إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 22 مارس 2020

فيروس كورونا .. ونظرية المؤامرة!


فيروس كورونا ..  ونظرية المؤامرة!


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
   فإنه من خلال تتبع مخططات اليهود، وفهم طريقة تفكيرهم من خلال دراسة برتوكولاتهم!، يمكن أن يقال:
   إن الترويج لنظرية المؤامرة في نازلة "فيروس كورونا" لهو عين المؤامرة، = إذ يقصد من ذلك: طمأنة الناس، وصرفهم عن أخذ الحيطة والحذر وتوقي انتشار هذا الوباء، مما ينتج عنه تفشى الوباء في أكبر عدد من "الأمميين" (1)
، وإحداث أكبر خسائر بشرية في صفوفهم، من غير إنفاق أموال طائلة، أو تحريك جيوش، أو حبك مؤامرات تستمر سنوات لتنفيذها كما حدث في "ثورات الخراب العربي".
   ثم استغلال هذه الخسائر البشرية بعدُ في عدة نواحي، منها: ما هو اقتصادي، كفتح باب القروض للدول المنكوبة، وقد بدأ بالفعل صندوق النقد الدولي يعلن تخصيص 50 مليار دولار للدول المنكوبة، ومعلوم أن اليهود القائمين على تمويل هذا البنك سيعود إليهم أضعاف هذا المبلغ من فوائد القروض، أو الامتيازات التي سيحصلون عليها، أو بسط سلطنهم الفكري والعقدي على هذه الدول المنكوبة(2).
    فضلا عن ما ستجنيه شركاتهم الدوائية من ثمن مصل هذا الفيروس الذي غزا البشرية، وهددها بالانقراض!.
   ولا يستبعد أن يَفرض المجتمع الدولي، كمجلس الأمن أو غيره من منظمات اليهود العالمية، لا يستبعد أن يفرض عقوبات مالية على دول كالصين وايطاليا أو غيرهما، بزعم عدم العمل بلوائح الصحة العالمية، وأنهم تسببوا في كارثة عالمية صحية واقتصادية!.     
   كما تستغل هذه الخسائر البشرية من نواحي سياسية، فتهيج الشعوب المنكوبة على حكوماتها، وأنها قصرت في أخذ التدابير اللازمة، مما ينتج عنه إسقاط بعض الحكومات أو إضعافها، مع فتح وتجديد باب الثورات والاعتصامات من جديد لتأكل ما تبقى من هذه الدول.
   أما الناحية الاستخباراتية فقد بدأت بالفعل، ووضعت الدول تحت المراقبة والتجسس، لمعرفة قوة استعدادها للعمل تحت الضغط، وما عندها من مخزون دوائي وغذائي، وطاقات فكرية وعملية، ودراسة ردة فعل الشعوب وثقافتها، والتزامها بتعليمات السلطة الحاكمة فيها، مما يستغل معرفته بعدُ في الناحية السياسية التي مرت.
  فكل ذلك وغيره ينتج من ترويج نظرية المؤامرة في كارثة "فيروس كورونا". وليس معنى كلامي أنه لن تكشف الأيام تواطؤ منظمة عالمية مثلا في هذا البلاء، أو إخراج تقارير تفتقر إلى الصحة، أو يغلب عليها المبالغة، أو التلاعب بأعداد الضحايا لتضخيم المأساة، أو إذاعة إخبار مكذوبة على لسان شخصيات مرموقة تدفع الأحداث إلى اتجاه معين يخدم مصالح اليهود.
فكل ذلك غير مستبعد؛ بيد أن مناقشة مثل هذا الكلام في هذا التوقيت، لهو عين ما يريده اليهود لإشاعة فكرة نظرية المؤامرة في عقول الناس، والتي تستغل بعدُ فيما مضى ذكره وغيره.
وعليه: فعلى الشعوب الإسلامية خاصة، أن تلتزم بتوجيهات بلادهم، وأن لا ينساقوا وراء الإشاعات، ومتابعة القنوات الإخبارية، خاصة التي يُعلم توجهها العقدي من خدمة مصالح اليهود والغرب الصليبي، وزرع الدونية والهزيمة النفسية في نفوس أبناء الأمة الإسلامية.
وأن التزام الناس بتوجيهات حكوماتهم في هذه النازلة .. هو من شريعة دين الإسلام، إذ يدخل تحت قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}. [النِّسَاء: 59]
وقول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ  : " السمع والطاعة حق ما لم يؤمر بالمعصية ، فإذا أمر بمعصية ، فلا سمع ولا طاعة ". [رواه البخاري في صحيحه. باب: باب السمع والطاعة للإمام].
 وقول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ، ومنشطك ومكرهك، وأثرة عليك". [رواه مسلم من حديث أبي هريرة].
فالسمع واجب لولاة الأمور في اليسر والعسر، وفيما يُحب وما يكره ـ إن لم يكن معصية، لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "إنما الطاعة في المعروف" . [متفق على صحته].
ومعلوم أن توجيهات حكومات الدول الإسلامية في هذه الأزمة لم تَخرج عن حد المعروف، فليس فيها منكر، بل أن الشريعة تؤيدها:
ـ فليست سوى توجيهات للحفاظ على النظافة الشخصية.
ـ وعدم التجمع والتجمهر للحد من انتشار الوباء، وإن وصل الأمر إلى النداء بالصلاة في البيوت، مع الحفاظ على رفع شعيرة الأذان في المساجد، وقد جاءت الشريعة بهذه السُنة فيما هو أقل خطرا على أرواح المسلمين من هذا الوباء، فإنه في حالة المطر الشديد والوحل، أو الريح الباردة، يُسنّ للمؤذن أن ينادي: "صلوا في رحالكم" "صلوا في بيوتكم"، فليس في الأمر منكر أو مخالفة بإذن الله تعالى.
وكل هذه التدابير تَصب في المقام الأول في مصلحة الشعوب، فإنها ما اتخذت إلا للحفاظ على السلامة العامة، والحفاظ على حياة الناس.
هذا، ونسأل الله بكرمه وعفوه أن يحفظ أوطاننا، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يمن علينا بتوبة متقبلة، تكون سببا في رضى الرب عنا، فيرفع عنا بلطفه هذا الوباء ويسلمنا.
وكتب
وليد بن سعد
القاهرة 26 / رجب / 1441 ه
21 / 3 / 2020 م
الهامش
____________
(1) : الشعوب غير اليهودية، ويسمونها أيضا باسم "الجوييم" والتي تعنى "الحيوانات"!
 (2) : قد أعلن المصرف المركزي الأوروبي عن حزمة من المساعدات المالية تبلغ قيمتها 750 مليار يورو بغرض التخفيف من وقع وباء فيروس كورونا المستجد.
  وقال المصرف إنه سيشتري ديون الحكومات والشركات في منطقة اليورو، بما فيها اليونان وإيطاليا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق