إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 29 أبريل 2013

الشـــهــيــدان !!


الشـــهــيــدان !!
البيان قبل وصول الإخوان ( 2 )


الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فإنه لا يُماري مُنصف فى المكانة التي وصلت إليها جماعة الإخوان المسلمين فى بلاد الإسلام بعد ثورات " الخريف العربي " ، فقد اكتسحت الجماعة معظم الدوائر البرلمانية وأحيانا الرئاسية في هذه البلاد ؛ فمن الإنصاف تسليط الضوء على هذه الجماعة حتى يكون أهل الإسلام على بينة من أمرهم إذ أصبح أعضاء الجماعة رجال المرحلة !.
ولما كانت الجماعات والدعوات لا تقوم إلا بأصحابها ، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _:
(( إن الطائفة إنما تتميز باسم رجالها أو نعت أحوالها )) . ( منهاج السنة 2 /518 )
فتوجب علينا النظر في رجال الجماعة حتى نتعرف على منهجها ؛ وأول من ينبغي أن يُسلط عليه الضوء فى رجال الجماعة شخصيتين يُعرفان فى الجماعة بــــــ ( الشهيدين ) ؛ فما يُذكر اسم ( الشيهد ) في أوساط الجماعة إلا وانصرف الذهن الى الأستاذ " حسن البنا " مؤسس الجماعة ، والأستاذ " سيد قطب " أديب معروف حمل بقلمه عبء التقعيد والتنظير لفكر الجماعة .
وينبغي التنبيه قبل البدء أن من يتجرأ ويَذكر الشيخ " البنا " أو ألاستاذ " سيد قطب " قد عَرض نفسه لسهام الإخوان ، فهو أما فى الجهاد يَطعن أو للمخابرات العالمية مُسخر ، إذ الإخوان لا يرضون بـ " البنا " بديلاً ، ولا في " سيد قطب " جرحاً ولا تعديلاً .

ودليل ذلك أننا لو قلنا لهم : " إن كان لابد وصف الشيخ " البنا " والأستاذ " سيد " بالشهادة واجباً حركياً ما لكم منه بُدّ فاستثنوا بقولكم _ على الأقل _ : " إن شاء الله " ؛ فقد عقد الإمام البخاري فى كتاب الجهاد من ( صحيحه ) باب : ((لا يُقال فلان شهيد)) .
تراهم يستنكفون ويأبوا إلا أن يصفهما بالشهادة بدون استثناء؛ ومعلوم أن الجزم بالشهادة لرجل جزمٌ له بالجنة ، وهذا من أدعاء علم الغيب الذي انفرد الواحد العليم به _ سبحانه _ ؛ فضلاً عن أن ترك الاستثناء أصل بدعة الإرجاء .
قال عبد الرحمن بن مهدي ـ رحمه الله ـ :(( أصل الإرجاء ترك الاستثناء )) .
( رواه الخلال فى السنة 1061 ، و الطبري فى تهذيب الاثار 1519 ) .


ونبدأ بالشيخ " حسن البنا " _ رحمه الله وعفا عنه _ إذ أن جماعة الإخوان لا يتصورون للجماعة وجود بدون فكر وتعاليم الأستاذ " البنا " .
يقول سعيد حوى : " ونعتقد أنه لا جماعة كاملة إلا بفكر الأستاذ البنا وإلا بنظرياته وتوجيهاته !" . ( فى آفاق التعاليم ص / 5 )
وقال عصام العريان : " والإخوان فى حاجة لفهم أطروحات سيد قطب في إطار فهم الشيهد البنا !! ، وإذا وجد اختلاف بين الشهيدين فعلينا أن نتسلح بالشجاعة لكى نعتمد كلام حسن البنا وليس كلام أي أحد أخر !! . ( محيط نت 5 ابريل 2006 م ) .
وظني أن كلام سعيد حوى والعريان أو غيرهما من أبناء الجماعة يُحمل على اعتقادهم بأن الأستاذ "حسن البنا " اصطفاه الله _ عز وجل _ ليحمل توحيد الأمة من جديد .
قال عمر التلمساني : " لما كان الأمر أمر تجميع ، وتكوين ، وتوحيد مفاهيم أمة مسلمة ، لما كان الأمر عودة المسلمين إلى الإيمان ، لما كان الأمر كذلك .. أختار الله لهذه الدعوة إمامها الشهيد حسن البنا !! . ( ذكريات لا مذكرات ص / 8 ) .
وهذا هو ما أَكد عليه " البنا " لأعضاء الجماعة ، إذ أوضح لهم أن الإسلام لا يُفهم إلا في حدود الأصول العشرين التى وضعها لهم ؛ فقال فى تفسير ركن " الفهم " الذي هو أحد أركان البيعة :
" إنما أريد بالفهم أن توقن بأن فكرتنا إسلامية صحيحة ، وأن تفهم الإسلام كما نفهمه فى حدود الأصول العشرين الموجزة كل الإيجاز !! " ( الرسائل ص / 390 ) .
قلت : وقد أخذتني الحيرة فى تناول كلام " الأستاذ البنا " ، هل أكتفي فيه بالعرض فقط ، أم يلزم الأمر بعض النقد ؟
ولكنى عزمت أن أكتفي بالعرض فقط حتى لا يقول قائل : " حَملت الكلام ما لم يحتمله "، و يكون حال القارئ على نحو من قال :

إن كان الذي يأتي حسناً قبلته ......... وإن كان قبيحاً تركته


ذكر الأستاذ البنا طرفاً من اعتقاده فقال في ( مذكرات الدعوة و الداعية ص / 24 ) :
" وصحبت الإخوان الحصافية بدمنهور ، وواظبت على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة " .
وقال في ص / 28 : " كانت أيام دمنهور .. أيام استغراق في عاطفة التصوف ... كانت فترة استغراق في التعبد والتصوف ".
وقال في ص / 30 :" كنا في كثير من أيام الجمع التي يتصادف أن نقضيها في دمنهور ، نقترح رحلة لزيارة أحد الأولياء الأقربين في دمنهور ، فكنا - أحياناً - نزور دسوقي " . اهـ
و قال محمود عبد الحليم في كتابه ( الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ 1 /109 ) : " وكنا نذهب جميعاً كلّ ليلة الى مسجد السيدة زينب ، فتؤدى صلاة العشاء ، ثمّ نَخرج من المسجد ، ونصطف صفوفاً يتقدمنا الأستاذ المرشد " البنا " ينشد من أناشيد المولد النبوي ، ونحن نردده من بعده في صوت جهوري جماعي يلفت النظر !! ".

قلت : " ولعل صوفية " الأستاذ البنا " هي التي جعلته يتبنى دعوة التقريب بين أهل السنة والرافضة ، إذ أن التصوف قنطرة التشيع كما هو معروف .
قال الأستاذ التلمساني :"... وفي الأربعينات _ على ما أذكر _ كان السيد " القُمِّي " _ وهو شيعي _ يَنْزل ضيفاً على الإخوان في المركز العام ، ووقتها كان الإمام الشهيد يعمل جاداً على التقريب بين المذاهب ... وسألناه يوماً على مدى الخلاف بين أهل السنة والشيعة ؟ فنهانا عن الدخول في مثل هذه المسائل الشائكة ... فقال : " اعلموا أن أهل السنة والشيعة مسلمون ، تجمعهم كلمة لا اله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ". ( هكذا )... انظر موقف علماء المسلمين ( ص / 215 ) .
وقال الأستاذ عبد المتعال الجبري في كتابه ( لماذا اغتيل حسن البنا ؟ ص / 32 الاعتصام طـ 1 ) ينقل عن روبير جاكسون قوله : " ولو طال عمر هذا الرجل _ يقصد : حسن البنا _ لكان يُمكن أن يتحقق الكثير لهذه البلاد ، خاصة لو أتفق حسن البنا وآية الله الكاشاني الزعيم الإيراني على أن يُزيلا الخلاف بين الشيعة والسنة ، وقد إلتقا الرجلان في الحجاز عام 48 ويبدو أنهما تفاهما ووصلا الى نقطة رئيسية لولا أن عوجل حسن البنا بالاغتيال " . أهـ
قلت :" ومن أجل إذابة الفروق بين السنة والشيعة كان ينهي الأستاذ البنا أتباعه النظر في كتب التفاسير ، أو التحاكم الى السنة ، فقد قال لمحمود عبد الحليم : " إن كنت تُريد نصيحتي فلا داعي لقراءة تفاسير " . ( أحداث صنعت التاريخ 1 / 208 ) .
وقال يوماً للدكتور عبد العزيز كامل : " أنا أعلم نوع تفكيرك وتمسكك بالسنة ، وستأتي أيام وظروف قد نختلف فيها ، وأود في هذه الظروف أن تترك رأيك لرأيي . ألا تطمئن إلي ؟! " ( مذكرات عبد العزيز كامل ص / 53 ) .
أما اعتقاد الشيخ في جانب الأسماء والصفات فقد قال في ( مجموع رسائله ص / 498 ) :
" ونحن نعتقد أن رأي السلف من السكوت وتفويض علم هذه المعاني إلى الله _ تبارك وتعالى _ أسلم وأولى بالأتباع " . اهـ
قلت :
" ولا يسعنا السكوت هنا من غير تنبيه على هذه الكلمات لأنها من الممكن أن تختلط على السامع إذ يَفهم أن مذهب السلف هو التفويض !! ، وهذا من أخبث المذاهب ، بل هو أسوأ حالاً من مذهب الفرقة السبعية " الأشاعرة " ، وأما مذهب السلف الصالح فكان : معرفة معاني تلك الصفات مثبتين حقائقها لله _ عز وجل _ على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى فهم يعلمون معنى تلك الصفات ، ويفوضون كيفياتها . فانتبه !.
أنشأ الأستاذ / حسن بن أحمد بن عبد الرحمن البنا جماعة الإخوان المسلمين بمصر ، وبالتحديد بالإسماعيلية عام 1347 هـ ، واستمرت هذه الجماعة في النمو والازدياد إلى أن صار عدد أتباعها عند وفاته ما يقرب من نصف مليون ، [كما في الإعلام للزركلي] .
بايع حسن البنا الملك فاروق ملك مصر ، كما بايع الملك فؤاد كلاً على السمع والطاعة .
وقال في بيعة الملك فؤاد : " إلى سدة صاحب الجلالة الملكية حامي حمى الدين ، ونصير الإسلام والمسلمين مليك مصر المفدى ... يتقدم أعضاء مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين المجتمعون بمدينة الإسماعيلية بتاريخ 22 صفر سنة 1352 والممثلون لخمسة عشر فرعاً من فروع جمعية الإخوان المسلمين برفع أصدق آيات الولاء والإخلاص للعرش المفدى و لجلالة المليك وسمو ولي عهده المحبوب ".( مذكرات الدعوة و الداعية ص / 156 دار الشهاب )

وقال في بيعة الملك فاروق : " إلى صاحب الجلالة الملك فاروق الأول : أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو ، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ، وأرفع إلى السدة العلية ولاء أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في القطر المصري كله ، بل في العالم الإسلامي أجمع ، وإخلاصهم لعرشكم المفدى وتحيتهم لذاتكم المحبوبة " . اهـ
وقال : " يا مولاي لقد برهنتم جلالتكم في كل موقف على اعتزازكم بتعاليم الإسلام ، وحرصكم على أن تسود الروح الإسلامية النبيلة مظاهر حياة شعبكم المخلص ، وكنتم في ذلك خير قدوة " . اهـ . ( مجلة النذير العدد الثاني 6 ربيع الثاني 1357 هـ دار الكتب و الوثائق ) .
كما أشاد بوطنيته في رسالته إليه في أكتوبر 1946 قائلاً : " إن جلالتكم وأنتم الوطني الأول خير من تتحقق على يديه الآمال ، وتنصلح بسامي حكمته وجميل إرشاده وتوجيهه الأحوال " . ( أحداث صنعت التاريخ 1 / 419 ).
وكان دائم الشهادة للملك فاروق بأنه ملك مسلم ... فقال : " وإن لنا في جلالة الملك المسلم أيده الله أملاً محققاً ، وفي الشعب المصري الذي ثقلته الحوادث ونبهته التجارب " . ( مذكرات الدعوة ص / 191 ) .

وعلى الرغم من ارتباط حسن البنا ببيعة الملك فاروق إلا أنه كان يفرض على أتباعه بيعة سرية لنفسه كما أثبت ذلك في كتابه ( مذكرات الدعوة ص / 96 ) ، وأوضح محمود الصباغ في ( التنظيم الخاص ص / 132 ) هيئة هذه البيعة وكيف كانت تَتم بأن يُقسم العضو على مصحف ومسدس !! .
وكان البنا دائم القدح في الملك فاروق في مجالسه الخاصة ، قال محمود العسال في كتابه ( الإخوان بين عهدين ص / 106 ،107 ) نقلاً عن حسن البنا أنه قال في الملك فاروق وأعوانه : " إننا لا نثق بهؤلاء الطغاة ... الذين يستمدون سلطانهم من الطاغية الأكبر! ... وكان يسميهم العبارقة أي : عبيد فاروق ؛ثم قال : لا يسعنا أن نقول لمثل هؤلاء ونوجه إلى كل آثم منهم { تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ } [الزمر : 8 ] "اهـ .

وكان حسن البنا رجل ثوري حركي مع أنه القائل :" أما الثورة فلا يُفكر الإخوان المسلمون فيها ، ولا يعتمدون عليها ، ولا يؤمنون بنفعها ، ونتائجها " . ( الرسائل ص / 190 )
دخل في عام 1935 م بجماعته طور العمل التنفيذي السري فأسس ميلشيات عسكرية في الجيش والشرطة ، كما أسس جهازاً سرياً خاصاً يخضع لأوامره بقصد حماية دعوته !! ، وأسس تنظيم الجوالة ، ليخفي ورائه عمل التنظيمات ... وقد أقتبس حسن البنا فكرة تشكيل التنظيمات السرية ، والأسر، والكتائب من الخلايا الشيوعية ، وأنشأ جهاز استخبارات للتجسس على الناس ، وأردفه بجهاز متخصص في نشر الإشاعات لقياس نبض المجتمع تجاه الأحداث . ( انظر رسالة المؤتمر الخامس ص / 178 ) .

وفي عام 1942م رشح نفسه في الانتخابات البرلمانية ، فطلب منه " النحاس باشا " التنازل عن الترشيح ، وذلك لأن البلد كانت في حالة حرب؛ فتنازل " البنا " عن الترشيح مقابل الحصول على تسهيلات دعوية استفاد منها حتى عام 1948م ، ثم رشح نفسه مرة أخرى عام 1944م فطلب منه " أحمد ماهر " التنازل عن الترشيح لأن البلد كانت مقبلة على حرب ، فرفض التنازل .. و سقط في الانتخابات فقرر الإخوان بعدها قتل " أحمد ماهر " ، وأعدوا لذلك خطة محكمة قام بها أحد شباب الإخوان اسمه " محمود العيسوي " ، ثم قاموا في عام 1946م بإلقاء القنابل على جميع أقسام القاهرة ، ثم قُتل " النقراشي باشا " _ وسيأتي قريباً كلام الشيخ شاكر حول هذه الأحداث _ و في عام 1948م قُتل المستشار " أحمد الخازندار " قبل مقتل " النقراشي باشا " بسبب إصداره أحكاماً رآها الإخوان قاسية على بعض المنتمين إليهم . فقام بقتله " عبد الرحمن السندي " فما كان من الأستاذ البنا إلا أن قال له : " لقد قتلت بغير إذن ، ومثل هذا العمل لابد فيه من الإذن الصريح !! ".
وفي موضع آخر قال " حسن البنا " للسندي : " لماذا قتلت الخازندار ؟ " قال السندي : " أنت الذي أمرت بهذا ". فرد قائلاً : أنا يا عبد الرحمن ؟! قال : " نعم أنت ، قلت : لو كان ربنا ريحنا من العالم دي ".
فحكم حسن البنا على أن القتل كان خطأ . لأن القاتل ظن أن " حسن البنا " كان يريد قتل " الخازندار " فقتله؛ ثم أسقط الدية عنه بأن الحكومة دفعتها لورثة الخازندار !! . ( راجع صفحات من تاريخ الإخوان ص / 466 ، وحقيقة التنظيم الخاص ص / 264 ، ومع الإمام الشهيد ص / 147 ، 148 ).
ثم تآمر على قتل الإمام يحيى بن حميد الدين أمير اليمن ، وتولى الدستوريون الإخوانيون زمام الأمر في اليمن ، ولكن لم يستمر حالهم أكثر من ستة وعشرين يوماً حيث أستطاع " أحمد بن الإمام يحيى " أن يجمع أئمة القبائل حوله ليَنتقم من قاتلي أبيه ، ويعتلي عرش اليمن مرة أخرى؛ وتحقق له ما يريد، وفر الإخوان إلى الجنوب وإلى كثير من البلاد . ( راجع سيرة ومسيرة للقرضاوي 2 /464 ، موقع الإخوان أون لاين 16 /6 / 2005 م ) .

هذا،وكان يميل " الأستاذ البنا " في العمل السياسي إلى استخدام التقية .
فقد قال لأحد الصحفيين في مجلة آخر ساعة عندما سئله : هل تضمن النجاح ( يعني : في الانتخابات ) ؟ فقال : " أستطيع في انتخابات حرة أن أحصل على أغلبية ساحقة ، هذا لو أنني أردت ذلك ، ولكنني في الواقع لا أريده ،فمكاننا في صفوف الشعب أكثر منه في صفوف الحكام ، ولهذا لن نتقدم إلا في أعداد صغيرة في الدوائر ". ( انظر حسن البنا مواقف في الدعوة والتربية ) .

وقال للملك عبد العزيز آل سعود _ رحمه الله _ حين لقيه في موسم الحج رداً على سؤال هل تسعون في نشاطكم هذا للحكم وتريدونه ؟ فرد قائلاً : " بل الحكم هو الذي يسعى إلينا " . ( صفحات من تاريخ الإخوان ص / 130)
قلت :
وقد مَرّ سعي وحرص " الأستاذ البنا " لطلب الإمارة ولما تخلفت عنه كان ما ذُكر ، فتأمل !! .

ولا أظن أنه يُذكر " الأستاذ البنا " بدون ذكر قاعدته الذهبية التي أخذها بسندٍ عالٍ من الأستاذ " رشيد رضا " ، والتي تلقاها من " جمال الدين الأفغاني " رئيس أول محفل ماسوني في مصر ، والتي صارت بعدها " دستور الإخوان المسلمين " التي أماتوا بها فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

" نجتمع فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه "


وتوسع " الأستاذ البنا " جداً في استخدام هذه القاعدة حتى أنه لم يَكن يُنكر على تارك الصلاة .
قال جمال البنا _ فاسق معروف هالك قريباً ،وكان أخاً للإمام الشهيد !_ : " وعينوني مدير المطبعة في عام 1939م ... وأعطوني غرفة بجوار المطبعة والمركز العام ... وأنا وسط هذا العمل أجد معاون الدار الشيخ عبد البديع صقر، وكان رجلاً مسناً ينادى على الصلاة ، فكنت أقول له : دعني يا أخ عبد البديع ، فيذهب إلى الأستاذ البنا ، ويقول له : إن غرفة جمال وكر لتارك الصلاة ، وكنت أرد عليه : بأن العمل عبادة ، فكانا الأستاذ البنا يقول له :" دعه . لأنه يؤمن أيضاً بأن العمل عبادة ... !! " ( إيلاف نت الحوار المتمدن14 / 12 / 2003 م )

وقال التلمساني في كتابه ( ذكريات لا مذكرات ) : " وكنت من المدخنين ، وشكا إخوان المكتب من هذا ... فقلت للإمام الشهيد : " إما تأمرني فأقلع وإما أن تسكت فأستمر " . فقال : " لا آمرك ولا أنهاك ... !! "

ومع هذا كان " الأستاذ البنا " _ رحمه الله _ دائم الزعم أن جماعته جمعت الخير كله فقال في ( مذكرات الدعوة و الداعية ص / 232 ) : " فدعوتكم ( يعني : جماعة الإخوان ) أحق أن يأتيها الناس ولا تأتي أحداً ، إذ هي جِماع كل خير ، غيرها لا يسلم من النقص !! ".


و قد ذكرنا في " البيان الأول " طرفاً من عقيدة الأستاذ البنا في مؤاخاة النصارى ، وعدم عداوة اليهود من أجل الدين فلا داعي للإعادة . وفي 12 / فبراير / 1949 دُعي " الأستاذ البنا " للقاء في جمعية الشبان المسلمين في حفلة من لقاءات كانت تمثل مَسَاعي للصلح ... وإذ به وهو في طريقه لمغادرة الدار يَنهال عليه الرصاص ، ويُنقل إلى مستشفى قصر العيني بين الحياة والموت ، وهناك أسلم روحه لبارئها ، وحكى محمد الغزالي أن الأمن شدد عليهم جداً ، وأنهم حين سلموا جثمان المرشد لوالده اشترطوا عليه ألا تكون له جنازة ، ولا سُرادق ، ولا نعي يُنشر في الصحف ، حتى شيع جثمانه فقط : أبوه ... ، ومكرم عبيد _ نصراني معروف _ ، فنسأل الله بكرمه وعفوه أن يتجاوز عنه ويغفر له .
قال عمر التلمساني في وصف مقتل حسن البنا: " وكف القلب المعلق بالعرش عن النبض في هذه الحياة لينبض في مقعد صدق عند مليك مقتدر " ( حسن البنا بأقلام تلاميذه ومعاصريه لجابر رزق ص / 44 )

وقال صالح عشماوي : "قد كنت أوثرُ أن تقول رثائي يا منصف الموتَى من الأحياءِ !"
ثم قال: "
رحم الله حسن البنا فقد كان فلتةً من فلتات الطبيعة !! ، قلما يجود الزمان بمثله ، وهو لم يمت بل حيٌ عند ربه يرزق !!" .( حسن البنا بأقلام تلاميذه ومعاصريه ص / 60 )
وقال مصطفى السباعي : " فما هو إلا النور المرسل من السماء ؛ ليكشف عن أهل الخلود ظلماتهم ، ثم يظل في السماء دائماً وأبداً ، ولن يختلط بتراب الأرض ؛ إلا كما تقع أشعة الشمس على أعلى القصور وأدناها " . ( السابق ص / 104 )
وقال محمود عبد الحليم : " لقد كنت أحار في تصور قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن رسول الله إنه كان خلقه القرآن، حتى لقيت حسن البنا وصاحبته فبدت الصورة تتضح أمامي !! " ( الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ ) .

هذا ؛ ولما كانت سيرة " الأستاذ البنا " _ رحمه الله _ لا تجمعها مقالة فاكتفيت بالإشارة ، ولعلنا نذكر نُتف منها في معرض الكلام عن الجماعة وتوجهاتها . وقبل أن أختم أتمنى من القارئ ترك العصبية للرجال وجعلها للدليل ، فإن العصبية للرجال أمرٌ عظيم ، قال الزهري : " ما دخلت العصبية قلب رجل إلا خرج منه من الإيمان بقدر ما دخله من العصبية " . ( الإبانة الكبرى لابن بطة حديث 978 ) .
والله وحده يعلم أنني ما كتبت ما كتبت تتبعاً للعورات ، ولا تفكهاً بالسوءات
ولا شأن لي في هذا المقام بتكفير أحد ، أو تفسيق وتضليل من لم تقم عليه حجة الله تعالى ، ولا أشك في النوايا ، فالله أعلم بما في القلوب ، اللهم إلا توبيخاً لمعتقد فاسد ، وزجراً عن إتباع واقتفاء أثرٌ مُحدث ، مع رجاء عودة الشارد ، و رداً لحظيرة السنة لمن غاب عنها ، و قد أحسن من انتهى إلى ما سمع . والله من وراء القصد .
يُتبع إن شاء الله...
القادم .. " ميرابو الثورة "

تنبيه : عامة هذا البحث مستفاد من الكتاب القيم : (( الإخوان المسلمون بين الابتداع الديني والإفلاس السياسي )) للشيخ الوصيفي حفظه الله
وصلى الله على محمد و على آله وصحبه وسلم .
جمع وترتيب
أبو صهيب وليد بن سعد
3 / 4 / 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق