هذا
المرض أشد فتكًا من كورونا!
الحمد
لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فإن
من سنن الله الكونية، أنه سبحانه ما أنزل داء إلا وأنزل له دواء، كما قال رسول
الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء" . [رواه البخاري].
وفي
رواية مسلم:" لكل داء دواء ، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل"
.
وعند
ابن حبان في صحيحه من حديث أسامة بن شَرِيك ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " إن
الله لم ينزل داء إلا أنزل له دواء ، غير داء واحد " ، قالوا : وما هو يا رسول
الله ؟ ، قال : " الهرم ".[ وصححه الألباني في الصحيحة 432].
والهَرَمُ:
هو كبر السن وضعفه.
فمن
سنن الله الكونية أن الله كلما أنزل داء، أنزل له دواء.
بيد أنه يُخشى على كثير من المسلمين اليوم، مرض
أشد فتكًا من هذا الوباء الحادث، فإن هذه الأوبئة والأمراض الجديدة الحادثة، إنما
هي عقوبات من الله عز وجل للناس، وتخويفًا لهم، حتى يرجعوا له، ويتوبوا إليه، كما
في قوله تعالى: { وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ
إِلَّا تَخْوِيفًا}. [الإسراء : 59].
وقوله
تعالى: {وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ
بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الزخرف/ 48].
فإن
عُلم أن سبب هذه الأدواء هو معاصي العباد، وأن الله أنزلها عقوبة لهم، سَهل عليهم
حينها طلب الدواء، وهو التوبة والرجوع إلى الله ـ عز وجل ـ ، فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب
وما رفع إلا بتوبة.
بيد
أن هذا الطريق الواضح ضلّ عنه كثير من
أبناء الأمة، وتعلقت قلوبهم وأبصارهم بالحضارة الغربية المادية أملًا في إيجاد
دواء عندهم لهذا الوباء الحادث، ومع ظهور تهافت هذه الحضارة الفاجرة، وضعفها
الشديد أما هذا الجندي من جنود الله، والذي لا يرى إلا تحت المجهر بعد أن يُكبر ملايين
المرات، وظهور الطبائع الحيوانية عليهم بعد إن كانوا يتزعمون بالأمس حقوق الحيوان!،
إلا أن نفوس بعض أبناء الأمة تشبعت بالدونية والهزيمة النفسية.
وهؤلاء
إن ظهر عند هؤلاء الغربيين العلاج ـ ليس كرامة لهم ولا فضل، إلا لأنهم أخذوا
بالأسباب، ولم يهملوها ـ إن ظهر عندهم العلاج، سنجد هذه العصبة المسلمة فسد
معتقدها بالكلية، وأمنت بالحضارة المادية الغربية بكل ما تحمله من فساد اعتقادي
واجتماعي، وربما تَعتقد وقتها أن الرجل الغربي على كل شيء قدير!.
وهذا
أشد فتكا في جسد الأمة المسلمة من هذا الوباء الحادث، إذ أنه فتح لدهاليز الإلحاد
والزندقة، وخسران بعض أبناء الأمة لدنياهم وأخرتهم. وتمهيدًا لهذه الحضارة الكافرة
بغزو ديار المسلمين، بعد أن انهارت معنويات بعض أبنائه، وأنه لا فائدة في مواجهتهم،
ولا أمل في سبقهم أو النصر عليهم.
وعليه:
فيتوجب على الدعاة إرجاع الناس إلى حقيقة هذا الدين، فإن هذا الذل الذي ضُرب على بعض أبناء الأمة، لن يُرفع عنهم حتى يعودوا إلى دينهم.
يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلًا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ". [رواه أبو داود بسند صحيح].
فيتوجب على الدعاة إرجاع الناس إلى حقيقة هذا الدين، فإن هذا الذل الذي ضُرب على بعض أبناء الأمة، لن يُرفع عنهم حتى يعودوا إلى دينهم.
يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلًا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ". [رواه أبو داود بسند صحيح].
فيرجع الناس إلى صحيح هذا الدين الذي تركنا عليه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، بعيدًا عن ما شابه من بدع وخرافات ومعتقدات شركية ظنها أصحابها أنها من القرب والعبادات!.
بهذا
الرجوع والأوبة، وعدم الاستنامة لمخططات هذه الحضارة الغربية الفاجرة، ترجع الصورة
لحقيقتها، وتعود الأمة الإسلامية من جديد للصدارة، وبدلا من تعلق بعض أبنائها
وانتظار الفرج عند هؤلاء الغربيين من إيجاد علاج أو مصل لهذه الأمراض والأوبئة،
يَنتظر أبناء هؤلاء الغربيين الفرج والخلاص في أرض الإسلام.
نسأل الله أن يعجل بهذا، وأن يردنا وجميع المسلمين إليه ردنا جميلا.
وصلى
الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتب
وليد بن سعد
القاهرة 29 / رجب / 1441هـ
القاهرة 29 / رجب / 1441هـ
24 / 3 / 2020م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق