إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 26 مايو 2021

من أخطاء الناس في الدعاء..

 

من أخطاء الناس في الدعاء..

 الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

   فهذه جملة من مخالفات وأخطاء الناس في الدعاء، ذكرتها لعلها تُجتنب، ويُلتزم السنة مكانها في هذا الباب العظيم!

   1- رفع الصوت بالدعاء، والصراخ في التأمين!.

 وقد رفع الأصحاب ـ عليهم الرضوان ـ أصواتهم بالتكبير يومًا، فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم: "ارْبعُوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون  أصم ولا غائبًا، إنكم تدعون سميعًا قريبًا وهو معكم". [ متفق عليه].

   2-  غفلة قلب الداعي وقت الدعاء.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافلٍ لاهٍ". [رواه الترمذي بسند حسن].

  3- ترك الدعاء إن تأخرت الاستجابة!.

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، فيقول: قد دعوت ربي فلم يستجب لي". [ متفق عليه].

   ويقول صلى الله عليه وسلم: " ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها مأثم ، ولا قطيعة رحم إلا أعطاه إحدى ثلاث : إما أن يستجيب له دعوته ، أو يصرف عنه من السوء مثلها ، أو يدخر له من الأجر مثلها " . قالوا : يا رسول الله ، إذا نُكثر . قال : " الله أكثر  ". [رواه أحمد والحاكم وهو صحيح].

   4- عدم التزام ألفاظ الدعاء المأثور.

  فألفاظ أدعية وأذكار الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحي من الله تعالى، فإن أرد العبد الدعاء بها = التزامها بنصها ولا يتصرف فيها بزيادة أو تبديل ولو كان يُعطي نفس المعنى.

فإنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يُمَّشي للبراء بن عازب ـ رضي الله عنه ـ قوله: " ورسولك الذي أرسلت" بدلًا من " ونبيك الذي أرسلت" في دعاء النوم، والحديث في البخاري.

فعن البراء بن عازب ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا أتيت مضجعك ، فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن ، ثم قل : اللهم أسلمت وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت ، وبنبيك الذي أرسلت ، فإن مت من ليلتك ، فأنت على الفطرة ، واجعلهن آخر ما تتكلم به " . قال : فرددتها على النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما بلغت : اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت ، قلت : ورسولك ، قال : " لا ، ونبيك الذي أرسلت "

قلت: فإنه لا يكاد يوجد اختلاف يذكر بين النبي والرسول من حيث المعنى، ولكن الوحي نزل بهذا ولم ينزل بتلك. فتأمل!

وما بالك إذن بمن يستدرك على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ

 لما علم عائشة ـ رضي الله عنها ـ دعاء تقوله إن أدركت ليلة القدر، وهو: " اللهم أنك عفو تحب العفو فاعف عني".

فيأتي أحدهم فيزعم بلسان حاله أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قَصر في حق الله! ، وأنه أعلم من الرسول بأسماء الله وصفاته، فلا يكتفي بدعاء الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فيزيد عليه، فيقول: " اللهم أنك عفو كريم حليم غفور ... تحب العفو فاعف عني".

  ويظن الأبعد أنه كلما زاد في الأسماء الحسنى كان لله أقرب!.

ومثل هذا الرجل لابد أن يؤخذ على يديه ويؤدب.

فخير الهدي هدي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ

   فمن أراد ثواب السنة، فأما أن يأتي بها على وجهها، وأما أن يتركها ولا يتلاعب بها.

   فمن أراد إصابة السنة في الصلاة، فلا يأتي بنصف سورة الأعلى في الركعة الأولى من التراويح مثلًا، أو جزء من سورة السجدة في فجر الجمعة.

فهذا الفعل خلاف السنة، والسنة أن تقرأ السورة كلها.

فمن شق عليه هذا، فيتركها ويقرأ بغيرها.

  وكذا في الدعاء، فيدعو أحدهم في دعاء الوتر فيزيد فيه كلمة

" بفضلك" فيقول: اللهم اهدنا " بفضلك" فيمن هديت.

وهذه اللفظة لم تثبت في السنة، كحال من يزيد لفظة

 "نستهديه" في خطبة الحاجة.

فعلى المسلم أن يتحرى ألفاظ السنة ولا يتساهل فيها.

   5 - خلط الدعاء المأثور بغيره حتى يُظن أنه من السنة.

كقولهم بعد دعاء الوتر المأثور: "فلك الحمد على ما قضيت، ولك الشكر على ما أنعمت به علينا وأوليت".

  6- التزام دعاء ورد في حديث موضوع والزهد في الصحيح.

كدعاء: اللهم أنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من ...". وقد حكم عليه الشيخ الألباني وغيره بالوضع.

  7 - التنطع في الدعاء.

كدعاء جماعة : اللهم تقبل صلاتنا وركوعنا وسجودنا!.ومثل هذه الحماقات.

وكمن يسأل الله الجنة والشرب من أنهارها، والزواج من حورها، والأكل من خيراتها. كأنه سيدخل الجنة ويمنع من هذا!.

وكل هذا من سخافات العقول والتقليد الأعمى.

ولهذا يخشى من جماعة تقبل من الصلاة والركوع والسجود، أن يصل بهم الأمر إلى الدعاء بقبول دعاء الاستفتاح، وقراءة الفاتحة، والتشهد الأوسط والأخير!.

   8 - تعمد السجع.

وهو مكروه بعموم، فما بالك بمن يتعمده حال الدعاء، والمفترض أن يكون المسلم منكسر خاشع وهو يدعو، وليس يبحث عن رونق الكلام وبهرجه، أو ما يكون على نفس الوزن والقافية!.

كمن يدعو: اللهم أرحمنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض.

   9 - الزهد في الدعاء في أوقات ثبت في السنة فضلها وأن الدعاء فيها مستجاب.

كالدعاء يوم الجمعة، على خلاف في تحديد الساعة.

ودعاء الصائم والمسافر والولد لولده، كل ذلك مستجاب.

إلا أن حديث " للصائم عند فطره دعوة لا ترد" لا يصح، فهو ضعيف.

فدعاء الصائم طوال فتره صومه مستجاب، ولكن لا يزهد أيضًا من الدعاء وقت فطره، فإن الدعاء بين الأذان والإقامة مستجاب أيضًا.

10 - عدم العزم في الدعاء.

 يقول الرسول  ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت، ولكن ليعزم المسألة وليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه"  [متفق عليه].

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وكتب

أبو صهيب وليد بن سعد.

القاهرة ٢١ / رمضان / ١٤٤٢ هـ

 3 / مايو /  2021

من أوجه فساد مخالفة السنة في زكاة الفطر

 

من أوجه فساد مخالفة السنة في زكاة الفطر:

   الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فإن ينبغي أن يعلم من يزعم أن إخراج زكاة الفطر نقدًا أفضل للمسكين من الطعام، أنه بزعمه هذا ساوى بين الناس في قيمة الزكاة وليسوا كذلك.

   فإن كانت الزكاة على هيئة السنة طعامًا، فكل مسلم تجده يجتهد في إخراجها من أفضل الأطعمة، أو على الأقل مما يرضاه ويأكله في بيته.

  والناس تتفاوت في الأرزاق، فمنهم من سيخرج صنف بعشر جنيهات للكيلو، ومنهم من سيخرج صنف بمائة.

   وستجد من يأكل الأرز بالزبيب والمكسرات، سيخرج زكاته بهذه الهيئة.

  ومن الناس من يتحرج من شراء صنف واحد من الطعام للفقير، فيأتي فوق زكاته بأصناف أخرى..

  كل ذلك وغيره يفعله برضا وطيب نفس.

  فتحديد القيمة في الزكاة على أقل الأصناف سعرًا كما هو الواقع ـ تحدد على سعر القمح! ـ، وتعميم ذلك على كل أفراد الأمة من غير نظر لتفاوتهم في الفقر والغنى .. فيه ظلم شديد للفقير.

 فتأمل كيف يساوى هؤلاء بين من دخله 2000 جنيه، والذي دخله 20000 جنيه؟

ولهذا يقول العلماء: من يخالف السنة يتناقض!

   فالسنة السنة عباد الله! ودعكم مما استحسنته العقول.

فإن من استحسن فقد شرّع، كما قال الشافعي الإمام رحمه الله تعالى.

وأيضا:

   يحتجون على مخالفتهم للسنة في هذا الباب، بأن أبا حنيفة ـ رحمه الله ـ قال بجواز النقد في زكاة الفطر!.

ومع أن كتب الأحناف على خلاف ذلك، فالإمام رحمه الله في أكثر من كتاب ذكر أن زكاة الفطر صاعا من شعير، أو نصف صاع من دقيق، وذكر القيمة عندما سئل عمن وجبت في حقه الزكاة وليس عنده مال، يعنى ليشترى الطعام، فقال: هي في ذمته حتى يأتيه مال.

فليس هنا تجويز للمال مكان الطعام، فتأمل!.

ومع ذلك فإن الجواز عند الفقهاء = هو انتقال عن الأصل لعلة طارئة، فإن زالت العلة، رجع للأصل، وبطل الجواز.

   مثال: يجوز التيمم عند فقد الماء، فإن وجد الماء بطل التيمم.

    فكانت الصلاة بالتيمم صحيحة عند فقدان الماء، فلما وجد الماء بطلت صلاة من تيمم بعدها.

 فالجواز فرع.. يُنتقل إليه عند فقد الأصل، فإن وجد الأصل بطل العمل بالفرع .

  وزكاة الفطر هي الأصل، فرضها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهيئة معينة على أمته، كما في حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : "فرض رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ زكاة الفطر صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير". الحديث.

  فهي فرض " أصل" ، لا يُنتقل عن صورته في الشرع إلى "الفرع" إلا عند انعدام الأصل، كمسلم يعيش في دولة تعاني مجاعة مثلًا.

   وحتى في هذه الحالة، إخراجها نقدًا ليس بلازم أيضًا عند التحقيق.

   وذلك لأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما وضع التخيير في زكاة الفطر بين أصناف مختلفة، ولم يذكر فيها الدراهم، علمنا أنها خارجة من المسألة.

والله أعلم.

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وكتب

أبو صهيب وليد بن سعد

القاهرة ١٧ / رمضان / ١٤٤٢ هـ

 29 / ابريل / 2021

الاثنين، 1 مارس 2021

السعودية .. وغزو قبيلة "كاين"!

 

السعودية .. وغزو قبيلة "كاين"!


   الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
  فإن الرئيس الأمريكي " جون بايدن" ليس سوى جنديٍ في الحزب المسيحي الأمريكي، هذا الجندي له مهمة رسمت له من قبل أن يُنتخب!، فهي مهمة هذا الحزب في الحقيقة، يتوجب على من وصل من رجال الحزب للحكم أن ينفذها!.

  هذا الحزب الذي يعرف إعلاميًا بـ "اليمين المسيحي" = حزب له باع طويل في المكر والتخطيط والصبر على إنفاذ مخططاته، إذ يستخدم في ذلك قاعدة إنجليزية مشهورة تعرف بقاعدة ": "slow but sure " = بطيء لكن أكيد"، فهم لا يتعجلون في تنفيذ مخططاتهم ما دامت النتيجة أكيدة.
  يضم هذا الحزب تحت لواءه غالب الشعب الأمريكي، إذ هو شعب أغلبه متدين، والعلمانية والإلحاد فيه ضعيفان جدًا، على عكس ما يروج له.

    ويشايع الانجليز في بريطانيا هذا الحزب ، إذ هما معه على نفس الملة، وهي البروتستانتية "المسيحية المتهودة"!.

   وسبب البلاء الواقع على ديار الإسلام منذ زمن بعيد بسبب هذا الحزب وهذه الجماعة، فهم أشد من اليهود في المكر والكيد ببلاد الإسلام.
   ويكفي أن تعلم أنهم سعوا إلى توطين اليهود في فلسطين قبل ظهور الصهيونية اليهودية ووعد بلفور بأكثر من قرن من الزمان!.

   وسعي هؤلاء لتوطين اليهود في أرض التوراة الموعودة  ـ من النيل إلى الفرات ـ ليس حبًا في اليهود، أو لسطوة اليهود عليهم ماديًا أو سياسيًا، ولكنهم يفعلون ذلك ديانة!؛ إذ أن المسيح في معتقدهم ولد يهوديًا، وأنه لن ينزل مرة أخرى في نهاية الزمان ليُخلصهم من الخطايا قبل دخولهم الجنة، ويعيشون قبل ذلك ألف عام سعيدة = إلا بعد تحقيق وعد يوحنا، وفيه: رفع عقوبة الرب عن اليهود بعد نفيهم إلى بابل، وذلك بعودتهم إلى أورشاليم "فلسطين"، وبعدها يعود المسيح مرة أخرى ليأخذهم!.

فهم يقاتلون لتنفيذ هذا الوعد الإنجيلي!: «لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِى. فِى بَيْتِ أَبِى مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ، وَإِلاَّ فَإِنِّى كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِى لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِى أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ». [يوحنَّا 14: 3 ].
   والحق أن هذا الحزب وإن كان قائما على البروتستانت بصورة رئيسة، إلا أنه يدخل أحيانًا تحت لواءه من الكاثوليك ممن انخرط في الصهيونية المسيحية، وسعى لتنفيذ نبوءة يوحنا!، كنابليون بونابرت عندما أراد غزو فلسطين وتوطين اليهود فيها، إلا أن الجزار باشا ـ رحمه الله ـ هدم حلمه، وعاد بخفي حنين.

 والرئيس "جون بايدن" من هؤلاء الكاثوليك.

نعود...
ومهمة  "بايدن" ـ جندي اليمين المسيحي في هذه المرحلة ـ هو إعادة أصلاح ما أفسده سلفه "ترامب" ، إذ أن "ترامب" لم يكن من أبناء هذه الجماعة، حاله كحال "جون كيندي"، فأفسد عليهم "ترامب" في فترة رئاسته بعض الأمور التي يكافحون الآن لكي تنتظم مرة أخرى في مخططتها المرسوم!، منها:

1 ـ خلق تنظيم مسلح جديد في بلاد المسلمين على غرار "داعش والقاعدة" أو أحياءهما.

    ووظيفة التنظيم الجديد = إفساد الدول المستهدفة باستقطاب بعض أبناءها وجعلهم خنجرًا مسمومًا في ظهر بلدانهم، مع شغل  الحكومات داخليًا، بعيدًا عما يحدث حولها حتى يأتي دورها!.

  ولعل تنظيم القاعدة الآن هو من يُمهد له لتولي هذه المهمة، فقد زعموا قتل "أيمن الظواهري" بعد أن انطفأ بريقه في أعين أتباعه بسب "البغدادي" زعيم داعش، فيلمع الآن "أبو محمد المصري" المشهور "بسيف العدل"!، وهو تكفيري من تنظيم القاعدة تأويه إيران، تقوم أمريكا بتلميعه الآن.. بأن وضعت مكافأة مالية كبيرة لمن يُدلي بمعلومات عنه، وهذه طريقتهم من قديم في جمع التكفيريين حول من يعدونه لمهمتهم.

هذا؛ مع أن "جون بايدن" ممن عارض عملية قتل "بن لادن". فتأمل! .   
2 ـ تلميع دولة الملالي في إيران، وذلك من خلال معاداة الشيعة في الظاهر بشن حروب كلامية يتوعدون فيه بعظائم لا تتجاوز التصريحات.

 وتصوير أن التأني في اتخاذ أي قرار مصيري في حق إيران سببه الخشية من تسليحهم وما عندهم من قدرات نووية!، وغرضهم من ذلك هو المكر وإنزال الهزيمة النفسية بالشعوب السنية التي أدمنت مشاهدة القنوات الإخبارية!.

   أما في الباطن فليس هناك إلا إتمام ما اتفقوا عليه سابقًا، من تبادل المصالح على حساب الدول السنية، كما حدث في أفغانستان، فالشيعة مهدت الأرض للأمريكان عند غزو أفغانستان، فكانت المكافأة ترك العراق للشيعة حتى تقضي على ما تبقى من أهل السنة فيها، وتجعلها على بكرة أبيها رافضية، وهكذا..

  هذا؛ ولعل من المفيد أن تَعلم أن الرئيس "بايدن" من بين من صوتوا لصالح غزو أفغانستان عام 2001 والعراق عام 2003.

ـ وهو من دعاة تقسيم العراق إلى ثلاث فيدراليات (كردية وسنية وشيعية) .

ـ ويؤيد فكرة إرسال قوات أمريكية إلى السودان فيما يتعلق بملف دارفور.

ـ أما فيما يتعلق بإيران فهو يؤيد الخيار الدبلوماسي مع استخدام أسلوب العقوبات. كما يجدر بالذكر أنه صوّت ضد اعتبار الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.
ـ وأما بخصوص القضية الفلسطينية فهو معروف بتأييده الشديد لإسرائيل، كما أنه من أنصار حل الدولتين!.

ومن مهامه أيضًا:
    3 ـ محاولة فرض عقوبات دولية، وعرقلة تسليح الدول السنية المستهدفة.
4   ـ ولعل أهم ما في مخطط هذه العصبة الآن هو زعزعة حكم المملكة العربية السعودية، ومحاولة إسقاطه، وهذا حلم الصهيونية المسيحية واليهودية معًا، بيد أنهم لا يتعجلونه ولا يسارعون في خطواته، لعلمهم أن أي مواجهة مسلحة بين العالم الغربي المسيحي والسعودية من الممكن أن ينشأ بسببها نتائج لا تحمد عواقبها.

    كما أنه من الممكن أن ينتج من هذه المواجهة يقظة في العالم الإسلامي تفسد ما خططوا له منذ زمن بعيد، فحالة الاستنامة التي غلبت على العالم الإسلامي، وإخفاء حقيقة الصراع أنه بين الإسلام والنصرانية أمران يسعون لهما منذ أمد بعيد.
  ولهذا لابد أن تسقط المملكة السعودية بأيدي من يُنسب للأمة الإسلامية!، وقد تكفل "الحوثيون" بهذه المهمة، حتى تشتد شوكة الخوارج فتآزرهم!.

  ولكن لا بأس أن يضيق عليها باستخدام أساليب ضغط مختلفة بعيدًا عن استخدام القوة، كمخالفة حقوق الإنسان، هذه التهمة الضبابية التي تتاجر بها أمريكا بعد سقوط الشيوعية.

  فأمريكا قبل سقوط الاتحاد السوفيتي إذ أرادت أن تضيق على دولة وتتدخل في شؤونها اتهمتها بالشيوعية!، والآن تتهم من تريد التضييق عليه بانتهاك حقوق الإنسان!

  ولعل من نافلة القول أن يُعلم أن المقصود بالإنسان عندهم هو الشعب الأمريكي فقط!، إذ ينحدر حسب معتقدهم من القبيلة الثالثة عشر!.. قبيلة "يهودا"، وهي القبيلة الوحيدة على وجه الأرض التي من نسل آدم

ـ عليه السلام ـ ، أما سائر البشر فهم من نسل "كاين"!، وهو إنسان كان في الجنة مع آدم فزنا بحواء وولدت له!، فجميع البشر اليوم سوى الأمريكان من نسل "كاين" المنحدر من الشيطان، والأمريكان وحدهم هم بنو آدم!!، وهذا مبحث يسمى "ما قبل الآدمية" لمن أراد الزيادة.

  فعندما أباد الأمريكان "الخمير الحمر" سكان أمريكا الأصليين، أو عندما قَتلوا ألوفًا في اليابان بالقنبلة النووية، أو عندما قتلوا أهل فيتنام أو كوبا أو المكسيك، أو مسلمي أفغانستان أو العراق أو الصومال أو غيرهم، لم يكونوا يقتلون بشرًا من نسل آدم، وإنما كانوا يقتلون شياطين أبناء زنا في صورة بشر!.

فالخلاصة
  إن هذا المعركة التي نراها اليوم تدور رحاها على أرض العالم الإسلامي ليست بسب الاستيلاء على الثروات، فعندهم في بلادهم من الخيرات والثروات أضعاف ما عندنا.

   وليس هي لفرض الهيمنة الاقتصادية أو السياسية، فهذا واقع لا يحتاجون المحاربة لإثباته!.

  وإنما هي معركة صليبية يهودية يقصد بها تهيئة العالم للنبوءات التوراتية والإنجيلية عندهم، لنزول مسيحهم المخلّص لكي يقضي على الكفار "المحمديين" ، وينشأ لهم مملكة أخر الزمان السعيدة.
  فضلًا عن أن معركتهم لغزو "مكة ودمشق والعراق والقاهرة"، معركة دينية، يريدون منها أخذ الثأر لأجداهم من هذه البلاد التي أذلت وكسرت شوكة أسلافهم.

  يريدون الثأر من "مكة والمدينة" الأرض التي خرج منها الإسلام ليبيد ظلمات الكفر والشرك في العالم، ويقطع طمع أهل الكتاب بأن يكون رسول أخر الزمان منهم.

   يريدون "دمشق" ديار الخلافة الأموية، "دمشق" "معاوية بن أبي سفيان" أمير المؤمنين ـ رضي الله عنه ـ الذي فتح أغلب العالم الإسلامي في خلافته.
  يريدون "بغداد" ديار الخلافة العباسية، بغداد "هارون الرشيد" الذي كان يغزو النصارى عامًا، ويحج عامًا.

 يريدون "القاهرة"، قاهرة "قطز وبيبرس" التي خرجت منها الجيوش التي خلصت العالم الإسلامي، بل العالم أجمع من شر المغول، وأنهت حلم النصارى في غزو أرض المسلمين مرة أخرى من خلال الحملات الصليبية، وتحولت الحرب بعدها إلى حرب يُقدم فيها العلم والمكر والدسائس على السلاح.

 فهذه هي حقيقية المعركة، وهذه حقيقة عدونا.
فهل نحن أهلٌ لها؟!
اللهم بلغت.. اللهم فاشهد!.

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم. 

وكتب

وليد بن سعد
القاهرة 15 / رجب /  1442 ه
28 / 2 / 2021 م 

الخميس، 7 يناير 2021

الكريسماس بين تحريم الفاتيكان.. واحتفالات الأمريكان!

 

الكريسماس بين تحريم الفاتيكان.. واحتفالات الأمريكان!


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

   فإنه ربما وقع البعض في حيرة بسبب التوفيق بين تصريح الفاتيكان بجاهلية الاحتفال بأعياد الميلاد "الكريسماس"، وواقع الثقافة الغربية، وخاصة الإعلام الأمريكي، إذ يُظهر أن "الكريسماس" أهم مناسبة دينية، وأنه موسم تحقيق الأمنيات والمعجزات!، وأنه هبة ربانية تستحق الصلاة والشكر في الكنائس في هذا اليوم!.

   والأمر غير قاصر على أمريكا وحدها بل هو واقع في كثير من دول أوروبا وروسيا ودول كثيرة على النصرانية في أسيا وغيرها.

   والحق أن رفع هذه الحيرة والإشكال أمر في غاية التعقيد؛ إذ أن السباحة داخل التيارات المسيحية الغربية أمر صعب جدًا؛ فإن كل كنيسة هناك تستطيع أن تستقل بمعتقد جديد مُحْدَث لم تُسبق إليه، ثم تنزع نصًا من كتابهم المقدس تزعم أن معتقدها يوافق إصحاح كذا، أو نص كذا من هذا الكتاب!، ثم تبدأ في جذب أتباع لها، بخدعة بسيطة، وهي رؤيا منامية يتزعمها أحدهم، أو وعد إلهي من أحد القساوسة، بأن أتباع تعاليم كنيسته سيكتب لهم الخلاص!، ويكونوا ممن اختارهم المسيح عند نزوله الثاني .. ليكونوا معه في مملكة الرب والتي سيكون عمرها ألف سنة، وتكون قبل قيام الساعة!.

   والحق أن هذا غير قاصر على نصارى الغرب وحدهم، بل هو أيضًا في نصارى الشرق بصورة أخرى.

    وهي تأويل النصوص بفلسفة غريبة لا يقبلها عقل ولا منطق، حتى أنه وقعت لي مناظرة يومًا مع أستاذ في اللاهوت!، كان يزعم ويروج لأتباعه أن إلوهية عيسى ثابتة في القرآن!، فلما جاء دوري في الكلام قلت: أنك لن تستطيع أن تثبت حتى ذلك من كتابك المقدس مع وقوع التحريف فيه، وذكرت مثالًا للتحريف، وهو وجود النصوص الجنسية الداعرة في كتابه،

  ك "نشيد الإنشاد"، وأنه لا يتجرأ المرء إلى نسبة هذه النصوص إلى رجل من الصالحين، فما بالك بنسبتها إلى رب العالمين ـ سبحانه ـ ؟
فكان رده: أن هناك رمزية أنا لا أفهمها في هذه النصوص، فهذا حوار بين الكنيسة العلوية تطلب فيه من الكنيسة السفلية أن ترتقي لتكون لها رفقة في ... وبدأ في ذكر طلاسم، أنا على يقين أنه لا يفهم معناها!.

العجيب!، أنه ظهر البِشر والفرح على وجه أتباعه عندما قال هذا الكلام، كأنه ألقمني حجرًا، وأقام علي الحجة!.
  وهذا كله كان سببًا في ظهور التيارات الأصولية في النصرانية، والتي تحتم التدين بحرفية نصوص الكتاب المقدس، وعدم تأويلها أو تحريفها
(1).

   وطلبا للاختصار، ينبغي أن يُعلم أن أمريكا ومعها بريطانيا، على معتقد البروتستانت، وهذه الطائفة تعتقد بحرفية نصوص الكتاب المقدس ـ في الغالب ـ ، كما تعتقد بنبوءات العهد القديم، بل تقدمه على الأناجيل في أكثر الأحيان، كما يتعقدون برفعة وفضل اليهود، وأنه لن تقوم أحداث الساعة، ولن ينزل المسيح المخلص مرة أخرى إلا بعد تمكين اليهود في أرض الميعاد

 ـ من النيل إلى الفرات ـ، بل ينسبون أنفسهم إلى قبيلة "منسى" (2)، وهي أحدى القبائل الإسرائيلية، بل يعتقد الشعب الأمريكي أنه "شعب الله المختار"!، وأن أمريكا هي " أرض الميعاد"!، وفقا لفكرة "المصير المبين" التي صاغها "جون أو سوليفان" عام 1845 ، كما بينا ذلك في كلمة سابقة عند التكلم عن "يهود المارانو .. والسينما الأمريكية".

   وتقريبًا كل رؤساء أمريكا كانوا على هذا المعتقد، إلا "جون كيندي"، فقد كان على معتقد الأوربيين.

   أما نصارى أوربا فإن أغلبهم على الكاثوليكية، وهؤلاء يقدمون الأناجيل على العهد القديم، بل يعتبرون نبوءات العهد القديم أساطير،          

كما قال الرئيس الفرنسي "شاك شيراك" عن الرئيس الأمريكي "بوش" عندما تكلم عن النظام العالمي الجديد ـ يقصد الألفية السعيدة ـ وتمهيد الأرض بغزو العراق وصولًا إلى النيل، قال: "أنه يؤمن بخرافات العهد القديم" .

   وأكثرهم يعتقدون أن اليهود هم قتلة المسيح!، بل أن المسيح لم يكن يهوديًا، بخلاف البروتستانت إذ يعتقدون أن المسيح ولد يهوديًا، ولهذا هم يدينون لليهود بالتبعية.

    ويذهب بعض الكاثوليك إلى "أبلسة اليهود" وأنهم ينحدرون من نسل الشيطان، وأن يهود اليوم ليسوا من سلالة العبرانيين المشار إليهم في التوراة، وإنما ينحدرون من أصل تركي ـ منغولي ، كيهود الإشكناز .

   فالخلاف بين الطائفتين كبير، لا يجمعهم منهج أو معتقد مع أنهم في المنتهى نصارى، ولا يجتمعون إلا في حربهم على أهل الإسلام فقط؛ إذ أن الكفر كله ملة واحدة.
   هذا؛ والفاتيكان على معتقد نصارى أوروبا "الكاثوليكية"  ـ ، ويتبنى 

ـ الآن ـ في قضية الاحتفال بالكريسماس وأعياد الميلاد ما قرره "هربرت أرمسترونج" مؤسس الكنيسة العالمية للرب في أوجين ـ أوريجون عام 1933.

   و "أرمسترونج" أكتسب شعبيته في العالم المسيحي الغربي بسب حلم تجسد فيه الرب لزوجته!، وأمره فيه بحفظ يوم السبت، فأسس بعدها عقيدة "الأنجلو إسرائيلية"!، والتي يقوم أتباعها بالطقوس اليهودية متضمنة صلاة السبت، وأضافوا إليها ثلاث طقوس مسيحية هي: العمادة، وإفطار الرب، وغسل الأقدام.
   وفي كتابه الأخير "سر الأزمنة" وضع أرمسترونج "سيناريو" لأحداث يوم القيامة، إذ يسبق النهاية تحقيق حلم دانيال بالمملكة الرابعة التي ستكون "الاتحاد الأوربي" وستتحطم تلك المملكة بعودة المسيح، ثم تندلع معركة هرمجدون!، وكان "أرمسترونج" مقتنعًا بأن دخول الجنرال أللنبي القدس عام 1918، وقيام دولة اليهود في فلسطين عام 1948، دليلان على قرب قيام الساعة!!.

   كما أنه يرى أن طالما أن ملك إسرائيل "المسيح" لم يأت بعد، فإنه من الهرطقة الاحتفال بالكريسماس أو الفصح.
   وهذا ما يتبناه الفاتيكان الآن، وأن احتفال بعض الأوربيون بالكريسماس إنما هو من باب العادات والبدع في الكاثوليكية!.

   ولعله ظهر ما كنت أقصده من أن توضيح المسألة أمر في غاية التعقيد؛ إذ كيف يعتقدون عداوة اليهود ويعظمون أعيادهم كالاحتفال بالسبت؟
   وفي الوقت نفسه يحاربون الاحتفال بالكريسماس كيدًا في البروتستانت لأنهم يعظمون اليهود قتلة المسيح؟!

   وصدق الله ـ عز وجل ـ إذ قال: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} . [ النساء : 82 ].

   ولهذا يتوجب على المسلم بعد هذا الجولة في هذه الديانة المحرفة = أن يحمد الله على نعمة الإسلام والعقل، وأن يخالف طريقة هؤلاء الكفار، فلا يتشبه بهم في شيء مما هم عليه، لأن ذلك يستجلب غضب الله عليه، ويثبت هؤلاء الكفرة على ما هم عليه من الكفر= عند رؤيتهم لمتابعة بعض أهل الإسلام لهم.

  هذا؛ ونبتهل إلى الله ـ جل جلاله ـ بدعاء خليل الرحمن ـ عليه السلام ـ

 { رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 23 / جمادى الأولى / 1442
7 / يناير / 2021

هامش
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1): التيارات الأصولية في أمريكا وبعض دول أوربا، تشبه إلى حد كبير الفرق التكفيرية المسلحة في بلاد المسلمين؛ إذ أنها تتبنى العنف المقدس ـ الجهاد المسلح ـ لتطبيق تعاليم العهد القديم، ومحاربة العلمانية والحداثة، والإجهاض والمثلية الجنسية، كل ذلك لإقرار حاكمية الرب!.

وهذه التنظيمات تعرف في أمريكا باسم "جيش الله" ( (army of god ، ولعل أشهر عملية لهم .. تفجير المبنى الفيدرالي في أوكلاهوما عام 1995، وقتل مجموعة من الأطباء الذين يقومون بعمليات الإجهاض، وتفجير 8 عيادات لهم في عام 1984.
وكان من ضمن القتلة القس "بول هيل"، وقد قام القس "مايكل براى" بالدفاع عنه، ثم وضع كتابا دافع به عن تبرير قتل الأطباء الذين يقومون بعمليات الإجهاض، سماه "حان وقت القتل"!. [انظر المسيح اليهودي 211 : 219].

(2): ابن يوسف ـ عليه السلام ـ من زوجته المصرية، وأخو أفرايم طبقًا للتوراة ـ سفر التكوين ( 41: 50 ـ 52 ) . [المصدر السابق: ص 204 ].

 

السبت، 7 نوفمبر 2020

فلسطين .. وعقيدة الألف عام السعيدة

 فلسطين .. وعقيدة الألف عام السعيدة!


  الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

    فإن مأساة فلسطين في هذا العصر تتلخص في أن عدونا استطاع شغلنا بهذه القضية سياسيًا؛ بينما هو يحارب عليها عقائديًا = فلا تحركه سياسة أو معاهدات ومواثيق دولية؛ وإنما يحركه معتقد يتقرب به إلى ربه يعتقد فيه النجاة والخلاص.

وذلك سبب فوزه ونجاحه، وتأخرنا وفشلنا.

    وحتى السياسة التي نمارسها حتى نسترجع هذا الحق المسلوب، إنما صاغها ووضعها هذا العدو الماكر، فتأمل!.

    وهذا المعتقد الذي يحرك عدونا، ويفعل المستحيل من أجله، يوجد في كتابه المقدس، في سفر التكوين [15 / 18 : 19]  : "وفي ذلك اليوم قطع الرب مع "أبرام" ـ إبراهيم عليه السلام ـ ميثاقًا قائلًا: ((لنسلك أعطي هذه الأرض، من نهر مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات ...))".

   فعدونا يحركه هذا الوعد الإلهي من أعطاء الرب لنسل إبراهيم

ـ عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ـ أرض تبدأ من نهر النيل في مصر, وتنهي عند نهر الفرات في العراق، تُقام على هذه الأرض مملكة الرب في نهاية الزمان، وتكون عاصمة هذه المملكة "أورشليم"ـ مدينة القدس في فلسطين ـ . 

   ومما يزيد الطين بله!، أن عدونا في هذه القضية ليس اليهود وحدهم، بل يشايعهم على إنفاذ هذا الوعد الإلهي طوائف من المسيحيين البروتستانت من أهل أمريكا وانجلترا.

     فإن كل الكنائس البروتستانتية على اختلاف مشاربها، والطوائف التي تؤمن بحرفية نصوص الكتاب المقدس تسعى للمشاركة في تهيئة وإيجاد هذا الوعد المقدس!، وربما بطريقة أشد تعصبًا من اليهود أنفسهم!.

    ويكفيك أن تعلم أن الأمريكان سعوا إلى تمكين اليهود من أرض فلسطين قبل أكثر من نصف قرن من وعد بلفور، وذلك إيماننًا منهم بمعتقد الألفية السعيدة، والذي ملخصه: أنه سيكون قبل نهاية التاريخ

ـ يقصدون يوم القيامة ـ معركة "هرمجدون" والتي ستكون عند سهل المجدل في فلسطين، والتي سيحارب فيها المؤمنون ـ يقصدون أنفسهم ـ الشيطان وجوج وماجوج ـ يقصدون الدجال ويأجوج ومأجوج ـ ، وبعد هذه الأحداث تبدأ ألف عام تحل فيها مملكة المسيح ـ المخلص ـ  وسلطانه، ويُقضى فيها على تبقى من كفار "المحمديين"!، ثم يبدأ المسيح في تخليص كل من آمن به من ذنوبه ومعاصيه، ويغفر له، ثم ينتهي التاريخ، ويدخلون الجنة!".

  وهذا المعتقد بالنسبة لنصارى البروتستانت يؤمنون به وفق "رؤيا يوحنا" التي توجد في العهد الجديد ـ الإنجيل ـ ، والتي غالب الرموز الماسونية مستوحاة من هذه الرؤيا ، كالتي استخدمت أيام الحروب الصليبية ، مثل الأسد الماسوني، والخروف والتنين، والحيوانات المجنحة!، وغيرها.

   هذه الرؤيا التي كُتبت أيام اضطهاد "نيرون" ـ الملك الروماني ـ للمسيحيين، وفيها البشارة لمن تَلقى الموت لأجل المسيح، وأن المسيح سيمسح دموعه أمام العرش زمن الألفية السعيدة!.      

  أما اليهود فيؤمنون بهذا المعتقد وفق ما جاء في العهد القديم ـ التوراة ـ في سفر دانيال [9 / 24 : 25]، وسفر حزقيال [ 39 / 25 : 26 ].

   ومما ينبغي التنبيه عليه أن نصارى البروتستانت يؤمنون بالكتاب المقدس كله، بل ربما قدموا نصوص التوراة على الإنجيل!.

   ويتبقى أمر، ما علاقة إرجاع اليهود إلى فلسطين بهذا المعتقد؟
والجواب: إن الألفية السعيدة لن تبدأ إلا بعد رفع غضب الله عن اليهود بسبب مخالفتهم التي تم نفيهم إلى بابل بسببها، فيصبح لزامًا إرجاعهم مرة أخرى إلى أورشليم "فلسطين" ، وإنشاء دولة يهودية لهم على هذه الأرض، ثم يبدأ العالم يتهيأ لاستقبال المسيح المخلص، ولا سبيل إلى قيام مملكة الرب دون عودة شعب "يهوه" ـ اسم آله اليهود في التوراة ـ إلى وطنه"!.

   ومعنى ذلك أنه لن تبدأ أحداث النهاية إلا بعد إقامة دولة يهودية على الأرض المقدسة وتكون عاصمتها "القدس".

   هذا العقيدة التي جعلت هؤلاء النصارى من البروتستانت، يَنسون عداوتهم لليهود بسب قتلهم للمسيح ـ حسب معتقدهم ـ ، ويكونون معهم لحمة واحدة في مواجهة العالم أجمع، حتى مع سائر طوائف النصرانية كالكاثوليك والأرثوذكس وغيرهما.

   هذا المعتقد الذي بدأ يُغذي به الشعب الأمريكي زمرة من رؤوس التبشير المسيحي من مشاهير القساوسة والوعاظ، لعل أشهرهم "جيمي سواجرت" صاحب المناظرة المشهورة مع الشيخ "أحمد ديدات" ـ رحمه الله وعفا عنه ـ .

  بيد أنه سبق "سواجرات" جماعة على رأسهم: القس " شارلز فينى" عام 1835، تبعه القس " ويليام ميللر" ، ثم القس "كريس سكوفيلد"، مرورا بكلٍ من : " شارلز تاز رسل" المؤسس الحقيقي لعقيدة "شهود يهوه"، و القس "جون نيلسون داربي" الذي حدد موعد بناء هيكل سليمان ( الهيكل = المعبد ) ، ثم اللاهوتي المشيخي "جيمس إتش بروكز" ، والألماني المهاجر " آرنو سى . جيبليان" ، وغيرهم كثير.

   ولعله من المفيد في هذا المقام حتى نتصور الأمر على حقيقته، أن الأمر لم يقتصر على الوعاظ والقساوسة، بل تعدى الأمر للساسة وصناع القرار!، فنجد الأمريكي اليهودي "موردخاي نوح" ـ وكان سفيرًا للولايات المتحدة في تونس ـ نجده في عام 1815 قام بمحاولة تأسيس دولة مؤقتة في جزيرة "جراند آيلاند" في نيويورك(1)، سماها دولة "آرارات" ، حاول فيها جمع شتات اليهود من العالم، تمهيدًا لنقلهم إلى فلسطين، إلا أن فكرة تأسيس دولة يهودية خارج أرض فلسطين، قضي عليها في مهدها.

   وأصبح بعدها حلم الساسة الأمريكان والانجليز بعث هذه الدولة اليهودية في فلسطين، ولعله لم يتخلف رئيس أمريكي عن هذا الحلم إلا الرئيس "جون كيندي" لأنه كان كاثوليكيًا، لا يؤمن بأساطير العهد القديم، ويعتقد عداوة اليهود قتلة المسيح!، ولعل هذا سبب التخلص منه بقتله.  

   هذا؛ ولوثة إنشاء الدولة اليهودية في فلسطين من أجل تهيئة الأرض للمجيء الثاني للمسيح، وبدأ الألف عام السعيدة، أصابت جماعة من رؤساء أمريكا، جعلت هذه الفكرة شغلهم الشاغل، حتى وإن كان هذا ضد مصالح أمريكا السياسية والاقتصادية.

   بدأها بطريقة رسمية الرئيس "وودرو ويلسون" ـ صاحب النقاط الأربع عشرة المشهورة ـ ، وذلك بتصديقه على وعد بلفور، رغم مخالفة وزير خارجيته لهذا القرار لأنه يضر بمصالح أمريكا الخارجية.

   ـ تابعه على هذا خليفته الرئيس "وارن هاردنج"، والذي أيد إنشاء صندوق فلسطين عام 1922.

   ـ ثم جاء الرئيس" كالفين كولدج" وأكد في عام 1924 إيمانه

ب "الوطن القومي اليهودي في فلسطين"

  ـ ومن بعده الرئيس "هربرت هوفر" ثم "فرانكلين روزفلت" الذي ذهب بنفسه لمفاوضة ملوك السعودية على هذا الأمر، ورجع بخفي حنين (2).

  ـ ثم جاء من بعده الرئيس "هاري أس . ترومان" وكان معمدانيًا محافظًا يعتبر إقامة دولة يهودية برهان واضح على صدق النبوءات التوراتية!، ولهذا أقر تقسيم فلسطين عام 47، وفي 14 مايو 1948 أعلن اعترافه بالدولة اليهودية المقامة حديثًا.

   ولذلك أطلقوا عليه لقب "قورش"!، وهو الملك الفارسي الذي أعاد اليهود من منفاهم في بابل إلى القدس. (3).

    ولم يتوقف الأمر عند قورش اليهود الأمريكي هذا!، بل استمر حتى أيامنا هذه، فرأينا الرئيس الأمريكي "بوش الأب" يُعلن أننا على أعتاب نظام عالمي جديد ـ يقصد بداية الألفية السعيدة ـ ، تبعه ابنه "بوش الابن" الذي صرح أن حربه على بلاد الإسلام كأفغانستان والعراق .. حرب صليبية!.

   وكذا كلينتون، وخليفته "أوباما" صاحب مشروع تسريع إسقاط دول ـ المحمديين ـ الواقعة من النيل إلى الفرات، من خلال الفوضى الخلاقة، أو ثورات الربيع العبري.

وعليه:

   فقضية فلسطين، قضية الصراع فيها ليس سياسيًا، بل عقائديًا، يَتدين عدونا فيها بمعتقد يَظن أن فيه الخلاص والنجاة، يتلخص في إيجاد دولة يهودية على أرض فلسطين، تكون عاصمتها القدس، يتبع ظهور هذه الدولة مجيء المسيح مرة أخرى، ليخلص رعاياه مما اقترفوا من الآثام والمعاصي حتى يدخلوا الجنة بلا ذنب أو خطيئة!.

 مع التنويه أن اليهود ونصارى البروتستانت يختلفون في شخص هذا المسيح القادم.

فاليهود تنتظر مسيحًا على هيئة مَلِك (4)، يكون من نسل داود، ولهذا لا يُقرون بالمسيح "عيسى ابن مريم"، لأنه يأتي في صورة قديس.

   ومع ذلك يجتمعون على هذا المعتقد، بل وصل الأمر منذ سنوات لترويجه في العالم الإسلامي.

   فقد جندوا منذ سنوات شابًا شيعيًا يعيش في أمريكا، أنتج سلسلة أفلام وثائقية تركز على أحداث الساعة وما يكون فيها، مع إظهار بعض العداوة للصهيونية وليس لليهود، سماها "القادمون" حاول فيها الترويج لمعتقد "الألفية السعيدة" بنفس التفاصيل التي يؤمن بها "شهود يهوه"، زعم فيها أيضًا أن المسلمون ينتظرون مسيحًا مخلصًا ـ يقصد المهدي  الذي ينتظره الشيعة ليخرجهم مما يعانون ـ (5).

وكذا لجئوا لشيخ دجال يعيش في البحر الكاريبي يدعى "حسين عمران" ـ يحمل غلًا ملحوظًا على العرب وحكامهم  ـ يروج لهذا المعتقد، ليجعل شباب المسلمين يسلمون بصحة ما عليه اليهود والنصارى من هذا الدين المحرف، ويُصور لهم أن هذا هو صحيح ما جاءت به العقيدة الإسلامية.

   فالأمر خطير، يتطلب تكاتف المسلمون برد هذا الباطل بالرجوع  إلى صحيح الدين، والعودة إلى ما كان عليه رسول الله ـ  ـ وأصحابه ـ عليهم الرضوان ـ .

  واعتزال كل حاكه اليهود من برتوكولات سياسية، ووسائل إعلامية.

وتربية أبناء المسلمين على تعلم حقيقة الدين، وفهم حقيقة الصراع، وكيف يواجه؟، قبل أن يأتينا جميعًا الذبح أو نستبدل بغيرنا!.

والله هو المسئول أن يهدينا سبيل الرشاد.

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد.
القاهرة 26 / صفر / 1442
13 / 10 / 2020

الفهرس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1): تأمل هذا التاريخ حتى تعلم أن هؤلاء النصارى من البروتستانت أشد حرصًا على إقامة دولة يهودية في فلسطين من اليهود أنفسهم، وأنهم سبقوا وعد بلفور بسنوات طوال.

(2): يُعد الرئيس الأمريكي "فرانكلين روزفلت" من أكثر من خدم الفكرة اليهودية في أمريكا، فقد جمع في أيام حكمه أكبر عدد من اليهود، حشرهم في دوائر الحكومة، ومكن لهم السيطرة على اقتصاديات البلاد.

  وفي عهده اتُّخذت "نجمة داود" شعارًا رسميًا لدوائر البريد، وللخوذ التي يلبسها الجنود في الفرقة السادسة!، وعلى أختام البحرية الأمريكية، وعلى طبعة الدولار، وشارات الصدر التي يضعها العمدة sheriff في كثير من المناطق!.

  ونجمة داود هذه .. كانت علامة لاحتقار الأوروبيون لليهود، فكانت تعلق في رقابهم إذا خرجوا من الأحياء المخصصة لهم، المسماه بحارة اليهود أو "الجيتو" ، فتعلق النجمة في رقابهم تميزا لهم حتى لا يختلطوا بأهل البلد التي يعيشون فيه، فلما تمكنوا في هذا العصر جعلوها شعارًا لهم، وتذكيرًا لصبرهم وجهادهم!.

(3): انظر المسيح اليهودي ص / ( 85 : 105)  ـ رضا هلال.

(4): الذي يأتي في صورة ملِك هو الدجال، فهم ينتظرون الدجال، فهم من شيعته، ومعهم الخوارج كلاب أهل النار، كما جاءت بهذا الأحاديث الصحيحة.  

(5): قمت بالرد على باطله في كلمة مختصره عام 2013 باسم "من وراء عبد الله هاشم؟!". 


أمراء المنفى .. والديمقراطية!

 

أمراء المنفى .. والديمقراطية!

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:


   فإن أمراء المنفى هم على الراجح من وضعوا الخطوط العريضة لبروتوكولات اليهود، وذلك أيام النفي البابلي؛ أما من صاغها ورتبها بطريقة عصرية فهذا ربما نتعرض له في كلمة أخرى.

   ومع أن النفي البابلي حدث منذ قرون، إلا أن هذه العصابة التي مازالت تعرف بنفس الاسم، هي من تتحكم في اليهود عالميًا، ولا يستطيع أحد الخروج عن طاعتها، كل ذلك يفعله اليهود من باب العرفان والتقدير لهذه العقول الفذة!.

   وليس "روتشيلد" وغيره من الأسماء اليهودية الكبيرة إلا خدام لمخططات وتوجيهات هذه العصبة.

   وهذه المخططات التي وضعت في البرتوكولات إنما هي أوامر تلمودية، ووصايا توراتية = يراد منها التمهيد لنبوءات بَشرت بها التوراة.

   والبرتوكولات إنما وضعت في الأساس لخداع الأمميين من غير اليهود

- وإن كان فيها بعض الأمور التي ستحدث للشعب المختار بعد تمكينهم في نهاية الزمان - ، فهي عبارة عن حقل ألغام من وضع رجله فيها لا يستطيع النجاة منه - إلا أن يشاء الله - .

    وهي مرتبة بطريقة تسلسلية تسحب من ينغمس فيها حتى يكون جندي من أبنائها!.

   فالبرتوكول الأول مثلًا يتكلم عن العلمانية، وفصل الدين عن الدولة، ويؤصل أيضًا إلى هدم الحكم الملكي، وتأسيس حكم مدني.

  فتأتي للبرتوكول التاسع والعاشر فتجد أسس وقواعد الحكم المدني من تأسيس مجالس نيابية وتشريعية وطرق اختيار الرئيس، وكل ذلك من خلال المنظومة الديمقراطية.

   بيد أن البرتوكول الأخير يتكلم عن الحكم الملكي وأنه هو الغاية التي وضعت البرتوكولات من أجلها، وذلك لأنهم ينتظرون ملِكا من نسل داود يحكم العالم، ويدين الناس جميعًا له بالطاعة، وهذا الملك يَنص على تعيينه أمراء المنفى!. (1)

    فهم يريدون هدم الحكم الملكي في العالم ليكون هناك مملكة واحدة، وهي مملكة الملك اليهودي "المنتظر"!.

  ويكون ذلك بإدخال العالم في دوامة الديمقراطية التي تَعصف بالدول والشعوب معَا.

    ويتبقى أمر..

   إن الديمقراطية التي يُروج لها في العالم الإسلامي، ودول كثيرة من الدول النصرانية الكاثوليكية، ليست هي عينها الديمقراطية التي أسست عليها ابنة اليهود البارة "أمريكا".

   فالديمقراطية الأمريكية أسست على نظام عقدي يَدين بالولاء لليهود وحماية وصايا الكتاب المقدس.

   فمن نظر في البرتوكول التاسع والعاشر من برتوكولات اليهود، يرى أنه ترجمة حرفية للعقد الاجتماعي ل "جون لوك" ؛ ونظرية "لوك" هذه ليست سوى إعادة صياغة للعهد اللاهوتي أو "لاهوت العهد" ، والذي هو عبارة عن: التمسك بالالتزامات التي تتعلق بالرب وأعضاء المجتمع، تقابله فوائد تعود على الجميع داخل المجتمع.

   وإذا أردت أن تفهم هذا الكلام الفلسفي البغيض، فهم يقصدون تأثير طاعات الفرد أومعاصيه ومخالفاته على المجتمع.

   فجاء "جون لوك" فحول العقد الاجتماعي من عهد بين الرب والناس، إلى عهد بين الأفراد والحكومة.

   وبهذه الخلفية بدأت الديمقراطية الأمريكية، فأعضاء مجلس الشيوخ يعلمون أن بينهم وبين الرب التزام مقدس، يمنعهم من اتخاذ قرارات تخالف تعاليم الكتاب المقدس، والتي تَنص على حماية اليهود، وتهيئة الأرض للقدوم الثاني للمسيح حتى تأتي بعده الألفية السعيدة.(2)

    فالديمقراطية الأمريكية ليست ديمقراطية علمانية، وليس الأغلبية هناك على العلمانية والإلحاد، بل يَعتبر أكثر من 85 %  من الشعب الأمريكي نفسه متدينًا، بخلاف ما تروج له وسائل الإعلام.

    ولهذا لما أراد الرئيس السابق "أوباما" رمي الرئيس الأمريكي الجديد "ترامب" بالضربة القاضية عند فوزه في الانتخابات عليه، زعم أن "ترامب" أخرج تمثال القس "مارتن لوثر" من المكتب البيضاوي، فسارع "ترامب" بالظهور ونفي هذا الكلام، لعلمه بإسقاط شعبيته إن صح هذا.

   وتأمل إلى وجود تمثال لقس في مكتب الرئيس الأمريكي في دولة تزعم العلمانية!.

ولعل من نافلة القول .. التنبيه أن سبب سكون مظاهرات أمريكا التي اندلعت أخيرًا بسبب قتل شرطي أبيض لرجل زنجي = خروج "ترامب" حاملًا الكتاب المقدس في يده، ووعده بتنفيذ العدالة!. والله المستعان!.

    وبهذا تكون النتيجة في المنتهي الترويج للعلمانية عند الأمميين من خلال الديمقراطية وتحكيم الشعوب للأغلبية - وإن كانت ملحدة - ، وتمسك أمريكا البروتستانتية بتعاليم الكتاب المقدس في إطار ديمقراطي في الظاهر. وعدم صدور أي قرار يخالف مصالح الدولة اليهودية.

وبهذا يكون اليهود خدعوا الجميع واستغلوهم في إنفاذ مخططهم.

ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين.

وكتب

أبو صهيب وليد بن سعد.

القاهرة ١9/  صفر / ١٤٤٢ هـ
6 / 10 / 2020

 

 هامش

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) : سعي الفرنسيون قديمًا، ثم الإنجليز من بعدهم لمساعدة اليهود ليكونوا أوصياء على هذا العرش، ولكن الأمر استقر في المنتهى لصالح أمريكا، فهي خادمة هذه المملكة الآن، وهي من تسعى بكل ما تستطيع لسرعة ظهورها.

(2) : انظر المسيح اليهودي ص / 83 وما بعدها، لرضا هلال - عفا الله عنه - .

يهود المارانو .. والسينما الأمريكية!

 

يهود المارانو .. والسينما الأمريكية!.

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

   فإنك تتعجب من ندرة الأفكار المطروحة في صناعة السينما الأمريكية، فهي قائمة على عدة أفكار قليلة تتكرر باستمرار.

  خلاصة هذه الأفكار هي: أن العالم يتعرض للدمار؛ وأنه أوشك على النهاية لولا تدخل أمريكا.

  فلن يقف في وجه الفضائيين الذين يريدون احتلال الأرض إلا الأمريكان!.

   ولن ينشر السلام في الأرض ويقضي على الشر إلا سوبر مان، وأصدقاؤه من أبطال أمريكا الخارقين!.

   ولن يواجه فيروس الزومبي الذي يحول الناس إلى حيوانات أكلة لحوم البشر إلا عالم أمريكي معه "سر الطبخة"!.. وهكذا...

   ولعله يعتقد البعض أن هذه الأفكار موجهة لغير الأمريكان لزرع الهزيمة النفسية فيهم، وتهيئتهم للخضوع لهذه الدولة!.

   والحق أن هذه الأفكار التي تتكرر دائما في السينما الأمريكية، ولا يملّ منها الشعب الأمريكي، بدليل تحقيقها أعلى الإيرادات، أنها مما يتدين به أهل هذه الأرض!.

   فالأمريكيون غالبًا ما يرون أنفسهم مكلفين بمهمة خاصة من الرب، صاغها لهم "جون أو سوليفان" في نظرية "المصير المبين" عام 1856 ، وفيها: أن الرب قدّر للشعب المختار "الأمريكي" أن يقود العالم إلى نهاية التاريخ! ـ يقصد قيام الساعة ـ ، وهو ما يعرف بالألفية السعيدة التي تأتي بعد المجيء الثاني للمسيح.

   هذا المعتقد الذي زرعه "يهود المارانو" في معتقد البروتستانت، بدعة  القس"مارتن لوثر" القائمة على تهويد المسيحية وتعظيم التوراة وتقديمها على الإنجيل.

  ويهود المارانو هم: من تحولوا من اليهودية إلى المسيحية هروبًا من محاكم التفتيش الإسبانية.

فدخلوا المسيحية كيدًا في أهلها كما فعل إخوانهم من يهود الدونمة مع أهل الإسلام.

  واستقر اعتقاد المجيء الثاني للمسيح المخلص في اعتقاد البروتستانت من الأمريكان والانجليز، والذي لابد له من تمهيد الأرض لهذا المجيء، والذي لن يحدث إلا بإرجاع اليهود إلى أرض يهودا "فلسطين"، والتكفل بحمايتهم؛ هذه المهمة التي فشل فيها الفرنسيون أيام نابليون وغزوه للشام عام 1799، والانجليز في محاولات كثيرة بدأت منذ عام 1837 ، وانتهت بتمكينهم أيام الانتداب البريطاني.

   غير أن ضعف بريطانيا أخرجها من هذه المهمة المقدسة ، وتحملت أمريكا وحدها هذا الالتزام الإلهي!، والتي بدأته بتطهير أرض كنعان الجديدة - من أول أسماء أمريكا عند اكتشافها  - من الكنعانيين "الهنود الحمر" الذي سكنوا هذه الأرض المقدسة، وليسوا أهلًا لها.

كما فعل العبرانيون مع أهل كنعان من الفلسطينيين كما في التوراة.

   ثم بدأت تمهيد الأرض لهذا المجيء من خلال ما يعرف ب "الإمبريالية التقدمية" و"العالمية الليبرالية" وغيرها من النظريات والمسميات التي استحلت بها احتلال بعض الدول قديمًا وحديثًا لنشر وتطبيق هذه النبؤة "المصير المبين".

فاحتلت أجزاء من جارتها المكسيك، وحاولت نقل حضاراتها الصليبية اليهودية إلى "الفلبين وكوبا وبنما وفيتنام".

   ومنذ سنوات تسارع في تمهيد الأرض التي نص عليها سفر التكوين - من النيل إلى الفرات - لمجيء المسيح الثاني، وبداية "الميللية" - الألفية السعيدة - ، فاحتلت العراق، وتحارب سوريا، وتساعد على انهيار اليمن، وتعمل على إسقاط مصر.

كل ذلك تفعله تدينًا بعيدًا عن الأغراض السياسية، من التسلط على مقدرات هذه البلاد من الثروات الطبيعية وما أشبه.

ولكن الأمر دين، يعتقد الأمريكان إنهم أولى الناس بحمله، وجلب السعادة للعالم  من خلال تمهيد الأرض للمجيء الثاني للمسيح، وإعادة بناء هيكل سليمان مرة أخرى.

والأمر لله من قبل ومن بعد.

وكتب

أبو صهيب وليد بن سعد.

القاهرة ١٨/  صفر / ١٤٤٢ هـ
5 / 10 / 2020