إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 24 أكتوبر 2020

ماكرون جديد!

 

ماكرون جديد!.

   الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:


    فإن الكلام الذي قاله أخيرًا علج الفرنسيس "ماكرون"، حول أزمة الإسلام، وإقراره لرسوم مسيئة لرسولنا - صلى الله عليه وسلم -،  ليس سوى جولة جديدة من جولات الغرب الصليبي لتشويه صورة الإسلام، وصورة نبيه - صلى الله عليه وسلم - يقصد بها في المقام الأول وقف زحف الإسلام إلى هذه القارة التي تموج بالإلحاد والشك.

   فإن كل ما تقوم به هذه القارة الصليبية، من رصد مبالغ مالية ضخمة، وبعث قوافل طبية وتبشيرية إلى أحراش أفريقيا السوداء من أجل تنصير شعوب هذه الأراضي، أو تشكيك المسلمين في دينهم .. كل ذلك يرتد عليهم في عقر ديارهم = بإسلام أبناءهم ومثقفيهم!.

   فحيلتهم التي يلجئون إليها بين الحين والآخر لوقف هذا الزحف، وخف الضغط عليهم = هي سب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وانتقاصه، يقوم بهذه المهمة جندي من جنود هذه القارة الخبيثة، فليس الرئيس الفرنسي"ماكرون" هو أول من قام بهذه المهمة المقدسة عندهم، وإنما هو واحد من هذه السلالة التي أخذت على عاتقها وقف زحف الإسلام إلى القارة العجوز!، وإن كان أظهر اسمه حقيقة ما عليه القوم من مكر بالإسلام وأهله!.

فهو "ماكرون"!، وهم "ماكرون"!.

   والقوم يعلمون حمية أهل الإسلام تجاه هذه القضية؛ خاصة إن جاء هذا السب من كافر، أما إن جاء ممن ينسب إلى القبلة فإن أكثرهم لا يتعدى موقفه الحسبنة والاسترجاع!.

ومما يعود عليهم من افتعال هذه القضية بين الحين والآخر:

   - إيجاد ردود أفعال لمسلمين يستطيعون من خلالها إثبات ما يروجون له من وحشية تعاليم دين الإسلام، وجهل أهله!.

    - إصدار قوانين يستطيعون من خلالها تحجيم نشاط الدعوة في هذه البلاد.

   - فتح فجوة جديدة في الديار الإسلامية بين الشعوب وحكامها بسبب تعامل الحكومات مع هذه الدول الكافرة، وأن هذا التعامل من الرضا بمثل هذا السب، وأنه من خيانة الدين، وأنه ... وأنه ... مما هو معلوم.

    - إثارة الفوضى في بلاد المسلمين من خلال خفافيش الظلام من أهل البدع وأصحاب الأغراض، الذين يتغذون على مثل هذه الأفعال ويستغلونها لاصطياد نشأ جديد يضم إلى نحلهم وأحزابهم.

   - الهاء المسلمين عما يخطط لهم بالفعل من إبادة شعوب إسلامية بالكامل، كما يُفعل مع أهل السنة في العراق وسوريا وغيرهما، وحصر الصراع في كلمة قالها علج من علوج الغرب، أو صورة نشرت في جريدة عندهم.

 

    وللخروج من هذه الدائرة التي تتجدد كل عدة سنوات للأسباب المذكورة آنفا أو غيرها، فلابد للمسلمين الالتزام بما جاء في شريعة دين الإسلام:

  

   - من ترك العيش بين أظهر هؤلاء الكفار وفي ديارهم.

  - عدم اتباع أسلوب وطريقة القوم في تغير المنكر من خروج المظاهرات والاعتصامات، والرجوع للأمر بالمعروف بمعروف، والنهي عن المنكر بغير منكر.

    - عدم التدخل في شؤون ولاة الأمر في مثل هذه القضايا وغيرها، فالسياسة لا تعرف التصريحات العنترية التي تعجب الجماهير، وإنما هي مواقف سياسية واقتصادية لا يلحظها إلا المتخصص.

   - معاملة القوم بضدد قصدهم، فيركز من يحسن لسان القوم لدعوتهم لدين الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة.

   - ترك التشبه بعادات القوم في المظهر والمأكل، مما يقطع عليهم الطريق من الترويج لثقافتهم داخل ديار الإسلام، ومما ينمي عقيدة الولاء والبراء في نفوس المسلمين، وذلك لأن المشابهة في الظاهر ينتج عنها رضى في الباطن.

 

   هذا، ولعلمائنا نصائح وتوجيهات متقدمة في حوادث شبيهة، يُرجع إليها وتُتأمل، ليقف الناس على حقيقة هذا المكر الصليبي، وطرق مواجهته.

والله أسأل أن لا يجعلنا فتنتة للذين كفروا، ويغفر لنا، أنه هو العزيز الحكيم.

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وكتب

أبو صهيب وليد بن سعد.

القاهرة 6 / ربيع أول / 1442 ه
23 / 10 / 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق