إياك و عثرات العلماء
الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، و بعد :
فإن الله - عز و جل - عاب
على أهل الكتاب من قبلنا فقال : { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ
وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ
مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ
إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } [ التوبة : 31 ] .
قال عدي بن حاتم : أتيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب فقال لي : " يا عدي بن حاتم : "
ألق هذا الوثن من عنقك " . وانتهيت إليه وهو يقرأ سورة براءة حتى أتى على
هذه الآية اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله قال : قلت : يا
رسول الله إنا لم نتخذهم أربابا ، قال : " بلى ، أليس يحلون لكم ما حرم
عليكم فتحلونه ، ويحرمون عليكم ما أحل الله لكم فتحرمونه ؟ " فقلت : بلى ،
قال : " تلك عبادتهم . رواه الترمذي و حسنه الألباني .
و لهذا قال أهل العلم : " ينبغي على العلماء ذكر الدليل من الكتاب و السنة في استدلالتهم حتى لا يتخذهم الناس أرباباً من دون الله ".
و قالوا : " كلام العلماء يُستدل له و لا يُستدل به " .
و لما كانت زلة العالم من المصائب العظام حذر السلف من الاقتداء بهم في عثراتهم . فعن ابن عباس – رضي الله عنهما - قال : " ويل للأتباع من عثرات العالم " , قيل : وكيف ذاك ؟ قال : " يقول العالم برأيه , فيبلغه الشيء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - خلافه , فيرجع ويمضي الأتباع بما سمعوا " . رواه البيهقي في الكبرى ، و ابن عبد البر في جامعه ، و البغدادي في الفقيه و المتفقه . و العثرة : هي الزلة والسقطة .
وروي عن تميم الداري ، أنه قال : " اتقوا زلة العالم " فسأله عمر مع ابن عباس فقال له : ما زلة العالم ؟ فقال : " العالم يزل بالناس فيؤخذ به فعسى أن يتوب والناس يأخذون به " . ذكره البيهقي في المدخل .
عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقول : " اغد عالما ، أو متعلما ، ولا تغد إمعة فيما بين ذلك " و قال : " كنا ندعوا الإمعة في الجاهلية ، الذي يدعى إلى الطعام فيذهب معه آخر، وهو فيكم اليوم المحقِّب دينه الرجال " ( يعني : المقلد ) . رواه الطبراني ، والبزار ، والبيهقي في المدخل .
و عن علي بن أبي طالب قال: " إياكم والاستنان بالرجال ، فإن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة ، ثم ينقلب علم الله فيه فيعمل بعمل أهل النار فيموت وهو من أهل النار ، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فينقلب لعلم الله فيعمل بعمل أهل الجنة فيموت وهو من أهل الجنة ، فإن كنتم لا بُدَّ فاعلين فبالأموات لا بالأحياء " . رواه ابن عبد البر في جامعه عن علي ، و روى آخره اللالكائي عن ابن مسعود . و أصل الحديث عند البخاري مرفوعاً .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : " ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلا إن آمن آمن وإن كفر كفر ، فإنه لا أسوة في الشر ". رواه ابن عبد البر .
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ( مجموع الفتاوى 32 / 239 ) : " وليس لأحد أن يتبع زلات العلماء كما ليس له أن يتكلم في أهل العلم والإيمان إلا بما هم له أهل ... " .
و قال الشاطبي في الموافقات ( 4 / 416 ) : " إن زلة العالم لا يصح اعتمادها من جهة ، و لا الأخذ بها تقليدًا له وذلك ؛ لأنها موضوعة على المخالفة للشرع ، ولذلك عدت زلة ، و إلا فلو كانت معتدًّا بها؛ لم يجعل لها هذه الرتبة ، ولا نسب إلى صاحبها الزلل فيها ، كما أنه لا ينبغي أن ينسب صاحبها إلى التقصير ، ولا أن يشنع عليه بها، ولا ينتقص من أجلها ، أو يعتقد فيه الإقدام على المخالفة بحتاً ، فإن هذا كله خلاف ما تقتضي رتبته في الدين ... " .
قلت : هذا في شأن متابعة العالم في زلته و عثراته ، فما بالك بمن يتابع أئمة الضلال و البدع الذين حذرنا منهم الرسول – صلى الله عليه و سلم – فقال : " ، دعاة إلى أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها " ثم حَلّاهم لنا فقال : " هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا " ثم زاد في الوصف فقال : " قوم يستنون بغير سنتي ، ويهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر " و قال : " يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم ، فإياكم وإياهم " . فتسمع من هؤلاء الدعاة و تنكر ، لإنهم يهدون بغير هدي الرسول و يستنون بغير سنته ، فتراه – صلى الله عليه و سلم – يأمر في الفتن بلزوم البيت و خزانة اللسان و هؤلاء يدعون لخلاف ذلك . فتعرف منهم و تنكر .
و لهذا قال أهل العلم : " ينبغي على العلماء ذكر الدليل من الكتاب و السنة في استدلالتهم حتى لا يتخذهم الناس أرباباً من دون الله ".
و قالوا : " كلام العلماء يُستدل له و لا يُستدل به " .
و لما كانت زلة العالم من المصائب العظام حذر السلف من الاقتداء بهم في عثراتهم . فعن ابن عباس – رضي الله عنهما - قال : " ويل للأتباع من عثرات العالم " , قيل : وكيف ذاك ؟ قال : " يقول العالم برأيه , فيبلغه الشيء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - خلافه , فيرجع ويمضي الأتباع بما سمعوا " . رواه البيهقي في الكبرى ، و ابن عبد البر في جامعه ، و البغدادي في الفقيه و المتفقه . و العثرة : هي الزلة والسقطة .
وروي عن تميم الداري ، أنه قال : " اتقوا زلة العالم " فسأله عمر مع ابن عباس فقال له : ما زلة العالم ؟ فقال : " العالم يزل بالناس فيؤخذ به فعسى أن يتوب والناس يأخذون به " . ذكره البيهقي في المدخل .
عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقول : " اغد عالما ، أو متعلما ، ولا تغد إمعة فيما بين ذلك " و قال : " كنا ندعوا الإمعة في الجاهلية ، الذي يدعى إلى الطعام فيذهب معه آخر، وهو فيكم اليوم المحقِّب دينه الرجال " ( يعني : المقلد ) . رواه الطبراني ، والبزار ، والبيهقي في المدخل .
و عن علي بن أبي طالب قال: " إياكم والاستنان بالرجال ، فإن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة ، ثم ينقلب علم الله فيه فيعمل بعمل أهل النار فيموت وهو من أهل النار ، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فينقلب لعلم الله فيعمل بعمل أهل الجنة فيموت وهو من أهل الجنة ، فإن كنتم لا بُدَّ فاعلين فبالأموات لا بالأحياء " . رواه ابن عبد البر في جامعه عن علي ، و روى آخره اللالكائي عن ابن مسعود . و أصل الحديث عند البخاري مرفوعاً .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : " ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلا إن آمن آمن وإن كفر كفر ، فإنه لا أسوة في الشر ". رواه ابن عبد البر .
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ( مجموع الفتاوى 32 / 239 ) : " وليس لأحد أن يتبع زلات العلماء كما ليس له أن يتكلم في أهل العلم والإيمان إلا بما هم له أهل ... " .
و قال الشاطبي في الموافقات ( 4 / 416 ) : " إن زلة العالم لا يصح اعتمادها من جهة ، و لا الأخذ بها تقليدًا له وذلك ؛ لأنها موضوعة على المخالفة للشرع ، ولذلك عدت زلة ، و إلا فلو كانت معتدًّا بها؛ لم يجعل لها هذه الرتبة ، ولا نسب إلى صاحبها الزلل فيها ، كما أنه لا ينبغي أن ينسب صاحبها إلى التقصير ، ولا أن يشنع عليه بها، ولا ينتقص من أجلها ، أو يعتقد فيه الإقدام على المخالفة بحتاً ، فإن هذا كله خلاف ما تقتضي رتبته في الدين ... " .
قلت : هذا في شأن متابعة العالم في زلته و عثراته ، فما بالك بمن يتابع أئمة الضلال و البدع الذين حذرنا منهم الرسول – صلى الله عليه و سلم – فقال : " ، دعاة إلى أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها " ثم حَلّاهم لنا فقال : " هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا " ثم زاد في الوصف فقال : " قوم يستنون بغير سنتي ، ويهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر " و قال : " يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم ، فإياكم وإياهم " . فتسمع من هؤلاء الدعاة و تنكر ، لإنهم يهدون بغير هدي الرسول و يستنون بغير سنته ، فتراه – صلى الله عليه و سلم – يأمر في الفتن بلزوم البيت و خزانة اللسان و هؤلاء يدعون لخلاف ذلك . فتعرف منهم و تنكر .
فإياك إياك و دعاة الفتن ، و إياك إياك و فتنة الأحياء ، و استن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة .
و صلى الله على محمد و على اله و صحبه و سلم
و صلى الله على محمد و على اله و صحبه و سلم
و كتب
أبو صهيب وليد بن سعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق