إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 8 أبريل 2013

أَمْ لَمْ يَعْرِفُواْ رَسُولَهُمْ ؟!!


أَمْ لَمْ يَعْرِفُواْ رَسُولَهُمْ
؟!!




الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من نبي بعده ، وبعد :


" نبينا محمد "– صلى الله عليه وسلم – صاحب الشريعة الغراء ، و الملة السمحاء ، و المحجة البيضاء ، والشفاعة و الاسراء ، له المقام المحمود ، واللواء المعقود ، والحوض المورود ، صاحب الغرة والتحجيل ، المذكور في التوراة والإنجيل ، والمؤيد بجبريل ، حامل لواء العزّ في بني لؤي ، وصاحب الطود المنيف في بني عبد مناف بن قصي ، أشرف من ذُكر في الفؤادِ ، وصفوة الحواضر والبوادي ، وأجل مصلحٍ وهاد ، جليل القدر ، مشروح الصدر ، مرفوع الذكر، رشيد الأمر ، القائم بالشكر ، المحفوظ بالنصر ، البريء من الوزر ، المبارك في كل عصر ، أحسن الناس خُلقاً ، وأسدهم قولاً ، وأمثلهم طريقه ، وأطهرهم سريرة ، وأنقاهم سيرة، وأجودهم يداً ، وأصفاهم صدراً ، وأتقاهم لربه ، وأوصلهم لرحمه، واشجهم قلباً .


" نبينا محمد " الذي نَزل الله عليه الكتاب الذي أفحم الشعراء ، وأسكت الخطباء ، وغلب البلغاء ، وقهر العرب العرباء ، وأعجز الفصحاء ، وأعجب العلماء ، وأذهل الحكماء { إِنَّ هذا القرآن يَِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ...} .


" نبينا محمد " أكرم من خلق الله ، كان يعطى عطاء من لا يخشى الفقر ، سيد الأجواد على الإطلاق من بُعث ليتمم مكارم الأخلاق .

يُسئل ثوبه الذى يلبسه فيخلعه ويعطيه لسائله لأنه كان لا يرد سائل .


تراه إذا ما جئته متهللاً...كأنَّك تعطيه الذى أنت سائله



فصلى الله عليه كلما تحرك بذكره اللسان ، وسارت بأخباره الركبان ، وردد حديثه الإنس والجان .


فهل مثل هذا لو وضع العالم أجمع أفلام ورسوم تُسيء لشخصه هل تؤثر فيه ؟!!

لكن الإساءة الحقيقية في ردِة فعل اتباعه ، فرءيناهم هبوا ـ بزعمهم ـ لنصرة نبيهم – صلى الله عليه وسلم – و لكن بماذا ؟!!

باتباع سنة أعداءه !

فخرجوا في مظاهرات حاشدة ، وحرقوا و اتلفوا ، وشجبوا واستنكروا ، حتى وصل الحال ببعضهم أنه همّ بتغير بروفيل الفيس بوك ، ومقاطعة جوجل وتوتير !! نصرة لنبيه – صلى الله عليه وسلم – .


وهذا غاية ما أراد الغرب الصليبي الاطمئنان عليه من نشر مثل هذا الفيلم


ارادوا أن يطمئنوا هل أتت القواعد التي زرعوها في البلاد الإسلامية أثناء ثورات الخريف العربي أكُلها ؟ .

قواعد الحضارة الغربية التي قامت عليها أمريكا و أوربا وصدروها للبلاد المسلمين للقضاء على ما تبقى من الإسلام في هذه البلاد .

أرادوا أن يطمئنوا على " الديمقراطية " التي أصبحت ديناً يُقاتل عليه الناس ، حتى أصبح في معتقد الكثير : أن العدل والحرية لا يوجدان الإ في " الديمقراطية "،

" الديمقراطية " التي مبناها على حكم الاكثرية ، ولهذا ما خرجت المظاهرات الا "مليونيه" .

أرادو الاطمئنان على أن الاضطرابات ما زلت قائمة بين الشعب وحكومته وعدم اعطاء فرصة لهذه البلاد من اصلاحات بعد انتهاء موسم الثورات ، فينشغل الناس بالحكام مرة أخرى ، فإن لم يُعلن الحاكم الحرب العالمية الثالثة ـ وهو لا يملك الحفاظ على الأمن داخل بلده ـ كان هو العميل رضيع الامريكان .

و حينها يأمن العدو الصهيوني على نفسه ، لان المنشغل في نفسه لا يفكر في ايذاء غيره .


ولكننا أن سئلنا هذه الجماهير الغاضبة هل تحبون النبي – صلى الله عليه وسلم – حقا .

فماذا تعرفون عنه ؟!!.


كنيته – صلى الله عليه وسلم – هي : " أبا القاسم " فما الذي نعرفه عن القاسم الذي تكنى باسمه ؟

و من الذي غسل الرسول – صلى الله عليه وسلم – بعد موته ؟

كم رجل حَمل نعشه ؟

من كان أمام المسلمين في صلاة الجنازة عليه ؟


هل دفُن باليل أم بالنهار ؟

هذه الاسئلة وغيرها تجد اجابتها ـ بإذن الله تعالى ـ في المواضيع القادمة :

" أَمْ لَمْ يَعْرِفُواْ رَسُولَهُمْ ؟!! "


" نصرة الرب للنبي حياً وميتاً "


" نفخ الطيب بتنقيح أحاديث وفاة الحبيب "


جمع وترتيب

أبو صهيب وليد بن سعد 
 هذه نُتف من سيرة نبينا ـ صلى الله عليه و سلم ـ الصحيحة .

و لكن لما كانت التخلية قبل التحلية رأيت التنبيه على بعض ما أشتهر عن نبينا ـ صلى الله عليه و سلم ـ و لم يصح عنه ، بل هو من جملة الاوهام و الاساطير ؛ و منها :

. توارث الناس أن الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ لما قَدِمَ المدينة خرج النساء و الصبيان لاستقباله بنشيد " طلع البدر علينا من ثنياة الوداع "
و هذا الحديث أورده البيهقي في دلائل النبوة ، و أبو الحسن الخلعي في الفوائد ، و قال ابن حجر في الفتح : " اسناده منقطع " .
. و حديث : " أنا ابن الذبيحين " ( يعني : اسماعيل ـ عليه السلام ، و عبد الله والد النبي ـ صلى الله عليه و سلم ) ، هذا حديث لا أصل له .
. و احاديث أنه ولد مختوناً ، أو ختنه جبريل ـ عليه السلام ـ كل الاحاديث الواردة في ذلك معلولة بعلل قادحة لا تخلو من وضاع أو متهم .
. و حديث : بحيرة الراهب عندما شاهد غمامة تُظل النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ فعلم أنه نبي و اليهود ستقتله ، فامر أبو طالب بأن يعود به مرة أخرى . فهذا أيضا ضعيف .
. و حديث : أنه يوم مولده سقط أيوان كسرى ، و خمدت نيران المجوس و تحطمت بعض أصنام قريش .
أكثر هذه الاحاديث رواها الخرائطي في " هواتف الجان " و مدارها على " عبد الله محمد البلوي " و " عمارة بن زيد " و هما وضاعان كذابان .
. و حديث : " يا عماه لو وضعوا الشمس في يميني و القمر في شمالي ..." .
أخرجه ابن اسحاق ، و فيه يعقوب بن عتبة بن المغيرة لم يُدرك أحد من الصحابة ؛ فالحديث معضل .
. و حديث : الهجرة ، و دار الندوة وأن ابليس كان معهم في هيئة شيخ من نجد و أشار عليهم بأن يأخذوا من كل قبيلة رجل . ضعيف .
. و حديث : أن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ مر على امرأة تُسمى " أم معبد " و كان معه الصديق ـ رضى الله عنه ـ و طالبا السقية و لم يكن عندها الا شاة هزيلة فمسح على درعها ـ صلى الله عليه و سلم ـ فانتفخ الدرع و حلبوها و علة الرغوة و شربوا حتى أرتوا ثم تقلص الدرع مرة أخرى . ضعيف لا يصح .
. و حديث : حصار المشركين لبيت الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ فذر التراب على رؤوسهم و خرج من بينهم . رواه ابن هشام مرسلا .
. و حديث : ان النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ لما كان في الغار مع الصديق ، فجاء العنكبوت و نسج خيطه حول الغار ، و عششت الحمامة و وضعت بيضها .
ضعيف .
بل فيه نكارة في المتن ، فإن الرب سبحانه و تعالى قال : {
إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا ... } [ التوبة : 40 ] .


فالمعجزة كانت في انه كان أمامهم و لا يرونه ، و لهذا كان يقول أبو بكر ـ رضى الله عنه ـ لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا ، و الاية صريحة { ... وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا ... } .
. و حديث : المعراج ان جبريل قال للنبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ : " هنا ينتهي مقامي فلو تقدمت أحرقت ، و لو تقدمت أنت اخترقت " .
فهذا من وضع الزنادقة أصحاب وحدة الوجود .
. و حديث : اللهم إليك أشكو ضعف قوتي و قلة حيلتي و هواني على الناس يا أرحم الراحمين ! إلى من تكلني ؟ إلى عدو يتجهمني أم إلى قريب ملكته أمري ؟ إن لم تكن ساخطا علي فلا أبالي ...
ضعفه الشيخ الالباني في ضعيف الجامع رقم : 1182


يتبع بإذن الله ...
" نبينا محمد "


هو : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي
أمه هي : امنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة .

روي مسلم في صحيحه من حديث واثلة بن الاسقع أن النبي- صلى الله عليه و سلم - قال : " ‏ ‏إن الله - عز وجل - اصطفى من ولد ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏إسماعيل ، ‏ ‏واصطفى من ‏ ‏بني إسماعيل ‏ ‏كنانة ، ‏ ‏واصطفى من ‏ ‏بني كنانة ‏ ‏قريشاً ، ‏ ‏واصطفى من ‏ ‏قريش ‏ ‏بني هاشم ، ‏ ‏واصطفاني من ‏ ‏بني هاشم ‏" .

و في المتفق عليه من حديث محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : " لي خمسة أسماء أنا محمد و أحمد و أنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، و أنا الحاشر الذي يُحشر الناس علي قدمي ( يعني : يقدمهم و هم خلفه ) ، و أنا العاقب ( يعني : اخر الأنبياء ) " .

و من حديث ابي موسى قال : سمى لنا رسول الله - صلى الله عليه و سلم - نفسه فقال : " أنا محمد و أحمد و المقفى ( يعني : العاقب ، لأنه تبع الأنبياء ، و كل شيء تبع شيئاً فقد قفاه ) ، و الماحي و الحاشر و نبي التوبة و الملحمة " ، و في لفظ : نبي الرحمة " . و الحديث انفرد به مسلم في صحيحه .

و قد اختلف العلماء في أول اسم سمي به الرسول - صلى الله عليه و سلم - ، ففريق ذهب انه سمي " أحمد " أولاً ، بدليل قول عيسى - عليه السلام - في سورة الصف : { وَ إِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ... } [ الصف : 6 ] .
و انتصر ابن القيم - رحمه الله - في كتابه " جلاء الأفهام " أنه سمي بـ " محمد " أولاً ، و ذلك لأنه ذكر في التوراة باسم " مادْ مادْ " ، و العبرانية - لغة التوراة - هي أقرب لغات الارض الى اللغة العربية ، فهي تختلف معها في طريقة نطق الحروف أو تغيير صفة الحرف ، فيقولون : " اب رحيم " بدلاً من " إبراهيم "
، و يقولون : " موشى " بدلاً من " موسى " ، و يقولون " اشماعيل " بدلاً من " اسماعيل " ، و يقولون : " اورشاليم " بدلاً من " اور ساليم " .
فيكون بذلك " مادْ مادْ " بدلاً من " محمدْ " .

و على كل حال فقد ثبت لنبينا - صلى الله عليه و سلم - الاسمين فهو " محمد ، و أحمد " .

و لكن ليس من أسمائه " يس أو طه " ، و الذين قالوا بهذا اعتمدوا على أن الضمير في الايتين يعود على النبي - صلى الله عليه و سلم - قال الله تعالى : { طه ، مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى } ، و قال سبحانه : { ‏يس ، وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ، إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ } . فالضمير في الايتين عائد على الرسول فيكون من اسمائه " طه ، و يس " .

و هذا خطاْ من وجوه أولها أن " طه ، و يس " من جملة الحروف المقطعة التي بدأت بها بعض سور القران بدليل انك إذا ادخلتها في جملة لا يَستقيم لك نطقها كما تنطق في القران ، فلو قلت : " جاء يس " فكيف ستثبت الياء و النون ؟
و أما من قال أن الضمير عائد على النبي - صلى الله عليه و سلم - في الايتين ، فيلزمه ان يسمي الرسول - صلى الله عليه و سلم - { الَر } لأن الله - عز و جل - قال في بداية سورة ابراهيم { الَر ، كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ } ،و هذا لا يقبله عاقل .
و الخلاصة : أن أسماء نبينا - صلى الله عليه و سلم - كلها نعوت و ليست اعلاماً محضة لمجرد التعريف ، بل أسماء مشتقة من صفات قائمة توجب له المدح و الكمال .

فصلى الله عليه و على اله و صحبه و سلم
نبينا " محمد "


كنيته : " أبا القاسم " .
و القاسم كان أكبر أولاد نبينا - صلى الله عليه و سلم - ولد قبل النبوة ، ومات قبل البعثة ، وتوفي عن سنتين .

وقيل : عاش إلى أن ركب الدابة ، ودفن في مكة . ذكره ابن القيم ـ رحمه الله ـ في الزاد .

وعند البخاري في الأدب المفرد ( 1 / 293 ) أن جابر قال : " ولد لرجل منا غلاماً فسماه القاسم فقالت الأنصار : لا نكنيك أبا القاسم ولا ننعمك عيناً "، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له ما قالت الأنصار ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أحسنت الأنصار تسموا باسمي و لا تكنوا بكنيتي إنما أنا قاسم ". و هو صحيح
وأهل العلم على جواز التسمي باسم النبي - صلى الله عليه وسلم - بل ذهب بعضهم إلى وجوب التسمي باسمه لقوله - صلى الله عليه وسلم - ( تسموا باسمى ).
و هذا أمر ؛ والأمر يفيد الوجوب .
ولكنهم نهوا عن التكني بكنيته -صلى الله عليه وسلم - لِما جاء في الحديث " و لا تكنوا بكنيتي " .

و لا يُنادى عليه باسمه ، ولكن يُنادى عليه بكُنيته .. قال الله تعالى : { لاَّ تَجْعَلُواْ دُعَاء الرسول بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُمْ بَعْضاً } [ النور : 63 ] .

و النداء عليه بكنيته - صلى الله عليه و سلم - فيه توقير له و إجلال واستجابه لامر الرب - سبحانه و تعالى - : { لّتُؤْمِنُواْ بالله وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ ... } .
وقد عُلم من سُمي بـ " محمد " في حياته - صلى الله عليه و سلم - ، كـ " محمد بن مسلمة " و " محمد بن أبى بكر " .
ولم يعلم من تكنى بكنيته في حياته ، والأحرى الا يتكنى بكنيته أحد حتى بعد موته .
فائدة : أول من سُمي " أحمد " بعد نبينا - صلى الله عليه و سلم - " أحمد الفراهيدي " أبو الإمام الجليل أستاذ عصره في العربية " الخليل بن أحمد الفراهيدي " .

و الله تعالى أعلم .

يتبع بإذن الله ...
 نبينا " محمد "

مولده – صلى الله عليه وسلم – :

ولد بلا خلاف يوم الأثنين .

روى مسلم عن أبي قتادة – رضي الله عنه – : ( أن اعرابياً سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ما تقول في صوم يوم الاثنين ، فقال : ذاك يوم ولدت فيه ، و أنزل على فيه ) .

وقد حقق العلامة / محمود باشا الفلكي ، أن ميلاد النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في التاسع من شهر ربيع الاول سنه 571 م ، وليس يوم الثاني عشر من ربيع الأول كما هو مشهور ؛ وهذا هو الراجح إن شاء الله. [ ذكره المباركفوري في الرحيق المختوم ].

وأما الإحتفال بيوم مولده فهو بدعة بلا خلاف .
و الأشنع منه الإحتفال به يوم مولده بـ " الحصان والعروسة " ، فهو من فعل الباطنية الروافض أصحاب الدولة العبيدية - الفاطمية - عاملهم الله بعدله - فإن هؤلاء الزنادقة أرادوا غمزه و لمزه - صلى الله عليه و سلم - بأنه " مزواجّ " فعبروا عن هذا بالعروسة ، و أرادوا بـ " الحصان " أن دينه - الإسلام - أنتشر بحد السيف !!

ولِد - صلى الله عليه وسلم - في أرض الجزيرة العربية في مكة بالتحديد ، في بني هاشم ، من قبيلة قريش . وقيل : أنها سميت بهذا الاسم نسبة لـ " قريش " رجل من ولد النضر بن كنانة ، سموه بتصغير القرش ، وهى دابة عظيمة في البحر تعبث بالسفن ويهابها كل حيوانات البحر . ( ذكره النسفي في تفسيره ) .

وأقرت العرب كلهم بعلو نسب قريش وسيادتها ، وفصاحة لغتها ، وكرم أخلاقها ، وشجاعتها ، وكانوا حلفاء متألفين ، متمسكين بكثير من شريعة ابراهيم الخليل - عليه الصلاة والسلام - ، و كانوا يحبون أولادهم ، ويحجون البيت ، ويقيمون المناسك ، و يكفنون موتاهم ، ويغتسلون من الجنابة ، وكانوا يتزوجون بالصداق ، والشهود ، ويطلقون ثلاثاً . ( على بن الطالب . الصلابي ص / 24 ) .

نصرهم الله وهم كفار ، وأنزل سورة باسمهم لم يُذكر أحد معهم فيها ، قال الله تعالى : { لإِيلَفِ قُرَيْشٍ ، إِيلَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَآءِ وَالصَّيْفِ ، فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ، الَّذِى أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَءَامَنَهُم مِّنْ خوْفٍ} .

و معنى قوله تعالى : { لإِيلَفِ قُرَيْشٍ ... } ، يعني : من أجل تأليف قلوب قريش ، و ذلك لأن أبرهة وجنوده لما أتوا لهدم الكعبة و كان معهم الفيل - و كان اداة للحرب كالدبابة اليوم - كما قال الله تعالى : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) } [ الفيل 1 :5 ].
فالخطاب في الآيات موجه للنبي - صلى الله عليه و سلم - فيقول الرب سبحانه : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ } ، و المقصود بالرؤية هنا في الآية هو العلم ، و ليس المقصود هنا الرؤية البصرية لأن النبي - صلى الله عليه و سلم -
ولد عام الفيل فكان رضيعاً في هذا الوقت ، فيكون المعنى : ألم تعلم يا محمد ما فعل ربك بأصحاب الفيل ( يعنى : أبرهة و جنده ) ، { أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ } ، ألم يجعل مكرهم وسعيهم لتخريب الكعبة في تضييع وإبطال لما حاولوا ، { وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ } ، طيرا كثيرة متتابعة ، { تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ } حجارة من الطين كما جاء عن ابن عباس - رضى الله عنه - ، { فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ }
فجعلهم كالتبن المبعثر الذى تأكله البهائم وما ذلك إلا { لإِيلَفِ قُرَيْشٍ } ، ( يعنى : من أجل أن يتألف قلب قريش ) ، و لولا أن الله حفظ بيته و صانه من الهدم على يد أبرهه ، لاستباحت العرب قريشاً ، و لأغارت عليهم ، و لم تستطيع أن تأمن قريشاً على تجارتها التي كانت في الشتاء و الصيف بين الشام و اليمن ، لأن العرب ما أَمّنت قريشا إلا لأنهم خُدام البيت . فكان من المفترض عليهم بعد كل هذا الفضل { فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هذا البيت ، الذي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ } .
و لهذا سورة الفيل و قريش سورة واحدة ليس بينهما فاصل كما عند الكوفيين .

و الله تعالى أعلم .

يتبع بإذن الله ...
نبينا محمد "

وصفه – صلى الله عليه وسلم - :



يقول أمير المؤمنين على بن أبى طالب – رضي الله عنه – كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليس بالطويل ولا بالقصير ، شئن الكفين والقدمين ( يعنى : في كفيه و قدميه غلظة مع خشونة ) ، مشرب وجهه حمرة ، طويل الْمَسْرُبَةِ (الْمَسْرُبَةِ: شعر دقيق يأخذ من الصدر إلى السرة ) ، ضخم الْكَرَادِيسِ ( الْكَرَادِيسِ : رؤوس العظام ، هذا يدل على كمال الخلقة والقوة ) ، إذا مشى تكفأ تكفؤاً ( يعني : مال صدره إلى الأمام ) ، كأنما ينحط من صبب ( يعنى : من موضع منحدر ) .رواه أحمد ، والترمذي وصححه و وافقه الألباني .


و سأل رجل البراء بن عازب ـ رضي الله عنه ـ أكان وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل السيف ؟ قال لا مثل القمر . اخرجه البخاري .
وعن أبي الطفيل – رضى الله عنه ـ قال : ( رأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – وما بقى على وجه الأرض أحدٌ رآهُ غيرى ، قال : كان أبيضَ ، مليحاً مُقْصدِاً ) .

رواه مسلم و الترمذي و اللفظ لأحمد في المسند 

أبو الطفيل هو : عامر بن واثلة الليثي ، و كان اخر الصحابة موتاً 

و معنى قوله "مليحاً " : يعنى : حسن الخلقة .
و معنى " مقصداً " : يعنى : ليس بطويل ولا قصير ولا جسيم وسط لا يميل إلى أحد طرفي التفريط والإفراط .

وروى أحمد في المسند ، و ابن سعد في الطبقات بإسناد حسن .
عن عمرو بن أخطب الأنصاري قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا أبا زيد ادن مني فامسح ظهري ) ، فمسحت ظهره فوقعت أصابعي على الخاتم . قلت : وما الخاتم . قال : شعرات مجتمعات .
فكان بين كتفيه ـ صلى الله عليه و سلم ـ " خاتم النبوة " . سُئل عنه أبا سعيد الخدري فقال : ( كان في ظهر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بِضِعُةً ناشزةُ ) يعنى : قطعه لحم مرتفعة عن الجسم .
وعند مسلم أن خاتم النبوة كان مثل : " بيضة الحمامة " 

و خاتم النبوة الذي بين كتفيه – صلى الله عليه وسلم- كان هو العلامة التي استدل بها سلمان الفارسي على نبوة النبي – صلى الله عليه وسلم – لان علماء النصارى أخبروه أن النبي المرسَل بين كتفيه خاتم النبوة وأنه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة . و إن كان حديث إسلام سلمان الفارسي فيه مقال .


وهنا ملحظ في قُبح الكلمة التي نقولها إذا ما أردنا أن نرفع عن أنفسنا الغفلة فنقول : ( أنا مختوم على قفايه ) وهذا يخشى أن يكون تعريض بالنبي – صلى الله عليه وسلم – نسأل الله أن يغفر لنا ويرحمنا 

وعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : ( كان شَعْرُ رسُول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى نصف أذُنيه ) . صحيح أخرجه النسائي و الترمذي في الشمائل 

وعند أحمد ، و ابن حبان في صحيحه من حديث أنس أيضاً قال : ( ما عَدَدْتُ في رَأسِ رسولِ الله – صلى الله عليه وسلم – ولِحيته إلاِ أربَعَ عَشْرَةَ شَعْرةً بَيْضاَءَ ) 

وعن جابر بن سمرة وقد سئل عن شيب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال ( كان إذا دَهَن رَأْسَهُ لم يُرَ منهُ شَيْبً ، وإذا لم يَدْهُنْ رئي منهُ ) .رواه مسلم و النسائي و الترمذي .



وعن أم سلمة – رضي الله عنها – قالت : ( كان أحَبُ الثَيابِ إلى رسُولِ الله – صلى الله عليه وسلم – القميص ) . رواه أبو داود و النسائي و الترمذي و حسنه .
و القميص هو : ما يلبسه الناس من الكتان والقطن والصوف .

و في صحيح البخاري من حديث أنس : ( " كان أحب الثياب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يلبسها الحِبَرَةَ ) .

و الحِبَرَةَ : ثوب من كتان أو قطن يصنع في أرض اليمن .


وعن ابن عباس قال : ( قال : رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عليكم بالبياض من الثياب فليلبسها أحياؤكم و كفنوا فيها موتاكم فإنها خير ثيابكم ) صحيح . رواه الترمذي و غيره .


وعن عيس بن طهمان قال : ( أخرج إلينا أنسُ بن مالك نعلَينِ جرْداَوَيْن لهما قِبَالانِ ) فقال : فحدثني ثابت بعدُ عن أنس ( أنهما كانتا نعلي النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ ) . اخرجه البخاري .

و معنى " جرْداَوَيْن " : لا شعر عليهما ، و " قِبَالانِ " : هو السير الذي يكون بين الأصابع في النعل .


وكان من هديه ـ صلى الله عليه و سلم ـ إذا انتعل بدأ باليمين وإذا نزع بدأ بالشمال . رواه البخاري 

وعند مسلم من حديث أنس قال ( كان خَاَتمُ النبي – صلى الله عليه وسلم – من وَرِقٍ ( يعنى : من فضه ) وكان فَصُّهُ حبشياً ( يعنى : من أرض الحبشة ) .


وكان سبب اتخاذه للخاتم أنه لما أراد أن يكتب إلى العجم قيل له : إن العَجَم لا يَقَبلُون إلا كتاباً عليه خاتم ، فاصطنع خاتماً . وهذا متفق عليه 

( وكان نفشه محمدٌ رسُولُ الله ) . وبعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – اتخذه أبو بكر ثم عمر ثم عثمان فسقط منه بعدها في بئر أرِيس .
( متفق على صحته ) .
و روى الترمذي في الشمائل وأبو داود في الجهاد والنسائي في الزينة بسند صحيح 

عن أنس قال : ( كانت قَبيعَةُ سَيف رسُول الله – صلى الله عليه وسلم – من فضة ) .
يعنى : كانت رأس مقبض سيف النبي – صلى الله عليه وسلم – مصنوعة من فضة .
و عن عائشة – رضي الله عنها قالت : ( كان النبيُ يحبُ الحلواءَ والعسَلَ )
( متفق عليه ) .
وعند البخاري ومسلم من حديث أبى هريرة قال : ( أُتِىَ النبي – صلى الله عليه وسلم – بِلحْمٍ فَرُفِعَ إليه الذراعُ ، وكانتْ تُعجبُهُ ، فنهش منها ) 

وعن عائشة قالت : ( كان أحب الشَرابِ إلى رسُولِ الله الحُلوُ البارِدُ ) . رواه أحمد و الترمذي والحاكم و صححه الألباني 

وعن عبد الله بن الحارث قال : ( ما كانَ ضَحكُ رسُولِ الله – صلى الله عليه وسلم – إلا تبسماً ) . انفرد به الترمذي ، و صححه الشيخ في المشكاة.

فصلى الله عليه و على اله و سلم
.


يتبع إن شاء الله ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق