إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 1 مارس 2021

السعودية .. وغزو قبيلة "كاين"!

 

السعودية .. وغزو قبيلة "كاين"!


   الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
  فإن الرئيس الأمريكي " جون بايدن" ليس سوى جنديٍ في الحزب المسيحي الأمريكي، هذا الجندي له مهمة رسمت له من قبل أن يُنتخب!، فهي مهمة هذا الحزب في الحقيقة، يتوجب على من وصل من رجال الحزب للحكم أن ينفذها!.

  هذا الحزب الذي يعرف إعلاميًا بـ "اليمين المسيحي" = حزب له باع طويل في المكر والتخطيط والصبر على إنفاذ مخططاته، إذ يستخدم في ذلك قاعدة إنجليزية مشهورة تعرف بقاعدة ": "slow but sure " = بطيء لكن أكيد"، فهم لا يتعجلون في تنفيذ مخططاتهم ما دامت النتيجة أكيدة.
  يضم هذا الحزب تحت لواءه غالب الشعب الأمريكي، إذ هو شعب أغلبه متدين، والعلمانية والإلحاد فيه ضعيفان جدًا، على عكس ما يروج له.

    ويشايع الانجليز في بريطانيا هذا الحزب ، إذ هما معه على نفس الملة، وهي البروتستانتية "المسيحية المتهودة"!.

   وسبب البلاء الواقع على ديار الإسلام منذ زمن بعيد بسبب هذا الحزب وهذه الجماعة، فهم أشد من اليهود في المكر والكيد ببلاد الإسلام.
   ويكفي أن تعلم أنهم سعوا إلى توطين اليهود في فلسطين قبل ظهور الصهيونية اليهودية ووعد بلفور بأكثر من قرن من الزمان!.

   وسعي هؤلاء لتوطين اليهود في أرض التوراة الموعودة  ـ من النيل إلى الفرات ـ ليس حبًا في اليهود، أو لسطوة اليهود عليهم ماديًا أو سياسيًا، ولكنهم يفعلون ذلك ديانة!؛ إذ أن المسيح في معتقدهم ولد يهوديًا، وأنه لن ينزل مرة أخرى في نهاية الزمان ليُخلصهم من الخطايا قبل دخولهم الجنة، ويعيشون قبل ذلك ألف عام سعيدة = إلا بعد تحقيق وعد يوحنا، وفيه: رفع عقوبة الرب عن اليهود بعد نفيهم إلى بابل، وذلك بعودتهم إلى أورشاليم "فلسطين"، وبعدها يعود المسيح مرة أخرى ليأخذهم!.

فهم يقاتلون لتنفيذ هذا الوعد الإنجيلي!: «لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِى. فِى بَيْتِ أَبِى مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ، وَإِلاَّ فَإِنِّى كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِى لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِى أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ». [يوحنَّا 14: 3 ].
   والحق أن هذا الحزب وإن كان قائما على البروتستانت بصورة رئيسة، إلا أنه يدخل أحيانًا تحت لواءه من الكاثوليك ممن انخرط في الصهيونية المسيحية، وسعى لتنفيذ نبوءة يوحنا!، كنابليون بونابرت عندما أراد غزو فلسطين وتوطين اليهود فيها، إلا أن الجزار باشا ـ رحمه الله ـ هدم حلمه، وعاد بخفي حنين.

 والرئيس "جون بايدن" من هؤلاء الكاثوليك.

نعود...
ومهمة  "بايدن" ـ جندي اليمين المسيحي في هذه المرحلة ـ هو إعادة أصلاح ما أفسده سلفه "ترامب" ، إذ أن "ترامب" لم يكن من أبناء هذه الجماعة، حاله كحال "جون كيندي"، فأفسد عليهم "ترامب" في فترة رئاسته بعض الأمور التي يكافحون الآن لكي تنتظم مرة أخرى في مخططتها المرسوم!، منها:

1 ـ خلق تنظيم مسلح جديد في بلاد المسلمين على غرار "داعش والقاعدة" أو أحياءهما.

    ووظيفة التنظيم الجديد = إفساد الدول المستهدفة باستقطاب بعض أبناءها وجعلهم خنجرًا مسمومًا في ظهر بلدانهم، مع شغل  الحكومات داخليًا، بعيدًا عما يحدث حولها حتى يأتي دورها!.

  ولعل تنظيم القاعدة الآن هو من يُمهد له لتولي هذه المهمة، فقد زعموا قتل "أيمن الظواهري" بعد أن انطفأ بريقه في أعين أتباعه بسب "البغدادي" زعيم داعش، فيلمع الآن "أبو محمد المصري" المشهور "بسيف العدل"!، وهو تكفيري من تنظيم القاعدة تأويه إيران، تقوم أمريكا بتلميعه الآن.. بأن وضعت مكافأة مالية كبيرة لمن يُدلي بمعلومات عنه، وهذه طريقتهم من قديم في جمع التكفيريين حول من يعدونه لمهمتهم.

هذا؛ مع أن "جون بايدن" ممن عارض عملية قتل "بن لادن". فتأمل! .   
2 ـ تلميع دولة الملالي في إيران، وذلك من خلال معاداة الشيعة في الظاهر بشن حروب كلامية يتوعدون فيه بعظائم لا تتجاوز التصريحات.

 وتصوير أن التأني في اتخاذ أي قرار مصيري في حق إيران سببه الخشية من تسليحهم وما عندهم من قدرات نووية!، وغرضهم من ذلك هو المكر وإنزال الهزيمة النفسية بالشعوب السنية التي أدمنت مشاهدة القنوات الإخبارية!.

   أما في الباطن فليس هناك إلا إتمام ما اتفقوا عليه سابقًا، من تبادل المصالح على حساب الدول السنية، كما حدث في أفغانستان، فالشيعة مهدت الأرض للأمريكان عند غزو أفغانستان، فكانت المكافأة ترك العراق للشيعة حتى تقضي على ما تبقى من أهل السنة فيها، وتجعلها على بكرة أبيها رافضية، وهكذا..

  هذا؛ ولعل من المفيد أن تَعلم أن الرئيس "بايدن" من بين من صوتوا لصالح غزو أفغانستان عام 2001 والعراق عام 2003.

ـ وهو من دعاة تقسيم العراق إلى ثلاث فيدراليات (كردية وسنية وشيعية) .

ـ ويؤيد فكرة إرسال قوات أمريكية إلى السودان فيما يتعلق بملف دارفور.

ـ أما فيما يتعلق بإيران فهو يؤيد الخيار الدبلوماسي مع استخدام أسلوب العقوبات. كما يجدر بالذكر أنه صوّت ضد اعتبار الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.
ـ وأما بخصوص القضية الفلسطينية فهو معروف بتأييده الشديد لإسرائيل، كما أنه من أنصار حل الدولتين!.

ومن مهامه أيضًا:
    3 ـ محاولة فرض عقوبات دولية، وعرقلة تسليح الدول السنية المستهدفة.
4   ـ ولعل أهم ما في مخطط هذه العصبة الآن هو زعزعة حكم المملكة العربية السعودية، ومحاولة إسقاطه، وهذا حلم الصهيونية المسيحية واليهودية معًا، بيد أنهم لا يتعجلونه ولا يسارعون في خطواته، لعلمهم أن أي مواجهة مسلحة بين العالم الغربي المسيحي والسعودية من الممكن أن ينشأ بسببها نتائج لا تحمد عواقبها.

    كما أنه من الممكن أن ينتج من هذه المواجهة يقظة في العالم الإسلامي تفسد ما خططوا له منذ زمن بعيد، فحالة الاستنامة التي غلبت على العالم الإسلامي، وإخفاء حقيقة الصراع أنه بين الإسلام والنصرانية أمران يسعون لهما منذ أمد بعيد.
  ولهذا لابد أن تسقط المملكة السعودية بأيدي من يُنسب للأمة الإسلامية!، وقد تكفل "الحوثيون" بهذه المهمة، حتى تشتد شوكة الخوارج فتآزرهم!.

  ولكن لا بأس أن يضيق عليها باستخدام أساليب ضغط مختلفة بعيدًا عن استخدام القوة، كمخالفة حقوق الإنسان، هذه التهمة الضبابية التي تتاجر بها أمريكا بعد سقوط الشيوعية.

  فأمريكا قبل سقوط الاتحاد السوفيتي إذ أرادت أن تضيق على دولة وتتدخل في شؤونها اتهمتها بالشيوعية!، والآن تتهم من تريد التضييق عليه بانتهاك حقوق الإنسان!

  ولعل من نافلة القول أن يُعلم أن المقصود بالإنسان عندهم هو الشعب الأمريكي فقط!، إذ ينحدر حسب معتقدهم من القبيلة الثالثة عشر!.. قبيلة "يهودا"، وهي القبيلة الوحيدة على وجه الأرض التي من نسل آدم

ـ عليه السلام ـ ، أما سائر البشر فهم من نسل "كاين"!، وهو إنسان كان في الجنة مع آدم فزنا بحواء وولدت له!، فجميع البشر اليوم سوى الأمريكان من نسل "كاين" المنحدر من الشيطان، والأمريكان وحدهم هم بنو آدم!!، وهذا مبحث يسمى "ما قبل الآدمية" لمن أراد الزيادة.

  فعندما أباد الأمريكان "الخمير الحمر" سكان أمريكا الأصليين، أو عندما قَتلوا ألوفًا في اليابان بالقنبلة النووية، أو عندما قتلوا أهل فيتنام أو كوبا أو المكسيك، أو مسلمي أفغانستان أو العراق أو الصومال أو غيرهم، لم يكونوا يقتلون بشرًا من نسل آدم، وإنما كانوا يقتلون شياطين أبناء زنا في صورة بشر!.

فالخلاصة
  إن هذا المعركة التي نراها اليوم تدور رحاها على أرض العالم الإسلامي ليست بسب الاستيلاء على الثروات، فعندهم في بلادهم من الخيرات والثروات أضعاف ما عندنا.

   وليس هي لفرض الهيمنة الاقتصادية أو السياسية، فهذا واقع لا يحتاجون المحاربة لإثباته!.

  وإنما هي معركة صليبية يهودية يقصد بها تهيئة العالم للنبوءات التوراتية والإنجيلية عندهم، لنزول مسيحهم المخلّص لكي يقضي على الكفار "المحمديين" ، وينشأ لهم مملكة أخر الزمان السعيدة.
  فضلًا عن أن معركتهم لغزو "مكة ودمشق والعراق والقاهرة"، معركة دينية، يريدون منها أخذ الثأر لأجداهم من هذه البلاد التي أذلت وكسرت شوكة أسلافهم.

  يريدون الثأر من "مكة والمدينة" الأرض التي خرج منها الإسلام ليبيد ظلمات الكفر والشرك في العالم، ويقطع طمع أهل الكتاب بأن يكون رسول أخر الزمان منهم.

   يريدون "دمشق" ديار الخلافة الأموية، "دمشق" "معاوية بن أبي سفيان" أمير المؤمنين ـ رضي الله عنه ـ الذي فتح أغلب العالم الإسلامي في خلافته.
  يريدون "بغداد" ديار الخلافة العباسية، بغداد "هارون الرشيد" الذي كان يغزو النصارى عامًا، ويحج عامًا.

 يريدون "القاهرة"، قاهرة "قطز وبيبرس" التي خرجت منها الجيوش التي خلصت العالم الإسلامي، بل العالم أجمع من شر المغول، وأنهت حلم النصارى في غزو أرض المسلمين مرة أخرى من خلال الحملات الصليبية، وتحولت الحرب بعدها إلى حرب يُقدم فيها العلم والمكر والدسائس على السلاح.

 فهذه هي حقيقية المعركة، وهذه حقيقة عدونا.
فهل نحن أهلٌ لها؟!
اللهم بلغت.. اللهم فاشهد!.

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم. 

وكتب

وليد بن سعد
القاهرة 15 / رجب /  1442 ه
28 / 2 / 2021 م