إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

مختصر أحكام الصيام

مختصر أحكام الصيام

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
عن عبد الله بن عمر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " بني الإسلام على خمسة ، على أن يوحد الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصيام رمضان ، والحج " ، فقال رجل : الحج ، وصيام رمضان ، قال : " لا ، صيام رمضان ، والحج " هكذا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم". (أخرجه مسلم).
فوصف الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الإسلام ببيت قائم على أعمدة ودعائم، وهذه الدعائم خمسة، وهي: التوحيد، والصلاة ، والزكاة، والصيام، والحج.
ومع أن الجهاد عمود الإسلام ، وذروة سنامه، إلا أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يذكره مع هذه الخمسة، وذلك لأنه من فروض الكفايات، وقد يسقط في بعض الأوقات.
أما هذه الخمسة فهي فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل.
ولهذا يتوجب على المسلم تعلم أحكامها ..حتى يأتي بها على الوجه المقبول.
وهذا تلخيص لأحكام فريضة الصيام لعل الله ـ عز وجل ـ ينفع بها مسلم.
أولاً: يبدأ الصيام برؤية هلال رمضان.
لقول الرب ـ عز وجل ـ : { فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } [ البقرة : 185 ].
وقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ، فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين)). [متفق عليه].
والراجح أن لكل بلد مطلع، فلا يصوم المسلم إلا مع أهل بلده، وهذا ما عليه السلف، وفيه حديث "كريب" ـ مولى أم الفضل بنت الحارث ـ في صحيح مسلم، وأن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ لم يتابع أهل الشام على رؤيتهم للهلال، مع أنه كان فيهم "معاوية بن أبي سفيان" ـ رضي الله عنه ـ ، وعلل ابن عباس الأمر بقوله: " هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ". [ انظر صحيح مسلم، كتاب الصيام، باب بيان أن لكل بلد رؤيتهم].

ثانياً: للصيام ركنان:
الركن الأول : النية.
لقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( إنما الأعمال بالنية )). [ متفق عليه]. 
والنية: هي عزم القلب على الفعل.
فمن عزم بقلبه على الصوم فقد تحققت نيته، وعليه: فلا يلزم التلفظ بها، بل التلفظ بها بدعة.

الركن الثاني: الإمساك.
والمقصود به: الامتناع عن المفطرات من الطعام والشراب والنكاح من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
لقول الرب ـ عز وجل ـ : { وَكُلُواْ واشربوا حتى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخيط الأبيض مِنَ الخيط الاسود مِنَ الفجر } [ البقرة : 187 ]
وقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ((إن بلالا يؤذن بليل ، فكلوا واشربوا حتى يؤذن - أو قال: حتى تسمعوا أذان - ابن أم مكتوم " وكان ابن أم مكتوم رجلا أعمى ، لا يؤذن حتى يقول له الناس : أصبحت)). [ متفق على صحته].
هذا؛ ولا يعرف في الشرع الامتناع عن الطعام والشراب عند سماع مدفع الإمساك!، أو عند بدء تواشيح الفجر!، بل إن هذه الأمور من جملة البدع.
فأخر وقت للأكل والشرب هو عند سماع أذان الفجر.

ثالثا: ما يبطل به الصوم.

1ـ الأكل والشرب عمداً.
وقلنا: "عمداً"، لأنه من أكل أو شرب ناسياً فصيامه صحيح.
لقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ((من أكل ناسيا ، وهو صائم ، فليتم صومه ، فإنما أطعمه الله وسقاه)). [متفق عليه].
وهذا الحكم عام في صيام الفرض أو النفل، أما من تعمد الأكل أو الشرب فهذا أفسد صومه، وارتكب كبيرة من الكبائر.

2ـ تعمد القيء:
فمن تعمد القيء ـ وهو استفراغ ما في المعدة ـ فقد أفسد صومه.
لقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ((من ذرعه القيء فلا قضاء عليه ، ومن استقاء فعليه القضاء)). [رواه أبو داود وابن حبان، وهو صحيح].
ومعنى ذرعه القيء: غلبه على الخروج من غير تعمد.

3ـ نزول دم الحيض أو النفاس على المرأة
فإذا نزل دم الحيض أو النفاس على المرأة في أي ساعة من نهار رمضان فقد فسد صومها، وعليها قضاء هذه الأيام بعد طهرها... لقول عائشة ـ رضي الله عنها ـ : ((كنا نحيض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم نطهر ، فيأمرنا بقضاء الصيام ، ولا يأمرنا بقضاء الصلاة)) [رواه مسلم وهذا لفظ الترمذي].
قلت: فهذه الحالات الثلاثة: الأكل أو الشرب عمداً، أو القيء عمداً، أو نزول دم الحيض أو النفاس على المرأة .. هذه الحالات من مبطلات الصوم ، وعلى أصحابها قضاء ما أفطروه بعد رمضان.
ويتبقى حاله على صحابها قضاء ما أفطره مع كفاره
وهي من وقع على أمرأته في نهار رمضان عامداً أنزل أو لم ينزل!
وذلك لحديث متفق على صحته وفيه: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : هلكت ، يا رسول الله ، قال : " وما أهلكك ؟ " قال : وقعت على امرأتي في رمضان ، قال : " هل تجد ما تعتق رقبة ؟ " قال : لا ، قال : " فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ " قال : لا ، قال : " فهل تجد ما تطعم ستين مسكينا ؟ " قال : لا ، قال : ثم جلس ، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر ، فقال : " تصدق بهذا " قال : على أفقر منا ؟ فما بين لابتيها أهل بيت أحوج إليه منا ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ، ثم قال : " اذهب فأطعمه أهلك".
ومعنى "عرق " : هو وعاء من خوص تكال به الأشياء، ويسمى زنبيلا.
قلت: وفي الحديث ترتيب الكفارة على المقدرة والاستطاعة ، فمن وجد رقبة يعتقها لا يحل له الصيام، ومن قدر على الصيام فلا يحل له الإطعام.

ـ الحالات التي يجوز فيها الفطر:
رخص الرب ـ عز وجل ـ في الفطر لعدة حالات منها:

1 ـ المريض
لقول الله ـ عز وجل ـ { فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ على سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } [ البقرة : 184 ].
فالمريض معه رخصة الفطر في رمضان، وقضاء ما أفطر بعد أن يتعافى، أما أن كان مريضاً بمرض لا يرجى برؤه .. فهذا يطعم عن كل يوم مسكيناً، وهو نفس الحكم بالنسبة للشيخ الكبير والمرأة العجوز
فإنك من الممكن تجد شيخ مسن وأمرأة عجوز ليس بهما مرض ، ولكنهما لا يستطعان الصوم لكبر السن وضعف القوة، فهذان يفطران ويطعما عن كل يوم مسكيناً ، وهو ما عليه جمهور أهل العلم.
والفقهاء على أنه ليس كل مرض مبيح للفطر، ولكن المرض الذي يشق معه الصوم، أو يتضاعف بسبب الصيام، أما الذي لا يشق معه الصوم كالصداع وما شابه فلا يبيح الفطر، وخالف الظاهرية في هذه المسألة.

3ـ السفر
لقوله تعالى : { فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ على سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } [ البقرة : 184 ].
فالسفر مع المرض وكبر السن من الحالات التي يجوز فيها الفطر
ولا اعتبار لوجود المشقة في السفر حتى يباح الفطر، كما أنه لا اعتبار للمسافة، فما كان في عرف الناس سفر فهو سفر
والمسافر أمير نفسه، إن شاء صام وإن شاء أفطر
فـ "حمزة بن عمرو الأسلمي" قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أأصوم في السفر ؟ - وكان كثير الصيام - ، فقال : " إن شئت فصم ، وإن شئت فأفطر" [ متفق عليه].
وعند مسلم عن أبي سعيد الخدري ، وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم ، قالا : " سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيصوم الصائم ، ويفطر المفطر ، فلا يعيب بعضهم على بعض ".
فإذا أخذ المسافر برخصة الفطر .. جاز له إتيان الزوجة ، ولا كفارة عليه كما يوجد على من جامع في الحضر.
بيد أنه لا يجوز التحايل بالسفر لهذا الغرض، لأن التحايل على إسقاط واجب لا يسقطه.

4ـ المرأة الحامل والمرضع 
فيباح لهما الفطر لحديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إن الله تعالى وضع شطر الصلاة ، أو نصف الصلاة والصوم عن المسافر ، وعن المرضع ، أو الحبلى" [رواه أبو داود وابن ماجه وحسنه الألباني في صحيح الجامع].
وعن ابن عباس قال : ( إذا خافت الحامل على نفسها والمرضع على ولدها في رمضان قال : يفطران ويطعمان مكان كل يوم مسكينا ولا يقضيان صوما ). [قال الشيخ الألباني في الإرواء: إسناده صحيح على شرط مسلم].
وعن نافع قال : ( كانت بنت لابن عمر تحت رجل من قريش وكانت حاملا فأصابها عطش في رمضان فأمرها ابن عمر أن تفطر وتطعم عن كل يوم مسكينا ) . [قال الألباني : إسناده صحيح].
فالحامل إن خافت على نفسها فيجوز له الفطر وكذلك المرضع إن خافت على ولدها، ولا قضاء عليهما، ولكن يفطرا عن كل يوم مسكيناً.

هذا ولا يَفسد الصوم بـ : 

1ـ التقبيل والمباشرة 
تقول أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم ولكنه كان أملككم لإربه ) . [رواه الجماعة إلا النسائي ].
و قال عمر بن الخطاب: هششت ، فقبلت وأنا صائم ، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : لقد صنعت اليوم أمرا عظيما ، قال : " وما هو؟ " ، قلت : قبلت وأنا صائم ، فقال صلى الله عليه وسلم : " أرأيت لو مضمضت من الماء " ، قلت : إذا لا يضر ، قال : " ففيم". [صحيح ابن حبان].

2ـ المذي
فمن أمذى وهو صائم فصيامه صحيح، ولا يبطل إلا بالإنزال حال اليقظة، لأن من أنزل في نومه وكان صائماً فصيامه صحيح أيضاً، والله أعلم.

3ـ البخور والعطور
الراجح أنها لا بأس بها للصائم، إذ أنها كانت معروفة على عهد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومع هذا لم ينبه على أنها تفسد الصوم، فمن زعم خلاف هذا فعليه الدليل. 

4ـ بقايا الطعام في الفم وغبار الطريق
فكل ما لا يمكن أن يحترز منه الصائم لا يفطر، بل يجوز له تذوق الطعام.
قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: " لا بأس أن يذوق الخل أو الشيء ، ما لم يدخل حلقه وهو صائم" . [مصنف ابن أبي شيبة].
ومن التنطع كثرة التفل خشية بلع الريق!.

5ـ القطرة والحقن
فالراجح أن قطرة العين والأذن لا تفطر، ولكن يحترز من قطرة الأنف لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للقيط بن صبرة ـ رضي الله عنه ـ : " أسبغ الوضوء ، وخلل الأصابع ، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما" .[ رواه أبو داود وغيره، وهو صحيح].
وكذلك الحقن ذهب جمع من أهل العلم أنها لا تفسد الصوم، والله أعلم.

6ـ السواك 
يجوز للصائم استعمال السواك في أي ساعة من ساعات الصيام، ولكن يجتنب السواك إن كان له نكهه!. ولا تعلق لحديث " لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " بهذا الحكم.
فالسواك كما قال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم : "مطهرة للفم ، مرضاة للرب" .

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 15 / رمضان / 1435
14 / 7 / 2104

الاثنين، 9 يونيو 2014

بدعية ورقة هل صليت على النبي اليوم؟!

التحذير من ورقة
هل صليت على النبي اليوم؟!
صلى الله على نبينا وسلم


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فإن هذه الورقة أما أن تكون سنة وأما أن تكون بدعة
فمن زعم أنها سنة !
قلنا له : { ...قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [ النمل : 64 ]
فإن لم يكن عليها برهان .. فهي بدعة
وكل بدعة ضلالة ولو رآها الناس حسنة
كما قال ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ

كما أن كل دعائم البدعة قائمة على بدعية هذه الورقة
أولاً: هي محدثة ، لم يتجاوز ظهورها عدة أشهر.
ثانيا: من يكتبها أو ينشرها يرغب من وراءها في الأجر
وكذلك البدعة طريقة محدثة يقصد بالسلوك عليها الثواب.
ثالثا: تتضمن التخصيص ، ولا مخصص ( أقصد كلمة : اليوم! ).
وأخيراً: لو كان في هذه الورقة خيراً لسبقونا إليه، وكما هو معروف : كل خير في أتباع من سلف، وكل شر في ابتداع من خلف
هذا؛ والله أسأل أن يفهمنا حقيقة الدين وأن يرزقنا برد اليقين.

 وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 10 / شعبان / 1435
8 / 6 / 2014

الجمعة، 6 يونيو 2014

كبـائـر اللسان


كبـائـر اللسان

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:


أولاً: الكـــذب:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإياكم والكذب ، فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ". [متفق على صحته].

وعند أحمد والترمذي وغيرهما عن عائشة ، قالت : ما كان خلق أبغض إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب ، ولقد " كان الرجل يكذب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذبة ، فما يزال في نفسه عليه حتى يعلم أنه قد أحدث منها توبة ". [ الصحيحة 2052].
وفي رواية الحاكم، قالت: " ما كان شيء أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب وما جربه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد وإن قل فيخرج له من نفسه حتى يجدد له توبة".

وعن عبد الله بن عامر ، أنه قال : دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا ، فقالت : ها تعال أعطيك ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وما أردت أن تعطيه ؟ " قالت : أعطيه تمرا ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة". [رواه أبو داود وصححه الألباني].
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "... ألا وإن شر الروايا روايا الكذب ، ألا وإن الكذب لا يصلح في جد ولا هزل ، ولا أن يعد الرجل صبيه ثم لا ينجز له".[صحيح موقوفا].

وعن بهز بن حكيم , عن أبيه , عن جده , قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ويل لمن يحدث فيكذب ليضحك به القوم , ويل له , ويل له , ويل له".[رواه أحمد والترمذي وأبو داود وحسنه الألباني في صحيح الجامع 7136].
 
وعن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان". [متفق عليه].
وفي رواية: قال صلى الله عليه وسلم : " أربع من كن فيه كان منافقا - أو كانت فيه خصلة من أربعة كانت فيه خصلة من النفاق - حتى يدعها : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر". [متفق على صحته من رواية عبد الله بن عمرو].

وعن عبد الرحمن بن شبل قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن التجار هم الفجار " قالوا : يا رسول الله ، أليس قد أحل الله البيع ؟ قال : " بلى ، ولكنهم يحلفون فيأثمون ، ويحدثون فيكذبون".
وفي رواية: قال صلى الله عليه وسلم:" إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارا إلا من اتقى الله و بر و صدق". [رواه الترمذي وابن ماجة بسند حسن].

وفي صحيح مسلم عن أبي ذر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ، ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم " قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرارا ، قال أبو ذر : خابوا وخسروا ، من هم يا رسول الله ؟ قال : " المسبل ، والمنان ، والمُنَفِّقُ سلعته بالحلف الكاذب".
ومعنى "المُنَفِّقُ سلعته بالحلف الكاذب": المروج لسلعته بالحلف الكاذب.

وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع". [رواه مسلم].
قال الإمام مالك رحمه الله : " اعلم أنه ليس يسلم رجل حدث بكل ما سمع ، ولا يكون إماما أبدا وهو يحدث بكل ما سمع".

وعن أوسط بن إسماعيل البجلي ـ ثقة أدراك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يراه ـ ، أنه سمع أبا بكر ، حين قبض النبي صلى الله عليه وسلم يقول : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقامي هذا عام الأول ، ثم بكى أبو بكر ، ثم قال : " عليكم بالصدق ، فإنه مع البر وهما في الجنة ، وإياكم والكذب ، فإنه مع الفجور وهما في النار ، وسلوا الله المعافاة ، فإنه لم يؤت أحد بعد اليقين خيرا من المعافاة ، ولا تحاسدوا ، ولا تباغضوا ، ولا تقاطعوا ، ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانا". [رواه أحمد والنسائي في الكبرى وصححه الألباني].

وأشد الكذب..هو الكذب على الله ـ عز وجل ـ وعلى رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

قال الله تعالى: { وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بالكتاب لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الكتاب وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللًّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ الله وَيَقُولُونَ عَلَى الله الكذب وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [ آل عمران : 78 ].

وقال تعالى: { فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }[ آل عمران : 94 ].

وقال عز وجل: {انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا}[ النساء : 50 ].

وقال سبحانه: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}.[المائدة :103].

وقال عز وجل: { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افترى عَلَى الله كَذِباً لِيُضِلَّ الناس بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ الله لاَ يَهْدِي القوم الظالمين } [ الأنعام : 144 ]

وقال تعالى : {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ}[ يونس : 59 ].

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " إن كذبا علي ليس ككذب على أحد ، من كذب علي متعمدا ، فليتبوأ مقعده من النار".[ أخرجاه في الصحيحين من حديث المغيرة بن شعبة].

وعن ربعي بن حراش ، يقول : سمعت عليا ، يقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تكذبوا علي ، فإنه من كذب علي فليلج النار" . [رواه البخاري].


ثانيا: الغيبة والنميمة:
قال تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}[الحجرات : 12 ].

وعن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الربا ثلاثة وسبعون بابا ، أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه ، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم "
وفي رواية: " الربا اثنان وسبعون بابا ، أدناها مثل إتيان الرجل أمه ، وأربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه".
وفي رواية: "أهون الربا كالذي ينكح أمه و إن أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه". وكلها روايات صححها الألباني في صحيح الجامع.

وقد بلغ حذيفة بن اليمان  أن رجلا ينم الحديث فقال حذيفة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يدخل الجنة نمام". [رواه أحمد ومسلم].
وفي رواية: قال حذيفة : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يدخل الجنة قتات".[رواه البخاري ومسلم].

وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين ، فقال : " إنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير ، أما هذا : فكان لا يستتر من بوله ، وأما هذا : فكان يمشي بالنميمة ".[متفق عليه].

وعن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " أتدرون ما الغيبة ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : " ذكرك أخاك بما يكره " قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : " إن كان فيه ما تقول ، فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهته".[رواه مسلم وغيره].

وقال صلى الله عليه وسلم: "من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه اللّه رَدْغَة الخَبال حتى يخرج مما قال، وليس بخارج".[رواه أبو داود وصححه الألباني].
وردغة الخبال: هي عصارة أهل النار

وعن جابر بن عبد الله قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - وارتفعت ريح خبيثة منتنة- فقال: " أتدرون ما هذه ؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين".[رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني].

ومر عمرو بن العاص رضي الله عنه على بغل ميت فقال لبعض أصحابه: " لأن يأكل الرجل من هذا حتى يملأ بطنه خير له من أن يأكل لحم رجل مسلم".[رواه ابن حبان بسند صحيح موقوفاً].

ثالثاً: شهادة الزور:
قال الله تعالى: { وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.[ المجادلة : 14].
وقال سبحانه: { وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان: 72].

وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه رضي الله عنه ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ " ثلاثا ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : " الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين - وجلس وكان متكئا فقال - ألا وقول الزور " ، قال : فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت".[متفق عليه].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".[رواه البخاري].

فالأمر عظيم!
فينبغي على المسلم أن يحفظ لسانه عن هذه الكبائر، وأن لا يتكلم بكلام إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة، فإن في السكوت السلامة والنجاة، وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت".
وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
الجمعة 8 / شعبان / 1435
6 / 6 / 2104

الخميس، 30 يناير 2014

موقفنا من انتخابات الرئاسة!

موقفنا من انتخابات الرئاسة!


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: 
ظهرت علامات فرح وسرور على بعض الإخوة(1) بترشيح أحدهم للرئاسة!
  وكأن موقفنا السابق من هذه القضية كان مبناه على المقاطعة لأنه لا يوجد أحد يَصلح!.
  والصحيح أننا نقاطع الأمر برمته لأن مبناه على الديمقراطية.
  والديمقراطية دين يُخالف دين الإسلام.
  إذ من أصول دين الإسلام: { إِنِ الحكم إِلاَّ للَّهِ }، فلا يسع المسلم إذ قضى الله ـ عز وجل ـ في قضية من القضايا إلا السمع والطاعة والتسليم، أما الديمقراطية فأصلها الأوحد ومبناها الرئيس على: "إن الحكم إلا للأغلبية!"، فما قررته الأغلبية كان هو الحكم، وكان هو القضاء! .
  فالإسلام دين، والديمقراطية دين آخر.
  فالإسلام يُفرق بين الذكر والأنثى: { وَلَيْسَ الذكر كالأنثى }[ مريم: 36].
  وبين المسلم والكافر: { أَفَنَجْعَلُ المسلمين كالمجرمين * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } [ القلم : 35 ، 36 ].
  وبين الصالحين والفاسقين: { أَمْ نَجْعَلُ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات كالمفسدين فِى الأرض أَمْ نَجْعَلُ المتقين كالفجار } [ ص : 28 ].
  إما دين الديمقراطية فكل هؤلاء فيه سواء!!، إذ هم صوت في الصندوق وفقط!.
  فمقاطعتنا ديانة وليس سياسة.

وحتى التأييد مع عدم المشاركة في الديمقراطية ليس سبيلنا، إذ يُعد التأييد أو الثناء على أحد المرشحين إقرار بالديمقراطية.
  والأمر أيسر من ذلك بحول الله وقوته، فنحن ندين بالسمع والطاعة في المعروف للحاكم المسلم القادم وإن لم نعلم من هو حتى الآن.
  وذلك إيماناً وتسليماَ منا ورضى بقدر الله ـ تعالي ـ ، حيث يقول: { قُلِ اللهم مَالِكَ الملك تُؤْتِي الملك مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ الملك مِمَّنْ تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ بِيَدِكَ الخير إِنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ آل عمران : 26 ]، فالملك بيده وحده ـ سبحانه وتعالى ـ ليس لأحد من خلقه نزاعه فيه. فمن أراده أن يكون حاكماً كان، ومن لم يرده لم يكن، ولو أجتمع أهل الأرض على توليته.
  وأيضاً، اتباعاً منا لأمر نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث يقول "أبو ذر" ـ رضي الله عنه ـ : " إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع ، وإن كان عبداً حبشياً مُجَدَّع الأطراف". [رواه مسلم وغيره].
  فالأمر مبناه على التسليم والاتباع، ولا دخل فيه للعاطفة والهوى، وهذا هو الذي لا يعجب أهل الأهواء والبدع، فيرموننا بالانبطاح والسلبية!!.
  ونحن ولله الحمد والمنة لا نلتفت لذلك، لأننا نعلم أنهم لا يعادوننا لأشخاصنا؛ ولكن هم أعداء للكتاب والسنة، بيد أنهم يخشون التصريح بذلك، فيرموننا بما نحن منه براء.
  وذلك لأن الرب ـ سبحانه وتعالى ـ وضع سنة كونية لا تتغير ولا تتبدل، وهي: "أن الحاكم صورة الرعية"، قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [الأنعام:129] ، فإن كانت الرعية صالحة كان حاكمهم صالحا، وإن كانت الرعية ظالمة كان كذلك ، فكما تكونوا يولى عليكم، وما ربك بظلام للعبيد.
  نسأل الله ـ عز وجل ـ فهم حقيقة الدين، وأن يرزقنا برد اليقين، وأن يرد كل من خالف السنة إليها، إنه على كل شيء قدير.
 
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
 
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 28 / ربيع أول / 1435
29 / 1 / 2014

الاثنين، 23 ديسمبر 2013

"ليس من السنة !"

 "ليس من السنة!" الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
معلوم أن البدعة دهليز الكفر، وأن خطرها أشد من المعصية، إذ أنه يُتاب من المعصية ولا يُتاب من البدعة لاعتقاد صاحبها أنها من الدين! فتمسكه بها تمسك بصلب الدين! ولهذا لا يتوب.
والبدعة هي مخالفة الشرع بنوع شبهة، لأنه من خالف الشرع بنوع عناد كفر عياذاً بالله ـ عز وجل ـ.
وكل ما يَقوم به المبتدع من عمل مردود فلا يُثاب عليه، إذ الثواب على ما أمر به الرب ـ سبحانه ـ فقط، وليس من استحسنه الناس، لأن من استحسن فقد شرع.
يقول نبينا صلى الله عليه وسلم : "مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ" [رواه مسلم].
ولما كانت السنة في الطريقة التي سنها لنا نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، كانت البدعة على خلافها، فالبدعة كل ما خالف السنة مما رتب له الشرع ثواب، من أمور العبادات والعادات.
فهذه سلسلة سميتها "ليس من السنة" عزمت فيها على جمع ما نبه عليه العلماء أنه مخالف للسنة وهو من جملة البدع. نصحاً للمسلمين وطمعاً في الثواب من الكريم الوهاب.
ومعلوم أن السنن والبدع كالماء والهواء داخل الإناء، إذا زاد الماء فيه قل الهواء، وإذا قل الماء فيه زاد الهواء، فى بالقضاء على البدع تنتشر السنن ويعم الخير ويصلح أمر الناس.

وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم.

وكتب 
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 2 / 10 / 2013
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ جدول توقيت إقامة الصلوات!
الحمد لله، وبعد :
من جملة البدع التي انتشرت في مساجد المسلمين

هذه اللوحة المعلقة بجوار المنابر التي تشبه قائمة الاسعار! وفيها جدول توقيت إقامة الصلوات! على هذا النحو:


الظهر .... 15 دقيقة
العصر .... 15 دقيقة
المغرب .... 10 دقائق


وهذه اللوحة لا شك في بدعتها، بل انها اماتت السنة القبلية عند كثير من الناس فتراه لا يدخل الجامع إلا بعد مرور هذه الدقائق، وأيضا اضاعت حق الإمام في الإذن بإقامة الصلاة، فمن الممكن ان تراه يصلى النافلة واحدهم اقام الصلاة لان الوقت قد مر !، وقد اساءت بعض المساجد بان جلبت ساعة الكترونية منها تؤذن عند انتهاء الوقت فتسمع للصلاة الواحدة اذنيين واقامة، فضلا عن اضاعة اموال المسلمين في الانفاق على البدع والمحدثات، فمن استطاع ان يتخلص منها في مسجده برفق وحكمة فليفعل، وحبذا لو نبه على خطرها أولا حتى لا يخرج عليه جمهور العادات! {
إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ } فيمنعوه .
والله تعالى اعلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
2 ـ تميز أذان الفجر بقول : الصلاة خير من النوم
الحمد لله، وبعد :
من الاخطاء المنتشرة بين المسلمين تميزهم أذان الفجر بقول : الصلاة خير من النوم ، وهذا خطأ فاحش، وإن دافع عنه بعض العلماء، وذلك لأن أذان الفجر كأذان سائر الصلوات لا يزاد عليه بلفظ، لكن أتى الخلل من أنه ورد هذا اللفظ في أحاديث فظنها البعض أنها خاصة بأذان الفجر باطلاق، ولكن الحق أن هذه اللفظة لا تقال إلا في الأذن الأول من الفجر الذي كان يرفعه بلال بن رباح رضي الله عنه ، وهو أذان قبل دخول وقت الصلاة لا يمنع الشرب والأكل عند الصائم بسبه،لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
" إن بلالا يؤذن بليل ، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم " [رواه مسلم وغيره ].
والأذان الثاني الذي يكون بعد دخول الوقت ويمنع معه الطعام والشرب ويصلى بعده كان يرفعه ابن ام مكتوم
رضي الله عنه ـ
فالأذان الأول هو الذي يقال فيه " الصلاة خير من النوم "، أما الأذان الأساسي للفجر فحاله كحال أذان سائر الصلوات، وهذا ثابت عن مؤذني الرسول صلى الله عليه وسلم كابن عمر، ومؤذن الرسول في مكة ، أنهما كان لهم أذان أول للفجر وكان يقولا " الصلاة خير من النوم " في الأذان الأول
وروى
رواه البيهقي و الطحاوي و حسنه الشيخ ناصر في تمام المنة ( 147 ) قول ابن عمر رضى الله عنهما : ( كان الأذان الأول بعد الفلاح ( يعنى : حى على الفلاح ) : الصلاة خير من النوم ، مرتين )
وعند ابي داود والنسائي وغيرهما وهو صحيح
من حديث أبي محذورة رضى الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وإذا أذنت بالأول من الصبح فقل : الصلاة خير من النوم ، الصلاة خير من النوم )
وأبو محذورة هو مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة ، فكان هذا الحديث من تعلميه اياه سنن الأذان.

قال الشيخ الألباني رحمه الله في تمام المنة ط 3 ص 146 :
قوله ( يعني : السيد سابق رحمه الله ) في فقه السنة (( ويشرع للمؤذن التثويب وهو أن يقول في أذان الصبح بعد الحيعلتين : الصلاة خير من النوم قال أبو محذورة : " يا رسول الله علمني سنة الأذان فعلمه وقال : فان كان صلاة الصبح قلت : الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم . . " رواه أحمد وأبو داود " )) اهـ.
قال الالباني رحمه الله معقباً عليه في تمام المنة :
(إنما يشرع التثويب في الأذان الأول للصبح الذي يكون قبل دخول الوقت بنحو ربع ساعة تقريبا لحديث ابن عمر رضي الله عنه قال : " كان في الأذان الأول بعد الفلاح : الصلاة خير من النوم مرتين " رواه البيهقي ( 1 / 423 ) وكذا الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1 / 82 ) وإسناده حسن كما قال الحافظ وحديث أبي محذورة مطلق وهو يشمل الأذانين لكن الأذان الثاني غير مراد لأنه جاء مقيدا في رواية أخرى بلفظ : " وإذا أذنت بالأول من الصبح فقل : الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم " أخرجه أبو داود والنسائي والطحاوي وغيرهم وهو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 510 - 516 ) فاتفق حديثه مع حديث ابن عمر ولهذا قال الصنعاني في " سبل السلام " ( 1 / 167 - 168 ) عقب لفظ النسائي : " وفي هذا تقييد لما أطلقته الروايات . قال ابن رسلان : وصحح هذه الرواية ابن خزيمة قال : "فشرعية التثويب إنما هي في الأذان الأول للفجر لأنه لإيقاظ النائم وأما الأذان الثاني فإنه إعلام بدخول الوقت ودعاء إلى الصلاة" اهـ من " تخريج الزركشي لأحاديث الرافعي "
ومثل ذلك في " سنن البيهقي الكبرى " عن أبي محذورة : أنه كان يثوب في الأذان الأول من الصبح بأمره صلى الله عليه وسلم .
قلت : وعلى هذا ليس " الصلاة خير من النوم " من ألفاظ الأذان المشروع للدعاء إلى الصلاة والإخبار بدخول وقتها بل هو من الألفاظ التي شرعت لإيقاظ النائم فهو كألفاظ التسبيح الأخير الذي اعتاده الناس في هذه الأعصار المتأخرة عوضا عن الأذان الأول "
قلت : وإنما أطلت الكلام في هذه المسألة لجريان العمل من أكثر المؤذنين في البلاد الإسلامية على خلاف السنة فيها أولا ولقلة من صرح بها من المؤلفين ثانيا فان جمهورهم - ومن ورائهم السيد سابق - يقتصرون على إجمال القول فيها ولا يبينون أنه في الأذان الأول من الفجر كما جاء ذلك صراحة في الأحاديث الصحيحة خلافا للبيان المتقدم من ابن رسلان والصنعاني جزاهما الله خيرا ))
و مما سبق يتبين أن جعل التثويب في الأذان الثاني بدعة مخالفة للسنة ، و تزداد المخالفة حين يعرضون عن الأذان الاول بالكلية ... ) اهـ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
3 ـ رسم خطوط في المساجد لتسوية الصفوف!

الحمد لله، وبعد:
ومن البدع التى تفشت في مساجد المسلمين حتى أنك تكاد لا ترى هذه البدعة فى مسجد هي : ( رسم خطوط في الارض لتعديل الصفوف ) ، وقد استدل القائلون بهذه البدعة بحديث عجيب لم يقل به أحد من المتقدمين وفيه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ( إذا صلى احدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا، فإن لم يجد شيئا فلينصب عصا، فإن لم يكن عصا فليخط خطا، ولا يضره ما مر بين يديه ) رواه احمد وغيره
قلت: وظاهر من سياق الحديث أنه خرج في حكم السترة في الصلاة، و لا شأن له بتسوية الصفوف.
ومع هذا فالحديث ضعيف ، نقل الحافظ ابن حجر في التهذيب عن الإمام أحمد أنه قال : ( الخط ضعيف ) ، وضعفه جماعة من السلف منهم سفيان بن عيينة والشافعي والبغوي والدارقطني وابن الصلاح والنووي والعراقي وغيرهم .
وقال الإمام مالك في المدونة : ( الخط باطل ) .
وقدضعفه الشيخ ناصر كما في تمام المنة
ومعلوم أن من لم يلتزم السنة التركية وقع في البدعة
والسنة التركية هي : ما قام المقتضى على فعله في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وزال المانع من تركه، فتركه سنة وفعله بدعة .
وقد قام المقتضى لشد الخط على الارض لتسوية الصفوف في عهده صلى الله عليه وسلم ، فلما لم يفعله علمنا أنه بدعة .
ومما يستدل به على البدعة أنها تميت معها سنة ، وقد رأينا هذا الخطوط اماتت سنة مساواة الصف بالكعب، وجعلته بمساواة رءوس الاصابع! ، ومعلوم أنه يستحيل أن تسوى الصفوف برءوس الاصابع أبدا بخلاف تسويتها بالكعب، فان الناس جمعيا تتفق في طول الكعب ولا تتفق في طول القدم لمن تأمل !
والله أعلم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
4 ـ قراءة الأذكار من ورقة أو كتيب لمن يحفظها
الحمد لله ، وبعد :
ومن البدع : قراءة أذكار الصباح والمساء من ورقة أو كتيب لمن يحفظها ، ولعل البعض يُشكل عليه الأمر ، كيف تكون قراءة الأذكار بدعة؟!، فنننبه أننا ننكر قراءة الأذكار بترتيب ورقة الأذكار أو الكتيب، ولا ننكر قراءة الأذكار بعموم ، لأن قراءتها من ورقة أو كتيب يُعد من البدع الأضافية لاشتمالهما على ترتيب لم يثبت في السنة، والمدوامة على هذا الترتيب بدعة، وقد ذكر الامام النووي رحمه الله في بداية كتابه الاذكار نكتة في هديه صلى الله عليه وسلم في الاذكار فلتراجع وتضم إلى ما ذكرناه هنا لكي تتضح المسألة .

تنبيه : الذي نعنيه هنا هو من يحفظ الاذكار ومع ذلك يُصر على قراءتها من الورقة ويداوم على ذلك، أما من لم يحفظ الأذكار ويحتاج الى قراءتها من ورقة الأذكار فلا شيء عليه .
ومثل هذه المسألة كقراءة القرآن بالتدوير، وهو أن يجتمع جماعة في ساحة المسجد في دائرة، ويتناوبون قراءة القرآن، وكلهم يُحسن القراءة فهذا الفعل بدعة، بخلاف إن كان هذا المجلس لتعليم من لم يُحسن القراءة، فالهيئة واحدة .. ولكن اختلف الحكم باختلاف الأشخاص . وهذه المسألة نبه عليها الشاطبي في الاعتصام
والله أعلم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 5 ـ دعاء : "تبنا إلى الله ورجعنا إلى الله" في عقود النكاح
الحمد لله، وبعد:
عمت البلوى في الديار المصرية أنه إذا ما تم عقد نكاح في مسجد أن يقول المأذون للمدعوين قولوا خلفي : (
تُبنا إلى الله ورجعنا إلى الله وندمنا على ما فعلنا من كل ذنب وخطيئة تخالف دين الإسلام وعزمنا على ألا نعود إلى تلك المعاصى أبداً ما أحييتنا .... )، فيكرر الحضور هذا الدعاء في صوت جهوري مرتفع كأنهم في مظاهرة!
وهذا الدعاء في هذه المناسبة وبهذه الطريقة بدعة لا خلاف عليها .
وفوق أنه بدعة ضلالة ، أيضاً هو صيغة أخذ البيعة في الطريقة الشاذلية! ، فلن تكون مريداَ منتسباً لهذه الطريقة إلا بعد أن تنطق بهذه الصيغة على يد شيخك ( المبتدع الصوفي طبعاً )
فهذا الدعاء في هذا الموضع جمع بين أنه بدعة مخالفة للسنة، وأنه فيه رفع وأعلاء لسنن المخرفة من الصوفية هداهم الله.

والله أعلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

6 ـ التنبيه على أنه يوجد سجدة في الصلاة
ومن البدع أيضاً تنبيه بعض الأئمة في صلاة فجر الجمعة أن الركعة الأولى فيها سجدة، وهذا الفعل لا يُعرف في السنة ، ونبه الامام الشاطبي في الاعتصام على خطإ مواظبة بعض الأئمة على الاتيان بهذا السجود كل فجر جمعة حتى ظن أهل مصر أن الركعة الاولى من فجر الجمعة فضلت بسجدة !!
ونفس الخطأ يتكرر في صلاة التراويح فترى الإمام ينبه أن الوتر ركعتان وركعة ، أو ثلاث ركعات بتشهد واحد
وأيضا من الأخطاء مواظبة بعض الائمة القراءة في الصلوات بترتيب المصحف، وهذا ايضا لا يعلم من السنة .
والله تعالى أعلم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

7 ـ صلاة الجمعة في الميادين العامة!
الحمد لله، وبعد:
أخرج البخاري في صحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صلوا كما رأيتموني أصلي"
وفي هذا الأمر النبوي متابعة للرسول صلى الله عليه وسلم في كل أمر الصلاة من حيث الكيفية أو التوقيت أو عدد الركعات، فهو حديث شامل.
ومما أحدثة المبتدعة في زماننا من فقهاء المظاهرات والاعتصامات الأفتاء بجواز صلاة الجمعة في الخلاء والميادين العامة! ، وهذه الهيئة لم تثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم ولا مرة واحدة، حتى أنه كان يترك صلاة الجمعة في السفر ، فلا يُعلم عنه أنه صلى في خارج مسجده إلا النوافل في البيت، وصلاة العيد والجنازة في الخلاء إلا لعذر، وعليه: فصلاة الجمعة في الميادين بدعة منكرة مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم
.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
8 ـ  الاستعاذة عند التثاءب!
الحمد لله، وبعد:
ومن البدع المنتشرة بين الناس استعاذتهم من الشيطان بعد التثاءب، وهذا فعل لا يعلم من السنة وهو من جملة البدع القبيحة، وما على المسلم إن تثاءب إلا أن يحاول أن لا يفتح فمه عند فعله، وإن لم يستطع فليضع يده على فمه
قال الإمام البخاري رحمه الله : باب إذا تثاءب فليضع يده على فيه
واخرج في كتاب الأدب من صحيحة عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب ، فإذا عطس أحدكم وحمد الله ، كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول له : يرحمك الله ، وأما التثاؤب : فإنما هو من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع ، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان"
وعند مسلم في صحيحه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " التثاؤب من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع"
وفي رواية: : " إذا تثاءب أحدكم ، فليمسك بيده على فيه ، فإن الشيطان يدخل"
جاء في النهاية في معنى التثاءب: هو تنفس يفتح له الفم بلا قصد ، وذلك لأنه يكون عن امتلاء البدن وثقله وكثرة الغذاء وميله للكسل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


9 ـ قراءة الفاتحة عند عقد الزواج
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- عن :
قراءة الفاتحة عند عقد الزواج حتى قد أصبح البعض يطلق عليها قراءة الفاتحة وليس العقد؛ فيقول: قرأت فاتحتي على فلانة، هل هذا مشروع؟
فأجاب:
هذا ليس بمشروع؛ بل هذا بدعة، هذا بدعة، وقراءة الفاتحة أو غيرها من السور المعينة لا تُقرأ إلا في الأماكن التي شرعها الشرع. فإن قُرأت في غير الأماكن تعبدًا؛ فإنها تعتبر من البدع.
وقد رأينا كثيرًا من الناس يقرأون الفاتحة في كل المناسبات! حتى أننا سمعنا من يقول: اقرأوا الفاتحة على الميت، وعلى كذا وعلى كذا، وهذا كله من الأمور المبتدعة ومنكرة؛ فالفاتحة وغيرها من السور لا تُقرأ في أي حال، وفي أي مكان، وفي أي زمان؛ إلا إذا كان ذلك مشروعًا بكتاب الله أو بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وإلا فهي بدعة يُنكر على فاعلها.
(فتاوى نور على الدرب)

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

10 ـ لبس دبلة الخطوبة!
سئل العلامة الشيخ محمد صالح العثيمين
ما حكم لبس دبلة الزواج الفضية للرجال، أي لبسها في الأصبع؟
الإجابة: لبس الدبلة للرجال أو النساء من الأمور المبتدعة، وربما تكون من الأمور المحرمة، ذلك لأن بعض الناس يعتقدون أن الدبلة سبب لبقاء المودة بين الزوج والزوجة، ولهذا يذكر لنا أن بعضهم يكتب على دبلته اسم زوجته، وتكتب على دبلتها اسم زوجها، وكأنهما بذلك يريدان دوام العلاقة بينهما، وهذا نوع من الشرك؛ لأنهما اعتقدا سبباً لم يجعله الله سبباً لا قدراً ولا شرعاً، فما علاقة هذه الدبلة بالمودة أو المحبة، وكم من زوجين بدون دبلة وهما على أقوى ما يكون من المودة والمحبة، وكم من زوجين بينهما دبلة وهما في شقاء وعناء وتعب.
فهي بهذه العقيدة الفاسدة نوع من الشرك، وبغير هذه العقيدة تشبه بغير المسلمين؛ لأن هذه الدبلة متلقاة من النصارى، وعلى هذا فالواجب على المؤمن أن يبتعد عن كل شيء يخل بدينه.
أما لبس خاتم الفضة للرجل من حيث هو خاتم لا باعتقاد أنه دبلة تربط بين الزوج وزوجته، فإن هذا لا بأس به، لأن الخاتم من الفضة للرجال جائز، والخاتم من الذهب محرم على الرجال، لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى خاتماً في يد أحد الصحابة رضي الله عنهم فطرحه وقال: "يعمد أحدكم إلى جمرة من النار فيضعها في يده"؟
[مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد التاسع عشر - كتاب زكاة النقدين].

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ