يوميات أبي إسحاق الحويني!.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا
نبي بعده، أما بعد:
فإن أغلب من تَبنى المعتقد الخارجي، وأصبح من دعاته، وخاصة طائفة الخوارج القعدية،
ممن يهيجون على الخروج على الحكام ولا يخرجون!، أغلبهم وضع لهم القبول عند الجماهير،
وخاصة عوام السلفيين، لأنهم روجوا أنهم من طلبة العلامة الألباني أو ابن باز أو العثيمين
- رحمهم الله -، فوثق بهم الناس = لثقتهم بهؤلاء العلماء، ووضوح معتقدهم ومنهجهم.
بيد أن العجب!، كيف أصبح لهؤلاء الدعاة أتباع يتعصبون لهم، ويبذلون الغالي والنفيس
في الدفاع عنهم، ولا يوجد مثل هذا التعصب من هؤلاء الاتباع لهؤلاء العلماء الذين ما
عرف هؤلاء الدعاة إلا بهم؟!
بل ربما سفهوا أقوالهم واعتمدوا أقوال هؤلاء الدعاة!.
وكل من تصدر للرد عليهم ..سلك معه هؤلاء الاتباع سنة اليهود من التشنيع على
مخالفيهم بدأ من الشتم والسب، وتدرجا بالرمي السَّوءة الأخلاقية، فيُسمع منهم رمي مخالفيهم
بالعمالة للأنظمة، والخيانة للدين، والمروق من السنة، والرضى بالعلمانية و...
وربما يُرفع هذا اللبس .. بالتعرف على حيل هؤلاء
الدعاة، والتي منها: ربط هؤلاء الاتباع والمريدين بشخص هذا الداعية وحياته، بل أخص
تفاصيل يومه.
ولو أخذنا رأس هؤلاء الخوارج القعدية، والذي ما عرفه الناس إلا بانتسابه للشيخ
الألباني - رحمه الله - ، أعني: "أبي إسحاق الحويني".
فنجد من يستمع للحويني يعرف جيدا تفاصيل حياته.
مثل:
-
أنه خريج ألسن قسم أسباني .
-
وأنه عمل في التلفاز في نشرة الأخبار، وما أن سمع موسيقى مقدمة النشرة، لم يحتمل، وترك
العمل فورا وانصرف، هكذا!.
-
وأنه كان الأول على دفعته.
- وأنه كان بينه وبين أحد زملائه في الكلية خصومة لأن "الحويني" قال
له : "انزاح" يعني: ابتعد قليلا.
- وأنه كان يعمل في سوبر ماركت في العباسية، وكان يذهب إلى درس الشيخ نجيب المطيعي
- الأشعري - بالدراجة.
- وأنه عمل موظفا حكوميا، وكان منكبا وقتها على تحقيق سنن النسائي، كي يغض بصره
عن زميلاته الموظفات في الغرفة.
- وأنه لما سجن في أحداث مقتل السادات، حدث في السجن كيت وكيت من شيخ الطريقة
الفرماوية الذي يرى حرمة التصوير.
- وأن "الحويني" لما كان في السجن كان الطعام قليلا، فكان يأكل البرتقال
بالقشر، وكان طعم القشر عجيب، فكان حلو المذاق، فلما خرج وأحب أن يأكل قشر البرتقال
وجده مرًا! -كرامات وكده يعنى - .
وطبعا كان لابد من ربط هذه القصص بسيرة شيخ الإسلام بن تيمية - رحمه الله -
لينطبع في ذهن المستمع أنه كان على الحق الذي كان عليه شيخ الإسلام، وأن البلاء الذي
نزل به إنما هو من التمحيص لرفع درجات أهل السنة، وهي خدعة شيخهم "عبد الرحمن
عبد الخالق" الذي ألفها لهم، ووضعها لهم في كتاب، وتلقفها وعمل بها "الحويني"،
ومن كان معه على نفس الخط المشترك .. مثل "ياسر برهامي" و"محمد إسماعيل
المقدم" وغيرهما.
وقد بين هذه الخديعة، وبراءة شيخ الإسلام من تأويل هؤلاء الخوارج = الشيخ "ربيع
المدخلي" - حفظه الله - في كتابه: "جماعة واحدة. لا جماعات، وصراط واحد لا
عشرات" ، وهذا من أسباب عداءهم له، لأنه وضع على سفوده "عبد الرحمن عبد الخالق"
شيخهم الثاني، بعد أن وضع على نفس السفود شيخهم الأول "سيد قطب" ، فانتبه!.
ولعل من نافلة القول التنبيه أيضا أنه لابد من دندنة "الحويني" من
حين لأخر حول قصة السجن، لأنه في ثقافة الخوارج، أن العَالِم الذي يُقبل منه العلم
لابد أن يكون من علماء السجون وليس من علماء الصحون، فانتبه!.
ونكمل يوميات "الحويني"..
-
وأنه لما أراد الزواج بالثانية ، طلب من الأولى أن تختار له.
- وأنه ما تزوج مرة أخرى إلا لأنه كان يدعو الناس للتعدد وأحياء هذه السنة،
فكيف يدعو إلى سنة ولا يطبقها؟!
- وأن ابنته في المدرسة الأزهرية لا تحسن قراءة سورة كذا.
- وأن جيرانه في الشارع يحسبون أنه يأكل كل يوم كفته وكباب!.
- وأنه يبحث عمن يفتيه ويرخص له الصلاة في المنزل لكثرة شغل الناس له.
-
وأنه قبل بتر قدمه رأى رؤيا للعندليب الأسمر "عبد الحليم حافظ" يغني فيها:
موعود بالعذاب يا قلبي. فاستدل بهذه الرؤيا على دعاء الكرب!، فصبر واحتسب!!.
إلى
غير ذلك من يوميات "الحويني" والتي يُخشى أن تصبح مسلسلا تلفزيونيا بعد
وفاته !.
حتى أنه أراد أن يجعل من تلك القصص، فوائد تَعمل
بها الناس، كأنها من جملة الشرع!، فتجده يَذكر قصة شربه للشاي مع الشيخ الألباني، وضحك
الشيخ معه لما قال له كذا وكذا، كل ذلك يسرده بطريقة توهم المستمع أن هذا من الفوائد
التي ينبغي على طالب العلم أن يبذل حياته لتحصيلها، وأن من لم يحصلها محروم .
وطبعا لا يستشكل في هذا المقام أن المحاضرات التي سجلت بين الحويني والشيخ الألباني
- رحمه الله - يغلب عليها الصورة العلمية المنهجية، وذلك لأنها مجالس للشيخ الألباني
- رحمه الله - وهذه طبيعتها.
فهي
أما بين تحقيق مسألة عقدية أو حديثية أو منهجية أو مناقشة لفرقة منحرفة عن السنة ،
وهكذا..
ولو كانت هذه المجالس للحويني، فلم يكن ليصبر على إدخال الدنيا فيها، وتحويلها
إلى مجالس وعظ، وتهييج للشعوب على الحكومات، مع ذكره طبعا لبعض القصص الشخصية حول حياته
وشخصيته، ليرتبط المستمع بشخصه ومنهجه، كما تفعل الطرق الصوفية مع مريديها، ليرتبطوا
بشخص شيخ الطريقة وكراماته!.
وحتى هذه المجالس التي كانت بين الحويني والشيخ الألباني - رحمه الله - فهي
حجة عليه وليست له كما يتوهم البعض، فإنه لا يكاد مسألة قررها العلامة الألباني - رحمه
الله - في هذه المحاضرات، أو فتوى قال بها، إلا وخالفها "الحويني"، مع أنه
صاحب الأسئلة، ولكنه لم يعمل بشيء منها.
فحاله كحال من يتصور مع المشاهير ليتفاخر على أصحابه!.
فالأمر أبعد عن طلب العلم، وقد ذكرت في ردي القديم على الحويني، كيف مدح الحويني
من سب أو كفر الشيخ الألباني - رحمه الله
-؟.
فهذا
مثال لحيل هؤلاء الدعاة، والله حسيبهم، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
والسؤال الآن لمتعصبة هؤلاء الدعاة:
- ما الذي عاد عليكم من الاستماع إلى القصص الشخصية لهؤلاء الوعاظ؟
- وهل ستنفعكم في معرفة دينكم، وتكون سببا في زيادة إيمانكم؟
- ولماذا لم يشرح هؤلاء الدعاة كتب المعتقد، والتي فيها عقيدة أهل السنة التي
تركها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟
- ولماذا يوافق هؤلاء الدعاة أصول العلمانية من استخدام الديمقراطية والقول
بجواز المظاهرات والاعتصامات والعصيان المدني، وتراهم في الوقت نفسه يلمعون أنفسهم
بمهاجمة العلمانية؟
- ولماذا لم نسمع من هؤلاء الدعاة مجرد قراءة لكتاب الإمارة من صحيح مسلم، أو
كتاب الفتن من صحيح البخاري، في الوقت الذي نجد منهم تكرارا لشرح كتاب الرقاق وبدء
الوحي وحديث أم زرع أكثر من مرة؟
- وكم كتاب شرحه هؤلاء الدعاة للعلامة الألباني أو العثيمين أو باز - رحمهم
الله - مع زعمهم أنهم مشايخهم؟
هذا، وأنا أعلم يقينا أن أغلب هؤلاء الاتباع
أرادوا الخير والسنة، فحادوا عن الطريق الصحيح بسبب هؤلاء الدعاة، ولعل فرصة رجوعهم
إلى طريق السنة أولى الآن، وقد انكشف بهرج أغلب هؤلاء الدعاة، وأنهم يقولون ما لا يفعلون.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتب
وليد بن سعد.
القاهرة 1 / رجب/ 1441ه
25 / 2 / 2020