إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

رد شبهة صوفية شركية!

 رد شبهة صوفية شركية!

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

  فإن بعض الصوفية يستدلون بجواز الاستغاثة بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ودعائه وقصد قبره.. بقوله تعالى: { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا}. [النساء : 64]

   فيزعمون أن معنى الآية: لو أنهم كلما ظلموا أنفسهم جاءوا الرسول صلى الله عليه وسلم فاستغفروا الله عنده، وهو بدوره يكون الواسطة بينهم وبين الله في رفع هذا الاستغفار، لوجدوا الله توابا رحيما!!

    كهيئة كرسي الاعتراف عند النصارى!!.

   وهذا البلاء والشرك أتى من فهم أن "إذ" في الآية تأتي بمعنى "كلما"، والأمر ليس كذلك، وإنما "إذا" هي من تأتي ويقصد بها "كلما"، كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ...}. [الممتحنة: 10].

   يعني: كلما جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن، هكذا على الاستمرارية.

   أما "إذ" المذكورة في الآية، فتأتي للتعبير عن حادثة حصلت مرة واحدة، كما في قوله تعالى: {إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ ناراً سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ" [النمل: 7].فهي حادثة حصلت مرة واحدة ولم تتكرر.

   وقوله تعالى: {وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ}. [إبراهيم : 6]. و"إذ" هنا تكررت في حادثتين لم يتكررا.

   وقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ }. [الصف: 5].

   وقوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا }. [مريم 41: 42].

     وقوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ }. [الأنبياء 51: 52].

   وقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ }. [الزخرف 26: 27].

   وقوله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} . [آل عمران : 45].

   وقوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا...}. [مريم : 16].

   فيظهر من سياق هذه الآيات أن "إذ" إنما تأتي للتعبير على حادثة حصلت مرة واحدة، وأنه بهذا الفهم يكون مقصود الآية حادثة حدثت مرة واحدة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم تتكرر .

وأن قصد قبره والاستغفار عنده إنما هو شرك وبدعة.
   وقد كان من دعاء الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل موته بأيام:

" اللهم لا تجعل قبري وثنا، لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". [رواه أحمد وغيره بسند صحيح ].
والوثن: ما يعبد من دون الله وليس له صورة، كالقبر والشجر والحجر، والتمثال ما كان له صورة.
ويقول جندب بن عبد الله البجلي ـ رضي الله عنه ـ : " سمعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل أن يموت بخمس ، وهو يقول : " إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله تعالى قد اتخذني خليلا، كما اتخذ إبراهيم خليلا، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ، إني أنهاكم عن ذلك".
[رواه مسلم].
   وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " لعنة الله على اليهود والنصارى ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" .
[رواه البخاري].
   قالت أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ :" فلولا ذاك أبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا".

   وقد رأى علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنهما ـ  رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيدخل فيها فيدعو ، فدعاه فقال : ألا أحدثك بحديث سمعته من أبي ، عن جدي ، عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " لا تتخذوا قبري عيدا، ولا بيوتكم قبورا ، وصلوا علي ، فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم ". [رواه ابن أبي شيبة بسند جيد، وأخرجه أبو داود من دون القصة بسند حسن].
   والعيد من عاد يعود، فدعا الرسول صلى الله عليه وسلم أن لا يتخذ قبره عيدا يعود الناس إليه في موعد معين كل عام كحال الموالد الصوفية، كما أمر بصلاة النوافل في البيوت حتى لا تصبح كالقبور، وفيه أن القبور والأضرحة ليست مكانا للصلاة، ومن أراد أن يصلي على الرسول فلا يتكلف المجيء إلى مسجده، ولكن فليصل عليه من أي مكان كان، وقد كفل الله ملَكا يبلغه هذا.
فالخلاصة:
    إن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل موته بأيام قليلة يحذر أمته من الوقوع في شرك الأمم السابقة، والذي من أجله لعن الله اليهود والنصارى، وذلك لأنهم اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، فيدخل الواحد منهم المسجد، وقلبه ليس معلق بالله، وإنما هو متعلق بصاحب القبر!، فيدعوه ويسأله!!، وهو ميت لا يملك لنفسه حولا ولا قوة، ويترك دعاء الحي الذي لا يموت سبحانه.
 ويكون الواحد من هؤلاء في المسجد " بيت الله " ويسأل سواه سبحانه، والله عز وجل يقول: { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا }.
[الجن: 18].

فليتق الله هؤلاء في أنفسهم، وليتمسكوا بوصية رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لحبر الأمة عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ : " إذا سألت فسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك . رفعت الأقلام وجفت الصحف".
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وكتب

أبو صهيب وليد بن سعد.
الاثنين 24 / ربيع اخر / 1443
29 / 11 / 2021

الخميس، 11 نوفمبر 2021

الخوارج والمخدرات

الخوارج والمخدرات.

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

    فقد استمعت لبعض الشباب يتحدثون ويتعجبون من قوة قلب هذا الفتى التكفيري الذي كان بالأمس في مواجهة مباشرة مع قوات الأمن في منطقة حلوان بالقاهرة!، وكيف  كان يتجول في الشارع بحرية لا يَخشى الموت؟!،

   ومع ذلك لم تستطع الشرطة الاقتراب منه؟ حتى أنها لم تُوفْق في قتله لأن الرصاصة أصابت رجله فقط، وأن الذي أمسكه أحد السكان ثم تكالبت الشرطة عليه بعدها!.

   فأقول: إن الصورة الحقيقية للمشهد بخلاف هذه النظرة السطحية؛ فهذا التصوير الذي ظهر فيه هذا الفتى التكفيري أنه لم يكن يحمل سلاحا، ومع ذلك يتحرك بحرية على طريقة نجوم الأفلام السينمائية "سوبر هيرو"!! .. في الوقت الذي فيه قوات الشرطة تخشاه ولا تستطيع الاقتراب منه!..

   هذا المشهد له زاوية أخرى في الرؤية، وهي: أن غرض هذا الشخص هو أن تقترب منه هذه القوات حتى يُفّجر نفسه فيهم، فيقتل منهم أكبر عدد، فكونه لم يكن يحمل مسدسًا في يده لا يعنى أنه غير مسلح، أو أنه لا يمثل خطرا.

  وإن إصابة الشرطة لرجله وعدم قتله عن عمد وقصد؛ لأنه لا ينفعهم وهو ميت، لأنهم يريدون معرفة من خلفه ومن يموله ويدربه .. لمحاصرة هذا الفكر, ومحاربة هذا التنظيم، والقضاء على هذه الجماعات التكفيرية الانتحارية.

  وأن هذا المواطن الذي اقترب من هذا الانتحاري لم يُحسن في فعله، وعَرض نفسه وغيره للخطر..

   بيد أنه لفت نظري قضية مهمة في طريقة هذا الانتحاري، ليست هي ثباته وهو يواجه الشرطة.

    فهذا طبيعي عند صاحب كل معتقد .. يُضحي بنفسه من أجل معتقده!، حتى لو كان ملحدا!، كمن قُتل في السودان منذ عدة سنوات، عندما منحت الحكومة هناك فرصة للتوبة والرجوع للإسلام لحزب اشتراكي التوجه.

  فعاد أعضاء الحزب جميعًا، إلا رئيس الحزب، لم يرجع وفضل أن يُعدم من أجل معتقده وقضيته!.

  والخوارج الذي هذا الفتى الانتحاري منهم، هم من أشهر الناس في هذا الباب، ودونك قصة ثبات "ابن ملجم"، قاتل "علي بن أبي طالب" أمير المؤمنين  ـ رضي الله عنه ـ ، قطعت أعضاءه وهو حي، فلم يلتفت!.

   فالخوارج ممن زين لهم الشيطان أعمالهم، فظنوا أن الأمر في المنتهى صبر ساعة ثم الجنة والحور العين!.

   فالذي لفت نظري طريقة مشي هذا الفتى وأسلوبه في الكلام، وعدم اتزانه وإدراكه لما يحدث حوله، وسرعة استسلامه بمجرد القبض عليه.

   فكل ذلك يُرشد إلى أنه لم يكن في كامل قواه العقلية، ليس لعته أو جنون، ولكن لأنه تحت تأثير مخدر، فعامة هؤلاء الانتحاريون يتعاطون المخدرات وقت قيامهم بعمليتهم الأخيرة..

   فالمتتبع لطريقة التنظيمات التكفيرية المسلحة المعاصرة، المتتبع لهم فكريا ونفسيا، يجد أن عامة من يُدفع به لتفجير نفسه، تكون عنده حمية شديدة على النساء، يستغلها شيوخه في شحنه، وأن سجون الحكام يُفعل فيها العظائم بحرائر المسلمين!، وهكذا..

   ويأتي التصريح بذلك في هذا التسجيل المصور الذي يصوره هذا الانتحاري قبل أن يفجر نفسه، أو يفجره غيره بدون علمه، يصرح أنه يقوم بهذه العملية ثأرا لحرائر المسلمين في سجون الطواغيت!.

   وتوثيق هذه المقاطع المصورة ضروري لهذا الجماعات، إذ يصرح الانتحاري من هؤلاء الأحداث أنه يبايع جماعة كذا، وأن ولاءه لهم، وذلك حتى تأتي التمويلات المالية لهذه الجماعة دون غيرها، ولهذا أحيانا يتنازعون فيهما بينهم بنسبة بعض العمليات الكبرى .. وذلك كله من أجل التمويل المادي، فالأمر بعيدا كل البعد عن العمل لله، والجهاد في سبيله، وإنما هو اقتتال على الدنيا باسم الدين.

  فالشاهد أن شيوخ هذا المغفل الانتحاري يعلمون أن هذه الحمية التي عنده، وهذا الوهم الذي شحنوه به، هذا كله يخشى أن يرتفع عند ساعة الحقيقة، عند ملاقاة الموت الأحمر، وتظهر ساعتئذ الفطرة البشرية من حب الحياة وكراهية الموت، فيتراجع عن العملية ولا يُفجر نفسه!.

     فعندها تأتي حيلة "الحسن الصباح" مؤسس فرقة "الحشاشين"، أول تنظيم للقتل السياسي عُرف في الإسلام، فكان "الحسن" يُغرق أتباعه في شرب مخدر الحشيشة حتى تسموا باسمها!.

   فكان الحدث من الحشاشين يقوم بنحر نفسه بالسكين بعد تنفيذ عملية اغتياله لأحد القادة أو الأمراء، وممن حاولوا اغتياله ولم يُفلحوا الناصر صلاح الدين الإيوبي ـ رحمه الله تعالى ـ حاولوا مرتين وفشلوا، وقد قتلوا غيره من العلماء والوجهاء.

   ولعله لو كانت متوفرة المتفجرات على عصر "حسن الصباح" لكان أمر أتباعه بتفجير أنفسهم بدلا من استخدام السكين والخنجر!. 

    هذا؛ ومعلوم أن المخدرات تضخم الإحساس، ويتولد منها هلاوس سمعية وبصرية، وأحاديث نفسية، تجعل من يتعاطاها يخرج من عالم الواقع، إلى عالم الخيال والأسطورة!، فيشعر بأنه صاحب ذكاء ودهاء وحيلة!، وأنه يستطيع فعل أي شيء!.

  هذا في المخدرات الطبيعية التي تُستخرج من النباتات، فما بالك بمخدرات اليوم، التي كلها مواد كيميائية شديدة التأثير، حتى أن بعضا منها صنع لتسكين هياج الثيران!، فيتعاطاها البشر؟!.

     ومن تأمل الفيديوهات التي يصورها هؤلاء قبل القيام بتفجير أنفسهم!، أو قبل أن يفجرهم غيرهم من غير علمهم!!، من تأملها يلحظ أثر المخدر علي هؤلاء، من ثقل في اللسان، وضحك هيستيري، وشتات فكري، إلى غير ذلك.

  فالتعامل مع المخدرات عند الجماعات الإرهابية سنة قديمة بدأت بفرقة الحشاشين، واستمرت إلى هذا العصر، حتى أن حركة طالبان اليوم لا تستحي أن تَذكر أنها تُمويل تنظيمها من تجارة الحشيش.

    وكان سبب قتل طالبان للشيخ المجاهد جميل الرحماني ـ رحمه الله ـ أمير ولاية كونر، أنه بعد إسقاط السوفيت في إفغانستان، أفتى الشيخ بحرمة تجارة الحشيش، وقام بتطبيق الشريعة في ولايته، فقتلوه بسبب ذلك.

  كما أن الحركات التحريرية في أرض الشام، والتي ترفع الشعارات الإسلامية من أجل جمع التبرعات واستعطاف العالم الإسلامي معها.. تلك الحركات تتاجر في المخدرات ولها شبكة دولية تنظم هذه التجارة، كما تجد تفاصيل ذلك في كتاب "قبضة الإخطبوط" الذي يتكلم عن دور المخابرات الأمريكية في حادثة لوكيربي، وكيف أن هذا المخابرات متورطة في تَمويل هذه الحركات بالسلاح في مقابل المخدرات؟!.

فالخلاصة :

  إن الخوارج من قديم تربطهم بالمخدرات علاقة تعاطي واتجار، وأن هذه الجلادة والصبر الذي يَظهر منهم ليس سببه حبهم للموت وكارهتهم للحياة، ولكن لأنهم تحت تأثير مخدرات تتحكم في مشاعرهم وتخرجهم من طبيعتهم البشرية إلى طبيعة حيوانية تتلذ بالتعذيب والقتل، والأمر لله من قبل ومن بعد.   


وكتب

أبو صهيب وليد بن سعد.

القاهرة ١٤ / ربيع الآخر / ١٤٣٩ هـ

 1 / 1 / 2018م


الثلاثاء، 13 يوليو 2021

كيف نفهم بروتوكولات حكماء صهيون؟!.

كيف نفهم بروتوكولات حكماء صهيون؟!.

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

  فإنه يلتبس على البعض فهم خطة بروتوكولات اليهود، ويشعر أنه داخل متاهة!، وتراه أحيانًا يخرج باستنتاج من فقرة معينة، ثم يجد الفقرة التي تليها تهدم استنتاجه الأول!

   وموضع اللبس، أن هذه البروتوكولات لم تحرر كتابة، وإنما هي محاضرات ألقاها أحد "أمراء المنفى" على بعض النخب اليهودية، ومعلوم أن لنبرة صوت المتكلم عامل قوي في إيضاح المعنى، بخلاف ما يحرر كتابةً، فإنه يُراعي فيه رسم تصور للقارئ من خلال الكلمات حتى يَفهم مراد المتكلم، هذا من وجه.

 وأيضًا : ضعف الترجمة التي وصلت إلينا، فإن البروتوكولات كتبت بلغة، ثم ترجمت إلى أخرى، ثم ترجمت إلى العربية، مما جعل فيها شيئًا من العجمة وعدم الوضوح، كالتي تجدها في ترجمة التوراة والإنجيل.

   فضلًا على أن معرفة لغة وثقافة المتكلم لها عامل قوي في فهم مراده، ولهذا تجد من تعرض لفضح مخططات البروتوكولات من علوج الغرب ك "هنري فورد" في كتابه الماتع "اليهودي العالمي" ، تجد عنده وضوح في فهم هذه المخططات، وذلك لأنه فهمها من خلال لغته الأم، ففهم الكلام وما يراد منه، وما يراد من وراءه، وهذا أمر مهم يعرفه من يهتم بعلوم اللغة.

   فثقافة المتكلم التي نشأ فيها، وطبيعة المستمعين وثقافتهم، لابد أن توضع في الاعتبار لتكوين تصور صحيح يُفهم من خلاله مقصود المتكلم عن هذه المخططات.

 ومثل هذا نبه عليه الشيخ الأستاذ "محمود شاكر" - رحمه الله - في كتابه "رسالة في الطريق إلى ثقافتنا"، عندما تكلم عن استحالة فهم المستشرق لعلوم أمة الإسلام، لأنها كتبت بلغة وثقافة غير التي فطم عليها في صغره.

  ويتبقى بيان أصعب جزء في فهم مخططات البروتوكولات؟

  وهذه الصعوبة ناتجة من أن المحُاضر الذي كان يؤصل لمخططات البروتوكولات، كان يتكلم عن قضية مفهومة وواضحة عند مستمعيه، قضية مسلم به في عقولهم، وهي: أنهم يسعون لتأسيس حكومة عالمية يكون ملكها رجل من بني إسرائيل من نسل داود!.

 وأن عليهم للوصول إلى غرضهم هذا = التخلص من الحكومات الحالية، وذلك بإيقاعهم في كذا وكذا من مخططات الإفساد، أما حكومتهم المستقبلية فيتوجب عليها  أن تتجنب الوقوع في كذا وكذا ، لأن هذا سيضعفها.

    فالبروتوكولات كلها تقريبًا تمشي بهذه الوتيرة، فأنت لا تفهم في مواضع كثيرة عن أي حكومة يتكلمون؟ وكيف يضعون الفخ، ويضعون النجاة منه في آن؟!

  وكذا تجده عندما يتكلم عن الشعب، فإن ذكر الشعب، وذكر معه مخططات التدمير والتنكيل، فالمقصود بهذا الشعب.. الشعب الأممي من غير اليهود، وإن ذكر الشعب ومعه مخططات الرفاهية، فالمقصود به أيضًا الشعب الأممي، ولكن عندما يكون من رعايا الدولة اليهودية العالمية التي يسعون لتأسيسها!، والتي يطلق عليها اليوم "النظام العالمي الجديد"!.

وأحيانًا يوضح خطيب البروتوكولات مقصده فيقول: "حكومتنا وشعبنا".

فالشاهد:

أن البروتوكولات تحمل بين طياتها الداء والدواء معًا، فمن استطاع استخراج الدواء من بين طيات البروتوكولات هدمها بإذن الله تعالى.

    وأخيرًا: مما يقع فيه اللبس أيضًا، أن البرتوكولات تتكلم عن أمور تمكن منها اليهود فعلًا وحققوها، وأمور ما زالت يسعون لتحقيقها.

   فتفعيل مخططات البرتوكولات ك"الديمقراطية وتأسيس المجالس النيابية"، لا يتنزل على الأنظمة التي لم تدخل دوامة البروتوكولات.

 لأنه لابد لإدخال الدولة في فخ البرتوكولات إسقاطها أولا من النظام الملكي إلى النظام الجمهوري، فإن لم يحدث هذا يُعطل مثل هذه المخططات التي ذكرت آنفًا.

    بمعنى: أن هناك خطوات لتفعيل بعض البروتوكولات، فإنه لن يتم تفعيل "البروتوكول التاسع" الخاص بتأسيس دولة مدنية حديثة قائمة على النظام الديمقراطي، العمدة في هذه الدولة = المجالس النيابية الحزبية، والتي تعمل على تفريق المجتمع وتحزبه، والذي يتولد من هذا التحزب والفرقة فوضى في أنحاء البلاد، مما يدفع رئيس الدولة للتصدي لهذه الفوضى كما ينص "البروتوكول العاشر"، وهو ما يدخل البلاد في صدام بين الشعب وحكوماته، ليدفع به في المنتهى الدخول في دوامة المظاهرات والاعتصام، والاضطرابات العمالية ليؤدي "البروتوكول السابع عشر" عمله!، وتسقط البلاد أوتوماتيكيا في فخ "البروتوكول العشرين" الخاص ب"صندوق النقد الدولي"!.

وكل هذه الدوامة والمعمعة لن تعمل بشكل فعال، حتى يُفعلّ "البروتوكول الأول" الذي فيه تحويل الدول من نظام ملكي إلى نظام جمهوري!.

فخطة البروتوكولات ليست سوى حلقة محكمة، كل جزء فيها يسلمك للذي بعده!

وأن أشد ما يواجه من يريد فضح غموض البروتوكولات، أنه كلما حاول فضحها زاد كلامه غموضا!.

ولعلي وفقت في رفع بعض هذا الغموض في كلامي عن أمراء المنفى، الذين يرجع إليهم كتابة هذه المخططات اليهودية
تجده في  مقال "أمراء المنفى والديمقراطية" للوصول إليه اضغط "هنا"

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وكتب

أبو صهيب وليد بن سعد.

القاهرة 3 / ذو القعدة / 1439ه
١٦‏/٠٧‏/٢٠١٨ م

الاثنين، 12 يوليو 2021

تربية الكلاب وذل المعصية!

 

تربية الكلاب وذل المعصية!

 الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

  فإن الرسول  - صلى الله عليه وسلم - نهى عن اقتناء وتربية الكلاب، إلا ما استخدم منها في الحراسة..

        فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أمسك كلبًا فإنه ينقص من عمله كل يوم قيراط إلا كلب حرث، أو ماشية". [رواه البخاري ومسلم].

   وفي رواية لمسلم : يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من اقتنى كلبًا ليس بكلب صيد ولا ماشية ولا أرض فإنه ينقص من أجره قيراطان كل يوم".

      وقد بين - صلى الله عليه وسلم - أن هذه الكلاب من أسباب نفرة الملائكة من البيوت والرفقة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :

" لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا تصاوير ". [متفق عليه].

      وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب أو جرس" .[رواه مسلم وغيره].

    فضلًا عن ما ثبت في الشريعة من شدة نجاسة لعاب الكلب، وأنه إذا ولغ في إناء لا يطهر إلا بغسله سبع مرات أحدهن بالتراب.

    وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتل أمة الكلاب في أول الأمر، ثم رجع عن هذا، وأمر بقتل كل أسود بهيم لأنه شيطان.

فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بقتل الكلاب، فننبعث في المدينة وأطرافها فلا ندع كلبا إلا قتلناه ، حتى إنا لنقتل كلب المرية (المرأة) من أهل البادية يتبعها" [متفق عليه].
ثم رجع عن هذا واكتفى بقتل الكلب الأسود الذي لا يشوبه لون أخر..

فقال: "لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها، فاقتلوا منها الأسود البهيم". [رواه أبو داود والترمذي وغيرهما بسند صحيح].

     هذا؛ ومع كل ما مر ذكره، نرى بعض أبناء المسلمين اليوم لا يلتزمون بأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، بل نرى منهم من  يتسابق ويتفاخر بتربية الكلاب!، حتى وصلت إلى مبالغ فلكية!!.

 وقد نهي النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا عن ثمن الكلب، وثمن الدم، ومهر البغي، وحلوان الكاهن.

    بيد أن هذه المخالفة لهدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كُتب على صاحبها الذل والصغار، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم " [ رواه أحمد بسند صحيح].

فكيف ذلك؟

نقول: إن الله عز وجل خلق هذه الحيوانات مسخرة ومذللة لنا، فإذا ما قام إنسان بنقل أو جر حيوانًا منها، تراها تمشي خلفه، وإن كانت من أكبر الحيوانات كالفيل، أو الجمل.

فتجده هو في الأمام .. فهو القائد والسيد، وهي خلفه تلتزم بأمره؛ إلا الكلب!، فتراه هو من يجر صاحبه، فيكون هو الذي في الأمام مكان القائد والسيد، وصاحبه هو من يمشي في الخلف!.

   ليس ذلك فحسب، بل ترى من ابتلي بهذه المعصية أصبح كالخادم عند كلبه!، يراقب أوقات قضاءه للحاجة، فإذا ما حان وقت تبوله أو تبرزه!، نزل به إلى الشارع ولو في منتصف الليل، وشدة البرد.. لكي يقضي حاجته!.

وهذا من ذل وخزي الدنيا، فما بالك بالآخرة؟

نسأل الله العافية لنا ولجميع المسلمين.

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وكتب

أبو صهيب وليد بن سعد.

القاهرة  8 / شوال / 1440 هـ

11 / 6 / 2019

الأربعاء، 7 يوليو 2021

من خدع اليهود الاقتصادية = الموضة في الأموال!

 

من خدع اليهود الاقتصادية (1)
الموضة في الأموال!

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

  فإن ما يعانيه العالم بين الحين والأخر، فيما يعرف بالأزمات الاقتصادية العالمية!، ليس سوى جزء من البرتوكول العشرين من برتوكولات صهيون.

والذي جاء فيه: " نحن نخلق الأزمات الاقتصادية الضخمة؛ وذلك بسحب رؤوس المال من السوق".
  وسحب رؤوس المال المذكور في البرتوكول، لا يتوقف عند معناه الظاهر، ولكن له أشكال أخرى .. كاستبدال العملة التي في أيدي الأمميين من غير اليهود بسلع ومنتجات مزيفة أو غير ضرورية.
  وذلك من خلال جعل الموضة غير متوقفة على الملابس والسيارات كما كان الحال قديمًا، وإنما إدخال الموضة في كل شيء!.
   فيستبدل المرء طواعية رأس ماله بالموضة في ملبسه وسكنه وسيارته وأجهزته وطريقة عيشه كلها، حتى ماء الشرب دخلت فيه الموضة والماركات التجارية!.

ومن خدع اليهود أيضًا لإفساد رأس مال غيرهم:

   - تشجيع الصناعات الترفيهية غير الضرورية، والتي تستخدم خامات تحتاجها الصناعات الضرورية الهامة.

  - شغل الناس بالعمل في الصناعات غير المفيدة بدلًا من العمل في الزراعة.

   - نشر ما هو مزيف بدلًا من الحقيقي!، فيُعرض ما يُعرف بالذهب الصيني بدلًا من الذهب الحقيقي، والمجوهرات المزيفة، بدلًا من الحقيقية،  فتنفق أموال الأمميين من غير اليهود في المزيف، ويحتفظ اليهود بأموالهم في الحقيقي، وهكذا..

  - إقناع الناس بتغير الموضة في الملابس والأواني والسيارات وكل الكماليات.. على أنها ضرورة العصر!، حتى أصبحت سرعة تغير الموضة كتغير فصول السنة!.

   - قتل رؤوس الأموال بإغراء أصحابها بوضعها في البنوك، وذلك برفع نسبة الربا البنكي!.

  فرأس المال إذا وضع في البنك ثبت على حاله لا يزيد، والقيمة الشرائية لهذا المال تنخفض مع الوقت، فليست المائة جنيه اليوم تشتري ما كانت تشتريه منذ سنة، فضلًا عن أن رأس المال إذا وضع في تجارة كالعقارات مثلًا لمن لا يحسن السوق ويفهمه، تراه زاد مع الأيام، وذلك تبعًا لزيادة سعر العقارات.

 هذا من الناحية الاقتصادية، خلافًا لما يتحمله أكل الربا من الإثم.

  - تسهيل استخدام الشيكات البنكية والكمبيالات، وهو ما يؤدي إلى خلق رأس مال وهمي، يأكل رأس المال الحقيقي ويبدده، وهو ما يسمى بعملية توليد الأموال.

  وكان أول من استخدم الكمبيالة في العالم، يهوديًا اسمه "سيمون".

  - تزيين المضاربة في البورصة.

 والبورصة ليست سوى صالة قمار كبيرة، لا تخضع إلى أصول تجارية واضحة، وإنما يحركها الإشاعات والدعاية، وكلهما تحت سيطرة اليهود.

  - السيطرة على التجارة المترابطة.

فلو تم لهم مثلًا السيطرة على شركة توليد الكهرباء، سيتحكمون بعدها في أسعار خطوط المترو لأنه يعمل بالكهرباء، وكذلك المصانع والمحلات والشقق، وهكذا...

وللحديث تتمة بتوسع إن شاء الله قريبا

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وكتب

أبو صهيب وليد بن سعد.

القاهرة ٢٥ / جمادى الآخرة / ١٤٣٧ هـ

3 / 4 / 2016

من خدع اليهود الاقتصادية = تشجيع التصدير!

 

من خدع اليهود الاقتصادية (2):

تشجيع التصدير من أغرب حيل اليهود الاقتصادية

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، إما بعد:

  فإن حلم أغلب الدول الوصول إلى فتح سوق دولي لتصدير منتجاتها، حتى أن الشعوب تفتخر أن دولتهم أصبحت دولة مصدرة.

   ولا شك أن التصدير له فوائد كبيرة على الدول والشعوب؛ إذ أنه من الأسباب الحقيقية في توفير فرص عمل لأهل البلد المصدِر، مع رفع كفاءة المنتجات الزارعية والصناعية المصدرة، وتوفير عملة أجنبية في خزينة الدولة تستطيع من خلالها شراء ما يلزمها مما تحتاجه من الدول الأخرى.

  بيد أن اليهود كعادتهم يضعون مخططاتهم لإفساد العالم من خلال حيل ظاهرها الرحمة والمصلحة، وباطنها العذاب والخراب.

   فإن الأصل في مفهوم التصدير هو تصدير ما جاوز احتياج البلد، فلو أن دولة تزرع الأرز مثلًا، فالأصل أن تصل للاكتفاء الذاتي فيه، ثم تصدر الفائض. وهذا هو الحال في كل السلع والمنتجات.

   أما أن تصدر الأرز، وتستورد الأرز!، فهذا غريب!

  ومع غرابته تجده موجودًا تعمل به معظم الدول، مع وجود دكاترة وأساتذة اقتصاد في هذه الدول، ولكن الحيلة اليهودية تقف بينهم وبين دولهم.

  وذلك لأن الدولة تجد مثلًا أنها تصدر أرزها بثمن أعلى من الأرز الذي تستورده!، فتظن أنها تستفيد بفرق السعر كما هو ظاهر المسألة.

  ولكن اليهود هنا يعملون على إلزام الدولة المصدرة بحصص أكبر من حجمها، ويكتب هذا في العقود والمواثيق.

  فتلجأ الدولة إلى مضاعفة إنتاجها؛ وهذا حسن إن كانت مضاعفة الإنتاج هذه لا تضعف منتجات أخر...

                  " وهنا الخدعة"

  فالأراضي الزراعية التي كانت مخصصة لزراعة باقي الحبوب والفواكه .. أصبحت الآن مخصصة لزراعة الأرز فقط، وهذه الدولة التي فرحت بفرق السعر بين سعر الأرز الذي تصدره، وسعره الذي تستورده به،  أصبحت تحتاج الآن إلى أضعاف هذا الفرق أو يزيد في استيراد باقي الحبوب والفواكه التي لم تعد تُزرع بسب غزو زراعة الأرز لأراضي الدولة.

   فأصبحت الدول قائمة على منتج واحد تجند له جميع الأراضي، ثم تحتاج إلى شراء أغلب السلع.

وهذا المنتج يختلف من دولة إلى أخرى، ولا يشترط أن يكون في مجال الزراعة فقط، بل تدخل الصناعة في هذه الخدعة

   فتسمع: عن البن البرزيلي، والأرز الفلبيني، والتفاح اللبناني، والقطن المصري، والحليب والسمن الهولاندي، والسيجار الكوبي، وهكذا.

    هذا؛ مع حرمان الشعب بالتمتع بمنتجات بلده الجيدة، فيأكل هو الأرز الردئ، في حين يستمع العالم بأرزه الطيب، وهذا مما يخلق فجوة بين الشعوب وحكوماتها، يستغلها اليهود كبوابة خلفية في إنفاذ مشاريع أخرى تخريبية.

   فضلًا عن السمسرة الدولية التي يتحكم فيها اليهود، فإنك لا تستطيع أن تصدر أو تستورد بدون ائتمان يضمن لك حقك ومالك، وهذا لا يوجد إلا في أيدي اليهود، فهم ملوك هذا الباب.

  وهناك تفاصيل أخرى في خدعة تشجيع التصدير والائتمان الدولي، ودهاليز معاهدات التجارة العالمية، لا يتسع لها هذا المقام، ولعلي أنشط له قريبا.

وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وكتب

أبو صهيب وليد بن سعد.

القاهرة ٢٥ / جمادى الآخرة / ١٤٣٧ هـ

3 / 4 / 2016

الأحد، 20 يونيو 2021

من خدع اليهود الاقتصادية : غزو الدول بالقوة الناعمة!

 

من خدع اليهود الاقتصادية (3)
غزو الدول بالقوة الناعمة!


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

   فإنه قد يَظن البعض أن قوة الاقتصاد الأمريكي والذي يخدم مصالح اليهود كما هو مُشاهد ومعلوم ، قد يُظن أن هذا الاقتصاد قائم على الغزو العسكري من احتلال دول واستغلال ثرواتها، كما حدث في العراق وغيرها.

  والحق في هذا الباب أن استغلال التفوق العسكري الأمريكي ليس متوقف على دول فقط، بل وصل الأمر لقهر قارة كاملة كأمريكا الجنوبية، فأمريكا جعلت من شعب هذه القارة عبيدًا لخدمتهم، وأرضها مزرعة لمنتجاتهم، وفي المنتهي يرمي لهم الفتات، في الوقت الذي تباع منتجاتهم وخيراتهم بالمليارات في أوربا، كما هو حال شركة الفاكهة المحدودة التي يملكها الرئيس الأمريكي السابق "بوش الأب".

   ثم نهب ثروات هذه القارة من البترول، ولك أن تتخيل المستوى المعيشي والفقر الذي تعيشه أكبر دولة منتجة للبترول في العالم وهي فنزويلا.. ومن يعترض على هذه السياسة فمصيره القتل كما حدث مع رئيس فنزويلا السابق وغيره من حكام هذه القارة البائسة!.

   ونفس الحال في دول شرق آسيا الضعيفة عسكريًا كالفلبين وفيتنام وغيرهما، يتم العمل على إفلاس هذا الدول، وعندما يستسلم أهلها للفقر، يتم تحويلهم لعبيد من خلال العمل في الشركات الأمريكية ك "Nike" وغيرها، ليس بمرتبات قليلة فقط، بل هذا المرتب لا يشتري إلا الطعام الضروري الذي يجعل صاحبه على قيد الحياة فقط، ومن أراد الزيادة في فهم هذا الباب فعليه بكتاب "مذكرات قاتل اقتصادي".

    بيد أن قوة هذا الاقتصاد اليهودي لا يَكمن في  قهر مثل هذه الدول بالقوة العسكرية، ولكن قوة هذا الاقتصاد الحقيقي يَكمن في القوة الناعمة، في غزو الدول من غير سلاح أو تهديد بحرب، ما يسميه البعض باستعباد العالم طواعية من غير قهر!.
 

  وذلك بأنه استطاعت أمريكا "اليهودية" أن تضع في أغلب دول العالم ما يشبه صندوق التبرعات لصالح الخزينة الأمريكية!.

    وذلك من خلال ما تحصله محلات مثل "كنتاكي، ومكدونالز، وبابا جونز، وبيتزا هت" وغيرها من المطاعم الأمريكية، ولو ضم إليها "بيبسي وكوكا كولا و .." ، لعلمت كم مليار يدخل الخزينة الأمريكية يوميًا من خلال أمور لا علاقة لها بالصناعة أو التجارة الحقيقية، وإنما من خلال قوة الإعلام، والتسويق الجيد.
   ليصل الأمر في المنتهى أن تشترى "طواعية" لتر المياة الغازية المكون من ماء وسكر.. بسعر أعلى من لتر البترول الذي تقوم عليه الصناعة في العالم أجمع.

كما لك أن تتخيل كم مليار يحصله اليهود من خلال محلات الوجبات السريعة في أيام أعياد المسلمين؟!
فالفرح للمسلمين .. والربح لليهود

    وهنا تكمن العبقرية اليهودية الاقتصادية في استعباد العالم طواعية، يستعبدون الخلق بالتعرف على شهواتهم وما يحبون ثم المتاجرة بها!

    فتفوق اليهود الاقتصادي مبناه ليس على الزراعة أو الصناعة، وإنما على الشهوات وإن كانت حلالًا.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وكتب

أبو صهيب وليد بن سعد.
القاهرة ٥ / شوال / ١٤٣٩ هـ

19 / 6 / 2018