كيف نفهم بروتوكولات حكماء صهيون؟!.
فإنه يلتبس على البعض فهم خطة بروتوكولات
اليهود، ويشعر أنه داخل متاهة!، وتراه أحيانًا يخرج باستنتاج من فقرة معينة، ثم يجد
الفقرة التي تليها تهدم استنتاجه الأول!
وموضع اللبس، أن هذه البروتوكولات لم تحرر كتابة،
وإنما هي محاضرات ألقاها أحد "أمراء المنفى" على بعض النخب اليهودية، ومعلوم
أن لنبرة صوت المتكلم عامل قوي في إيضاح المعنى، بخلاف ما يحرر كتابةً، فإنه يُراعي
فيه رسم تصور للقارئ من خلال الكلمات حتى يَفهم مراد المتكلم، هذا من وجه.
وأيضًا : ضعف الترجمة التي وصلت إلينا، فإن البروتوكولات
كتبت بلغة، ثم ترجمت إلى أخرى، ثم ترجمت إلى العربية، مما جعل فيها شيئًا من العجمة
وعدم الوضوح، كالتي تجدها في ترجمة التوراة والإنجيل.
فضلًا على أن معرفة لغة وثقافة المتكلم لها عامل
قوي في فهم مراده، ولهذا تجد من تعرض لفضح مخططات البروتوكولات من علوج الغرب ك
"هنري فورد" في كتابه الماتع "اليهودي العالمي" ، تجد عنده وضوح
في فهم هذه المخططات، وذلك لأنه فهمها من خلال لغته الأم، ففهم الكلام وما يراد منه،
وما يراد من وراءه، وهذا أمر مهم يعرفه من يهتم بعلوم اللغة.
فثقافة المتكلم التي نشأ فيها، وطبيعة المستمعين
وثقافتهم، لابد أن توضع في الاعتبار لتكوين تصور صحيح يُفهم من خلاله مقصود المتكلم
عن هذه المخططات.
ومثل هذا نبه عليه الشيخ الأستاذ "محمود شاكر"
- رحمه الله - في كتابه "رسالة في الطريق إلى ثقافتنا"، عندما تكلم عن استحالة
فهم المستشرق لعلوم أمة الإسلام، لأنها كتبت بلغة وثقافة غير التي فطم عليها في صغره.
ويتبقى بيان أصعب جزء في فهم مخططات البروتوكولات؟
وهذه الصعوبة ناتجة من أن المحُاضر الذي كان يؤصل
لمخططات البروتوكولات، كان يتكلم عن قضية مفهومة وواضحة عند مستمعيه، قضية مسلم به
في عقولهم، وهي: أنهم يسعون لتأسيس حكومة عالمية يكون ملكها رجل من بني إسرائيل من
نسل داود!.
وأن عليهم للوصول إلى غرضهم هذا = التخلص من الحكومات
الحالية، وذلك بإيقاعهم في كذا وكذا من مخططات الإفساد، أما حكومتهم المستقبلية فيتوجب
عليها أن تتجنب الوقوع في كذا وكذا ، لأن هذا
سيضعفها.
فالبروتوكولات كلها تقريبًا تمشي بهذه الوتيرة، فأنت
لا تفهم في مواضع كثيرة عن أي حكومة يتكلمون؟ وكيف يضعون الفخ، ويضعون النجاة منه في
آن؟!
وكذا تجده عندما يتكلم عن الشعب، فإن ذكر الشعب،
وذكر معه مخططات التدمير والتنكيل، فالمقصود بهذا الشعب.. الشعب الأممي من غير اليهود،
وإن ذكر الشعب ومعه مخططات الرفاهية، فالمقصود به أيضًا الشعب الأممي، ولكن عندما يكون
من رعايا الدولة اليهودية العالمية التي يسعون لتأسيسها!، والتي يطلق عليها اليوم
"النظام العالمي الجديد"!.
وأحيانًا يوضح خطيب البروتوكولات
مقصده فيقول: "حكومتنا وشعبنا".
فالشاهد:
أن البروتوكولات تحمل بين طياتها
الداء والدواء معًا، فمن استطاع استخراج الدواء من بين طيات البروتوكولات هدمها بإذن
الله تعالى.
وأخيرًا: مما يقع فيه اللبس أيضًا، أن البرتوكولات
تتكلم عن أمور تمكن منها اليهود فعلًا وحققوها، وأمور ما زالت يسعون لتحقيقها.
فتفعيل مخططات البرتوكولات ك"الديمقراطية
وتأسيس المجالس النيابية"، لا يتنزل على الأنظمة التي لم تدخل دوامة البروتوكولات.
لأنه لابد لإدخال الدولة في فخ البرتوكولات إسقاطها
أولا من النظام الملكي إلى النظام الجمهوري، فإن لم يحدث هذا يُعطل مثل هذه المخططات
التي ذكرت آنفًا.
بمعنى: أن هناك خطوات لتفعيل بعض البروتوكولات،
فإنه لن يتم تفعيل "البروتوكول التاسع" الخاص بتأسيس دولة مدنية حديثة قائمة
على النظام الديمقراطي، العمدة في هذه الدولة = المجالس النيابية الحزبية، والتي تعمل
على تفريق المجتمع وتحزبه، والذي يتولد من هذا التحزب والفرقة فوضى في أنحاء البلاد،
مما يدفع رئيس الدولة للتصدي لهذه الفوضى كما ينص "البروتوكول العاشر"، وهو
ما يدخل البلاد في صدام بين الشعب وحكوماته، ليدفع به في المنتهى الدخول في دوامة المظاهرات
والاعتصام، والاضطرابات العمالية ليؤدي "البروتوكول السابع عشر" عمله!، وتسقط
البلاد أوتوماتيكيا في فخ "البروتوكول العشرين" الخاص ب"صندوق النقد
الدولي"!.
وكل هذه الدوامة والمعمعة لن تعمل
بشكل فعال، حتى يُفعلّ "البروتوكول الأول" الذي فيه تحويل الدول من نظام
ملكي إلى نظام جمهوري!.
فخطة البروتوكولات ليست سوى حلقة
محكمة، كل جزء فيها يسلمك للذي بعده!
وأن أشد ما يواجه من يريد فضح
غموض البروتوكولات، أنه كلما حاول فضحها زاد كلامه غموضا!.
ولعلي وفقت في رفع بعض هذا
الغموض في كلامي عن أمراء المنفى، الذين يرجع إليهم كتابة هذه المخططات اليهودية
تجده في مقال "أمراء المنفى
والديمقراطية" للوصول إليه اضغط "هنا"
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد.
القاهرة 3 / ذو القعدة / 1439ه
١٦/٠٧/٢٠١٨ م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق