ميدان التحرير وقصة عجوز الكشافة !
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد :
في الوقت الذي لاحظت فيه الصليبية العالمية أن حكومات الدول الإسلامية مع كونها ترفع شعارات الديمقراطية، إلا أن هذه الدول ما زالت مصبوغة بالصبغة الإسلامية، فما زالت المساجد معمورة بالناس تصلى فيها، وطائفة عريضة من أبناء الأمة التزمت بالسنن الظاهرة من إطلاق اللحى، وتقصير الملبس، والتزام نسائهم بالحجاب الشرعي، وأكثر البيوت مع دخول الفضائيات الماجنة مازالت تلتزم بالآداب الإسلامية، فلم يكن هناك سبيل إلا إسقاط هذه الحكومات واستبدالها بأخرى تنفذ ما خطط لها بلا تفكير أو روية.
وهذا ما نصح به الفيلسوف اليهودي "نعوم تشومسكي " الإدارة الأمريكية ، بأن تستعمل مشروع أسماه بـ " القوة الناعمة ! " للسيطرة على البلاد الإسلامية .
وهذا المشروع لا دخل له بالقوة العسكرية .. بعد نزول خسائر ضخمة بأمريكا في الصومال وأفغانستان والعراق، ولكن المشروع قائم على استخدام قوة أخرى ناعمة متمثلة في : مظاهرات !، واعتصامات !، واحتجاجات !، ومسيرات !، تعمل جميعاً على شيوع الفوضى في هذه البلاد .
ولهذا كانت شعارات هذه الثورات والمظاهرات : " الشعب يريد إسقاط النظام " ، لأنه معلوم أن النظام لو سقط لحلت مكانه الفوضى .
وبالفعل بدأت هذه الفوضى بما يسمى بـ " ثورات الربيع العربي ! " التي كانت تحمل شعارات "حرية – مساواة – عدالة اجتماعية " وهي نفس شعارات الثورة الفرنسية التي قام بها اليهود ـ لو كانوا يعلمون ـ ، وانخدع البسطاء بهذه الشعارات البراقة، حتى لم يلاحظ أحدهم لماذا جعلت هذه المظاهرات في أماكن معينه ؟
ولماذا تم اختيار ميدان التحرير لكي تنطلق منه شرارة التغيير في مصر مثلاً ؟
ومعلوم أن للعلمانيون معركة قديمة مع الإسلام في هذا الميدان، وهي : أن زوج الزعيم الوطني الماسوني المقامر والصديق الشخصي للورد كرومر ـ المندوب البريطاني على مصر! ـ " سعد زغلول " الذي عاد من منفاه لما وقف ضد الإنجليز ليُنصب وزيراً للمعارف من قِبل الإنجليز !، قامت زوجه في هذا الوقت بخلع النقاب في هذا الميدان الذي كان يسمى " ميدان الإسماعيلية " ثم تابعها باقي النسوة، إذ هي زوج الزعيم الوطني الكبير!، فسمي من يومها " ميدان التحرير " ، إذ تحررت من نقابها !! .
انظر مقالة " الخيانة العظمى " للشيخ الأستاذ / محمود محمد شاكر في جمهرة مقالاته .
ثم بعد هذه السنوات وقد أتت خطة " صفية زغلول والإنجليز " أُكلها ، وتمكنا من جعل نساء المسلمين يقومنّ بكشف وجههنّ، يأتي مرة أخرى دور الميدان، ولكن هذه المرة لا يُكتفى بكشف الوجه، لأننا في مرحلة كشف البدن !! ـ ولعله صار معروفاً الآن من هي صفية زغلول الجديدة ! (علياء المهدي ) ـ ويكون ظهر الفرق بين " الحرية – والتحرر – والتحرير".
ولكن المحزن حقاً في هذه الفوضى هو : سرعة انخداع أبناء هذه الدول بالنظام الجديد، فبعد أن جمعتهم العقيدة .. فرقتهم الأحزاب، وبدأ بعضهم يتكلم بلسان القوم، فتسمع منهم : "نحن مع إرادة الشعب !"، "والنصارى شركائنا في الوطن بل أكثرهم مؤمنين ولكن يكتمون إيمانهم !"، "وترشيح المرأة في البرلمان يجوز من باب أخف الضرر!" .
والأغرب من هذا كله هو قولهم : " أننا نتمسك بإقامة المشروع الإسلامي! ، ولكن وفقاً للنظام الديمقراطي الكافر الذي فيه شرع الناس مُقدم على شرع الله سبحانه وتعالى!!".
بيد أن الأمر لا يخلو من بعض المرح والفكاهة، فإنهم اقنعوا العوام أن الديمقراطية تساوى الحرية !، وعلى رأس الحريات " حرية التعبير ، والإرادة، والتغيير" .
وقد ذكرني هذا الأمر بقصة طريفة وفيها :
أن ثلاثة من فتيان الكشافة ذهبوا إلى معلمهم ومدربهم في نهاية اليوم ، وهم في سرور وفرح شديد ،
وقالوا : يا أستاذ لقد قمنا اليوم بعمل عظيم !
قال الأستاذ : وما هو ؟!
قالوا : لقد ساعدنا امرأة عجوز في عبور الطريق
قال الأستاذ : عظيم ، ولكن لماذا اشتركتم أنتم الثلاثة في هذا العمل ، ولم يقم به واحد منكم فقط ؟!
قالوا : لأنها لم تكن تريد إن تعبر الطريق !!!
وللمزيد من بيان فساد المنهج الديمقراطي انظر هذا المقال ( عور الديمقراطية )
وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبة وسلم
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 1 / 12 / 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق