من خدع اليهود الاقتصادية
(3)
غزو الدول بالقوة الناعمة!
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فإنه قد يَظن البعض أن قوة الاقتصاد الأمريكي
والذي يخدم مصالح اليهود كما هو مُشاهد ومعلوم ، قد يُظن أن هذا الاقتصاد قائم على
الغزو العسكري من احتلال دول واستغلال ثرواتها، كما حدث في العراق وغيرها.
والحق في هذا الباب أن استغلال التفوق العسكري
الأمريكي ليس متوقف على دول فقط، بل وصل الأمر لقهر قارة كاملة كأمريكا الجنوبية، فأمريكا
جعلت من شعب هذه القارة عبيدًا لخدمتهم، وأرضها مزرعة لمنتجاتهم، وفي المنتهي يرمي
لهم الفتات، في الوقت الذي تباع منتجاتهم وخيراتهم بالمليارات في أوربا، كما هو حال شركة الفاكهة المحدودة
التي يملكها الرئيس الأمريكي السابق "بوش الأب".
ثم نهب
ثروات هذه القارة من البترول، ولك أن تتخيل المستوى المعيشي والفقر الذي تعيشه أكبر
دولة منتجة للبترول في العالم وهي فنزويلا.. ومن يعترض على هذه السياسة فمصيره
القتل كما حدث مع رئيس فنزويلا السابق وغيره من حكام هذه القارة البائسة!.
ونفس الحال في دول شرق آسيا الضعيفة عسكريًا كالفلبين
وفيتنام وغيرهما، يتم العمل على إفلاس هذا الدول، وعندما يستسلم أهلها للفقر، يتم تحويلهم
لعبيد من خلال العمل في الشركات الأمريكية ك "Nike" وغيرها، ليس بمرتبات
قليلة فقط، بل هذا المرتب لا يشتري إلا الطعام الضروري الذي يجعل صاحبه على قيد الحياة
فقط، ومن أراد الزيادة في فهم هذا الباب فعليه بكتاب "مذكرات قاتل
اقتصادي".
بيد أن قوة هذا الاقتصاد اليهودي لا يَكمن
في قهر مثل هذه الدول بالقوة العسكرية،
ولكن قوة هذا الاقتصاد الحقيقي يَكمن في القوة الناعمة، في غزو الدول من غير سلاح
أو تهديد بحرب، ما يسميه البعض باستعباد العالم طواعية من غير قهر!.
وذلك بأنه استطاعت أمريكا "اليهودية"
أن تضع في أغلب دول العالم ما يشبه صندوق التبرعات لصالح الخزينة الأمريكية!.
وذلك من خلال ما تحصله محلات مثل "كنتاكي،
ومكدونالز، وبابا جونز، وبيتزا هت" وغيرها من المطاعم الأمريكية، ولو ضم إليها
"بيبسي وكوكا كولا و .." ، لعلمت كم مليار يدخل الخزينة الأمريكية يوميًا
من خلال أمور لا علاقة لها بالصناعة أو التجارة الحقيقية، وإنما من خلال قوة الإعلام،
والتسويق الجيد.
ليصل الأمر في المنتهى أن تشترى "طواعية"
لتر المياة الغازية المكون من ماء وسكر.. بسعر أعلى من لتر البترول الذي تقوم عليه
الصناعة في العالم أجمع.
كما لك أن تتخيل كم مليار يحصله اليهود من خلال محلات الوجبات السريعة في أيام أعياد المسلمين؟!
فالفرح للمسلمين .. والربح لليهود
وهنا تكمن العبقرية اليهودية الاقتصادية في
استعباد العالم طواعية، يستعبدون الخلق بالتعرف على شهواتهم وما يحبون ثم المتاجرة
بها!
فتفوق اليهود الاقتصادي مبناه ليس
على الزراعة أو الصناعة، وإنما على الشهوات وإن كانت حلالًا.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد.
القاهرة ٥ / شوال / ١٤٣٩ هـ
19 / 6 / 2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق