابعهم في أفعالهم، كسجودهم للشكر عند إحراز هدف، وهم كاشفو العورة، مع عدم تحري اتجاه القبلة، هذا إن قلنا أنه يجوز سجود الشكر من أجل اللعب!.

وغلا بعضهم فيه فقالوا: أنه سبب في إسلام جماعة من نصارى الغرب بأخلاقه، فصوروا أن الدعوة إلى الله تكون بالأخلاق وليس بالعلم والبصيرة، وفق نهج الرسول صلى الله عليه وسلم،وليس على نهج الفيفا وسلوك صانعي الألعاب!.

   وهم في نفس الوقت يمدحون لاعبا أخر غربيا، ليس على ملة الإسلام، ولكنه يتمتع فيما يظهر للناس بحسن الخلق!.
  فما الفرق هنا إذا كان الميزان هو الأخلاق!، من أن يتنصر بعض أبناء المسلمين بسبب اللاعب الآخر؟

   ولعل ظهور هذا اللاعب المسلم وتلميعه بهذه الصورة هو من مكر اليهود، عندما ظهر لهم أن الأمة تبحث عن أي نصر!، بعد نجاح عملائهم في الصحف والفضائيات في زرع اليأس والهزيمة والإحباط في الناس، فصنعوا لهم بطلا - من ورق - يلتفون حوله، ويتوهمون أن النصر أصبح على الأبواب، وأننا أوشكنا على الملحمة الكبرى، والفتح العظيم الذي بشرت به نصوص الشريعة!.

    واليهود قوم قامت تجارتهم على معاناة الأمم، ولذا هم يحاولون تعميق وإطالة ظروف المرض، ولو بزرع الوهم وتلميعه في عيون محبيه.
  هذا؛ ولا أتخيل أنه طال بنا الكلام، وضاع منا كل هذا الوقت، ونحن نتكلم عن اللعب، وهو من أمور الدنيا، ونحن نأمل أن نكون من أبناء الآخرة، قال تعالي: { اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} . [الحديد – 20 ].
   وفي الختام أنبه إني لم أقصد ذكر هذا اللاعب للطعن في شخصه، أو توجهه أو دينه، فلعله عند الله أفضل ألف مرة من كاتب هذه الكلمات، غفر الله لنا وله، وختم له بالصالحات، ووقاه الله شر الشيطان وشركه، وإنما المقصود تسليط الضوء على مفاسد هذه اللعبة، ومكر اليهود بفتنة بعض أبناء أمة الإسلام، من خلال بعض أبنائها، ومن خلال تزيين الباطل لهم، وزرع الفرقة والتحزب بينهم.

والله من وراء القصد ، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

أبو صهيب وليد بن سعد.

القاهرة 7  / 8 / 1439 هـ
23 / 4 / 2018

هناك تعليقان (2):