تربية الكلاب وذل المعصية!
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي
بعده، أما بعد:
فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نهى عن اقتناء وتربية الكلاب،
إلا ما استخدم منها في الحراسة..
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: "من أمسك كلبًا فإنه ينقص من عمله كل يوم قيراط إلا
كلب حرث، أو ماشية". [رواه البخاري ومسلم].
وفي رواية لمسلم : يقول الرسول صلى الله عليه
وسلم: "من اقتنى كلبًا ليس بكلب صيد ولا ماشية ولا أرض فإنه ينقص من أجره قيراطان
كل يوم".
وقد بين - صلى الله عليه وسلم - أن هذه الكلاب
من أسباب نفرة الملائكة من البيوت والرفقة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" لا تدخل الملائكة بيتا
فيه كلب ولا تصاوير ". [متفق عليه].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - : " لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب أو جرس" .[رواه
مسلم وغيره].
فضلًا عن ما ثبت في الشريعة من شدة نجاسة لعاب
الكلب، وأنه إذا ولغ في إناء لا يطهر إلا بغسله سبع مرات أحدهن بالتراب.
وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتل أمة الكلاب
في أول الأمر، ثم رجع عن هذا، وأمر بقتل كل أسود بهيم لأنه شيطان.
فعن عبد الله بن عمر رضي الله
عنهما قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بقتل الكلاب، فننبعث في المدينة
وأطرافها فلا ندع كلبا إلا قتلناه ، حتى إنا لنقتل كلب المرية (المرأة) من أهل البادية
يتبعها" [متفق عليه].
ثم رجع عن هذا واكتفى بقتل الكلب الأسود الذي لا يشوبه لون أخر..
فقال: "لولا أن الكلاب أمة
من الأمم لأمرت بقتلها، فاقتلوا منها الأسود البهيم". [رواه أبو داود
والترمذي وغيرهما بسند صحيح].
هذا؛ ومع كل ما مر ذكره، نرى بعض أبناء المسلمين
اليوم لا يلتزمون بأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، بل نرى منهم من يتسابق ويتفاخر بتربية الكلاب!، حتى وصلت إلى مبالغ
فلكية!!.
وقد نهي النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا عن ثمن الكلب،
وثمن الدم، ومهر البغي، وحلوان الكاهن.
بيد أن هذه المخالفة لهدي رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - كُتب على صاحبها الذل والصغار، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
" وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم " [
رواه أحمد بسند صحيح].
فكيف ذلك؟
نقول: إن الله عز وجل خلق هذه
الحيوانات مسخرة ومذللة لنا، فإذا ما قام إنسان بنقل أو جر حيوانًا منها، تراها تمشي
خلفه، وإن كانت من أكبر الحيوانات كالفيل، أو الجمل.
فتجده هو في الأمام .. فهو القائد
والسيد، وهي خلفه تلتزم بأمره؛ إلا الكلب!، فتراه هو من يجر صاحبه، فيكون هو الذي في
الأمام مكان القائد والسيد، وصاحبه هو من يمشي في الخلف!.
ليس ذلك فحسب، بل ترى من ابتلي بهذه المعصية أصبح
كالخادم عند كلبه!، يراقب أوقات قضاءه للحاجة، فإذا ما حان وقت تبوله أو تبرزه!، نزل
به إلى الشارع ولو في منتصف الليل، وشدة البرد.. لكي يقضي حاجته!.
وهذا من ذل وخزي الدنيا، فما بالك
بالآخرة؟
نسأل الله العافية لنا ولجميع
المسلمين.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين.
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد.
القاهرة 8 / شوال / 1440 هـ
11 / 6 / 2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق