إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 8 أبريل 2013

الإعلام بسبب جور الحكام

الإعلام بسبب جور الحكام


الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، و بعد :

روى البخاري في صحيحه [ 3834 ] عن قيس بن أبي حازم قال : (( دخل أبو بكر على امرأة من أحمس يقال لها زينب ، فرآها لا تكلم ، فقال : ما لها لا تكلم ؟ قالوا : حجت مصمتة ، قال لها : تكلمي ، فإن هذا لا يحل ، هذا من عمل الجاهلية ، فتكلمت ، فقالت : من أنت ؟ قال : امرؤ من المهاجرين ، قالت : أي المهاجرين ؟ قال : من قريش ، قالت : من أي قريش أنت ؟ قال : إنك لسؤول ، أنا أبو بكر ، قالت : ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية ؟ قال : بقاؤكم عليه ما استقامت بكم أئمتكم ، قالت : و ما الأئمة ؟ قال : أما كان لقومك رؤوس و أشراف ، يأمرونهم فيطيعونهم ؟ قالت : بلى ، قال : فهم أولئك على الناس ))
و في رواية ابن الأعرابي أنها قالت : (( إنا مررنا بأقوام كنا نغزوهم و يغزونا فلم يعرضوا لنا ، و لم نعرض لهم ))
قلت : و هذا هو ما كانت تعنيه من الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية ، و هو أنها مرت بقوم كانت بينهم عداوة أيام الجاهلية ، فلما جاء الإسلام مرت بهم فلم يتعرضوا لها .
فبين الصديق رضى الله تعالى عنه في هذا الحديث أن بقاء الناس على هذا الأمر الصالح الذي يتضمن الأمن على الأنفس و الأموال و الحُرمات و غيرها مقرون ببقاء الأئمة على الإستقامة .
و لا يُفهم أن الأئمة المقصود بهم الحكام و الأمراء فقط ، بل يدخل معهم العلماء .


فـ " ولاة الأمور " : هم " الأمراء و العلماء " معاً

قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ... } [ النساء 59 ]
قال ابن عباس رضى الله عنهما : { وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } يعني : (( أهل الفقه و الدين ))، و كذا قال مُجاهد و عطاء و الحسن البصري و أبو العالية : يعني : العلماء .
و قال الحافظ ابن كثير في تفسيره : (( و الظاهر - و الله أعلم - أن الآية في جميع أولي الأمر من الأمراء و العلماء ، ثم ذكر حديث عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من أطاعني فقد أطاع الله ، و من عصاني فقد عصا الله ، و من أطاع أميري فقد أطاعني ، و من عصا أميري فقد عصاني )) متفق عليه .
قال الحافظ : (( فهذه أوامر بطاعة العلماء و الأمراء ، و لهذا قال تعالى : { أَطِيعُوا اللَّهَ } أي : اتبعوا كتابه { وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ } أي : خذوا بسنته { وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } أي : فيما أمروكم به من طاعة الله لا في معصية الله ، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله ، كما تقدم في الحديث الصحيح : (( إنما الطاعة في المعروف )) .
حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا همام ، حدثنا قتادة ، عن أبي مراية ، عن عمران بن حصين ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا طاعة في معصية الله )) . اهـ
قلت : فأولي الأمر تشمل العلماء و الأمراء ، و لا يخفى فساد كثير من العلماء في زماننا ، و انظر غير مأمور إلى مشيخة الأزهر فستجد عليها صوفي محترف يتقرب إلى الله بالبدعة .


و السؤال :


ما هو سبب فساد العلماء و جور الأمراء ؟
و الإجابة عن هذا السؤال لا تجد إجابتها بصدق عند من يتصدر لزعامة الناس ، لأنه لو أجاب بحق لإنفض الناس من حوله ، لأن الإجابة مُرة
و هي : أن سبب فساد ولاة الأمور من عُلماء و أُمراء هو فساد الرعية ، فإن العبد إذا عصى الله عز و جل و إرتكب المعاصي و جاهر بها سلط الله عليه من يقهره و يُذله عقوبة له .
يقول الله عز و جل : { وَ مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ } [ الشورى 30 ] .


و قال سُبحانه : { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ آل عمران 165 ] .


و قال عز و جل : { مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَ مَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ } [ النساء 79 ] .
و هذا المعنى معروف عند الناس فتراهم يقولون : (( إن الحكام صورة الرعية ، و يقولون : كما تكونوا يولى عليكم ، و يقولون : كل سُلطان من طينة رعيته )) .
و قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ : ((
و تَأمَّلْ حِكمتَه تَعالى في أن جعَلَ مُلوكَ العِبادِ و أُمراءَهم و وُلاَتَهم مِن جِنس أَعمالِهم، بل كأنَّ أَعمالَهم ظهرَت في صُوَر وُ لاَتهم و مُلوكِهم ، فإن استَقامُوا استَقامَت مُلوكُهم ، و إن عدَلوا عدَلَت علَيهم ، و إن جارُوا جارَت مُلوكُهم و وُلاَتُهم، و إن ظهَرَ فيهم المَكرُ و الخَديعةُ فوُلاَتُهم كذَلكَ ، و إن مَنَعوا حُقوقَ الله لدَيهم و بَخِلوا بها ، مَنعَت مُلوكُهم و وُلاَتُهم مَا لهم عندَهم مِن الحقِّ و بَخِلوا بها علَيهم ، و إن أَخَذوا ممَّن يَستَضعِفونه مَا لاَ يَستَحقُّونه في مُعاملتِهم ، أَخذَت مِنهم المُلوكُ مَا لاَ يَستَحقُّونه و ضَرَبَت علَيهم المُكوسَ و الوَظائفَ ، و كلُّ مَا يَستَخرِجونَه من الضَّعيفِ يَستَخرِجُه الملوكُ مِنهم بالقوَّةِ ، فعمَّالُهم ظهَرَت في صُوَر أَعمالِهم ، و ليسَ في الحِكمةِ الإلهيَّةِ أن يُوَلَّى على الأَشرارِ الفجَّارِ إلاَّ مَن يَكونُ مِن جِنسِهم ، و لمَّا كانَ الصَّدرُ الأوَّلُ خِيارَ القُرونِ و أبرَّها كانَت ولاَتُهم كذَلكَ
فلمَّا شابُوا شابَت لهم الولاَةُ
فحِكمةُ الله تَأبَى أن يُوَلَّي علَينا في مِثل هَذهِ الأَزمانِ مِثلُ مُعاويةَ وعُمرَ بنِ عَبدِ العَزيز ، فَضلاً عن مِثل أبي بَكرٍ و عُمرَ ، بَل ولاَتُنا على قَدْرنا، و وُلاَةُ مَن قَبلَنا على قَدرِهم و كلٌّ مِن الأَمرَين مُوجبُ الحِكمةِ ومُقتَضاها )) اهـ
و انظر- بارك الله فيك - إلى قوله تعالى في بيان العلة التي سُلط بها فرعون على قومه .
فقال سُبحانه : { فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ } [ الزخرف 54 ] .فوصفهم الله ـ عز و جل ـ بالفسق و لهذا سلط عليهم من يُناسبهم .
و قد روى الطبراني عن الحسن البصري أنه سمع رجلاً يدعو على الحجاج _ و حال الحجاج لا يخفى على أحد ، فقد كان ظلوماً جهولاً يقتل بالظن ، صلب ابن الزبير رضى الله تعالى عنهما ، و رمى الكعبة بالمنجنيق و غير ذلك _ سمع الحسن رجلاً يدعو على الحجاج ، فقال له : (( لا تفعل إنكم من أنفسكم أُتيتم ، إنما نخاف إن عُزل الحجاج أو مات أن يتولى عليكم القردة و الخنازير ، فقد روى أن أَعمالَكم عُمَّالُكم ، و كما تكونوا يُولى عليكم )) .

فأصل البلية أن الناس تجني ثمار أعمالهم ، و من هذه الثمار ظلم و جور و فساد الأُمراء و العُلماء .
أخرج أبو الشيخ عن منصور بن أبي الأسود قال سألت الأعمش عن قوله تعالى { وَ كَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا ... } [ الأنعام 129 ] ما سمعتم يقولون فيه ؟ قال سمعتهم يقولون : (( إذا فسد الناس أُمّرَ عليهم شِرارُهم )) . ( الدر المنثور للسيوطي 3 /358 ) .
و قال عبيدة السلماني لعلي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه : (( يا أمير المؤمنين ما بال أبي بكر و عمر إنطاع الناس لهما و الدنيا عليهما أضيق من شبر فإتسعت عليهما ، و وليت أنت و عثمان الخلافة و لم ينطاعوا لكما و قد إتسعت فصارت عليكما أضيق من شبر ؟! )) فقال : (( لأن رعية أبي بكر و عمر مثلي و مثل عثمان ، و رعيتي أنا اليوم مِثلك و شبهك )) .
و قد أرسلوا يوماً لأحد الأُمراء يشكون له جور العمال ( المحافظين ) : فكتب لهم بلغني كتابكم و ما أنتم فيه ، و ليس ينبغي لمن يعمل المعصية أن يُنكر العقوبة ، و لم أرى ما أنتم فيه إلا من شُؤم المعصية ، و السلام .
و جاء في تفسير حِقِّي في قوله تعالى : { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء }
قال : (( معناه إن كنتم من أهل الطاعة يُوَل عليكم أهل الرحمة ، و إن كنتم من أهل المعصية يُوَل عليكم أهل العقوبة )).
و قال الإمام السعدي في تفسيره لقوله تعالى : { وَ كَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } ، قال : (( كذلك من سنتنا أن نولي كل ظالم ظالماً مثله ، يؤزه إلى الشر و يحثه عليه ، و يزهده في الخير و ينفره عنه ، و ذلك من عقوبات الله العظيمة الشنيع أثرها ، البليغ خطرها ، و الذنب ذنب الظالم ، فهو الذي أدخل الضرر على نفسه ، وعلى نفسه جنى { وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ } ، و من ذلك أن العباد إذا كثر ظلمهم و فسادهم ، و منْعهم الحقوق الواجبة ، ولَّى عليهم ظلمة ، يسومونهم سوء العذاب ، و يأخذون منهم بالظلم و الجور أضعاف ما منعوا من حقوق الله ، و حقوق عباده ، على وجه غير مأجورين فيه و لا محتسبين ، كما أن العباد إذا صلحوا و استقاموا، أصلح الله رعاتهم ، و جعلهم أئمة عدل و إنصاف، لا ولاة ظلم و اعتساف )) اهـ .
و قال الشيخ العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - :
(( كثير من الناس يريد من الرعاة أن يكونوا على أكمل ما يكون ، ولا شك أننا نريد من الرعاة أن يكونوا على أكمل ما يكون ، لكننا لا نعطيهم في المعاملة أكمل ما يكون ، بمعنى أن بعض الرعية يقول : يجب أن يكون الراعي على أكمل ما يكون ، و مع ذلك تجد الرعية على أنقص ما يكون .. أهذا عدل ؟ لا و الله ما هو بعدل ، إذا كنت تريد أن تعطى الحق كاملاً ، فأعط الحق الذي عليك كاملاً ، وإلا فلا تطلب ؛ و من حكمة الله عز وجل أن المُوَلَّى على حسب المولَّى عليه .. و هذه من الحكمة أن يكون المولى - ولي الأمر- على حسب من ولي عليه ، إن صلح هذا صلح هذا ، و إن فسد هذا فسد هذا ، وفي الأثر: ( كما تكونوا يول عليكم ) يعني : أن الله يولي على الناس على حسب حالهم ، و هذا الأثر و إن لم يكن صحيحاً مرفوعاً إلى الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لكنه صحيح المعنى ، اقرأ قول الله تعالى : { وَ كَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً }[الأنعام:129] أي : نجعل الظالم فوق الظالم ، بماذا ؟ { بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [الأنعام:129] فإذا ظلمت الرعية سلطت عليها الرعاة ، و إذا صلحت الرعية صلح الرعاة، و كذلك بالعكس : إذا صلح الراعي صلحت الرعية )) .

قلت : و تأمل العلاقة بين قوله تعالى : {وَ إِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً } [ الإسراء 16 ] و بين قوله تعالى : { وَ تِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا }.


فهلاك القرى بظُلم أهلها أولاً { وَ تِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا } فإذا ظلموا جعل الله مترفيهم أُمراء فأظهروا الفسق { أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا } فحينها ينزل بهم الدمار جميعاً { فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً } .
قال الذهبي في السير [ 4 /343 ] عن الحجاج قال : و كان ظلوماً جباراً ناصبياً خبيثاً سفاكاً للدماء .. و عن هشام بن حسان بسند صحيح كما عند الترمذي قال : (( أحصوا ما قتل الحجاج صبراً فبلغ مئة ألف و عشرين ألف قتيل ))
و لكن لما تذمر الناس من ولايته و ظلمه و كان بينهم الحسن البصري ربيب بيت النبوة لم يقل لهم أخرجوا على الحجاج في ثورة أو اعتصام أو احملوا عليه السيف ، و لكنه قال لهم : (( إن الحجاج عقوبة من الله عز و جل ، فلا تستقبلوا عقوبة الله بالسيف ، و لكن إستقبلوها بتوبة و تضرع و إستكانة و توبوا تُكْفَوه )) ( أخرجه أبو الشيخ ، و ابن أبي شيبة )
و دخل سفيان الثوري إلى الحرم فوجد الشرطة ـ و لم يكونوا يتواجدون فيه من قبل فبكى و قال : (( إن ذنوبا ولَّت علينا هؤلاء إنها لذنوب جسام )) .


فالمخرج الوحيد حتى يستقيم أمر العُلماء و الأُمراء ، و ينعم الناس بالأمن ، و تُحفظ عليهم أعراضهم و أمولهم أن يتوبوا الى الله ـ عز و جل ـ ، و أن يؤدوا الحقوق الى أهلها ، و ألا يظلموا حتى لا يُظلموا ، و إن أرادوا أن يُحكم فيهم شرع الله ـ عز و جل ـ أن يأخذوا بأسبابه من تصحيح المعتقد ، و عمل الصالحات ، و عدم التفريط في الواجبات ، حينها يكون لهم الإستخلاف في الأرض .
قال الله تعالى : { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } .


و قال الله عز و جل : { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ } [ الرعد 11 ]
و أنشد بعضهم :

بذنوبنا دامت بليتنا ......... و الله يكشفها إذا تبنا

و في المأثور في الدعوات : (( اللهم لا تُسلط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا )) .

و صلى الله على محمد و على آله و صحبه و سلم .


و كتب
أبو صهيب وليد بن سعد
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق