بدعة الآذان الموحد
الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فإنه
لا فرق عند العلماء بين إخراج الحق من الدين ، أو إدخال الباطل فيه ،
لأن كليهما خلاف الشرع ، وأن أهل البدع يُردون إبطال السنن ببدعهم ، وقد صح عن ابن عمر ـ رضى الله تعالى عنهما ـ أنه قال : (( كل بدعة ضلالة ، و إن رآها الناس حسنة )) .
و قال الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ : (( من استحسن فقد شرع )) .
ويكفيك
أن تعلم أن الناس لما استحسنت منذ سنوات هذه الورقة التي عُلقت في
المساجد ، وفيها تحديد مواعيد إقامة الصلوات ، ولم يلتفتوا لتحذير أهل
العلم أنها من المحدثات والبدع ، ضاعت بسببها السنة القبلية للصلوات عند
كثير من الناس ، وشارك الناس الأئمة في وقت إقامة الصلاة ! .
وبدعة (( الآذان الموحد ))
، هي شرع لم يأذن به الله سبحانه وتعالى ، والمسامحة فيها يفتح على
المسلمين باب التلاعب بالدين ، ودخول البدع على المسلمين في عباداتهم
وشعائرهم .
· وقد قرر المجمع الفقهي الإسلامي المنعقد في مكة بتاريخ 12 /7/ 1406 هـ : ((
إن الإكتفاء بإذاعة الآذان في المساجد بواسطة آلة تسجيل لا يُجزئ ، و لا
يحصل به الآذان المشروع ، و أنه يجب على المسلمين مباشرة الآذان لكل وقت
على ما توارثه المسلمون من عهد نبينا و رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الى الآن )) .
· و فتوى الهيئة الدائمة للبحوث و الإرشاد رقم 5779 بتاريخ 4 /7 /1403 هـ : (( إن الآذان بواسطة آلة التسجيل لا يُجزئ في أداء هذه العبادة )) .
· و فتوى اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ رقم 4091 : (( لا يكتفي بإنشاء الآذان لما سُجل ، وعلى المسلمين أن يعينوا من يُحسن أداء الآذان عند دخول الوقت )) .
· وفتوى العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ رقم 105 من مجموع الفتاوى ( 12 /188 ) : (( الآذان بالمسجل غير صحيح لأن الآذان عباده ، و العبادة لابد لها من نية )) .
و قال في الشرح الممتع ( 2 /40 ) : ((
وكذلك الآذان بالمسجل غير صحيح ، فهو غير رجل ولا عدل ، و لأن الآذان
عبادة ، وسبق أنها أفضل من الإمامة ،كما أنه لا يصح أن نُسجل صلاة إمامٍ للناس ثم نقول للناس إقتدوا بهذا المسجل )) .
· و قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في كتابه الأجوبة النافعة ص / 133 (البدعة رقم 76 /77) : ((
وتعطيل شريعة الآذان من مئات المساجد في الآذان الموحد في إحدى البلاد
الإسلامية خلافاً لإجماع سائر البلاد الإسلامية سلفاً و خلفاً )) .
- و يكفيك أن تعلم أن هذه البدعة تُضيع على المسلمين الفضائل التي وضعها الشرع للمؤذنين ، مثل قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( المؤذنون اطول الناس اعناقاً يوم القيامة )) رواه مسلم .
- و قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( المؤذنون )) هذا جمع ، و توحيد الآذان ينسخ هذه الفضيلة .
- و أخيراً : لعل الناس لا تعلم أن صاحب هذه الفتوى الشاذة ، وهو : الصوفي الخرافي " علي جمعة " مفتي الديار المصرية ! ، قال : بجواز الائتمام للصلاة من جهاز المسجل أو التلفاز .
و عليه .. ينبغي على المسلمين عدم العمل بهذه البدعة ، و التصميم على إقامة السنة .
وصلى الله على محمد و على آله و صحبه وسلم .
و كتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 18 / 2 / 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق