إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 12 سبتمبر 2013

احذر يا هشام أن تَطعن في سلفنا الصالح وأنت لا تدري!



احذر يا هشام أن تَطعن في سلفنا الصالح وأنت لا تدري!

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
         قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : "الراد على أهل البدع مجاهد، حتى كان يحيى بن يحيى يقول: الذب عن السنة أفضل من الجهاد" ( نقض المنطق ص / 12 ).

        
وقال ابن القيم : " الجهاد نوعان: جهاد باليد والسنان وهذا المشارك فيه كثير، والثاني: الجهاد بالحجة والبيان وهذا جهاد الخاصة من أتباع الرسل، وهو جهاد الأئمة، وهو أفضل الجهادين لعظم منفعته وشدة مؤنته وكثرة أعدائه" (مفتاح دار السعادة ص 71 ).

           وقد بين شيخ الإسلام وجه من وجوه الكلام في المخالف، فقال : "وليس هذا الباب مخالفاً لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "الغيبة ذكرك أخاك بما يكره"، ( فإن الأخ هو المؤمن، والأخ المؤمن إن كان صادقــًا في إيمانه لم يكره ما قلته من هذا الحق الذي يحبه الله ورسوله وإن كان فيه شهادة عليه وعلى ذويه؛ بل عليه أن يقوم بالقسط، ويكون شاهداً لله ولو على نفسه أو والديه أو أقربيه، ومتى كره هذا الحق كان ناقصــًا في إيمانه، ينقص من إخوته بقدر ما نقص من إيمانه"(مجموع الفتاوى 28 / 235 ).

                 وقال الإمام ابن رجب الحنبلي في (( الفرق بين التعبير والنصيحة )) : " فرد المقالات الضعيفة ، وتبين الحق في خلافِها بالأدلة الشرعية ليس هو مما يكرهه أولئك العلماء، بل مما يحبونه ويمدحون فاعله ويثنون عليه، فلا يكون داخلاً في الغيبة بالكلية، فلو فُرض أن أحدًا يكره إظهار خطِئِة المخالف للحق فلا عبرة بكراهته لذلك، فإن كراهة إظهار الحق إذا كان مخالفاً لقول الرجل ليس من الخصال المحمودة، بل الواجب على المسلم أن يُحب ظهور الحق ومعرفة المسلمين له، سواء كان ذلك في موافقته أو مخالفته، وهذا من النصيحة لله ولكتابه ورسوله ودينه ، وأئمة المسلمين وعامتهم"

          ويَفصلُ القضية نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ قائلاً :" ألا لا يمنعن رجلاً هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه " ( رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني ).
من الدين كشفُ السَّتر عن كل كاذب .......................
............................... وعن كل بِدعيِّ أتى بالعجائبِ
ولولا رجالٌ مؤمنون لُهَّدمتْ............................
............... صوامعُ دينِ اللهِ من كلِّ جانبِ
      فمن أجل ذلك نخوض فيما لا نحب، لنـُميط الأذى عن منهج ارتضيناه ، وحاول غيرنا التشغيب عليه بشبهاته ، والتنمر عليه بأُغلوطاته .

      وها هو رجل علمناه من زمن منحرفاً على غير السنة، يهذى بما لا يدري، ويهرفُ بما لا يعرف، متهورًا، متعالمـًا، جهولًا، ... ألا وهو: هشام بن فؤاد البيلي، سكتنا عنه لما أُشيع من صبيانه وأتباع حزبه!، أن كلام أهل السنة فيه نابع من هوى!، وأن من تكلم فيه من العلماء وجرحه كان دافعه الغيرة والحسد!!، فالتزمنا الصمت وصبرنا حتى يخرج هو من صمته الذي افتعله، ليخدع به السذج والطيبين، وقد انخدعوا بالفعل، وقالوا: انظروا يتكلمون فيه ويسكت ولا ينتصر لنفسه!.


       ولكن أبى الله إلا أن يذل من عصاه، فهذا المشبوه سكت دهرًا ونطق فسقــًا!.
راح يدافع عن نفسه في أمر أُخذ عليه وهو: أنه يَلحن في اللغة؛ ولم يكن يضره شيئا لو قال: هذا الباب مغلق علي، لا أستطيع إتقانه، ويغفر لي الله تقصيري، وهذه الأمور التي تتأتى من المسلم سليم الطوية.
لكن لأن المشبوه من جلساء المبتدعة ورفقائهم، سلك مسلكهم، وأتبع طريقتهم، فراح يطعن في أحد السلف من أجل أن يحسن صورته، ويرفع خسيسته.
      وقد أحسن ابن فارس ـ رحمه الله تعالى ـ في وصف حالته فقال : " وقد كان الناس قديمــًا يجتنبون اللحن فيما يكتبونه أو يقرؤونه اجتنابهم بعض الذنوب، فأما الآن فقد تجوزوا حتى إن المحدث يحدث فيلحن، والفقيه يؤلف فيلحن؛ فإذا نُبِّها قالا : ما ندري ما الإعراب، وإنما نحن محدثون وفقهاء!، فهما يُسران بما يساء به اللبيب!!"
( التعالم ص 70 ).


      قال المشبوه وهو يشرح ( إي والله يشرح! ) رسالة "تاريخ تدوين العقيدة السلفية" للشيخ عبد السلام بن برجس - رحمه الله - :
"قال الشيخ عبد السلام بن برجس - رحمه الله - : "فكتب أبو بكر بن حزم، عن عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية، والقاسم بن محمد بن أبي بكر -وكان لحَّانًا!-". اهـ
فقال- مُعَلِّقًا- : (كان لحَّانًا) : كثير الخطإ في العربية؛ لا يستطيع أن يُقيم لسانه بعبارة – وسيأتيكم - إن شاء الله- .
وقد أخرجَ مسلمٌ: أن القاسم بن محمد ورجلًا كانا عند عائشة. قال: وكان القاسم لحَّانًا!
يقول النووي: يعني كثير اللحن والخطإ ، إذا تكلم بالعربية.. كثير اللحن!
القاسم بن محمد هذا، من أين يا إخوان؟! (قول يا سيدي!)
أحد فقهاء المدينة السبعة!!
حتى قالت عائشة له: إني لأعلمُ لِمَ ينطق هذا بفصاحة وأنت تلحن؛ لأن هذا ربَّته أمه، وأنتَ ربَّتكَ أمك!
وكانت أمُّ القاسم أمَّ ولد -لا تتقن العربية- فتأثر بها!
ولم يُسقطه أحدٌ -أبدًا- بهذا اللحن، الذي لم يكن مرة أو مرتين! وإنما كان موصوفًا به!، مُكثِرًا منه!، حتى قيل: كان لحَّانًا -صيغة مبالغة- كان لحَّانًا! ومع ذلك ما سَقَطَ.
بل من حُفَّاظ الأمّة مَن كان يقول: (حدَّث عن أبوه!)، ليس عن أبيه! -مما يعرفه الصغيرُ بالسليقة ربما-.
وليس هذا دعوةً للحن - والحمد لله- ؛ فإن كثيرًا من الناس يُحسِن أن يقول: حدَّث عن أبيه -لا عن أبوه!- " أ.هـ .

       قلت: فانظر يرحمك الله إلى أسلوبه ومنهجه، راح يغمز في " القاسم بن محمد بن أبي بكر " ـ رحمة الله عليه ـ وأخذه غرضاً، فقال :" لم يكن (يلحن) مرة أو مرتين! وإنما كان موصوفًا به!، مُكثِرًا منه!، حتى قيل: كان لحَّانًا -صيغة مبالغة- كان لحَّانًا! ومع ذلك ما سَقَطَ ".أ.هـ
 وكل ذلك من أجل أن تستدل أن اللحن لا يدخل في جرح الرجل وتعديله.

         وأقول له: كان الأليق بك هنا يا مسكين! أن تستدل بقصة الوليد بن عبد الملك، وكان (يلحن رحمه الله وغفر له) فقال له عمه يوماً : "خليفة وتلحن؟!، فقال الوليد: ابنك عبد الله يلحن، فقال عمه: ولكن أخوه لا يلحن، فقال الوليد: وأخي سليمان لا يلحن!!". (انظر تاريخ دمشق، والبداية والنهاية).

      
وأيضاً عن عيسى بن عمر قال: " كان عندنا رجل لحان، فلقي رجلاً مثله فقال: من أين جئت؟فقال من عند ((أهلونا)) فتعجب منه وحسده!!، وقال: أنا أعلم من أين أخذتها: أخذتها من قوله تعالى: { شَغَلَتْنَا أموالنا وَأَهْلُونَا } [الفتح : 11].
     وارجع يا مشبوه! إلى أخبار الحمقى والمغلفين، فستجد من هذا الكثير، لتستعين به على تلبيسك وتدليسك، واترك لنا سلفنا الصالح.
       وصنيعك هذا يا مسكين! حذر منه العلماء، بل ألفوا فيه، فتجد للإمام السيوطي كتاب(( تنزيه الأنبياء عن تسفيه الأغبياء))، نبه فيه أن من راح يدافع عن نقص في نفسه بإقحام غيره من الأنبياء أو الصالحين، يُعد هذا من سبهم وانتقاصهم، وهذا لا يفعله إلا الأغبياء!.

       وليُعلم أن أمثال هذا الجهول هو من أسباب حيرة شباب هذه الأمة، لأنه يصول ويجول على أصول المبتدعة، فتراه يتكلم بالمتشابه من الكلام ، يخدع به جهال الناس بما يشبه عليهم.

فمازال يقرر ويثبت هو وصبيانه أن ما حدث في مصر كان خروجـًا على الحاكم الإخواني، (نعم يا سيدي!) كان خروجاً، ثم ماذا؟، ماذا تريد؟ تريد أن تقرر أن ولاة الأمر الآن خوارج!؛ فإن كانوا خوارج! كان ماذا؟!
أليس لهم السمع والطاعة في المعروف؟ أم تريد إثبات شيء أخر؟! صرح وأخرج ما تكتمه يا رجل! .
وها نحن تماشينا مع هذيانك وتلبيساتك، لنظفر منك بما تُبطن، فلا تبخل علينا!.

           مع أننا نقول: أن هناك فرق بين الخارجين والخوارج، فليس كل من خرج على ذي سلطان كان خارجيًـا ، ولكن من تدين بتكفير الولاة، ورام الثواب في الخروج عليهم.
وقد استقر كلام السلف على أن الخروج على الحكام حرام بأي طريقة كان، وأن السمع والطاعة في المعروف مبذول لكل من تغلب منهم على ديار الإسلام؛ فحرموا الخروج، وأقروا بالسمع والطاعة للمتغلب المسلم.

فما المشكلة؟! نسمع ونطيع في المعروف، ولا نشارك أو نقر الخروج.
          بيد أن المشكلة في من يتعامل بدهاء وخبث مع هذه الأصول فيقول: نقر بولاية فلان المتغلب، وهو ومن حوله يدندنون ليل نهار أن ما حدث كان خروجــًا ( ولولا الملامة لقالوا: انقلابـًا )، ويقول: لمصلحة من يكسر جيشنا؟، وتسمع منه أيضاً: نحن مع جيشنا مادام مع شرعنا!. فإن لم يكن مع شرعنا كان ماذا؟!
      أهذا لسان أهل السنة؟! أم لف ودوران، وخلط وتدليس؟
 نسأل الله العافية؛ وأن يَنصر من كان على السنة حريصاً، وأن يفضح من كان في الصف دسيساً.
       نقول هذا ونرد على المشبوه في الوقت الذي لا نطمع في رجوعه لكبره وجهله ـ هداه الله ـ ، قال ابن عون :" سمعت محمد بن سيرين ينهى عن الجدال؛ إلا رجلا إنْ كلّمْتَهُ طَمِعْتَ في رجوعه"(الإبانة الكبرى لابن بطة).

        ويقول قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ : "أصل الأخلاق المذمومة كلها الكبر والمهانة والدناءة، وأصل الأخلاق المحمودة كلها الخشوع وعلو الهمة" (الفوائـد ص 419).

         وما نعانيه من المشبوه ومن لف لفه وسار على نهجه ، لخصه الشيخ الألباني في كلمة، فقال ـ رحمه الله ـ : "إنّ المسلمين كانوا وما زالوا يعانون أزمة عقيدة، وقد أضيفت إليها أزمةُ أخلاقٍ، وهما أزمتان حادّتان خطيرتان لا تطيب الحياةُ معهما" اهـ

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
4 ذو القعدة 1434
10 / 9 / 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق