إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 27 مارس 2013

من أجل ذلك لا يُنقل علم من كتب سيد قطب !!



من أجل ذلك لا يُنقل علم من كتب سيد قطب !!

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد:
مبتلى أهل السنة الخُلص بصد عدوان أهل الأهواء والزيغ الذين يحاولون مسخ الشريعة ، وتبديل الملة ببدعهم وشبهاتهم ، وما يمر زمان إلا وتطفح على السطح فرقة بدعية تبدأ في بث بدعهم وضلالاتهم في أوساط العامة ، ثم تضع بعض الأصول الفاسدة التي يُدفع بها في وجه المعترض على بدعهم وزيغهم، وتعد "فرقة القطبية" أتباع إمام الضلالة "سيد قطب" صاحب البلايا العظيمة ، والبدع الغليظة ، الذي انتقص عدد من الأنبياء -عليهم السلام- وسب جماعة من الأصحاب -عليهم رضوان الله-، وكفر المسلمين بلا مكفر، وأشاع وصاغ شبه الاتحادية والقدرية والروافض والخوارج وغيرهم بلغة عصرية يسهل من خلالها بثها في نفوس العامة.
وقد بلغت هذه "الفرقة" إلي حد من الغلو بعيد في إمامهم الضال! حتى أنها أحدثت أصول فاسدة لدفع حق أهل السنة فيه، ولعل بدعة "الموازانات" لم تخترع إلا من أجل حماية جناب "سيدهم القطب!" من تجريح أهل السنة والأثر له ، وللتشغيب على من حاول تبين ضلال هذا الإنسان للمسلمين،فتراهم يتدنون أنه يستفاد من علمه! مع التنبيه على خطئه ، كما يستفاد حتى الآن من علم الإمام النووي وابن حجر وغيرهما.
وإن كانت انطلت هذه الخدعة على البعض ، وروج لها الحزبيون والقطبيون في كل مكان!
إلا أن الحق الذي ينبغي أن يكون : أن " سيد قطب" لا يدخل في هذا العموم ، ولا يساوى بالأئمة الذين أخطئوا وهم يريدون الحق.. وذلك لأنه وقع في سب وانتقاص جماعة من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، مثل : " عثمان بن عفان " و" معاوية بن أبي سفيان " و" عمرو بن العاص " وغيرهم ـ رضوان الله عليهم جميعاً ـ ، بل أصر على ذلك، ومن انتقص واحد من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لا ينقل عنه علم ولا كرامة.
قال "سيد قطب" في حق "عثمان بن عفان" كما في كتابه [ العدالة الاجتماعية في الإسلام ص / 161 ] دار الشروق: ((واعتذرنا لعثمان أن الخلافة قد جاءت إليه متأخرة وهو يدلف إلى الثمانين يلعب به مروان، فصار سيقة له يسوقه حيث شاء بعد كبر السن وصحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم)).
وقال في [ ص / 159 ] من نفس الكتاب : (( لقد أدركت الخلافة عثمان وهو شيخ كبير من ورائه مروان بن الحكم يُصرف الأمر بكثير من الانحراف عن الإسلام!)).

وقال أيضاً في حق عثمان -رضي الله عنه-: ((فأما في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه وخلافة علي بن أبي طالب ، فقد كانت النظرة السائدة هي النظرة الإسلامية ، وأما حين انحرف هذا التصور قليلاً في عهد عثمان، فقد بقيت للناس حقوقهم، وفهم الخليفة أنه في حلّ، وقد اتسع المال عن المقررات للناس، أن يطلق فيه يده يبرّ أهله)) [ المصدر السابق ص / 168 ].
ولم يكتفي بهذا .. بل عد قتل عثمان ـ رضي الله عنه ـ على يد الخوارج ـ كلاب أهل النار ـ نصرة للإسلام والمسلمين!.
فقال -قبحه الله- في [ ص / 160 ]: ((وأخيراً ثارت الثائرة على عثمان ، واختلط فيها الحق بالباطل ، والخير بالشر ، ولكن لابد لمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام ويستشعر الأمور بروح الإسلام أن يقرر أن تلك الثورة في عمومها كانت فورة من روح الإسلام!)).
و قال في حق "معاوية وأبيه وعمرو بن العاص" -رضي الله عنهم- ما لا يفهم منه إلا أنهم ليسوا على دين الإسلام، لأنهم كانوا على النفاق الأكبر -عياذاً بالله-.
فقال في حق " معاوية بن أبي سفيان " : (( وهذا هو "الخليفة" الذي يفرضُه معاوية على الناس( يقصد : يزيد بن معاوية ) ، مدفوعًا إلى ذلك بدافع لا يعرفه الإسلام ، دافع العصبية العائلية القبلية. وما هي بكثيرة على معاوية ولا بغريبة عليه ! . فمعاوية هو ابنُ أبي سفيان، وابنُ هند بنت عتبة !! ، وهو وريث قومِهم جميعا وأشبهُ شيءٍ بهم في بُعدِ روحه عن حقيقة الإسلام. فلا يأخذ أحدٌ الإسلامَ بمعاوية أو بني أمية؛ فهو منه ومنهم برئ)).
وقال : ((وأما معاوية بعد عليّ ، فقد سارَ في سياسة المال سيرته التي ينتفي منها العنصر الأخلاقي ، فجعله للرُّشى و اللهى وشراء الذمم في البيعة ليزيد، وما أشبه هذه الأغراض ، بجانب مطالب الدولة والأجناد والفتوح بطبيعة الحال)).
قلت : وهذا تعريض صارخ بأن القرن الأول والذي كان أغلبه من الصحابة -عليهم الرضوان- كان متفشي فيهم قبول الرشوة وبيع الذمم ، فهذا ليس اتهام وسب لمعاوية -رضي الله عنه- وحده ، بل لكل من بايع يزيد، فانتبه!
ومما قاله عن أبي سفيان بن حرب -رضي الله عنه-: ((أبو سفيان : هو ذلك الرجل الذي لقي الإسلام منه والمسلمون ما حفلت به صفحات التاريخ ، والذي لم يُسْلِمْ إلا وقد تقرّرت غلبةُ الإسلام، فهو إسلام الشفة واللسان ، لا إيمان القلب والوجدان، وما نفذ الإسلام إلى قلب ذلك الرجل قطّ !؛ فلقد ظل يتمنى هزيمة المسلمين ويستبشر لها في يوم حنين، وفي قتال المسلمين والروم فيما بعد، بينما يتظاهر بالإسلام!. ولقد ظلّت العصبية الجاهلية تسيطر على فؤاده …وقد كان أبو سفيان يحقد على الإسلام والمسلمين ، فما تعرض فرصة للفتنة إلا انتهزها ))
قلت : فها هو يقرر أن أحد صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسلام إسلام المنافقين "إسلام الشفة واللسان ، لا إيمان القلب والوجدان"، ويتظاهر بالإسلام وهو حاقد على الإسلام وأهله ، فهل هناك تكفير أوضح من ذلك؟ بل لم يكتفي بهذا .. وأدخل بني أمية جميعاً في هذا النفاق الأكبر، ومعلوم أن للرسول -صلى الله عليه وسلم- رحم موصل معهم، فأم المؤمنين "أم حبيبة بنت أبي سفيان" أموية.
فقال -قبحه الله-: ((هذا هو الإسلام على الرغم مما اعترض خطواته العملية الأولى ، من غلبة أسرة لم تعمرْ روحُ الإسلام نفوسَها. فآمنَتْ على حرف حين غلب الإسلام ، وظلت تحلم بالملك الموروث العضوض حتى نالته، فسارت بالأمر سيرةً لا يعرفها الإسلام)) [ انظر مقال " لا تسبوا أصحابي " للشيخ محمود شاكر رحمه الله ].
ولما روجع من أهل زمانه في هذا الكلام القبيح والزندقة الظاهرة، كمراجعة الشيخ الأستاذ "محمود محمد شاكر" له، وقد كاتبه وناصحه، كان من رده عليه:
((... وما كان لي بعد هذا ، وأنا مالك زمام أعصابي ، مطمئن إلى الحق الذي أحاوله ، أن ألقي بالاً إلى صاحب مفتعل ، وتشنج مصطنع .. وما كان لي إلا أن أدعو الله لصديقنا "شاكر" بالشفاء والعافية والراحة مما يعاني ، والله لطيف بعباده الأشقياء!)) اهـ .
فـ "سيد قطب" هذا، رجل سوء دجال معرض عن الحق ، ومريد الشر بالأمة ، طاعن في أصول دين الإسلام وثوابته ، ومثل هذا لا ينقل عنه علم ، بل يشرد به ، ويوضح عواره وفسقه وزندقته للناس.

قال يحيى بن معين ـ رحمه الله ـ في " تليد بن سليمان المحاربي الكوفي الأعرج " : (( ليس بشيء )) وقال : (( كذاب كان يشتم عثمان ، وكل من شتم عثمان أو طلحة أو أحداً من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دجال لا يكتب عنه ، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين )) [تاريخ بغداد ( 7 /138 ) ، و انظر تهذيب التهذيب لابن حجر (1 /509)].
وقال أبو أحمد الحاكم الكرابيسي (ت:378هـ) في " يونس بن خباب " الأسيدي مولاهم أبو حمزة الكوفي : (( وكان يشتم عثمان رضي الله عنه: (تركه يحيى( يعني : ابن معين ) . وعبد الرحمن(يعني : ابن مهدي ). وأحسنا في ذلك ؛ لأنه كان يشتم عثمان ، ومن سب أحداً من الصحابة فهو أهل أن لا يُروى عنه )). [انظر تهذيب التهذيب لابن حجر (11 /438) ] .
وقال الإمام "أحمد بن حنبل" لما سئل عن رجل تنقص معاوية ، وعمرو بن العاص أيقال له رافضي؟ فقال : ((إنه لم يجترئ عليهما إلا وله خبيئة سوء ، ما انتقص أحدٌ أحدا من الصحابة إلا وله داخلة سوء))، وقال فى رواية أخرى: (( إذا رأيت رجلاً يذكر أحداً من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام )) [ البداية والنهاية (8/142) ].
وما أحسن ما بينه الإمام أبو زرعة الرازي رحمه الله : (( إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة)) .[ الإصابة لابن حجر (1 /11) ] .

فهنيئاً للقطبيين والحزبيين زندقة إمامهم الأديب!، وبدلاً من أن يكونوا دعاة للتوحيد والسنة ، أصبحوا دعاة للشرك والبدعة . بل استماتوا في الدفاع عن من سب الأصحاب وانتقص الأنبياء ، وأثنى على أصحاب وحدة الوجود، وجمع كل شر وقع فيه أهل البدع
نسأل الله أن يكفينا شرهم وشر كل ذي شر بما شاء وكيف شاء.


وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة: الاثنين: 13/جمادى الأولى/1434هـ
25/مارس/2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق