إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 24 مارس 2015

القرآنيون .. الفرقة المارقة !.

القرآنيون .. الفرقة المارقة!.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فإن مصادمة ما جاء به الشرع بشبه العقل، بدعة قديمة ظهرت في نهاية الدولة الأموية، وازدهرت في الدولة العباسية، وذلك مع بداية ترجمة كتب الفلسفة اليونانية وغيرها إلى العربية.
فاستحسن أهل الأهواء والبدع ـ وخاصة المعتزلة ـ ما يوجد في هذه الكتب، وبدءوا في استخدام هذه الفلسفات والجدليات في ترويج وتزييف بدعهم ونحلهم.
فتصدى لهم أهل السنة والحديث، وردوا عليهم بدعهم وشبهاتهم، نصحاً للمسلمين، وحفظاً لجناب الدين، حتى لا يدخل فيه ما ليس منه.
لأن إدخال شيء في الدين = كإخراج شيئا منه.
ولعل كتاب " تأويل مختلف الحديث في الرد على أعداء أهل الحديث " للإمام الأديب المحدث " ابن قُتَيْبة الدِّيْنَوَريْ " المتوفى سنة 276 هـ ـ رحمه الله ـ ، من أول الكتب التي تتبعت مقالات هؤلاء المبتدعة، وردت عليهم بالكتاب والسنة والعقل أيضًا، ومن النادر جداً أن تجد شبهة تسمعها اليوم لا توجد في هذا الكتاب!.
فلا جديد .. فمبتدعة اليوم ليسوا إلا بغبغاوات لمبتدعة الأمس!.

وكان كلما ظهرت فرقة جديدة بتأصيل جديد يخدم بدعتها ولا يعرفه السلف، انتصب لها عالم من أهل السنة يهدم باطلهم بنور الوحيين الكتاب والسنة، وفهم السلف الصالح من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتابعيهم بإحسان.
ولعل فارس هذا الميدان المشهور هو شيخ الإسلام " ابن تيمية " ـ رحمه الله ـ حتى أصبح مجرد ذكر اسمه فقط، يُلقي الرعب في قلوب المبتدعين والمنحرفين عن السنة، حتى يوم الناس هذا.
وكتابه " درء تعارض العقل والنقل " عمدة في هذا الباب الذي نحن بصدد الكلام عليه، فقد بَيّن في هذا الكتاب أنه لا يتعارض "عقل صريح مع نقل صحيح"، والأمر في منتهاه لا يتجاوز "السفسطة في العقليات، والقرمطة في السمعيات"، وهذا منتهى كل مبتدع خالف شيئا من الكتاب والسنة حتى في المسائل العملية والقضايا الفقهية (1).
وبَيّن ـ رحمه الله ـ في مقدمة كتابه أن: قاعدة تسليط العقل على نصوص الشرع، وجعله حكما عليها، يشبه ما وضعته النصارى من أمانتهم التي جعلوها عقيدة إيمانهم وردوا نصوص التوراة والإنجيل إليها.
وقد سبق شيخ الإسلام "ابن تيمية" ـ رحمه الله ـ في هذا الباب، إمام الأندلس " محمد بن حزم" ـ رحمه الله ـ إذ تحدى القائلون بهذه البدعة أن يأتوه بآية وحديث ظاهرهم التعارض وهو يوفق بينهم.
وأصل الفكر المعتزلي الداعي أن يكون العقل حكما على نصوص الكتاب والسنة، أصوله يهودية نصرانية فلسفية، فـ "الجعد بن درهم" ـ شيخ الطريقة ـ أخذ فكره عن "أبان بن سمعان"، وأخذها "أبان" عن "طالوت"بن أخت "لَبيد بن الأعصم": اليهودي الذي سحر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (2).
وكذلك أخذ "معبد الجهني" و "غيلان الدمشقي" ما كانا عليه من الزندقة والردة من رجل نصراني يدعى "أبو يونس سنسويه"، ويقال له "سوسن" (3).
وتأثر "حمدان بن هذيل العلاف" بأرسطو وأنبادقليس من فلاسفة اليونان.
وكان شيخهم "إبراهيم بن يسار النظام" في الأصل على دين البراهمة ـ مشركي الهند ـ .(4)
ولهذا تجرؤا على الذات الإلهية، وأفحشوا في القول، وذهب "أحمد بن خابط" و "الفضل الحدثي" ـ من أصحاب النظام ـ إلى القول : "بإن المسيح هو الذي يحاسب الخلق في الآخرة!، وأنه هو الكلمة القديمة المتجسدة في الجسد الجسماني"(5).
قلت: وهو عين عقيدة النصارى.
وقد وجد أعداء الأمة الإسلامية من أهل الصليب وغيرهم، بغيتهم في هذه الفرقة المنحرفة، فساعدوا رجالها ولمعوهم، وقدموهم للأمة على أنهم أهل الفكر والنظر والمنطق!. 
ففي نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، بدأت تغزو الهند الدعوة إلى الاعتماد على القرآن ونبذ السنة في التشريع الإسلامي، على نحو ما قررته بعض فرق المعتزلة الأول، وتحديداً في القرن الثاني الهجري، وعرفت الفرقة الهندية الجديدة باسم "أهل القرآن!" أو "القرآنيين!!".
وزعمت أن القرآن وحده هو المصدر الوحيد للتشريع، ولا حاجة للسنة النبوية، إذ أن معظمها مكذوب !!(6)
فما كان من الاستعمار البريطاني الصليبي في ذلك الوقت ـ والذي كان في حرب مع أهل هذه البلاد من المسلمين ـ إلا أن يُساند ويَدعم زعيم هذا الفكر" أحمد خان" ومنحه لقب سير!، ليصبح " السير أحمد خان" الذي وقف ضد ثورة أبناء بلاده من الهنود ضد المستعمر الصليبي سنة 1857، وزعم نفي شرعية الجهاد لنشر الدين!، وذلك من أجل تسكين الثوار.
فكان له ما أراد، وانتهت الثورة، وفتك المستعمر بالمسلمين فتكاً ذريعًا، ثم أكرمه البريطانيون بعدها بلقب "صاحب نجمة الهند"، كما عيّن زميلاً وعضو شرف في الجمعية الملكية الآسيوية في لندن، وعيّنوا له راتباً شهرياً...
وبعد ذلك، أخذ "أحمد خان" على عاتقه نشر الثقافة الغربية بين المسلمين، معتبراً أن ذلك من أهم وسائل إصلاح أحوالهم.
وفي سنة 1862م، نشر شرحًا واسعًا للإنجيل، ليكون أول مسلم يقوم بهذا النوع من البحث.
ثم جاء تلميذه من بعده "سيد أمير علي" ليحل زواج المسلمة بالكتابي!.(7)
ويُعد " أحمد خان" أوّل من اختط طريق التعويل على القرآن فقط في العصر الحديث، وفهمه فهماً عصرياً، والتشكيك بالأحاديث والأخبار، والدّعوة لغربلة التراث!.
ثم تبعه على هذه الزندقة والردة جماعة منهم:
1 ـ "عبد الله بن عبد الله الجكرالوي" ـ مؤسس جماعة أهل الذكر ـ ، ولد بمقاطعة البنجاب الباكستانية في نهاية العقد الثالث من القرن التاسع عشر الميلادي. كان بارعاً في المناظرة والجدل، كثير الإهانة للتراث الإسلامي، ألف كتب يَنشر من خلالها ضلاله وفكره، منها : " البيان الصريح لإثبات كراهة التراويح" ، و" رد النسخ المشهور في كلام الرب الغفور" ، و" تفسير القرآن بآيات الفرقان"، وغيرها، وتلقفته أيدي الاستعمار البريطاني بالرعاية والمساعدات المادية كما فعلت بصاحبه في الطريق " أحمد خان"، وانتهى به الحال إلى أن شرّع لأنصاره طريقة جديدة للصلاة، وقال: إن الأذان والإقامة بالشكل الذي يفعله المسلمون بدعة!.
2ـ "أحمد الدين الأمرتسري" مؤسس فرقة "الأمة الإسلامية"، والمولود سنة 1861م بمدينة آمرتسر بالهند.
كان ناقداً لاذعاً لنظام الميراث عند المسلمين، وغير ذلك، وقد توفي سنة 1936م.
3ـ "حافظ محمد أسلم جراجبوري"، ولد سنة (1880م)، وكان من أركان القرآنيين البارزين، وكاتباً لأحد الأعمدة الرئيسية لصحيفة بيسة اليومية التي كانت تصدر في لاهور بباكستان، وعمل محاضراً في جامعتي عليكرة، والمليّة.
ومن مؤلفاته: "الوراثة في الإسلام، تاريخ الأمة الإسلامية، عقائد الإسلام".
توفي في نهاية عام 1955 في الهند، وكان قبلها، وتحديداً سنة 1947، قد هاجر إلى دولة باكستان عند قيامها، لكنه عاد إلى الهند بعد مدة قصيرة لعدم وجود جو مناسب له.
4ـ "غلام أحمد برويز" رئيس جمعية أهل القرآن، ومؤسس حركة طلوع إسلام. ولد سنة 1903م بالبنجاب الشرقية في الهند، أصدر سنة 1938 مجلة "طلوع إسلام" دون تسجيلها باسمه الخاص. وكان يمتاز بالاطلاع الواسع على الأفكار الأوربية، ويرى وجوب صبغ الإسلام بها، وبالإضافة إلى ذلك يعتقد أن النظريات العلمية حقائق لا تقبل الجدل والمناقشة، لذا يجب تفسير القرآن بمقتضاها!، مثل القول بالتطور في وجود الخلق (نظرية داروين)، وإنكار خوارق العادات.
ويعتبر "برويز" أكثر القرآنيين كتابة وتأليفاً، حتى أسماه البعض (مؤلف الحركة القرآنية)، أفتى ما لا يقل عن ألف عالم من علماء الدين من باكستان والهند والشام والحجاز بتكفيره وخروجه عن ربقة الإسلام وقد توفي سنة 1985. 
5ـ "جعفر شاه بلواري" أحد زعماء جماعة "طلوع إسلام"، وأحد المكثرين في الكتابة عن آراء القرآنيين في الآونة المعاصرة. تقلد عدة مناصب حكومية في باكستان، وفي السبعينيات من القرن العشرين الميلادي، كان أحد أعضاء إدارة الثقافة الإسلامية بلاهور(8).
وما زالت هذه الفرقة حتى اليوم تزاول حركتها الهدامة في القارة الهندية تحت اسم "البرويزيين" ـ نسبة ترجع إلى "غلام أحمد برويز" ـ

أما خارج الهند، فظهر في مصر سنة 1898 م دكتور اسمه " محمد توفيق صدقي" ، ومعه رجل نصراني أسلم! يدعوان لهذا الفكر، ثم تبعهم جماعة من أشهرهم:
1ـ الماسوني " محمد عبده" مفتي الديار المصرية السابق، القائل: "لا يمكن لهذه الأمة أن تقوم مادامت هذه الكتب فيها (أي: الكتب التي تدرس في الأزهر وأمثالها)، ولن تقوم إلاّ بالروح التي كانت في القرن الأول، وهو (القرآن). وكل ما عداه فهو حجاب قائم بينه وبين العلم والعمل".
2ـ "محمد بخيت" الذي أجاز في أحد أبحاثه تولي غير المسلم سدّة الخلافة العظمى، بعد أن أنكر جميع ما ورد في السنة، وأوّل آيات القرآن تأويلاً يوافق مذهبه، تبريراً للحكم الإنجليزي في مصر آنذاك.
3ـ الخواجة "أحمد أمين" صاحب كتاب "فجر الإسلام" و "ضحى الإسلام" و "ظهر الإسلام" ، والذي بعث فيهم شبه المستشرقين وتباكى على موت المعتزلة!.
4ـ "محمود أبو رية" صاحب كتاب "أضواء على السنة المحمدية".
5ـ "أحمد زكي أبو شادي" صاحب كتاب "ثورة الإسلام"، الذي قال فيه (ص44): "هذه سنن ابن ماجة والبخاري، وجميع كتب الحديث والسنة طافحة بأحاديث وأخبار لا يمكن أن يقبل صحتها العقل، ولا نرضى نسبتها إلى الرسول، وأغلبها يدعو إلى السخرية بالإسلام والمسلمين والنبي الأعظم، والعياذ بالله".
6ـ "أحمد صبحي منصور"، الذي كان يعمل أستاذاً بجامعة الأزهر، فتم فصله بسبب انحرافاته. غادر مصر إلى الولايات المتحدة واستقر بها. ويعتبر الأب الروحي للقرآنيين في مصر.
7ـ المستشار "محمد سعيد العشماوي" القائل: بعدم كفر اليهود والنصارى، ونجاتهم في الآخرة وإن لم يؤمنوا بالإسلام!!.
والقائمة تطول ..

وهناك عدة قضايا يُركزون عليها، ويدعون إليها، أهمها:
1ـ اعتبار القرآن الكريم المصدر الوحيد للشريعة الإسلامية دون سواه.
2ـ استبعاد كل المصادر الأخرى المشَكلة للشريعة الإسلامية كالسنة، والسيرة والتفسير والقياس والاجتهاد وسير الصحابة والإجماع وفتاوى الأئمة.
3ـ إنكار السنة النبوية بزعم أنها غير محفوظة مثل القرآن، وأن نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم غير يقينية.
4ـ اعتبارهم أن الكعبة صنم، وأن الطواف حولها من طقوس الوثنيين في الجاهلية.
5ـ إنكار النسخ في القرآن.
6ـ تبني نظرية (مركز الملّة) التي تعني أن الآيات التي تأمر بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم غير مختصة بهما، إنما تعني طاعة الحاكم أو الإمام الذي يتولى منصب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من بعده.
وقد أعطوا لهذا (المركز) صلاحيات تعيين حكم الشرع في الأحكام التي لم يرد ذكرها في القرآن، دون أن يلتزم بما سبقته من الأنظمة، والتمتع بالتحريم والإطلاق والتقييد لما يراه غير موافق لظروفه من الأحكام القرآنية.
7ـ إنكار وقوع خوارق العادات، وأنه لم يحدث للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ معجزة عدا القرآن!.
8ـ إنكار عذاب القبر ونعيمه!.
إلى غير ذلك من الزندقة والردة الظاهرة عن دين الإسلام..

ويتضح مما سبق:
أن هذا الفكر قام في القديم على أصول يهودية نصرانية فلسفية، انتهى ببعض أصحابه إلى القول بأن " المسيح هو الذي يحاسب الخلق في الآخرة!" كما مر، ولهذا لم يتوقف السلف في تكفير أئمة هذا الفكر، وقَتل أئمة الإسلام بعض هؤلاء على الزندقة والردة عن دين الإسلام، فـ "غيلان الدمشقي" قتله "هشام بن عبد الملك"، و "الجهم بن صفوان" قتله "سالم بن أحوز" ، " والجعد بن درهم" قتله " خالد القسري" يوم عيد الأضحى...
ثم بدأ هذا الفكر يَظهر مرة أخرى في العصر الحديث على أيدي المستعمر الصليبي عندما كان مستخربًا لبلاد الإسلام، فبعد طول قتاله مع المسلمين، أكتشف أن قوة المسلمين ليست في أسلحتهم، ولكن في تمسكهم بدينهم، فاستخدم أناس يُنسبون لهذا الدين، يعملون على تخريب أصوله من الداخل، ومعلوم أن الطعن لو جاء ممن يَدعي الإسلام سيكون له وقع في النفوس أعظم، بخلاف لو جاء من نصراني أو يهودي.
وقد ذكر الشيخ الأستاذ " محمود محمد شاكر" ـ رحمه الله ـ هذه القصة كاملة.. وكيف بدأت مراحل هذا المخطط، والأسماء التي تم استخدامها للقيام بهذا الأمر، في كتابه النادر "رسالة في الطريق إلى ثقافتنا".
فهذه الفرقة الحديثة المارقة عن ملة الإسلام، ليست سوى صنيعة الاستعمار الصليبي لهدم الإسلام وتفريق المسلمين في المنطقة ، مثل " القاديانية " و "البهائية " وغيرهما من الحركات الهدامة .
وأن كل من أعتنق هذا الفكر فهو خارج عن ملة الإسلام، وإن زعم لنفسه الإسلام، وانتسبت إلى القرآن. وإن انتسابه إلى القرآن باطل، لأنه كفر بالقرآن في نفس اللحظة التي كفر فيها بالسنة، فإنه لا تفرقة بين القرآن والسنة، فهما يخرجان من مشكاة واحدة، هي مشكاة الوحي الإلهي المعصوم.
فليحذر المسلم من أن ينخدع بحيل هؤلاء، ويتأمل قول الرب ـ سبحانه وتعالى : {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة/217].
هذا؛ والله وحده هو المسئول أن ينصر دينه، ويعز الإسلام وأهله.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 3 / جماد أخر / 1436
23 / 3 / 2015

الهامش
______________
(1): انظر درء تعارض العقل والنقل ( 2 / 15 ) . دار الكتب العلمية.
(2): انظر مقدمة الفتوى الحموية لشيخ الإسلام
وحديث سحر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، والسحر الذي وقع لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، هو سحر التخيل ، كما قالت عائشة : ((حتى إنه ليخيل إليه أنه قد صنع الشيء وما صنعه))، وسحر التخيل مذكور في القرآن في قصة موسى ـ عليه السلام ـ ، قال تعالى: { ... قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى}. [ طه 66: 69].
(3): قال الأوزاعي :" أول من نطق في القدر رجل من العراق يقال له سوسن ، كان نصرانياً فأسلم، ثم تنصَّر، فأخذ عنه معبد الجهني، وأخذ غيلان عن معبد ". [الشريعة للآجري ص / 242 ].
(4): سمي بهذا الاسم لأنه كان ينظم الخرز في سوق البصرة، ولد سنة 185هـ، وتوفي سنة 231هـ، أعجب بقول البراهمة بإبطال النبوات، ولذلك أنكر إعجاز القرآن وما رُوِىَ من معجزات الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليتوصل بذلك إلى إنكار نبوته - صلى الله عليه وسلم -، ثم إنه استثقل أحكام الشريعة فأبطل الطرق الدالة عليها، ومن ثَم أبطل حجية الإجماع والقياس في الفروع، وأنكر الحجة من الأخبار التي لا توجب العلم الضروري، وأكثر من الزندقة حتى حكم بكفره المعتزلة أنفسهم.
(5): انظر الموسوعة الميسرة (1 / 71 ) ط / الخامسة.
(6): هذا عين الطعن في القرآن نفسه، إذ أن من أُنزل عليه القرآن، هو هو من انطقه الله بالسنة، وهو النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، والذي بلغ القرآن وحمله للأمة، هو هو من نقل لها السنة، وهم أصحاب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فالطعن في السنة ونقلتها = طعنا في القرآن؛ فلينتبه!.
والسنة الصحيحة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هي وحي من الله ـ عز وجل ـ أيضاً كالقرآن، قال ـ سبحانه ـ : { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[ النجم :4 ].
وقال الله ـ تعالى ـ : { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}[الجمعة:2].
فالكتاب هنا في الآية هو : القرآن
والسنة هي: الحكمة.
ولعل قوله تعالى: { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [النحل:44]، من أوضح الآيات في بيان أن السنة منزلة من الله ـ عز وجل ـ كالقران الكريم.
هذا؛ وكأن رسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أوحي إليه أنه سيخرج في هذه الأمة من يقول بهذه المقالة الكفرية، فقال: ((يوشك الرجل متكئا على أريكته ، يحدث بحديث من حديثي ، فيقول : بيننا وبينكم كتاب الله عز وجل ، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه ، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ، ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حرم الله ".
وفي رواية: ((ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه)).[ رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني في صحيح الجامع (2643)].
(7): انظر الموسوعة الميسرة ( 1 / 73 )، و مجلة الراصد.
(8): مجلة الراصد بتصرف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق