إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 9 يونيو 2014

بدعية ورقة هل صليت على النبي اليوم؟!

التحذير من ورقة
هل صليت على النبي اليوم؟!
صلى الله على نبينا وسلم


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فإن هذه الورقة أما أن تكون سنة وأما أن تكون بدعة
فمن زعم أنها سنة !
قلنا له : { ...قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [ النمل : 64 ]
فإن لم يكن عليها برهان .. فهي بدعة
وكل بدعة ضلالة ولو رآها الناس حسنة
كما قال ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ

كما أن كل دعائم البدعة قائمة على بدعية هذه الورقة
أولاً: هي محدثة ، لم يتجاوز ظهورها عدة أشهر.
ثانيا: من يكتبها أو ينشرها يرغب من وراءها في الأجر
وكذلك البدعة طريقة محدثة يقصد بالسلوك عليها الثواب.
ثالثا: تتضمن التخصيص ، ولا مخصص ( أقصد كلمة : اليوم! ).
وأخيراً: لو كان في هذه الورقة خيراً لسبقونا إليه، وكما هو معروف : كل خير في أتباع من سلف، وكل شر في ابتداع من خلف
هذا؛ والله أسأل أن يفهمنا حقيقة الدين وأن يرزقنا برد اليقين.

 وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 10 / شعبان / 1435
8 / 6 / 2014

الجمعة، 6 يونيو 2014

كبـائـر اللسان


كبـائـر اللسان

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:


أولاً: الكـــذب:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإياكم والكذب ، فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ". [متفق على صحته].

وعند أحمد والترمذي وغيرهما عن عائشة ، قالت : ما كان خلق أبغض إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب ، ولقد " كان الرجل يكذب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذبة ، فما يزال في نفسه عليه حتى يعلم أنه قد أحدث منها توبة ". [ الصحيحة 2052].
وفي رواية الحاكم، قالت: " ما كان شيء أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب وما جربه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد وإن قل فيخرج له من نفسه حتى يجدد له توبة".

وعن عبد الله بن عامر ، أنه قال : دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا ، فقالت : ها تعال أعطيك ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وما أردت أن تعطيه ؟ " قالت : أعطيه تمرا ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة". [رواه أبو داود وصححه الألباني].
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "... ألا وإن شر الروايا روايا الكذب ، ألا وإن الكذب لا يصلح في جد ولا هزل ، ولا أن يعد الرجل صبيه ثم لا ينجز له".[صحيح موقوفا].

وعن بهز بن حكيم , عن أبيه , عن جده , قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ويل لمن يحدث فيكذب ليضحك به القوم , ويل له , ويل له , ويل له".[رواه أحمد والترمذي وأبو داود وحسنه الألباني في صحيح الجامع 7136].
 
وعن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان". [متفق عليه].
وفي رواية: قال صلى الله عليه وسلم : " أربع من كن فيه كان منافقا - أو كانت فيه خصلة من أربعة كانت فيه خصلة من النفاق - حتى يدعها : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر". [متفق على صحته من رواية عبد الله بن عمرو].

وعن عبد الرحمن بن شبل قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن التجار هم الفجار " قالوا : يا رسول الله ، أليس قد أحل الله البيع ؟ قال : " بلى ، ولكنهم يحلفون فيأثمون ، ويحدثون فيكذبون".
وفي رواية: قال صلى الله عليه وسلم:" إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارا إلا من اتقى الله و بر و صدق". [رواه الترمذي وابن ماجة بسند حسن].

وفي صحيح مسلم عن أبي ذر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ، ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم " قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرارا ، قال أبو ذر : خابوا وخسروا ، من هم يا رسول الله ؟ قال : " المسبل ، والمنان ، والمُنَفِّقُ سلعته بالحلف الكاذب".
ومعنى "المُنَفِّقُ سلعته بالحلف الكاذب": المروج لسلعته بالحلف الكاذب.

وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع". [رواه مسلم].
قال الإمام مالك رحمه الله : " اعلم أنه ليس يسلم رجل حدث بكل ما سمع ، ولا يكون إماما أبدا وهو يحدث بكل ما سمع".

وعن أوسط بن إسماعيل البجلي ـ ثقة أدراك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يراه ـ ، أنه سمع أبا بكر ، حين قبض النبي صلى الله عليه وسلم يقول : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقامي هذا عام الأول ، ثم بكى أبو بكر ، ثم قال : " عليكم بالصدق ، فإنه مع البر وهما في الجنة ، وإياكم والكذب ، فإنه مع الفجور وهما في النار ، وسلوا الله المعافاة ، فإنه لم يؤت أحد بعد اليقين خيرا من المعافاة ، ولا تحاسدوا ، ولا تباغضوا ، ولا تقاطعوا ، ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانا". [رواه أحمد والنسائي في الكبرى وصححه الألباني].

وأشد الكذب..هو الكذب على الله ـ عز وجل ـ وعلى رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

قال الله تعالى: { وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بالكتاب لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الكتاب وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللًّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ الله وَيَقُولُونَ عَلَى الله الكذب وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [ آل عمران : 78 ].

وقال تعالى: { فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }[ آل عمران : 94 ].

وقال عز وجل: {انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا}[ النساء : 50 ].

وقال سبحانه: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}.[المائدة :103].

وقال عز وجل: { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افترى عَلَى الله كَذِباً لِيُضِلَّ الناس بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ الله لاَ يَهْدِي القوم الظالمين } [ الأنعام : 144 ]

وقال تعالى : {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ}[ يونس : 59 ].

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " إن كذبا علي ليس ككذب على أحد ، من كذب علي متعمدا ، فليتبوأ مقعده من النار".[ أخرجاه في الصحيحين من حديث المغيرة بن شعبة].

وعن ربعي بن حراش ، يقول : سمعت عليا ، يقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تكذبوا علي ، فإنه من كذب علي فليلج النار" . [رواه البخاري].


ثانيا: الغيبة والنميمة:
قال تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}[الحجرات : 12 ].

وعن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الربا ثلاثة وسبعون بابا ، أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه ، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم "
وفي رواية: " الربا اثنان وسبعون بابا ، أدناها مثل إتيان الرجل أمه ، وأربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه".
وفي رواية: "أهون الربا كالذي ينكح أمه و إن أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه". وكلها روايات صححها الألباني في صحيح الجامع.

وقد بلغ حذيفة بن اليمان  أن رجلا ينم الحديث فقال حذيفة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يدخل الجنة نمام". [رواه أحمد ومسلم].
وفي رواية: قال حذيفة : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يدخل الجنة قتات".[رواه البخاري ومسلم].

وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين ، فقال : " إنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير ، أما هذا : فكان لا يستتر من بوله ، وأما هذا : فكان يمشي بالنميمة ".[متفق عليه].

وعن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " أتدرون ما الغيبة ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : " ذكرك أخاك بما يكره " قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : " إن كان فيه ما تقول ، فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهته".[رواه مسلم وغيره].

وقال صلى الله عليه وسلم: "من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه اللّه رَدْغَة الخَبال حتى يخرج مما قال، وليس بخارج".[رواه أبو داود وصححه الألباني].
وردغة الخبال: هي عصارة أهل النار

وعن جابر بن عبد الله قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - وارتفعت ريح خبيثة منتنة- فقال: " أتدرون ما هذه ؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين".[رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني].

ومر عمرو بن العاص رضي الله عنه على بغل ميت فقال لبعض أصحابه: " لأن يأكل الرجل من هذا حتى يملأ بطنه خير له من أن يأكل لحم رجل مسلم".[رواه ابن حبان بسند صحيح موقوفاً].

ثالثاً: شهادة الزور:
قال الله تعالى: { وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.[ المجادلة : 14].
وقال سبحانه: { وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان: 72].

وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه رضي الله عنه ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ " ثلاثا ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : " الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين - وجلس وكان متكئا فقال - ألا وقول الزور " ، قال : فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت".[متفق عليه].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".[رواه البخاري].

فالأمر عظيم!
فينبغي على المسلم أن يحفظ لسانه عن هذه الكبائر، وأن لا يتكلم بكلام إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة، فإن في السكوت السلامة والنجاة، وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت".
وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
الجمعة 8 / شعبان / 1435
6 / 6 / 2104

الخميس، 30 يناير 2014

موقفنا من انتخابات الرئاسة!

موقفنا من انتخابات الرئاسة!


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: 
ظهرت علامات فرح وسرور على بعض الإخوة(1) بترشيح أحدهم للرئاسة!
  وكأن موقفنا السابق من هذه القضية كان مبناه على المقاطعة لأنه لا يوجد أحد يَصلح!.
  والصحيح أننا نقاطع الأمر برمته لأن مبناه على الديمقراطية.
  والديمقراطية دين يُخالف دين الإسلام.
  إذ من أصول دين الإسلام: { إِنِ الحكم إِلاَّ للَّهِ }، فلا يسع المسلم إذ قضى الله ـ عز وجل ـ في قضية من القضايا إلا السمع والطاعة والتسليم، أما الديمقراطية فأصلها الأوحد ومبناها الرئيس على: "إن الحكم إلا للأغلبية!"، فما قررته الأغلبية كان هو الحكم، وكان هو القضاء! .
  فالإسلام دين، والديمقراطية دين آخر.
  فالإسلام يُفرق بين الذكر والأنثى: { وَلَيْسَ الذكر كالأنثى }[ مريم: 36].
  وبين المسلم والكافر: { أَفَنَجْعَلُ المسلمين كالمجرمين * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } [ القلم : 35 ، 36 ].
  وبين الصالحين والفاسقين: { أَمْ نَجْعَلُ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات كالمفسدين فِى الأرض أَمْ نَجْعَلُ المتقين كالفجار } [ ص : 28 ].
  إما دين الديمقراطية فكل هؤلاء فيه سواء!!، إذ هم صوت في الصندوق وفقط!.
  فمقاطعتنا ديانة وليس سياسة.

وحتى التأييد مع عدم المشاركة في الديمقراطية ليس سبيلنا، إذ يُعد التأييد أو الثناء على أحد المرشحين إقرار بالديمقراطية.
  والأمر أيسر من ذلك بحول الله وقوته، فنحن ندين بالسمع والطاعة في المعروف للحاكم المسلم القادم وإن لم نعلم من هو حتى الآن.
  وذلك إيماناً وتسليماَ منا ورضى بقدر الله ـ تعالي ـ ، حيث يقول: { قُلِ اللهم مَالِكَ الملك تُؤْتِي الملك مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ الملك مِمَّنْ تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ بِيَدِكَ الخير إِنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ آل عمران : 26 ]، فالملك بيده وحده ـ سبحانه وتعالى ـ ليس لأحد من خلقه نزاعه فيه. فمن أراده أن يكون حاكماً كان، ومن لم يرده لم يكن، ولو أجتمع أهل الأرض على توليته.
  وأيضاً، اتباعاً منا لأمر نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث يقول "أبو ذر" ـ رضي الله عنه ـ : " إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع ، وإن كان عبداً حبشياً مُجَدَّع الأطراف". [رواه مسلم وغيره].
  فالأمر مبناه على التسليم والاتباع، ولا دخل فيه للعاطفة والهوى، وهذا هو الذي لا يعجب أهل الأهواء والبدع، فيرموننا بالانبطاح والسلبية!!.
  ونحن ولله الحمد والمنة لا نلتفت لذلك، لأننا نعلم أنهم لا يعادوننا لأشخاصنا؛ ولكن هم أعداء للكتاب والسنة، بيد أنهم يخشون التصريح بذلك، فيرموننا بما نحن منه براء.
  وذلك لأن الرب ـ سبحانه وتعالى ـ وضع سنة كونية لا تتغير ولا تتبدل، وهي: "أن الحاكم صورة الرعية"، قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [الأنعام:129] ، فإن كانت الرعية صالحة كان حاكمهم صالحا، وإن كانت الرعية ظالمة كان كذلك ، فكما تكونوا يولى عليكم، وما ربك بظلام للعبيد.
  نسأل الله ـ عز وجل ـ فهم حقيقة الدين، وأن يرزقنا برد اليقين، وأن يرد كل من خالف السنة إليها، إنه على كل شيء قدير.
 
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
 
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 28 / ربيع أول / 1435
29 / 1 / 2014

الاثنين، 23 ديسمبر 2013

"ليس من السنة !"

 "ليس من السنة!" الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
معلوم أن البدعة دهليز الكفر، وأن خطرها أشد من المعصية، إذ أنه يُتاب من المعصية ولا يُتاب من البدعة لاعتقاد صاحبها أنها من الدين! فتمسكه بها تمسك بصلب الدين! ولهذا لا يتوب.
والبدعة هي مخالفة الشرع بنوع شبهة، لأنه من خالف الشرع بنوع عناد كفر عياذاً بالله ـ عز وجل ـ.
وكل ما يَقوم به المبتدع من عمل مردود فلا يُثاب عليه، إذ الثواب على ما أمر به الرب ـ سبحانه ـ فقط، وليس من استحسنه الناس، لأن من استحسن فقد شرع.
يقول نبينا صلى الله عليه وسلم : "مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ" [رواه مسلم].
ولما كانت السنة في الطريقة التي سنها لنا نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، كانت البدعة على خلافها، فالبدعة كل ما خالف السنة مما رتب له الشرع ثواب، من أمور العبادات والعادات.
فهذه سلسلة سميتها "ليس من السنة" عزمت فيها على جمع ما نبه عليه العلماء أنه مخالف للسنة وهو من جملة البدع. نصحاً للمسلمين وطمعاً في الثواب من الكريم الوهاب.
ومعلوم أن السنن والبدع كالماء والهواء داخل الإناء، إذا زاد الماء فيه قل الهواء، وإذا قل الماء فيه زاد الهواء، فى بالقضاء على البدع تنتشر السنن ويعم الخير ويصلح أمر الناس.

وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم.

وكتب 
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 2 / 10 / 2013
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ جدول توقيت إقامة الصلوات!
الحمد لله، وبعد :
من جملة البدع التي انتشرت في مساجد المسلمين

هذه اللوحة المعلقة بجوار المنابر التي تشبه قائمة الاسعار! وفيها جدول توقيت إقامة الصلوات! على هذا النحو:


الظهر .... 15 دقيقة
العصر .... 15 دقيقة
المغرب .... 10 دقائق


وهذه اللوحة لا شك في بدعتها، بل انها اماتت السنة القبلية عند كثير من الناس فتراه لا يدخل الجامع إلا بعد مرور هذه الدقائق، وأيضا اضاعت حق الإمام في الإذن بإقامة الصلاة، فمن الممكن ان تراه يصلى النافلة واحدهم اقام الصلاة لان الوقت قد مر !، وقد اساءت بعض المساجد بان جلبت ساعة الكترونية منها تؤذن عند انتهاء الوقت فتسمع للصلاة الواحدة اذنيين واقامة، فضلا عن اضاعة اموال المسلمين في الانفاق على البدع والمحدثات، فمن استطاع ان يتخلص منها في مسجده برفق وحكمة فليفعل، وحبذا لو نبه على خطرها أولا حتى لا يخرج عليه جمهور العادات! {
إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ } فيمنعوه .
والله تعالى اعلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
2 ـ تميز أذان الفجر بقول : الصلاة خير من النوم
الحمد لله، وبعد :
من الاخطاء المنتشرة بين المسلمين تميزهم أذان الفجر بقول : الصلاة خير من النوم ، وهذا خطأ فاحش، وإن دافع عنه بعض العلماء، وذلك لأن أذان الفجر كأذان سائر الصلوات لا يزاد عليه بلفظ، لكن أتى الخلل من أنه ورد هذا اللفظ في أحاديث فظنها البعض أنها خاصة بأذان الفجر باطلاق، ولكن الحق أن هذه اللفظة لا تقال إلا في الأذن الأول من الفجر الذي كان يرفعه بلال بن رباح رضي الله عنه ، وهو أذان قبل دخول وقت الصلاة لا يمنع الشرب والأكل عند الصائم بسبه،لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
" إن بلالا يؤذن بليل ، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم " [رواه مسلم وغيره ].
والأذان الثاني الذي يكون بعد دخول الوقت ويمنع معه الطعام والشرب ويصلى بعده كان يرفعه ابن ام مكتوم
رضي الله عنه ـ
فالأذان الأول هو الذي يقال فيه " الصلاة خير من النوم "، أما الأذان الأساسي للفجر فحاله كحال أذان سائر الصلوات، وهذا ثابت عن مؤذني الرسول صلى الله عليه وسلم كابن عمر، ومؤذن الرسول في مكة ، أنهما كان لهم أذان أول للفجر وكان يقولا " الصلاة خير من النوم " في الأذان الأول
وروى
رواه البيهقي و الطحاوي و حسنه الشيخ ناصر في تمام المنة ( 147 ) قول ابن عمر رضى الله عنهما : ( كان الأذان الأول بعد الفلاح ( يعنى : حى على الفلاح ) : الصلاة خير من النوم ، مرتين )
وعند ابي داود والنسائي وغيرهما وهو صحيح
من حديث أبي محذورة رضى الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وإذا أذنت بالأول من الصبح فقل : الصلاة خير من النوم ، الصلاة خير من النوم )
وأبو محذورة هو مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة ، فكان هذا الحديث من تعلميه اياه سنن الأذان.

قال الشيخ الألباني رحمه الله في تمام المنة ط 3 ص 146 :
قوله ( يعني : السيد سابق رحمه الله ) في فقه السنة (( ويشرع للمؤذن التثويب وهو أن يقول في أذان الصبح بعد الحيعلتين : الصلاة خير من النوم قال أبو محذورة : " يا رسول الله علمني سنة الأذان فعلمه وقال : فان كان صلاة الصبح قلت : الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم . . " رواه أحمد وأبو داود " )) اهـ.
قال الالباني رحمه الله معقباً عليه في تمام المنة :
(إنما يشرع التثويب في الأذان الأول للصبح الذي يكون قبل دخول الوقت بنحو ربع ساعة تقريبا لحديث ابن عمر رضي الله عنه قال : " كان في الأذان الأول بعد الفلاح : الصلاة خير من النوم مرتين " رواه البيهقي ( 1 / 423 ) وكذا الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1 / 82 ) وإسناده حسن كما قال الحافظ وحديث أبي محذورة مطلق وهو يشمل الأذانين لكن الأذان الثاني غير مراد لأنه جاء مقيدا في رواية أخرى بلفظ : " وإذا أذنت بالأول من الصبح فقل : الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم " أخرجه أبو داود والنسائي والطحاوي وغيرهم وهو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 510 - 516 ) فاتفق حديثه مع حديث ابن عمر ولهذا قال الصنعاني في " سبل السلام " ( 1 / 167 - 168 ) عقب لفظ النسائي : " وفي هذا تقييد لما أطلقته الروايات . قال ابن رسلان : وصحح هذه الرواية ابن خزيمة قال : "فشرعية التثويب إنما هي في الأذان الأول للفجر لأنه لإيقاظ النائم وأما الأذان الثاني فإنه إعلام بدخول الوقت ودعاء إلى الصلاة" اهـ من " تخريج الزركشي لأحاديث الرافعي "
ومثل ذلك في " سنن البيهقي الكبرى " عن أبي محذورة : أنه كان يثوب في الأذان الأول من الصبح بأمره صلى الله عليه وسلم .
قلت : وعلى هذا ليس " الصلاة خير من النوم " من ألفاظ الأذان المشروع للدعاء إلى الصلاة والإخبار بدخول وقتها بل هو من الألفاظ التي شرعت لإيقاظ النائم فهو كألفاظ التسبيح الأخير الذي اعتاده الناس في هذه الأعصار المتأخرة عوضا عن الأذان الأول "
قلت : وإنما أطلت الكلام في هذه المسألة لجريان العمل من أكثر المؤذنين في البلاد الإسلامية على خلاف السنة فيها أولا ولقلة من صرح بها من المؤلفين ثانيا فان جمهورهم - ومن ورائهم السيد سابق - يقتصرون على إجمال القول فيها ولا يبينون أنه في الأذان الأول من الفجر كما جاء ذلك صراحة في الأحاديث الصحيحة خلافا للبيان المتقدم من ابن رسلان والصنعاني جزاهما الله خيرا ))
و مما سبق يتبين أن جعل التثويب في الأذان الثاني بدعة مخالفة للسنة ، و تزداد المخالفة حين يعرضون عن الأذان الاول بالكلية ... ) اهـ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
3 ـ رسم خطوط في المساجد لتسوية الصفوف!

الحمد لله، وبعد:
ومن البدع التى تفشت في مساجد المسلمين حتى أنك تكاد لا ترى هذه البدعة فى مسجد هي : ( رسم خطوط في الارض لتعديل الصفوف ) ، وقد استدل القائلون بهذه البدعة بحديث عجيب لم يقل به أحد من المتقدمين وفيه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ( إذا صلى احدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا، فإن لم يجد شيئا فلينصب عصا، فإن لم يكن عصا فليخط خطا، ولا يضره ما مر بين يديه ) رواه احمد وغيره
قلت: وظاهر من سياق الحديث أنه خرج في حكم السترة في الصلاة، و لا شأن له بتسوية الصفوف.
ومع هذا فالحديث ضعيف ، نقل الحافظ ابن حجر في التهذيب عن الإمام أحمد أنه قال : ( الخط ضعيف ) ، وضعفه جماعة من السلف منهم سفيان بن عيينة والشافعي والبغوي والدارقطني وابن الصلاح والنووي والعراقي وغيرهم .
وقال الإمام مالك في المدونة : ( الخط باطل ) .
وقدضعفه الشيخ ناصر كما في تمام المنة
ومعلوم أن من لم يلتزم السنة التركية وقع في البدعة
والسنة التركية هي : ما قام المقتضى على فعله في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وزال المانع من تركه، فتركه سنة وفعله بدعة .
وقد قام المقتضى لشد الخط على الارض لتسوية الصفوف في عهده صلى الله عليه وسلم ، فلما لم يفعله علمنا أنه بدعة .
ومما يستدل به على البدعة أنها تميت معها سنة ، وقد رأينا هذا الخطوط اماتت سنة مساواة الصف بالكعب، وجعلته بمساواة رءوس الاصابع! ، ومعلوم أنه يستحيل أن تسوى الصفوف برءوس الاصابع أبدا بخلاف تسويتها بالكعب، فان الناس جمعيا تتفق في طول الكعب ولا تتفق في طول القدم لمن تأمل !
والله أعلم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
4 ـ قراءة الأذكار من ورقة أو كتيب لمن يحفظها
الحمد لله ، وبعد :
ومن البدع : قراءة أذكار الصباح والمساء من ورقة أو كتيب لمن يحفظها ، ولعل البعض يُشكل عليه الأمر ، كيف تكون قراءة الأذكار بدعة؟!، فنننبه أننا ننكر قراءة الأذكار بترتيب ورقة الأذكار أو الكتيب، ولا ننكر قراءة الأذكار بعموم ، لأن قراءتها من ورقة أو كتيب يُعد من البدع الأضافية لاشتمالهما على ترتيب لم يثبت في السنة، والمدوامة على هذا الترتيب بدعة، وقد ذكر الامام النووي رحمه الله في بداية كتابه الاذكار نكتة في هديه صلى الله عليه وسلم في الاذكار فلتراجع وتضم إلى ما ذكرناه هنا لكي تتضح المسألة .

تنبيه : الذي نعنيه هنا هو من يحفظ الاذكار ومع ذلك يُصر على قراءتها من الورقة ويداوم على ذلك، أما من لم يحفظ الأذكار ويحتاج الى قراءتها من ورقة الأذكار فلا شيء عليه .
ومثل هذه المسألة كقراءة القرآن بالتدوير، وهو أن يجتمع جماعة في ساحة المسجد في دائرة، ويتناوبون قراءة القرآن، وكلهم يُحسن القراءة فهذا الفعل بدعة، بخلاف إن كان هذا المجلس لتعليم من لم يُحسن القراءة، فالهيئة واحدة .. ولكن اختلف الحكم باختلاف الأشخاص . وهذه المسألة نبه عليها الشاطبي في الاعتصام
والله أعلم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 5 ـ دعاء : "تبنا إلى الله ورجعنا إلى الله" في عقود النكاح
الحمد لله، وبعد:
عمت البلوى في الديار المصرية أنه إذا ما تم عقد نكاح في مسجد أن يقول المأذون للمدعوين قولوا خلفي : (
تُبنا إلى الله ورجعنا إلى الله وندمنا على ما فعلنا من كل ذنب وخطيئة تخالف دين الإسلام وعزمنا على ألا نعود إلى تلك المعاصى أبداً ما أحييتنا .... )، فيكرر الحضور هذا الدعاء في صوت جهوري مرتفع كأنهم في مظاهرة!
وهذا الدعاء في هذه المناسبة وبهذه الطريقة بدعة لا خلاف عليها .
وفوق أنه بدعة ضلالة ، أيضاً هو صيغة أخذ البيعة في الطريقة الشاذلية! ، فلن تكون مريداَ منتسباً لهذه الطريقة إلا بعد أن تنطق بهذه الصيغة على يد شيخك ( المبتدع الصوفي طبعاً )
فهذا الدعاء في هذا الموضع جمع بين أنه بدعة مخالفة للسنة، وأنه فيه رفع وأعلاء لسنن المخرفة من الصوفية هداهم الله.

والله أعلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

6 ـ التنبيه على أنه يوجد سجدة في الصلاة
ومن البدع أيضاً تنبيه بعض الأئمة في صلاة فجر الجمعة أن الركعة الأولى فيها سجدة، وهذا الفعل لا يُعرف في السنة ، ونبه الامام الشاطبي في الاعتصام على خطإ مواظبة بعض الأئمة على الاتيان بهذا السجود كل فجر جمعة حتى ظن أهل مصر أن الركعة الاولى من فجر الجمعة فضلت بسجدة !!
ونفس الخطأ يتكرر في صلاة التراويح فترى الإمام ينبه أن الوتر ركعتان وركعة ، أو ثلاث ركعات بتشهد واحد
وأيضا من الأخطاء مواظبة بعض الائمة القراءة في الصلوات بترتيب المصحف، وهذا ايضا لا يعلم من السنة .
والله تعالى أعلم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

7 ـ صلاة الجمعة في الميادين العامة!
الحمد لله، وبعد:
أخرج البخاري في صحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صلوا كما رأيتموني أصلي"
وفي هذا الأمر النبوي متابعة للرسول صلى الله عليه وسلم في كل أمر الصلاة من حيث الكيفية أو التوقيت أو عدد الركعات، فهو حديث شامل.
ومما أحدثة المبتدعة في زماننا من فقهاء المظاهرات والاعتصامات الأفتاء بجواز صلاة الجمعة في الخلاء والميادين العامة! ، وهذه الهيئة لم تثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم ولا مرة واحدة، حتى أنه كان يترك صلاة الجمعة في السفر ، فلا يُعلم عنه أنه صلى في خارج مسجده إلا النوافل في البيت، وصلاة العيد والجنازة في الخلاء إلا لعذر، وعليه: فصلاة الجمعة في الميادين بدعة منكرة مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم
.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
8 ـ  الاستعاذة عند التثاءب!
الحمد لله، وبعد:
ومن البدع المنتشرة بين الناس استعاذتهم من الشيطان بعد التثاءب، وهذا فعل لا يعلم من السنة وهو من جملة البدع القبيحة، وما على المسلم إن تثاءب إلا أن يحاول أن لا يفتح فمه عند فعله، وإن لم يستطع فليضع يده على فمه
قال الإمام البخاري رحمه الله : باب إذا تثاءب فليضع يده على فيه
واخرج في كتاب الأدب من صحيحة عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب ، فإذا عطس أحدكم وحمد الله ، كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول له : يرحمك الله ، وأما التثاؤب : فإنما هو من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع ، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان"
وعند مسلم في صحيحه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " التثاؤب من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع"
وفي رواية: : " إذا تثاءب أحدكم ، فليمسك بيده على فيه ، فإن الشيطان يدخل"
جاء في النهاية في معنى التثاءب: هو تنفس يفتح له الفم بلا قصد ، وذلك لأنه يكون عن امتلاء البدن وثقله وكثرة الغذاء وميله للكسل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


9 ـ قراءة الفاتحة عند عقد الزواج
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- عن :
قراءة الفاتحة عند عقد الزواج حتى قد أصبح البعض يطلق عليها قراءة الفاتحة وليس العقد؛ فيقول: قرأت فاتحتي على فلانة، هل هذا مشروع؟
فأجاب:
هذا ليس بمشروع؛ بل هذا بدعة، هذا بدعة، وقراءة الفاتحة أو غيرها من السور المعينة لا تُقرأ إلا في الأماكن التي شرعها الشرع. فإن قُرأت في غير الأماكن تعبدًا؛ فإنها تعتبر من البدع.
وقد رأينا كثيرًا من الناس يقرأون الفاتحة في كل المناسبات! حتى أننا سمعنا من يقول: اقرأوا الفاتحة على الميت، وعلى كذا وعلى كذا، وهذا كله من الأمور المبتدعة ومنكرة؛ فالفاتحة وغيرها من السور لا تُقرأ في أي حال، وفي أي مكان، وفي أي زمان؛ إلا إذا كان ذلك مشروعًا بكتاب الله أو بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وإلا فهي بدعة يُنكر على فاعلها.
(فتاوى نور على الدرب)

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

10 ـ لبس دبلة الخطوبة!
سئل العلامة الشيخ محمد صالح العثيمين
ما حكم لبس دبلة الزواج الفضية للرجال، أي لبسها في الأصبع؟
الإجابة: لبس الدبلة للرجال أو النساء من الأمور المبتدعة، وربما تكون من الأمور المحرمة، ذلك لأن بعض الناس يعتقدون أن الدبلة سبب لبقاء المودة بين الزوج والزوجة، ولهذا يذكر لنا أن بعضهم يكتب على دبلته اسم زوجته، وتكتب على دبلتها اسم زوجها، وكأنهما بذلك يريدان دوام العلاقة بينهما، وهذا نوع من الشرك؛ لأنهما اعتقدا سبباً لم يجعله الله سبباً لا قدراً ولا شرعاً، فما علاقة هذه الدبلة بالمودة أو المحبة، وكم من زوجين بدون دبلة وهما على أقوى ما يكون من المودة والمحبة، وكم من زوجين بينهما دبلة وهما في شقاء وعناء وتعب.
فهي بهذه العقيدة الفاسدة نوع من الشرك، وبغير هذه العقيدة تشبه بغير المسلمين؛ لأن هذه الدبلة متلقاة من النصارى، وعلى هذا فالواجب على المؤمن أن يبتعد عن كل شيء يخل بدينه.
أما لبس خاتم الفضة للرجل من حيث هو خاتم لا باعتقاد أنه دبلة تربط بين الزوج وزوجته، فإن هذا لا بأس به، لأن الخاتم من الفضة للرجال جائز، والخاتم من الذهب محرم على الرجال، لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى خاتماً في يد أحد الصحابة رضي الله عنهم فطرحه وقال: "يعمد أحدكم إلى جمرة من النار فيضعها في يده"؟
[مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد التاسع عشر - كتاب زكاة النقدين].

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السبت، 23 نوفمبر 2013

أبو إسحاق الحويني وأصوله الحرورية


أبو إسحاق الحويني وأصوله الحرورية



الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد :
لم يَكتسب "أبو إسحق الحويني" ـ المحدث الحركي! ـ مكانته بين الناس إلا لأنه جالس يوماً من الدهر العلامة " ناصر الدين الألباني " ـ رحمه الله ـ (1)، وخرجت كلمات من الشيخ " الألباني " فيها تشجيع له للمواصلة في علم الحديث، نَصَبَ المبتدعة حول هذه الكلمات( شَرَك الألفاظ والألقاب) لسحر النشء وإفهامهم أنها تزكية من الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ لمنهج " الحويني"!
فانطلقوا يروجون أن الحويني خليفة الألباني الوحيد!، وأنه تلميذه النجيب!، وأنه...، وأنه...إلخ، انطلاقاً من (شَرَك الألفاظ والألقاب) الذي ينصبه مبتدعة زماننا لخداع النشء والبسطاء.

والحق الذي لابد أن يوضح، أن أقصى ما يُحمل عليه كلام الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في حق الحويني هو: شد الأزر في المواصلة في علم الحديث، وأما أن تُحمل كلمات الشيخ الألباني أنها تزكية لمنهج الحويني وعقيدته!، فهذا الذي لا يكون؛ فالشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ عاش حياته محارباً للمناهج المنحرفة والبدع العقائدية والعملية التي ابتليت بها الأمة، فكيف يُقرّ هذا الآدمي على منهجه المنحرف؟!
أظهر " الحويني" بعد موت الشيخ الألباني عدة أمور بينت انحرافه عن منهج السلف، وسلك طريق أهل الانحراف والبدع، بل أصل له ودعا إليه.


  • ولعل أشهر ما وقع فيه "الحويني": تبنيه لبدعة "الجهمية" الخبيثة من تكفير المصرّ على المعصية، والذي تبنته بعدها فِرَقُ الخوارج قديماً، حتى أصبح ديناً تقاتل عليه فرقهم المعاصرة اليوم!.
  • قال "الحويني" رداً على سؤال وجه إليه نصه : ((بعض أهل البدع يقولون: بكفر فاعل المعصية المصر عليها، وأن التوبة شرط لكي يعود مسلماً من جديد؟!
فأجاب : "أمَّا الرجل المُصرّ على المعصية، وهو يعلم أنها معصية فهذا مستحل !، هذا مستحل !، وهذا كفره ظاهر !!، كأن يقول: الربا أنا أعلم أنه حرام لكنني سآكله، والزنا حرام لكنني سأفعله.. هذا مستحل واضح الاستحلال فيه !، فلا شك في كفر مثل هذا الرجل.
أما مسألة المعصية غير المصر عليها فلا يكفر بها بطبيعة الحال، وهو مسلم وإن عصى، فكلمة يرجع للإسلام من جديد إذا كان قيد الكلام بالاستحلال فهذا لا شك فيه،لا شك فيه، رجل استحل المعصية وهو يعلم أنها معصية وفعلها واستحلها هذا يكفر ويخرج من الملة؛ عشان بقى( يعني : من أجل) يرجع إلى الإسلام، لابد أن يتوب ويغتسل وينطق بالشهادتين، ويرجع إلى الإسلام من جديد.. إي نعم .. والله أعلم )) .[ آخر شريط "شروط العمل الصالح"](2)

قلت: والسائل يؤصل أن هناك من يُكفر المصر على المعصية، وأن التوبة شرط لكي يعود مرة أخرى إلى دائرة الإسلام، وأن هذا المقولة تُنسب لبعض أهل البدع، فيسأل كيف نرد هذا الباطل، إذ أنه من قول أهل البدع؟.
فجاءت إجابة "الحويني" غاية في العجب!، كأنه لم يَلتفت إلى قول السائل أن هذه من مقالات المبتدعة لغلبة البدعة عليه، وسيطرة الفكرة على قلبه وعقله؛ فقرر: أن المصِرّ مستحل إن كان يعلم أن المصَرَّ عليه معصية!، ومن كان هذا حاله فلا شك في كفره، فلا بد أن يتوب ويغتسل وينطق بالشهادتين، ويرجع إلى الإسلام من جديد!!، وهو هو نفس ما قرر السائل أنه كلام أهل البدع!، وكيف يكون الرد عليه؟

  • والذي ذهب إليه "الحويني" في هذه الفتوى هو عين ما عليه الخوارج الأُول!, فقد قالت الخوارج (الإباضية) : (( الإصرار على أي ذنب كفر! )) [ مقالات الإسلاميين 1 / 187 ].
وقال ابن حزم عن الخوارج: ".. وقالوا من كذب كذبة صغيرة أو عمل عملاً صغيراً فأصر على ذلك فهو كافر مشرك وكذلك في الكبائر".[ المحلى 4 / 190].
وقال الشهرستاني في (كتابه الملل والنحل) عند ذكر فرقة النجدات العاذرية من فرق الخوارج : (قال [أي نجدة بن عامر الذي إليه تنسب هذه الفرقة الخارجية] : ومن نظر نظرة أو كذب كذبة صغيرة أو كبيرة وأصر عليها فهو مشرك ومن زنى وشرب وسرق غير مصر عليه فهو غير مشرك ).


  • وهو كذلك قول الخوارج الجدد!، فهذا " شكري مصطفى " ـ مؤسس وأمير تنظيم " التكفير والهجرة " وأحد أئمة التكفير في العصر الحديث!، يُقرر ما أصله " الحويني "في كلامه السابق. فقال : (( والإصرار على المعصية هو نية عدم التوبة منها، وإظهار ذلك هو: إعلان نية ألاً يتوب قولاً أو فعلاً. وهذا كفر صريح في اعتبار الجماعة المسلمة(3) يقتضي فلق الهام، وقطع الرقاب، فكل من أظهر إصراراً على معصية بينة من معاصي الله بقول أو فعل فإن للجماعة المسلمة حرية أن تستأصله منها، وتطهر نفسها منه تطهيراً (4). [ كتاب التكفير والهجرة وجهاً لوجه ص / 155 تأليف رجب مختار مدكور ، بواسطة إعلان النكير على غلاة التكفير ص / 163 ].
فمآل كلام الحويني السابق أن الإصرار على المعصية كفر، وهو نفس كلام الخوارج القدامى، ونفس كلام شكري مصطفى من مجددي فكر الخوارج في العصر الحديث!.
والعلة التي جعلها الحويني أنها موجبه للكفر، هي معرفة العاصي بأن فعله محرم ومع ذلك يفعله، فقال :" ... كأن يقول: الربا أنا أعلم أنه حرام لكنني سآكله، والزنا حرام لكنني سأفعله.. هذا مستحل واضح الاستحلال فيه !، فلا شك في كفر مثل هذا الرجل" أ.هـ
فعلق التكفير على معرفة العاصي بحرمة المعصية قبل الإقدام عليها!. وهذا لا يُكَفِّر به أهل السنة، فَجُلّ العصاة يعلمون بحرمة المعصية قبل مباشرتها، يدفعهم للوقوع فيها ضعف إيمانهم وغلبة الشهوة.
وقد وُجّه سؤال للشيخ العلامة "عبد الرزاق عفيفي" ـ عليه الرحمة ـ، وفيه نفس العلة التي علق عليها "الحويني" تكفيره ، فقال السائل: رجل قيل له : فعلك هذا محرم، فقال : أنا أعرف أنه حرام، ولكن سأفعله ؟!
فأجاب : (( إذا كان مضطراً إلى فعله فهو معذور، وإلا فهو مستهتر، وهي معصية كبرى تصل إلى درجة الكفر والعياذ بالله )). [مجموع الفتاوى تحقيق الشيخ خالد عثمان، ص 79 ـ ط دار علم السلف ] .
فتأمل ـ يرحمك الله ـ إلى التفصيل المعهود من أهل السنة في مسألة التكفير، لم يُكفره الشيخ مع أنه قال بنفس القول الذي ضربه الحويني في مثاله، وذلك لعل هناك مانع يَمنع من تكفيره. حتى لما قال أن هذه معصية كبرى تصل إلى درجة الكفر، لم يَذكر أن صاحبها يَكفر بها مع أنها تصل إلى درجة الكفر، لأنه ربما يقع الرجل في الكفر ولا يقع الكفر عليه، وهكذا أهل السنة يعلمون الحق ويرحمون الخلق, وهذا هو منهجهم.

  • يقول " ابن قيم الجوزية " ـ رحمه الله ـ : (( ... ونرى أن لا نُكَفِّر أحداً من أهل القبلة بذنب يرتكبه كالزنا، والسرقة، وشرب الخمر، كما دانت بذلك الخوارج وزعموا أنهم بذلك كافرون، ونقول: أن من عمل كبيرة من الكبائر وما أشبهها مستحلاً لها، كان كافراً إذا كان غير معتقد لتحريمها )). [ اجتماع الجيوش الإسلامية ص/ 185] .
  • وقال الشيخ الألباني : ((وخلاصة الكلام : لا بد من معرفة أن الكفر - كالفسق والظلم - ينقسم إلى قسمين :
كفر وفسق وظلم يُخرج من الملة وكل ذلك يعود إلى الاستحلال القلبي، وآخر لا يُخرج من الملة يعود إلى الاستحلال العملي.
فكل المعاصي - وبخاصة ما فشا في هذا الزمان من استحلال عملي للربا والزنا وشرب الخمر وغيرها - هي من الكفر العملي فلا يجوز أن نكفر العصاة المتلبسين بشيء من المعاصي لمجرد ارتكابهم لها واستحلالهم إياها عمليا، إلا إذا ظهر - يقينا - لنا منهم - يقينا - ما يكشف لنا عما في قرارة نفوسهم أنهم لا يحرمون ما حرم الله ورسوله اعتقادًا ، فإذا عرفنا أنهم وقعوا في هذه المخالفة القلبية حكمنا حينئذ بأنهم كفروا كفر ردة, أما إذا لم نعلم ذلك فلا سبيل لنا إلى الحكم بكفرهم لأننا نخشى أن نقع تحت وعيد قوله - عليه الصلاة والسلام - : " إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر فقد باء بها أحدهما " . والأحاديث الواردة في هذا المعنى كثيرة جداً أذكر منها حديثاً ذا دلالة كبيرة وهو في قصة ذلك الصحابي الذي قاتل أحد المشركين فلما رأى هذا المشرك أنه صار تحت ضربة سيف المسلم الصحابي قال : "أشهد أن لا إله إلا الله" فما قالها الصحابي فقتله، فلما بلغ خبره النبي صلى الله عليه وسلم، أنكر عليه ذلك أشد الإنكار، فاعتذر الصحابي بأن المشرك ما قالها إلا خوفًا من القتل، وكان جوابه صلى الله عليه و سلم : " هلّا شققت عن قلبه ؟ ". [ أخرجه البخاري ومسلم من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه ] ، إذاً الكفر الاعتقادي ليس له علاقة أساسية بمجرد العمل إنما علاقته الكبرى بالقلب، ونحن لا نستطيع أن نعلم ما في قلب الفاسق والفاجر والسارق والزاني والمرابي . . . ومن شابههم إلا إذا عبر عما في قلبه بلسانه، أما عمله فينبئ أنه خالف الشرع مخالفة عملية )) اهـ .[فتنة التكفير ص/32] .

قلت : فأين الحويني من كلام أهل السنة ومنهم كلام الشيخ الذي يدعي الانتساب إليه والتتلمذ على يديه؟!
وتأمل مفهوم قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ((من مات من أمتي وهو يشرب الخمر حرم الله عليه شربها في الجنة، ومن مات من أمتي وهو يتحلى بالذهب حرم الله عليه لباسه في الجنة )) [ رواه أحمد والطبراني وصححه الشيخ ناصر في صحيح الترغيب والترهيب ] . فالمفهوم من الحديث أن من مات وهو مستمراً على شرب الخمر ولبس الذهب عوقب بحرمانها في الجنة، يعني: لم يمت كافراً كما زعم الحويني(5)؛ بل هو تحت مشيئة الرب ـ سبحانه ـ إن شاء عذبه، وإن شاء عفا عنه.

  • وقال الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ في أصول السنة ( 32 ) : (( ومَن لقيه مُصِرًّا غير تائب من الذنوب التي قد استوجب بها العقوبة، فأمره إلى الله إن شاء عذبه، وإن شاء غفر لله)).
فالإمام أحمد هنا بين أن من مات وهو مُصِرًّا على المعصية ولم يتب، فهو تحت المشيئة، في العقاب والعفو. فلم يكفره.

  • ويقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ : ((وأما أن المصرَّ على المعصية فاسقٌ مؤاخذ، فهذا إنما هو فيمن عَمِلَ المعصية، ثم أصرَّ عليها، فهُنا عمل اتصل به العزمُ علي معاودته، فهذا هو المُصِرُّ)).[زاد المعاد (5 / 204 ) ط السابعة والعشرون لدار الرسالة].
وكعادة المبتدعة يتكلمون بالمتشابه من الكلام ، يخدعون به جهال الناس بما يشبهون عليهم؛ لما روجع الحويني في هذا الكلام ذهب يقول: إنه لا يُكَفِّر بالكبيرة، ولا خطر على قلبه يوماً هذا الأمر، فانخدع بكلامه كثير من الناس.

وموطن النزاع أن أهل السنة يدينونه بالتكفير بالإصرار على المعصية، وليس بالتكفير بالكبيرة(6)، وليس هذا هو ما فهمه أهل السنة وحدهم من كلام "الحويني" بل ما فهمه الخوارج أيضاً من كلامه!.
فهناك تكفيري مشبوه يُعرف بـ "عبد الحميد أبو النعيم السلفي المغربي" له مقطع مصور على الشبكة تحت اسم " أبو النعيم يُكفر المصر على المعصية" من شريط موانع التكفير!، قال فيه أن أبا إسحاق الحويني قد أصاب، يعني: في تكفيره للمصر على المعصية!.
فخلاصة كلام الحويني في هذه المسألة أنه قعد وأصل أن : ( المصر مستحل، والمستحل كافر)، وهذا قول الخوارج بشهادة الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ نفسه.

 قال الشيخ الألباني في شريط (لا عزة إلا بالعودة للدين): "الخوارج القدامى كان ضلالهم محصوراً على أنهم يكفرون المصرِّين على الكبائر، أما اليوم فقد نبتت نابتة جديدة يكفرون المصر على المعصية الذي مات عليها ولم يتب". اهـ.

  • هذا؛ وقد وافق الحويني كذلك أصول الخوارج الحرورية الجدد من التأصيل والتقعيد بأن الحاكمية هي أخص خصائص الإلهية؛ هذه القاعدة التي أحدثوها لينطلقوا منها لتكفير حكام المسلمين ابتدأ، ثم سائر المسلمين تبعاً، لأنه إن كان توحيد الحاكمية هو أخص خصائص توحيد الإلهية، فبلا شك من ترك الحكم بغير ما أنزل الله ـ ولو في مسألة واحدة ـ فقد ترك أخص خصائص التوحيد، ومن ترك أخص خصائص التوحيد، كيف يكون مسلماً (7)؟!
  • قال "الحويني"في شريط ((مذهب الشيطان)): " توحيد العبادة في مثل قوله تبارك وتعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ}، يَقص الحق يعني: يقضيه. وفي الرواية الأخرى المتواترة - وهي قراءة حمزة، وأبي عمرو بن العلاء، والكسائي، وخَلَف- : {يَقْضِي الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ}، {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ}، {وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}، {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ}، {وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}، وقال تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}.
فهذا هو توحيد العبادة، {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ}، توحيد الحاكمية، أخص خصائص توحيد الألوهيةّ!" اهـ

  • وقال أيضاً : " فكم يا تُرى للتجار مستشارين من أهل العلم؟ التجار الكبار لهم مستشارون قانونيون ومحاسبون، ويعطونهم رواتب عالية وثابتة، ويعطونهم نِسَبًا أيضًا، وأهل العلم استشارتهم مجانية، بلا مال، فهل يا تُرى لكل تاجر كبير مستشار يقول له هذا حلال وهذا حرام ويَصْدُر عن فتواه؟ هذا من أدل الأدلة على أننا لا نوحد الله - عز وجل - توحيد الحاكمية!، الذي هو أخص خصائص توحيد الألوهية!!" اهـ
قلت: وتبَنَّي" الحويني" لبدعة " توحيد الحاكمية " موافقةً منه لما عليه خوارج العصر، إذ ليس هذا من كلام أهل السنة الخُلّص، وإنما هو لسان الحركين من التكفريين والقطبيين ومن اتبع طريقتهم .

  • قال العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ رداً على سؤال وُجّه إليه: "شيخنا! - بارك الله فيك - ذكر علماء السلف ـ رحمة الله عليهم ـ أن أنواع التوحيد ثلاثة: ألوهية وربوبية وأسماء وصفات، فهل يَصح أن نقول: بأن هناك توحيدً رابعًا هو توحيد الحاكمية أو توحيد الحكم؟
فقال الشيخ: "لا يصح، أبشر، لا يصح، ولكن الرد ما يكون بهذا الجواب،الحاكمية فرع من فروع توحيد الألوهية، والذين يدندنون بهذه الكلمة المحدثة في العصر الحاضر يتخذونها سلاحًا، ليس لتعليم المسلمين التوحيد الذي جاءبه الأنبياء والرسل كلهم، وإنما سلاحا سياسياً، وأنا من أجل أن أثبت لكم ما قلت لكم آنفًا أن هذا السؤال كثر مني جوابه مراراً وتكرارًا... أنا قلت في مثل هذه المناسبة تأييداً لمِا قلته آنفاً أن استعمال كلمة الحاكمية هو من تمام الدعوة السياسية التي يختص بها بعض الأحزاب القائمة اليوم، ... ثم ذكر الشيخ ـ رحمه الله ـ:أنهم طوروا جزءًا من توحيد الألوهية أو العبادة وعنونوه بهذه الكلمة المحدثة لغرض سياسي!".[سلسلة الهدى والنور (784) بواسطة الحدود الفاصلة ص / 265].


  • وسئل العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ : ما تقول - عفا الله عنك - في من أضاف للتوحيد قسماً رابعاً، سماه توحيد الحاكمية؟

فأجاب: "نقول: إنه ضال، وجاهل؛ لأن توحيد الحاكمية هو توحيد الله - عز وجل- ، فالحاكم هو الله - عز وجل-؛ فإذا قلت: التوحيد ثلاثة أنواع، كما قاله العلماء، توحيد الربوبية، فإن توحيد الحاكمية داخل في الربوبية، لأن توحيد الربوبية هو توحيد الحكم والخلق والتدبير لله -عز وجل-؛ وهذا قول محدث منكر؛ وكيف توحيد الحاكمية؟! ما يمكن أن توَحّد الحاكمية، المعنى أن يكون حاكم الدنيا واحداً؟!! أم ماذا؟ فهذا قول محدث مبتدَع منكر، يُنكَر على صاحبه، ويقال له: إن أردت الحكمَ فالحكمُ لله وحده، وهو داخل في توحيد الربوبية، لأن الرب هو الخالق المالك المدبر للأمور كلها؛ فهذه بدعة وضلالة، نعم". اهـ . [فتاوى نور على الدرب 150 ].

قلت: فهذا ما عليه أهل السنة من السلفيين أن توحيد الحاكمية قول محدث مبتدَع منكر يستخدمه الأحزاب السياسية لغرض سياسي، وأن القائل به جاهل ضال يُنكر عليه؛ فمن سلف الحويني في كلامه الذي يتناقض مع كلام شيخه الألباني؟
سلف الحويني في هذا الكلام هو جد الخوارج المعاصرين!"سيد قطب" ـ قبحه الله ـ ، والذي استمات الحويني في الدفاع عنه، وسَمَّى دفع العلماء للباطل الذي سطره في كتبه من سب الأنبياء والأصحاب والقول بعقيدة وحدة الوجود وتفسير القرآن على أنه لوحة فنية أو مقطوعة موسيقية! سمى هذا "تلكيك" (يعني: افتراء وتربص)، قال " سيد قطب "في ظلاله ( 2 / 367 ) : " إن أخص خصائص الألوهية - كما أسلفنا - هي الحاكمية .. والذي يشرع لمجموعة من الناس يأخذ فيهم مكان الألوهية ويستخدم خصائصها. فهم عبيده لا عبيد الله، وهم في دينه لا في دين الله"(8).

قلت :فالحويني يسير على نهج الخوارج، فيتكلم بلسانهم، ويدافع عن معتقداتهم، ويؤصل لباطلهم، ولهذا لا يَستغرب المرء عندما يجد أن أصحابه وجلسائه هم من أئمة هذا الفكر، بل هم من رؤوس التكفير في زماننا!.
فأصحاب الحويني وأخدانه هم: محمد عبد المقصود، وفوزي السعيد، وسيد العربي، وغيرهم من الضالين، بل هم عنده نجوم لا يحتاجون إلى تذكير(9)، مع أنهم من أخبث أهل البدع، وأشدهم حملاً وكذباً على أهل السنة، إذ هم من نسبوا بدعة الإرجاء إلى عقيدة الشيخ الألباني!، وأنه على عقيدة الجهم بن صفوان!! (10) ، فهو منهم وهُم منه، فالمرء على دين خليله كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم(11).
ومن جلسائه كذلك التكفيري "عمر الحدوشي" ـ القائل أن شيوخ المداخلة لا يحتاجون الرد بل يحتاجون الحد! ـ ،و " أبو النعيم المغربي" الذي مر ذكره انفاً، فضلاً عن ثنائه عليهم، فأثنى على "عبدالله السماوي" ـ المؤسس الحقيقي للجماعة الإسلامية ـ ووصفه بأنه حسن الخلق والحلم ـ وثنائه الحار على الشيخ أحمد ياسين ـ عفا الله عنه ـ والإعراض عن بيان فساد عقيدته(12)، وثنائه كذلك واستقباله لـ"عبد الرحمن عبد الخالق"، والذي يرى "الحويني" أن من رد عليه لم يرد بحق!، ليغمز من طرف خفي أئمة السلفية في العصر الحديث الذين ردوا باطل هذا المنحرف وعلى رأسهم الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ .
ومع أن ـ المحدث الحركي! ـ كثير الزعم أنه من المدافعين عن السلف، وينبغي تكوين حرس حدود للدفاع والذب عنهم، إلا أن عامة دروسه وخطبه لا يلحظ فيها هذا الإدعاء، فلا يُعلم عنه أنه شرح كتب السلف التي تناولت ما كانوا عليه من معتقد، كأصول السنة للإمام أحمد، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة للآلكائي، والشريعة للآجري، وغيرها من الكتب التي يتميز بشرحها والاعتناء بها من رضي بمعتقد السلف منهجاً وسبيلاً، وإنما اكتفى من سير السلف بقصصهم كحال عامة الوعاظ ممن لا يهتم بتأصيل العقيدة، وتحذير الأمة من البدع.
وحتى تناوله لبعض قصص السلف كانت تقوية لنحلته وبدعته، فتراه يَزهد وهو (المحدث!) في قصة الإمام أحمد بن حنبل (شيخ المحدثين ) ـ رحمه الله ـ في محنة خلق القرآن مع أمراء بني العباس، وذلك لأنها تهدم مذهبه، ويتمسك بقصة " العز بن عبد السلام " مع " الصالح أيوب " حاكم مصر ـ (13) ليجعلها كأنها منهج ينبغي أن تسير عليه الأمة!، فلا تراه يملّ من تكرارها في خطبه ودروسه، وما ذلك إلا لأنها تخدم وتقوي بدعته ومذهبه!.

فالرجل من الخوارج (القعدية) ، الذين يُحَسِّنون لغيرهم الخروج على المسلمين، ولا يباشرون القتال، وهذا الصنف من أخبث الخوارج!، كما قال عبد الله بن محمد أبو محمد الضعيف ـ رحمه الله ـ(14).
فعامة دروسه وخطبه ـ خاصة ـ قائمة على هذا الأصل، إما تصريحاً أو تلميحًا، فليست سوى مجالس تهييج وتشغيب وتهويل من أخطاء الحكام والقادة، والتندر بمثالبهم، وسلب محاسنهم، وهذا الأمر واضح وضوح الشمس!،لا يُنكره حتى بعض أحباء الحويني، وهذا مثال واحد:

  • قال في شريط له سماه ((ابن تيمية))! : "الذين عاينوا السجن قديماً في الستينيات لهم مواقف أشد مرارة، يأتي أحد النواب المصريين في كتابٍ له اسمه "الطريق إلى المنصة" يقول: وهذا الرجل كان الذراع الأيمن للمشير عبد الحكيم عامر، إذا أراد المشير أن ينام مع امرأة يذهب إلى باريس فيأتي له بغرفة النوم - يعني: رجل من أوليائه - وكان صلاح نصر آنذاك يُصور المشير عارياً مع المرأة، وهو صديقه الحميم، لعله يحتاج إليها في يوم من الأيام .. لا يوجد في قواميس هؤلاء معنى للوفاء ولا للصداقة".اهـ
فهذه عينة من مجالس تحديث أبي إسحاق الحويني، فضلاً عن تلميحه وتصريحه أحياناً برِدَّة الحاكم الفُلاني، وأن فلانًا من الرؤساء لا يحسن يصلي فيضع يده اليسرى على اليمنى.. وهكذا.

ولعل تصريحه بتكفير "صدام حسين" ـ غفر الله له ـ تكرر غير مرة، حتى أنه وضعه يوماً في مقارنة مع الحجاج بن يوسف الثقفي، ثم قال: أن الحجاج على ما فيه له حسنات تذكر، أما هذا الرجل فلا يعلم له حسنة قط!؛ فلما قتل "صدام" على يدي الروافض، ونطق بالشهادة متمكناً غير متلعثم، وكان هذا على مرآى ومسمع من الجميع، كان من المتوقع أن يُعقب الحويني على هذه الحادثة بذكر حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إن الرجل ليعمل عمل أهل النار، فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة "، وفي رواية " وَإِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ" [متفق عليه]، وهذه الأحاديث التي في هذا المعنى، لكنه بخبثه علم أن هذا يَناقض ما أصله في نفوس أتباعه من تكفير الحكام، فاستغل كلمة قالها أحد الروفض لصدام عند شنقه، فقال له : " إلى جهنم" أو كلمة مثلها، فعقب الحويني عليها بحديث الرجل الذي قال : واللهِ لا يغفر اللهُ لفلان ، فقال الله تعالى: من ذا الذي يتألَّى عليَّ أن لا أغفر لفلان ، فإني قد غفرت لفلان ، وأحبطت عملك" [رواه مسلم].

والخلاصة: أن أبا إسحق الحويني لا يسير على أصول أهل السنة ولا ينتهج منهج السلف الصالح الذي كان عليه شيخه الألباني، بل يسير على أصول الخوارج الحرورية وينتهج ويؤصل لبدعتهم، من تكفير عصاة المسلمين بالكبيرة أو بالإصرار عليها، وجعل توحيد الحاكمية أخص خصائص توحيد الألوهية والذي هو بدعة خارجية حديثة، وجعل محاضراته ودروسه دورات لتعليم تكفير الحكام والخروج عليهم، وتقديم شُذّاذ الآفاق من الخوارج والمبتدعين لعوام المسلمين على أنهم هم العلماء والنجوم! ، فضلاً عن مجالستهم والثناء عليهم.(15)

هذا؛ وتراه كذلك لم يفارق سنة الخوارج في العذر بالجهل، فلم يعذر أهل البوسنة لعجمتهم وبعدهم عن أرض الإسلام في موالاتهم للنصارى ففرح بإبادتهم لزعمه أنه لا ينفع معهم نصح أو تعليم!، وكذا فارق سبيل الأكابر من أهل السنة الذين قالوا بحرمة العمليات الانتحارية وأنها لا تجوز بهذه الصورة الحالية، ومال إلى صف إخوانه من الخوارج ووصف هؤلاء العلماء الذين قالوا بالحرمة ـ ومنهم الشيخ الألباني ـ أنهم "جَلْيَطَة"!! ومعلوم موقفه الأخير من التشجيع على المظاهرات والاعتصامات التي أصبحت من أصول دين الخوارج في العصر الحديث.

ولولا أني خصصت هذه الكلمة لبيان أصول أبو إسحاق الحويني الخارجية الحرورية، لتناولت له عدة مخالفات خطيرة أخرى، كتهوره وهو يتكلم عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح ـ رحمة الله عليهم ـ (16)، وأخذه ببدعة الموازنات الخبيثة التي لَبَّسَتْ الحق على كثير من عوام أهل السنة، وطعنه في عدد من كبار علماء الأمة ،وغيرها من البلايا.

  • وقد حذر من "الحويني" وبدعه جماعة من العلماء، منهم:
  • الإمام مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمه الله ـ ، فقال في رده على سؤال فيه: ما رأيكم فيمن يدعي السلفية، وهو لا يقتني الكتب السلفية ، ولا الأشرطة السلفية، وكذلك يدافع عن المتحزبيين؟
فقال ـ رحمه الله ـ : " الذي ننصح به إخواننا أن يُقبلوا على الكتب النافعة، مثل: "رياض الصالحين"، ومثل "بلوغ المرام"، ومثل "فتح المجيد شرح كتاب التوحيد"، هذا حتى أنفع لهم من الأشرطة،... أما عدم اقتنائه للأشرطة فليس دليلاً على أنه ليس بسلفي، لكن ينبغي أن ننظر إلى من يُوَادّ، أيُوَادُّ المبتدعة؟ نعم، مثل عبد الرحمن عبد الخالق، وأبي إسحاق الحويني، فهذان يُعتبران من المبتدعة، أيْنعم، وكذا مثل أيضًا سَفَر، وكذلك سلمان، يُعتبران من المبتدعة...". [شريط (المجروحون العدد(3) تسجيلات أهل الحديث. الجزائر)].

  • وسئل العلامة أحمد بن يحيى النجمي ـ رحمه الله ـ:ما هو وضع كل من: محمد المغراوي، أبو إسحاق الحويني، وحسين يعقوب؟
فقال: "الذي أعرفه عن محمد المغراوي أنه تكفيري، وأبو إسحاق الحويني كذلك، وهو من أصدقاء أبي الحسن ومناصريه، أما حسين يعقوب فأنا لا أعرف حاله." اهـ

  • وتكلم فيه أيضاً العلامة ربيع بن هادي المدخلي، الشيخ عبيد الجابري، الشيخ محمد بن هادي المدخلي، الشيخ محمد بن عمر بن بازمول، والشيخ فلاح بن إسماعيل مندكار، الشيخ محمد بن عبد الوهاب البنا، والشيخ أبو عبد الأعلى خالد عثمان ، وغيرهم ـ رحم الله الأموات وحفظ الأحياء ـ .
  • هذا؛ لله در "أبو قدامة المصري" ـ حفظه الله ـ فقد لخص طوام بلايا "الحويني" في أبيات غاية في الروعة.. قالها في معرض رده على القطبي المميع! " أحمد النقيب"، فكان مما قال:


- غَـلا فِي الْـحَـاكِـمِـيَّـةِ كَــ ( ابْنِ قُـطْـبٍ ) ======
=============== بـلا سَــلَـفٍ وَ لا أَثَرٍ مُــصِــيبِ
- فَـلا سُـلْـطَـانَ شَــرْعِــيًّا يَـرَاهُ ============
============== بـلازِمِ قَـوْلِ سَـيِّـدِهِ ( الأَدِيبِ ):
- “أَخـصُّ خَـصَـائِصِ الـتَّـوْحِـيدِ حُــكْـمٌ========
=============== وَ ذَلِكَ بَابُ تَـكْـفِـيرِ الشُّـعُـوبِ
- وَ لَمْ يَـأْبـَهْ – كَـعَـادَتِهِ – لِـنُـصْـحٍ ===========
=============== وَ سَـفّـهَ كُـلَّ مُـعْـتَرِضٍ لَـبيبِ
- وَ شَــجَّـعَ الانْـتِـحَـارِيـينَ خَــلْـطًـا ==========
============= بـمَـسْأْلَةِ انْـغِـمَاسٍ فِي الْحُـرُوبِ
- وَ أَلْـقَى مَـنْ يُـخَـالِـفُ مِـنْ شُـيُوخٍ =========
============== أَكَـابرَ كَــ( ابْنِ بَـازٍ ) بالْمَــعِــيبِ
- رَأَى خَـيْرًا إبَادَةَ شَـعْـبِ ( بُوسْــنَـهْ ) ========
============== وَ أَلْـحَـقَـهُـمْ بــعُــبَّـادِ الـصَّـلِـيبِ
- فَـلَمْ يَـعْـذُرْ جَـهُـولًا أَعْـجَـمِـيًّا ============
=========== وَ ظَـنَّ فَـقَالَ : لَـيْـسَ بـمُـسْـتَـجـيبِ
- رَأَى ذَا الْكِـبْرِ أَوْ مَنْ جَـرَّ ثَـوْبـًا ============
=========== مِـنَ الْخُـيَلاءِ ( يَـخْـلُدُ ) فِي اللَّـهِـيبِ
- كَـمَـا ضَـرَبَ الْمِــثَالَ بـشُرْبِ خَـمْـرٍ =========
========= عَـلَى الْـكُـفْـرِ الصَّـرِيحِ ، فَــيَا نَـحِـيبي !!ـ
- وَ رَغْـمَ الـنُّـصْـحِ لَمْ يَـفْـتَأْ مُــصِـرًّا ==========
============ عَـلَى كُــفْــرِ الْمُـصِـرِّ عَـلَى الذنُوبِ
- يَـرَاهُ قَـدِ اسْـتَـحَـلَّ !! أَخَـارِجيٌّ ===========
=========== حَــبـيـبُـكَ ؟! أَمْ عَـلَى نَـهْـجٍ قَـرِيبِ ؟
- وَ أَنْـكَـرَ بَـعْـدَ ذَلِكَ مَـا جَـنَاهُ =============
=============== بـمَـكْـرٍ لا يَـرُوجُ عَـلَى اللَّبيبِ
- فَقَالَ : قَـصَدتُّ إصْـرَارَ الْمُـرابي ===========
============== يَقُولُ : “ عَلِمْتُ بالإثْمِ الرَّهِـيبِ
- وَ أَنَّ الله حَــرَّمَـهُ ، وَ لَــكِـنْ =============
========== سَـآكُـلُـهُ ” !! فَــمَـا رَأْيُ ( النَّـقِـيبِ ) ؟
- أُرَاكَ تَـقُـولُ : “ذَا رَأْيٌ سَــقِـيمٌ ===========
============== وَ يَـصْـدُرُ عَنْ جَـهُـولٍ أَوْ كَـذُوبِ”ـ
- فَـهَــذَا الْـقَـوْلُ مُـحْـتَمِلٌ مُـرِيبٌ ===========
=========== وَالاسْـتِـحْـلالُ مِـنْ عَــمَـلِ الْـقُـلُـوبِ

- وَ كَـاشِـفُـهُ : بـفِــعْـلٍ أَوْ بـقَـوْلٍ ===========
=========== صَــــرِيـحٍ ، لَـيْـسَ رَجْــمًـا بالْـغُــيُوبِ
- فَـهَـلْ قَـالَ الْمُـصِــرُّ : “النَّهْيُ ظُـلْمٌ” ========
=========== وَ سَـفّـهَ حِـكْـمَـةَ الْمَـلِكِ الْحَـسِـيبِ
- لِـيُـلْـحِـقَـهُ بمَنْ كَـفَـرُوا إباءً =============
=========== مَـعَ الشَّـيْـطَانِ فِي قَـعْـرِ اللَّهِـيبِ ؟!ـ
- فَـوَااااغَـوْثَـااااهُ مِـنْ سُـوءِ اجْـتِرَاءٍ ==========
============== وَ تدْلِـيسٍ وَ تلْبيسٍ عَـجـيبِ !!
- فَـإمَّـا أَنْ تـقِـرَّ لَهُ بـجَـهْـلٍ ==============
============ فَـحَـسْـبُكَ مِـنْهُ رُؤْيـَا الْـعَـنْدَلِيبِ !!(17)
 

تنبيه: أقوال "الحويني" موثقة بصوته في وصلات الأبيات
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 16 محرم 1435
20 / 11 / 2013


الهوامش ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): قال الحويني: أنا كل رصيدي مع الشيخ الألباني في الملاقاة شهر: واحد وثلاثين يوماً، دا كل رصيدي مع الشيخ الألباني ، ثلاثة أسابيع من الزيارة الأولى من اثنين وعشرين سنة، ثم أيام الحج لما حججت معه أول مرة، وكان دي آخر حجة للشيخ الألباني،ما حج بعدها فيما أعلم. [الحدود الفاصلة ص 793 ].

(2): ولما روجع في هذا الكلام، وأنه بهذا يُكفر عصاة المسلمين، تكلم بكلام طويل مفاده أنه ما اعتقد يوماً كفر فاعل الكبيرة،ـ مع أن موطن النزاع أن العلماء أنكروا عليه أنه يُكفر( المَصِر) على الكبيرة وليس فاعل الكبيرة فانتبه! ـ
ثم قال: المصر: ليس هو الذي يفعل الذنب ويكرره، ولو مرارًا. إن تكرير الذنب لا يدل على الإصرار. العبد إذا كرر الذنب مرارًا وتكرارًا لا يدل على الإصرار، والفعل بمجرده أيضًا لا يدل على الإصرار. يعني واحد واضع أمواله في البنوك، يا أخي هذا ربا! الله يتوب عليَّ، أعمل إيه؟! لا أجد من يشغل لي أموالي، الأمانة راحت، وضعنا أموالنا في الشركة الفلانية سرقوها، الشركة العلانية سرقوها، أنا ماذا أفعل؟ ربنا يتوب عليَّ، هذا لا يكفر، وإن كان مرتكبًا لهذه الكبيرة الموبقة، وهي وضع الأموال في البنوك، أنسوى بين هذا الذي قال هذا الكلام، وبين من يقول: "إن الله حرم الربا، لكني آكله!" من الذي يسوى بين هذا في العالمين؟! لا يشك أحد في كفر هذا الجنس على الإطلاق !! ... إنما الذي (يجحد) ما أنزل الله (ويصر) على أن يخالف الله سبحانه وتعالي هذا كافر لا شك في ذلك وأنا لا أعلم أحد من أهل العلم خالف في هذا! . فكيف يقال أنى أكفر فاعل الكبيرة ؟ مجرد فعله للكبيرة )) اهـ .[تفريغ لكلامه من على موقعه الرسمي].

قلت: فانظر إلى التلاعب والمراوغة، أنكر أن يكون ممن يكفر بالكبيرة، والذي أخذ عليه هو تكفير المصر على الكبيرة وليس تكفير فاعل الكبيرة، ثم قال: ليس معنى الإصرار على الذنب هو تكراره، ثم ضرب مثالاً لرجل يقيم على كبيرة ولكنه اعتذر عنها بلسانه، وأخر مقيم على كبيرة ولم يعتذر عنها بل صرح أنه مقيم عليها، فكفر الثاني!، بزعمه أنه (يجحد) ما أنزل الله، (ويصر) على أن يخالف الله سبحانه وتعالي.
ولا أدري من أين استنبط أنه (يجحد) ما أنزل الله ؟! ثم يزعم أنه لا يَشك أحد في كفر هذا الجنس على الإطلاق!، ثم يقول: فكيف يُقال أنى أكفر فاعل الكبيرة؟!.
فالرجل على سنة المبتدعة من الغموض وعدم الوضوح والصراحة فيتكلم بالمتشابه من الكلام، ليخدع به جهال الناس بما يشبه عليهم.
والذي أجمع عليه العلماء هو كفر من يقول: (الربا حلال) فأحل ما حرم الله ـ وإن لم يأكله ـ فهو كافر، أما تكفير من يقول: (الربا حرام مع تصريحه بأكله) فلا أدري من هو سلف هذا المكفر إلا الخوارج؟ والغريب زعمه أنه لا يشك أحد في كفر هذا الجنس على الإطلاق !.

(3): يقصد بالجماعة المسلمة : فرقته التي أسسها فسماها ( جماعة المسلمين )، وعرفت إعلامياً بـ " التكفير والهجرة "، ومن العلامات الظاهرة في الفرق التي تبنت تكفير مجتمعات المسلمين، أنها تطلق على نفسها اسم تحتكر به الإسلام لأتباعها، فعمر عبد الرحمن سمى فرقته " الجماعة الإسلامية "، وحسن البنا سمى فرقته " الإخوان المسلمون " وهي سنة قديمة في أصحاب هذا الفكر ، فابن تومرت الخارجي ـ مدعي المهدية المغربي ـ أسس دولته وكانت على أصول الخوارج التكفيريين وسماها " دولة الموحدين "! [انظر الأصول الفكرية للسلفية الجهادية].

(4): ولا عجب من هذا التوافق الغريب بين كلام "الحويني" و كلام "شكري مصطفى"، فالكلام يكاد يكون بحروفه!، وذلك لأن النبع واحد .. وهو: كتب إمام الحرورية الجدد " سيد قطب "، والذي دافع الحويني عنه ولمعه ، وسفه كلام من حذر منه وبين فساد معتقده، وقد اختلطت أفكار سيد وكلماته بلحم الحويني ودمه! ، حتى أنه لم يَجد وصف للثورة المصرية المشئومة إلا أنها كانت (فورة! ) وليست ثورة ، كما وصف "سيد" الثورة التي قامت على "عثمان" ـ رضوان الله عليه ـ بأنها ( فورة من روح الإسلام ! ) ، فالحويني قطبي جلد منذ نشأته، شرب المنهج التكفيري القطبي من شيخه الأول "عبد الحميد كشك" ، وتأثر بأسلوبه ومنهجه في التهيج والتشغيب على الحكام، وبُعده عن تأصيل أمور الاعتقاد ومحاربة البدع ، واتباع أسلوب القصاص في محاضرته وخطبه،
وحتى السُنة التي يُكثر الدندنة حولها من الحديث الذي يهوى الناس سماعه، ويتفكهون بذكر آثاره وحكايته، ألا وهي سنة ( تعدد الزوجات )، ولهذا قلت: إنه من الظلم البين نسبة منهج هذا الشخص إلى الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ الذي كانت جميع مجالسه قائمة على تصفية الدين مما علق به من المحدثات والبدع، وتربية أبنائه على الدين الصحيح السالم من تلك المحدثات، ولهذا نسبنا الحويني في المشيخة إلى ( عبد الحميد كشك )، فهو نفس المنهج والأسلوب، بيد أن الحويني كان يتوقَّى الأحاديث الضعيفة أحياناً، وقد أثنى الحويني على كشك في مقدمة كتابه "تنبيه الهاجد" بقوله (حاشية ص9): "ثم توفي الشيخ رحمه الله في رجب 1417 فاللهم اغفر له وارحمه وارض عنه كفاء ما نافح عن دينك وما جاهر بكلمة الحق" ا.ه
فيثني على الإخواني عبد الحميد كشك وأنه كان قوالاً للحق منافحاً عن الدين!، في الوقت الذي يعتقد أن الألباني ـ رحمه الله ـ لم يربي الأمة بالعلم، وإنما علمه وتربيته كانت مبذولة لمن حوله!

قال في مجلسه الأخير في الأردن الذي كان مع الحلبيين! : " فأنا أعتقد أن هذا لم يتح للشيخ الألباني ـ رحمة الله عليه ـ أن يُربي بالعلم، ربما الشيخ ربَّى الذين تسنَّى لهم أن يلاصقوه، وأن يكونوا قريبين منه، لكنه لم يُحدث طفرة في التربية على المستوى العام !" .

(5): ولا أدرى كيف يُفهم على أصل الحويني الفاسد من تكفير المصر على المعصية حديث عبد الله، الملقب حماراً، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب، فأتي به يوماً فأمر به فجلد ، فقال رجل من القوم : اللهم الْعنه، ما أكثر ما يؤتى به ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تلعنوه فوالله ما علمتُ إلا أنه يحب الله ورسوله".
[رواه البخاري]، وفيه: (( ما أكثر ما يؤتى به)) فهو كان مُصِرًّا على شرب الخمر، ويعلم أن شربها حرام لأنه يُحدُّ من أجل ذلك، ومع هذا لم يُكَـفِّره رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل شهد له بمحبة الله ورسوله، فتأمّل! .

(6): وله كذلك كلام يُفهم منه أنه يكفر بالكبيرة وليس بالإصرار عليها ! كقوله: ((صار كثير من المفتين يستحسن البدع ، لما يرى في مقابلها من الكفر الصريح ، يعني رجل يذكر الله مثلاً أو يعبده بطريقة مبتدعة، يقولك: سيبه! مش غيره سهران في شارع الهرم بيشرب خمرة, صاروا يقارنون أهل البدع بأهل الكفر، فرأوا أن أهل البدع على خير عظيم)) [شريط نداء الغرباء] .
وانظر إلزام الشيخ "أبو عبد الأعلى خالد بن عثمان" ـ حفظه الله ـ للحويني بالحجة والدليل في كتابه " الحدود الفاصلة بين أصول منهج السلف وأصول القطبية السرورية"، وهو كتاب ماتع نافع ،ولو وضع له الشيخ مختصراً لكان النفع به أكبر، والله أعلم.

(7): الحدود الفاصلة ص / 261.

(8): وقد كرر هذا الكلام في عدة مواضع من كتابه، انظر:( 2 / 160 )، ( 4 / 190 ) ، ( 4 / 311 ) هذا؛ ويَعلم الحويني أن للعلماء مآخذ وكلام على هذه العبارة، ومع هذا يكررها ويلوكها ضارباً عرض الحائط بكلامهم وتحذيراتهم، قال في شريط ((فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)) الجزء الأول وجه ب : "فمثلاً هناك بعض الناس سمع قولاً وأنا أقول: إن توحيد الحاكمية أخص خصائص توحيد الإلهية، فقال: هو يقول بقول "سيد قطب"، ويقول بقول الجماعة القطبيين، وهو قطبي احذروه والخبيث....ومبتدع سروري إلخ اللستة الجاهزة التي بتلصق بأي أحد!".

(9): قال الحويني في عقيقة ابنته ميمونة عندما زاره هؤلاء الثلاثة: ((الذين شرفونا في هذا الحفل المبارك، ونسأل الله ـ تبارك وتعالى ـ أن ينفعكم بهم!.. تفضل يا شيخ محمد عبد المقصود!، الشيخ محمد عبد المقصود، والشيخ فوزي السعيد، والشيخ سيد العربي: هؤلاء نجوم ... هم نجوم لا يحتاجون إلى تذكير منا)).

(10): قال محمد عبد المقصود ـ عامله الله بعدله ـ عن الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ : ((لقد دَخَلَتْ على الشيخ بعض شبه المرجئة)).

وقال فوزي السعيد ـ أخرس الله لسانه ـ : ((الإرجاء الذي أعنيه والذي أركز عليه هو إخراج العمل من دائرة الإيمان ، ومن ثَمَّ قالت: (مدرسة الأردن) على جلالة زعيمها وقائدها على جلالة قدره، وعلى رفعة شأنه عند جميع أهل السنة، وعلى أنه إمام عظيم، ومُحَدِّث الزمان، أنا عن نفسي لولا هذا الرجل ولولا ما قرأت في كتب هذا الرجل، لكنت كما يُقال نسيًا منسيًّا إلا أن يشاء الله عز وجل شيئًا!، يعني له فضل على جميع الناس، عندما نحج نأخذ حجة النبي عليه الصلاة والسلام للشيخ الألباني، عندما نصلي نحتكم إلى ما كتبه، لأكثر هذه الأمور لأنه مُحَدِّث الزمان، ومع ذلك أراد الله ـ عز وجل ـ أن يُمتحن أهل السنة بأن يقول هذا الإمام العظيم في الاعتقاد في هذه المسألة تمامًا هو كما قاله الجهم بن صفوان !! فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فلا يجعل كفرًا أكبر إلا كفر الاعتقاد ، عُمِّيَت عليه المسألة)).[انظر الحدود الفاصلة من 466 : 470 ].

(11): ولا يدعي أحد هنا أن الحويني لا يلزمه كلامهم، فهو يَجلس معهم ولكن لا يوفقهم على قولهم، فنقول: هو يَعلم حكم الجلوس مع أهل البدع، وأن من جالسهم أخذ حكمهم، فقد قال عند ظهوره مع يوسف أستتيس ـ داعية الجهمية الأمريكي ـ ، أنه سئل عن منهجه أولاً قبل الجلوس معه، فهو يَعلم أن من جلس مع مبتدع أخذ حكمه، وثانياً: إن لم يكن موافقاً لكلامهم! فأين إنكاره عليهم، والرد على من رمي شيخه ببدعة مكفرة؟!،فهو منهم وعلى مذهبهم وقولهم، ويقول المصريون: السكوت علامة الرضا!.

(12): ومن كلام أحمد ياسين الباطل : "إحنا ما بنطلب أكثر من حقنا إحنا ما بنكره اليهود! ونقاتل اليهود لأنهم يهود!! ... أنا ما أقاتل أمريكا وبريطانيا ولا كل الناس الأخرى أنا كل الناس معهم في سلام، بحب الخير لكل الناس كما أحب الخير لليهود!!" .

(13): ومعلوم فساد عقيدة " العز بن عبد السلام " وأنه كان على طريقة المتكلمين ممن يصف أهل السنة بأنهم مشبهة وحشوية!، وذلك لوصفهم الرب بما وصف به نفسه، فضلاً عن كونه من المتصوفة ممن لبس الخرقة ! واستمع إلى الغناء وكان يتواجد!، وقد رد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية في [مجموع الفتاوى (4/144-164)].، وانظر مقال (حقيقة العز بن عبد السلام وموقف شيخ الإسلام ابن تيمية منه ) للشيخ أبو عبد الله المدني.

(14): مسائل الإمام أحمد (رواية أبي داود) (1749)، ومعلوم كلام الحويني الأخير في فتنة مصر وإفتاؤه بنزول التظاهرات ـ والتي هي بدعة من بدع الخوارج، إذ أن أول مظاهرة خرجت في الإسلام قام بها الخوارج وقُتل فيها شهيد الدار عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ .

(15): سد أبو إسحق الحويني الطريق على كل من يمكنه التشغيب ويقول: هذا كلام قديم وربما عاد عنه، وربما... ,وربما ... ومثل هذا الكلام ، فقال في محاضرة ((الحيدة)) ـ والتي كان خصصها كذلك للسياسة والغمز في السادات ـ رحمه الله ـ ولم يَذكر فيها تقريباً إلا حديثًا واحدًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ قال: "الشاب الصحفي بتاع موقع اليوم السابع.. هم يبحثوا على أي شيء من قديم .. يجيبولي (يأتوا لي) محاضرة -مثلاً- من عشرين سنة، مش معنا عشرين سنة إن أنا غيَّرتُ كلامي، لأ. كلامي هو هو ما غيرتوش (لم أغيره) طالما بتكلم دين يبئه أنا كلامي ثابت.
من تلاتين سنة تلاقي كلامي زي كلام النهاردة!، وافتح إسلام واي هات أي شريط، من تلاتين سنة تلاقي كلامي من تلاتين سنة هو كلامي دلوقتي (الآن) أهوه! فيما يتعلق بالمنهج والعقيدة.
لكن الأحكام الشرعية ممكن الرأي يتغير، كنتُ من 30 عامًا شابًا يافعًا ممكن ما كنش درستُ الأدلة كويس.. ممكن ما كنش تعمقتُ في علم (أصول الفقه) كويس.. (أصول الحديث) كويس، فممكن أغلط، أو ممكن أغيَّر رأيي في الأحكام الشرعية العملية: الحلال والحرام ؛ كان ممكن أقول: دا آثم. ممكن أقول: دلوقي ليس بآثم.. دي واردة على أكبر العلماء مش عليّ أنا بس!، إنما فيما يتعلق بالاعتقاد والمنهج كلامي من 30 سنة هو كلامي زي دلوقتي".

(16): كوصفه للصحابي الذي وقع على امرأته في نهار رمضان، فأعطاه النبي صلى الله عليه عرقًا فيه تمر، وقال : "تصدق به"، فقال الرجل: ما بين لابتيها أهل بيت أحوج منا "، قال الحويني معقباً : دى ده باع الجلدة وجيه!.
ووصفه لإبراهيم النخعي ـ رحمه الله ـ أنه صاحب نكتة ودمه خفيف ، وأن الأعمش كان يباريه في خفة الدم! .

(17): من قصيدة"منتهَى صبر اللبيب في الرد على النقيب وهدم منهج التمييع العجيب" لأبي قدامة المصري، نقلاً من موقعه من [هنا].