إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 12 ديسمبر 2022

حصان مونديال قطر!

 حصان مونديال قطر!

 الحمد لله وحده،  والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

  فإن الذي جعل من قصة حصان طروادة أسطورة تروى عبر العصور، هو أنه = كيف استطاع الإغريق خرق حصار مدينة طروادة الحصينة،  والذي دام عشر سنوات من خلال بناء حصان خشبي ضخم بُني في ثلاثة أيام فقط، وضعوا بداخله بعض الجنود الذين فتحوا أبواب المدينة بالليل لجيشهم بعد أن عبروا أسوار المدينة المحصنة داخل حصانهم الخشبي؟!

  وأصبحت بعدُ قصة حصان طروادة من التكتيك العسكري لغزو المدن المحصنة..

  وهذا عينه ما فعلته الصهيونية العالمية من خلال مونديال قطر، فقد استطاعت من خلال حصان المونديال اختراق حصن منيع في ديار المسلمين.

  فاليهود في الغرب الملحد استغرقوا ما يزيد عن خمسين سنة لإخراج قضية الشواذ والمخنثين بهذه الصورة التي يروج  لها اليوم، واستغرقوا أزيد من ذلك للوصول لما يُسمى بالتحول الجنسي، والذي هو حلقة من نظريتهم الملحدة النشوء والارتقاء والمعروفة بنظرية التطور لداروين.

  فالصهيونية في أمريكا منذ زمن بعيد وهي تقاتل لإخراج قضية الشواذ والمخنثين إلى السطح وأن تكون قضية رأي عام!، حتى وقعت حادثة في عام 1969 م، استغلوها إعلاميا لجعل هؤلاء المخنثين من أصحاب الحقوق التي يكفلها القانون ويُقاتل عليها، ومن ذلك الوقت بدأت تخرج في توقيت هذه الحادثة من كل عام مسيرة لهم .. ترفع شعارهم ويجتمع معهم  فيها من يؤيدهم  من الساسة والمشاهير!.

  وصورة هذه المسيرات معروفة مشهورة اليوم ..يُسلط عليها الإعلام عندما تملئ بعض ميادين تركيا وبعض العواصم الأوربية.

  وربما يَتعجب البعض كيف استغرقت هذه المسألة كل هذا الوقت في أمريكا وهي دولة منحلة يغلب على  أهلها الفسق والمجون؟

  والحق أن أمريكا بخلاف ما يُروج له، فهي دولة أغلب شعبها متدين ومتعصب لديانتها البروتستانتية، بخلاف أوربة التي يغلب عليها الإلحاد اليوم، ولهذا لم يستغرق الأمر في أوربة كل هذا الوقت الذي استغرقه في أمريكا.

  وقد أصبح القانون في أغلب الدول الأوربية وبعض الولايات الأمريكية يعترف بحقوق المخنثين، وزواج الشواذ جنسيًا، كزواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة، بل الزواج بالحيوانات، ونكاح المحارم. 

  وقد استطاعوا من خلال الهوس بنظرية التطور تغليف ما يعرف بالتحول الجنسي بغلاف علمي وطبي، وأنه يوجد أُناس لم يَكتمل خلقهم!، و حدث  لهم خلل جيني !، فجعلهم ذكورا في أجساد نساء!، أو نساء في أجساد رجال!.

  فيأتي دور العلم هنا لتصحيح هذا الخلل، ويكمل ويتم هذا التطور، فيقطع قضيب هذه الأنثى التي وجدت نفسها محبوسة داخل جسد رجل، ويخيط مهبل هذا الرجل الذي وجد نفسه محبوسا داخل جسد أثنى كما يبتر ثديه!!.

  وأما التحرش بالأطفال فقد أصبح موضة قديمة؛ إذ ثبت عندهم علميا أن الأطفال وحتى الرضع منهم يستمتعون بالجنس، وأصبح تدريس الجنس وثقافة مجتمع المخنثين والشواذ من مقررات الدراسة الابتدائية في بعض مدارسهم.

  وكل هذا الذي ذكر آنفًا من هذه القذارة والالحاد .. كانت الدول الإسلامية في عافية منه، ولم يكن شيئا من ذلك موضع نقاش حتى من أشد الإعلامين فجورا، إذ أن النظرة الإسلامية لمن يعمل عمل قوم لوط  في ديار الإسلام معروفة، جعلت المخنث من هؤلاء يعيش محبوسا في جلده ـ إن لم يُقدم على الانتحار من شدة غربته واشمئزاز الناس منه ـ .

  حتى هذه الكلمة التي يطلقها العوام عليه جعلته لا يُصرح بحقيقته عند أقرب الناس إليه، وبهذا تَكَونّ هذا الحصن المنيع الذي ذُكر في أول المقال، والذي تعرف الصهيونية العالمية أنها لن تستطيع اختراقه إلا من خلال حصان طروادة جديد.

فجاءت فكرة المونديال والذي رُتب له بدهاء، وأن الغرب معترض على إقامة هذه المسابقة في دول مسلمة تحرم الخمر والشذوذ الجنسي  وهذا المجون الغربي.

  وهذه أول الخدعة، فاليهود تعلم جيدا أن كل فكرة تطرح وليس لها معارض .. نسبة نجاحها وانتشارها ضعيف، بخلاف الفكرة التي تجد معارضة قوية، فهذه تنتشر في وقت أسرع  ويكون لها شعبية ، ويَظهر من يتدين بها ويدافع عنها.

  فالرأسمالية لم تكن لتفرض نفسها على العالم إلا بعد صنع الاشتراكية ودخولها في صراع معها، ثم بيان تهافت الاشتراكية أمام النظام الرأسمالي، وهكذا هي حيلة اليهود دائما..

  فاليهود هنا تعلم جيدا أن قضية الاعتراف بالشواذ والمخنثين  تجد رفضا ونفرة من مجرد طرحها في بلاد المسلمين، فما بالك إن صورت هذا القضية أن الغرب يحاول  فرضها بالقوة على بلاد الإسلام من خلال هذا المونديال. هنا نجد الجماهير التي تخشى من دخول وتسلل هذه الأفكار إلى ديارهم يقاومون بشراسة رد هذا الهجوم. وهو عين ما تريده اليهود!؛ إذ جعل هذا الهجوم من جماهير المسلمين التي تتابع هذا الحدث تُخرج هذه الفكرة من حيز الطرح إلى حيز الواقع المسلم به، وأصبح  الكلام على المخنثين والسحاقيات مادة حوارية تُعقد لها البرامج التلفزيونية، والمناقشات العلمية التي يأتي فيها بالأطباء والمتخصصين ممن يستقون معرفتهم من نظريات الغرب الملحد. (1)

  وأصبح ذكر الشاذ والمتحول جنسيًا يتكرر على الأسماع مما يرفع عنه النكارة مع مرور الوقت.

  وكل ذلك يحفزه في اللاوعي عند الجماهير الغاضبة أدوات اليهود الإعلامية في بلاد المسلمين، وأخص بالذكر هنا قناة الجزيرة القطرية، إذ تصور في هذه المرحلة تعنت الغرب في فرض هذا الأمر على الدول الإسلامية، وأن رؤساء هذه الدول لم تصرح بشيء يدفع هذا العار ، أو التبرؤ من هذه الأجندة الماجنة، بخلاف دولتهم التي نصرت الحق بمنع شعار المثليين من الظهور في المونديال!!، والذي هو في الأصل حصان طروادة الذي أدخل به اليهود هذه القضية خلف أسوار المسلمين.

  وبهذا يُضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، فيُصور أن قضية  المخنثين واقع قائم لا مرية فيه في بلاد الإسلام، كما يُغذى دين الخوارج بالتهييج على الحكومات الإسلامية وأنها ترضى بالدياثة ومخططات الأعداء، وهذا كله يدفع هذه الشعوب المغيبة للخروج على دولتهم وتخريبها بأيدهم، ليفوز اليهود من هذا الخراب في المنتهى من خلال الاستحواذ على هذه البلاد اقتصاديا بسبب الفوضى، ثم التسلط عليها عسكريا بعد حين، والله وحده المستعان.

  ثم لن تطول المدة وستبدأ هذه القناة بتحويل هذه القضية من  الدفاع والنقد، إلى التأكيد والرضى بها، بل والدفاع عنها والاحتفال بأهلها، كما تفعل في قنواتها الناطقة باللغة الانجليزية الآن.

  فقناة الجزيرة بلس، تنقل دائما أخبار المخنثين والمتحولين جنسيا ومسيرات الشواذ وتحتفل بمناسباتهم، وكل ذلك بزعم وسطية الإسلام وهدم التشدد وقبول الاخر!.

  أما في قنواتها الناطقة بالعربية فهي الآن في طور جعل هذه القضية قضية رأي عام  لتكون حديث الساعة، وأنه ينبغي علينا مواجهة الواقع وعدم الهروب من الحقيقة، وأن الدول المتقدمة هي من تفعل ذلك، وأما نحن في دول العالم الثالث لا نفلح في المواجهة ولكننا نهرب من الواقع بالإنكار ودس الرأس في الرمال، إلى اخر هذه النغمة المعروفة والتي لا تخفى على الفطن اللبيب.

فالخلاصة:

  أننا كنا في عافية من مجرد طرح ونقاش هذه القذارة والالحاد قبل هذا المونديال القطري .

  وأصبح الآن حتمًا على من أتاه الله العلم أن يبين  حكم الإسلام في من يفعل فعل قوم لوط، وأن الصحابة والفقهاء من بعدهم اتفقوا على قتل اللوطي، كما أن الإسلام لعن الرجل الذي يتشبه بالنساء،  فما بالك بالرجل أن يرضى أن يوطئ كما توطئ النساء؟

  وكَشف أن ما يروج له الغرب بأن هذا خلل في جينات الإنسان تجعله يُقدم على هذا الفعل، ويشتهي موطن الخراءة، أن كل ذلك دجل وتدليس وتلاعب بالعلم.

  فهم أول من كشفوا أن مرض الإيدز بدأ بأن مَكن أحد هؤلاء الشواذ نفسه من قرد في أدغال أفريقيا لما لم يجد في هذه الأرض من يرضى أن ينكحه!، وكان هذا المرض قبل هذه الحادثة منتشرا في عالم الحيوان ، ثم كسرت الحلقة بفاحشة هذا المخنث وبدأ هذا المرض يغزو عالم البشر ويكون من أكثر الأمراض فتكا إذ أنه يقضى على المناعة.

  فهذا كان منهم قديمًا، ثم تغير الكلام في التسعينات، فقالوا: إن الشذوذ  مرض نفسي، وأن الذي يفعل هذه الفعلة الشاذة يحتاج إلى علاج نفسي ودعم.

  والآن تغير الكلام وأصبح الأمر على ما هو مشاهد ومعلوم.

والأمر لله من قبل ومن بعد، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وصلى اللهم على محمد واله وصحبه وسلم. 

وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 12 / جماد أول / 1444 هـ

6 / 12 / 2022 م

هامش ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1): نائب وزير الصحة الأمريكي الحالي في حكومة بايدن رجل متحول لأنثى اسمه  "راشيل ليفين"، وكان قائمًا أو قائمة ( لا أدري .. إن البقرة تشابه علينا) على أبحاث جائحة كورونا، فتأمل!. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق