إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 26 مايو 2020

قطر السماء في صحيح أذكار الصباح والمساء


 قطر السماء

في صحيح أذكار الصباح والمساء


صحيح أذكار الصباح

1 ـ "أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ، وَعَلَى كَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى مِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا مُسْلِمًا، وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ".
 [صحيح . رواه أحمد (15360) ط الرسالة، والنسائي في الكبرى وغيرهما، وصححه الألباني (2989 )] .
 وهو من أذكار الصباح خاصة

2 ـ "سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ". [ثلاث مرات]
[رواه مسلم في صحيحه (2726) (79) ، والبخاري في الأدب المفرد (647)]. 
وهو من أذكار الصباح خاصة.

 3 ـ "أَسْتَغفِرُ اللهَ". [مائة مرة].
[رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (30058 ) ط دار القبلة، والنسائي في الكبرى (10202 ) ط دار الرسالة، وغيرهما، بسند صحيح، وصححه الألباني في الصحيحة ( 1600 )].
وهو من أذكار الصباح خاصة.


4 ـ " اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّى، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَىَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ".
[رواه البخاري (6306) الفتح]، من رواية "شداد بن أوس ـ رضي الله عنه ـ وليس له في البخاري إلا هذا الحديث كما قال المنذري.

5 ـ "أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِا الْيَوْمِ وَخَيْرِ مَا فِيهَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّه وَشَرِّ مَا فِيهَ، اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَسُوءِ الْكِبَرِ وَفِتْنَةِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْقَبْرِ".
[رواه مسلم ((2723) (75)، وأبو داود والترمذي].

6 ـ "اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا أَوْ أَجُرُّهُ إِلَى مُسْلِمٍ".
[صحيح، رواه أحمد في مسنده (51) ط مؤسسة الرسالة، والبخاري في الأدب المفرد، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وصححه الألباني في الصحيحة (2763)]. 
وهو من أذكار النوم أيضًا.


7 ـ "اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا ، وَبِكَ أَمْسَيْنَا ، وَبِكَ نَحْيَا ، وَبِكَ نَمُوتُ ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ".
[صحيح، رواه البخاري في الأدب المفرد (1199)، وابن حبان في صحيحه، والترمذي وقال: حديث حسن، وصححه الألباني في الصحيحة (263)].


8 ـ " لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".
[صحيح، رواه أحمد وأبو داود ( 5077 )، وغيرهما، وصححه الشيخ الألباني في صحيح ابن ماجة ( 3867 )].
سنة عزيزة!
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دبر كل صلاة ـ مكتوبة ـ إذا سلم : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد ". [متفق عليه].
9 ـ  "يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ ، وَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ".
[حسن . أخرجه النسائي في الكبرى، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة، وحسنه، ووافقه الشيخ الألباني في الصحيحة (227)].


10 ـ "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ . اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ ، وَأَهْلِي وَمَالِي . اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي ، وَآمِنْ رَوْعَاتِي . اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي ، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي ، وَمِنْ فَوْقِي ، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ مِنْ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي".
[صحيح رواه أحمد (حديث : ‏ 4785 ‏)، والبخاري في الأدب المفرد (حديث : ‏ 1200 ‏) وابن أبي شيبة والنسائي في الكبرى ، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد].

11 ـ "سورة: الإخلاص , والفلق , والناس". [ثلاث مرات].
[حديث حسن، رواه النسائي في الكبرى (5445) وفي مسند أحمد ،  وعبد بن حميد في مسنده، ورواه الترمذي عنه في جامعه حديث : ‏3575‏   وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب ، ورواه أبو داود في سننه باب ما يقول إذا أصبح،  وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الترمذي (2829) ].
فائدة وتنبيه:
تكرار سورة الإخلاص والمعوذتين ثلاث مرات في هذا الحديث هو خاص بأذكار الصباح والمساء،ولا تعلق له بالذكر بعد الصلاة، فلم يصح قراءة سور الإخلاص في أذكار دبر الصلاة، وإنما وردت في حديث باطل، انظر الضعيفة (6012) - ( مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ [ و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } ] دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ
مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلا الْمَوْتُ ) .
قال الشيخ الألباني: باطل بذكر {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } . اهـ
 والصحيح قراءة المعوذتين دبر الصلوات، لحديث: " اقرؤوا المعوِّذات في دُبرِ كل صلاة " .((صحيح أبي داود)) (1363) .
وكما تجدأنه ليس في الحديث عدم التكرار ثلاثا، أو تخصيص صلاة الفجر والمغرب بثلاث مرات كما هو مشهور.
وقد سؤال الشيخ الألباني كما في سلسلة الهدى والنور : "هل ثبت أن النبى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه كان يقرأ الإخلاص دبر كل صلاة كالمعوذات وآية الكرسى ؟
الشيخ : لا
السائل : لم يثبت ، بعد صلاة الفجر وبعد صلاة المغرب؟
الشيخ : أى صلاة ، لم تثبت". اهـ
فالخلاصة:
فالأول: أنه ليس من السنة قراءة سورة الإخلاص دبر الصلاة.
 والثاني: ليس من السنة تكرار المعوذتين ثلاث مرات دبر الصلاة؛ وإنما هذا خاص بأذكار الصباح والمساء فقط.

12 ـ " بِسْمِ اللهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ". [ثلاث مرات].
[صحيح . رواه أحمد (528)، والنسائي في " اليوم والليلة " (15) والطحاوي في مشكل الآثار  من طريق محمد بن كعب القرظي، وصححه الشيخ الألباني في 6426 في صحيح الجامع] .

13ـ "أَصْبَحْتُ أُثْنِيَ عَلَيْكَ حَمْدًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ". [ ثلاث مرات].

[رواه النسائي في الكبرى (10018)، بسند حسن مسلسل بالتحديث، رواته كلهم عراقيين ثقات خلا شيخ النسائي " معاوية بن صالح بن أبي عبيد أبو عبد الرحمن الأشعري "، فهو دمشقي. وقد صح سماعه من العراقيين كما في ترجمته من تهذيب الكمال ( 6059 )، قال مسلمة بن قاسم: أرجو أن يكون صدوقا، وقال ابن حجر في التقريب: صدوق.
أما باقي رجال الإسناد: منصور بن أبي مزاحم واسمه : بشير التركي أبو نصر البغدادي، وثقه ابن معين، والدارقطني، وغيرهما، وقال ابن حجر في التقريب: ثقة.
ـ وأبو المحياة هو: يحيى بن يعلى بن حرملة التيمي الكوفي،اجتمعت الكلمة على توثيقه وهو من رجال مسلم، في الجرح والتعديل للرازي (850 ): ثقة، وفي تاريخ ابن معين (1307 ): ثقة، وذكره ابن حبان في ثقاته (16328 )، ووثقه الذهبي في المغني في الضعفاء (7073 )، وفي الكاشف (6271 )، وابن حجر في التهذيب
( 487 )، وذكره ابن شاهين في كتاب "الثقات" كما في إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي الحنفي ( 5225 ).
ـ أما منصور هو: ابن المعتمر السلمي أبو عتاب الكوفي، ثقة مأمون كثير الحديث، قال أبو داود كما في تهذيب الكمال ( 6201 ): منصور لا يروي إلا عن كل ثقة. وقال البخاري في التاريخ الكبير: كان من أثبت الناس.
ـ ومالك بن الحارث فهو وإن لم يعينه النسائي فهو : مالك بن الحارث السلمي الكوفي، يتبين ذلك من أمور، منها: طبقته، وأنه من شيوخ منصور بن المعتمر.
ففي ترجمته في الجرح والتعديل ( 909 ) : مالك بن الحارث السلمي كوفي روى عن بن عباس وعبد الرحمن بن يزيد وأبيه روى عنه منصور بن المعتمر والأعمش ... وعن يحيى بن معين أنه قال: مالك بن الحارث "ثقة". اهـ
وقال البخاري في تاريخه ( 1307): مالك بن الحارث سمع بن عباس وعبد الرحمن بن يزيد كوفي يروي عنه منصور. اهـ
قال ابن حبان في الثقات ( 10925 ): مالك بن الحارث الكوفى يروى عن أبيه عن أبى موسى روى عنه منصور والأعمش. اهـ
ف " مالك بن الحارث" هو صاحبنا السلمي الكوفي، ويؤكد ذلك فإنه كما مر أن "منصور بن المتعمر" لا يحدث إلا عن ثقة.
وقد روى لمالك مسلم في المتابعات.
ـ أما "أبو زرعة بن عمرو بن جرير البجلي" هو: الكوفي و اسمه هرم، ثقة من رجال البخاري ومسلم.
وقد حسن الحديث الشيخ مقبل الوداعي ـ عليه الرحمة ـ في كتابه "الجامع الصحيح لما ليس في الصحيحين ( 2 / 473 )، قال: هذا حديث حسن، رجاله رجال الصحيح إلا شيخ النسائي معاوية بن صالح، وقد قال: لا بأس به، وقال مسلم: أرجوا أن يكون صدوقا، كما في تهذيب التهذيب.
قلت: وقد وقع تصحيف هنا، فقائل " أرجوا أن يكون صدوقا" ليس مسلم، بل مسلمة بن قاسم، والله أعلم.

 14 ـ "لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ".[ عشر مرات].
[صحيح، رواه أحمد (23568 )، والطبراني في الكبير، وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة ( 114 )].

15 ـ "سبحان الله وبحمده".[ مائة مرة].
أو "سبحان الله العظيم وبحمده" .
[رواه البخاري ومسلم]، وفيه: عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قال : سبحان الله وبحمده ، في يوم مائة مرة ، حطت خطاياه ، وإن كانت مثل زبد البحر". هذا لفظ البخاري.
زاد مسلم في أوله: " حين يصبح وحين يمسي : سبحان الله وبحمده ، مائة مرة ...".
وعند أبي داود بسند صحيح: "سبحان الله العظيم وبحمده".

16 ـ : "سُبْحَانَ اللهِ". [ مائة مرة، كلما زاد كان أفضل].
"الْحَمْدُ لِلَّهِ" . [ مائة مرة، كلما زاد كان أفضل].
"اللَّهُ أَكْبَرُ". [ مائة مرة، كلما زاد كان أفضل].
"لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ".[ مائة مرة، كلما زاد كان أفضل].
[حسن، رواه النسائي السنن الكبرى  - حديث : ‏  10246‏]،  من حديث عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده، قال يحيى بن سعيد القطان : "عمرو بن شعيب" إذا روى عنه الثقات فهو ثقة يحتج به .
قلت: وهذا الحديث رواه عنه الأوزاعي ـ رحمه الله ـ ، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب(658).

صحيح أذكار المساء

1 ـ "أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ". [ثلاث مرات ].
[رواه مسلم ] وصحح الشيخ الألباني رواية الترمذي، وفيها: من قال حين يمسي ثلاث مرات : "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم يضره حمة تلك الليلة". وقال الترمذي: حديث حسن.
أما رواية مسلم فليس فيها ذكر للعدد، وفيها:
 عن أبي هريرة ، أنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة ، قال : " أما لو قلت ، حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم تضرك ".
وهو من أذكار المساء خاصة.

2ـ " اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّى ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَىَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، فاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ".

3ـ "أَمسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لِلَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا، اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَسُوءِ الْكِبَرِ، وَفِتْنَةِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْقَبْرِ".

4 ـ"اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي ، وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ ، وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا أَوْ أَجُرُّهُ إِلَى مُسْلِمٍ".

5 ـ "اللَّهُمَّ بكَ أَمْسَيْنَا ، وَبِكَ أَصْبَحْنَا ، وَبِكَ نَحْيَا ، وَبِكَ نَمُوتُ ، وَإِليْكَ الْمَصِيرُ".

6ـ " لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".

7 ـ "يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ ، وَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ".

8 ـ "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ . اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ ، وَأَهْلِي وَمَالِي . اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي ، وَآمِنْ رَوْعَاتِي . اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي ، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي ، وَمِنْ فَوْقِي ، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ مِنْ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي".

9ـ "سورة: الإخلاص , والفلق , والناس". [ثلاث مرات].

10ـ "بِسْمِ اللهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ". [ثلاث مرات].

11ـ "أمسيت أُثْنِيَ عَلَيْكَ حَمْدًا ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ". [ثلاث مرات].

12ـ "لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ".[ عشر مرات].

13ـ "سبحان الله وبحمده".[مائة مرة].
أو "سبحان الله العظيم وبحمده" .

14 ـ : "سُبْحَانَ اللهِ". [مائة مرة وكلما زاد كان أفضل]
ـ "الْحَمْدُ لِلَّهِ". [مائة مرة وكلما زاد كان أفضل]
ـ"اللَّهُ أَكْبَرُ". [مائة مرة وكلما زاد كان أفضل].
- " لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" . [مائة مرة وكلما زاد كان أفضل].

وكتب
وليد بن سعد
القاهرة 3 / شوال / 1441 ه

26 / 5 / 2020

الأحد، 29 مارس 2020

حـقـيقـة الحَـجْر الصحـي


 
في ضوء نازلة فيروس كورونا (5)

حـقـيقـة الحَـجْر الصحـي
  الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

   فإن عامة من يستدل بقول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "الطاعون رجس أرسل على طائفة من بني إسرائيل ، أو على من كان قبلكم ، فإذا سمعتم به بأرض ، فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض ، وأنتم بها فلا تخرجوا ، فرارا منه". [متفق عليه].
عامة من يستدل بهذا الحديث يذهب إلى إن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ سنّ في هذا الحديث ما يعرف في لغة الناس اليوم ب" الكرنتينا" أو "الحَجْر الصحي"، وذلك حفاظا على سلامة الأصحاء وللحد من انتشار الوباء.
 "ولكن هذا غير صحيح؛ لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ راعى ما هو أعم وأهم، وهو الفرار من قدر الله، قال: «لا تخرجوا منها فرارًا منه". [انظر الشرح الممتع للعثيمين (11 / 111) ط ابن الجوزي].

   وقصر الحديث على أن المقصود منه الحد من انتشار الأوبئة، والمحافظة على سلامة الأصحاء!، هو تفسير مادي بحت، يشبه ما عليه الغربيين.
وكيف يستقيم هذا، وهو صلى الله عليه وسلم من نهى الأصحاء من الخروج من الأرض الموبوءة بالطاعون؟، وهو مرض إنتاني وبائي معدي قتّال. 

   وإن كان هذا الذي ذكر آنفا يدخل في معنى الحديث، إلا أنه في المقام الأول يستهدف مسألة عقائدية مهمة، وهي رضا العبد بقضاء الله وقدره، خيره وشره.
وهذا ظاهر حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث قال : " ليس من أحد يقع الطاعون ، فيمكث في بلده صابرا محتسبا ، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له ، إلا كان له مثل أجر شهيد". [رواه البخاري].
   ومفهوم الحديث: أنه لكي يحصل العبد أجر الشهادة، يتوجب عليه أن يكون معتقدا أنه لا يصيبه إلا ما كتبه الله له، مع مكثه صابرا محتسبا.
فإن صبر واحتسب ورضا بقضاء الله، نال أجر الشهادة ـ وإن لم يقتله الطاعون ـ .

    فالحديث في المقام الأول يعتني بمعتقد المسلم وإيمانه، مع فوائد أخرى ذكرها العلماء، منها:
   ـ توقى المكاره قبل وقوعها، والتسليم لأمر الله وقدره إذا وقعت المصائب والبلايا ، وهذا كقول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ  : " لا تمنوا لقاء العدو ، وسلوا الله العافية ، فإذا لقيتموهم فاصبروا ". [متفق عليه].

   ـ إن نهي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الدخول في الأرض الموبوءة أو الخروج منها صيانة لمعتقد المسلم، وأسكن لنفسه، وأقطع لوساوس الشيطان، حتى لا يقول الداخل: دخلت فهلكت، أو يقول الخارج: خرجت فنجوت، وإنما نجا من لم يجى أجله ، ومات من جاء أجله". [إكمال المعلم شرح صحيح مسلم للقاضي عياض (كتاب السلام / باب: الطاعون والطيرة والكهانة)].
  
   ـ خروج الأقوياء كسر لقلوب الضعفاء عن الخروج، ولئلا تضيع المرضى بعدم من يتفقدهم، والموتى بعدم من يجهزهم، فالمسلمون لحمة واحدة. [أحكام القرآن لابن العربي (1 / 304 :305)].

    وهذه قضية أخلاقية لا تجدها عند غيرهم، حتى عند من يتشدقون بالإنسانية من هؤلاء الغربيين، فقد ظهر كذبهم وزيف حضارتهم في هذه النازلة، فقد نُقل أنه هرب القائمون على دار للعجائز في أسبانيا، وتركوا النزلاء يواجهون الموت، حتى تعفنت الجثث، وأن بعض أبناء بريطانيا تركوا آباءهم وأمهاتهم في المشفى، ورفضوا رؤيتهم قبل الموت خوفا من العدوى!، فضلا عن ما أعلنت عنه "أيرلندا" تلميحا من العمل بنظرية "سوبر مان" لفريدريك نيتشه، وفيها: التخلص من العجائز والمرضى والضعفاء، من أجل إخراج جيل قوي معافى!،  
ولعل لنفس السبب أعلنت مؤخرًا بعض الولايات في أمريكا عدم معالجة مرضى متلازمة داون والشلل الدماغي والتوحد وإعطاء الأولوية للأسوياء في العلاج من فيروس كورونا.
      
    ـ  إن البلاء إذا نزل إنما يقصد به أهل البقعة، لا البقعة نفسها، فمن أراد الله إنزال البلاء به فهو واقع به ولا محالة فأينما توجه يدركه، كما في تعالى : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ} .[البقرة : 234].
قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : كانوا أربعة آلاف ، خرجوا فرارا من الطاعون ، وقالوا : نأتي أرضا ليس بها موت . فقال لهم الله : موتوا فماتوا فمر بهم نبي ، فسأل الله أن يحييهم فأحياهم ، فهم الذين قال الله عز وجل : وهم ألوف حذر الموت " . [رواه الحاكم (3045) وقال: " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه"].

   وقد ذكر "المدائني": "أنه وقع الطاعون بمصر في ولاية "عبد العزيز بن مروان" إياها فخرج هاربا منه، فنزل قرية من قرى الصعيد يقال لها سكر، فقدم عليه حين نزلها رسول لعبد الملك فقال له "عبد العزيز": ما اسمك؟ قال: "طالب بن مدرك"، فقال: "أوه ما أراني راجعا إلى الفسطاط أبدا، فمات في تلك القرية". [التمهيد لابن عبد البر].
   
   ـ إلى غير ذلك مما ذكره علماؤنا من المفسرين وشراح الحديث.
فالخلاصة:
     إن الحجر الصحي مع قيام مقتضاه، جائز في الشريعة, بل قد يكون من باب الوجوب، بيد أن قصر مفهومه أنه خاصا بالحفاظ على سلامة الأصحاء، والحد من انتشار الوباء، هو مسلك مادي لا يعرفه الإسلام، بل حقيقة الحجر الصحي يدخل فيها كل ما مر ذكره.
والله أعلم.
            وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 4 / شعبان / 1441هـ
27 / 3 / 2020م

ماتت القرية كلها ونجا هذا الرضيع!


في ضوء فيروس كورونا (4)
ماتت القرية كلها ونجا هذا الرضيع


  الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

   فقد انقسم الناس في هذا الوباء إلى ثلاثة أقسام، طرفين ووسط.
  قسم تملّكه الهلع والفزع وأصبح يطارده شبح الموت في يقظته ومنامه، وتيقن بالهلاك!.
   
   وقسم غرّه طول الأمل، حتى كأنه أيقن أنه ممن كتبت له النجاة؛ بل بدأت تُحدثه نفسه بحبك القصص التي سيحكيها للأجيال القادمة، وكيف اجتاح الوباء الأرض؟، والمعاناة التي كان فيها الناس، وكيف تعامل من ندرة الطعام؟ وكل هذا الموروث العالق في ذهنه من رؤية الأفلام السينمائية!.
   
    والقسم الثالث، هو من عرف أن له أجلًا، وله ساعة كتبت في اللوح المحفوظ قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وهو على يقين إن جاءت هذه الساعة، فلا فرق عندها بين الموت بهذا الوباء أو بغيره.

    وما عليه القسم الثالث، هو ما يَجب أن يكون عليه معتقد المسلم؛ فإن الموت مما استأثر الله بعلمه، فلا يَعرف موعده نبي مكرم، أو ملك مقرب.
   قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مفاتح الغيب خمس: ثم قرأ قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ، وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}. [رواه البخاري ومسلم].

   فمن جاء أجله مات للحظته ، قال الله تعالى: { إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} .[نوح: 4].
     وقال سبحانه: { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ}. [الأعراف: 34].
    وقال عز وجل: { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا}.
[آل عمران: 145].
     والموت إذا نزل بالعبد فلا يَنفع معه سلطان ولا مال، ولا يَدفعه صديق، ولا حرس أو تحصينات، قال الله تعالى: { أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ}. [النساء: 78].
  ولا هو مما يُستطاع الهروب منه، قال تعالى: { قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}. [الْجُمُعَة: 8].

   فمن كان هذا معتقده، هانت عليه الدنيا وفهم معنى الحياة، وأصبح يُبصر الأمور على حقيقتها، وأصبح عنده رضا بكل بما قدره الله وقضاه، حتى أنك تعجب من حال من فهم هذه الحقيقة وأصبحت من معتقده..

    فهذا إبراهيم باشا بن محمد علي والي مصر، قَتل في معركة الدرعية الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، ثم  أراد أن يَغيظ أباه الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ـ رحمهما الله ـ ، فـقـال له :
قَـتـلـنـا ابنك سليمان، فأجابه الشيخ عبد الله بكل يقين وإيمان : "إن لم تقتله مات".
تأملتها؟!
                                "إن لم تقتله مات".


   فهذا المقتول قُدر عليه الموت في تلك الساعة، فإن لم يَقتله إبراهيم باشا، كان سيموت حتمًا.

   وتأمل هذه القصة العجيبة التي ذكرها الإمام ابن كثير ـ عليه الرحمة ـ في تاريخه وهو يتكلم عن الطاعون الذي وقع سنة تسع وستين: عن رجل، يكنى أبا النفيد، وكان قد أدرك من هذا الطاعون، قال:" كنا نطوف بالقبائل وندفن الموتى، فلما كثروا لم نقو على الدفن، فكنا ندخل الدار وقد مات أهلها فنسد بابها عليهم!.

   قال: فدخلنا دارًا ففتشناها، فلم نجد فيها أحدًا حيًا فسددنا بابها، فلما مضت الطواعين، كنا نطوف فنفتح تلك السدد عن الأبواب، ففتحنا سدة الباب الذي كنا فتشناه - أو قال الدار التي كنا سددناها - وفتشناها فإذا نحن بغلام في وسط الدار طري دهين، كأنما أخذ ساعتئذ من حجر أمه، قال: فبينما نحن وقوف على الغلام نتعجب منه إذ دخلت كلبة من شق في الحائط فجعلت تلوذ بالغلام والغلام يحبو إليها حتى مصّ من لبنها، قال معدي: وأنا رأيت ذلك الغلام في مسجد البصرة وقد قبض على لحيته". [البداية والنهاية (8 / 288) ط دار التراث العربي].

   فتأمل ـ يرحمك الله ـ هذا رضيع لا يمَلك من نفسه حول ولا قوة، وفي وسط قوم أموات بمرض فتّاك معدي، ومع ذلك لم يصبه مكروه، ويُقيد الله من يَأتيه برزقه، لأن ساعته لم تأت بعدُ.

   فإذا علم العبد ذلك، فعليه المسارعة بإصلاح شأنه، ويتهيأ للقاء ربه، فإن من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه.

  وبالطبع لن تجد من يَكره لقاء الله إلا العاصي؛ أما المحسن، فإنه يرجو لقاء الله ليثيبه ويكرمه.
  فعلى العصاة منا ـ وكلنا عصاة ـ المسارعة بالتوبة، ورد المظالم، وإزالة المنكرات، وإن كان صغيرة في عين صاحبها، كالأغاني والأفلام التي على الهواتف، وفي الحواسيب، والإقلاع عن التدخين، إلى غير ذلك مما يكره المرء أن يقابل ربه به.

    مع التزام طريق الاستقامة والصلاح، والإقبال على الطاعات، بالمحافظة على الصلاة، وغيرها من القربات، حتى يَغفر الله ويتجاوز عما سبق.

   وقد قرب لنا القضية أحد سادة السلف، بكلمات قلائل، فهذا الفضيل بن عياض ـ رحمه الله ـ يقول لرجل: "كم عمرك؟ فقال الرجل: ستون سنة، قال الفضيل: إذًا أنت منذ ستين سنة تسير إلى الله تُوشِك أن تَصِل، فقال الرجل: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، فقال الفضيل: يا أخي، هل عرفتَ معناه، قال الرجل: نعم، عرفت أني لله عبد، وأني إليه راجع، فقال الفضيل: يا أخي، مَن عرف أنه لله عبد وأنه إليه راجع، عرف أنه موقوف بين يديه، ومَن عرف أنه موقوف، عرف أنه مسؤول، ومَن عرف أنه مسؤول، فليُعدَّ للسؤال جوابًا، فبكى الرجل، فقال: يا فضيل، وما الحيلة؟ قال الفضيل: يسيرة، قال الرجل: وما هي يرحمك الله؟ قال الفضيل: أن تتقيَ الله فيما بقي، يَغفِر الله لك ما قد مضى وما قد بقي." اهـ

   قلت: فاجعلها منك يا عبد الله على ذُكر: "اتق الله فيما بقي، يَغفِر الله لك ما قد مضى وما قد بقي".
              إِلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّي ... مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّي

            وَما لي حيلَةٌ إِلا رَجائي ... وَعَفوُكَ إِن عَفَوتَ وَحُسنُ ظَنّي

          فَكَم مِن زِلَّةٍ لي في البَرايا ... وَأَنتَ عَلَيَّ ذو فَضلٍ وَمَنِّ

        إِذا فَكَّرتُ في نَدَمي عَلَيها ... عَضَضتُ أَنامِلي وَقَرَعتُ سِنّي

       يَظُنُّ الناسُ بي خَيراً وَإِنّي ... لَشَرُّ الناس إِن لَم تَعفُ عَنّي.
            وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتب
وليد بن سعد
القاهرة 2 / شعبان / 1441هـ
25 / 3 / 2020م
 

هذا تهور وليس من التوكل في شيء!


في ضوء نازلة فيروس كورونا (3)
هذا تهور وليس من التوكل في شيء!


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
   فإن طبيعة الفتن .. تجعل الإنسان يتخبط ولا يُبصر الحق؛ إلا من عصمه الله بالعلم الصحيح والإخلاص.
   ومن ذلك ما نراه من بعض الناس في هذه النازلة، فتجد أحدهم لا يلتزم بتعليمات الوقاية الصحية لتجنب الإصابة بهذا الوباء، كما لا يَلتزم بالمكث في بيته وعدم الخروج إلا للضرورة؛ بل ربما تجده عن عمد يقتحم التجمعات، ويصرّ على مخالطة الناس، زاعمًا أن هذا من الإيمان، وحسن التوكل، وقوة اليقين!، وربما إذا نُصح، تلا على الناصح له، قوله تعالى: { قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}. [التَّوْبَة: 51].
   وهذا الإنسان ومن على شاكلته، إنما أتُي من الجهل، ولا ينفعه في هذا المقام النية الصالحة، فالنية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد.

      والذي عليه هذا الإنسان إنما هو من التهور والجرأة المذمومة، وليس من التوكل على الله في شيء، ولعل هذا التهور نزعة خارجية ظهرت في ردة فعله.

   وتأمل حال هذا الإنسان، وحال أمير المؤمنين " عمر بن الخطاب" ـ رضي الله عنه ـ ، فعند ذهابه إلى الشام بعد فتح بيت المقدس، عَلم أنه وقع الطاعون بأرض الشام، فتشاور مع أصحابه، ثم همّ بالرجوع إلى مدينة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال له أبو عبيدة بن الجراح ـ رضي الله عنه ـ : "أفرارا من قدر الله ؟ فقال عمر : لو غيرك قالها يا أبا عبيدة ؟ نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله".[متفق على صحته].
  
  ثم ضرب له مثالًا يُظهر أن التوكل لا يَتنافى مع الأخذ بالأسباب، فقال: ـ رضي الله عنه ـ : "أرأيت لو كان لك إبل هبطت واديًا له عدوتان، إحداهما خصبة، والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله؟". اهـ

     فليس من التوكل في شيء أن يَترك المرء عند رعيه لإبله الأرض الخصبة كثيرة الزرع، ويَقدم بالإبل على الأرض الجدبة التي لا زرع فيها، هذا ليس من التوكل في شيء، بل هذا ربما كان دليلًا على خفة وضعف عقل هذا الإنسان.

   فحال أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" ـ رضي الله عنه ـ في هذه القصة، كمن أراد الدخول إلى دار فرأى بها مثلًا حريقا تعذر طفؤه فعدل عن دخولها لئلا يصيبه". [فتح الباري لابن حجر، باب ما يذكر في الطاعون].

  وقد  كان  الفاروق ـ رضي الله عنه ـ في هذه النازلة أفقه نفسًا من هؤلاء؛ إذ اجتمع في قلبه مقام التوكل على الله، ومقام التمسك بالأسباب، ولم يَدخل تحت قوله تعالى:  {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}  [الْبَقَرَة: 195].

وعليه:
   فلا يُعدّ الالتزام بتعليمات الحَجْر الصحي، ولزوم البيوت حتى يَرفع الله عنا هذا الوباء، لا يُعد من ترك التوكل، أو ضعف الإيمان، بل هو مما يُثاب عليه المرء ـ إن شاء الله ـ ، فهو من دفع الضر عن النفس والغير، ونبينا ـ صلى الله عليه وسلم يقول: " لا ضرر ولا ضرار". [رواه ابن ماجة، وصححه الألباني في الإرواء]. 

   كما أن التهور والجرأة المذمومة لا يُثاب عليه العبد، بل يأثم، ويزيد الإثم لو تعدى إلى جلب الضر على المسلمين.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتب
وليد بن سعد
القاهرة 29 / رجب / 1441هـ
24 / 3 / 2020م

الجمعة، 27 مارس 2020

هذا المرض أشد فتكا من كورونا!


في ضوء نازلة فيروس كورونا (2)
هذا المرض أشد فتكًا من كورونا!

  الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
   فإن من سنن الله الكونية، أنه سبحانه ما أنزل داء إلا وأنزل له دواء، كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء" . [رواه البخاري].
وفي رواية مسلم:" لكل داء دواء ، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل" .
وعند ابن حبان في صحيحه من حديث أسامة بن شَرِيك ـ رضي الله عنه ـ  عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له دواء ، غير داء واحد " ، قالوا : وما هو يا رسول الله ؟ ، قال : " الهرم ".[ وصححه الألباني في الصحيحة 432].
والهَرَمُ: هو كبر السن وضعفه.

      فمن سنن الله الكونية أن الله كلما أنزل داء، أنزل له دواء.
   بيد أنه يُخشى على كثير من المسلمين اليوم، مرض أشد فتكًا من هذا الوباء الحادث، فإن هذه الأوبئة والأمراض الجديدة الحادثة، إنما هي عقوبات من الله عز وجل للناس، وتخويفًا لهم، حتى يرجعوا له، ويتوبوا إليه، كما في قوله تعالى: { وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفًا}.  [الإسراء : 59].
وقوله تعالى: {وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الزخرف/ 48].

   فإن عُلم أن سبب هذه الأدواء هو معاصي العباد، وأن الله أنزلها عقوبة لهم، سَهل عليهم حينها طلب الدواء، وهو التوبة والرجوع إلى الله ـ عز وجل ـ ، فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة.

     بيد أن هذا  الطريق الواضح ضلّ عنه كثير من أبناء الأمة، وتعلقت قلوبهم وأبصارهم بالحضارة الغربية المادية أملًا في إيجاد دواء عندهم لهذا الوباء الحادث، ومع ظهور تهافت هذه الحضارة الفاجرة، وضعفها الشديد أما هذا الجندي من جنود الله، والذي لا يرى إلا تحت المجهر بعد أن يُكبر ملايين المرات، وظهور الطبائع الحيوانية عليهم بعد إن كانوا يتزعمون بالأمس حقوق الحيوان!، إلا أن نفوس بعض أبناء الأمة تشبعت بالدونية والهزيمة النفسية.

   وهؤلاء إن ظهر عند هؤلاء الغربيين العلاج ـ ليس كرامة لهم ولا فضل، إلا لأنهم أخذوا بالأسباب، ولم يهملوها ـ إن ظهر عندهم العلاج، سنجد هذه العصبة المسلمة فسد معتقدها بالكلية، وأمنت بالحضارة المادية الغربية بكل ما تحمله من فساد اعتقادي واجتماعي، وربما تَعتقد وقتها أن الرجل الغربي على كل شيء قدير!.

    وهذا أشد فتكا في جسد الأمة المسلمة من هذا الوباء الحادث، إذ أنه فتح لدهاليز الإلحاد والزندقة، وخسران بعض أبناء الأمة لدنياهم وأخرتهم. وتمهيدًا لهذه الحضارة الكافرة بغزو ديار المسلمين، بعد أن انهارت معنويات بعض أبنائه، وأنه لا فائدة في مواجهتهم، ولا أمل في سبقهم أو النصر عليهم.

وعليه: 
    فيتوجب على الدعاة إرجاع الناس إلى حقيقة هذا الدين، فإن هذا الذل الذي ضُرب على بعض أبناء الأمة، لن يُرفع عنهم حتى يعودوا إلى دينهم.
   يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلًا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ".
[رواه أبو داود بسند صحيح].

   فيرجع الناس إلى صحيح هذا الدين الذي تركنا عليه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، بعيدًا عن ما شابه من بدع وخرافات ومعتقدات شركية ظنها أصحابها أنها من القرب والعبادات!.

   بهذا الرجوع والأوبة، وعدم الاستنامة لمخططات هذه الحضارة الغربية الفاجرة، ترجع الصورة لحقيقتها، وتعود الأمة الإسلامية من جديد للصدارة، وبدلا من تعلق بعض أبنائها وانتظار الفرج عند هؤلاء الغربيين من إيجاد علاج أو مصل لهذه الأمراض والأوبئة، يَنتظر أبناء هؤلاء الغربيين الفرج والخلاص في أرض الإسلام.

   نسأل الله أن يعجل بهذا، وأن يردنا وجميع المسلمين إليه ردنا جميلا.
        وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتب
وليد بن سعد
القاهرة 29 / رجب / 1441هـ
24 / 3 / 2020م

سبب هذه الوباء الجديد..


في ضوء نازلة فيروس كورونا (1)
سبب هذه الوباء الجديد..

 الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

   فإن فيروس كورونا أو غيره من تلك الأوبئة والأمراض الجديدة الحادثة، له سبب بينته السنة النبوية، فقد ذكر نبينا صلى الله عليه وسلم، خمس معاصي يقابلها خمس عقوبات دنيوية، بخلاف ما يدخر لأهلها في الآخرة، فذكر منها: " : لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم
". [رواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني في الصحيحة (106)].

    والشاهد من الحديث أن ظهور الفواحش بصورة علانية، يعاقب الناس عليها بظهور الأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم، ودونك مرض نقص المناعة "الإيدز"، كان سببه ظهور فاحشة اللواط بصورة علانية من خلال زواج الذكران، وحقوق المثليين، والقوانين التي تحمى هؤلاء الشواذ.

   فظهر هذا المرض من خلال أحد هؤلاء الشواذ عندما سافر إلى أفريقيا، ولم يجد هناك من يفجر به!، فأمكن نفسه من قرد!، وكان قبلُ هذا المرض في مملكة الحيوان ولم يُعرف عند الإنسان، فكسرت الحلقة، وبدأ هذا المرض الجديد يغزو البشر بسب هذه الفاحشة.

   فهذه الأمراض والأوجاع الجديدة، هي عقوبات من الله ـ عز وجل ـ كلما أظهر الناس الفواحش والمعاصي، كما في قوله تعالى: {ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}. [الرّوم: 41].

   وكلما أصبحت الناس تستحل ما حرم الله، ولا يقفون عند حدود ما حرمه عليهم، فستظهر مثل الأوبئة والأمراض الجديدة التي يعاقب الله بها الناس في الدنيا.
ولعل مرض الإيدز أو فيروس كورونا من أخف هذه العقوبات لو أستمر الناس في غيهم، فقد سمعنا بزنا المحارم، فيأتي الرجل أمه، ويأتي أخته وابنته، فلا يدرى بعدها إن ظهرت هذه الفاحشة بصورة علانية وانتشرت، ما حجم العقوبة التي ستنزل بالناس ساعتئذ؟

   نسأل الله العفو والعافية، وإذا أراد بالناس فتنة، فيقبضنا إليه غير فاتنين أو مفتونين.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
  وكتب
وليد بن سعد
القاهرة 29 / رجب / 1441هـ
24 / 3 / 2020م