إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 27 مايو 2013

الأمة بين منزل شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وقميص الواعظ محمد حسان


الأمة بين منزل شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب 
وقميص الواعظ محمد حسان
 

من إملاءات ابن باز/
....
الإدارة العامة للآثار والمتاحف أولت اهتماما بالغا بمنزل مجدد الدعوة السلفية : محمد بن عبدالوهاب ...

وتم تعيين حارس خاص لهذا البيت..

وقد اطلعت اللجنة الدائمة ...ورأت أن هذا العمل لا يجوز ،
وأنه وسيلة للغلو في الشيخ محمد....
ورأت أن الواجب هدمه !
وجعل مكانه توسعة للطريق !!
سدا لذرائع الشرك والغلو ...
وطلبت من الجهة المختصة القيام بذلك فورا !!

ولإعلان الحقيقة والتحذير من هذا العمل المنكر !! جرى تحريره.

وهنا كلام ابن باز رحمه الله.

http://www.binbaz.org.sa/mat/8353

في حين عرض الواعظ المصري صاحب الهوى الحزبي " محمد حسان " قميصه وساعته في مزاد لنصرة أهل سوريا ـ الذين نزل بهم ما نزل بسبب فتاويه هو وأمثاله ـ فبيع القميص والساعة بـ 35 ألف جنيه !!
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد

الأصول الفكرية للسلفية الجهادية !!

الأصول الفكرية للسلفية الجهادية !!
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فإنه بدأت تظهر على سطح الأحداث في الفترة الأخيرة أفكار فرقة جديدة الاسم ، قديمة الأصل ، عرفت بــ " السلفية الجهادية " .
وذلك لاحتراف أصحاب هذه الفرقة العزف على وتر الجهاد والمتاجرة بمآسي المسلمين و... !! ، والواقع المرير الذي تعيشه الأمة الإسلامية من ذل وهوان ناتج من بُعد كثير من أبنائها بالتمسك بأصول دين الإسلام ، والانغماس فيما حرم الله ، جعل لأصحاب هذه الفرقة الأرض الخصبة لزرع بذورهم الخبيثة بسهولة ويسر في عقائد بعض الشباب .
بيد أن أخبث ما يُدندن حوله قادة هذه الفرقة هو :استباحة أراض الحرمين الشريفين بحجة التخلص من آل سعود المرتديين !! .
وقد وضع شيوخ هذه الفرقة عدة كتابات تؤصل هذه الفكرة في عقول صبيانهم ومتبعيهم .
ولعل أشهرها ما كتبه المشبوه " أبو محمد المقدسي عصام برقاوي " في كتابه " الكواشف الجلية في كفر الدولة السعودية !! "، وكذلك عامة كتابات نزيل دولة الاستعمار الصليبي ـ إنجلترا !! ـ " أبو قتادة الفلسطيني " ـ ، وصاحبه " أبو بصير عبد المنعم حليمة " أغلبها تؤصل لهذه الفكرة .
ولو ضممت إليها ما سطره شيخهم الأكبر " الظوهري " من تكفير علماء هذا البلد ، وأنهم عُباد للطواغيت ، وكلامه في الشيخ " ابن باز " ـ رحمه الله ـ أشهر من أن يُذكر .
وهذا الذي يسعى إلى تنفيذه قادة هذه الفرقة ليس إلا سيراً على وصايا مؤسس أفكارهم الخبيثة ؛ فقد قال كبيرهم " سيد قطب " قديماً مجلياً لهم معالم الطريق الذي يجب السير عليه لتنفيذ مشروعهم الدموي مستفيداً من تأصيلات شيخه " المودودي ".
قال في ظلال القرآن ( 3 / 1451 الطبعة التاسعة الشرعية لدار الشروق1980 ) : (( وهذه المهمة ، مهمة إحداث انقلاب إسلامي عام غير منحصرة في قطر دون قطر !! ، بل ما يريده الإسلام ويضعه نصب عينيه أن يحدث هذا الانقلاب الشامل في جميع أنحاء المعمورة ! ، هذه هي غايته العليا ومقصده الأسمى الذي يطمح إليه ببصره إلا أنه لا مندوحة للمسلمين أو أعضاء الحزب الإسلامي ! عن المشروع في مهمتهم بإحداث الانقلاب المنشود والسعي وراء تغيير نظم الحكم في بلادهم التي يسكنونها )) .
وقال في " ظلاله " ( سورة الأنفال ، الآية : 30 ــ 4: ( (( والإسلام ليس مجرد عقيدة . حتى يقنع بإبلاغ عقيدته للناس بوسيلة البيان . إنما هو منهج يتمثل في تجمع تنظيمي حركي يزحف لتحرير كل الناس . والتجمعات الأخرى لا تمكنه من تنظيم حياة رعاياها وفق منهجه هو . ومن ثم يتحتم على الإسلام أن يزيل هذه الأنظمة بوصفها معوقات للتحرر العام . . . .
ثم قال :
ولا بد لتحقيق هذا الهدف الضخم من أمرين أساسيين :
أولهما : دفع الأذى والفتنة عمن يعتنقون هذا الدين ،. . . وهذا لا يتم إلا بوجود عصبة مؤمنة ذات تجمع حركي تحت قيادة تؤمن بهذا الإعلان العام ، وتنفذه في عالم الواقع ,وتجاهد كل طاغوت يعتدي بالأذى والفتنة على معتنقي هذا الدين , أو يصد بالقوة وبوسائل الضغط والقهر والتوجيه من يريدون اعتناقه . .
وثانيهما : تحطيم كل قوة في الأرض تقوم على أساس عبودية البشر للبشر في صورة من الصور ـ ما يسمونه بعبادة الطواغيت يعني : الحكام ـ وذلك لضمان الهدف الأول ... " .
ثم تكلم بعدُ على سلطان الطواغيت وإقامة التوحيد .
وهذه النصوص وما شابهها هي العمدة في منتديات ومواقع هذه الفرقة حتى لا يدعي أحد أننا لا نفهم ما يقصدون .
ولعل الخلل العقدي لمفهوم التوحيد عند هؤلاء ، وأنهم لا يفرقون بين المعصية والشرك فيما يسمونه بـــ " التوحيد الخالص ! " ؛ هو السبب في تسرع هؤلاء في التكفير ..
و السؤال المهم هو :
ما هي الأصول الفكرية التي أسست عليه أفكار هذه الفرقة ؟
ولماذا تركز على بلاد الحرمين خاصة ؟
هذا ما نفصل فيه بعدُ إن شاء الله تعالى
يتبع بإذن الله ...
و كتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 25 / 12 / 2012

المشاركة الثانية

الحمد لله ، وبعد :
السلفية الجهادية ! فرقة منحرفة كسائر فرق المبتدعة في الأمة المحمدية ، اجتزأت قطعة من الدين زعماً منها أنها تمثل الدين كله ، كحال الروافض الخبثاء زعموا موالاة أهل بيت رسول الله _ صلى الله عليه و سلم _ هي الدين كله ! ؛ وكذلك صوفية العصر " فرقة التلبيغ والدعوة ـ إلى البدع ـ " رأت أن أمر الدعوة إلى الله هو كل الدين !! ، ولا يشترط حينها العلم أو الطريقة أو منهج الدعوة أو أي شيء .. يكفيك أن تكون داعية إلى الله !.
فكذلك " فرقة السلفية الجهادية ! " اجتزأت فريضة الجهاد من دين الإسلام ثم زعمت أنها الدين كله ! . 
ومن لم يكن مجاهداً للطواغيت ـ يقصدون : الحكام ـ ، مفسقاً أو مكفراً لعموم المسلمين !! ، فهو أما في الجهاد يَطعن أو للمخابرات العالمية مُسخر.
فضلاً عن كونه من المرجئة وعباد الطواغيت ! فهذا ليس محل بحث .
بيد أن هذه الفرقة واجهتها مشكلة ، وهي : أنه تم إلصاق فكر التكفير والتفجير بفريضة الجهاد ، بسب أنه عزف على وتر الجهاد في هذا العصر طوائف من أهل البدع تبنوا إحياء فريضة الجهاد مع تبنيهم فكرة تكفير مجتمعات مسلمي هذا العصر ( 1 )
وحال " فرقة التكفير والهجرة " المصرية لا يخفى ، فإن الأصل الذي قام عليه فكر هذا الطائفة ، أن المجتمع المصري مجتمع جاهلي كافر !! ، وقد نهى الرسول _ صلى الله عليه و سلم _ العيش بين مجتمع هذا وصفه
فقد قال في الحديث المشهور : (( أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين )) [ رواه الترمذي وغيره ، وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله ] .

فلم يكن بُد من هجرة هذا المجتمع _ بعد تكفيره بالطبع ( 2 ) _ فهجروا المدن و مساجدها ، واعتزلوا الناس ، وسكنوا الجبال و الصحاري فراراً بدينهم !! ( 3 ) عاضدون بالنواجذ على قول " قُطب ! " رحى نحلتهم الخبيثة ، و " سَيِّد ! " أفكارهم المنحرفة ، الأستاذ سيد قطب !!
فقد قال في كتابه ( معالم في الطريق ص / 98 ) :

(( إن المجتمع الجاهلي هو كل مجتمع غير المجتمع المسلم ... بهذا التعريف الموضوعي تدخل في إطار المجتمع الجاهلي جميع المجتمعات القائمة اليوم في الأرض فعلاً ، تدخل فيه المجتمعات الشيوعية ... ، وتدخل فيه المجتمعات الوثنية ... ، وتدخل فيه المجتمعات اليهودية والنصرانية ... ، وأخيرا يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة !! )) اهــ .

وقال في ( ظلاله 3 /1816- دار الشروق ) :
(( وهنا يرشدهم الله إلى اعتزال معابد الجاهلية ـ يقصد : مساجد المسلمين وسماها بمعابد الجاهلية لأن المجتمع صار جاهلياً !! ـ ، واتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد تحس فيها بالانعزال عن المجتمع الجاهلي )) اهــ .

قلت : والعزلة التي كان يدندن حولها " سيد قطب " يقصد بها الهجرة من المجتمعات الحالية إذ أنها مجتمعات جاهلية ! ، والبحث عن بيئة تتحقق فيها الحياة الإسلامية الحقيقية ـ في رأيهم ـ كما عاش الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته عليهم الرضوان في الفترة المكية .
فهي عزلة مكانية لمن استطاع الهجرة من هذه المجتمعات ، وعزلة شعورية لمن لم يستطع الهجرة ، فيكون في وسط المجتمع ببدنه منعزل عنه بنفسه ! ( انظر الموسوعة الميسرة 1 / 336 ) .

هذا ؛ ولم يقتصر الأمر على مصر وحدها ، بل رأيناهم في جنبات الأرض يخرجون من بلادهم _ بلاد الكفر والردة !! _ إلى أرض التوحيد الخالص ( أفغانستان !! ) .
فاعتزلوا المجتمعات بعد تكفيرها ، وسكنوا الجبال ، وأصبح واجباً على العصبة المؤمنة _ الجهاديين !! _ جهاد العصبة المرتدة _ عموم المسلمين !! _ ، فجاهدوهم بالقتل والاغتيالات والتفجير كما هو معلوم .
وهذا الذي أصله لهم " سيد قطب " ـ قبحه الله ـ هو صُلب مذهب الخوارج .
قال أبو الحسن الأشعري في المقالات ( 1 / 174 ) : (( وزعمت الأزارقة أن من أقام في دار الكفر فكافر لا يسعه إلا الخروج )) .

قلت : والأزارقة : (( فرقة من فرق الخوارج ، هم أصحاب نافع بن الأزرق وقولهم أخبث الأقاويل وأبعده من الإسلام والسنة )) .
هذه واحدة ؛ وأيضاً ما قعدّه لهم " سيد قطب "من اعتزال مساجد المسلمين لأنها مساجد ضرار ـــــ كما مر النقل ـــــ فاعتزلوها وصلوا في بيوتهم ، فلا تراهم يشهدون جمعة و لا جماعة ، هو أيضاً من أصول فرق الخوارج .
قال أبو نعيم الفضل بن دكين في إسماعيل بن سميع البيهسي الخارجي :
(( كان جار المسجد أربعين سنة لم يُرَ في جمعة ولا جماعة !! )) .[ أخرجه العقيلي في الضعفاء ( 1 / 78 ) ، وجود إسناده الشيخ ناصر في الصحيحة ( 7 / 1342 ) ] .

ولكن العجيب حقاً أن سيد قطب لم يكن يشهد صلاة الجمعة لسبب أخر ذكره " علي العشماوي " في كتابه : ( التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين ص / 122 ) حيث قال : " .. وجاء وقت صلاة الجمعة ، فقلت له : دعنا نقم ونصلي _ الكلام موجه لسيد قطب _ ، وكانت المفاجأة أن علمت _ ولأوّل مرة _ أنه لا يصلي الجمعة !! . وقال : " إنّه يرى _ فقهياً _ أنّ صلاة الجمعة تسقط إذا سقطت الخلافة !! ، وأنه لا جمعة إلا بخلافة .. !! )) .
قلت : وهذا قريب من قول الرافضة ، إذ يزعمون أنه لا جمعة إلا خلف الإمام القائم ( يقصدون : مهدي السرداب ! ) ، ولو جُمعَ قول " سيد قطب " هذا ، مع انتقاصه لبعض أصحاب الرسول _ صلى الله عليه و سلم _ ، وحنقه الشديد على بني أمية ، وخصومته الظاهرة لأبي سفيان بن حرب و ابنه معاوية و أهل بيته _ رضي الله عنهم _ لربما خرج المرء بكشف غريب !! لسنا بصدد التفتيش فيه الآن ( 4 ) ...

ومعلوم أن التخلف عن شهود الجماعة في المسجد من أسباب ضلال العبد ، ففي صحيح مسلم وغيره عن ابن مسعود _ رضي الله عنه _ قال : " من سره أن يلقى الله غدا مسلما ، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث يُنادى بهن ، فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى ، وإنهن من سنن الهدى ، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته ، لتركتم سنة نبيكم ، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد ، إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ، ويرفعه بها درجة ، ويحط عنه بها سيئة ، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف " .

و عن عبيد الله بن عدي بن خيار ، أنه دخل على عثمان بن عفان _ رضي الله عنه - وهو محصور - فقال : (( إنك إمام عامة ، ونزل بك ما نرى ، ويصلي لنا إمام فتنة ، ونتحرج ؟ فقال : " الصلاة أحسن ما يعمل الناس ، فإذا أحسن الناس ، فأحسن معهم ، وإذا أساءوا فاجتنب إساءتهم )) . [ أخرجه البخاري ].

وعن نافع ، قال : قيل لابن عمر _ رضي الله تعالى عنه _ زمن ابن الزبير والخوارج والخشبية : أتصلي مع هؤلاء ومع هؤلاء ، وبعضهم يقتل بعضا ؟ قال : " من قال : حي على الصلاة أجبته ، ومن قال : حي على الفلاح أجبته ، ومن قال : حي على قتل أخيك المسلم وأخذ ماله قلت : لا " . ( رواه البيهقي في الكبرى ، و أبو نعيم في الحلية و اللفظ له ) .

وقال ابن حزم في المحلى ( 4 / 213 ) : (( ما نعلم أحداً من الصحابة رضى الله عنهم أمتنع من الصلاة خلف المختار ، وعبيد الله بن زياد ، والحجاج ، و لا فاسق أفسق من هؤلاء !! ، وقد قال الله _ عز و جل _ : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } [ المائدة : 2 ] .

قلت : فترك الصلاة في المساجد ديانة من أصول الخوارج ، ولا يتخلف عنها من غير علة إلا منافق معلوم النفاق كما قرر السلف .

ولعل قائل يعترض فيقول : " أنت أثبت أن فرقة " التكفير والهجرة " لها رحم موصول بفرقتهم الأم " الخوارج " ، لكن ما شأن " السلفية الجهادية !! " بهذا كله ؟
فأقول : " بينا أن " قُطب ! " رحى نِحلة هؤلاء ، و " سَيِّد ! " أفكارهم الخارجية التكفيرية ، هو : سيد قطب !!
و" سيد قطب " هو هو الأب الروحي والمرجع الأم لفرقة " السلفية الجهادية " ، وهذا ليس من كيسي ، بل باعتراف شيخ الجهاديين _ لا المجاهدين _ في العصر الحديث .

قال " أيمن الظوهري " في جريدة " الشرق الأوسط " عدد 8407 ــــــ في عام 19 / 9 / 1422 هـ : " إن سيد قطب هو الذي وضع دستور "الجهاديين !!" في كتابه الديناميت!! : ( معالم في الطريق ) ، وأن سيداً هو مصدر الإحياء الأصولي!!، وأن كتابه " العدالة الاجتماعية في الإسلام "، يُعد أهم إنتاج عقلي وفكري للتيارات الأصولية !، وإن فكره كان شرارة البدء في إشعال الثورة الإسلامية ضد أعداء الإسلام في الداخل والخارج، والتي ما زالت فصولها الدامية تتجدد يوماً بعد يوم " .

و للحديث تتمة
يُتبع إن شاء الله ...
هوامش ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
( 1 ) : ومن علامات تكفير هذه الفرق لمجتمعات المسلمين تسميتهم لأنفسهم " بجماعة المسلمين " كما كانت تطلق ( فرقة التكفير والهجرة ) على نفسها ، أو الجماعة الإسلامية ، وهذه سنة قديمة في أصحاب هذا الفكر ، فابن تومرت الخارجي ـ مدعي المهدية المغربي ـ أسس دولته وكانت على أصول الخوارج التكفيريين وسماها " دولة الموحدين "! .
وتنظيم " الإخوان المسلمين " على هذا الأصل ، فهم يعتقدون أنهم جماعة المسلمين ، وليسوا جماعة من المسلمين !
قال " القرضاوي " وهو يتكلم عن اثر منهج سيد قطب التكفيري في نفوس شباب الإخوان : (( ... فقد أثار جدلاً طويلاً داخل الإخوان في السجون ، ومن آثاره بحث قضية : هل نحن جماعة المسلمين ؟ أم نحن جماعة من المسلمين ؟ )) [ انظر إسلام أون لاين . سبتمبر 2004 م نقلاً من الإفلاس الديني للوصيفي ]
وحادثة تكفيرهم لكل من " محمد الغزالي " و " الشيخ سيد سابق " عندما تركوا الجماعة أكبر دليل على ذلك .
يقول محمد الغزالي : (( كنت أسير مع زميلي الأستاذ سيد سابق قريباً من شعبة المنيل ، فمر بنا اثنان من أولئك الشباب المفتونين ، أبيا إلا إسماعنا رأيهم فينا ، وهو أننا من أهل جهنم ))
وقال : (( ومن المضحك المبكي أن يخطب الجمعة في مسجد الروضة عقب فصلنا من المركز الهام من يؤكد أن الولاء للقيادة يكفر السيئات ! ، وأن الخروج عن الجماعة يمحق الفضائل ، وأن الذين نابذوا الجماعة عادوا إلى الجاهلية الأولى لأنهم خلعوا البيعة ... ))
( 2 ) : وضع لهم " أبو عبد الله ماهر عبد العزيز زناني " ابن شقيقة شكري مصطفي كتاب سماه ( الهجرة )
وهذه الفرقة لها فلسفة في التكفير ! متمثلة في التقسيم الأتي :
ـ تكفير الحكام الذين لا يحكمون بالشريعة بإطلاق ـ بدون التفصيل الذي عليه أهل السنة ـ من التفريق المعروف بين المصّر والمستحل .
ـ وتكفير المحكومين لأنهم رضوا بذلك وتابعوهم ! .
ـ أما العلماء فيكفرونهم لأنهم لم يكفروا هؤلاء ولا أولئك .

ويأتي من بعد التكفير ..إقامة الحدود على المرتديين بالقتل
وكان قتلهم للشيخ المفسر " محمد حسين الذهبي ـ وزير الأوقاف المصري ـ من هذا الباب ؛ كما يكفرون كل من عرضوا عليه فكرهم فلم يقبله ، أو قبله ولم ينضم إلى جماعتهم ويبايع إمامهم ، أما من انضم إلى جماعتهم ثم تركها فهو مرتد حلال دمه .
وعلى ذلك فالجماعات الإسلامية إذا بلغها دعوتهم ولم تبايع إمامهم فهي كافرة مارقة من الدين ( انظر الموسوعة الميسرة 1 / 335 _ 336)

وهذا الذي أصلوه من تكفير المحكومين تبعاً لحكمهم هو عين دين الخوارج قال أبو الحسن الأشعري في"مقالات الإسلاميين " ( 1 / 194 ) وهو يُعدّدُ فرق الخوارج : (( وقال طائفة من البَيْهسية : إذا كفَر الإمامُ كفرت الرعية ، وقالت : الدار دارُ شركٍ ، وأهلها جميعاً مشركون ، وتركت الصلاة إلا خلف من تعرف ، وذهبت إلى قتل أهل القبلة وأخذ الأموال ، واستحلت القتل والسبي على كل حال ))
( 3 ) : سكنوا مغارات واقعة بدائرة أبي قرقاص بمحافظة المنيا ، بعد أن تصرفوا بالبيع في ممتلكاتهم وزودوا أنفسهم بالمؤن اللازمة بإيعاز من " أبو سعد شكري أحمد مصطفى " الذي بايعوه بإمارة المؤمنين وقائداً لجماعة المسلمين ، وكان خروجهم في سبتمبر 1973 م ( انظر الموسوعة الميسرة 1 / 334 ط الخامسة )
( 4 ) : أثبت في بحث ( تنظيم الإخوان قنطرة التشيع إلى بلاد الإسلام ) أن الشيعة الرافضة يقرون ويصححون تشيع " سيد قطب " ورفضه ، مستدلين على ذلك بكتبه وتكفيره لجملة من الأصحاب على رأسهم أبي سفيان بن حرب و ابنه معاوية ـ رضي الله عنهما ـ وأنهم أحتفلوا بكتبه وترجموها إلى الفارسية ، و وضعوا صورته على طوابع البريد عندهم تقديراً لجهوده في خدمة المذهب ! ( انظره [ هنا ] غير مأمور ) .




 المشاركة الثالثة
الحمد لله ، و بعد :
أسلفنا فيما سبق أن فرقة " السلفية الجهادية " و " التكفير و الهجرة " يسيران على النهج الذي رسمه " سيد قطب " والذي أحيا به أصول وسنن الخوارج في صورة عصرية تتناسب مع ثقافة هذا العصر ولغته ! .
فلا يُغتر هنا باسم السلفية الذي ألصق بهذه الفرقة ، فهم _ والله أعلم _ ما نسبوا أنفسهم إلى السلفية إلا زيادة في التمويه ، و خداع لمن لا يعرف حقيقتهم ، لما لهذا المسمى من الإجلال والتقدير في النفوس ؛
فالسلفية سلعة براقة ، ولهذا أصبحت في هذا الزمان مطية للحزبيين و التكفيريين وغيرهم ( 1 ) ، وإلى الله المشتكى .
بيد أن أهل السنة _ ولله الحمد والمنة _ لا يغترون بالأسماء والشعارات .
فالعبرة بالحقائق والمضامين وليس بالمسميات والشعارات .
وقد رأينا قديماً الخوارج عرفوا بــــ " الحرورية " نسبة إلى قرية خرجوا منها ، أو تحصنوا فيها ، ومنه حديث عائشة _ رضى الله عنها _ عندما سئلت من امرأة : أتجزي إحدانا صلاتها إذا طهرت ؟ فقالت : أحرورية أنت ؟ " كنا نحيض مع النبي صلى الله عليه وسلم فلا يأمرنا به " أو قالت : فلا نفعله . ( متفق على صحته ) .
وعرفوا بـــ " النجدية " وهم أصحاب نجدة الحروري ، وهم أول من كفر أهل القبلة بالذنوب بل بما يرونه هم من الذنوب .( بواسطة المفصل في شرح حديث من بدل دينه فاقتلوه لعلي بن نايف الشحود 2 / 198 شاملة )
وعرفوا بـــــ " الأزارقة ، والنجدية ، والإباضية ، والقعدية و ... " .
فلا ضير أن يُضم لهم اسم جديد ولو كان ملصقاً بالسلفية ،
فإن الأمر لا يتعدى كونه " تغير شكل من أجل الأكل " كما كان يقول الشيخ الألباني _ رحمه الله _ ، يعني : لا ننخدع ولا نغتر بمن تسمى بالسلفية ، لأنه ليس معنى السلفي هو : من وافق السلف في باب الأسماء والصفات فقط ، بل من أتبع أصول السلف في مسائل الإيمان والخروج وغيرها .
فلما نظرنا إلى حال فرقة " السلفية الجهادية "وجدناهم على منهج الخوارج يسيرون ، فالقوم مرضى بوَرم " حب السلطة وعقدة الحاكمية " ، ولا يفكرون إلا في التكفير ! ، ولا ينشطون إلا للتفجير والتدمير ، حصروا الجهاد في منابذة ومقارعة الحكام ، مع التشدق بالشعارات العريضة _ ولا عقيدة _ والتغني بالغيرة على الدين وحرمات المسلمين .
والأمر في المنتهى لا يتعدى بعض الخطب الرنانة والعبارات الحماسية ، ثم لا شيء .. فلا هم للجهاد أحيوا ، ولا للإسلام نصروا .
ولعل قائل يعترض قائلاً : صنفت القوم أنهم من الخوارج بناء على صورة مسبقة في ذهنك ، وهذا لا يتعدى الظن ، وليس لليقين فيه نصيب !!
فأقول : إن الرسول _ صلى الله عليه و سلم _ حلى لنا هذه الطائفة ( يعنى : الخوارج ) بأوصاف وعلامات مميزة تفضحهم لنا على مر العصور ، فقال كما عند البخاري وغيره : " يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم ، وصيامكم مع صيامهم ، وعملكم مع عملهم ، .... "، وذكر من وصفهم ( 2 ) .
ولعل أشهر علامة ذكرها لنا الرسول _ صلى الله عليه و سلم _ في وصفهم هي أنهم : " .. يقتلون أهل الإسلام و يدعون أهل الأوثان " .
وطريقة : " من فمك أدينك " ، من أفحم الطرق لإقامة الحجة على المخالف ، وهذا الذي سنسلكه في بيان منهج هذه الطائفة .
قال " أبو قتادة الفلسطيني " مفتي الجهاديين في مجلة الأنصار في عددها (147)، الموافق لـ ( 2 /5 / 1996 )
تحت عنوان : ( كلمة العدد : هكذا ليكن الجهاد .. إحياء لسيرة السلف )
يقصد : بذلك قتل الآباء والأمهات على أساس ( الولاء والبراء ! )
قال : " لقد وصل أفراد الجماعة الإسلامية إلى درجة نحمد الله عليها بالبراءة من المرتدين وأعوانهم حتى لو كانوا آباءهم وأهليهم وما ذلك إلا بسبب فهمهم لعقيدة السلف الصالح والتشبه بسيرة الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ، فإن بعض عمليات أفراد الجماعة في تطبيق حكم الله في المرتدين وأعوانه ما كان ضد آبائهم وإخوانهم ، ففي بوقرة – منطقة قريبة من عاصمة الجزائر – قام شاب من أفراد الجماعة بتطبيق حكم الله تعالى في والديه بعد ما رفضا حكم الله تعالى
وذلك بقبولهما بتزويج أخته إلى رجل مليشي !!! ( يقصد : شرطي )
فالحمد لله الذي أحيا فينا سيرة سلف الأمة الصالح
{ لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [ المجادلة 22 ] !!
فهذه خيرات الجهاد ، وهذه هي آثار نعمة الله تعالى على عباده إن سلكوا سبيل الأوائل في إتباع الكتاب والسنة !!" . اهـ
و قد أفتى لغلاظ الأكباد في الجزائر أن يَذبحوا النساء وفلذات الأكباد، وذلك في العدد (90) من مجلة الأنصار ، في (ص 10)، بتاريخ (الخميس 29 شوال 1415 هـ)، الموافق لـ (30 مارس 1995 م) ، تحت عنوان : " فتوى خطيرة الشان حول جواز قتل الذرية و النسوان درءاً لخطر هتك الأعراض و قتل الإخوان !! "
و كان مما قال فيها في (ص 12):
" بهذا يتبيّن أن ما فعلته الجماعة الإسلامية المسلحة من تهديد ذرية ونساء المرتدّين بالقتل ؛ من أجل تخفيف وطأتهم على النساء والمساجين والإخوان، هو عمل شرعيّ لا شبهة فيه!!" .
قلت : وقد قتلوا عدد من الخطباء والوعاظ في الجزائر بحجة أنهم فتحوا باب الحوار مع الطواغيت ( يعني : الحكام ) ، ومن كان هذا حاله فجزاءه القتل ولا كرامة !!
ومن هؤلاء الذين قتلوهم الشيخ / محمد سعيد الوناس .
ولكن الغريب حقاً هي العلة التي اختلقها شيخهم ومفتيهم " أبي قتادة الفلسطيني " لتبرير قتلهم لهذا الشيخ ، فإنه قال بعد أن بَينّ أن عقيدة " محمد سعيد الوناس " و " عبد الرزاق رجَّام " _ شيخ أخر قتل معه _ كانت أشعرية ؛ قال : " نعم ! يجوز للأمير السني السلفي أن يقتل المبتدعة إذا حاولوا الوصول إلى القيادة وتغيير منهجها ؛ لأن حالهم حينئذ أشد من حالة الداعي إلى بدعته ، فالمبتدعة هنا دعاة وزيادة "!!!
( مجلة الأنصار ، العدد ( 132 ) ص / 10 ، بتاريخ 27 شعبان 1416 هـ )
بل أدخل شيخ الأزهر في جملة من ينبغي تصفيته نصرة للإسلام ، فقال في مجلة الأنصار، العدد (94)، في (ص 5) ، بتاريخ: (27 من ذي القعدة 1415 هـ) :
" نعم ! لو قُدِّر لرجل مسلم يحترم عقله أن يرى شيخ الأزهر وهو يتكلّم في إحدى محطّات التلفزيون لأيقن أنه لا نهض لأمتنا ، ولا خروج من مأزقها حتى ترفع شعار : اقتلوا آخر حاكم مرتد بأمعاء آخر قسِّيس خبيث " !! .
فضلاً عن تكفير كل شارك في الديمقراطية واستباحة دمه ، فقال :
" وأنا أعتقد بكفر من رفع راية الديمقراطية في حزب أو تنظيم في وضع مثل الجزائر ، فمن دعا إلى العودة إلى الديمقراطية وحلِّ الأزمة كما يسمّونها _ كذبا وزورا _ عن طريق العودة إلى البرلمان والتعددية الحزبية ، وبالتآلف و التحالف الوطني فهو يُقتل ردة بعد استتابته إن كان مقدورا عليه، وبدون استتابة إن كان غير مقدورا عليه (كذا) كما في الجزائر، وخاصة أن أمثال هؤلاء دورهم الرئيسي هو القضاء على الجهاد، وإعطاء فرصة للدولة الطاغوتية للاطمئنان وترتيب أوراقها للقضاء على الإسلام وأهله "!! ( مجلة الأنصار ، العدد ( 132 ) ص / 12 ) .
أما تكفيره لجميع حكام المسلمين و جنودهم فأشهر من أن يُذكر ، بل أنه فضل يهود عليهم فقال في مجلة الأنصار في العدد (119)، في (ص 10 )، بتاريخ (الخميس 24 جمادى الأولى 1412 هـ):
" من دولة الجزائر والمغرب وليبيا وفلسطين والأردن والسعودية ، فكان من ضمن ما قاله في معتقد جماعته أنها: " لا ترى فرقا بين زَروال الجزائري (أي : الرئيس) المرتد وحكمه ونظامه ، وبين الحسن الثاني المغربي المرتد، فكلاهما في الدين الله تعالى مرتد كافر ، وأن حكمهما في القتل والقتال سواء... و معمر القذافي المرتد جبارا متسلط!!".
وقال أيضا في مدح جماعته بأنها " لا ترى فرقا بين شرطة عرفات تحت راية وقيادة عرفات، وبين الجيش اليهودي وشرطة اليهود ، إلا شرطا واحداً، وهو أن عرفات وحكومته أشد كفراً ، فهم أشد حكما من اليهود ، لكن كلاهما له القتل والقتال... وأن الملك حسين مرتد في الأولى ، ومرتد في الثانية، وليس له إلا القتل والقتال ، هو وشرطته وجهاز مخابراته !!".
وقال أيضاً أنها لا ترى فرقا حكومة السعوديين (آل سعود) المرتدين...!!" ، وزاد دولة الكويت في العدد (134) في (ص 5)، بتاريخ:(12 رمضان 1416 هـ)،ثم في غيرها من أعداد أخرى كفر جميع الدول المسلمة !!".( 3 )

يتبع بإذن الله ... 
من (هنا)
الهوامش ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
( 1 ) : ولعل من أخبث هذه الطوائف التي استغلت اسم السلفية لترويج بدعهم وضلالهم : المدرسة البرهامية في الاسكندرية والمعروفة ( بالدعوة السلفية ! ) والتي يترأسها الكذوب " ياسر برهامي " ، والمشبوه " محمد إسماعيل المقدم " وهي على أصول الخوارج والمرجئة ، وقد تتبعهم الشيخ " أحمد بن زايد بن حمدان المصري " فهتك سترهم وبين ضلالهم وانحرافهم ، فجزاه الله عنا خيراً .
( 2 ): انتبه لقوله _ صلى الله عليه و سلم _ أنه قال : " يخرج فيكم " ولم يقل : " يخرج منكم " ، فهؤلاء" شيعة الدجال ،وكلاب أهل النار "كما أخبر الصادق المصدوق _ صلى الله عليه وسلم _ .
( 3 ) : عامة هذه النقول من كتاب : (( تخليص العباد من وحشية أبي القتاد )) للرمضاني الجزائري ـ رده الله إلى أهل السنة سالماً .

الجمعة، 3 مايو 2013

شم النسيم

شَمُّ النِّسِيْمِ !

الحمد لله ، وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
لما كانت المشابهة في الظاهر تورث مودة ومحبة ومولاة في الباطن ، جاءت سنة نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالنهي عن مشابهة الكافرين ومخالفة سننهم .
فقال صلى الله عليه وسلم : ((خالفوا المشركين : وفروا اللحى ، وأحفوا الشوارب )) . رواه البخاري
وفي رواية لمسلم : (( جزوا الشوارب ، وأرخوا اللحى خالفوا المجوس )) .

وقال صلى الله عليه وسلم : (( إن اليهود ، والنصارى لا يصبغون ، فخالفوهم )) متفق على صحته
وقال عليه الصلاة والسلام : ((صلوا في نعالكم و لا تشبهوا باليهود )) رواه الطبراني في الكبير ، وصححه الشيخ ناصر في صحيح الجامع 3790
وقال صلى الله عليه وسلم : (( إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه ، وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ، ويشرب بشماله )) رواه مسلم
حتى لما وافق يهود الحق في صيامهم يوم عاشوراء قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ معلناً مخالفتهم والتشبه بهم : (( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع )) رواه مسلم
فمخالفة هؤلاء سنة ماضية ، لأنه يخشى على من تشبه بالمشركين أن يضم إليهم .
فقد قال صلى الله عليه وسلم : (( ... وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم )) صححه الألباني في صحيح الجامع 2831 .
وقد تكلم العلماء أنه ينبغي علينا مخالفتة أهل الكفر والإلحاد في الصغير والكبير قدر المستطاع ، حتى أنهم ذكروا أن الكفار من سننهم وضع خط تحت الكلام المهم ، فخالفنهم بوضع خط أعلاه كما يوجد في آيات السجدة في المصحف .
فإن جاءت الشريعة بما مر ذكره من مخالفة المشركين في هيئة المأكل والمشرب ، وتغير لون الشعر ، والصلاة في النعال ، حتى الخط الذي يوضع تحت الكلام المهم ! .
فهل يلتبس على مسلم بعد هذا أن الشريعة نهت عن مشاركة أهل الكفر في أعيادهم ، ومنها " شَمُّ النِّسِيْمِ " الذي قيل أن سببه : احتفال النصارى بموت الرسول صلى الله عليه وسلم ـ ولا يصح ـ ؟!
قال ابن القيم - رحمه الله -: (( وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول: عيد مبارك عليك ، أو تهْنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس ، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه ، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة ، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه )) .[ أحكام أهل الذمة 1 / 441 ] .
وبين شيخ الإسلام ـ عليه الرحمة ـ نكتة في عدم موافقة هؤلاء في أعيادهم فقال في كتابه : " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم: (( أن مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل خصوصا إذا كانوا مقهورين تحت ذل الجزية والصغار فانهم يرون المسلمين قد صاروا فرعا لهم في خصائص دينهم فإن ذلك يوجب قوة قلوبهم وانشراح صدورهم وربما أطعمهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء وهذا أيضا أمر محسوس لا يستريب فيه عاقل فكيف يجتمع ما يقتضي إكرامهم بلا موجب مع شرع الصغار في حقهم )) .
قلت : وتأمل الذي ذكره شيخ الإسلام مع قول الرب تعالى : { رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [الممتحنة : 5] .
هذا ؛ وقد حكى بعض العلماء الحكمة من وراء أخراج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للحائض والنفساء في صلاة العيد وليس عليهنّ صلاة ، بأنه أراد بذلك تكثير سواد المسلمين وإلقاء الرعب في قلوب الكافرين والمنافقين .
فإياك يا عبد الله أن تكون بخروجك مع أهل الصليب في هذا اليوم ، واحتفالك معهم بهذا العيد ! ممن يكثر سواد الكافرين ، ويلقى بسببك الرعب في قلوب المسلمين ! .
وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم

وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة ، الجمعة 23 جمادى الآخرة 1434
3 / 5 / 2013

الاثنين، 29 أبريل 2013

الشـــهــيــدان !!


الشـــهــيــدان !!
البيان قبل وصول الإخوان ( 2 )


الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فإنه لا يُماري مُنصف فى المكانة التي وصلت إليها جماعة الإخوان المسلمين فى بلاد الإسلام بعد ثورات " الخريف العربي " ، فقد اكتسحت الجماعة معظم الدوائر البرلمانية وأحيانا الرئاسية في هذه البلاد ؛ فمن الإنصاف تسليط الضوء على هذه الجماعة حتى يكون أهل الإسلام على بينة من أمرهم إذ أصبح أعضاء الجماعة رجال المرحلة !.
ولما كانت الجماعات والدعوات لا تقوم إلا بأصحابها ، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _:
(( إن الطائفة إنما تتميز باسم رجالها أو نعت أحوالها )) . ( منهاج السنة 2 /518 )
فتوجب علينا النظر في رجال الجماعة حتى نتعرف على منهجها ؛ وأول من ينبغي أن يُسلط عليه الضوء فى رجال الجماعة شخصيتين يُعرفان فى الجماعة بــــــ ( الشهيدين ) ؛ فما يُذكر اسم ( الشيهد ) في أوساط الجماعة إلا وانصرف الذهن الى الأستاذ " حسن البنا " مؤسس الجماعة ، والأستاذ " سيد قطب " أديب معروف حمل بقلمه عبء التقعيد والتنظير لفكر الجماعة .
وينبغي التنبيه قبل البدء أن من يتجرأ ويَذكر الشيخ " البنا " أو ألاستاذ " سيد قطب " قد عَرض نفسه لسهام الإخوان ، فهو أما فى الجهاد يَطعن أو للمخابرات العالمية مُسخر ، إذ الإخوان لا يرضون بـ " البنا " بديلاً ، ولا في " سيد قطب " جرحاً ولا تعديلاً .

ودليل ذلك أننا لو قلنا لهم : " إن كان لابد وصف الشيخ " البنا " والأستاذ " سيد " بالشهادة واجباً حركياً ما لكم منه بُدّ فاستثنوا بقولكم _ على الأقل _ : " إن شاء الله " ؛ فقد عقد الإمام البخاري فى كتاب الجهاد من ( صحيحه ) باب : ((لا يُقال فلان شهيد)) .
تراهم يستنكفون ويأبوا إلا أن يصفهما بالشهادة بدون استثناء؛ ومعلوم أن الجزم بالشهادة لرجل جزمٌ له بالجنة ، وهذا من أدعاء علم الغيب الذي انفرد الواحد العليم به _ سبحانه _ ؛ فضلاً عن أن ترك الاستثناء أصل بدعة الإرجاء .
قال عبد الرحمن بن مهدي ـ رحمه الله ـ :(( أصل الإرجاء ترك الاستثناء )) .
( رواه الخلال فى السنة 1061 ، و الطبري فى تهذيب الاثار 1519 ) .


ونبدأ بالشيخ " حسن البنا " _ رحمه الله وعفا عنه _ إذ أن جماعة الإخوان لا يتصورون للجماعة وجود بدون فكر وتعاليم الأستاذ " البنا " .
يقول سعيد حوى : " ونعتقد أنه لا جماعة كاملة إلا بفكر الأستاذ البنا وإلا بنظرياته وتوجيهاته !" . ( فى آفاق التعاليم ص / 5 )
وقال عصام العريان : " والإخوان فى حاجة لفهم أطروحات سيد قطب في إطار فهم الشيهد البنا !! ، وإذا وجد اختلاف بين الشهيدين فعلينا أن نتسلح بالشجاعة لكى نعتمد كلام حسن البنا وليس كلام أي أحد أخر !! . ( محيط نت 5 ابريل 2006 م ) .
وظني أن كلام سعيد حوى والعريان أو غيرهما من أبناء الجماعة يُحمل على اعتقادهم بأن الأستاذ "حسن البنا " اصطفاه الله _ عز وجل _ ليحمل توحيد الأمة من جديد .
قال عمر التلمساني : " لما كان الأمر أمر تجميع ، وتكوين ، وتوحيد مفاهيم أمة مسلمة ، لما كان الأمر عودة المسلمين إلى الإيمان ، لما كان الأمر كذلك .. أختار الله لهذه الدعوة إمامها الشهيد حسن البنا !! . ( ذكريات لا مذكرات ص / 8 ) .
وهذا هو ما أَكد عليه " البنا " لأعضاء الجماعة ، إذ أوضح لهم أن الإسلام لا يُفهم إلا في حدود الأصول العشرين التى وضعها لهم ؛ فقال فى تفسير ركن " الفهم " الذي هو أحد أركان البيعة :
" إنما أريد بالفهم أن توقن بأن فكرتنا إسلامية صحيحة ، وأن تفهم الإسلام كما نفهمه فى حدود الأصول العشرين الموجزة كل الإيجاز !! " ( الرسائل ص / 390 ) .
قلت : وقد أخذتني الحيرة فى تناول كلام " الأستاذ البنا " ، هل أكتفي فيه بالعرض فقط ، أم يلزم الأمر بعض النقد ؟
ولكنى عزمت أن أكتفي بالعرض فقط حتى لا يقول قائل : " حَملت الكلام ما لم يحتمله "، و يكون حال القارئ على نحو من قال :

إن كان الذي يأتي حسناً قبلته ......... وإن كان قبيحاً تركته


ذكر الأستاذ البنا طرفاً من اعتقاده فقال في ( مذكرات الدعوة و الداعية ص / 24 ) :
" وصحبت الإخوان الحصافية بدمنهور ، وواظبت على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة " .
وقال في ص / 28 : " كانت أيام دمنهور .. أيام استغراق في عاطفة التصوف ... كانت فترة استغراق في التعبد والتصوف ".
وقال في ص / 30 :" كنا في كثير من أيام الجمع التي يتصادف أن نقضيها في دمنهور ، نقترح رحلة لزيارة أحد الأولياء الأقربين في دمنهور ، فكنا - أحياناً - نزور دسوقي " . اهـ
و قال محمود عبد الحليم في كتابه ( الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ 1 /109 ) : " وكنا نذهب جميعاً كلّ ليلة الى مسجد السيدة زينب ، فتؤدى صلاة العشاء ، ثمّ نَخرج من المسجد ، ونصطف صفوفاً يتقدمنا الأستاذ المرشد " البنا " ينشد من أناشيد المولد النبوي ، ونحن نردده من بعده في صوت جهوري جماعي يلفت النظر !! ".

قلت : " ولعل صوفية " الأستاذ البنا " هي التي جعلته يتبنى دعوة التقريب بين أهل السنة والرافضة ، إذ أن التصوف قنطرة التشيع كما هو معروف .
قال الأستاذ التلمساني :"... وفي الأربعينات _ على ما أذكر _ كان السيد " القُمِّي " _ وهو شيعي _ يَنْزل ضيفاً على الإخوان في المركز العام ، ووقتها كان الإمام الشهيد يعمل جاداً على التقريب بين المذاهب ... وسألناه يوماً على مدى الخلاف بين أهل السنة والشيعة ؟ فنهانا عن الدخول في مثل هذه المسائل الشائكة ... فقال : " اعلموا أن أهل السنة والشيعة مسلمون ، تجمعهم كلمة لا اله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ". ( هكذا )... انظر موقف علماء المسلمين ( ص / 215 ) .
وقال الأستاذ عبد المتعال الجبري في كتابه ( لماذا اغتيل حسن البنا ؟ ص / 32 الاعتصام طـ 1 ) ينقل عن روبير جاكسون قوله : " ولو طال عمر هذا الرجل _ يقصد : حسن البنا _ لكان يُمكن أن يتحقق الكثير لهذه البلاد ، خاصة لو أتفق حسن البنا وآية الله الكاشاني الزعيم الإيراني على أن يُزيلا الخلاف بين الشيعة والسنة ، وقد إلتقا الرجلان في الحجاز عام 48 ويبدو أنهما تفاهما ووصلا الى نقطة رئيسية لولا أن عوجل حسن البنا بالاغتيال " . أهـ
قلت :" ومن أجل إذابة الفروق بين السنة والشيعة كان ينهي الأستاذ البنا أتباعه النظر في كتب التفاسير ، أو التحاكم الى السنة ، فقد قال لمحمود عبد الحليم : " إن كنت تُريد نصيحتي فلا داعي لقراءة تفاسير " . ( أحداث صنعت التاريخ 1 / 208 ) .
وقال يوماً للدكتور عبد العزيز كامل : " أنا أعلم نوع تفكيرك وتمسكك بالسنة ، وستأتي أيام وظروف قد نختلف فيها ، وأود في هذه الظروف أن تترك رأيك لرأيي . ألا تطمئن إلي ؟! " ( مذكرات عبد العزيز كامل ص / 53 ) .
أما اعتقاد الشيخ في جانب الأسماء والصفات فقد قال في ( مجموع رسائله ص / 498 ) :
" ونحن نعتقد أن رأي السلف من السكوت وتفويض علم هذه المعاني إلى الله _ تبارك وتعالى _ أسلم وأولى بالأتباع " . اهـ
قلت :
" ولا يسعنا السكوت هنا من غير تنبيه على هذه الكلمات لأنها من الممكن أن تختلط على السامع إذ يَفهم أن مذهب السلف هو التفويض !! ، وهذا من أخبث المذاهب ، بل هو أسوأ حالاً من مذهب الفرقة السبعية " الأشاعرة " ، وأما مذهب السلف الصالح فكان : معرفة معاني تلك الصفات مثبتين حقائقها لله _ عز وجل _ على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى فهم يعلمون معنى تلك الصفات ، ويفوضون كيفياتها . فانتبه !.
أنشأ الأستاذ / حسن بن أحمد بن عبد الرحمن البنا جماعة الإخوان المسلمين بمصر ، وبالتحديد بالإسماعيلية عام 1347 هـ ، واستمرت هذه الجماعة في النمو والازدياد إلى أن صار عدد أتباعها عند وفاته ما يقرب من نصف مليون ، [كما في الإعلام للزركلي] .
بايع حسن البنا الملك فاروق ملك مصر ، كما بايع الملك فؤاد كلاً على السمع والطاعة .
وقال في بيعة الملك فؤاد : " إلى سدة صاحب الجلالة الملكية حامي حمى الدين ، ونصير الإسلام والمسلمين مليك مصر المفدى ... يتقدم أعضاء مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين المجتمعون بمدينة الإسماعيلية بتاريخ 22 صفر سنة 1352 والممثلون لخمسة عشر فرعاً من فروع جمعية الإخوان المسلمين برفع أصدق آيات الولاء والإخلاص للعرش المفدى و لجلالة المليك وسمو ولي عهده المحبوب ".( مذكرات الدعوة و الداعية ص / 156 دار الشهاب )

وقال في بيعة الملك فاروق : " إلى صاحب الجلالة الملك فاروق الأول : أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو ، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ، وأرفع إلى السدة العلية ولاء أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في القطر المصري كله ، بل في العالم الإسلامي أجمع ، وإخلاصهم لعرشكم المفدى وتحيتهم لذاتكم المحبوبة " . اهـ
وقال : " يا مولاي لقد برهنتم جلالتكم في كل موقف على اعتزازكم بتعاليم الإسلام ، وحرصكم على أن تسود الروح الإسلامية النبيلة مظاهر حياة شعبكم المخلص ، وكنتم في ذلك خير قدوة " . اهـ . ( مجلة النذير العدد الثاني 6 ربيع الثاني 1357 هـ دار الكتب و الوثائق ) .
كما أشاد بوطنيته في رسالته إليه في أكتوبر 1946 قائلاً : " إن جلالتكم وأنتم الوطني الأول خير من تتحقق على يديه الآمال ، وتنصلح بسامي حكمته وجميل إرشاده وتوجيهه الأحوال " . ( أحداث صنعت التاريخ 1 / 419 ).
وكان دائم الشهادة للملك فاروق بأنه ملك مسلم ... فقال : " وإن لنا في جلالة الملك المسلم أيده الله أملاً محققاً ، وفي الشعب المصري الذي ثقلته الحوادث ونبهته التجارب " . ( مذكرات الدعوة ص / 191 ) .

وعلى الرغم من ارتباط حسن البنا ببيعة الملك فاروق إلا أنه كان يفرض على أتباعه بيعة سرية لنفسه كما أثبت ذلك في كتابه ( مذكرات الدعوة ص / 96 ) ، وأوضح محمود الصباغ في ( التنظيم الخاص ص / 132 ) هيئة هذه البيعة وكيف كانت تَتم بأن يُقسم العضو على مصحف ومسدس !! .
وكان البنا دائم القدح في الملك فاروق في مجالسه الخاصة ، قال محمود العسال في كتابه ( الإخوان بين عهدين ص / 106 ،107 ) نقلاً عن حسن البنا أنه قال في الملك فاروق وأعوانه : " إننا لا نثق بهؤلاء الطغاة ... الذين يستمدون سلطانهم من الطاغية الأكبر! ... وكان يسميهم العبارقة أي : عبيد فاروق ؛ثم قال : لا يسعنا أن نقول لمثل هؤلاء ونوجه إلى كل آثم منهم { تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ } [الزمر : 8 ] "اهـ .

وكان حسن البنا رجل ثوري حركي مع أنه القائل :" أما الثورة فلا يُفكر الإخوان المسلمون فيها ، ولا يعتمدون عليها ، ولا يؤمنون بنفعها ، ونتائجها " . ( الرسائل ص / 190 )
دخل في عام 1935 م بجماعته طور العمل التنفيذي السري فأسس ميلشيات عسكرية في الجيش والشرطة ، كما أسس جهازاً سرياً خاصاً يخضع لأوامره بقصد حماية دعوته !! ، وأسس تنظيم الجوالة ، ليخفي ورائه عمل التنظيمات ... وقد أقتبس حسن البنا فكرة تشكيل التنظيمات السرية ، والأسر، والكتائب من الخلايا الشيوعية ، وأنشأ جهاز استخبارات للتجسس على الناس ، وأردفه بجهاز متخصص في نشر الإشاعات لقياس نبض المجتمع تجاه الأحداث . ( انظر رسالة المؤتمر الخامس ص / 178 ) .

وفي عام 1942م رشح نفسه في الانتخابات البرلمانية ، فطلب منه " النحاس باشا " التنازل عن الترشيح ، وذلك لأن البلد كانت في حالة حرب؛ فتنازل " البنا " عن الترشيح مقابل الحصول على تسهيلات دعوية استفاد منها حتى عام 1948م ، ثم رشح نفسه مرة أخرى عام 1944م فطلب منه " أحمد ماهر " التنازل عن الترشيح لأن البلد كانت مقبلة على حرب ، فرفض التنازل .. و سقط في الانتخابات فقرر الإخوان بعدها قتل " أحمد ماهر " ، وأعدوا لذلك خطة محكمة قام بها أحد شباب الإخوان اسمه " محمود العيسوي " ، ثم قاموا في عام 1946م بإلقاء القنابل على جميع أقسام القاهرة ، ثم قُتل " النقراشي باشا " _ وسيأتي قريباً كلام الشيخ شاكر حول هذه الأحداث _ و في عام 1948م قُتل المستشار " أحمد الخازندار " قبل مقتل " النقراشي باشا " بسبب إصداره أحكاماً رآها الإخوان قاسية على بعض المنتمين إليهم . فقام بقتله " عبد الرحمن السندي " فما كان من الأستاذ البنا إلا أن قال له : " لقد قتلت بغير إذن ، ومثل هذا العمل لابد فيه من الإذن الصريح !! ".
وفي موضع آخر قال " حسن البنا " للسندي : " لماذا قتلت الخازندار ؟ " قال السندي : " أنت الذي أمرت بهذا ". فرد قائلاً : أنا يا عبد الرحمن ؟! قال : " نعم أنت ، قلت : لو كان ربنا ريحنا من العالم دي ".
فحكم حسن البنا على أن القتل كان خطأ . لأن القاتل ظن أن " حسن البنا " كان يريد قتل " الخازندار " فقتله؛ ثم أسقط الدية عنه بأن الحكومة دفعتها لورثة الخازندار !! . ( راجع صفحات من تاريخ الإخوان ص / 466 ، وحقيقة التنظيم الخاص ص / 264 ، ومع الإمام الشهيد ص / 147 ، 148 ).
ثم تآمر على قتل الإمام يحيى بن حميد الدين أمير اليمن ، وتولى الدستوريون الإخوانيون زمام الأمر في اليمن ، ولكن لم يستمر حالهم أكثر من ستة وعشرين يوماً حيث أستطاع " أحمد بن الإمام يحيى " أن يجمع أئمة القبائل حوله ليَنتقم من قاتلي أبيه ، ويعتلي عرش اليمن مرة أخرى؛ وتحقق له ما يريد، وفر الإخوان إلى الجنوب وإلى كثير من البلاد . ( راجع سيرة ومسيرة للقرضاوي 2 /464 ، موقع الإخوان أون لاين 16 /6 / 2005 م ) .

هذا،وكان يميل " الأستاذ البنا " في العمل السياسي إلى استخدام التقية .
فقد قال لأحد الصحفيين في مجلة آخر ساعة عندما سئله : هل تضمن النجاح ( يعني : في الانتخابات ) ؟ فقال : " أستطيع في انتخابات حرة أن أحصل على أغلبية ساحقة ، هذا لو أنني أردت ذلك ، ولكنني في الواقع لا أريده ،فمكاننا في صفوف الشعب أكثر منه في صفوف الحكام ، ولهذا لن نتقدم إلا في أعداد صغيرة في الدوائر ". ( انظر حسن البنا مواقف في الدعوة والتربية ) .

وقال للملك عبد العزيز آل سعود _ رحمه الله _ حين لقيه في موسم الحج رداً على سؤال هل تسعون في نشاطكم هذا للحكم وتريدونه ؟ فرد قائلاً : " بل الحكم هو الذي يسعى إلينا " . ( صفحات من تاريخ الإخوان ص / 130)
قلت :
وقد مَرّ سعي وحرص " الأستاذ البنا " لطلب الإمارة ولما تخلفت عنه كان ما ذُكر ، فتأمل !! .

ولا أظن أنه يُذكر " الأستاذ البنا " بدون ذكر قاعدته الذهبية التي أخذها بسندٍ عالٍ من الأستاذ " رشيد رضا " ، والتي تلقاها من " جمال الدين الأفغاني " رئيس أول محفل ماسوني في مصر ، والتي صارت بعدها " دستور الإخوان المسلمين " التي أماتوا بها فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

" نجتمع فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه "


وتوسع " الأستاذ البنا " جداً في استخدام هذه القاعدة حتى أنه لم يَكن يُنكر على تارك الصلاة .
قال جمال البنا _ فاسق معروف هالك قريباً ،وكان أخاً للإمام الشهيد !_ : " وعينوني مدير المطبعة في عام 1939م ... وأعطوني غرفة بجوار المطبعة والمركز العام ... وأنا وسط هذا العمل أجد معاون الدار الشيخ عبد البديع صقر، وكان رجلاً مسناً ينادى على الصلاة ، فكنت أقول له : دعني يا أخ عبد البديع ، فيذهب إلى الأستاذ البنا ، ويقول له : إن غرفة جمال وكر لتارك الصلاة ، وكنت أرد عليه : بأن العمل عبادة ، فكانا الأستاذ البنا يقول له :" دعه . لأنه يؤمن أيضاً بأن العمل عبادة ... !! " ( إيلاف نت الحوار المتمدن14 / 12 / 2003 م )

وقال التلمساني في كتابه ( ذكريات لا مذكرات ) : " وكنت من المدخنين ، وشكا إخوان المكتب من هذا ... فقلت للإمام الشهيد : " إما تأمرني فأقلع وإما أن تسكت فأستمر " . فقال : " لا آمرك ولا أنهاك ... !! "

ومع هذا كان " الأستاذ البنا " _ رحمه الله _ دائم الزعم أن جماعته جمعت الخير كله فقال في ( مذكرات الدعوة و الداعية ص / 232 ) : " فدعوتكم ( يعني : جماعة الإخوان ) أحق أن يأتيها الناس ولا تأتي أحداً ، إذ هي جِماع كل خير ، غيرها لا يسلم من النقص !! ".


و قد ذكرنا في " البيان الأول " طرفاً من عقيدة الأستاذ البنا في مؤاخاة النصارى ، وعدم عداوة اليهود من أجل الدين فلا داعي للإعادة . وفي 12 / فبراير / 1949 دُعي " الأستاذ البنا " للقاء في جمعية الشبان المسلمين في حفلة من لقاءات كانت تمثل مَسَاعي للصلح ... وإذ به وهو في طريقه لمغادرة الدار يَنهال عليه الرصاص ، ويُنقل إلى مستشفى قصر العيني بين الحياة والموت ، وهناك أسلم روحه لبارئها ، وحكى محمد الغزالي أن الأمن شدد عليهم جداً ، وأنهم حين سلموا جثمان المرشد لوالده اشترطوا عليه ألا تكون له جنازة ، ولا سُرادق ، ولا نعي يُنشر في الصحف ، حتى شيع جثمانه فقط : أبوه ... ، ومكرم عبيد _ نصراني معروف _ ، فنسأل الله بكرمه وعفوه أن يتجاوز عنه ويغفر له .
قال عمر التلمساني في وصف مقتل حسن البنا: " وكف القلب المعلق بالعرش عن النبض في هذه الحياة لينبض في مقعد صدق عند مليك مقتدر " ( حسن البنا بأقلام تلاميذه ومعاصريه لجابر رزق ص / 44 )

وقال صالح عشماوي : "قد كنت أوثرُ أن تقول رثائي يا منصف الموتَى من الأحياءِ !"
ثم قال: "
رحم الله حسن البنا فقد كان فلتةً من فلتات الطبيعة !! ، قلما يجود الزمان بمثله ، وهو لم يمت بل حيٌ عند ربه يرزق !!" .( حسن البنا بأقلام تلاميذه ومعاصريه ص / 60 )
وقال مصطفى السباعي : " فما هو إلا النور المرسل من السماء ؛ ليكشف عن أهل الخلود ظلماتهم ، ثم يظل في السماء دائماً وأبداً ، ولن يختلط بتراب الأرض ؛ إلا كما تقع أشعة الشمس على أعلى القصور وأدناها " . ( السابق ص / 104 )
وقال محمود عبد الحليم : " لقد كنت أحار في تصور قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن رسول الله إنه كان خلقه القرآن، حتى لقيت حسن البنا وصاحبته فبدت الصورة تتضح أمامي !! " ( الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ ) .

هذا ؛ ولما كانت سيرة " الأستاذ البنا " _ رحمه الله _ لا تجمعها مقالة فاكتفيت بالإشارة ، ولعلنا نذكر نُتف منها في معرض الكلام عن الجماعة وتوجهاتها . وقبل أن أختم أتمنى من القارئ ترك العصبية للرجال وجعلها للدليل ، فإن العصبية للرجال أمرٌ عظيم ، قال الزهري : " ما دخلت العصبية قلب رجل إلا خرج منه من الإيمان بقدر ما دخله من العصبية " . ( الإبانة الكبرى لابن بطة حديث 978 ) .
والله وحده يعلم أنني ما كتبت ما كتبت تتبعاً للعورات ، ولا تفكهاً بالسوءات
ولا شأن لي في هذا المقام بتكفير أحد ، أو تفسيق وتضليل من لم تقم عليه حجة الله تعالى ، ولا أشك في النوايا ، فالله أعلم بما في القلوب ، اللهم إلا توبيخاً لمعتقد فاسد ، وزجراً عن إتباع واقتفاء أثرٌ مُحدث ، مع رجاء عودة الشارد ، و رداً لحظيرة السنة لمن غاب عنها ، و قد أحسن من انتهى إلى ما سمع . والله من وراء القصد .
يُتبع إن شاء الله...
القادم .. " ميرابو الثورة "

تنبيه : عامة هذا البحث مستفاد من الكتاب القيم : (( الإخوان المسلمون بين الابتداع الديني والإفلاس السياسي )) للشيخ الوصيفي حفظه الله
وصلى الله على محمد و على آله وصحبه وسلم .
جمع وترتيب
أبو صهيب وليد بن سعد
3 / 4 / 2012

الأحد، 28 أبريل 2013

التحذير من المشبوه حامد الطاهر

التحذير من الخارجي حامد الطاهر 

الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
حضرت بالإمس خطبة جمعة لحامد الطاهر ( حامد بن أحمد الطاهر ) ، فوجدته رجل قطبي تكفيري خطير ، لما جاء عند ذكر عثمان بن عفان ـ رضى الله عنه ـ ترحم عليه ولم يترضى عنه ! فلفت نظري هذا  ، ثم اتبعها فقال : أن موسى عليه السلام أخذ بلحية أخيه هارون لظنه أنه عبد العجل ! ، ومعلوم فساد هذا القول لظاهر القرآن فضلاً عن كيف يظن موسى عليه السلام بأخيه النبي المعصوم أنه وقع في الكفر ؟!! 

 ثم أتبع طريقة الخوارج في التهيج على الحاكم مع ذكر اسمه على المنبر بحجة إقامة الشريعة ، مع أنه هذا المتكلم ديمقراطي يرى جواز المشاركة في الأنتخابات الشركية !! ، ثم وصف حال المسلمين اليوم أنهم كلاب دنيا ـ ولم يستثني !!ـ وأنه تفشى فيهم الأرجاء والجبر ، وذلك لصبرهم على الظلم والطواغيت ! ، وختم حديثه بكلام نسبه لـ " رفاعي سرور " مما جعلني الظن يقين ، من أنه قطبي تكفيري على منهج فرقة السلفية الجهادية إذ " رفاعي سرور " هذا من رؤوس هذا الفكر .
وهو رجل مخرف في العموم إذ أدعي أننا على مشارف خلافة على منهاج النبوة بمجرد التخلص من بشار السوري وبقايا الطواغيت !
فلما انتهى من خطبته ، ذهبت إليه فقلت له : أنت ذكرت أن موسى عليه السلام ظن بأخيه هارون عليه السلام أنه عبد العجل !! ، فقال نعم ! ، فقلت : من سبقك إلى هذا القول من أهل العلم المتقدمين ، فقال القرطبي وابن كثير ـ ولم يذكر طبعاً أنها من كيس سيد قطب الذي أنزل بموسى عليه السلام النقائص من العصبية والطيش و ...! ـ

 فقلت : تقول أن ابن كثير قال : أن موسى ظن بأخيه أنه عبد العجل ، فقال : نعم ، فقلت : يعنى لو فتحنا تفسير ابن كثير الآن نجد هذا ؟ ـ وكنت بجوار مكتبة المسجد ـ فحمر وجه وغضب وقال : فلنفرض أني أخطأت ، فهل يجوز لك أن تكلمني بهذا الأسلوب ؟! 
 ثم أخذ في الصياح : أمن الدولة لسه شغاله !! ، ثم أخذته الحمى وأخذ يكرر مدخلي .. مدخلي .. مدخلي !!
فلما نظرت في موقعه بعدها وجدته يثني على سيد قطب منتقص الأنبياء والأصحاب .
فاحذروا يا أهل السنة من أمثال هؤلاء ولا تغتروا بالاجازات وما شابه ، فالرجل يُقيم بمنهجه وكلامه . 


أما عن الآية التي تأولها هذا المشبوه على غير وجهها وهي قول الرب سبحانه وتعالى : {يَبْنَؤُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي }. [طه:94]
قد فسرت على تفسيرين عند السلف كما ذكر ابن جرير الطبري ـ رحمه الله ـ قال : ((  فاختلف أهل العلم في صفة التفريق بينهم، الذي خشيه هارون، فقال بعضهم: كان هارون خاف أن يسير بمن أطاعه، وأقام على دينه في أثر موسى، ويخلف عَبَدَة العجل، وقد قالوا  له:{ لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى } فيقول له موسى{ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي }بسيرك بطائفة، وتركك منهم طائفة وراءك )) 
وقال   ابن زيد، في قول الله تعالى: { ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمري قَالَ خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي } قال: خشيت أن يتبعني بعضهم ويتخلف بعضهم. 
وأما القول الثاني :  عن ابن جريج : { إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي } قال: كنا نكون فرقتين فيقتل بعضنا بعضا حتى نتفانى.
قال أبو جعفر ( يعني : الطبري ): وأولى القولين في ذلك بالصواب ، القول الذي قاله ابن عباس من أن موسى عذل أخاه هارون على تركه اتباع أمره بمن اتبعه من أهل الإيمان، فقال له هارون: إني خشيت أن تقول، فرّقت بين جماعتهم، فتركت بعضهم وراءك، وجئت ببعضهم، وذلك بين في قول هارون للقوم { يَاقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي } وفي جواب القوم له وقيلهم { لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى }.
وقوله : {
وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي } يقول: ولم تنظر قولي وتحفظه، من مراقبة الرجل الشيء، وهي مناظرته بحفظه .
[ انظر تفسير الطبري ( 16 / 150 ـ 151 ] .

قلت : ولا يوجد في قول السلف ما ذهب إليه هذا المشبوه إن شدة موسى على أخيه هارون كانت لظنه أنه عبد العجل مع القوم !
و صلى الله على محمد و على اله و صحبه و سلم

و كتب
أبو صهيب وليد بن سعد
23 / 2 / 2013

السبت، 27 أبريل 2013

نظرات في سُبل " إقامة الدولة الإسلامية "



نظرات في سُبل

" إقامة الدولة الإسلامية "

الحمد لله وحده ، و الصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، و بعد :
فإنه مما لا شك فيه أنه لا يوجد مسلم صحيح الإيمان لا يُريد إقامة شرع الله عز وجل في أرضه ، فهذا ليس مطروح للنقاش ، إذ من المعضلات توضيح الواضحات ، و لكن محل البحث في :
ـ كيفية إقامة الدولة الإسلامية ؟.
ـ و ما هي الطريقة التي تعود بها الأمة الإسلامية تحت راية شرع رب البرية ؟
ـ و البحث عن كيفية المخرج لما تعيشه الأمة الإسلامية ؟
و من تأمل الحلول التي كانت متوفرة على عهد النبي _ صلى الله عليه و سلم _ في بناء الأمة الإسلامية يجدها هي نفس الفرص المتاحة للأمة الآن ، فقد عُرض على الرسول _ صلى الله عليه و سلم _ " الحل السياسي " فقد ساومه مشركي قريش أن لو كان يُريد _ صلى الله عليه و سلم _ الملك لجعلوه ملكاً عليهم ، وكان أمامه الخيار بأن يَقبل هذا العرض لكي يكون منبراً للدعوة إلى الله _ عز وجل _ ؛ وهو رسول الله _ صلى الله عليه و سلم _ الذي إذا تَملك حكم بالعدل ، ورد الحقوق لأصحابها ، ونصر المظلوم ، وساوى بين الرعية ، وحكم بين العباد بما أنزل الله ، و ...
كما كان يوجد أمام النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ ، " الحل الدموي " فكان في إمكانه في أول أمره أن يأمر أصحابه برفع السلاح ويُقاتل الذين يصُدون عن سبيل الله ، ولكن الأمر بالقتال لم يبدأ إلا بعد هجرته _ صلى الله عليه و سلم _ إلى المدينة ، بعد نزول قوله تعالى : { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ } [ سورة الحج :39 ]
و لكنه إختار " الحل الدعوي " مع وجود المنافقين والمُرجفين في المدينة ، وأشباههم في زماننا هذا من العلمانيين والليبراليين ، ومع ذلك لم يلتفت إليهم حتى يبني القاعدة المسلمة التي تفهم حقيقة الدين ، فلا نعلمه _ صلى الله عليه و سلم _ سعى وراء إقامة الحدود والقصاص في أول أمره ، ولكنه أهتم بتعليم الناس الدين وأصول الإعتقاد ومحاربة الشرك بجميع صوره ، فلما تعلم الناس وآمنوا بقدرة الله _ عز و جل _ وأن عذاب الآخرة لا يُقارن بعذاب الدنيا في شئ ، رأينا من يأتيه _ صلى الله عليه و سلم _ ويقول : " زنيتُ فطهرني يا رسول الله "، و من يقول : " أصبت قُبلة فماذا علي ؟ "، و من تأتيه تُجادل عن نفسها وتُقيم الحجج والبراهين على خطيئتها حتى تُطهر من ذنبها ..... الى غير ذلك من الحوادث المشهورة .
وكأن هذا ما فهمه علماء المسلمين ، فلا تجد كتاب فقه يبدأ بكتاب الحدود والقصاص أبداً ، ولكن كتاب الحدود تجده قبل الفهرس بصفحات ، يسبقه