إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 9 أبريل 2013

من سب عمرو ومعاوية فأمه هاوية


لماذا بنو أمية (2 ) ؟
 من سب عمرو ومعاوية فأمه هاوية 

الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، أما قبل : فقد بينا أنفًا سبب الكتابة في هذا الموضوع ، انظر هنا .


ثم أما بعد :


قال عز وجل : { لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } [ التوبة :117] .
وقال سبحانه : { وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [التوبة : 100] .
وقال الله تعالى : { لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الفتح وَقَاتَلَ أولئك أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الذين أَنفَقُواْ مِن بَعْدُ وَقَاتَلُواْ وَكُلاًّ وَعَدَ الله الحسنى } [ الحديد : 10 ] .

وقال سبحانه : { لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [ الحشر : 9] .

وقال سبحانه : { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا }[ الفتح : 29].

وقال سبحانه : { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا } [ الفتح : 18 ] . وقال : { ... يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ التحريم : 8 ] .

وعند مسلم في الصحيح : عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير أمتي القرن الذين بعثت فيهم ، ثم الذين يلونهم " والله أعلم أذكر الثالث أم لا ، قال : " ثم يخلف قوم يحبون السمانة ، يشهدون قبل أن يستشهدوا ".

ومن حديث عائشة ، قالت : سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس خير ؟ قال : " القرن الذي أنا فيه ، ثم الثاني ، ثم الثالث ". رواه مسلم .
وعن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " يأتي على الناس زمان ، يغزو فِئَامٌ من الناس ، فيقال لهم : فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فيقولون : نعم ، فيفتح لهم ، ثم يغزو فِئَامٌ من الناس ، فيقال لهم : فيكم من رأى من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فيقولون :   نعم ، فيفتح لهم ، ثم يغزو فِئَامٌ من الناس ، فيقال لهم : هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فيقولون : نعم فيفتح لهم " . متفق على صحته .

قلت : فِئَامٌ من الناس : يعني جماعة ، ولا واحد له من لفظه . النهاية.

وعند أحمد في المسند ومسلم في الصحيح : أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " النجوم أمنة للسماء ، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد ، وأنا أمنة لأصحابي ، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون ، وأصحابي أمنة لأمتي ، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون " وقال ـ صلى الله عليه وسلم  ـ : " لا تسبوا أحدا من أصحابي ، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ، ما أدرك مد أحدهم ، ولا نصيفه" . متفق عليه .

قلت : و"المُد" هو : كيل يوزن به ، والمراد القدرُ والقيمة والمكانة .

ومرت يومًا جنازة والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جالس بين أصحابه فأثنوا عليها خيرًا فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " وجبت ، وجبت ، وجبت " ، ومرت جنازة فأثني عليها شرا ، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : " وجبت ، وجبت ، وجبت " ، قال عمر : فدى لك أبي وأمي ، مر بجنازة ، فأثني عليها خير ، فقلت : " وجبت ، وجبت ، وجبت " ، ومر بجنازة ، فأثني عليها شر ، فقلت : " وجبت ، وجبت ، وجبت " ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ، ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار ، أنتم شهداء الله في الأرض ، أنتم شهداء الله في الأرض ، أنتم شهداء الله في الأرض . متفق عليه من حديث أنس بن مالك .
 
فهؤلاء هم أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكل من لقي الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمن به ، ومات على ذلك ، فهو من أصحابه ، وتنزل عليه هذه الآيات وتلك الأحاديث , ولا تشترط الرؤية في الصحبة لأنه وجد من صحبه ولم يراه كابن أم مكتوم الذي نزل فيه قوله تعالى :{عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى }[ عبس 2:1 ] .

فكان أعمى لا يُبصر ومع ذلك هو من صحابته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورضي الله عنهم أجمعين .
يقول الإمام مالك: في من ينتقص الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ : من أصبح وفي قلبه غيظ على أصحاب محمد ـ عليه السلام ـ فقد أصابته الآية : { ... وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ... } . [ رواه الخلال ( 478) ، و أبو نعيم ( 6/ 327 ) ] .

فكل من غاظه الصحابة فهو من الكفار :{ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} ، وكيف لا ؟! ، وقد قال الله عز وجل فيهم : { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ الله والذين مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكفار رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ الله وَرِضْوَانًا } .
فهذه هي صفة الصحابة خاصة ، وصفة المؤمنين عامة ، أنك تجد أحدهم شديدًا عنيفا على الكفار , رحيمًا برًا بالمؤمنين ، كما قال الله تعالى : { فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين } [ المائدة : 54 ] .

ومع فضل الصحابة وعلو مكانتهم ـ رضي الله عنهم ـ , نرى من أهل السنة من يلتبس عليه أمر جماعة منهم أو أحدهم , لأنه عندما أحب أن يتعرف عليهم لجأ من نفسه إلى كتب السيرة وكتب الرجال , ولم يرجع لأهل العلم أولًا حتى يبينوا له ما هو الطريق الصحيح للتعرف عليهم .
و قد قيل : من كان شيخه كتابه غلب خطئه صوابه .

ومعلوم : أنه قد عبث بكتب السيرة والتاريخ أُناس لهم مصالح خفية دفعتهم إلى دس بعض الأكاذيب وآلافك التي تخدم أغراضهم ؛ مثل : أبي الفرج الأصبهاني صاحب كتاب الأغاني , فهو رجل شعوبي كارة للعرب والمسلمين ، أخذ التشيع عن أمه التي كانت مسيحية .
قال فيه ابن الجوزي : ومثله لا يوثق بروايته يصرح في كتبه بما يوجب عليه الفسق ، ويهون شُرب الخمر .
ونقل الخطيب البغدادي بسنده أن أبو الفرج الاصبهاني كان من أكذب الناس .

فترى كثير من الناس يلجأ إلى كتاب الأغاني لمعرفة ترجمة صحابي أو رجل من أهل العلم , ومؤلف الكتاب حاله كما مر ـ من كذبه ، وكرهه للعرب ، وغيظه من الصحابة ـ ووصول الكذب والافتراء به إلى تأليف قصص عشق وغرام ربما وصلت إلى أهل بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . 
 ومع هذا ترى من يقرأ لهذا الرجل ويظن أن ما في كتابه صواب!.

و أيضا تجد في كثير من بيوت المسلمين كتاب نهج البلاغة المنسوب كذبًا وزورًا إلى : على بن أبى طالب ـ رضي الله عنه ـ ومؤلفه في الأساس هو : ابن الحديد المرتضى ـ تلميذ الوزير ابن العلقمي ـ الرافضي الخبيث الذي وشي بالمسلمين عند هولاكو، و اضعف الجيش المسلم بتسريح معظمه، أو بمنع رواتب الجند، حتى فعل المغول بالمسلمين ما هو معلوم .
 مثل هذه الكتب تُهدم من أصلها لمعرفتنا بمؤلفيها ونواياهم .

أما بالنسبة لكتب علماء السنة ، فالأمر أشق على الناس، فأن هؤلاء العلماء عند كتابتهم لهذه الكتب كانوا يحدثون من يفهم مفاتيح العلم، فلو أخذنا ( تاريخ ابن كثير ) مثلاً المسمى بالبداية والنهاية ، ترى  ابن كثير ـ رحمه الله ـ عند ذكر القصة أو الحادثة يذكر من قائلها ، والمفترض بالقارئ أن يعرف هل تصح هذه الحادثة أم لا ؟ وذلك من معرفة القارئ لترجمة راوي الواقعة .
وأكثر من روى أخبار الفتنة التي دارت بين الصحابة هو : سيف بن عمر التيمي وهو : ضعيف متروك الحديث .
قال فيه ابن حبان : يروي الموضوعات عن الثقات.
فإذا ما قال ابن كثير : قال سيف بن عمر ، ويذكر حادثه ، فكأنه يقول للقارئ هذا الكلام كذب صراح لا تصدقه فقائله سيف بن عمر الكذاب ، وكذا الحال بالنسبة لـ ( لوط بن يحيى أبو مخنف) .
قال فيه الذهبي : أبو مخنف إخباري تالف لا يوثق به، تركه أبو حاتم وغيره .
وقال فيه ابن عدى : شيعي مُحترق .
وترى مثلاً حادثه التحكيم التي وقعت بين أبي موسى الأشعري ، وعمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ مدارها على : زكريا بن يحيى الكندي الحميري الأعمى .
قال فيه ابن معين : ليس بشيء .

كأنه الريح ، كأنه السراب ، ومع هذا نرى من يخرج على المسلمين و يُدافع عن هذه الحادثة ، ويطعن في الأصحاب لمجرد أن ابن كثير ذكرها في كتابه ، ولا شأن له بالإسناد.
فننوه على هذا، ونوضحه للناس ، حتى لا يوجد بيننا من ينتقص واحدا من أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمجرد خبر وجده في كتاب .. اللهُ عليم بصحته .
 وحينها نخشى أن تصيبه الآية ...
وحتى لا أطيل في هذه المقدمة . 
أريد أن أترجم اليوم لصحابيين من أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ساء نظر بعض المسلمين لهما لتلك الأسباب التي ذكرنا أنفًا من افتراء الكذب عليهما . ووقوع بعض أصحاب الأقلام المسمومة فيهما في الفترة الأخيرة ألا وهما : أمير المؤمنين معاوية بن أبى سفيان ، وأبو عبد الله عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ . وعمرو ومعاوية ـ رضي الله عنهما ـ قد زاد الخراصون من الكذب والافتراء عليهما ، لأنهما كانا في صف واحد في الفتنة التي حدثت بين الصحابة ، والتي كان سببها اختلاف الصحابة في  القصاص من قتلة عثمان بن عفان شهيد الدار ـ رضوان الله عليه ـ 
 فعلي بن أبي طالب،  وكان أمير المؤمنين ، بايعه أهل المدينة  ومن حولها، كان يرى أن يؤخر القصاص من هؤلاء القتلة حتى يُمكنّ للدولة وتستقر البلاد = لأن قتلة عثمان كانوا من رؤوس القبائل ؛ فإذا قُتلوا ربما ثارت قبائلهم لهم من باب الحمية.
أما معاوية فلم يكن عنده شك أن عليًا أفضل منه دينًا وعلمًا ، وأنه هو السلطان والخليفة ، فلم ينازعه على الخلافة وطلب الأمارة .
بيد أن الخلاف كان حول القصاص من قتلة عثمان الذين دخلوا عليه الدار وقتلوه صبرًا وقطعوا يد زوجته وانتهكوا حرمة بيته.
  فعلي ـ رضي الله عنه ـ هو السلطان والخليفة ، نعم.. إلا في دم عثمان؛ فإن معاوية هو السلطان ، لأنه صاحب الدم ، وقد أعطاه الله السلطان هنا في طلب القصاص ، فقال سبحانه : { وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ  جَعَلْنَا لِوَلِيّهِ سلطانا } [ الإسراء : 33 ] .
ولاشك أن عثمان ـ رضي الله عنه ـ قُتل مظلومًا ، وأن معاوية هو وليه وصاحب الدم ، فطلب هذا ممن يستطيع القصاص من القتلة ، وهو "علي" أمير المؤمنين ، فليس الخلاف هنا على ملك أو سلطان ، ولكن النزاع حول مسألة اجتهد فيها كل فريق، فالمصيب له أجران ، أجر الاجتهاد وأجر الإصابة ، والمخطئ له أجر واحد،  وهو أجر الاجتهاد ..
مع اعتقادنا أن ما وقع بين الصحابة أمر قدري ، لا مفر لهم من الوقوع فيه ، أخبر به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل وقوعه .
فعند البخاري ومسلم ومسند الحميدي بسند صحيح أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان من المسلمين دعواهما واحدة ، يكون بينهما مقتلة عظيمة أولهما بالحق التي تغلب فبينما هم كذلك، إذ مرقت منهم مارقة ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) . يعنى : الخوارج ، وهم ظهروا في جيش علي ـ رضي الله عنه ـ و قاتلهم وقتلهم جميعًا على بكرة أبيهم إلا خمسة فروا ، منهم : حرقوص بن زهير .
 فعلمنا أن الحق كان في صف علي ، وأن معاوية ـ رضي الله عنه ـ أجتهد فأخطأ ، وأن الله كان يعلم ما سيقع بينهما ، ومع هذا قال في كتابه : { رَّضِىَ الله عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ } [ االمائدة : 119 ] .
والطعن في عمرو بن العاص ومعاوية ـ رضي الله عنهما ـ هو من دين الزنادقة ، وقد ذكرنا طرفًا من هذا في الجزء الأول هنا .

ونبدأ هنا بترجمة أمير المؤمنين "معاوية بن أبي سفيان" ـ رضي الله عنهما ـ .

يقول أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي : (( معاوية ستر لأصحاب محمد صلى الله عليه و سلم فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه )) . تاريخ بغداد ( 1 / 290 ) ، و البداية ( 8 / 142 ) .



يُتنع إن شاء الله ...

و كتب 
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة الثلاثاء 9 / أبريل / 2013 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق