إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 12 يوليو 2021

تربية الكلاب وذل المعصية!

 

تربية الكلاب وذل المعصية!

 الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

  فإن الرسول  - صلى الله عليه وسلم - نهى عن اقتناء وتربية الكلاب، إلا ما استخدم منها في الحراسة..

        فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أمسك كلبًا فإنه ينقص من عمله كل يوم قيراط إلا كلب حرث، أو ماشية". [رواه البخاري ومسلم].

   وفي رواية لمسلم : يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من اقتنى كلبًا ليس بكلب صيد ولا ماشية ولا أرض فإنه ينقص من أجره قيراطان كل يوم".

      وقد بين - صلى الله عليه وسلم - أن هذه الكلاب من أسباب نفرة الملائكة من البيوت والرفقة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :

" لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا تصاوير ". [متفق عليه].

      وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب أو جرس" .[رواه مسلم وغيره].

    فضلًا عن ما ثبت في الشريعة من شدة نجاسة لعاب الكلب، وأنه إذا ولغ في إناء لا يطهر إلا بغسله سبع مرات أحدهن بالتراب.

    وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتل أمة الكلاب في أول الأمر، ثم رجع عن هذا، وأمر بقتل كل أسود بهيم لأنه شيطان.

فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بقتل الكلاب، فننبعث في المدينة وأطرافها فلا ندع كلبا إلا قتلناه ، حتى إنا لنقتل كلب المرية (المرأة) من أهل البادية يتبعها" [متفق عليه].
ثم رجع عن هذا واكتفى بقتل الكلب الأسود الذي لا يشوبه لون أخر..

فقال: "لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها، فاقتلوا منها الأسود البهيم". [رواه أبو داود والترمذي وغيرهما بسند صحيح].

     هذا؛ ومع كل ما مر ذكره، نرى بعض أبناء المسلمين اليوم لا يلتزمون بأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، بل نرى منهم من  يتسابق ويتفاخر بتربية الكلاب!، حتى وصلت إلى مبالغ فلكية!!.

 وقد نهي النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا عن ثمن الكلب، وثمن الدم، ومهر البغي، وحلوان الكاهن.

    بيد أن هذه المخالفة لهدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كُتب على صاحبها الذل والصغار، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم " [ رواه أحمد بسند صحيح].

فكيف ذلك؟

نقول: إن الله عز وجل خلق هذه الحيوانات مسخرة ومذللة لنا، فإذا ما قام إنسان بنقل أو جر حيوانًا منها، تراها تمشي خلفه، وإن كانت من أكبر الحيوانات كالفيل، أو الجمل.

فتجده هو في الأمام .. فهو القائد والسيد، وهي خلفه تلتزم بأمره؛ إلا الكلب!، فتراه هو من يجر صاحبه، فيكون هو الذي في الأمام مكان القائد والسيد، وصاحبه هو من يمشي في الخلف!.

   ليس ذلك فحسب، بل ترى من ابتلي بهذه المعصية أصبح كالخادم عند كلبه!، يراقب أوقات قضاءه للحاجة، فإذا ما حان وقت تبوله أو تبرزه!، نزل به إلى الشارع ولو في منتصف الليل، وشدة البرد.. لكي يقضي حاجته!.

وهذا من ذل وخزي الدنيا، فما بالك بالآخرة؟

نسأل الله العافية لنا ولجميع المسلمين.

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وكتب

أبو صهيب وليد بن سعد.

القاهرة  8 / شوال / 1440 هـ

11 / 6 / 2019

الأربعاء، 7 يوليو 2021

من خدع اليهود الاقتصادية = الموضة في الأموال!

 

من خدع اليهود الاقتصادية (1)
الموضة في الأموال!

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

  فإن ما يعانيه العالم بين الحين والأخر، فيما يعرف بالأزمات الاقتصادية العالمية!، ليس سوى جزء من البرتوكول العشرين من برتوكولات صهيون.

والذي جاء فيه: " نحن نخلق الأزمات الاقتصادية الضخمة؛ وذلك بسحب رؤوس المال من السوق".
  وسحب رؤوس المال المذكور في البرتوكول، لا يتوقف عند معناه الظاهر، ولكن له أشكال أخرى .. كاستبدال العملة التي في أيدي الأمميين من غير اليهود بسلع ومنتجات مزيفة أو غير ضرورية.
  وذلك من خلال جعل الموضة غير متوقفة على الملابس والسيارات كما كان الحال قديمًا، وإنما إدخال الموضة في كل شيء!.
   فيستبدل المرء طواعية رأس ماله بالموضة في ملبسه وسكنه وسيارته وأجهزته وطريقة عيشه كلها، حتى ماء الشرب دخلت فيه الموضة والماركات التجارية!.

ومن خدع اليهود أيضًا لإفساد رأس مال غيرهم:

   - تشجيع الصناعات الترفيهية غير الضرورية، والتي تستخدم خامات تحتاجها الصناعات الضرورية الهامة.

  - شغل الناس بالعمل في الصناعات غير المفيدة بدلًا من العمل في الزراعة.

   - نشر ما هو مزيف بدلًا من الحقيقي!، فيُعرض ما يُعرف بالذهب الصيني بدلًا من الذهب الحقيقي، والمجوهرات المزيفة، بدلًا من الحقيقية،  فتنفق أموال الأمميين من غير اليهود في المزيف، ويحتفظ اليهود بأموالهم في الحقيقي، وهكذا..

  - إقناع الناس بتغير الموضة في الملابس والأواني والسيارات وكل الكماليات.. على أنها ضرورة العصر!، حتى أصبحت سرعة تغير الموضة كتغير فصول السنة!.

   - قتل رؤوس الأموال بإغراء أصحابها بوضعها في البنوك، وذلك برفع نسبة الربا البنكي!.

  فرأس المال إذا وضع في البنك ثبت على حاله لا يزيد، والقيمة الشرائية لهذا المال تنخفض مع الوقت، فليست المائة جنيه اليوم تشتري ما كانت تشتريه منذ سنة، فضلًا عن أن رأس المال إذا وضع في تجارة كالعقارات مثلًا لمن لا يحسن السوق ويفهمه، تراه زاد مع الأيام، وذلك تبعًا لزيادة سعر العقارات.

 هذا من الناحية الاقتصادية، خلافًا لما يتحمله أكل الربا من الإثم.

  - تسهيل استخدام الشيكات البنكية والكمبيالات، وهو ما يؤدي إلى خلق رأس مال وهمي، يأكل رأس المال الحقيقي ويبدده، وهو ما يسمى بعملية توليد الأموال.

  وكان أول من استخدم الكمبيالة في العالم، يهوديًا اسمه "سيمون".

  - تزيين المضاربة في البورصة.

 والبورصة ليست سوى صالة قمار كبيرة، لا تخضع إلى أصول تجارية واضحة، وإنما يحركها الإشاعات والدعاية، وكلهما تحت سيطرة اليهود.

  - السيطرة على التجارة المترابطة.

فلو تم لهم مثلًا السيطرة على شركة توليد الكهرباء، سيتحكمون بعدها في أسعار خطوط المترو لأنه يعمل بالكهرباء، وكذلك المصانع والمحلات والشقق، وهكذا...

وللحديث تتمة بتوسع إن شاء الله قريبا

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وكتب

أبو صهيب وليد بن سعد.

القاهرة ٢٥ / جمادى الآخرة / ١٤٣٧ هـ

3 / 4 / 2016

من خدع اليهود الاقتصادية = تشجيع التصدير!

 

من خدع اليهود الاقتصادية (2):

تشجيع التصدير من أغرب حيل اليهود الاقتصادية

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، إما بعد:

  فإن حلم أغلب الدول الوصول إلى فتح سوق دولي لتصدير منتجاتها، حتى أن الشعوب تفتخر أن دولتهم أصبحت دولة مصدرة.

   ولا شك أن التصدير له فوائد كبيرة على الدول والشعوب؛ إذ أنه من الأسباب الحقيقية في توفير فرص عمل لأهل البلد المصدِر، مع رفع كفاءة المنتجات الزارعية والصناعية المصدرة، وتوفير عملة أجنبية في خزينة الدولة تستطيع من خلالها شراء ما يلزمها مما تحتاجه من الدول الأخرى.

  بيد أن اليهود كعادتهم يضعون مخططاتهم لإفساد العالم من خلال حيل ظاهرها الرحمة والمصلحة، وباطنها العذاب والخراب.

   فإن الأصل في مفهوم التصدير هو تصدير ما جاوز احتياج البلد، فلو أن دولة تزرع الأرز مثلًا، فالأصل أن تصل للاكتفاء الذاتي فيه، ثم تصدر الفائض. وهذا هو الحال في كل السلع والمنتجات.

   أما أن تصدر الأرز، وتستورد الأرز!، فهذا غريب!

  ومع غرابته تجده موجودًا تعمل به معظم الدول، مع وجود دكاترة وأساتذة اقتصاد في هذه الدول، ولكن الحيلة اليهودية تقف بينهم وبين دولهم.

  وذلك لأن الدولة تجد مثلًا أنها تصدر أرزها بثمن أعلى من الأرز الذي تستورده!، فتظن أنها تستفيد بفرق السعر كما هو ظاهر المسألة.

  ولكن اليهود هنا يعملون على إلزام الدولة المصدرة بحصص أكبر من حجمها، ويكتب هذا في العقود والمواثيق.

  فتلجأ الدولة إلى مضاعفة إنتاجها؛ وهذا حسن إن كانت مضاعفة الإنتاج هذه لا تضعف منتجات أخر...

                  " وهنا الخدعة"

  فالأراضي الزراعية التي كانت مخصصة لزراعة باقي الحبوب والفواكه .. أصبحت الآن مخصصة لزراعة الأرز فقط، وهذه الدولة التي فرحت بفرق السعر بين سعر الأرز الذي تصدره، وسعره الذي تستورده به،  أصبحت تحتاج الآن إلى أضعاف هذا الفرق أو يزيد في استيراد باقي الحبوب والفواكه التي لم تعد تُزرع بسب غزو زراعة الأرز لأراضي الدولة.

   فأصبحت الدول قائمة على منتج واحد تجند له جميع الأراضي، ثم تحتاج إلى شراء أغلب السلع.

وهذا المنتج يختلف من دولة إلى أخرى، ولا يشترط أن يكون في مجال الزراعة فقط، بل تدخل الصناعة في هذه الخدعة

   فتسمع: عن البن البرزيلي، والأرز الفلبيني، والتفاح اللبناني، والقطن المصري، والحليب والسمن الهولاندي، والسيجار الكوبي، وهكذا.

    هذا؛ مع حرمان الشعب بالتمتع بمنتجات بلده الجيدة، فيأكل هو الأرز الردئ، في حين يستمع العالم بأرزه الطيب، وهذا مما يخلق فجوة بين الشعوب وحكوماتها، يستغلها اليهود كبوابة خلفية في إنفاذ مشاريع أخرى تخريبية.

   فضلًا عن السمسرة الدولية التي يتحكم فيها اليهود، فإنك لا تستطيع أن تصدر أو تستورد بدون ائتمان يضمن لك حقك ومالك، وهذا لا يوجد إلا في أيدي اليهود، فهم ملوك هذا الباب.

  وهناك تفاصيل أخرى في خدعة تشجيع التصدير والائتمان الدولي، ودهاليز معاهدات التجارة العالمية، لا يتسع لها هذا المقام، ولعلي أنشط له قريبا.

وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وكتب

أبو صهيب وليد بن سعد.

القاهرة ٢٥ / جمادى الآخرة / ١٤٣٧ هـ

3 / 4 / 2016

الأحد، 20 يونيو 2021

من خدع اليهود الاقتصادية : غزو الدول بالقوة الناعمة!

 

من خدع اليهود الاقتصادية (3)
غزو الدول بالقوة الناعمة!


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

   فإنه قد يَظن البعض أن قوة الاقتصاد الأمريكي والذي يخدم مصالح اليهود كما هو مُشاهد ومعلوم ، قد يُظن أن هذا الاقتصاد قائم على الغزو العسكري من احتلال دول واستغلال ثرواتها، كما حدث في العراق وغيرها.

  والحق في هذا الباب أن استغلال التفوق العسكري الأمريكي ليس متوقف على دول فقط، بل وصل الأمر لقهر قارة كاملة كأمريكا الجنوبية، فأمريكا جعلت من شعب هذه القارة عبيدًا لخدمتهم، وأرضها مزرعة لمنتجاتهم، وفي المنتهي يرمي لهم الفتات، في الوقت الذي تباع منتجاتهم وخيراتهم بالمليارات في أوربا، كما هو حال شركة الفاكهة المحدودة التي يملكها الرئيس الأمريكي السابق "بوش الأب".

   ثم نهب ثروات هذه القارة من البترول، ولك أن تتخيل المستوى المعيشي والفقر الذي تعيشه أكبر دولة منتجة للبترول في العالم وهي فنزويلا.. ومن يعترض على هذه السياسة فمصيره القتل كما حدث مع رئيس فنزويلا السابق وغيره من حكام هذه القارة البائسة!.

   ونفس الحال في دول شرق آسيا الضعيفة عسكريًا كالفلبين وفيتنام وغيرهما، يتم العمل على إفلاس هذا الدول، وعندما يستسلم أهلها للفقر، يتم تحويلهم لعبيد من خلال العمل في الشركات الأمريكية ك "Nike" وغيرها، ليس بمرتبات قليلة فقط، بل هذا المرتب لا يشتري إلا الطعام الضروري الذي يجعل صاحبه على قيد الحياة فقط، ومن أراد الزيادة في فهم هذا الباب فعليه بكتاب "مذكرات قاتل اقتصادي".

    بيد أن قوة هذا الاقتصاد اليهودي لا يَكمن في  قهر مثل هذه الدول بالقوة العسكرية، ولكن قوة هذا الاقتصاد الحقيقي يَكمن في القوة الناعمة، في غزو الدول من غير سلاح أو تهديد بحرب، ما يسميه البعض باستعباد العالم طواعية من غير قهر!.
 

  وذلك بأنه استطاعت أمريكا "اليهودية" أن تضع في أغلب دول العالم ما يشبه صندوق التبرعات لصالح الخزينة الأمريكية!.

    وذلك من خلال ما تحصله محلات مثل "كنتاكي، ومكدونالز، وبابا جونز، وبيتزا هت" وغيرها من المطاعم الأمريكية، ولو ضم إليها "بيبسي وكوكا كولا و .." ، لعلمت كم مليار يدخل الخزينة الأمريكية يوميًا من خلال أمور لا علاقة لها بالصناعة أو التجارة الحقيقية، وإنما من خلال قوة الإعلام، والتسويق الجيد.
   ليصل الأمر في المنتهى أن تشترى "طواعية" لتر المياة الغازية المكون من ماء وسكر.. بسعر أعلى من لتر البترول الذي تقوم عليه الصناعة في العالم أجمع.

كما لك أن تتخيل كم مليار يحصله اليهود من خلال محلات الوجبات السريعة في أيام أعياد المسلمين؟!
فالفرح للمسلمين .. والربح لليهود

    وهنا تكمن العبقرية اليهودية الاقتصادية في استعباد العالم طواعية، يستعبدون الخلق بالتعرف على شهواتهم وما يحبون ثم المتاجرة بها!

    فتفوق اليهود الاقتصادي مبناه ليس على الزراعة أو الصناعة، وإنما على الشهوات وإن كانت حلالًا.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وكتب

أبو صهيب وليد بن سعد.
القاهرة ٥ / شوال / ١٤٣٩ هـ

19 / 6 / 2018

 

الأربعاء، 26 مايو 2021

من أخطاء الناس في الدعاء..

 

من أخطاء الناس في الدعاء..

 الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

   فهذه جملة من مخالفات وأخطاء الناس في الدعاء، ذكرتها لعلها تُجتنب، ويُلتزم السنة مكانها في هذا الباب العظيم!

   1- رفع الصوت بالدعاء، والصراخ في التأمين!.

 وقد رفع الأصحاب ـ عليهم الرضوان ـ أصواتهم بالتكبير يومًا، فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم: "ارْبعُوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون  أصم ولا غائبًا، إنكم تدعون سميعًا قريبًا وهو معكم". [ متفق عليه].

   2-  غفلة قلب الداعي وقت الدعاء.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافلٍ لاهٍ". [رواه الترمذي بسند حسن].

  3- ترك الدعاء إن تأخرت الاستجابة!.

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، فيقول: قد دعوت ربي فلم يستجب لي". [ متفق عليه].

   ويقول صلى الله عليه وسلم: " ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها مأثم ، ولا قطيعة رحم إلا أعطاه إحدى ثلاث : إما أن يستجيب له دعوته ، أو يصرف عنه من السوء مثلها ، أو يدخر له من الأجر مثلها " . قالوا : يا رسول الله ، إذا نُكثر . قال : " الله أكثر  ". [رواه أحمد والحاكم وهو صحيح].

   4- عدم التزام ألفاظ الدعاء المأثور.

  فألفاظ أدعية وأذكار الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحي من الله تعالى، فإن أرد العبد الدعاء بها = التزامها بنصها ولا يتصرف فيها بزيادة أو تبديل ولو كان يُعطي نفس المعنى.

فإنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يُمَّشي للبراء بن عازب ـ رضي الله عنه ـ قوله: " ورسولك الذي أرسلت" بدلًا من " ونبيك الذي أرسلت" في دعاء النوم، والحديث في البخاري.

فعن البراء بن عازب ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا أتيت مضجعك ، فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن ، ثم قل : اللهم أسلمت وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت ، وبنبيك الذي أرسلت ، فإن مت من ليلتك ، فأنت على الفطرة ، واجعلهن آخر ما تتكلم به " . قال : فرددتها على النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما بلغت : اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت ، قلت : ورسولك ، قال : " لا ، ونبيك الذي أرسلت "

قلت: فإنه لا يكاد يوجد اختلاف يذكر بين النبي والرسول من حيث المعنى، ولكن الوحي نزل بهذا ولم ينزل بتلك. فتأمل!

وما بالك إذن بمن يستدرك على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ

 لما علم عائشة ـ رضي الله عنها ـ دعاء تقوله إن أدركت ليلة القدر، وهو: " اللهم أنك عفو تحب العفو فاعف عني".

فيأتي أحدهم فيزعم بلسان حاله أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قَصر في حق الله! ، وأنه أعلم من الرسول بأسماء الله وصفاته، فلا يكتفي بدعاء الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فيزيد عليه، فيقول: " اللهم أنك عفو كريم حليم غفور ... تحب العفو فاعف عني".

  ويظن الأبعد أنه كلما زاد في الأسماء الحسنى كان لله أقرب!.

ومثل هذا الرجل لابد أن يؤخذ على يديه ويؤدب.

فخير الهدي هدي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ

   فمن أراد ثواب السنة، فأما أن يأتي بها على وجهها، وأما أن يتركها ولا يتلاعب بها.

   فمن أراد إصابة السنة في الصلاة، فلا يأتي بنصف سورة الأعلى في الركعة الأولى من التراويح مثلًا، أو جزء من سورة السجدة في فجر الجمعة.

فهذا الفعل خلاف السنة، والسنة أن تقرأ السورة كلها.

فمن شق عليه هذا، فيتركها ويقرأ بغيرها.

  وكذا في الدعاء، فيدعو أحدهم في دعاء الوتر فيزيد فيه كلمة

" بفضلك" فيقول: اللهم اهدنا " بفضلك" فيمن هديت.

وهذه اللفظة لم تثبت في السنة، كحال من يزيد لفظة

 "نستهديه" في خطبة الحاجة.

فعلى المسلم أن يتحرى ألفاظ السنة ولا يتساهل فيها.

   5 - خلط الدعاء المأثور بغيره حتى يُظن أنه من السنة.

كقولهم بعد دعاء الوتر المأثور: "فلك الحمد على ما قضيت، ولك الشكر على ما أنعمت به علينا وأوليت".

  6- التزام دعاء ورد في حديث موضوع والزهد في الصحيح.

كدعاء: اللهم أنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من ...". وقد حكم عليه الشيخ الألباني وغيره بالوضع.

  7 - التنطع في الدعاء.

كدعاء جماعة : اللهم تقبل صلاتنا وركوعنا وسجودنا!.ومثل هذه الحماقات.

وكمن يسأل الله الجنة والشرب من أنهارها، والزواج من حورها، والأكل من خيراتها. كأنه سيدخل الجنة ويمنع من هذا!.

وكل هذا من سخافات العقول والتقليد الأعمى.

ولهذا يخشى من جماعة تقبل من الصلاة والركوع والسجود، أن يصل بهم الأمر إلى الدعاء بقبول دعاء الاستفتاح، وقراءة الفاتحة، والتشهد الأوسط والأخير!.

   8 - تعمد السجع.

وهو مكروه بعموم، فما بالك بمن يتعمده حال الدعاء، والمفترض أن يكون المسلم منكسر خاشع وهو يدعو، وليس يبحث عن رونق الكلام وبهرجه، أو ما يكون على نفس الوزن والقافية!.

كمن يدعو: اللهم أرحمنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض.

   9 - الزهد في الدعاء في أوقات ثبت في السنة فضلها وأن الدعاء فيها مستجاب.

كالدعاء يوم الجمعة، على خلاف في تحديد الساعة.

ودعاء الصائم والمسافر والولد لولده، كل ذلك مستجاب.

إلا أن حديث " للصائم عند فطره دعوة لا ترد" لا يصح، فهو ضعيف.

فدعاء الصائم طوال فتره صومه مستجاب، ولكن لا يزهد أيضًا من الدعاء وقت فطره، فإن الدعاء بين الأذان والإقامة مستجاب أيضًا.

10 - عدم العزم في الدعاء.

 يقول الرسول  ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت، ولكن ليعزم المسألة وليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه"  [متفق عليه].

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وكتب

أبو صهيب وليد بن سعد.

القاهرة ٢١ / رمضان / ١٤٤٢ هـ

 3 / مايو /  2021

من أوجه فساد مخالفة السنة في زكاة الفطر

 

من أوجه فساد مخالفة السنة في زكاة الفطر:

   الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فإن ينبغي أن يعلم من يزعم أن إخراج زكاة الفطر نقدًا أفضل للمسكين من الطعام، أنه بزعمه هذا ساوى بين الناس في قيمة الزكاة وليسوا كذلك.

   فإن كانت الزكاة على هيئة السنة طعامًا، فكل مسلم تجده يجتهد في إخراجها من أفضل الأطعمة، أو على الأقل مما يرضاه ويأكله في بيته.

  والناس تتفاوت في الأرزاق، فمنهم من سيخرج صنف بعشر جنيهات للكيلو، ومنهم من سيخرج صنف بمائة.

   وستجد من يأكل الأرز بالزبيب والمكسرات، سيخرج زكاته بهذه الهيئة.

  ومن الناس من يتحرج من شراء صنف واحد من الطعام للفقير، فيأتي فوق زكاته بأصناف أخرى..

  كل ذلك وغيره يفعله برضا وطيب نفس.

  فتحديد القيمة في الزكاة على أقل الأصناف سعرًا كما هو الواقع ـ تحدد على سعر القمح! ـ، وتعميم ذلك على كل أفراد الأمة من غير نظر لتفاوتهم في الفقر والغنى .. فيه ظلم شديد للفقير.

 فتأمل كيف يساوى هؤلاء بين من دخله 2000 جنيه، والذي دخله 20000 جنيه؟

ولهذا يقول العلماء: من يخالف السنة يتناقض!

   فالسنة السنة عباد الله! ودعكم مما استحسنته العقول.

فإن من استحسن فقد شرّع، كما قال الشافعي الإمام رحمه الله تعالى.

وأيضا:

   يحتجون على مخالفتهم للسنة في هذا الباب، بأن أبا حنيفة ـ رحمه الله ـ قال بجواز النقد في زكاة الفطر!.

ومع أن كتب الأحناف على خلاف ذلك، فالإمام رحمه الله في أكثر من كتاب ذكر أن زكاة الفطر صاعا من شعير، أو نصف صاع من دقيق، وذكر القيمة عندما سئل عمن وجبت في حقه الزكاة وليس عنده مال، يعنى ليشترى الطعام، فقال: هي في ذمته حتى يأتيه مال.

فليس هنا تجويز للمال مكان الطعام، فتأمل!.

ومع ذلك فإن الجواز عند الفقهاء = هو انتقال عن الأصل لعلة طارئة، فإن زالت العلة، رجع للأصل، وبطل الجواز.

   مثال: يجوز التيمم عند فقد الماء، فإن وجد الماء بطل التيمم.

    فكانت الصلاة بالتيمم صحيحة عند فقدان الماء، فلما وجد الماء بطلت صلاة من تيمم بعدها.

 فالجواز فرع.. يُنتقل إليه عند فقد الأصل، فإن وجد الأصل بطل العمل بالفرع .

  وزكاة الفطر هي الأصل، فرضها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهيئة معينة على أمته، كما في حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : "فرض رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ زكاة الفطر صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير". الحديث.

  فهي فرض " أصل" ، لا يُنتقل عن صورته في الشرع إلى "الفرع" إلا عند انعدام الأصل، كمسلم يعيش في دولة تعاني مجاعة مثلًا.

   وحتى في هذه الحالة، إخراجها نقدًا ليس بلازم أيضًا عند التحقيق.

   وذلك لأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما وضع التخيير في زكاة الفطر بين أصناف مختلفة، ولم يذكر فيها الدراهم، علمنا أنها خارجة من المسألة.

والله أعلم.

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وكتب

أبو صهيب وليد بن سعد

القاهرة ١٧ / رمضان / ١٤٤٢ هـ

 29 / ابريل / 2021

الاثنين، 1 مارس 2021

السعودية .. وغزو قبيلة "كاين"!

 

السعودية .. وغزو قبيلة "كاين"!


   الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
  فإن الرئيس الأمريكي " جون بايدن" ليس سوى جنديٍ في الحزب المسيحي الأمريكي، هذا الجندي له مهمة رسمت له من قبل أن يُنتخب!، فهي مهمة هذا الحزب في الحقيقة، يتوجب على من وصل من رجال الحزب للحكم أن ينفذها!.

  هذا الحزب الذي يعرف إعلاميًا بـ "اليمين المسيحي" = حزب له باع طويل في المكر والتخطيط والصبر على إنفاذ مخططاته، إذ يستخدم في ذلك قاعدة إنجليزية مشهورة تعرف بقاعدة ": "slow but sure " = بطيء لكن أكيد"، فهم لا يتعجلون في تنفيذ مخططاتهم ما دامت النتيجة أكيدة.
  يضم هذا الحزب تحت لواءه غالب الشعب الأمريكي، إذ هو شعب أغلبه متدين، والعلمانية والإلحاد فيه ضعيفان جدًا، على عكس ما يروج له.

    ويشايع الانجليز في بريطانيا هذا الحزب ، إذ هما معه على نفس الملة، وهي البروتستانتية "المسيحية المتهودة"!.

   وسبب البلاء الواقع على ديار الإسلام منذ زمن بعيد بسبب هذا الحزب وهذه الجماعة، فهم أشد من اليهود في المكر والكيد ببلاد الإسلام.
   ويكفي أن تعلم أنهم سعوا إلى توطين اليهود في فلسطين قبل ظهور الصهيونية اليهودية ووعد بلفور بأكثر من قرن من الزمان!.

   وسعي هؤلاء لتوطين اليهود في أرض التوراة الموعودة  ـ من النيل إلى الفرات ـ ليس حبًا في اليهود، أو لسطوة اليهود عليهم ماديًا أو سياسيًا، ولكنهم يفعلون ذلك ديانة!؛ إذ أن المسيح في معتقدهم ولد يهوديًا، وأنه لن ينزل مرة أخرى في نهاية الزمان ليُخلصهم من الخطايا قبل دخولهم الجنة، ويعيشون قبل ذلك ألف عام سعيدة = إلا بعد تحقيق وعد يوحنا، وفيه: رفع عقوبة الرب عن اليهود بعد نفيهم إلى بابل، وذلك بعودتهم إلى أورشاليم "فلسطين"، وبعدها يعود المسيح مرة أخرى ليأخذهم!.

فهم يقاتلون لتنفيذ هذا الوعد الإنجيلي!: «لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِى. فِى بَيْتِ أَبِى مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ، وَإِلاَّ فَإِنِّى كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِى لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِى أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ». [يوحنَّا 14: 3 ].
   والحق أن هذا الحزب وإن كان قائما على البروتستانت بصورة رئيسة، إلا أنه يدخل أحيانًا تحت لواءه من الكاثوليك ممن انخرط في الصهيونية المسيحية، وسعى لتنفيذ نبوءة يوحنا!، كنابليون بونابرت عندما أراد غزو فلسطين وتوطين اليهود فيها، إلا أن الجزار باشا ـ رحمه الله ـ هدم حلمه، وعاد بخفي حنين.

 والرئيس "جون بايدن" من هؤلاء الكاثوليك.

نعود...
ومهمة  "بايدن" ـ جندي اليمين المسيحي في هذه المرحلة ـ هو إعادة أصلاح ما أفسده سلفه "ترامب" ، إذ أن "ترامب" لم يكن من أبناء هذه الجماعة، حاله كحال "جون كيندي"، فأفسد عليهم "ترامب" في فترة رئاسته بعض الأمور التي يكافحون الآن لكي تنتظم مرة أخرى في مخططتها المرسوم!، منها:

1 ـ خلق تنظيم مسلح جديد في بلاد المسلمين على غرار "داعش والقاعدة" أو أحياءهما.

    ووظيفة التنظيم الجديد = إفساد الدول المستهدفة باستقطاب بعض أبناءها وجعلهم خنجرًا مسمومًا في ظهر بلدانهم، مع شغل  الحكومات داخليًا، بعيدًا عما يحدث حولها حتى يأتي دورها!.

  ولعل تنظيم القاعدة الآن هو من يُمهد له لتولي هذه المهمة، فقد زعموا قتل "أيمن الظواهري" بعد أن انطفأ بريقه في أعين أتباعه بسب "البغدادي" زعيم داعش، فيلمع الآن "أبو محمد المصري" المشهور "بسيف العدل"!، وهو تكفيري من تنظيم القاعدة تأويه إيران، تقوم أمريكا بتلميعه الآن.. بأن وضعت مكافأة مالية كبيرة لمن يُدلي بمعلومات عنه، وهذه طريقتهم من قديم في جمع التكفيريين حول من يعدونه لمهمتهم.

هذا؛ مع أن "جون بايدن" ممن عارض عملية قتل "بن لادن". فتأمل! .   
2 ـ تلميع دولة الملالي في إيران، وذلك من خلال معاداة الشيعة في الظاهر بشن حروب كلامية يتوعدون فيه بعظائم لا تتجاوز التصريحات.

 وتصوير أن التأني في اتخاذ أي قرار مصيري في حق إيران سببه الخشية من تسليحهم وما عندهم من قدرات نووية!، وغرضهم من ذلك هو المكر وإنزال الهزيمة النفسية بالشعوب السنية التي أدمنت مشاهدة القنوات الإخبارية!.

   أما في الباطن فليس هناك إلا إتمام ما اتفقوا عليه سابقًا، من تبادل المصالح على حساب الدول السنية، كما حدث في أفغانستان، فالشيعة مهدت الأرض للأمريكان عند غزو أفغانستان، فكانت المكافأة ترك العراق للشيعة حتى تقضي على ما تبقى من أهل السنة فيها، وتجعلها على بكرة أبيها رافضية، وهكذا..

  هذا؛ ولعل من المفيد أن تَعلم أن الرئيس "بايدن" من بين من صوتوا لصالح غزو أفغانستان عام 2001 والعراق عام 2003.

ـ وهو من دعاة تقسيم العراق إلى ثلاث فيدراليات (كردية وسنية وشيعية) .

ـ ويؤيد فكرة إرسال قوات أمريكية إلى السودان فيما يتعلق بملف دارفور.

ـ أما فيما يتعلق بإيران فهو يؤيد الخيار الدبلوماسي مع استخدام أسلوب العقوبات. كما يجدر بالذكر أنه صوّت ضد اعتبار الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.
ـ وأما بخصوص القضية الفلسطينية فهو معروف بتأييده الشديد لإسرائيل، كما أنه من أنصار حل الدولتين!.

ومن مهامه أيضًا:
    3 ـ محاولة فرض عقوبات دولية، وعرقلة تسليح الدول السنية المستهدفة.
4   ـ ولعل أهم ما في مخطط هذه العصبة الآن هو زعزعة حكم المملكة العربية السعودية، ومحاولة إسقاطه، وهذا حلم الصهيونية المسيحية واليهودية معًا، بيد أنهم لا يتعجلونه ولا يسارعون في خطواته، لعلمهم أن أي مواجهة مسلحة بين العالم الغربي المسيحي والسعودية من الممكن أن ينشأ بسببها نتائج لا تحمد عواقبها.

    كما أنه من الممكن أن ينتج من هذه المواجهة يقظة في العالم الإسلامي تفسد ما خططوا له منذ زمن بعيد، فحالة الاستنامة التي غلبت على العالم الإسلامي، وإخفاء حقيقة الصراع أنه بين الإسلام والنصرانية أمران يسعون لهما منذ أمد بعيد.
  ولهذا لابد أن تسقط المملكة السعودية بأيدي من يُنسب للأمة الإسلامية!، وقد تكفل "الحوثيون" بهذه المهمة، حتى تشتد شوكة الخوارج فتآزرهم!.

  ولكن لا بأس أن يضيق عليها باستخدام أساليب ضغط مختلفة بعيدًا عن استخدام القوة، كمخالفة حقوق الإنسان، هذه التهمة الضبابية التي تتاجر بها أمريكا بعد سقوط الشيوعية.

  فأمريكا قبل سقوط الاتحاد السوفيتي إذ أرادت أن تضيق على دولة وتتدخل في شؤونها اتهمتها بالشيوعية!، والآن تتهم من تريد التضييق عليه بانتهاك حقوق الإنسان!

  ولعل من نافلة القول أن يُعلم أن المقصود بالإنسان عندهم هو الشعب الأمريكي فقط!، إذ ينحدر حسب معتقدهم من القبيلة الثالثة عشر!.. قبيلة "يهودا"، وهي القبيلة الوحيدة على وجه الأرض التي من نسل آدم

ـ عليه السلام ـ ، أما سائر البشر فهم من نسل "كاين"!، وهو إنسان كان في الجنة مع آدم فزنا بحواء وولدت له!، فجميع البشر اليوم سوى الأمريكان من نسل "كاين" المنحدر من الشيطان، والأمريكان وحدهم هم بنو آدم!!، وهذا مبحث يسمى "ما قبل الآدمية" لمن أراد الزيادة.

  فعندما أباد الأمريكان "الخمير الحمر" سكان أمريكا الأصليين، أو عندما قَتلوا ألوفًا في اليابان بالقنبلة النووية، أو عندما قتلوا أهل فيتنام أو كوبا أو المكسيك، أو مسلمي أفغانستان أو العراق أو الصومال أو غيرهم، لم يكونوا يقتلون بشرًا من نسل آدم، وإنما كانوا يقتلون شياطين أبناء زنا في صورة بشر!.

فالخلاصة
  إن هذا المعركة التي نراها اليوم تدور رحاها على أرض العالم الإسلامي ليست بسب الاستيلاء على الثروات، فعندهم في بلادهم من الخيرات والثروات أضعاف ما عندنا.

   وليس هي لفرض الهيمنة الاقتصادية أو السياسية، فهذا واقع لا يحتاجون المحاربة لإثباته!.

  وإنما هي معركة صليبية يهودية يقصد بها تهيئة العالم للنبوءات التوراتية والإنجيلية عندهم، لنزول مسيحهم المخلّص لكي يقضي على الكفار "المحمديين" ، وينشأ لهم مملكة أخر الزمان السعيدة.
  فضلًا عن أن معركتهم لغزو "مكة ودمشق والعراق والقاهرة"، معركة دينية، يريدون منها أخذ الثأر لأجداهم من هذه البلاد التي أذلت وكسرت شوكة أسلافهم.

  يريدون الثأر من "مكة والمدينة" الأرض التي خرج منها الإسلام ليبيد ظلمات الكفر والشرك في العالم، ويقطع طمع أهل الكتاب بأن يكون رسول أخر الزمان منهم.

   يريدون "دمشق" ديار الخلافة الأموية، "دمشق" "معاوية بن أبي سفيان" أمير المؤمنين ـ رضي الله عنه ـ الذي فتح أغلب العالم الإسلامي في خلافته.
  يريدون "بغداد" ديار الخلافة العباسية، بغداد "هارون الرشيد" الذي كان يغزو النصارى عامًا، ويحج عامًا.

 يريدون "القاهرة"، قاهرة "قطز وبيبرس" التي خرجت منها الجيوش التي خلصت العالم الإسلامي، بل العالم أجمع من شر المغول، وأنهت حلم النصارى في غزو أرض المسلمين مرة أخرى من خلال الحملات الصليبية، وتحولت الحرب بعدها إلى حرب يُقدم فيها العلم والمكر والدسائس على السلاح.

 فهذه هي حقيقية المعركة، وهذه حقيقة عدونا.
فهل نحن أهلٌ لها؟!
اللهم بلغت.. اللهم فاشهد!.

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم. 

وكتب

وليد بن سعد
القاهرة 15 / رجب /  1442 ه
28 / 2 / 2021 م