إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 2 ديسمبر 2018

يحرقون فرنسا ..لغزو مكة!


 يحرقون فرنسا..
لغزو مـكـــة!



الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

   فإنه قد كثر الكلام عن سبب إشعال ثورة فرنسا الأخيرة، هذه الثورة التي يراد منها أكل الأخضر واليابس.
وأقوى ما ذكر .. أن سبب ذلك عزم فرنسا تكوين جيش أوربي بعيدًا عن هيمنة أمريكا!.
  والحق أن هذا الكلام صحيح - إن كان المتكلم يَفهم الغرض الحقيقي من تكوين هذا الجيش - بيد أن أغلب من يَتكلم في هذا الباب، يَظن أن أمريكا تحارب تكوين هذا الجيش من منطلق اقتصادي، كما يتصور أن أوربا تسعى لتكوين هذا الجيش للتصدي لروسيا من جانب، والتخلص من الكلفة الاقتصادية للحماية الأمريكية من جانب أخر!، مع توابع ذلك من بلطجة أمريكا اقتصاديًا بفرض ضرائب باهظة على منتجات أوربا، وعدم الالتزام بالمعاهدات الدولية التي وقعت عليها في السابق.
   وهذا هو موطن الخلل، وهو ما يراد أن يُصور لك حتى لا ترى الحقيقة، والتي هي:
أن أوربا تسعى لتكوين جيش إنجيلي!، يكون ندًا لجيش أمريكا وبريطانيا التوراتي!.
  فإن بريطانيا وأمريكا على معتقد نصارى البروتستانت (الإيفانجليكية)!
وفرنسا وعامة دول أوربا على معتقد نصارى الكاثوليك، أما روسيا؛ فإنها عادت مرة أخرى إلى القيصرية النصرانية، بعد إن كانت على الاشتراكية الإلحادية!.
فليس في الواقع هناك خلاف بين روسيا وأوربا كما تصور الآلة الإعلامية اليهودية، وإن كان هناك خلاف حقيقي في أوربا؛ فإنه بين اليونان الأرثوذكسية (1) - ولهذا تركوها تُفلس -، وبريطانيا التي دخلت في وسط اتحادهم الأوربي - الكاثوليكي - وهي تنوي الخروج منه بعد فترة لتزرع فيه الخلل والخلاف.
وبفهم الفرق بين الكاثوليك والبروتستانت في المعتقد، يَظهر سبب هذا الصراع.
فـ "الكاثوليك" يعتقدون عداوة اليهود لأنهم قتلة المسيح وفق معتقدهم الإنجيلي.
أما "البروتستانت" فيعتقدون فضل اليهود؛ لأن المسيح ولد يهوديَا كما أصّل لهم "مارتن لوثر" مؤسس المذهب. ولهذا يتدينون بالتوراة مع الإنجيل، والتي ضمت نبوءات العهد القديم.
  ولهذا كان "شاك شيراك" رئيس فرنسا السابق، يَتهكم على "بوش" الأب - رئيس أمريكا السابق، ويقول: أنه يؤمن بالخرافات!، يقصد نبوءات التوراة. والتي منها: تمهيد الأرض من النيل إلي الفرات.
وهذا هو ما ينبغي أن يعنينا.
فإن تدمير أوربا الكاثوليكية مخطط قديم لليهود.
نبهوا عليه كما تجد ذلك في البروتوكول الخامس من بروتوكولاتهم!.
ونصوا عليه في البرتوكول السابع، حيث قالوا: "وبإيجاز، من أجل أن نُظهر استعبادنا لجميع الحكومات الأممية في أوربا، سوف نبين قوتنا ...متوسلين بجرائم العنف، وذلك هو ما يقال له حكم الإرهاب، وإذا ما اتفقوا جميعًا ضدنا فعندئذ سنجيبهم بالمدافع الأمريكية أو الصينية أو اليابانية" (2) .
  فالأمر منصوص عليه، ومعلن ليس بخفي!؛ حتى إن "وليم جاي كار" أكدّ على هذا في كتابه "أحجار على رقعة الشطرنج"، ولعل الحرب العالمية الأولى والثانية كانت تحمل بعضًا من هذا المخطط.
بيد أن الذي يخفى على بعضنا هو اختيار التوقيت، لماذا تحرق أوربا الآن؟!
  والجواب: إن اليهود يستخدمون في إنفاذ مخططاتهم طريقة بُدائية، تنطلي على أكثر الخلق مع شهرتها!.
وهي: طريقة "ساحر الملاهي" الذي يدخل المنديل في القبعة ليخرجه طائرًا فيما بعد!.
والخدعة التي تجعل الجمهور يستمتع بهذه الحيلة مع تكرارها، ومعرفة النتيجة مسبقا! = هي: "الإلهاء"!، بمعنى: قدرة الساحر على سلب انتباه الجمهور في أمر أخر خلاف الخدعة، ثم يعود إلى وعيه وقد تمت الخدعة!، فينبهر أن هذا حدث على مرأى ومسمع منه!.
  هذا؛ وكلما كانت الخدعة أكبر = كانت الإلهاء أشد كما هو معلوم!.
والخدعة اليهودية هذه المرة، هي: غزو البلد الحرام، وقبلة المسلمين "مكة" ـ زادها الله شرفا ـ ، وذلك لمتابعة مشروعهم التوراتي، الذي يَنص على تمهيد الأرض من النيل إلى الفرات لاستقبال مسيحهم المخلص ـ الدجال عندنا ـ كم تجد صدق ذلك في سفر التكوين ( 15 / 18 : 19) : "في ذلك اليوم قطع الرب مع "إبرام" ـ إبراهيم عليه السلام ـ ميثاقًا قائًلا : "لنسلك أعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات". اهـ
 فهذا وعد إلهي عند اليهود والبروتستانت يسعون لتنفيذه، حتى تتحقق النبوءة، ويَظهر المخلص التوراتي الذي يعيد المجد لنسل داود مرة أخرى!.
وقد استطاع اليهود في أمريكا إنشاء جيلًا أصوليًا يتمسك بتفسير النص التوراتي على ظاهره، هذا الجيل يُطلق عليه "من ولدوا مجددا"!. ويكفى أن تعلم أن الرئيس الأمريكي" كارتر" كان من هذا الجيل، حيث أعلن أنه "ولد ثانية كمسيحي" في بيانه الانتخابي!.
فهذا الجيل في أمريكا مع كونه بروتستانتي المعتقد في الأصل، إلا أن تجديد ولادته مرة أخرى بعد الكبر على العقيدة التوراتية = تجعل منه أشد وأحرص على تحقيق هذه المخططات التوراتية أكثر من اليهود، ومن تعرف على الصهيونية المسيحية، وأنها سبقت الصهيونية اليهودية بحوالي ثلاثة قرون زال عنه كثير من الغموض.
  وقد بدأ البروتستانت واليهود في أمريكا في تهيئة الرأي العام هناك لغزو البلد الحرام، فقد صدر أخيرا هناك كتاب "العودة إلى مكة" ألّفه المؤرخ الصهيوني " آفي ليبكين" ، والذي يؤصل فيه أن نبي الله "دانيال" ـ أحد أنبياء العهد القديم ـ له غارًا كان يتعبد فيه في منطقة تبوك في المملكة السعودية!، ثم يزعم أن تبوك في هذا الوقت كانت داخل الأرضي المقدسة التوراتية، وحتى اليوم هي تبعد 200 كيلو متر عن "تل أبيب"، كما يزعم أيضًا أن التيه الذي ضرب على بني إسرائيل أربعين سنة كان في صحراء السعودية، ولم يكن في سيناء. (3)
كما بدأ ضغط الآلة الإعلامية الصهيونية هناك تشويه صورة المملكة عبر قصص مفتعلة ومحبوكة دراميًا!، تصور أهل المملكة وحكامها في نفس صورة الهندي الأحمر الذي لا يتورع عن سلخ رأس ضحيته حيه!.
فالخديعة اليهودية هذه المرة، هي: "أرض الحرمين الشريفين"، ولهذا لا يُستعجب أن يكون الإلهاء هو: "إحراق أوربا"، أو اختيار رئيس أمريكي يعمل ضد مصالح اليهود في الظاهر.
  فالخلاصة: إن تم السيطرة على الثورات الأوربية الحالية، أو لم يتم؛ فإن صلب القضية "ديني وليس سياسي"، والمقصود من ذلك كله = إنفاذ مخطط اليهود من السيطرة على العالم وإخضاعه = حتى يسلم لهم بامتلاك الأرض التي حوت مقدسات الديانات السماوية، والتي تمتد من مصر إلى العراق.
فيا ليتنا لا ننشغل بالثعبان ..حتى لا نلدغ من العقرب!.
وأما كيفية هذا الغزو، وهل سيأخذ نفس صورة غزو العراق وأفغانستان؟
فهذا له مقام أخر، والله المستعان.
وهذا ما أعلم، والعلم كله لله ـ عز وجل ـ .
والله أسأل أن يحفظ علينا ديننا وأوطاننا ومقدساتنا، وأن يَستعملنا ولا يَستبدلنا، ويوفق ولاة أمر المسلمين إلى العمل بالسنة وصحيح الدين.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتب
وليد بن سعد
القاهرة 24 / ربيع أول / 1440
2 / 12 / 201

الهامش
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): نفس معتقد نصارى المشرق في مصر وغيرها.
(2): وتأمل كيف وصف أوربا أنها أممية؟ ـ مع كونها نصرانية كأمريكا ـ ، لكن الأممي أو الجوييم عند اليهود هم من كانوا على خلاف معتقدهم، وأمريكا على نفس المعتقد اليهودي كما أسلفنا، فانتبه!.
(3): قال ذلك في لقاء تليفزيوني ، أما الكتاب فلم يترجم بعد، فلو نشط أحد إخواننا بسرعة ترجمة هذا الكتاب، لربما تداركنا بعض المكر اليهودي بمقدسات أهل الإسلام