إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 2 ديسمبر 2018

يحرقون فرنسا ..لغزو مكة!


 يحرقون فرنسا..
لغزو مـكـــة!



الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

   فإنه قد كثر الكلام عن سبب إشعال ثورة فرنسا الأخيرة، هذه الثورة التي يراد منها أكل الأخضر واليابس.
وأقوى ما ذكر .. أن سبب ذلك عزم فرنسا تكوين جيش أوربي بعيدًا عن هيمنة أمريكا!.
  والحق أن هذا الكلام صحيح - إن كان المتكلم يَفهم الغرض الحقيقي من تكوين هذا الجيش - بيد أن أغلب من يَتكلم في هذا الباب، يَظن أن أمريكا تحارب تكوين هذا الجيش من منطلق اقتصادي، كما يتصور أن أوربا تسعى لتكوين هذا الجيش للتصدي لروسيا من جانب، والتخلص من الكلفة الاقتصادية للحماية الأمريكية من جانب أخر!، مع توابع ذلك من بلطجة أمريكا اقتصاديًا بفرض ضرائب باهظة على منتجات أوربا، وعدم الالتزام بالمعاهدات الدولية التي وقعت عليها في السابق.
   وهذا هو موطن الخلل، وهو ما يراد أن يُصور لك حتى لا ترى الحقيقة، والتي هي:
أن أوربا تسعى لتكوين جيش إنجيلي!، يكون ندًا لجيش أمريكا وبريطانيا التوراتي!.
  فإن بريطانيا وأمريكا على معتقد نصارى البروتستانت (الإيفانجليكية)!
وفرنسا وعامة دول أوربا على معتقد نصارى الكاثوليك، أما روسيا؛ فإنها عادت مرة أخرى إلى القيصرية النصرانية، بعد إن كانت على الاشتراكية الإلحادية!.
فليس في الواقع هناك خلاف بين روسيا وأوربا كما تصور الآلة الإعلامية اليهودية، وإن كان هناك خلاف حقيقي في أوربا؛ فإنه بين اليونان الأرثوذكسية (1) - ولهذا تركوها تُفلس -، وبريطانيا التي دخلت في وسط اتحادهم الأوربي - الكاثوليكي - وهي تنوي الخروج منه بعد فترة لتزرع فيه الخلل والخلاف.
وبفهم الفرق بين الكاثوليك والبروتستانت في المعتقد، يَظهر سبب هذا الصراع.
فـ "الكاثوليك" يعتقدون عداوة اليهود لأنهم قتلة المسيح وفق معتقدهم الإنجيلي.
أما "البروتستانت" فيعتقدون فضل اليهود؛ لأن المسيح ولد يهوديَا كما أصّل لهم "مارتن لوثر" مؤسس المذهب. ولهذا يتدينون بالتوراة مع الإنجيل، والتي ضمت نبوءات العهد القديم.
  ولهذا كان "شاك شيراك" رئيس فرنسا السابق، يَتهكم على "بوش" الأب - رئيس أمريكا السابق، ويقول: أنه يؤمن بالخرافات!، يقصد نبوءات التوراة. والتي منها: تمهيد الأرض من النيل إلي الفرات.
وهذا هو ما ينبغي أن يعنينا.
فإن تدمير أوربا الكاثوليكية مخطط قديم لليهود.
نبهوا عليه كما تجد ذلك في البروتوكول الخامس من بروتوكولاتهم!.
ونصوا عليه في البرتوكول السابع، حيث قالوا: "وبإيجاز، من أجل أن نُظهر استعبادنا لجميع الحكومات الأممية في أوربا، سوف نبين قوتنا ...متوسلين بجرائم العنف، وذلك هو ما يقال له حكم الإرهاب، وإذا ما اتفقوا جميعًا ضدنا فعندئذ سنجيبهم بالمدافع الأمريكية أو الصينية أو اليابانية" (2) .
  فالأمر منصوص عليه، ومعلن ليس بخفي!؛ حتى إن "وليم جاي كار" أكدّ على هذا في كتابه "أحجار على رقعة الشطرنج"، ولعل الحرب العالمية الأولى والثانية كانت تحمل بعضًا من هذا المخطط.
بيد أن الذي يخفى على بعضنا هو اختيار التوقيت، لماذا تحرق أوربا الآن؟!
  والجواب: إن اليهود يستخدمون في إنفاذ مخططاتهم طريقة بُدائية، تنطلي على أكثر الخلق مع شهرتها!.
وهي: طريقة "ساحر الملاهي" الذي يدخل المنديل في القبعة ليخرجه طائرًا فيما بعد!.
والخدعة التي تجعل الجمهور يستمتع بهذه الحيلة مع تكرارها، ومعرفة النتيجة مسبقا! = هي: "الإلهاء"!، بمعنى: قدرة الساحر على سلب انتباه الجمهور في أمر أخر خلاف الخدعة، ثم يعود إلى وعيه وقد تمت الخدعة!، فينبهر أن هذا حدث على مرأى ومسمع منه!.
  هذا؛ وكلما كانت الخدعة أكبر = كانت الإلهاء أشد كما هو معلوم!.
والخدعة اليهودية هذه المرة، هي: غزو البلد الحرام، وقبلة المسلمين "مكة" ـ زادها الله شرفا ـ ، وذلك لمتابعة مشروعهم التوراتي، الذي يَنص على تمهيد الأرض من النيل إلى الفرات لاستقبال مسيحهم المخلص ـ الدجال عندنا ـ كم تجد صدق ذلك في سفر التكوين ( 15 / 18 : 19) : "في ذلك اليوم قطع الرب مع "إبرام" ـ إبراهيم عليه السلام ـ ميثاقًا قائًلا : "لنسلك أعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات". اهـ
 فهذا وعد إلهي عند اليهود والبروتستانت يسعون لتنفيذه، حتى تتحقق النبوءة، ويَظهر المخلص التوراتي الذي يعيد المجد لنسل داود مرة أخرى!.
وقد استطاع اليهود في أمريكا إنشاء جيلًا أصوليًا يتمسك بتفسير النص التوراتي على ظاهره، هذا الجيل يُطلق عليه "من ولدوا مجددا"!. ويكفى أن تعلم أن الرئيس الأمريكي" كارتر" كان من هذا الجيل، حيث أعلن أنه "ولد ثانية كمسيحي" في بيانه الانتخابي!.
فهذا الجيل في أمريكا مع كونه بروتستانتي المعتقد في الأصل، إلا أن تجديد ولادته مرة أخرى بعد الكبر على العقيدة التوراتية = تجعل منه أشد وأحرص على تحقيق هذه المخططات التوراتية أكثر من اليهود، ومن تعرف على الصهيونية المسيحية، وأنها سبقت الصهيونية اليهودية بحوالي ثلاثة قرون زال عنه كثير من الغموض.
  وقد بدأ البروتستانت واليهود في أمريكا في تهيئة الرأي العام هناك لغزو البلد الحرام، فقد صدر أخيرا هناك كتاب "العودة إلى مكة" ألّفه المؤرخ الصهيوني " آفي ليبكين" ، والذي يؤصل فيه أن نبي الله "دانيال" ـ أحد أنبياء العهد القديم ـ له غارًا كان يتعبد فيه في منطقة تبوك في المملكة السعودية!، ثم يزعم أن تبوك في هذا الوقت كانت داخل الأرضي المقدسة التوراتية، وحتى اليوم هي تبعد 200 كيلو متر عن "تل أبيب"، كما يزعم أيضًا أن التيه الذي ضرب على بني إسرائيل أربعين سنة كان في صحراء السعودية، ولم يكن في سيناء. (3)
كما بدأ ضغط الآلة الإعلامية الصهيونية هناك تشويه صورة المملكة عبر قصص مفتعلة ومحبوكة دراميًا!، تصور أهل المملكة وحكامها في نفس صورة الهندي الأحمر الذي لا يتورع عن سلخ رأس ضحيته حيه!.
فالخديعة اليهودية هذه المرة، هي: "أرض الحرمين الشريفين"، ولهذا لا يُستعجب أن يكون الإلهاء هو: "إحراق أوربا"، أو اختيار رئيس أمريكي يعمل ضد مصالح اليهود في الظاهر.
  فالخلاصة: إن تم السيطرة على الثورات الأوربية الحالية، أو لم يتم؛ فإن صلب القضية "ديني وليس سياسي"، والمقصود من ذلك كله = إنفاذ مخطط اليهود من السيطرة على العالم وإخضاعه = حتى يسلم لهم بامتلاك الأرض التي حوت مقدسات الديانات السماوية، والتي تمتد من مصر إلى العراق.
فيا ليتنا لا ننشغل بالثعبان ..حتى لا نلدغ من العقرب!.
وأما كيفية هذا الغزو، وهل سيأخذ نفس صورة غزو العراق وأفغانستان؟
فهذا له مقام أخر، والله المستعان.
وهذا ما أعلم، والعلم كله لله ـ عز وجل ـ .
والله أسأل أن يحفظ علينا ديننا وأوطاننا ومقدساتنا، وأن يَستعملنا ولا يَستبدلنا، ويوفق ولاة أمر المسلمين إلى العمل بالسنة وصحيح الدين.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتب
وليد بن سعد
القاهرة 24 / ربيع أول / 1440
2 / 12 / 201

الهامش
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): نفس معتقد نصارى المشرق في مصر وغيرها.
(2): وتأمل كيف وصف أوربا أنها أممية؟ ـ مع كونها نصرانية كأمريكا ـ ، لكن الأممي أو الجوييم عند اليهود هم من كانوا على خلاف معتقدهم، وأمريكا على نفس المعتقد اليهودي كما أسلفنا، فانتبه!.
(3): قال ذلك في لقاء تليفزيوني ، أما الكتاب فلم يترجم بعد، فلو نشط أحد إخواننا بسرعة ترجمة هذا الكتاب، لربما تداركنا بعض المكر اليهودي بمقدسات أهل الإسلام

الجمعة، 4 مايو 2018

محمد صلاح والبرتوكول الثالث عشر!


محمد صلاح والبرتوكول الثالث عشر!

   الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما قبل:

   فإننا في هذه الكلمة نتناول قضية شرعية منهجية، وليست قضية شخصية، فليس لنا في هذا المقام، تعلق بالشخص المذكور من جهة شخصه، أو توجهه، أو تدينه، وإنما وقع اختياره لأنه أصبح أنموذجا يظهر من خلاله هذا الذي نعالجه في كلمتنا هذه، وهي دور اليهود في استغلال الرياضة للوصول إلى بعض أهدافهم التلمودية، والتي وضعوا خطوطها العريضة في برتوكولاتهم المشهورة.

    فنحن في هذا المقام نتناول قضية شرعية منهجية، وليس قضية شخصية، فليس لنا تعلق بشخص المذكور، أو توجهه، أو تدينه، ثم أما بعد:

   فإن البرتوكولات ما وضعت إلا لتنفيذ هدف واحد، وهو : تهيئة العالم للرضا بحكم ملك من بني إسرائيل، من نسل داود!

هذا الهدف وضع له " 24 خطة " قائمة على الفك وإعادة التركيب، هكذا باستمرار...، كأن الأمر دوامة صنعت خصيصا، ثم ألقي فيها شعوب العالم، لتدور في فلك هذه الدوامة، فإذا ما أرادت الخلاص، خيرت بين الرجوع إلى جحيم هذه الدوامة، أو الرضا بالملك الإسرائيلي!.

فالبرتوكولات عبارة عن سلسلة من ألغام اليهود متصلة بعضها ببعض، تخدم هدف واحد، وهو ما ذكر آنفا.

ولهذا فإنك بمجرد أن تطأ بقدمك لغم من هذا الألغام إلا وقد تهيأت لكي تطأ اللغم الذي يليه، بعد أن ينفجر فيك اللغم الذي أنت عليه!، حتى تصل إلى اللغم ال24.

وتحتل الرياضة اللغم الثالث عشر من برتوكولات اليهود، فإن كنا في أمريكا فنحن نتكلم عن كرة القدم الأمريكية، وإن كنا في سويسرا فنحن نتكلم عن التزحلق على الجليد، وإن كنا في انجلترا فنحن نتكلم عن سباق الخيل والجولف، وهكذا...

فاليهودي في هذا كله ليس له هواية أو انتماء، إنما هو كالقواد الذي يتاجر بغرائز الناس، وشهواتهم، يتاجر بلهوهم وجدهم، وحزنهم وفرحهم وهزلهم، وكل ما يعود عليه بالمال، الذي هو إله اليهود على الحقيقة.

    وتحتل لعبة كرة القدم شعبية كبيرة عالميا، فكيف لا يكون لليهود دورٌ فيها؟!

وقبل الكلام عن حكم الشرع في هذه اللعبة؟!، ننوه عن فكرة البرتوكول الثالث عشر، أو اللغم الثالث عشر!

    فيتكلم عن السيطرة على عواطف الأمميين من غير اليهود، وذلك من خلال الضغط عليهم اقتصاديا حتى تكون هناك معاناة يومية في البحث عن رغيف الخبز، ثم تهيئ الصحف التي في الظاهر أنها تخدم بكلمتها الشعوب، تهيئهم لمناقشة أمور مفتعلة، المقصود منها تهيج الناس، لكي تنخرط في الكلام في السياسة، والسخط على الحكومات، ثم إذا ما تشبعت الجماهير من الكلام في السياسة، تم جرها إلى الفن والرياضة وشتى الملاهي، لتستيقظ في الصباح على نكد البحث عن رغيف الخبز، ثم ترمي الحكومات بأنها السبب في هذا البلاء، ثم تهرب من هذا كله، بوضع مالها الذي كسبته بجد وتعب، في متابعة الملاهي والفنون وسائر ما وضعه اليهود لإلهاء الشعوب، ثم ... المتابعة في هذه الدوامة اليومية.

    وكما ترى أن الرياضة تمثل جزءا أساسيا في هذه الدوامة اليهودية.

وحتى لا يتشعب بنا الكلام، ننظر سريعا في حكم كرة القدم إذ هي المقصود الأول من هذه الكلمة.

والأصل أننا في هذا المقام أنه يحكمنا شرع مطهر، لا يتلاعب بنا هوى أو عاطفة.

فالمسابقات المشروعة في الإسلام لها شروط، منها: عدم اشتراك المتسابق في ثمن الجائزة، وإنما يتكفل بها طرف ثالث لا يشارك.

    وتكون المسابقة في ثلاثة أمور بينها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا سبق إلا في نصل، أو خف، أو حافر" [رواه الترمذي وغيره بسند صحيح].

فإن كانت مسابقات المبارزة والرماية، وركوب الخيل، والجري والعدو، من غير عوض (جائزة) يشترك فيها المتسابقون، فلا بأس، وأما خلاف ذلك فلا يجوز.

   وكما ترى أن كرة القدم ليست في هذه الثلاثة، فضلا عن شرط الجائزة.

كما أن قانون هذه اللعبة يحتم مخالفة بعض ما جاء به الإسلام، ككشف الفخذ، فإنك لا ترى لاعب كرة إلا وهو مكشوف الفخذ، وهذا يحرم على المسلم من غير ضرورة، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الفخذ عورة"، وقوله صلى الله عليه وسلم: " لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد ولا تفضي المرأة إلى المرأة في ثوب واحد " . [رواه مسلم].

وكذلك هذا القانون الكروي، يرغم لاعبيه بالرضا بالحكم بغير ما جاءت به الشريعة، فالشرع جاء بالقصاص في القتل والجروح، قال الله تعالى: { وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة : 45 ].

   فهذا في شرع الله الحكم العدل، أما في قانون الكرة والفيفا!، أن من كسر سن صاحبه أو كسر رجله، أو شج رأسه، فعقابه الكارت الأحمر، ولو شدد عليه الحكم أوقفوه عن اللعب!.

   فضلا عن زرع الحزبية والشقاق بين الشعوب والأمم، بل بين أبناء الأمة الواحدة، والشعب الواحد، وما ذكر التحزب في الشرع إلا بالذم، قال تعالى: { فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}. [المؤمنون : 53].

وقال سبحانه: { مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}. [الروم : 32].

وتقول أم سلمة رضي الله عنها: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تبرأ ممن فرق دينه وتحزب".

   وأنت ترى اليوم هذا التحزب الذي يدفع صاحبه للحسد والغل، بين من يزعمون أنهم يتحلون بالروح الرياضية، فهذا يشجع نادي الأهلي، وذاك يشجع الزمالك، وثالث يشجع الإسماعيلي، وهكذا...فضلا عن من يشجع أندية الدول الكافرة.

    وهذا كافي في زرع النفاق في القلوب، فلو قلنا أن كأس العالم القادم سيكون فيه لقاء بين مملكة التوحيد والسنة (المملكة السعودية)، ومملكة الإلحاد والشيوعية (روسيا) ونتيجة هذا اللقاء ستحدد صعود المنتخب المصري في حالة إن فازت (روسيا)، فقل لي بربك أين سيكون قلبك في هذا المقام، وهل ستحب لأخيك ما تحب لنفسك؟ وهل ستوالي المسلم، وتتبرأ من الكافر؟ اترك لك الجواب.

     وأيضا: ولعله من أعجب فتن هذه اللعبة، أن متابعيها من شريحة المجتمع المطحون، تراه لا يستنكف من انفاق المليارات على لاعبي ومدربي هذا الرياضة، بل ترى عندهم حالة غريبة من الرضا، بضياع كل هذه الأموال التي هم في حاجة ماسة لها من أجل أكلهم، وتعليمهم، وعلاجهم، و...

ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعا وهات، وكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال". [رواه البخاري] .

  فإضاعة المال حرام في الإسلام، فكل تلك الملايين تنفق على لاعبين من شعوب تشكو الفاقة والفقر، وبالطبع الذي يجلس خلف طاولة الفيفا يهوديا، والذي يجلس خلف طاولة إدارة أشهر نوادي العالم يهود، ومن تتبع الأمر بإخلاص وتجرد علم صدق ما أقول، أما من أعماه تعصبه فلن يرى شيئا؛ حتى لو قيل له أن أول دوري مصري أنشأ سنة 1948، في نفس العام الذي قامت فيه دولة لليهود متاخمة لمصر، وضاعت من أيدي المسلمين أرض فلسطين، فالقوم يبنون دولتهم التي هي من النيل إلى الفرات!، ونحن نحتفل بأول دوري للعب كرة القدم!. فالأمر لله وحده.

    هذا؛ وإني لا أدري كيف يرضى الحر، فضلا عن المسلم، على أن يباع ويشترى - ولو مجازا - ، ويعرض للمزايدة في سوق نخاسة كرة القدم؟

فالأمر عظيم، والكلام يطول في بيان مفاسد هذه اللعبة، بيد أن العاقل يكفيه الإشارة، وموجز العبارة.

ويكيفك أن تعلم أنه وصل من مكر اليهود تلميع لاعبي هذه الرياضة إلى أن وصل أحدهم حتى أصبح رأس الدولة الليبيرية، ف " جورج ويا" الرئيس الحالي لدولة ليبيريا، كان لعيبا للكرة سابقا، فما هي مؤهلاته العلمية والسياسية التي أوصلته إلى هذا المنصب الحساس الذي يجعله متحكم في مصير ملايين من شعبه؟! فتأمل!

   أما حالة هذا اللاعب المذكور، وغيره ممن ينتمي إلى هذه الأمة المرحومة، فقد أصبحوا فتنة لبعض أبناء الأمة، فهناك من يتابعهم في أفعالهم، كسجودهم للشكر عند إحراز هدف، وهم كاشفو العورة، مع عدم تحري اتجاه القبلة، هذا إن قلنا أنه يجوز سجود الشكر من أجل اللعب!.

وغلا بعضهم فيه فقالوا: أنه سبب في إسلام جماعة من نصارى الغرب بأخلاقه، فصوروا أن الدعوة إلى الله تكون بالأخلاق وليس بالعلم والبصيرة، وفق نهج الرسول صلى الله عليه وسلم،وليس على نهج الفيفا وسلوك صانعي الألعاب!.

   وهم في نفس الوقت يمدحون لاعبا أخر غربيا، ليس على ملة الإسلام، ولكنه يتمتع فيما يظهر للناس بحسن الخلق!.

  فما الفرق هنا إذا كان الميزان هو الأخلاق!، من أن يتنصر بعض أبناء المسلمين بسبب اللاعب الآخر؟

   ولعل ظهور هذا اللاعب المسلم وتلميعه بهذه الصورة هو من مكر اليهود، عندما ظهر لهم أن الأمة تبحث عن أي نصر!، بعد نجاح عملائهم في الصحف والفضائيات في زرع اليأس والهزيمة والإحباط في الناس، فصنعوا لهم بطلا - من ورق - يلتفون حوله، ويتوهمون أن النصر أصبح على الأبواب، وأننا أوشكنا على الملحمة الكبرى، والفتح العظيم الذي بشرت به نصوص الشريعة!.

    واليهود قوم قامت تجارتهم على معاناة الأمم، ولذا هم يحاولون تعميق وإطالة ظروف المرض، ولو بزرع الوهم وتلميعه في عيون محبيه.

  هذا؛ ولا أتخيل أنه طال بنا الكلام، وضاع منا كل هذا الوقت، ونحن نتكلم عن اللعب، وهو من أمور الدنيا، ونحن نأمل أن نكون من أبناء الآخرة، قال تعالي: { اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} . [الحديد :20 ].

  وفي الختام أنبه إني لم أقصد ذكر هذا اللاعب للطعن في شخصه، أو توجهه أو دينه، فلعله عند الله أفضل ألف مرة من كاتب هذه الكلمات، غفر الله لنا وله، وختم له بالصالحات، ووقاه الله شر الشيطان وشركه، وإنما المقصود تسليط الضوء على مفاسد هذه اللعبة، ومكر اليهود بفتنة بعض أبناء أمة الإسلام من خلال بعض أبنائها، ومن خلال تزيين الباطل لهم، وزرع الفرقة والتحزب بينهم.

والله من وراء القصد ، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وكتب

أبو صهيب وليد بن سعد.

القاهرة 7  / 8 / 1439 هـ

23 / 4 / 2018

من أجل ذلك يأكلون الفسيخ!


    من أجل ذلك يأكلون الفسيخ! 

      الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
   فقد ذكر ابن القيم - رحمه الله - وهو يتكلم عن أعياد النصارى، وأنها محدثة، ليست من شريعة عيسى - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام -، منها: أنهم قدموا الصيام من الصيف الحار، إلى الربيع المعتدل، وزادوا عليه عشرة أيام كفارة لهذا، فأصبح أربعين يوما، ثم زادوا عشرة أيام أخر، كفارة عن هرقل!.
      فاليهود لما دخل الفرس بيت المقدس، اجتمعوا معهم على قتل النصارى وإذلالهم، فلما كُتب لهرقل - وكان نصرانيا - النصر على الفرس، نذر أن يحج إلى بيت المقدس ماشيا!، فاستقبله اليهود في بعض الطريق، وأخذوا منه العهود والأمان، فلما دخل بيت المقدس وقابل النصارى أعلموه ما فعله اليهود وطالبوه بالانتقام منهم، فقال: أنه يخشى خلف العهد لأنه حرام، فقالوا: نصوم عنك كفارة لهذا عشرة أيام من كل سنة، وزاد أهل مصر بعدم أكل كل ما فيه حياة في هذا الصيام، فخلف هرقل العهد، وقتل اليهود حتى أصبحوا  كالتلة، وهذا أصل ما يعرف بالصيام الكبير عند النصارى، أن أصله ثلاثين يوما، زادوا عليه عشرة أيام لتحويل الصيام إلى الربيع، وعشرة أيام كفارة عن هرقل، وأن أهل مصر يأكلون بعد هذا الصيام اللحوم والأسماك بعد أن كانت محرمة عليهم.
     فهذا حال دين هؤلاء النصارى، وما فيه من التبديل والتحريف، وأن أكل هؤلاء للأسماك واللحوم في هذا اليوم دين وقربة.
   فما حجة المسلم إن سُئل يوم القيامة عن تخصيص هذا اليوم لأكل السمك؟
نسأل الله العصمة من الزلل وفهم حقيقة الدين.
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد.
القاهرة  23 / 7 / 1439 هـ
9 / 4 / 2018


الأحد، 4 مارس 2018

الإلحاد .. وحبة بن حتاتة!.


الإلحاد .. وحبة بن حتاتة!.


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
    فقد كنت منذ صغري أحب القراءة، بيد أنه لم يكن يَستهويني قراءة ما يُقبل عليه من هو في سني!، ففي الوقت الذي كان يُقبل طلاب المرحلة الابتدائية على قراءة قصة "السلحفاة والأرنب" وما في معناها، كان أميل إلى قراءة "عقلة الأصبع" و"رحلة إلى باطن الأرض"، وهذه القصص الطويلة.
وفي المرحلة الإعدادية كان الإقبال من محبي القراءة على قراءة "رجل المستحيل" و"فلاش"!، أما أنا فكنت أذهب إلى مكتبة الطفل المتنقلة! - هي لا وجود لها الآن - وكانت تَضم مجموعات قصصية شيقة، أذكر منها كتابًا لمؤلف لبناني، وضع فكرة في هذا الكتاب بحيث أنك لا تنتهي منه أبدا!، ولو كنت تقرأ فيه يوميًا على مدار سنوات عمرك!!.
   المهم، أني لما أوشكت بلوغ المرحلة الثانوية، لم يكن يشبع رغبتي قراءة القصص الموضوعة، وبدأت اهتم بأمور أخرى مثل حل الكلمات المتقطعة!، حتى وقفت عند أختي الكبيرة على كتاب " قصص الأنبياء" للحافظ ابن كثير - رحمه الله - ، ولم يكن في الثمانينات ما يوجد اليوم من تحقيق الكتب، وذكر ما فيها من الصحيح والضعيف في الحاشية، غاية ما هنالك تخريج الآيات والأحاديث، بذكر هذه الآية في سورة كذا، وهذا الحديث أخرجه فلان وبس، من غير بيان لحال الحديث أو رواته.
ومع ذلك استطعت من منهج "ابن كثير" في كتابه، أن أتبين حال بعض القصص المذكورة في الكتاب، خاصة ما جاء ذكر طرفا منها في القرآن، فتعلمت في هذه الفترة نتفا من علم الجرح والتعديل، وعدم قبول الخبر المنكر الذي يخالف ظاهر القرآن، وأن الأصل في الأخبار والأحاديث أن تسند لقائلها ولا تكون مرسلة.
تعلمت هذا .. وما دخلت كتاب "قصص الأنبياء" إلا لإشباع شهوة الإطلاع والقراءة!.
فكان مما علق في نفسي من كلام الحافظ ابن كثير - رحمه الله - أنه ذكر قصة طويلة.. ممتلئة بالأحداث الشيقة والغريبة في نفس الوقت، واستمر يَسرد تفاصيل هذه القصة في عدة صفحات!، ثم عقب بعدها بقوله : وهذه من رواية "حبة بن حتاتة"، وحبة لا يساوي حبة! (1)، ثم دخل في قصة أخرى، فقرأت القصة مرة أخرى، لعل "ابن كثير" ذكر كلمة يبين فيها صحة أو ضعف القصة، فلم أجد غير قوله: وهذه من رواية "حبة بن حتاتة"، وحبة لا يساوي حبة!.
فلم أكن أدري، ماذا يقصد بهذه الكلمة الموجزة؟
..وأكملت قراءة الكتاب حتى أنهيته.
    ولكن هذه الكلمة كانت أسمعها في أذني بعدها كثيرًا: "حبة لا يساوي حبة"!، ولا أدري هل "ابن كثير" يُقرّ هذا الكلام أم يُنكره؟
  حتى وقع في قلبي أنه يَنبغي عدم التحدث بتفاصيل هذه القصة إلا بعد معرفة صحتها من ضعفها، وكذلك الحال في باقي ما تعلمت من أسلوب "ابن كثير" من نسبة الكلام إلى قائله، وإنكار ما يخالف ظاهر القرآن، و...
ثم دخلت سنة 1994، وظهرت فيها أشد فكرة إلحادية على الإطلاق في مصر، وهي ما سميت إعلاميًا "بعبادة الشيطان"!!.
وكان من قدر الله أني كنت على مقربة ممن نقل هذه الفكرة من أمريكا إلى مصر، وكان أكثر جلوسي وتسكعي مع هؤلاء، وكان منهم أُناس أبائهم من علية القوم، من أصحاب الثروات، والمناصب، وعضوية مجلس الشعب.
   وكان يعجبني ساعتئذ أسلوب هؤلاء في تضيع الوقت والمرح!، وإنهم يحبون الخصوصية وعدم الاختلاط مع الناس، هذا مع حبي للبحث عن جديد يشبع رغبتي في المعرفة والثقافة = إذ أن هؤلاء أبناء قادة ومشاهير، فلابد أن عندهم جديد مما لا تستطيع أن تقف عليه في كتاب!، ولكن من خلال التجربة والاختلاط!.
وبدأت تظهر بعض النقاشات والشعائر التي كانت بالنسبة لي في هذا الوقت "روشنة وتميز"!، ثم جاءت الليلة التي حدثني أحدهم بفكرة لماذا لا نعبد الشيطان؟!
فنزلت هذه الفكرة علي كالصاعقة، وتركت من كان يتكلم معي بلا نقاش أو جدال، وذلك لقوة الوارد الذي سبب صدمة، ثم انصرفت إلى بيتي، والذي كان يَبعد عن هذه المنطقة عدة محطات، ولم أركب تاكسي ليلتها كعادتي، خوفًا من أن أُحدث السائق بهذا الكلام!، فيقتلني!، ومشيت بمفردي في الشارع ، فكانت الساعة حوالي الثانية ليلًا، وفي الشتاء، وبعد أمتار أخذتني رعدة وهستريا من البكاء، لم يَنقطع حتى بعد وصولي للبيت، فلما رأتني أمي - رحمها الله - أبكي، أخذت تسألني، هل هناك من ضربك؟ هل ...؟ هل ...؟
وهي - رحمها الله - تتعجب من شأني! فقد كنت في هذا الوقت في سن المراهقة، سن = تألم كيفما تشاء، ولكن لا تظهر ضعفك!.
   فبدأت تقرأ علي بعض القرآن، فسكنت نفسي قليلا؛ وذلك = لأن سبب بكائي كان خشيتي من الله أن يُسلط علي شيئًا يعذبني به؛ لا أدري ما هو؟ ولكنه سيعذبني عذابًا شديدًا، لأن فكرة عبادة الشيطان هذه كانت قوية في فلسفتها علي !- ولم أدري عن الفلسفة شيئًا يومها - ، وكانت تَرتكز فكرة عبادة الشيطان على حسن الظن بالله!، فمن باب حسن الظن بالله يجعلونك تَكفر به!!، وكانت أخاف أن استسلم للفكرة، وفي نفس الوقت كنت أخاف أن أتكلم بما قيل لي يومها، لأن من سأكلمه ليرد الأمر إلى نصابه، ويدفع هذه الفكرة الشيطانية، كنت أعلم أنه ربما يقع فريسة لما أعانيه، وبدلًا من البحث عن علاج لشخص واحد، يصبح الأمر كارثيًا، وذلك بسب انتشار هذا الفكر!.
   فعلت ذلك بفطرتي التي أثر فيها منهج "ابن كثير" - رحمه الله - من نكارة كل قصة أو كل كلام مهما كانت قوته، يخالف ظاهر القرآن الكريم، وأن أي كلام لابد أن يرد إلى صاحبه، حتى يتبين الحق فيه من الباطل.
   وهذه الفكرة كانت تخالف ظاهر القرآن، وأن صاحب هذا الكلام شابا يعيش في أمريكا، يعني: ممكن يكون اختلط عليه الأمر من معاشرة النصارى، فلعل هذا في دينهم، ولكنه ليس في ديننا!.
   وبهذا هدأت نفسي قليلا يومها، بيد أن الفكرة مازالت تراودني بين الحين والآخر، حتى بعد فضح هذه الجماعة، ومعاقبة الحكومة المصرية لأولياء أمورهم.
وبدأت أتتبع ما يُكتب في الصحف عن هذه القضية، لعلي أقف على جواب يُذهب حيرتي؛ إلا أن ما كان يُكتب حينها كلامًا لا يعالج الفكرة، ولكن يعالج الانحراف المتولد منها!.
  ثم مع كثرة التفكير، وعلمي أن هذا الكلام باطل بمنهج الجرح والتعديل الذي تعلمته من "ابن كثير" من حيث لا أدري!، ظهرت في عقلي فكرة أخرى هدمت هذه الفكرة ودفعتها.
   علمت بعدها بزمن طويل، عند بداية استقامتي أن هذا يُسمى فلسفة!، سواء الفكرة الشيطانية!، أو الفكرة المضادة!.
ثم لما منّ الله علي بدراسة العقيدة، وخاصة القضاء والقدر، ظهر لي سخافة هذه الفكرة وسطحيتها، وهذه القوة التي كانت تظهر بها لي وقتها، إنما سببها جهلي وتطفلي!.
ثم فهمت بعدها معنى كلمة "ابن كثير" : "حبة بن حتاتة" لا يساوي حبة، يعني ضعيف لا وزن له، ولا لما يرويه.
  وحتى يومنا هذا، في المنطقة التي ظهرت فيها هذه الحادثة، هناك من ينظر إلى بترقب!، ومنهم من يحاول ملاطفتي حتى يظفر بالسر الذي وقفت عليه في هذه المحنة.
وأصبح الأمر في بعض الأحيان أشبه بالشهرة والبطولة!، كالتي تحدث للمشاهير، وذلك أني كنت معهم ولم يُقبض علي!، وأني كنت أعلم جميع أسرارهم!.
والحق أنه كان سرًا واحدًا، لم أحدث به أحدًا قط، حتى بعد تمكني من رد هذه الشبهة، فالباطل يقضى عليه بعدم الخوض فيه، والذي تفهمه أنت لا يستطيعه غيرك، والقلوب ضعيفة والفتن خطافة، والمعصوم من عصم الله.
   فمن وقف على شيء من هذا البلاء فليدفنه ولا يُظهره، وخاصة في مواقع التواصل، فإنه ربما دخل الرجل ليستأنس بكلمة في السنة من أحد الإخوة، فوقف على كلمة لك في رد شبهة، هذه الشبهة هو لم يقف عليها يومًا أبدًا، إذ أنها لكاتب مغمور، أو كتاب لم يُعرض إلا بضعة أيام في معرض الكتاب، ثم بعدها لو فتشت عليه بالمناقيش فلن تجده!.
فالحذر من حيث نفسد، ونحن نريد الإصلاح، والسلامة لا يعدلها شيء.
هذا؛ ويعلم الله أني ترددت كثيرًا قبل كتابة هذه الكلمة، وكم كنت كارهًا لها = لما فيها من شغل القارئ بنتف من حياتي!؛ بيد أني وجدت بعض إخواني تسرعوا في نشر شبه الملاحدة!، وأسماء كتبهم!، وصفحاتهم!!، حتى أصبح الأمر أشبه بالمسابقة!.
ومع ذلك لا تجد ردًا وافيًا، إنما هو التعالم والعجب بفصاحة اللسان وما أشبه!، فكانوا كالذين يعرضون الشبهة نقدا، ويردونها نسيئة، وكل ما يزيغ عن الجادة بسب كلامهم وتصدرهم، أثمه عليهم.
  نسأل الله - عز وجل - بلطفه وجوده، أن يلطف بنا، ويتغمدنا برحمته، ويرزقنا والمسلمين فهم حقيقة الدين، ويرزقنا برد اليقين.
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 14 / جماد آخر / 1439
2 / مارس / 2018

الهامش
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): الراوي اسمه حبة بن جوين، وجرح الحافظ ابن كثير له كان في البداية والنهاية وليس في قصص الأنبياء، ف "حبة بن حتاتة" تصحيف بلا شك، ولعل هذه العبارة أدرجت في طبعة الكتاب من محققه، أو أني وهمت لطول الفترة، فالعلم عند الله. 



الأحد، 31 ديسمبر 2017

إعلام المسلمين بحرمة الاحتفال بأعياد الكافرين


إعلام المسلمين بحرمة الاحتفال بأعياد الكافرين 

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

    عن أنس بن مالك، قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال : ما هذان اليومان ؟ قالوا : كنا نلعب فيهما في الجاهلية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما : يوم الأضحى ، ويوم الفطر". [أخرجه أحمد وأبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني].
     فكان أهل مدينة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل مقدمه عليهم بالإسلام، كانوا يحتفلون ويعظمون يومان، وهما:  "يوم النيروز ويوم المهرجان" وهما من أعياد الفرس، وكانوا على المجوسية ـ يعبدون النار ـ، والمجوس يومئذ أمة قائمة لها دولة عظيمة مرهوبة(1)، فلما قدم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة ورأى هذا، نهاهم عن الاحتفال بأعياد هؤلاء الكفار، وذلك لأن الأعياد من جملة الشرع الذي أنزله الله ـ عز وجل ـ،  وبَين لهم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الله أبدل أهل الإسلام بعيدين هما أفضل من أعياد هؤلاء الكفار، ألا وهما : "يوم الفطر ويوم الأضحى "، فمن خرج عنهما فقد عصى أبا القاسم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وخالف سنة أهل الإسلام.
      هذا، وما سمي العيد عيدًا إلا لأنه يعود في كل عام في نفس الموعد، ووجه الاحتفال بيوم الفطر = هو فرح المسلم بإتمام صومه، وقد وعده الله ـ عز وجل ـ بمغفرة ذنبه إن صام شهر رمضان إيمانا واحتسابا، وكذا في يوم الأضحى = يفرح بحجه ومغفرة الله ـ عز وجل ـ لذنبه، وخاصة بعد يوم عرفة الذي صيامه كفارة لسنتين، والله أعلم.
     وعليه: لو سُئل الذين يشاركون الكفار في أعيادهم من المسلمين، وخاصة الذين يشاركون النصارى في الاحتفال بعيد الميلاد "الكريسماس"!، ما المناسبة التي تعود عليك في كل سنة في نفس الموعد وتجعلك تحتفل بهذا اليوم وتعظمه؟
   أهو فرحك بزعم هؤلاء الكفار أن الله أنجب ولدًا في هذا اليوم ـ سبحانه وتعالى عن قول الكافرين علوا كبيرا ـ ؟!
أم الرضى بقولهم أن له صاحبة؟!
   وما هو المعتقد الذي جعلك ترجح كفة نصارى الغرب = فتحتفل معهم في كل عام في رأس السنة الميلادية بمولد "ابن ربهم"!، على كفة نصارى الشرق الذين يحتفلون بمولد "ربهم" بعد سبعة أيام من دخول السنة "7 يناير"؟!
فالقوم ليسوا على خلاف في موعد عيد الميلاد فقط ، بل في من هو المولود!   
هل هو الله؟ كما هو معتقد نصارى الشرق!
أم ابن الله .. كما هو معتقد نصارى الغرب؟!.
  فالخلاف والشقاق بين هؤلاء النصارى قائم ظاهر، حتى أنه يكفر بعضهم بعضا بسبب ذلك، وصدق الله العظيم إذ يقول : {ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (36) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [مريم 34 : 37 ] .
   فالقوم مختلفون فيما بينهم في ربهم من هو؟، حتى في قضية صلب المسيح ..هم مختلفون عليها أيضا، وفي أي وقت صلب على حسب تناقض الأناجيل.
    أما معتقد المسلم، فالأمر كله كفر وضلال، فعيسى ـ عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ـ لم يُقتل ولم يُصلب، قال الله تعالى: { وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}. [النساء 156 : 158 ].
فهؤلاء قوم ضلوا فاختلفوا على ربهم، فما لنا ولهم؟
 ولله در القائل:
عجبًا للمسيح بين النصارى ... وإِلى أي والدٍ نسبوه!
أسلموه إِلى اليهود وقالوا ... إِنهم بعد ضربه صلبوه
فإِذا كان ما يقولون حقًا ... وصحيحًا فأين كان أبوه؟
حين خلّى ابنه رهين الأعادي ... أتراهم أرضوه أم أغضبوه؟
فلئن كان راضيًا بأذاهم ... فاحمدوهم لأنهم عذبوه
ولئن كان ساخطًا فاتركوه ... واعبدوهم لأنهم غلبوه.  
   هذا؛ وقد جاءت شريعة الإسلام بتغليظ الوعيد لمن شارك أهل الملل الكافرة، في عبادتهم وأعيادهم، ومن تشبه بهم ووالاهم.
قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين}. [المائدة : 51 ].
قال الشنقيطي ـ رحمه الله ـ في تفسيره: "ذكر في هذه الآية الكريمة، أن من تولى اليهود والنصارى من المسلمين، فإنه يكون منهم بتوليه إياهم، وبين في موضع آخر أن توليهم موجب لسخط الله، والخلود في عذابه، وأن متوليهم لو كان مؤمنا ما تولاهم، وهو قوله تعالى: {ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون، ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون}[المائدة : 81]. [أضواء البيان 1 / 412. دار الفكر].
    وقال عز وجل: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم}[المجادلة : 22].
    فموالاة هؤلاء الكفار تستجلب ودّهم والفرح بما يفرحهم، والحزن عليهم ولهم، وهذا كله موجب لسخط الله، والتعرض لعذابه الأليم.
    هذا؛ ولما كان الكفر ملة واحدة ـ وإن اختلفت أسماء وتوجهات أصحابه ـ فمازال الذي يُفرح أهله شيء واحد، والذي يحزنهم أيضا شيء واحد، وهو: كسر الإسلام وأهله ، أو عزة الإسلام وأهله، وهذه حقيقة يجب أن تكون في قلب كل مسلم، قال الله تعالى: { وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ } [البقرة:109]، وقال سبحانه: { وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً } [النساء:89] وقال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون ) [آل عمران     : 118].
  فقضية الموالاة التي يستهين بها بعض المسلمين اليوم، ولا يرفعون لها رأسا، ويظنون أنها من التشدد!، قضية خطيرة، إذ أن الموالاة في الحقيقية لا تكون إلا للدين، وقد بين القرآن هذا، فقال سبحانه: { وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ }[ الأنفال : 73]. وقال تعالى: { وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض} [الجاثية : 19]، هذا في شأن أهل الكفران، أما أهل الإيمان، فقال الله تعالى فيهم: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعضٍ يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم} [التوبة : 71]
   وقال تعالى: { وَمَن يَتَوَلَّ الله وَرَسُولَهُ والذين آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الغالبون } [ المائدة : 56 ].
   فالولاء والبراء لا يكون إلا للدين، فنتولى أهل الإيمان والإسلام، ونتبرأ من أهل الكفر والعصيان، حتى أنه صحت في سنة نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ حادثة عجيبة في هذا الشأن، ففي الصحيحين أنه أمر ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقتل الوزغ(2)، وجاء في صحيح مسلم ترتيب الأجر لمن قتله في الضربة الأولى، وأن من قتله في الضربة الثانية له أجر أقل، ومن قتله في الثالثة أجره أقل من صاحب الضربة الثانية. فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "من قتل وزغا في أول ضربة كتبت له مائة حسنة، وفي الثانية دون ذلك، وفي الثالثة دون ذلك". ، أما العلة في قتله =  فإن نبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخبر : "أن إبراهيم لما أُلقِيَ في النار؛ لم يكن في الأرض دابة إلا أطفأت النار عنه؛ غير الوزغ؛ فإنه كان يَنْفُخُ عليه, فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بِقَتْلِهِ" .[رواه البخاري، اللفظ لابن ماجه].
فتأمل! ـ يرحمك الله ـ كيف يكون الولاء لإبراهيم ـ عليه السلام ـ بتعجيل قتل من أذاه، وإن كان من الدواب التي لا تعقل!.
  وقد كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعلن عدم موالاة هؤلاء الكفار، وذلك بمخالفتهم.
   فقال صلى الله عليه وسلم : "إن اليهود، والنصارى لا يصبغون، فخالفوهم".[متفق على صحته].
   وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود " . [رواه الترمذي بسند صحيح].
  وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صلوا في نعالكم ولا تشبهوا باليهود" .[ رواه الطبراني وغيره، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3790)] .
   وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خالفوا المشركين أحفوا الشوارب ، وأوفوا اللحى" [رواه مسلم].
   وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان لأحدكم ثوبان فليصل فيهما فإن لم يكن إلا ثوب واحد فليتزر به، ولا يشتمل اشتمال اليهود" (3). [رواه أبو داود، وصححه الألباني].
 وفي الصحيحين، لما دخل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة، وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم عن ذلك ، فقالوا : هذا اليوم الذي أظفر الله فيه موسى، وبني إسرائيل على فرعون، ونحن نصومه تعظيما له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نحن أولى بموسى منكم ، ثم أمر بصومه".
   وهذا من الحق الذي كان عليه اليهود وقتئذ، لكن لما جاءت الشريعة بمخالفة هدي أصحاب الملل الأخرى، قال ـ صلى الله عليه وسلم: "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع"، فزاد على صيام اليهود يومًا.
والنصوص كثيرة في هذا الباب، حتى أنه قيل أن سبب نهى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الصلاة وقت شروق الشمس، وعندما تكون في كبد السماء ـ قبل وقت صلاة الظهر بسهمين ـ ، ووقت الغروب، أن العلة في ذلك = عدم التشبه بعباد الشمس في هذه الأوقات. فعباد الشمس كما تجدهم اليوم في جزر هايتي، تراهم يسجدون إليها في هذه الأوقات الثلاثة، فجاءت الشريعة بمخالفة سنة هؤلاء وإن لم يخطر على قلب المسلم هذا التشبه.
   ولعلك لا تجد مسلما لا يحفظ حديث : " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال ". [رواه البخاري].
    فإن كان التشبه بجنس آخر من نفس الديانة والملة يستجلب اللعن والطرد من رحمة الله،  فما بالك بالتشبه بملة أخرى، تنسب لله الولد، وتزعم أن له صاحبه؟! سبحانه وتعالى وعز وجل.
   وقد كان سلف هذه الأمة يكره حتى مجرد الخروج في يوم عيدهم حتى لا يكثر سوادهم.
   قال عَبْد اللَّه بْن عَمْرو ـ رضي الله عنه ـ : مَنْ بَنَى بِأَرْضِ الْمُشْرِكِينَ وَصَنَعَ نَيْرُوزَهُمْ وَمِهْرَجَانَهمْ وَتَشَبَّهَ بِهِمْ حَتَّى يَمُوت حُشِرَ مَعَهُمْ يَوْم الْقِيَامَة". [أخرجه البيهقي في الكبرى].  
   وعن طلحة بن مصرف(4)، قال : " إني لأكره الخروج يوم النيروز ، إني لأراها شعبة من المجوسية ، أو أرى إنسانا أو أرجوحة "[ حلية الأولياء (6356) ].
   وقيل أن من أسباب إخراج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الحيض والنفساء إلى صلاة العيد، وليس عليهن صلاة، فقالوا أن هذا: من أجل تكثير سواء المسلمين، وإلقاء الرعب في قلب الكافرين والمنافقين.
   فهذا هو هدي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قدوة كل مسلم، وأحق من يتبع، ومن خالفه وقع في الذل والهوان، يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " وجعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم".
تنبيه:
  لا يفهم مما مر ذكره، أن شريعة الإسلام تبيح استحلال أموال أو دماء أهل الكتاب الذين يعيشون في ديار الإسلام، أو التعدي على نساءهم، أو عدم أداء الحقوق إليهم، فإن هذا كله محرم في دين الإسلام، قال الله تعالى: { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين}[ الممتحنة : 8 ].
  فأمر ـ سبحانه ـ بالعدل معهم، وعدم الجور عليهم وظلمهم، ما داموا لم يحاربوا أهل الإسلام أو يخرجوهم من ديارهم.
   وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما". [رواه البخاري].
  فخلاصة الأمر:
  أننا يحرم علينا التشبه بأهل الكفر، كما يحرم علينا  مشاركتهم في أعيادهم، وأن نتولاهم، فنحب ما يحبون!، ونكره ما يكرهون!. وإنما الواجب علينا أن نتبرأ منهم، لما يحملون من معتقد فاسد في ذات الله ـ عز وجل ـ وأنبياءه، وما تحمله نفوسهم من العداوة للإسلام وأهله.
 وإنما نتولى ونحب أهل الإسلام، ونتمسك بهدي وسنة نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الفعل والترك، فلا نتشبه بهم، كما أننا لا نعتدي عليهم أو نظلمهم ما داموا ليسوا أهل حرب.
هذا؛ وأسأل الله أن يفهمنا حقيقة الدين، وأن يردنا إلى الدين ردا جميلا.
وكتب
وليد بن سعد
القاهرة 13 / ربيع آخر / 1439 هـ
31 / 12 / 2017
الهامش
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): قيل أن النيروز في رأس السنة القبطية، والمهرجان من أعياد الفرس، والتي تقع أرضهم اليوم، على نفس أرض دولة إيران، وما سميت فارس بإيران إلا عام 1935
(2): الوزغ: البرص، دابة من الزواحف، ومنها نوع سام.
(3):المقصود هنا: إن لم يكن عند المسلم إلا ثوب واحد، فليتزر به، فيجعله على نصف الأسفل ويصلى، ولا يشتمل كاليهود فيلف جسده كله بهذا الثوب، حتى أنه لا يتمكن من إخراج يده إلا من أسفله.  
(4) ثقة، كان من أقرأ أهل الكوفة وخيارهم. كان يحرم النبيذ، وكان عثمانيا يفضل عثمان على علي ـ رضي الله عنهما


الخميس، 15 ديسمبر 2016

التحذير من كتاب " أنتيخريستوس" !.


التحذير من كتاب " أنتيخريستوس" !.


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

    فإن من أكثر الكتب التي تجد رواجًا عند طائفة كبيرة من الناس، المؤلفات التي تتناول الكلام في الغيبيات، وعلامات الساعة، والكلام عن المستقبل بعموم، وقد حققت مؤخرًا نجاحًا كبيرًا سلسلة حلقات الرافضي " عبد الله هاشم " التي عرفت باسم "القادمون"!(1)، والتي بناها على نظريات شيخه الدجال"حسين عمران"، وتناولت هذه السلسة الكلام عن" المسيح الدجال" و"ظهور المهدي"، لما في ذلك من ترسيخ لمعتقدات الشيعة الروافض  في هذا الباب، وهذا النجاح الذي حققته هذه السلسلة، دفع البعض لتحقيق نجاح مماثل!، والذي بالطبع يتبعه نجاح مادي!.

     فالأمر ميسور! .. فالباب مفتوح على مصراعيه أمام كل من أراد أن يحقق ثروة!، المهم أن يتناول الكلام عن أشراط الساعة وعلاماتها، وأن يكون صاحب لسان يستطيع من خلاله رسم صورة ذهنية للقارئ أو المستمع، مع سعة خيال، وشدة إقناع، وحسن تلبيس، ثم يغلف هذا كله في المنتهى..بهالة دينية !، فيقتبس جزءًا من آية أو حديث، ليوهم القارئ أو المستمع أن هذا الكلام كله وحي من عند الله ـ تعالى ـ لا يقبل نقاش أو جدال!!.

     وقد هالني في الفترة الأخيرة  كتاب  " أنتيخريستوس" !، إذ وصلت طباعته إلى الطبعة الحادية عشر!، وهذا معناه أنه وصل طائفة عظيمة من المسلمين.
     فرأيت أن أتناوله بشيء من النظر حتى يعلم الناس حقيقة هذه المؤلفات التي تدفع بها دور النشر إلى السوق غير مهتمة إلا بالعائد المادي.
      يتكلم مؤلف الكتاب  عن " المسيح الدجال" ، حتى أنه سمى الكتاب باسمه "أنتيخريستوس"!، ثم زعم أنه كل ما سيذكره في كتابه حق لا مرية فيه، عرف أكثره عندما انخرط في الماسونية، وارتقى فيها درجة عالية!، وأن إفشاء هذه الإسرار ستكون سببًا في قتله!!.
     ثم ذكر بعض الحقائق التاريخية عن اليهود ومكرهم ومؤامراتهم، وصراع  المسلمين معهم، واتفاق نصارى الغرب مع اليهود على حرب أهل الإسلام ـ وإن كان في بعض ما ذكر نظر ـ  إلا إنه لو كان توقف عن هذا الحد، لكان حسنًا، ولشكرنا له صنيعه، فليس بنينا وبينه خصومة شخصية، ولكنه تجاوز الحد، وتعرض لبعض مسائل الدين، الذي يتقرب به الناس لرب العالمين.

     فالمؤلف ـ عفا الله عنه ـ طاش قلمه .. فذكر عدة أمور تخالف ما عليه عقيدة أهل الإسلام، منها : في (ص / 303) : " أن التوراة أملاها الله لموسى "(2).
 والذي عليه معتقد أهل الإسلام أن التوراة كتبها الله بيده. ثم لم يكتف المؤلف بهذا، بل وصف موسى ـ عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ـ بأنه اشتهر بسرعة الغضب، وكأنه دس أحدهم له عقيدة سيد قطب ـ قبحه الله ـ في كليم الرحمن ـ عليه السلام ـ .

    ثم أتى بشيء غاية في العجب، فذكر في (ص/ 301 وما بعدها ) :  آيات من سورتي "الأعراف" و "طه"، والتي فيها سؤال بني إسرائيل لموسى أن يجعل لهم إلهًا يعبدونه كما للقوم الذي مروا عليهم آلهة!، وحوار موسى مع هارون ـ عليهما السلام ـ حول عبادة بنو إسرائيل للعجل في غيابه، وسؤال موسى ـ عليه السلام ـ للسامري عن علة صنعه للعجل؛ فتجده يذكر لفظ الآية  كما هي في المصحف، ولكن يستبدل كلمة أو يزيد كلمة!.
    فقلت: لعله ذكر لفظ التوراة!، فرجعت إلى التوراة فلم أجد من ذلك شيئا، فضلًا عن كون التوراة تزعم أن صانع العجل كان هارون، وليس السامري!.
ففعل المؤلف لا يوصف إلا بالتلاعب بكتاب الله، ولا أزيد!.

    ثم ذكر المؤلف عدة تخرصات منها: في (ص/  294): " أن المسيح الدجال ولد من أمرآة يهودية أحبلها إبليس!، وذلك قبل زمن موسى ـ عليه السلام ـ!.
     وهذا الذي ذكره المؤلف لا يوجد عليه دليل في دواوين أهل الإسلام الصحيحة، بل في صحيح مسلم خلاف ذلك، فإن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شك هو وأصحابه في غلام يهودي كان يعيش في المدينة أنه هو الدجال، فهل كان يخفى عليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الدجال كان ابنا لإبليس، حتى يظن في "صافي ابن صيادٍ" هذا الفتى اليهودي أنه الدجال؟!   

   وفي (ص/ 295): زعم "أن الذي  تولى تربية " المسيح الدجال" في صغره، كان الملك "جبريل" عظيم الملائكة.. وكان يطعمه ويسقيه.. لبنًا وعسلًا وسمنًا!".
   ولم يذكر  المؤلف دليلًا على هذا الكلام(3)، إذ لا يوجد في الكتاب أو السنة ما يؤيد كلامه؛ وهذا الذي ذكره من الغيب الذي لا يعرف إلا بالوحي، وبالطبع المؤلف لا يدعي أن جبريل ـ عليه السلام ـ أخبره بذلك!، فليس أمامه إلا الثانية، وهي: أن يكون المؤلف كان حاضرًا معهما في الكهف وشاهد بأم عينيه إطعام جبريل ـ عليه السلام ـ للدجال .. اللبن والعسل والسمن!.

   وفي (ص/ 303): زعم "أن "المسيح الدجال" هو "السامري"!، وأنه سيقوم  بإحياء الموتى عند ظهوره في أخر الزمان بنفس الطريقة التي أحيا بها العجل في زمن موسى، وذلك باستخدام  أثر فرس جبريل ـ عليه السلام ـ !!.
وزعم في (ص/ 305): أن الدابة "الجساسة" التي ذكرها الله ـ سبحانه ـ في القرآن (4)، وذكرها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حديث طويل في صحيح مسلم، أنها من قبيلة من الشياطين تسكن غابات الأرض كلها!، يطلق عليها أهل هذا العصر اسمًا عجيبًا، وهو: "ذو القدم الكبيرة".. أو Big Foot "!!.
وأنها تعيش مع الدجال في جزيرة أسمها "جزيرة الثعبان" في بحر اليمن!!.
وأن الدجال سيمكث في كل قرية يمر بها أربعين يومًا؛ هكذا "في كل قرية" ، وليس في الأرض بعموم.

   إلى غير ذلك من المعلومات الحصرية التي لم يقف عليها قبل المؤلف أحد، والتي أكتسبها من  مكانته الرفيعة التي وصل إليها في الماسونية!(5)، وأن إفشاء هذه المعلومات ستكون سببًا في قتله!!.

    فالخلاصة: الكتاب ليس فيه إلا دجل وتخرصات، مع بعض الحق بالطبع؛ وهذه طريقة السحرة والدجاجلة من قديم، يأتي أحدهم بالكلمة من الحق، فيخلط معها مائة كذبة، فيروج لكل هذا الكذب، بكلمة الحق الوحيدة التي معه.
     وحتى المواضع التي لم تسعف المؤلف فيها " الحبكة الدرامية"!، ولم يجد لها مخرجًا، كالجواب عن من الذي قيد "الدجال" في الكهف بهذه الطريقة وهو بكل هذه القوة؟، اكتفى بقوله: " هذه قصة ليس من حقي أن أخبرك عنها"!. [انظر ص / 306].

    وأخيرًا أنبه:أنه ليس لنا شأن بنية المؤلف أو إخلاصه، فهذا أمر بينه وبين خالقه، ولكن المسألة لا تتعدي محاولة لتسليط الضوء على ظاهرة أصبحت تفسد عقائد الناس، وتشغل شباب المسلمين عن تعلم صحيح الدين، وتربطهم بالخرافة والمخرقة.
    وهذا الكتاب ليس إلا أنموذجًا للكتب التي تدفع بها دور النشر إلى السوق مستغلة شغف الناس لمعرفة الغيبيات، والتطلع للمستقبل، ولو أرادوا بالناس خيرًا لنشروا العلم الصحيح القائم على الكتاب وصحيح السنة، ولوقفوا حيث وقف من سبقنا من سلفنا الصالح.
    قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجعَل لَّهُ مَخرَجَاً وَيَرزُقهُ مِن حَيثُ لاَ يَحتَسِبُ وَمَن يَتَوَّكَّل عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسبُه} [الطلاق : 2 ـ 3].
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة  15 / ربيع أول / 1438
14 / 12 / 2016

الهامش ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): أقر "عبد الله هاشم" بتشيعه ورفضه في الحلقة الأولى من سلسلة (المرحلة الثالثة).
(2): المؤلف إذ ذكر نبيًا من أنبياء الله ـ تعالى ـ لا يصلي عليه ولا يسلم، وإنما يكتب: قال النبي "موسى"، قال النبي "داود" ، وهكذا...
(3): لم يذكر المؤلف من أول الكتاب إلى أخره أي مصادر اعتمد عليها.
(4): قال تعالى: { وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} [النمل : 82].
(5): زعم المؤلف  في (ص / 269) ، أن هناك فرق بين اليهود والصهاينة، حتى أن الصهاينة علي الصحيح لا تنسب إلى اليهود، وذلك لأنهم من سبط شرير، وهو السبط الثالث عشر لبني إسرائيل!!.