إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 7 نوفمبر 2020

يهود المارانو .. والسينما الأمريكية!

 

يهود المارانو .. والسينما الأمريكية!.

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

   فإنك تتعجب من ندرة الأفكار المطروحة في صناعة السينما الأمريكية، فهي قائمة على عدة أفكار قليلة تتكرر باستمرار.

  خلاصة هذه الأفكار هي: أن العالم يتعرض للدمار؛ وأنه أوشك على النهاية لولا تدخل أمريكا.

  فلن يقف في وجه الفضائيين الذين يريدون احتلال الأرض إلا الأمريكان!.

   ولن ينشر السلام في الأرض ويقضي على الشر إلا سوبر مان، وأصدقاؤه من أبطال أمريكا الخارقين!.

   ولن يواجه فيروس الزومبي الذي يحول الناس إلى حيوانات أكلة لحوم البشر إلا عالم أمريكي معه "سر الطبخة"!.. وهكذا...

   ولعله يعتقد البعض أن هذه الأفكار موجهة لغير الأمريكان لزرع الهزيمة النفسية فيهم، وتهيئتهم للخضوع لهذه الدولة!.

   والحق أن هذه الأفكار التي تتكرر دائما في السينما الأمريكية، ولا يملّ منها الشعب الأمريكي، بدليل تحقيقها أعلى الإيرادات، أنها مما يتدين به أهل هذه الأرض!.

   فالأمريكيون غالبًا ما يرون أنفسهم مكلفين بمهمة خاصة من الرب، صاغها لهم "جون أو سوليفان" في نظرية "المصير المبين" عام 1856 ، وفيها: أن الرب قدّر للشعب المختار "الأمريكي" أن يقود العالم إلى نهاية التاريخ! ـ يقصد قيام الساعة ـ ، وهو ما يعرف بالألفية السعيدة التي تأتي بعد المجيء الثاني للمسيح.

   هذا المعتقد الذي زرعه "يهود المارانو" في معتقد البروتستانت، بدعة  القس"مارتن لوثر" القائمة على تهويد المسيحية وتعظيم التوراة وتقديمها على الإنجيل.

  ويهود المارانو هم: من تحولوا من اليهودية إلى المسيحية هروبًا من محاكم التفتيش الإسبانية.

فدخلوا المسيحية كيدًا في أهلها كما فعل إخوانهم من يهود الدونمة مع أهل الإسلام.

  واستقر اعتقاد المجيء الثاني للمسيح المخلص في اعتقاد البروتستانت من الأمريكان والانجليز، والذي لابد له من تمهيد الأرض لهذا المجيء، والذي لن يحدث إلا بإرجاع اليهود إلى أرض يهودا "فلسطين"، والتكفل بحمايتهم؛ هذه المهمة التي فشل فيها الفرنسيون أيام نابليون وغزوه للشام عام 1799، والانجليز في محاولات كثيرة بدأت منذ عام 1837 ، وانتهت بتمكينهم أيام الانتداب البريطاني.

   غير أن ضعف بريطانيا أخرجها من هذه المهمة المقدسة ، وتحملت أمريكا وحدها هذا الالتزام الإلهي!، والتي بدأته بتطهير أرض كنعان الجديدة - من أول أسماء أمريكا عند اكتشافها  - من الكنعانيين "الهنود الحمر" الذي سكنوا هذه الأرض المقدسة، وليسوا أهلًا لها.

كما فعل العبرانيون مع أهل كنعان من الفلسطينيين كما في التوراة.

   ثم بدأت تمهيد الأرض لهذا المجيء من خلال ما يعرف ب "الإمبريالية التقدمية" و"العالمية الليبرالية" وغيرها من النظريات والمسميات التي استحلت بها احتلال بعض الدول قديمًا وحديثًا لنشر وتطبيق هذه النبؤة "المصير المبين".

فاحتلت أجزاء من جارتها المكسيك، وحاولت نقل حضاراتها الصليبية اليهودية إلى "الفلبين وكوبا وبنما وفيتنام".

   ومنذ سنوات تسارع في تمهيد الأرض التي نص عليها سفر التكوين - من النيل إلى الفرات - لمجيء المسيح الثاني، وبداية "الميللية" - الألفية السعيدة - ، فاحتلت العراق، وتحارب سوريا، وتساعد على انهيار اليمن، وتعمل على إسقاط مصر.

كل ذلك تفعله تدينًا بعيدًا عن الأغراض السياسية، من التسلط على مقدرات هذه البلاد من الثروات الطبيعية وما أشبه.

ولكن الأمر دين، يعتقد الأمريكان إنهم أولى الناس بحمله، وجلب السعادة للعالم  من خلال تمهيد الأرض للمجيء الثاني للمسيح، وإعادة بناء هيكل سليمان مرة أخرى.

والأمر لله من قبل ومن بعد.

وكتب

أبو صهيب وليد بن سعد.

القاهرة ١٨/  صفر / ١٤٤٢ هـ
5 / 10 / 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق