إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 13 سبتمبر 2013

زيـادة قبيحة!



زيـادة قبيحة!

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فإن أم المؤمنين عائشة ـ عليها الرضوان ـ قالت في وصف خلق الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( كان خلقه القرآن)) [هذا لفظ أحمد، وأصل الحديث عن مسلم في الصحيح].

والمعنى: أنه كان يتأدب بآدابه، ويتخلق بأخلاقه، فما مدحه القرآن كان فيه رضاه، وما ذمه القرآن كان فيه سخطه.
ورأيت كثيرًا من الخطباء يزيد على صُلب الحديث زيادة قبيحة، فيزعم أن عائشة قالت: (( كان خلق الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن، كان قرآنًا يمشي على الأرض!)).
والزيادة هنا، هي قولهم: ((كان قرآنًا يمشي على الأرض! ))
وهذه مخالفة شنيعة للعقيدة، إذ يعتقد أهل السنة أن القرآن الكريم صفة للرب ـ سبحانه وتعالى ـ كما في قوله: { وَإِنْ أَحَدٌ مّنَ المشركين استجارك فَأَجِرْهُ حتى يَسْمَعَ كَلاَمَ الله } [ التوبة : 6 ]، فالقرآن (كلام الله )، وهو صفة من صفاته ـ سبحانه وتعالى وعز وجل ــ ، فإن قلنا: أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان قرآنًا!، هذا يتضمن أن صفة من صفات الله ـ عز وجل ـ حلت في النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ !!، وهذا من أفسد القول وأشنعه.
ولعل هذه الزيادة القبيحة تسللت من طريق الاتحادية الخبثاء، والذي يتبنى مذهبهم الآن الصوفية! ( علموا ذلك أم جهلوه !)، فتسمع من هؤلاء المتصوفة مثلاً : ((الله ربّي لا إله سواه.. هل في الوجود حقيقة إلاّ هو؟ ! )) فهذا قول الاتحادية الأوائل كابن عربي والتلمساني وغيرهما.

قال الشيخ ربيع  المدخلي ـ حفظه الله ـ : (( هل في الوجود حقيقة إلاّ هو؛ هذا من كلام أهل وحدة الوجود، يقول لا وجود حقيقي إلاّ الله ، هناك وجود حقيقي للمخلوقين، الله أوجدهم وأوجد هذه الحقائق فهذا يشبه كلام أهل وحدة الوجود )) .

وقال الشيخ صالح السحيمي ـ حفظه الله ـ : ((هل في الوجود حقيقة إلا هو" هذا هو القول بوحدة الوجود . وهي عقيدة ابن عربي وابن الفارض وابن سبعين والفارابي وغيرهم من زعماء الاتحاديين القائلين بأن العبد رب والرب عبد!، وأنه لا حقيقة لهذا الوجود إلا لله عز وجل؛ فكل ما تشاهده وتراه وتحسه وتذوقه وتلمسه هو الله عز وجل!! . وقد قرر أحد المنظرين أحد الكتاب الجهلة في هذا العصر ذلك عند قول الله عز وجل عند سورة الإخلاص في تفسيره المسمى ب: "في ظلال القرآن" )) .


قلت: فانتبه يا عبد الله! من تكرار هذه الزيادة، فالأمر خطير!

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 7 ذو القعدة 1434
12 سبتمبر 2013


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق