إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 7 نوفمبر 2020

أمراء المنفى .. والديمقراطية!

 

أمراء المنفى .. والديمقراطية!

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:


   فإن أمراء المنفى هم على الراجح من وضعوا الخطوط العريضة لبروتوكولات اليهود، وذلك أيام النفي البابلي؛ أما من صاغها ورتبها بطريقة عصرية فهذا ربما نتعرض له في كلمة أخرى.

   ومع أن النفي البابلي حدث منذ قرون، إلا أن هذه العصابة التي مازالت تعرف بنفس الاسم، هي من تتحكم في اليهود عالميًا، ولا يستطيع أحد الخروج عن طاعتها، كل ذلك يفعله اليهود من باب العرفان والتقدير لهذه العقول الفذة!.

   وليس "روتشيلد" وغيره من الأسماء اليهودية الكبيرة إلا خدام لمخططات وتوجيهات هذه العصبة.

   وهذه المخططات التي وضعت في البرتوكولات إنما هي أوامر تلمودية، ووصايا توراتية = يراد منها التمهيد لنبوءات بَشرت بها التوراة.

   والبرتوكولات إنما وضعت في الأساس لخداع الأمميين من غير اليهود

- وإن كان فيها بعض الأمور التي ستحدث للشعب المختار بعد تمكينهم في نهاية الزمان - ، فهي عبارة عن حقل ألغام من وضع رجله فيها لا يستطيع النجاة منه - إلا أن يشاء الله - .

    وهي مرتبة بطريقة تسلسلية تسحب من ينغمس فيها حتى يكون جندي من أبنائها!.

   فالبرتوكول الأول مثلًا يتكلم عن العلمانية، وفصل الدين عن الدولة، ويؤصل أيضًا إلى هدم الحكم الملكي، وتأسيس حكم مدني.

  فتأتي للبرتوكول التاسع والعاشر فتجد أسس وقواعد الحكم المدني من تأسيس مجالس نيابية وتشريعية وطرق اختيار الرئيس، وكل ذلك من خلال المنظومة الديمقراطية.

   بيد أن البرتوكول الأخير يتكلم عن الحكم الملكي وأنه هو الغاية التي وضعت البرتوكولات من أجلها، وذلك لأنهم ينتظرون ملِكا من نسل داود يحكم العالم، ويدين الناس جميعًا له بالطاعة، وهذا الملك يَنص على تعيينه أمراء المنفى!. (1)

    فهم يريدون هدم الحكم الملكي في العالم ليكون هناك مملكة واحدة، وهي مملكة الملك اليهودي "المنتظر"!.

  ويكون ذلك بإدخال العالم في دوامة الديمقراطية التي تَعصف بالدول والشعوب معَا.

    ويتبقى أمر..

   إن الديمقراطية التي يُروج لها في العالم الإسلامي، ودول كثيرة من الدول النصرانية الكاثوليكية، ليست هي عينها الديمقراطية التي أسست عليها ابنة اليهود البارة "أمريكا".

   فالديمقراطية الأمريكية أسست على نظام عقدي يَدين بالولاء لليهود وحماية وصايا الكتاب المقدس.

   فمن نظر في البرتوكول التاسع والعاشر من برتوكولات اليهود، يرى أنه ترجمة حرفية للعقد الاجتماعي ل "جون لوك" ؛ ونظرية "لوك" هذه ليست سوى إعادة صياغة للعهد اللاهوتي أو "لاهوت العهد" ، والذي هو عبارة عن: التمسك بالالتزامات التي تتعلق بالرب وأعضاء المجتمع، تقابله فوائد تعود على الجميع داخل المجتمع.

   وإذا أردت أن تفهم هذا الكلام الفلسفي البغيض، فهم يقصدون تأثير طاعات الفرد أومعاصيه ومخالفاته على المجتمع.

   فجاء "جون لوك" فحول العقد الاجتماعي من عهد بين الرب والناس، إلى عهد بين الأفراد والحكومة.

   وبهذه الخلفية بدأت الديمقراطية الأمريكية، فأعضاء مجلس الشيوخ يعلمون أن بينهم وبين الرب التزام مقدس، يمنعهم من اتخاذ قرارات تخالف تعاليم الكتاب المقدس، والتي تَنص على حماية اليهود، وتهيئة الأرض للقدوم الثاني للمسيح حتى تأتي بعده الألفية السعيدة.(2)

    فالديمقراطية الأمريكية ليست ديمقراطية علمانية، وليس الأغلبية هناك على العلمانية والإلحاد، بل يَعتبر أكثر من 85 %  من الشعب الأمريكي نفسه متدينًا، بخلاف ما تروج له وسائل الإعلام.

    ولهذا لما أراد الرئيس السابق "أوباما" رمي الرئيس الأمريكي الجديد "ترامب" بالضربة القاضية عند فوزه في الانتخابات عليه، زعم أن "ترامب" أخرج تمثال القس "مارتن لوثر" من المكتب البيضاوي، فسارع "ترامب" بالظهور ونفي هذا الكلام، لعلمه بإسقاط شعبيته إن صح هذا.

   وتأمل إلى وجود تمثال لقس في مكتب الرئيس الأمريكي في دولة تزعم العلمانية!.

ولعل من نافلة القول .. التنبيه أن سبب سكون مظاهرات أمريكا التي اندلعت أخيرًا بسبب قتل شرطي أبيض لرجل زنجي = خروج "ترامب" حاملًا الكتاب المقدس في يده، ووعده بتنفيذ العدالة!. والله المستعان!.

    وبهذا تكون النتيجة في المنتهي الترويج للعلمانية عند الأمميين من خلال الديمقراطية وتحكيم الشعوب للأغلبية - وإن كانت ملحدة - ، وتمسك أمريكا البروتستانتية بتعاليم الكتاب المقدس في إطار ديمقراطي في الظاهر. وعدم صدور أي قرار يخالف مصالح الدولة اليهودية.

وبهذا يكون اليهود خدعوا الجميع واستغلوهم في إنفاذ مخططهم.

ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين.

وكتب

أبو صهيب وليد بن سعد.

القاهرة ١9/  صفر / ١٤٤٢ هـ
6 / 10 / 2020

 

 هامش

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) : سعي الفرنسيون قديمًا، ثم الإنجليز من بعدهم لمساعدة اليهود ليكونوا أوصياء على هذا العرش، ولكن الأمر استقر في المنتهى لصالح أمريكا، فهي خادمة هذه المملكة الآن، وهي من تسعى بكل ما تستطيع لسرعة ظهورها.

(2) : انظر المسيح اليهودي ص / 83 وما بعدها، لرضا هلال - عفا الله عنه - .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق