إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 27 أبريل 2013

بدعة الآذان الموحد


بدعة الآذان الموحد
الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، وبعد :

فإنه لا فرق عند العلماء بين إخراج الحق من الدين ، أو إدخال الباطل فيه ، لأن كليهما خلاف الشرع ، وأن أهل البدع يُردون إبطال السنن ببدعهم ، وقد صح عن ابن عمر ـ رضى الله تعالى عنهما ـ أنه قال : (( كل بدعة ضلالة ، و إن رآها الناس حسنة )) .
و قال الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ : (( من استحسن فقد شرع )) .
ويكفيك أن تعلم أن الناس لما استحسنت منذ سنوات هذه الورقة التي عُلقت في المساجد ، وفيها تحديد مواعيد إقامة الصلوات ، ولم يلتفتوا لتحذير أهل العلم أنها من المحدثات والبدع ، ضاعت بسببها السنة القبلية للصلوات عند كثير من الناس ، وشارك الناس الأئمة في وقت إقامة الصلاة ! .
وبدعة (( الآذان الموحد )) ، هي شرع لم يأذن به الله سبحانه وتعالى ، والمسامحة فيها يفتح على المسلمين باب التلاعب بالدين ، ودخول البدع على المسلمين في عباداتهم وشعائرهم .
· وقد قرر المجمع الفقهي الإسلامي المنعقد في مكة بتاريخ 12 /7/ 1406 هـ : (( إن الإكتفاء بإذاعة الآذان في المساجد بواسطة آلة تسجيل لا يُجزئ ، و لا يحصل به الآذان المشروع ، و أنه يجب على المسلمين مباشرة الآذان لكل وقت على ما توارثه المسلمون من عهد نبينا و رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الى الآن )) .
· و فتوى الهيئة الدائمة للبحوث و الإرشاد رقم 5779 بتاريخ 4 /7 /1403 هـ : (( إن الآذان بواسطة آلة التسجيل لا يُجزئ في أداء هذه العبادة )) .
· و فتوى اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ رقم 4091 : (( لا يكتفي بإنشاء الآذان لما سُجل ، وعلى المسلمين أن يعينوا من يُحسن أداء الآذان عند دخول الوقت )) .
· وفتوى العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ رقم 105 من مجموع الفتاوى ( 12 /188 ) : (( الآذان بالمسجل غير صحيح لأن الآذان عباده ، و العبادة لابد لها من نية )) .
و قال في الشرح الممتع ( 2 /40 ) : (( وكذلك الآذان بالمسجل غير صحيح ، فهو غير رجل ولا عدل ، و لأن الآذان عبادة ، وسبق أنها أفضل من الإمامة ،كما أنه لا يصح أن نُسجل صلاة إمامٍ للناس ثم نقول للناس إقتدوا بهذا المسجل )) .
· و قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في كتابه الأجوبة النافعة ص / 133 (البدعة رقم 76 /77) : (( وتعطيل شريعة الآذان من مئات المساجد في الآذان الموحد في إحدى البلاد الإسلامية خلافاً لإجماع سائر البلاد الإسلامية سلفاً و خلفاً )) .
- و يكفيك أن تعلم أن هذه البدعة تُضيع على المسلمين الفضائل التي وضعها الشرع للمؤذنين ، مثل قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( المؤذنون اطول الناس اعناقاً يوم القيامة )) رواه مسلم .
- و قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( المؤذنون )) هذا جمع ، و توحيد الآذان ينسخ هذه الفضيلة .
- و أخيراً : لعل الناس لا تعلم أن صاحب هذه الفتوى الشاذة ، وهو : الصوفي الخرافي " علي جمعة " مفتي الديار المصرية ! ، قال : بجواز الائتمام للصلاة من جهاز المسجل أو التلفاز .
و عليه .. ينبغي على المسلمين عدم العمل بهذه البدعة ، و التصميم على إقامة السنة .
وصلى الله على محمد و على آله و صحبه وسلم .
و كتب
أبو صهيب وليد بن سعد 
القاهرة 18 / 2 / 2012

الجمعة، 26 أبريل 2013

افهم هذا فإنه عزيز !




افهم هذا فإنه عزيز ! 

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد : 
فإنَّ إبليس عليه لَعَائِنُ الله لبَّسَ على طوائف من الخَلق فخرجوا على عليٍّ رضي الله تبارك وتعالى عنه وكَفَّرُوه وقاتلوه وقتلوه، وفي المقابل لبَّس على طوائف من الخَلق غالوا في علي رضي الله عنه  فادَّعى منهم أقوامٌ أنَّه الله, وادَّعى منهم أقوامٌ أنَّه نبي, وادَّعى فيه منهم مَنْ ادَّعى أقوالاً لا نُضَيِّعُ الزمان في سردها.
وعَصَمَ الله أهل السُّنَّة؛ فكانوا على الوَسَطِ الذي ارتضاه الله تبارك وتعالى لهم؛ فأحَبُّوا آل البيت, ووالوا آل البيت, ولم يُنزلوهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله تبارك وتعالى فيها، فعصمهم الله رب العالمين باتِّباع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الإفراط والتفريط, والغلو والجفاء معًا.
والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يخطب على المنبر يومًا فجاء الحسن بن علي رضي الله عنهما يتعثر, فنزل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن المنبر فحَمَلَهُ وصَعِدَ به المنبرَ, وأجلسه, وقال: (إنَّ ابني هذا سيدٌ, وعسى الله أنْ يُصلح به  بين طائفتين عظيمتين من المؤمنين), فكانت نبوءةً من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نطق بها بالوحي المعصوم, ووقع الأمر كما أخبر به الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في عام الجماعة لما بُويع للحسن رضي الله عنه بالخِلافة, وأرادَ معاويةُ رضي الله عنه أنْ يُصالحه وأن يشترط, فنزل له عن الخلافة واستقام الأمر, واجتمع المسلمون فسُمِّيَ العامُ (عامَ الجماعة).
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر أنَّ حسنًا وحُسينًا سيدا شباب أهل الجنة, وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحمل الحسن ويقول: (اللهم إني أُحبُّه فأَحِبَّه).  
ومَضَت الأيام وتعاقبت السنون ووقع بين المسلمين ما وقع، وعصم الله من الوقوع في الفتنة من عصم, واستقام الأمر في عام الجماعة.
فلمَّا قضَى معاوية رضي الله عنه ومضى إلى ربه بُويع ليزيد في شهر رجب - وكان على رأس الرابعة والثلاثين من عمره - بُويع له بالخلافة - وقد وُلِدَ سنة ستٍ وعشرين من الهجرة - فبايعه من بايعه, وامتنع عن البيعة عبد الله بن الزبير والحسين بن علي رضي الله عنهما.  
ثمَّ إنَّ أهل الكُوفة لمَّا عَلِمُوا أنَّ حُسينًا رضي الله عنه امتنعَ عن البيعةِ ليزيد راسلُوه، فتواتر الطَّوَامِيرُ - أي: الصحف - بالبيعة للحُسين رضي الله تبارك وتعالى عنه مع دعوتهِِ إلى الخروج إليهم من أجل أن يصير الأمر إلى نِصَابِهِ الذي كان ينبغي أنْ يكون فيه - كما يدَّعُون! -.
وأمّا الحُسين رضي الله عنه فإنَّه أوفَدَ مُسْلِمَ بن عَقِيل بن أبي طالب لكي يَأخُذَ له البيعةَ من أهل الكوفة, ومن أجل أن يرى الأحوال عِيَانًا,

الثلاثاء، 23 أبريل 2013

مختصر كتاب: لله ثم للتاريخ


مختصر كتاب: لله ثم للتاريخ
 
الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، و بعد 



هذا تهذيب و اختصار لكتاب السيد / حسين الموسوي الذي سماه : (( كشف الأسرار و تبرئة الأئمة الأطهار )) و المعروف بـ " لله ثم للتاريخ " ؛ دفعني إليه ما للكتاب من بركة ملحوظة ، و احتوئه على فوائد عظيمة في بابه ، إلا أنه يشوبه أمور منها : استخدام المؤلف  لبعض الألفاظ التي تخالف لسان أهل السنة ، و الإطالة في مباحث ليس لأهل السنة بها تعلق ، فهذبت بعض الألفاظ  ، و اختصرت بعض المباحث بما لا يخل بغرض المؤلف .

و أسأل الله عز و جل أن ينفع بهذا المختصر كما نفع بالأصل  ، أنه جواد كريم .
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
23 / 4 / 2013



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا الأمين، وآله الطيبين الطاهرين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فإن المسلم يعلم أن الحياة تنتهي بالموت ، ثم يتقرر المصير: إما إلى الجنة وإما إلى النار، ولا شك أن المسلم حريص على أن يكون من أهل الجنة، لذا لا بد أن يعمل على إرضاء ربه جل وعلا، وأن يبتعد عن كل ما نـهى عنه، مما يوقع الإنسان في غضب الله ثم في عقابه، ولهذا نرى المسلم يحرص على طاعة ربه وسلوك كل ما يقربه إليه، وهذا دأب المسلم من عوام الناس، فكيف إذا كان من خواصهم؟.

إن الحياة كما هو معلوم فيها سبل كثيرة ومغريات وفيرة، والعاقل من سلك السبيل الذي ينتهي به إلى الجنة وإن كان صعباً، وأن يترك السبيل الذي ينتهي به إلى النار وإن كان سهلاً ميسوراً.

هذه رواية صيغت على شكل بحث، قلتها بلساني، وقيدتـها ببناني قصدت بـها وجه الله ونفع إخواني ما دمت حياً قبل أن أُدرج في أكفاني.

ولدت في كربلاء، ونشأت في بيئة شيعية في ظل والدي المتدين.

درست في مدارس المدينة حتى صرت شاباً يافعاً، فبعث بي والدي إلى الحوزة العلمية النجفية أم الحوزات في العالم !لأنـهل من علم فحول العلماء ومشاهيرهم في هذا العصر أمثال سماحة الإمام السيد محمّد آل الحسين كاشف الغطاء.

درسنا في النجف في مدرستها العلمية العلية، وكانت الأمنية أن يأتي اليوم الذي أصبح فيه مرجعاً دينياً أتبوأ فيه زعامة الحوزة، وأخدم ديني وأمتي وأنـهض بالمسلمين.

وكنت أطمح أن أرى المسلمين أمة واحدة، وشعباً واحداً، يقودهم إمام واحد، في الوقت عينه أرى دول الكفر تتحطم وتتهاوى صروحها أمام أمة الإسلام هذه، وهناك أمنيات كثيرة مما يتمناها كل شاب مسلم غيور، وكنت أتساءل:

ما الذي أدى بنا إلى هذه الحال المزرية من التخلف والتمزق والتفرق؟!

وأتساءل عن أشياء أخرى كثيرة تمر في خاطري، كما تمر في خاطر كل شاب مسلم، ولكن لا أجد لهذه الأسئلة جواباً.

ويسر الله تعالى لي الالتحاق بالدراسة وطلب العلم، وخلال سنوات الدراسة كانت ترد عليّ نصوص تستوقفني، وقضايا تشغل بالي، وحوادث تحيرني، ولكن كنت أتـهم نفسي بسوء الفهم وقلة الإدراك، وحاولت مرة أن أطرح شيئاً من ذلك على أحد السادة من أساتذة الحوزة العلمية، وكان الرجل ذكياً إذ عرف كيف يعالج فيّ هذه الأسئلة، فأراد أن يجهز عليها في مهدها بكلمات يسيرة، فقال لي:

ماذا تدرس في الحوزة؟

قلت له: مذهب أهل البيت طبعاً

فقال لي: هل تشك في مذهب أهل البيت؟!

فأجبته بقوة: معاذ الله.

فقال: إذن أبعد هذه الوساوس عن نفسك فأنت من أتباع أهل البيت (عليهم السلام) وأهل البيت تلقوا عن محمّد صلى الله عليه وآله، ومحمد تلقى من الله تعالى.

سكت قليلاً حتى ارتاحت نفسي، ثم قلت له: بارك الله فيك شفيتني من هذه الوساوس.

ثم عدت إلى دراستي، وعادت إليَّ تلك الأسئلة والاستفسارات، وكلما تقدمت في الدراسة ازدادت الأسئلة وكثرت القضايا والمؤاخذات.

المهم أني أنـهيت الدراسة بتفوق حتى حصلت على إجازتي العلمية في نيل درجة الاجتهاد من أوحد زمانه سماحة العميد محمّد الحسين آل كاشف الغطاء زعيم الحوزة، وعند ذلك بدأت أفكر جدياً في هذا الموضوع، فنحن ندرس مذهب أهل البيت، ولكن أجد فيما ندرسه مطاعن في أهل البيت (عليهم الرضوان ) ندرس أمور الشريعة لنعبد الله بـها، ولكن فيها نصوصاً صريحة في الكفر بالله تعالى.

أي ربي ما هذا الذي ندرسه؟! أيمكن أن يكون هذا هو مذهب أهل البيت حقاً؟!

إن هذا يسبب انفصاماً في شخصية المرء، إذ كيف يعبد الله وهو يكفر به؟

كيف يقتفي أثر الرسول صلى الله عليه وآله، وهو يطعن به؟!

كيف يتبع أهل البيت ويحبهم ويدرس مذهبهم، وهو يسبهم ويشتمهم؟!

رحماك ربي ولطفك بي، إن لم تدركني برحمتك لأكونن من الضالين بل من الخاسرين. وأعود وأسأل نفسي: ما موقف هؤلاء السادة والأئمة وكل الذين تقدموا من فحول العلماء، ما موقفهم من هذا؟ أما كانوا يرون هذا الذي أرى؟ أما كانوا يدرسون هذا الذي درست؟.

بلى، بل إن الكثير من هذه الكتب هي مؤلفاتـهم هم، وفيها ما سطرته أقلامهم، فكان هذا يدمي قلبي ويزيده ألماً وحسرة.

وكنت بحاجة إلى شخص أشكو إليه همومي وأبث أحزاني، فاهتديت أخيراً إلى فكرة طيبة وهي دراسة شاملة أعيد فيها النظر في مادتي العلمية، فقرأت كل ما وقفت عليه من المصادر المعتبرة وحتى غير المعتبرة، بل قرأت كل كتاب وقع في يدي، فكانت تستوقفني فقرات ونصوص كنت أشعر بحاجة لأن أعلق عليها، فأخذت أنقل تلك النصوص وأعلق عليها بما يجول في نفسي، فلما انتهيت من قراءة المصادر المعتبرة، وجدت عندي أكداساً من قصاصات الورق فاحتفظت بـها عسى أن يأتي يوم يقضي الله فيه أمراً كان مفعولاً.

وبقيت علاقاتي حسنة مع كل المراجع الدينية والعلماء والسادة الذين قابلتهم، وكنت أخالطهم لأصل إلى نتيجة تعينني إذا ما اتخذت يوماً القرار الصعب، فوقفت على الكثير حتى صارت قناعتي تامة في اتخاذ القرار الصعب، ولكني كنت انتظر الفرصة المناسبة. وكنت أنظر إلى صديقي العلامة السيد موسى الموسوي فأراه مثلاً طيباً عندما أعلن رفضه للانحراف الذي طرأ على المنهج الشيعي، ومحاولاته الجادة في تصحيح هذا المنهج. ثم صدر كتاب الأخ السيد أحمد الكاتب (تطور الفكر الشيعي) وبعد أن طالعته وجدت أن دوري قد حان في قول الحق وتبصير إخواني المخدوعين، فإننا كعلماء مسؤولون عنهم يوم القيامة فلا بد لنا من تبصيرهم بالحق وإن كان مراً.

ولعل أسلوبي يختلف عن أسلوب السيدين الموسوي والكاتب في طرح نتاجاتنا العلمية، وهذا بسبب ما توصل إليه كل منا من خلال دراسته التي قام بـها.

ولعل السيدين المذكورين في ظرف يختلف عن ظرفي، ذلك أن كلاً منهما قد غادر العراق واستقر في دولة من دول الغرب، وبدأ العمل من هناك.

أما أنا فما زلت داخل العراق وفي النجف بالذات، والإمكانات المتوافرة لدي لا ترقى إلى إمكانات السيدين المذكورين، لأني وبعد تفكير طويل في البقاء أو المغادرة، قررت البقاء والعمل هنا صابراً محتسباً ذلك عند الله تعالى، وأنا على يقين أن هناك الكثير من السادة ممن يشعرون بتأنيب الضمير لسكوتـهم ورضاهم مما يرونه ويشاهدونه، ومما يقرأونه في أمهات المصادر المتوافرة عندهم، فأسأل الله تعالى أن يجعل كتابي حافزاً لهم في مراجعة النفس وترك سبيل الباطل وسلوك سبيل الحق، فإن العمر قصير والحجة قائمة عليهم، فلم يبق لهم بعد ذلك من عذر.

وهناك بعض السادة ممن تربطني بـهم علاقات استجابوا لدعوتي لهم - والحمد لله - فقد اطلعوا على هذه الحقائق التي توصلت إليها وبدؤوا هم أيضاً بدعوة الآخرين فنسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياهم لتبصير الناس بالحقيقة، وتحذيرهم من مغبة الانجراف في الباطل، إنه أكرم مسؤول.

وإني لأعلم أن كتابي هذا سيلقى الرفض والتكذيب والاتـهامات الباطلة، وهذا لا يضرني، فإني قد وضعت هذا كله في حسابي، وسيتهمونني بالعمالة لإسرائيل أو أمريكا، أو يتهمونني أني بعت ديني وضميري بعرض من الدنيا، وهذا ليس ببعيد ولا بغريب، فقد اتـهموا صديقنا العلامة السيد " موسى الموسوي " بمثل هذا، حتى قال السيد علي الغروي : (( إن ملك السعودية فهد بن عبد العزيز قد أغرى الدكتور الموسوي بامرأة جميلة من آل سعود وبتحسين وضعه المادي، فوضع له مبلغاً محترماً في أحد البنوك الأمريكية لقاء انخراطه في مذهب الوهابيين!! )).

فإذا كان هذا نصيب الدكتور الموسوي من الكذب والافتراء والإشاعات الرخيصة، فما هو نصيبي أنا وماذا سيشيعون عني؟! ولعلهم يبحثون عني ليقتلوني كما قتلوا قبلي من صدع بالحق، فقد قتلوا نجل مولانا الراحل آية الله العظمى الإمام السيد " أبي الحسن الأصفهاني " أكبر أئمة الشيعة من بعد عصر الغيبة الكبرى و إلى اليوم، وسيد علماء الشيعة بلا منازع عندما أراد تصحيح منهج الشيعة ونبذ الخرافات التي دخلت عليه، فلم يرق لهم ذلك، فذبحوا نجله كما يذبح الكبش ليصدوا هذا الإمام عن منهجه في تصحيح الانحراف الشيعي، كما قتلوا قبله السيد " أحمد الكسروي " عندما أعلن براءته من هذا الانحراف، وأراد أن يصحح المنهج الشيعي فقطعوه إرباً إرباً.

وهناك الكثيرون ممن انتهوا إلى مثل هذه النهاية جراء رفضهم تلك العقائد الباطلة التي دخلت إلى التشيع، فليس بغريب إذا ما أرادوا لي مثل هذا المصير.

إن هذا كله لا يهمني ، وحسبي أني أقول الحق ، وأنصح إخواني وأذكرهم وألفت نظرهم إلى الحقيقة، ولو كنت أريد شيئاً من متاع الحياة الدنيا فإن المتعة والخمس كفيلان بتحقيق ذلك لي، كما يفعل الآخرون حتى صاروا هم أثرياء البلد وبعضهم يركب أفضل أنواع السيارات بأحدث موديلاتـها، ولكني والحمد لله أعرضت عن هذا كله منذ أن عرفت الحقيقة، وأنا الآن أكسب رزقي ورزق عائلتي بالأعمال التجارية الشريفة.

لقد تناولت في هذا الكتاب موضوعات محددة، ليقف إخواني كلهم على الحقيقة، حتى لا تبقى هناك غشاوة على بصر أي فرد كان منهم.

وفي النية تأليف كتب أخرى تتعلق بموضوعات غير هذه، ليكون المسلمون جميعاً على بينة، فلا يبقى عذراً لغافل أو حجة لجاهل.

وأنا على يقين أن كتابي هذا سيلقى القبول عند طلاب الحق - وهم كثيرون والحمد لله - وأما من فضل البقاء في الضلالة -لئلا يخسر مركزه فتضيع منه المتعة والخمس- من (أولئك) الذين لبسوا العمائم وركبوا عجلات (المرسيدس) و(السوبر) فهؤلاء ليس لنا معهم كلام، و الله حسيبهم على ما اقترفوا ويقترفون في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.

والحمد لله الذي هدانا لهذا ، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.




عبد الله بن سبأ

إن الشائع عندنا - معاشر الشيعة - أن عبد الله بن سبأ شخصية وهمية لا حقيقة لها، اخترعها أهل السنة من أجل الطعن بالشيعة ومعتقداتـهم، فنسبوا إليه تأسيس التشيع، ليصدوا الناس عنهم وعن مذهب أهل البيت.

وسألت السيد محمّد الحسين آل كاشف الغطاء عن ابن سبأ فقال:

الأحد، 14 أبريل 2013

تنظيم الإخوان قنطرة التشيع إلى بلاد الإسلام



تنظيم الإخوان قنطرة التشيع إلى بلاد الإسلام

الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، و بعد :

فقد بدأَ المد الرافضي الصفوي في الاتساع و الزحف  لِيَلْتهِمَ ما بقيَّ من بلاد السنة ، فبعد أن أصبحت " العراق " تحت قبضته ، و توغل في أرض " اليمن " على يد الحوثيين ـ و الذين أصبحوا شوكة في ظهر " المملكة العربية السعودية " أرض التوحيد و السنة ـ ، و محاولة تصديره إلى باقي أرجاء " لبنان " انطلاقاً من جنوبه الذي يخضع لسيطرة ابنهم البار " حسن نصر الله " ، و ظهوره في أرض "غزة " عن طريق  حماس الإخوانية ، و بدء وصوله إلى مصر الكنانة بعد زيارة كبير المجوس الحالي ، و رئيس الحرس الجمهوري الإيراني السابق " أحمدي نجاد " لها ، و الذي أشار إلى أصحابه الرافضة الأنجاس بعلامة النصر ! بعد زيارته للأضرحة و المشاهد المباركة !! .

فلم يتبقَّ لهم إلا القليل لكي ينفذوا وصية أئمتهم ـ عليهم السلام !! ـ من " استباحة الحرمين " ، و " هدم الكعبة " ، و جعل " قم " قبلة للناس ! ، و أخراج جسد أبي بكرٍ و عمر و عائشة لإقامة حد الشرع عليهم الذي تأخر لمدة قرون! .

 إلى غير ذلك من أحلام دولة المجوس الحديثة " إيران " .

بيد أني وقفت على كلمة قالها " نواب صفوي " أحد زعماء منظمة فدائيان إسلام الشيعية ، و الذي قام بقتل الأستاذ " أحمد مير قاسم الكسروي " في داخل محكمة الدولة الإيرانية ! ، و " الكسروي " هذا ـ رحمه الله ـ صاحب كتاب (( التشيُع و الشيعة )) و غيره من الكتابات التي هزت كيان التشيع داخل المجتمع الإيراني و خارجه  .

و الكلمة التي استوقفتني للـرافضي الخبيث  " نواب صفوي " هذا ، تبين كيفية الوسيلة التي  سيتم للرافضة الأنجاس التوغل من خلالها للنيل من باقي بلاد السنة !.. فقد قال في حشد من شباب الشيعة ، و شباب تنظيم الإخوان المسلمين ما نصه : (( من أراد أن يكون جعفرياً حقيقياً فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين ! )) [ موقف علماء المسلمين من الشيعة لعز الدين إبراهيم ص / 15 ط سبهر 1406 هـ ].

فبين أن صفوف الإخوان المسلمين محضن لجيل جديد من الشيعة ! .

و السؤال :

فما الذي يوجد في صفوف هذا التنظيم يجعل من ينضم إليه شيعياً جعفرياً حقيقياً كما قال هذا الإنسان ؟!

البيان قبل وصول الإخوان


الـبـيـــان قـــبـل وصــول الإخــــوان






الحمد لله وحده  و الصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :

فإن من بركة الحسنة أنها تجلب حسنة بعدها ، ومن شؤم المعصية أنها تجلب معصية بعدها .

ولما كانت النية الصالحة لا تُصلح العمل الفاسد ، وكما أن نُبل المقاصد لا يُبرر حقارة الوسائل ، رأينا من يُزين الديمقراطية في أعين الناس ، ويقول : " هي شرٌ بلا خلاف ولعلها تأتي بخير وهو إقامة الدولة الإسلامية !! " .

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ........ إن السفينة لا تجري على اليبس

فكان من نتيجة مخالفة سنن المسلمين ، وإتباع سنن الـ..... ، أن هذه الديمقراطية أتت بجماعة " الإخوان المسلمين " لتنفيذ المشروع الإسلامي .

وقد قالوا :

لا تفتح باباً يُعييك سدُّه ........ ولا ترمِ سهماً يُعجزك ردُّه

فهذه نُتف من عيون الأدب الإخواني حتى يقف القارئ على شكل المشروع الإسلامي المُنتظر !.

وبدءاً : أُنبه أننا لسنا في معرض الحكم على أشخاص ، ولكننا في معرض النظر في كلام سُطر في الكتب ، وتناقلته الألسن ، وربما يكون مادة وعظ على منابر المسلمين يوماً ما .

وكم كنت أكره ذكر الأسماء لأن السُنة جاءت بالتنبيه على الخطأ وعدم ذكر المُخطئ كما في حديث مسلم عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما بال أقوام يقولون كذا وكذا ) فنبه على الخطأ ولم يذكر اسم المُخطئ ، ولكننا هنا في حاجة لذكر الأسماء حتى لا يقول قائل هذا تتبع لعورات المُريدين والأصاغر ، فذكرنا الاسم حتى يعلم القارئ أننا لم نأتي بحرف إلا للشيوخ والأكابر .

وأيضاً : لست في هذه الكلمة أعتمد على مقولة " ما فيك يظهر على فيك " . حاشا لله .

ولكني أعتمد على قاعدة " من ترك الدليل ضل السبيل " ، فإن عظم الإخوان الدليل هُدوا إلى أحسن سبيل .

وتذكرة للمسلمين بأن لا ينخدعوا بنتائج الواقع ما لم تؤسس على الشرع ، لأن الحق واحد لا تُزعزعه النتائج .


الأول " حسن البنا - مؤسس الجماعة " ( 1906 : 1949 مـ ) :

قال- في حفل مرور 20 عام على إنشاء الجماعة :

(( وليست حركة الإخوان موجهة ضد أي عقيدة من العقائد أو دين من الأديان أو طائفة من الطوائف إذ أن الشعور الذي يهيمن على نفوس القائمين بها أن القواعد الأساسية للرسالات جميعاً قد أصبحت مهددة الآن بالإلحادية ، وعلى الرجال المؤمنين بهذه الأديان أن يتكاتفوا ويوجهوا جهودهم إلى إنقاذ الإنسانية من الخطر ، ولا يكره الإخوان المسلمين الأجانب النزلاء في البلاد العربية والإسلامية ولا يضمرون لهم سوءا حتى اليهود !! والمواطنين لم يكن بيننا وبينهم إلا العلائق الطيبة )) . أهـ ( قافلة الإخوان للسيسي 1 /21 )


وقال في خطبة أمام لجنة أمريكية بريطانية بشأن قضية فلسطين عام 1946 مـ :

(( والنقطة التي سأتحدث عنها نقطة بسيطة من الوجهة الدينية لأن هذه النقطة قد لا تكون مفهومة في العالم الغربي ولذلك فإني أحب أن أوضحها باختصار فأقرر : أن خصومتنا لليهود ليست دينية لأنّ القرآن الكريم حض على مصافاتهم ومصادقتهم !! ، والإسلام شريعة إنسانية قبل أن تكون شريعة قومية وقد أثنى عليهم وجعل بيننا وبينهم اتفاقا { وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [العنكبوت : 46 ] وحينما أراد القرآن أن يتناول مسألة اليهود تناولها من الوجهة الاقتصادية والقانونية!! ، فقال تعالى ـ وهو أصدق القائلين ـ : { فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } [ النساء 160 : 161 ] ، ونحن حين نعارض بكل قوة الهجرة اليهودية نعارضها لأنها تنطوي على خطر سياسي وحقنا أن تكون فلسطين عربية !! )) .

ووقف الشيخ حسن البنا مساء يوم الثلاثاء عام 1940 يخطب أمام مجموعة من جماعته وقد دون ذلك الخطاب الأستاذ أحمد عيسى عاشور بدقة في كتابه : حديث الثلاثاء للإمام حسن البنا ص 108 .
فقال : (( لعل قائلاً يقول : لماذا كانت أكثر القصص التي عُني بها القرآن هي قصة بني إسرائيل ؟ ولماذا أخذت الجزء الأوفى من قسم القصص في القرآن الكريم ؟ ، إن لهذا عدة أسباب : السبب الأول : هو كرم عنصر هذا الجنس ! ، وفيض الروحانية القوية التي تركزت في نفسه !! ، لان هذا الجنس قد انحدر من أصول كريمة ، لهذا ورثوا حيوية عجيبة ...ورسالة سيدنا موسى عليه السلام كانت في مصر ، ونريد أن نتناول صلة رسالته بهذه الأمة ... ولقد وُجد الإسرائيليون في مصر ، وإن كان وطنهم الأصلي فلسطين !! )) .
 

الثاني " عمر التلمساني المرشد العام الثالث " :

قال في كتابه " ذكريات لا مذكرات " ( ص / 10 ) واصفاً سيرته الذاتية في شبابه :

(( تعلمت الرقص الإفرنجي فى صالات عماد الدين وكان تعليم الرقصة الواحدة فى مقابل ثلاث جنيهات فتعلمت " الدن سيت والفوكس ترات والشارلستون والتانجو " وتعلمت العزف على العود )) .

وقال في نفس الكتاب ( ص / 16 ) تحت عنوان " صليت في السينما !! " : (( أنني لما كنت أباشر عملي كمحام وأنزل يوم الجمعة لأحضر بعض الأفلام السينمائية ، وكنت انتهز فرصة الاستراحة " الانتراكات " لأصلي الظهر والعصر مجموعتين مقصورتين في أحد أركان السينما التي أكون فيها )) .

وقال في ( ص / 12 ) : (( ولئن سألوني عن الهوى فانا الهوى وابن الهوى وأبو الهوى وأخوه )) . أهـ

الثالث " مصطفى السباعي المرشد العام للإخوان في سوريا سابقاً " :

قال : (( فليس الإسلام ديناًَ معادياً للنصرانية بل هو معترف بها مقدس لها !! ... والإسلام لا يفرق بين مسلم ومسيحي !! و لا يعطي للمسلم حقاً في الدولة أكثر من المسيحي والدستور سينص على مساواة المواطنين جميعاً في الحقوق والواجبات ثم أقترحَ أربع مواد :

1- الإسلام دين الدولة الإسلامية .

2- الأديان السماوية محترمة مقدسة .

3- الأحوال الشخصية للطوائف الدينية مصونة مرعية .

4- لا يُحال بين مواطن و بين الوصول إلى أعلى مناصب الدولة بسبب الدين أو الجنس أو اللغة )) [  من " الطريق الى الجماعة الأم " ( ص / 134 ) ].


الرابع " سعيد حوى أحد كبار الإخوان في سوريا ومن كبار منظريهم" :

قال في كتابه " جولة في الفقهين " ( ص / 55 ) :

(( إن الله عز وجل لا داخل العالم ولا خارجه ولا عن يمين ولا عن شمال ولا فوق ولا تحت ولا أمام ولا خلف ولا متصل به ولا منفصل عنه ! )) . أهـ

وقال في كتابه " تربيتنا الروحية "( ص / 16 ):

(( لقد تتلمذتُ في باب التصوف على من أظنهم أكبر عُلماء التصوف في عصرنا وأكثر الناس تحقيقاً به وأَذن لي بعض شيوخ الصوفية بالتربية وتسليك المريدين ، ثم أضاف قائلاً : وإني بفضل الله مع أني مأذون على طريقة الصوفية بتلقين الأوراد عامة وبتلقين الاسم المفرد !! )) .

الخامس " سيد قطب " ( 1906 : 1966 ) :

قال في كتابه " التصوير الفني في القرآن " عن موسى عليه السلام :

(( إنه زعيم شاب مندفع عصبي المزاج !)) .
قلت : في حين قال عن نفسه وهو يرد على الأستاذ محمود شاكر : " وما كان لي بعد هذا ، وأنا مالك زمام أعصابي ، مطمئن إلى الحق الذي أحاوله ... "


وقال في كتابه " العدالة الاجتماعية " ( ص / 206 ) :

(( خلافة عثمان فجوة بين خلافة الشيخين وعلي !)) .

وقال :(( تحطمت أسس الإسلام في عهد عثمان )) .

و قال عن قتلة عثمان : ( إنهم يحملون روح الإسلام ، وأن ثورتهم كانت فورة من روح الإسلام ). ( ص / 189 ) الطبعة الخامسة .

وقال في كتابه " كتب وشخصيات " ( ص / 242 ) : " إن معاوية وعمراً لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس ، وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب ، ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح ، وهو ( يعني : علياً ) مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع ، وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب، والغش، والخديعة، والنفاق، والرشوة ، وشراء الذمم ، لا يملك علي أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل فلا عجب أن ينجحا ويفشل، وإنه لفشلٌ أشرف من كل نجاح !! " .

السادس " محمد الغزالي :

قال في كتابه " الإسلام المُفترى عليه " ( ص / 66 ):

(( وأرى أن بلوغ هذه الأهداف يستلزم أن نقتبس من التفاصيل التي وضعتها الاشتراكية الحديثة مثلما اقتبسنا صورا لا تزال مقتضبة - من الديمقراطية الحديثة - ما دام ذلك في نطاق ما يعرف من عقائد وقواعد ، وفي مقدمة ما نرى الإسراع بتطبيقه في هذه الميادين تقييد الملكيات الكبرى وتأميم المرافق العامة )) .

إلى أن قال في ( ص / 103 ) : " إن أبا ذرٍّ كان اشتراكياً وأنه استقى نزعته الإشتراكية من النبي صلى الله عليه وسلم !! " .

وقال في ( ص / 183 ) : " إن عمر كان أعظم فقيه اشتراكي تولى الحكم ".


وفي مجلة "الدعوة " العدد 1182/2شعبان1409هـ ص(28) قال في حديث مسلم في أبي الرسول- صلى الله عليه وسلم - " هذا حديث يخالف القرآن حطه تحت رجليك !"

وطعن في كثير من الأحاديث فمن ذلك :
حديث "إن الميت ليعذب ببكاء أهله" وحديث" لا يقتل المسلم بكافر" وحديث أهل القليب"ما أنتم بأسمع لما أقول الآن منهم" وحديث " فقأ موسى عين ملك الموت " وحديث " فاطمة بنت قيس في عدم السكنى والنفقة للمطلقة ثلاثاً" وحديث عائشة- رضي الله عنها " كان الركبان يمرون بنا فإذا أجازوا بنا سدلت إحدانا جلبابها
وقال " إن من الطفولة العقلية أن نجعل الاقتداء بالرسول- صلى الله عليه وسلم- الكريم اقتداءًا شكلياً " " مجلة الدعوة"(1181) 24 /7 /1409هـ ص(28)

وقال ساخراً " إن نفراً من العمال والحمالين والفلاحين فرطوا في أعمالهم الحرفية والمهنية مكتفين في لإثبات تدينهم بثوب قصير ولحية مشوشة، وحمل العصا، وارتداء عمامة ذات ذنب" "سر تأخر المسلمين ص
54 " .
 
وصدق الشيخ الألباني رحمه الله عندما ذكر أنه من المعتزلة .
سابعاً " القرضاوي " :

قال في جريدة الراية عدد 4696 : " إننا لا نقاتل اليهود من أجل العقيدة وإنما من أجل الأرض !! " .

وقال في شريط مسجل بعنوان " التدخين " وهي خطبة جمعة ومنشورة في مجلة الوطن الكويتية في عددها 7072 :

" أيها الإخوة قبل أن أدعَ مقامي هذا ، أحب أن أقول كلمة عن نتائج الانتخابات الإسرائيلية : العرب كانوا مُعَلِّقِينَ كل آمالهم على نجاح ( بيريز ) وقد سقط ( بيريز ) ، وهذا مما نحمده في إسرائيل ، نتمنى أن تكون بلادنا مثل هذه البلاد ، من أجل مجموعة قليلة يسقط واحد ، - والشعب هو الذي يحكم - ليس هناك التسعات الأربع أو التسعات الخمس التي نعرفها في بلادنا ، ( 99.99 % ) ما هذا ؟ إنه الكذب والغش والخداع ، ولو أن الله عرض نفسه على النّاس ما أخذ هذه النسبة !! ، نحيي إسرائيل على ما فعلت . أهـ

وقال في برنامج " الشريعة و الحياة " 12-11-1997 م عن النصارى :

" فكل القضايا بيننا مشتركة ، فنحن أبناء وطن واحد ، و مصيرنا واحد ، وأمتنا واحدة ... أنا أقول عنهم : إخواننا المسيحيُّون !! ... البعض ينكرُ عليَّ هذا ... كيف أقول إخواننا المسيحيون ؟ ( إنَّما المؤمنون إخوة ) نعم ... نحن مؤمنون  هم مؤمنون بوجه آخر !!" . أهـ 
وجاء في حوار معه في مجلة الراية في العدد 597 :


قال محاوره : وتَناهى إلى سمعي صوت غناء قادم من داخلِ منزل الشيخ القرضاوي . فضحكتُ وأنا أقول : لمن يستمع الدكتور القرضاوي ؟

فأجاب بقوله : " الحقيقة أنا مشغول عن سماع الغناء ، لكني أستمع إلى " عبد الوهاب " وهو يغني عن " البلبل " ، أو " يا سماء الشرق جودي بالضياء " ، أو " أخي جاوز الظالمون المدى " . وأستمع أحياناً إلى " أم كلثوم " في " نهج البردة " ، أو " سلوا قلبي غداة سلا وتاب " ، وأستمع بحب وأتأثر بشدة بصوت " فايزة أحمد " خاصة وهي تغني الأغنيات الخاصة بالأسرة : "ست الحبايب" ، و" يا حبيبي يا خويا ويابو عيالي " ، و" بيت العز يا بيتنا على بابك عنبتنا " ... وهذه أغنيات لطيفة جداً ، فأنا لا أرى أن صوت المرأة عورة في ذاته ، لكنه عورة حينما يُراد به الإثارة والتميُّع والتكسر ، ويهدف إلى الإغراء . وهذا معنى قوله تعالى : { فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ } !!!... وأعتقد أن هذا موجود في بعض الأصوات ، إنما صوت فايزة أحمد وهي تغني : ست الحبايب ليس فيه إثارة ، وصوت " شادية " وهي تغني " يا دبلة الخطوبة عقبالنا كلنا " ، و" يا معجباني يا غالي " ... فهذه أغنيات نسمعها في الأفراح والأعراس . أيضاً " فيروز " أحب سماعها في أغنية " القدس " وأغنية " مكة " ، لكني لا أتابعها في الأغنيات العاطفية ، ليس لأنها حرام !! ، وإنما لأنني مشغول . والحقيقة ، أنا لا أستطيع سماع أغنية عاطفية كاملة لأم كلثوم ، لأنها طويلة جداً ، وتحتاج إلى من يتفرغ لها ... ولا تسألني لمن أستمع من الجيل الحديث ، لأنني من الجيل القديم ، وأرى أن الجيل الماضي من " المطربين والمطربات " أقرب إلى نفسي من الجيل الجديد )) .


قلت :  وأعرضنا عن ترحمه على بابا الفاتيكان وأن يبدل النصارى خيرا منه لشهرته
وحتى لا أطيل على القارىء ، ففي الإشارة ما يُغني عن طول العبارة .

وكان هذا البيان الأول ...، وللحديث تتمة .

يتبع إن شاء الله ...
البيان القادم : " الشهيدان !! "


انظر ( هنا )

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


وكتب أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 14 / 1 /2012 
 
 تم مراجعته و الزيادة عليه في 14 / 4 / 2013

مختصر : حكم تقنين الشريعة الإسلامية


حكم تقنين الشريعة الإسلامية

( الدستور الإسلامي )
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، و بعد :
يكثر الكلام في الآونة الأخيرة بأن هناك مشروع دستور إسلامي ، و أن هذا الدستور هو البديل الإسلامي للدساتير الوضعية المضروبة على بلاد الإسلام .
فهل وضع مثل هذا الدستور جائز شرعاً ؟
و هل يجوز الإلزام به ؟
أم أنه خطوة جديدة لتبديل الشريعة ؟

أولاً : المراد بالتقنين :


قال الشيخ صالِحُ الفوزان - وفَّقَه الله - : ( وَضْعُ مَوادَّ تشريعيةٍ يَحكُمُ بها القاضي ولا يتجاوَزُها ) صحيفة الجزيرة عدد 11913 .


وعرَّفه الأستاذ صبحي المحمصاني بقوله : ( صياغةُ الأحكامِ الشرعيةِ في عباراتٍ إلزاميةٍ ، لأجْلِ تنفيذها والعمل بموجبها ) فقه النوازل للشيخ العلاَّمة بكر بن عبد الله أبو زيد 1 /94 .
ثانياً : تاريخ الدعوة الى تقنين أحكام الشريعة الإسلامية :

أول من دعى الى تقنين أحكام الشريعة ( عبد الله بن المُقفع ) - زنديق معروف قُتل سنة 145 هـ - ألف رسالة سماها " الصحابة " - أي صحابة الولاة و الخلفاء - و إقترح فيها على الخليفة جمع الأحكام الفقهية و إلزام القضاة بالحكم بها 
و جاء الخبر أن أبو جعفر المنصور خليفة المسلمين أراد أن يُلزمَ الناسَ بموطأِ الإمامِ مالكِ بنِ أنسٍ ، فامْتَنَعَ الإمامُ مالكٌ وقال : ( إنَّ الناس قد جمعوا واطَّلعوا على أشياء لَم نطَّلع عليها ) .
ثم دعا الخليفة المهدي الإمام مالك الى إلزام الناس بموطئه فرفض الإمام 
فأعاد الخليفة هارون الرشيد نفس العرض على الإمام مالك فرفض أيضاً 
و في عام 1038 - 1118 أمر السلطان محمد عالمكير - أحد ملوك الهند – بتأليف لجنة من كبار مشاهير علماء الهند ، برياسة الشيخ نظام ، لتضع كتاباً جامعاً للأحكام الفقهية سمي بعدُ بالفتاوى الهندية ، ومَعَ هذا لم يكن هذا الجمع شبه رسمي مُلزماً للمفتين أو القضاة . 
ثُمَّ خَمَدَتْ هذه الفتنةُ حتَّى أحْيَتْها الدولةُ العثمانيةُ في أواخرِ ملكِها ، فأصدَرَتْ عام 1286هـ - 1869م " مَجلَّة الأحكامِ العدليةِ " ، مُتضمنةً جملةً من أحكامِ " البيوعِ ، و الدعاوى ، و القضاءِ " على هيئةِ قوانينَ تَتَلاءمُ كما يدَّعونَ معَ رُوحِ العصرِ ؟! و كانت على المذهبِ الحنفيِّ فقط ، و بغَضِّ النظرِ إنْ كان راجحاً ، أو مرجوحاً.
و في عام 1293 هـ صار هذا التقنين في المجلة المذكورة دَرَكة أولى لحلول القانون الفرنسي .
ثُمَّ اتَّجَهَت حكومةُ مصرَ عام 1334 إلى وضعِ قانونٍ للزَّواجِ والطلاقِ ، وفي عام (1342) أصدروا مَا يُسَمُّونهُ بـ " قانون الأحوالَ الشخصية " ، مُستمَدَّةً مِنَ المذاهِبِ الأربعةِ وغيرِها ، ثمَّ قاموا بتعديلِ بعضِ أحكامِ الوقْفِ عام 1365 ، و التي قاموا بإلغائها بالكلية عام 1371 هـ .
و في 27 - 11 - 1368 وافق مجمع البحوث الإسلامية بمصر ( على أن من مهمة المجمع العمل على إيجاد مشروع قانون شامل للأحوال المدنية و غيرها ) .
و ما بين فترة و اخرى يصدرون مذكرات تفسيرية و إلغائية و إستبدالها بأراء اخرى و هكذا ، حتى عم إدخال القوانين الغربية في غالب أنظمة محاكم هذه الدول .
و لا حول و لا قوة إلا بالله .

الجمعة، 12 أبريل 2013

تنبيه الأنام عن المخالفات في صلاة القيام

تنبيه الأنام عن مخالفات في صلاة القيام
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا بني بعده، وبعد :
لا يُتخيل أن يُذكر شهر رمضان من غير أن يُذكر معه صلاة القيام،  حتى أنك من الممكن أن ترى الرجل لا يقوم لله ـ عز وجل ـ من الليل طوال السنة
 لكن إن دخل رمضان تجده حريصاً على هذه الشعيرة طلباً للفضل الذي أشار إليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حديثه: ((من قام رمضان ، إيمانا واحتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه )) [ متفق على صحته ]، لكن الكثير يغفل عن تعلم آداب هذه الشعيرة والتي هي داخلة تحت قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( صلوا كما رأيتموني أصلي )) [ رواه البخاري]، وهذا ربما يوقع العبد في حد البدعة وربما يُرد عليه عمله بالكلية! وذلك لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : (( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )) [رواه مسلم]، ومعنى فهو رد : يعني مردود علي صاحبه غير مقبول منه، لأن الله ـ عز وجل ـ لا يقبل العمل إلا إن كان خالصاً صحيحاً ، ومعنى أنه خالص يعني لا يُقصد به إلا وجه الله ، وصحيحاً يعني: موافقاً لهدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
فهذه بعض التنبيهات عن المخالفات التي أحدثها الناس في هذه الشعيرة ننبه عليها حتى تصفوا هذه العبادة : 1- انتظار بعض المأمومين إلي ركوع الإمام ثم الدخول معه بسرعة في الصلاة لإدراك الركعة!. والصواب أنهم اخطئوا ، لتعمدهم بهذا التأخير ترك قراءة الفاتحة، وهي ركن لا تسقط عن الإمام، أو المأموم، أو المنفرد .
2- استخدام مكبرات الصوت المشتملة على صدى الصوت في الصلاة وقد سُئل عن ذلك العلامة ابن عثيمين - رحمه الله – فأجاب : أرى أنها حرام لأنه يلزم فيها زيادة حرف أو أكثر في القرآن، وهذا لا يجوز، والواجب على الأئمة أن يتقوا الله ـ عز وجل ـ وألا يتخذوا للقرآن مزامير كمزامير اللهو دون أن تكون مزامير كمزامير آل داود، ومزامير آل داود حسن الصوت المجرد، أما أن يضيفوا إليه آلة تكرر معه بحيث يكون الحرف الأخير ثلاثة، أو أربعة، أو خمسة حروف فهذا والله تحريف للقرآن لا يجوز .[جلسات رمضانية 19 / 11 شاملة].

3- استحباب صلاة التراويح بسورة القلم " اقرأ " ، لأنها أول ما نزل من القرآن ، وآخر ما نزل . قال بكر أبو زيد : فلم أرى لهذا الاستحباب دليلاً .
4- استئجار القراء لصلاة التراويح . قال الشيخ الشقيري : ((أما استئجار القراء للقراءة في ليالي رمضان بالأجرة فبدعة مذمومة، ثم ذكر حديث: ((اقرءوا القرآن، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به، ولا تجفوا عنه، ولا تغلوا فيه )) [قال الشيخ الألباني : إسناده صحيح رجاله رجال مسلم] .
5- تقليد بعض الأئمة لأصوات مشاهير القراء . وقد نبه بكر أبو زيد على هذا في كتابه "بدع القراء" .
6- قراءة سورة الإخلاص ثلاث مرات بين ركعات التراويح .
7- الدخول في صلاة التراويح بعد صلاة العشاء مباشرةً، وترك سنة العشاء.
8- متابعة بعض المأمومين لما يقرءاه الإمام في التراويح بالنظر في المصحف.
وفيه تضييع لسنة وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة، وسنة النظر إلى موضع السجود، فضلاً عن أن الإمساك بالمصحف في الصلاة من أجل الفتح على الإمام بدعة، فالصلاة ليست موضع تعليم أو تعلم، كما أن هذا الفعل يتنافى مع قوله تعالى : {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة:238]، وقوله صلى الله عليه وسلم: (( إن في الصلاة لشُغلاً ))
[ متفق على صحته] .

9- الزيادة على إحدى عشرة ركعة. قال الشيخ الألباني في كتابه " صلاة التراويح " (1 /86) : ((ولقد تبين لكل عاقل أنه لا يصح عن أحد من الصحابة صلاة التراويح بعشرين ركعة، وأنه ثبت عن عمر رضي الله عنه الأمر بصلاتها إحدى عشرة ركعة، كما تبن أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يصلها إلا إحدى عشرة ركعة، فهذا كله مما يمهد لنا السبيل لنقول: بوجوب التزام هذا العدد، وعدم الزيادة عليه إتباعاً لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ((فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة )) . ثم قال الشيخ : إني أرى أن الزيادة عليها مخالفة لأن الأمر في العبادات على التوقف والإتباع لا على التحسين العقلي والابتداع ، ومن العجيب أن العامة قد تنبهوا لهذا، فكثيراً ما تسمعهم يقولون في هذه المناسبة وغيرها : ( الزايد أخو الناقص ) فما بال الخاصة؟! ويعجبني في هذه المناسبة ما أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف عن مجاهد قال : ( جاء رجل إلى ابن عباس فقال : أني وصاحبي كنا في سفر فكنت أُتم ، وكان صاحبي يُقصر ، فقال له ابن عباس : بل أنت الذي كنت تقصر وصاحبك الذي كان يُتم )).
10- مواظبة بعض الأئمة على سجود التلاوة كلما مروا بأي سجدة . وتلك المواظبة تُشعر بالوجوب، وأنه يُفضل ترك بعض المندوبات خوفاً من خلط العوام بين السنة والفرض، مثل مواظبة الأئمة والخطباء على الدعاء دُبر خطبة الجمعة حتى فهم العوام أنها واجبه، وإن لم يدعوا الخطيب وقعت الجمعة باطلة، وقد نبه الإمام "الشاطبي" في الجزء الثاني من كتابه " الاعتصام " على هذا الأصل : ( وهو أنه يُفضل ترك المندوبات أحياناً )، وضرب مثالاً وهو: مواظبة الأئمة في الديار المصرية على قراءة سورة السجدة كل ليلة جمعة والإتيان بالسجدة فيها وعدم تركها أحيانا، حتى زرع هذا في قلوب عوام المصريين أن ليلة الجمعة فُضلت بسجدة !).
11- صلاة الركعة الأولى في الوتر بسورة " الإخلاص "، والثانية بـ " الفلق" ، والثالثة بـ "الناس". و قد ورد في ذلك حديث ضعيف لا يصح العمل به.
12- قول بعض المأمومين في التأمين على الدعاء " حقاً - صدقاً - نشهد - .... " . وهذا من الممكن أن يكون مبطلاً للصلاة لأنه ليس من ألفاظ الصلاة ولكن من كلام الدنيا ، على خلاف قولهم " آمين " فهي من ألفاظ الصلاة .
13- تنبيه بعض الأئمة على هيئة صلاته للوتر، وأنه سيصلي الوتر ثلاث ركعات بتشهد واحد، أو أنه سيصلي ركعتين وركعة، وهذا لا نعلم له سلف.
وعلى المأموم أن يدخل الصلاة بنية متابعة الإمام في الوتر لعموم الحديث: (( فإنما جُعل الإمام ليؤتم به )). وقد سُئل العلامة "ابن عثيمين" ما حال المأموم إذا نوى أن يصلي الوتر مع الإمام بـ " سبح "، و" قل يا أيها الكافرون " ، ثم ركعة، ثم أن الإمام وصل ثلاث ركعات ببعضها ؟ فأجاب: ((المأموم لا يضُره إذا نوى الوتر سواء سلم الإمام من ركعتين أم لم يُسلم، لا يضُره شيئاً )) [جلسات رمضانية 21/14 شاملة] .
14- صلاة الوتر على هيئة صلاة المغرب بلا تسليم بعد التشهد الأوسط . وهذه هيئة لم تأتي بها السنة، والأصل في العبادات التوقف والاتباع، وقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( صلوا كما رأيتموني أُصلي )) [رواه البخاري].
15- غفلة بعض المأمومين عن قول " سمع الله لمن حمده " . وهذا خطأ لأننا مأمورون بمتابعة الإمام في التكبيرات الانتقالية ، وأما الاكتفاء بذكر " ربنا لك الحمد " فهذا ذكر الاعتدال من الركوع، ويتبقى ذكر الرفع من الركوع، والذي هو " سمع الله لمن حمده " وهو على الإمام ، والمأموم ، والمنفرد . وقد نبه الشيخ الألباني - رحمه الله - على هذه المسألة في كتابه صفة الصلاة ( هامش ص/ 135 و 136 طـ الثانية . مكتبة المعارف ).
16- قول بعضهم عند القيام في التراويح {رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} [الأنبياء 89]. وهذا القول بدعة محدثة إذ لم تأتي به السنة، ويدخل في مجمل ما أحدثه الناس في الصلاة، مثل قولهم دُبر الصلاة: " حرماً ، و "تقبل الله" ، والمصافحة بعد التسليم ، أو قولهم عند الوضوء "زمزم " .

17- جمع آيات سجدات القرآن في الركعة الأخيرة بعد الختمة من التراويح . قال الإمام السيوطي : ((وابتدع بعضهم بدعة أخرى، وجمع آيات سجدات القرآن عُقيب ختم القرآن في صلاة التراويح في الركعة الأخيرة فيسجد بالمأمومين جميعاً)). [الأمر بالإتباع و النهي عن الابتداع ص 192].
18- دعاء ختم القرآن في صلاة التراويح . قال بكر أبو زيد : ((ودعاء ختم القرآن داخل الصلاة في التراويح عملٌ لا أصل له من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولا من هدي الصحابة رضي الله عنهم ، ولم يرد فيه مروي أصلا ، ومن أدعى فعليه الدليل)) . [ تصحيح الدعاء ص 423 ، 424 ] .

19- المواظبة على عقد مجلس وعظ أو تذكير بعد الركعة الرابعة . وهذا لا يُعلم من فعل السلف ، فضلاً عن أنه كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه يفعل ويترك، قال العلماء: حتى يبين أن هذا الفعل سنة ، فما بالك بما لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم ؟. وقد سُئل العلامة ابن عثيمين عن هذا فقال : ((إنه ليس من هدي السلف، وإذا أراد الإمام أن يعظ الناس فليجعله في آخر شيء إذا انتهت الصلاة نهائياً حتى يكون الناس باختيارهم إن شاءوا بقوا، وإن شاءوا انصرفوا)) .ا هـ [ لقاء الباب المفتوح لقاء رقم 229 ]. قُلت : ولا يلزم المواظبة على هذه الهيئة أيضا، فمن الممكن جعل هذا المجلس بعد الركعة الثانية تارة، وأخرى بعد الركعة السادسة، وأخرى يُعلم أن الشيخ أو المحاضر موجود، ولكن لا يقوم بوعظ الناس حتى يستقر في النفوس أن هذه الهيئة ليست واجبة.
20- قراءة سورة الأنعام في ركعة واحدة من صلاة التراويح . ((ويروون في ذلك حديثاً لا أصل له عن ابن عباس عن ابي بن كعب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أُنزلت سورة الأنعام جملة واحدة يُشيعها سبعون الف ملك بالتسبيح والتحميد ) وهذا الحديث إسناده ضعيف مظلم ، فاغتر بذلك من سمعه من عوام المصلين، ثم أن هذا الحديث لم يكن فيه دلالة على استحباب قراءتها في ركعة))[ الأمر بالإتباع والنهي عن الابتداع ص 20 ، للسيوطي ] .
21- قول بعض المصلين في أول ركعتين " أبو بكر! " ، وبعد الأربع ركعات " عمر !" ، وبعد الست ركعات " عثمان !" وبعد الثمان ركعات " علي! "
فوزعوا الخلفاء الأربعة على الثمان ركعات! .

22- إطفاء الإضاءة عند بدء صلاة التراويح. اعتاد بعض الأئمة على إطفاء الأنوار عند بدء الصلاة، وأداء الصلاة في المكان المظلم لا حرج فيه وهو أمر جائز، ولكن اعتقاد الصلاة فيه ميزة أو أنه أقرب للخشوع فهذا أمر مُحدث لا أصل له، ولعله من تلبيس إبليس، فقد غر أقواما قديماً بتغميض أعينهم في الصلاة ، فلما تنبهوا أن هذا خلاف السنة خدعهم مرة أخرى بإطفاء الأنوار، فضلاً عن أنه قيل أن إطفاء الأنوار عند بدء الصلاة هو من عادات النصارى!، فإن ثبت هذا فيُحرم هذا الفعل من باب ترك التشبه بالكافرين .
23- ترك مراعاة حال المأمومين كتعند بعض الأئمة في الإصرار على ختم القرآن في الصلاة . وربما نبه على هذا، وأخبر على أن الذي لا يوافق على هذا يذهب إلى مسجد أخر!، فيطرد أهل المسجد لكي يصفوا له ولأتباعه ، ونقول: إن ختم القرآن في صلاة التراويح وإن كان شيئاً طيبا قريبا للنفس ، إلا أنه لم يثبت في السنة، ولم يثبت عن أحد من الأصحاب عليهم الرضوان، والذي ينبغي للإمام إن يعلم أنه لا يصلي لنفسه حتى يصنع ما شاء، بل يصلي لغيره، ولهذا يُعبر الصحابة فيقولون : (( صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم )) فهو يصلي لغيره، وقد نصح النبي صلى الله عليه سلم معاذ بن جبل فقال : (( أنت إمام قومك، وأُقدر القوم بأضعفهم )) [رواه أبو داود والنسائي، وحسنه الحافظ في الفتح 2/299]، وفي المتفق علي صحته أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : (( يا أيها الناس ، إن منكم منفرين ، فمن أم الناس فليتجوز ، فإن خلفه الضعيف والكبير وذا الحاجة))، وهذا في الفرض فما بالك في النافلة؟! ، أما من أراد الإطالة فليصلي لنفسه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا صلى أحدكم لنفسه فليصلي ما شاء )) .
24- تعمُد بعض الأئمة أن يختم القرآن في الصلاة في أيام قلائل . وذلك بإتباع سرعة القراءة، ولكن الملاحظ والمُشاهد من حال هؤلاء أنهم يقرؤون بطريقة يصعب فيها متابعة الإمام ورده إن اخطأ، فضلاً عن ترك التدبر والتأمل في معاني الآيات، وحجة هؤلاء هو تحصيل ثواب القراءة ويستدلون على هذا بحديث : ((لا أقول الم حرف ، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف))، و نسأل: هل ورد هذا الحديث في أحاديث صفة الصلاة، وهو القائل ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( صلوا كما رأيتموني أصلي)) ، أم ورد في فضل قراءة القرآن ؟، وأيضاً هذه الهيئة في القراءة مخالفة لأمر الله عز وجل : {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا}[ المزمل: 4 ]، وقد كانت تُعد حروف الكلمة الواحدة من في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا تدعوا إحياء السنة بمخالفة السنة !.
25- إتباع بعض الأئمة سياسة استحلاب الدموع عند الدعاء . فتراهم يتجهزون لهذا الأمر بأدعية مخترعة الغرض الوحيد منها هو جعل المأمومين ينتحبون ويبكون، ويُخشى أن يكون هذا من الرياء والسُمعة، وهيئة هذه الأدعية كتفصيلهم في وصف النار كـ ( اللهم إن نعوذ بك من النار، ومن حر النار، ومن زقوم النار، ومن عقارب النار، ومن .... ) وهذا كله من اللغو، فلو أعاذك الله ـ عز وجل ـ من النار ابتداء لأعاذك من كل هذا، وقد سمع "سعد بن أبي وقاص" - رضي الله عنه – ابناً له يدعو (( اللهم أني أسألك الجنة، ونعيمها، وبهجتها، وكذا، وأعوذ بك من النار، وسلاسلها، وأغلالها، وكذا، وكذا، فقال له : يا بني إني سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : ((سيكون قوم يعتدون في الدعاء ، فإياك أن تكون منهم ، إنك إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها من الخير ، وإن أعذت من النار أعذت منها ، وما فيها من الشر ))[أخرجه احمد، وغيره وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 3/218 ) ، وانظر دعاء القنوت للشيخ بكر أبو زيد ص12 ، 13 ].
26- زيادة لفظة"حليم" في دعاء ليلة القدر . فإن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها – سألت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( إذ أنا وافقت ليلة القدر فبما أدعو فقال : قولي اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فأعف عني )، وقد صحح الشيخ الألباني لفظة (( عفو كريم )) كما في تحقيقه لسنن ابن ماجة، فيزيد بعضهم فيقول : ( اللهم انك عفوٌ حليم تحب العفو فأعف عني ) ، فهذا استدراك على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ربما يأثم صاحبه .
27- إحداث بعض الزيادات عن دعاء القنوت المأثور . كقولهم : (( فلك الحمد على ما قضيت، ولك الشكر على ما أنعمت به علينا وأوليت ))، ومثل الزيادة في : (( اللهم أهدنا بفضلك يا مولانا فيمن هديت )) ، قال العز بن عبد السلام في فتاواه ص 87 : (( ولا ينبغي أن يُزاد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في القنوت شيء ولا يُنقص )) .
28- دعائهم عند ختم القرآن بحديث داود بن قيس . وفيه: (( اللهم ارحمني بالقرآن، واجعله لي إماماً ونوراً، اللهم ذكرني منه ما نُسيت، وعلمني منه ما جهلت ... ))، [وهذا الحديث ذكره الغزّالي في الإحياء بدون سند ، وضعفه السيوطي] .
29- تفصيلهم في الطلب عند الدعاء . فتراهم يدعون: (( اللهم أدخلنا الجنة، وزوجنا من الحور العين، واسقنا من خمر الجنة، وثمر الجنة، وطير الجنة ... ))، والسنة على خلاف هذا، فجاءت السنة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالتفصيل في الاستغفار، والإجمال في الطلب . فتراه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يدعو : (( اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا ، وما أسررنا وما أعلنا ... )) . ويقول : ((إني أعوذ بك من زوال نعمتك ، وتحول عافيتك ، وفجاءة نقمتك ، وجميع سخطك) ويقول : (( اللهم إني أعوذ بك من عُضال الداء ، وخيبة الرجاء ، وشماتة الأعداء ... ))، هذا في الاستغفار . أما في الطلب فيقول : (( إذا سئلتم الله الجنة فأسالوه الفردوس الأعلى .. ) .
30- مبالغة بعض المأمومين في التأمين . حتى أنك ترى في بعض الأحيان يصل الأمر صيحات بصرخات حماسية تشبه الهتافات، وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه – أنهم كانوا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سفر، فجعل الناس يجهرون بالتكبير، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( أيها الناس ، أربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنكم تدعون سميعاً قريباً وهو معكم )) [متفق على صحته]، وتأمين المأمومين في الصلاة من الذكر الذي يُسن الجهر به بقدر يحصل به المقصود .
31- ابتداء دعاء القنوت بعض الثناء والمحامد . فإنه ليس من السنة البدء ببعض المحامد الطويلة التي يُستفتح بها دعاء القنوت، ولكن يدخل مباشرة في دعاء القنوت كما علمه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للحسن بن علي - رضي الله عنهما - .
32- التزام السجع في الدعاء. ومن صورة هذا التزامهم بأحاديث واهية السند، لكنها يظهر فيها هذا السجع، مثل حديث: (( اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته .... )). ومن الأدعية المخترعة المسجوعة : (( اللهم ارحمنا تحت الأرض، وارحمنا فوق الأرض، وارحمنا يوم العرض .... ))، وقد ثبت في صحيح البخاري عن عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما – أنه قال له : ( فانظر السجع في الدعاء، فاجتنبه، فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب )).[ دعاء القنوت لبكر أبو زيد ص 11 ، 12 دار ابن الجوزي ].

33- إطالة الدعاء . قال البغوي : (( يُكره إطالة القنوت كما يُكره إطالة التشهد الأول))[ المجموع 3/479 ]. وقال بكر أبو زيد : ((وإذا كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لمعاذ - رضي الله تعالى عنه - لما أطال في صلاة الفريضة أفتانٌ أنت يا معاذ ؟ فكيف في هذا الحال؟)) . [ دعاء القنوت صـ 14].
34- فتح مكبرات الصوت ليلاً في صلاة القيام . وذلك يُكره لما يترتب عليه ضرر يلحق بعض الطلبة، أو عدم راحة بعض المرضى، فضلاً عن أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : (( ألا إن كلكم مناج ربه ، فلا يؤذين بعضكم بعضا ، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة " ، أو قال : " في الصلاة))[رواه أحمد، أبو داود وغيرهما ، وصححه الحاكم، والذهبي، وكذا الألباني]
35- تساهل بعض الأئمة في مسألة الوقف والابتداء . المُشاهد الآن في كثير من المساجد أن بعض الأئمة تشهي التلاعب في مسألة الوقف والابتداء ، وذلك زعماً منهم أنه يُنبه المستمع، ولا يجعله ينشغل عن القرآن!، وهذا ما أظنه إلا من تلبيس الشيطان، فإنهم يُحدثون معاني جديدة من الممكن أن تُفسد المعنى كقولهم: { يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ }، ثم يقفون، ولا يكملون عن عمد، فيتوهم السامع أن الذي أكل البقر كان سبع ( أسد )، إلى غير ذلك من التلبيس . فنقول لهؤلاء وغيرهم : (( أيها الناس التزموا بالسنة، ولا تتلونوا فإن دين الله واحد )) .
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
جمع وترتيب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 30 / 7 / 2011